د محمد الجبالي
Well-known member
[FONT="]كان إمامنا في صلاة التراويح أمس شاب فلسطيني مهندس، انتهى حديثا من دراسة الهندسة (ميكانيكا السيارات) في الجامعة العالمية الإسلامية كوالالمبور.[/FONT]
[FONT="]جاء هذا الشاب ليُعَرِّف الناس بفلسطين المحتلة، ويجمع تبرعات لأجل الشعب الفلسطيني المقهور تحت الاحتلال اليهودي.[/FONT]
[FONT="]وخلال التراويح قام فعَرَّفَ بفلسطين المغتصبة، وجرائم الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني، وعَرَّفَ بفضل المسجد الأقصى ومكانته في الإسلام، وعَرَّفَ بشيء من تاريخ المسجد للعبرة، ثم تَحَدَّثَ عن واجب المسلمين الآن نحو المسجد وكيفية نصرته.[/FONT]
[FONT="]كلمته كانت حوالي عشرون دقيقة لكنها كانت معبرة تعبيرا واعيا واضحا مؤثرا عن القضية الفلسطينية، ومعه مترجم ذو علم، نقل كلام الفتى للناس بإيجاز ومهارة.[/FONT]
[FONT="]أعجبني هذا الشاب جدا.[/FONT]
[FONT="]وذكرني بإمام فلسطيني آخر جاء السنة الماضية لأداء نفس المهمة، وكان شابا في مثل عمر إمام هذه السنة، جاء من الأردن خصيصا للمهمة، تبدو هيئته كهيئة الشباب الذين يُسَمَّوْن بالسلفية.[/FONT]
[FONT="]وللأسف حين دُعِيَ للحديث عن القضية التي جاء من أجلها لم يحسن، بل بدا عاجزا خاويا.[/FONT]
[FONT="]وأسف آخر : حين أمَّنا في الصلاة قرأ من برنامج على التلفون ولم يقرأ مما يحفظ.[/FONT]
[FONT="]لقد التقيتُ صِنفين من أهل العلم وتعاملتُ معهم وخبرتهم ولي أصدقاء مِن هؤلاء ومِن أولئك:[/FONT]
[FONT="]الصنف الأول:[/FONT]
[FONT="]شباب وشيوخ درسوا في الكليات النظرية شريعة، وأصول دين، ودراسات إسلامية، وغيرها، وتخصصوا في علوم الشريعة، فوجدتُ الذي على علم منهم أكثرهم أوعية للعلم، حفظة، ينقصهم الفهم الواسع ، والفقه بالواقع ، وينقصهم مهارة الإيجاز في التعبير والجواب.[/FONT]
[FONT="]فتجد بعضهم إذا سُئل يطوف بالسائل طوافا بين الأدلة بما يرهق عقل السائل ويحيره قبل أن يقول له والراجح في مسألتك كذا.[/FONT]
[FONT="]والصنف الثاني: [/FONT]
[FONT="]أطباء ومهندسون وخريجوا الكليات العلمية الفيزياء والكيمياء وغيرها.[/FONT]
[FONT="]بعض هؤلاء درس في كليات الدراسات الإسلامية والحقوق والشريعة إلى جانب دراستهم العلمية الأصلية، [/FONT]
[FONT="]وبعضهم قرأ في كتب الفقه والتفسير والحديث وجمع العلم بنفسه.[/FONT]
[FONT="]وجدت هذا الصنف أكثرهم أعظم فهما للدين وعلومه وأذكى وأحكم ربطا بين علوم الشريعة والواقع.[/FONT]
[FONT="]كما أنهم إذا سئلوا أراحوا صدر السائل إلى الجواب من أقرب طريق مع الدليل الوافي.[/FONT]
[FONT="]فرق آخر ألاحظه بين الصنف الأول والصنف الثاني وهو:[/FONT]
[FONT="]الصنف الأول كثير منهم إذا تَحَدَّث للناس تَحَدَّث مِن عَلٍ، فأقام نفسه مقام العالم الممزوج بشيء من كبر.[/FONT]
[FONT="]أما الصنف الثاني فقد وجدتهم - وإن خاطبوا الناس على قدر عقولهم- لكن المتحدث إليهم يشعر أنهم قريبون منهم منزلا ومنزلة.[/FONT]
[FONT="]وقد يكون الصنف الثاني أقل علما من الصنف الأول ، لكنهم رغم ذلك أفقه وأوعى وأقدر على حل المشكلات والقضايا وأقرب إلى الناس من الصنف الأول.[/FONT]
[FONT="]والله أعلم[/FONT]
[FONT="]د. محمد الجبالي[/FONT]
[FONT="]جاء هذا الشاب ليُعَرِّف الناس بفلسطين المحتلة، ويجمع تبرعات لأجل الشعب الفلسطيني المقهور تحت الاحتلال اليهودي.[/FONT]
[FONT="]وخلال التراويح قام فعَرَّفَ بفلسطين المغتصبة، وجرائم الاحتلال في حق الشعب الفلسطيني، وعَرَّفَ بفضل المسجد الأقصى ومكانته في الإسلام، وعَرَّفَ بشيء من تاريخ المسجد للعبرة، ثم تَحَدَّثَ عن واجب المسلمين الآن نحو المسجد وكيفية نصرته.[/FONT]
[FONT="]كلمته كانت حوالي عشرون دقيقة لكنها كانت معبرة تعبيرا واعيا واضحا مؤثرا عن القضية الفلسطينية، ومعه مترجم ذو علم، نقل كلام الفتى للناس بإيجاز ومهارة.[/FONT]
[FONT="]أعجبني هذا الشاب جدا.[/FONT]
[FONT="]وذكرني بإمام فلسطيني آخر جاء السنة الماضية لأداء نفس المهمة، وكان شابا في مثل عمر إمام هذه السنة، جاء من الأردن خصيصا للمهمة، تبدو هيئته كهيئة الشباب الذين يُسَمَّوْن بالسلفية.[/FONT]
[FONT="]وللأسف حين دُعِيَ للحديث عن القضية التي جاء من أجلها لم يحسن، بل بدا عاجزا خاويا.[/FONT]
[FONT="]وأسف آخر : حين أمَّنا في الصلاة قرأ من برنامج على التلفون ولم يقرأ مما يحفظ.[/FONT]
[FONT="]لقد التقيتُ صِنفين من أهل العلم وتعاملتُ معهم وخبرتهم ولي أصدقاء مِن هؤلاء ومِن أولئك:[/FONT]
[FONT="]الصنف الأول:[/FONT]
[FONT="]شباب وشيوخ درسوا في الكليات النظرية شريعة، وأصول دين، ودراسات إسلامية، وغيرها، وتخصصوا في علوم الشريعة، فوجدتُ الذي على علم منهم أكثرهم أوعية للعلم، حفظة، ينقصهم الفهم الواسع ، والفقه بالواقع ، وينقصهم مهارة الإيجاز في التعبير والجواب.[/FONT]
[FONT="]فتجد بعضهم إذا سُئل يطوف بالسائل طوافا بين الأدلة بما يرهق عقل السائل ويحيره قبل أن يقول له والراجح في مسألتك كذا.[/FONT]
[FONT="]والصنف الثاني: [/FONT]
[FONT="]أطباء ومهندسون وخريجوا الكليات العلمية الفيزياء والكيمياء وغيرها.[/FONT]
[FONT="]بعض هؤلاء درس في كليات الدراسات الإسلامية والحقوق والشريعة إلى جانب دراستهم العلمية الأصلية، [/FONT]
[FONT="]وبعضهم قرأ في كتب الفقه والتفسير والحديث وجمع العلم بنفسه.[/FONT]
[FONT="]وجدت هذا الصنف أكثرهم أعظم فهما للدين وعلومه وأذكى وأحكم ربطا بين علوم الشريعة والواقع.[/FONT]
[FONT="]كما أنهم إذا سئلوا أراحوا صدر السائل إلى الجواب من أقرب طريق مع الدليل الوافي.[/FONT]
[FONT="]فرق آخر ألاحظه بين الصنف الأول والصنف الثاني وهو:[/FONT]
[FONT="]الصنف الأول كثير منهم إذا تَحَدَّث للناس تَحَدَّث مِن عَلٍ، فأقام نفسه مقام العالم الممزوج بشيء من كبر.[/FONT]
[FONT="]أما الصنف الثاني فقد وجدتهم - وإن خاطبوا الناس على قدر عقولهم- لكن المتحدث إليهم يشعر أنهم قريبون منهم منزلا ومنزلة.[/FONT]
[FONT="]وقد يكون الصنف الثاني أقل علما من الصنف الأول ، لكنهم رغم ذلك أفقه وأوعى وأقدر على حل المشكلات والقضايا وأقرب إلى الناس من الصنف الأول.[/FONT]
[FONT="]والله أعلم[/FONT]
[FONT="]د. محمد الجبالي[/FONT]