المعنى الأقرب لكلمة أنشزوا من القران الكريم.

فتحي صالح

New member
إنضم
12 مايو 2013
المشاركات
34
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
45
الإقامة
صنعاء - اليمن
يقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [المجادلة : 11]

وقد ورد في تفسير الكلمة أنها بمعنى قوموا أو اخرجوا في معظم التفاسير ..

بإجراء المقارنة البسيطة التالية لجذر الكلمة نجد أنها وردت في ثلاثة مواضع أخر في القران الكريم هي:

1- قوله تعالى:
أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [البقرة : 259]
2- قوله تعالى:
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً [النساء : 34]
3- قوله تعالى:
وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً [النساء : 128]

وبالمقارنة البسيطة بين الايات الثلاث مع اية المجالس فما الذي يجمع بين العظام التي تنشز و المرأة الناشز و البعل الناشز و النشوز في المجالس؟؟
بعد التفكير أجد أن التصلب والثبات (الذي هو عكس اللين) هو الذي يصل بين الايات.
فالعظام تتصلب وتثبت ثم يكسوها الله لحما.
والمرأة و البعل الناشزين هما الصلبين العنيدين الغير ليني الجانب.

وعلى هذا فالمقصود بانشزوا في المجالس هو اثبتوا بمعنى عكس الفسح تماما بدليل أيضا أن ما بعدها "يرفع الله الذين امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" بمعنى أن هؤلاء لاينبغي مزاحمتهم في المجالس وينبغي أن نقول لهم انشزوا مكانكم أي اثبتوا مكانكم.

أرى أن هذا أقرب الى المعنى من اخرجوا وهو مالا ينسجم مع الايات الباقية التي تحمل نفس الكلمة.
لذلك فالمقارنات بجذور الكلمة في جميع ايات القران الكريم هي مهمة جدا وتجعل القران الكريم يفسر بعضه.
هذا والله أعلم.​
 
يقول الراغب الأصفهاني (ت:502هـ) في المفردات : " النَّشْزُ : المُرْتَفِعُ من الأرضِ ، ونَشَزَ فلانٌ : إذا قصد نَشْزاً ، ومنه : نَشَزَ فلان عن مقرِّه : نَبا ، وكلُّ نابٍ نَاشِزٌ."
ويقول الطبري (ت:310هـ) في تفسيره : " { وإذَا قِيلَ انْشُزُوا فانْشُزُوا } يقول تعالى ذكره: وإذا قيل ارتفعوا، وإنما يُراد بذلك: وإذا قيل لكم قوموا إلى قتال عدوّ، أو صلاة، أو عمل خير، أو تفرّقوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقوموا."
 
الأستاذ حسن عبدالجليل
نعم لاحول ولا قوة إلا بالله ... ولكن ما تعليقك على الموضوع؟؟ هل نحن مخطئون عندما نقارن بين الكلمة الواحدة في الايات المتعددة.. هل في هذا المنهج ما يعيب؟؟
الأخ عبدالكريم عزيز.. هل يحق لنا أن نسأل الأصفهاني من أين جاء بهذه المعاني .. هل هي المتداولة من لغة العرب ؟؟ ولكن هل يعجز القران عن أن يفسر نفسه بنفسه.
أنا أؤمن بأن جذر الكلمة لا يتغير في بيان القران الكريم لذلك لا بد أن تنسجم الكلمة الواحدة في المواضع جميعا في القران الكريم.
 
المشارك فتحي صالح
لو أنك اطلعت على القراءة الثانية ننشرها لعلك تقول نقصّها ، ولعلك بعد قليل تقول في قوله تعالى فعظوهن مشتق من العض، فبفهمك المميز أرجو أن تشرح لي معنى كلام الأعشى ؛
كناطحٍ صخرةً يوماً ليفلقها............فلم يضرها وأوهى قرنهُ الوعلُ
فقد يكون النطح غير الذي نفهم، وقد يكون الصخر غير الذي نعرف ، وقد يكون الفلق إخراج الجوهر ، والقرن الحقبة الزمانية ، ولعل الوعل الذي يحمل الأرض على قرنية!!!!!
التنطع والتكلف في العلم بغية الظهور والشهرة منبوذ عند جميع العلماء، وما هكذا مسالك العلماء ، فإن أتقنت بحثا فضعه بشواهده ليحكم عليه أهل العلم من أهل هذا الملتقى وغيرهم ممن يقرأ ، لكن إلقاء الشبهات السقيمة دون أدلة ظاهرة فيه تكلّف وإضاعة لأوقات الناس بما لا ينفع.
رحم الله الإمام الشافعي الذي قال:
أخي لن تنال العلم إلا بستةٍ ............ سأنبيك عن تفصيلها ببيـان
دكاء واصطبار وحرص وبلغه ........... وصحبة استاذٍ وطول زمـان
الدكاء فطنة القلب
 
الأستاذ حسن عبدالجليل
ليس لنا رغبة في شيء من الشهرة أو غيرها بل نطمح لأن يكون لنا تفكير مستقل منبثق عن كتاب الله تعالى بسيط ومعقول وبعيد عن كثرة التعقيد الذي لاطائل منه وكذلك نريد أن نثبت أن القران الكريم هو مرجع المراجع جميعا.
أما بخصوص الاية التي قلت أنها في إحدى القراءات "العظام كيف ننشرها" فإن صحت على هذه القراءة فلن تؤثر في مقارنتنا شيئا إذ سنستثنيها من الايات التي نقارن بينها لأن لفظها ليس من ذات الجذر.
ومع ذلك فالمعنى الذي ذهبنا إليه مازال قائما مع المقارنة بايات المرأة الناشز والبعل الناشز و المجالس.
الفكرة هي أن القران الكريم قادر على تفسير نفسه بنفسه بعدة طرق هذه واحدة منها.
فإن كنت تؤمن بأن جذر الكلمة لايتغير في القران الكريم فستجد ما ذهبنا اليه منطقي. أما إن كنت ترى أن كل اية يتم تفسير نفس اللفظ بطريقة مختلفة فالمجال سيكون واسع جدا للاختلاف.
هذا والله أعلم.
 
يقول سيد طنطاوي (ت:1431هـ) في تفسيره : " ثم أرشدهم - سبحانه - إلى نوع آخر من الأدب السامي فقال : { وَإِذَا قِيلَ انشزوا فَانشُزُواْ } .
والنشوز الارتفاع عن الأرض ، يقال : نشَز ينشُز وينشِز - من بابى نصر وضرب - إذا ارتفع من مكانه .
أي : وإذا قيل لكم - أيها المؤمنون - أنهضوا من أماكنكم ، للتوسعة على المقبلين عليكم ، فانهضوا ولا تتكاسلوا ."
 
أحبابنا الكرام تحية طيبة مباركة ملئها الود والمحبة

أحبابنا الكرام تحية طيبة مباركة ملئها الود والمحبة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

أحبابنا الكرام تحية طيبة مباركة ملئها الود والمحبة ، وشكر الله سعيكم وجهودكم الحثيثة ابتغاء مرضات الله
قال تعالى ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) الآية وقال الله عز وجل ( كتاب أنزلناه اليك مبارك ليدبروا آياته
وليتذكر أولوا الألباب ) الآية ، وقال تعالى ( وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا ) الآية
ونصيحة رسول الله لأمته وهي أغلى نصيحة من مبعوث الرحمة للعالمين ( ستكون فتن كقطع الليل المظلم ) فسئل
ما المخرج منها ؟ فقال : ( كتاب الله تبارك وتعالى )
فاللفظ الغريب هو اللفظ غير ظاهر المعنى ولا مألوف الاستعمال لدى العلماء ومعرفة
هذا الفن من ضرورية المفسر وشروطه ، وأول من فسر غريب القرآن هو عبد الله بن عباس
في اجاباته على أسئلة نافع بن الأزرق أحد زعماء الخوارج ، وتضمنت معاني مائتي كلمة من غريب
القرآن ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه ) الآية ، واقتضت حكمة
العلي الحكيم أن يجد في طلب ما استعصى على الفهم ليتسع ما اذخر من اجتهاد بتوسع رقعة العالم الاسلامي
بدخول الناس في دين الله أفواجا ودخول العناصر الغريبة عنه ليتسق الفهم والادراك لصيغ المعاني باشتراك
ألفاظها ومأثورها فيصبح اللسان العربي صحيحا محروسا متسعا لا يدخله الخلل ، فلقد خالط العرب غير جنسهم
من الروم والفرس والحبش والنبط وغيرهم من الأمم التي فتح الله على المسلمين بلادهم وتعلموا من اللسان العربي
الكثير ، ما ينفعها في دنياها وآخرتها .
وبالنسبة لهذه الكلمة (نشز) فلقد وردت في سورة البقرة (ننشزها) فمن القراء من قرأها (ننشرها) بحرف الراء وتعني
نحييها (ننشرها ) أي نخرجها من القبور ، يقال : أنشر الله الميت فنشر ، وهناك من قرأها ننشزها بحرف الزاي
وتعني نحرك بعضها الى بعض ونزعجه
يقال : نشز الشيء ، ونشزت المرأة على زوجها ، (ننشزها ) نرفعها ، ووردت في سورة المجادلة (انشزوا) أي قوموا
ارتفعوا ومأخوذة من النشز ، وفي سورة النساء وردت (نشوزا ) أي بغضا ، النشوز : أي الارتفاع يقال : نشزت
المرأة على زوجها ونشصت اذا تركته ولم تطمئن عنده وتعني : بغض المرأة للزوج .

 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

وبالنسبة لهذه الكلمة (نشز) فلقد وردت في سورة البقرة (ننشزها) فمن القراء من قرأها (ننشرها) بحرف الراء وتعني
نحييها (ننشرها ) أي نخرجها من القبور ، يقال : أنشر الله الميت فنشر ، وهناك من قرأها ننشزها بحرف الزاي
وتعني نحرك بعضها الى بعض ونزعجه

وبيان معنى الآية الكريمة يكون بالجمع بين القراءتين فهذا العبد الصالح الذي سأل الله تعالى عن كيفية الإحياء أماته الله مئة عام ثم بعثه فأراه كيفية إحياء العظام المترممة ؛ كيف جمعت وهي بالية وتماسكت وارتفعت (ننشزها) وكيف عادت إليها الحياة (ننشرها)
 
الأخ فتحي صالح بعد التحية
لعل الذي أغاظ بعض الأساتذة من طرحك تفسيرك النشوز بالثبات وهو تفسير يتسم بالنشوز، وادعاؤك أن هذا من قبيل تفسير القرآن بالقرآن مع الغفلة عن باب ذي أولوية في أصول التفسير وهو الوجوه والنظائر زاد الطين بلة، فتفسير القرآن بالقرآن ليس هذا مسلكه، ثم أتيت بأمر عجب إذ ادعيت أن لحاق الآية يعزز ما ذهبت إليه.
على أنه يعجبني أمر أشرت إليه لكنك لم تحسن استثماره الاستثمار الأمثل، وهو أن معنى الثبات حاضر في النشوز، فأولئك الذين أمروا بالنشوز من المجالس أي بالقيام منها لأداء مقصد مراد يحتاجون إلى الثبات في تطبيق ما أمروا به، وهو يدل على الانتقال من دائرة العلم النظري في تلك المجالس، إلى التطبيق العملي في واقع الحياة، وهذا التطبيق يحتاج إلى ثبات في استحضار ما تعلموه نظرياً، وهو ما يعززه قول الحق سبحانه في اللحاق: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} ثم أنعم النظر في قوله: {والله بما تعملون خبير}، ولا خير في علم لا يدل عليه عمل.
فلو أدرت عجلة الفهم على هذا الذي وضعته بين يديك لتخلصت مما وقعت فيه، وتلخصت المعاني في نور المباني، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
 
النشوز في القرآن الكريم عملية طبيعية في الحياة

النشوز في القرآن الكريم عملية طبيعية في الحياة

نشوز العظام يتبعه كسوة اللحم
نشوز الزوجة تتبعه التربية
نشوز الزوج يتبعه الصلح
نشوز الجالس يتبعه التوسعة في المجلس

والله أعلم وأحكم
 
عودة
أعلى