المعجزة

سهاد قنبر

New member
إنضم
01/06/2011
المشاركات
388
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
المعجزة
أستميح القارئ عذراً أن يكون مدخلي للموضوع حديثاً عن النفس؛ فقد درست في الجامعة مساقاً يُعنى بإعجاز القرآن وكان من أثقل المساقات لا لصعوبته بل لأنه تعذر علي معرفة وجه الإعجاز بعد أن حفظت كل الآراء والأقوال فيه، وقرأت بحوثاً مطولة عن القول بالصرفة والردود عليها ولم أضع يدي على الإعجاز.
ولما كنت أحمل فكراً تجريدياً تنظيرياً كما ينعتني أساتذتي، فكراً لا يؤمن بالنسبية ويحتاج إجابات قاطعة فقد ظل ملف الإعجاز مفتوحاً عندي أذكره تارة وأنساه أخرى، وظل سؤال يتردد في النفس مالذي سمعه عتبة من القرآن حتى قال أصحابه بعضهم لبعض: لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به؟ وما الذي جعل أنيس الشاعر يقول: والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون؟ ولماذا قال الوليد بن عقبة فور سماع كتاب الله: ما يقول هذا بشر؟ مالذي سمعه أهل البلاغة وأبناء بجدتها حتى لا يزيدون في جوابهم عن الصمت عند سماعهم(قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً)؟
فلما أُسقط في يدي وعدمت الأجوبة سلَّيت النفس بأنها ليس لها ناقة ولا جمل في البلاغة والبيان فانّى لها أن تعرف موطن إعجاز كتاب الله والقرآن.
ثم عاد الأمر ملحاً إلى ذهني إذ كيف أستطيع فهم معجزة النبي موسى عليه السلام وعيسى ولا أفهم معجزة محمد صلى الله عليه وسلم؟
وإذا كان من شروط المعجزة نقض العادة فكيف كان نقض العادة في القرآن؟
ومما أسعدني أن وقفت على كلام لعبد الله محمد صديق الغماري نقله عنه محمود شاكر يقرّ فيه أنه يتعذر معرفة وجه إعجاز القرآن ومعرفة الأمر في الوقوف على كيفيته، هذا الكلام جعلني أعرف أن مشكلتي مع الإعجاز ليست شخصية وجعلني أنظر للأمر من وجهة نظر أخرى وهي أن دراسات الإعجاز ليست كافية في تجلية المعجزة الخالدة معجزة القرآن.
لعلي أطلت ولو اختصرت لكان أليق لكني أردت القول أنه في ظل هذه التساؤلات حصلت على كتاب(المعجزة: إعادة قراءة الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم) للدكتور أحمد بسام الساعي، وقد أنفق المؤلف في إنجازه عقدين من الزمان وهو من أعذب وأمتع الكتب في الدراسات القرآنية، ولعل القارئ يتعجب من وصفي للكتاب بالعذوبة وهو لفظ جرت العادة أن يطلق على الأدب والشعر، والسبب أن هذا الكتاب له تأثير رواية ممتعة لا تملك منها فكاكاً حتى تنتهي من قراءة آخر سطر فيها.
يقول الكاتب تحت عنوان رحلتي في آلة الزمان:" كم تساءلت فيما بيني وبين نفسي : ترى هل هناك آلة تستطيع أن تسبح بي في فضاءالزمان لتعبر بي أربعة عشر قرناً إلى الوراء فأستطيع سماع القرآن بأذن العربي الأول وكأنني أسمعه كما سمعه هو أول مرة؟ هل أستطيع التجرد من ذاكرتي القرآنية بل الإسلامية وأتصور أنني ذلك الجاهلي الذي عاش عصر الوحي، وسمع القرآن وهو يتنزل آية بعد آية، فتلتقط أذناه عذرية التعبير القرآني، وهما ما تزال بريئتين من التعود والتكرار والألفة التي تحجب عنهما عبقرية هذا التعبير وجدته وتفرده"(المعجزة،ص49).
طرح الكاتب كل ما كان يجول في نفسي من تساؤلات بأسلوب أدبي رصين ومن الأسئلة التي طالما حيرتني رواية ابن عساكر لقصة عتبة عندما عاد إلى قومه بعد سماعه القرآن من الرسول عليه الصلاة والسلام فسألوه ما وراءك؟ فقال: ما تركت شيئاً أرى أنكم تكلمون به إلا كلمته، قالوا: فهل أجابك؟ قال: نعم، لا والذي نصبها بنية ما فهمت شيئاً مما قاله غير أنه أنذركم صاعقة مثل صاعقة عادوثمود، قالوا: يكلمك الرجل بالعربية ولا تدري ما قال، قال: والله ما فهمت شيئاً مما قال غير ذكر الصاعقة. الرواية السابقة كانت بالنسبة لي لغزاً من الألغاز إذ كيف لم يفهم عتبة القرآن وهو بالعربية؟ وقد أجاب الكاتب عن تساؤلي تحت عنوان: (وقع الصدمة التجديدية على العربي الأول:" هكذا كان شأن عتبة مع النسيج اللغوي القرآني الجديد، إنه لم يفهم ما تلي عليه، ليس لأن لغة القرآن ليست عربية أو ليست مفهومة، بل لأن عقله كان لا يستطيع أن يجمع في وقت واحد القدرة على التقاط معاني ما يسمع، وهي أيضاً معاني جديدة ومختلفة وغريبة كلياً عليه، والقدرة على تلقي اللكمات القوية والصدمات المتلاحقة للغة الجديدة وألفاظها وتراكيبها وبنائها وعلاقاتها التي تختلف عن كل ما عرف من قبل، فإما أن يتلقى هذه وإما أن يتلقى تلك، شأنه شأن حارس المرمى الذي لا يستطيع ان يصد في مرماه كرتين في وقت واحد لقد علقت بذهنه آخر عبارة فقط من الآيات، وهي وحدها التي أدرك معناها، فقد كان لديه الوقت الكافي، وقد توقفت الصدمات اللغوية مع انتهاء قراءة الآيات، ليلتقط أنفاسه ويبتلع هذا المعنى ويتبينه ويهضمه في أثناء رحلة العودة إلى قومه من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم"(المعجزة، ص35).
وتتلخص نظرية الدكتور الساعي في الإعجاز بأن للقرآن لغته واستعمالاته الخاصة التي تختلف عن استعمالاتنا البشرية، أي أن" للقرآن لسانه الخاص ليتصل باللسان العربي كما يشاء وينفصل عنه عندما يريد ويهيمن عليه سائر الأحوال، وما التحدي والإعجاز –خاصة-بالنظم والأسلوب والبلاغة والفصاحة إلا بعض مظاهر هذا الانفصال عن لسان العرب"(المعجزة، ص17).
عرض الكاتب نظريته تحت عنوانات متميزة تتسق مع كون الكتاب تجديداً في دراسة الإعجاز او كما سماه صاحبه (إعادة قراءة الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم) من هذه العنوانات: الشخصية اللغوية للقرآن الكريم، السبيكة القرآنية، البناء الجديد للصورة القرآنية، الفن القرآني الجديد،اللغة المنفتحة في القرآن الكريم ....وغيرها.
إن قول الكاتب بأن القرآن أتى بلغة جديدة ليس بدعاً من القول بل هي إشارات التقطها من هنا وهناك وبنى عليها نظريته ومن هذه الإشارات قول الجرجاني أن دلائل إعجاز هذا الكتاب هو ما جاء به الجديد في القرآن، ومن هذه الإشارات كذلك قول الرافعي بأن "أكثرما جاء في القرآن الكريم كان جديداً لم يوضع من قبله ذلك الوضع، ولم يجر في استعمال العرب كما أجراه فهو يصب اللغة صباً في أوضاعه لأهلها لا في أوضاع أهلها"، ومن هذه الإشارات ما هو مبثوث في كتاب (مداخل إعجاز القرآن) لمحمود شاكر.
ما سبق ذكره لا يعني أن كتاب(المعجزة) بدون ثغرات، فقد بلغت جرأة الكاتب في طرح نظريته أحياناً حد التهور، ووقع في بعض التناقضات، وعانت بعض فرضياته من عدم كفاية الأدلة، لكن هذا لا ينفي أن الكتاب يعد فريداً في بابه، ويمكن أن يفتح آفاقاً واسعة في دراسة الإعجاز القرآني ليس فقط في البناء عليه من المتأحرين وإنما في إعادة قراءة الإعجاز عند المتقدمين.
 
موضوع كبير في غاية الأهمية وشيقـ ، بارك الله فيك أختنا سهاد،،
...ومما أسعدني أن وقفت على كلام لعبد الله محمد صديق الغماري نقله عنه محمود شاكر يقرّ فيه أنه يتعذر معرفة وجه إعجاز القرآن ومعرفة الأمر في الوقوف على كيفيته، هذا الكلام جعلني أعرف أن مشكلتي مع الإعجاز ليست شخصية وجعلني أنظر للأمر من وجهة نظر أخرى وهي أن دراسات الإعجاز ليست كافية في تجلية المعجزة الخالدة معجزة القرآن...
صحيح، لكن لماذا؟ هنا لابد من التمييز بين أمرين: خلود المعجزة القرانية وخلود طريقة أو كيفية إدراك هذا الإعجاز.
هناك حدس (طبع وتذوق أو مشاهدة بالنسبة للمعجزة الحسية) ومنهج (علم عقلي) وخبر (علم نقلي)، طرق ثلاثة في معرفة إعجاز القرآن. علينا أن نتعلم الفرق كيف كان القرآن يعجز على المستوى الحدسي و العلمي والسمعي وكيف أصبح يعجز على نفس المستويات.
 
لكن قبل تلك الأسئلة سؤال آخر: ما معنى (معجزة القرآن مستمرة) بأدلة من القرآن والسنة؟
 
بسم1
بارك الله فيكم اخوتي
القران كلام الله ، وقد تكلم سلفنا الصالح في وجوه اعجازه
ولكن هناك آيه واحدة - اقف عندها كثيرا -
وارى انها هي - اعجاز القران
وهي قوله تعالى ( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلاَفاً كَثِيراً) النساء (82)
فهذا هو التحدى العظيم الباقي الي يوم رفع القران من الارض.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
لكن قبل تلك الأسئلة سؤال آخر: ما معنى (معجزة القرآن مستمرة) بأدلة من القرآن والسنة؟
مما لا شك فيه أن الحديث عن إعجاز القرآن حديث يطول لكن المقصد من الموضوع هو المعجزة التي وقع بها التحدي للمشركين زمن تنزل كتاب الله وهذه المعجزة التي صدمتهم لم تحتج منهم للنظر في القرآن كاملاً بل في سورة منه وهو أدنى درجات التحدي ولهذا يعد أي حديث عن أي وجه للإعجاز غير البياني غير منطقي لأن السورة من القرآن قد لا يكون فيها إخبار بالغيب ولا إعجاز علمي ولا تشريعي ولا غيره، أضف إلى هذا استحضار أن القرآن نزل منجماً، على أية حال هذا الموضوع هو محاولة مني لإلقاء الضوء على كتاب الدكتور أحمد الساعي (المعجزة) وما أراه أن مصطلح الإعجاز يحتاج إلى دراسة وتحرير للوقوف على التطور الدلالي له.
 
بسم1
بارك الله فيكم اخوتي
القران كلام الله ، وقد تكلم سلفنا الصالح في وجوه اعجازه
ولكن هناك آيه واحدة - اقف عندها كثيرا -
وارى انها هي - اعجاز القران
وهي قوله تعالى ( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلاَفاً كَثِيراً) النساء (82)
فهذا هو التحدى العظيم الباقي الي يوم رفع القران من الارض.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله مرورك الآية التي ذكرتها تدل على ربانية مصدر القرآن، وحديثي عن الإعجاز اللغوي الذي تحدى به الله المشركين وهذا الإعجاز يظهر في سورة واحدة من القرآن وهو أعلى درجات التحدي، وقضية الإعجاز كما سبق وذكرت طويلة ولها مصادرها.
 
بسم1
استمحيكم عذرا - عندي امر اود ان اشير اليه - الا وهو ..
ان كفار مكه لم يكونوا على درجة واحده في التمكن من لغات العرب ، فهناك الدرجة الرفيعة في فهم اساليب العرب وكلامهم واتقانها ومابين ذلك ، ومثال على ذلك ، قصة موسى عليه السلام مع فرعون ، فان السحرة هم من عرفوا ، صدق موسى عليه السلام وبشكل فوري وتلقائي وان ما أتي به حقيقه وليس سحرا وذلك لتمكنهم من السحر واساليبه، وكذلك كفار مكه كان فيهم سحرة ولكن من نوع اخر ، هو سحر منتهى علم البيان واللغة ، فكان فيهم من يحدث الفرق في كلمتين ويعرف الاختلاف بمجرد السماع فقط وذلك لشده تمكنه من لغات العرب صناعة وفنا وملكه ، وايضا اذا تتبعنا السيره نجد ان من المسلمين ، من آمن وصدق برسول الله صلى الله عليه وسلم ابتداء بسبب ليس فيه سماع للقران.
 
شكر الله مرورك الآية التي ذكرتها تدل على ربانية مصدر القرآن، وحديثي عن الإعجاز اللغوي الذي تحدى به الله المشركين وهذا الإعجاز يظهر في سورة واحدة من القرآن وهو أعلى درجات التحدي، وقضية الإعجاز كما سبق وذكرت طويلة ولها مصادرها.

اقول : وانا لم اذهب بعيدا ..! وذلك بمعرفة المقصد من الاعجاز اللغوي ؟ فالاعجاز اللغوي هو البرهان والدليل على ربانية مصدر القران وباعتبار ماينتهي اليه هو .. نوع من (ايجاد التناقض والتضاد والاختلاف ) في كلام الله عزوجل .
وعليه ، وكأمر اجتهادي من عندي ادخله فى الاية -وقوله تعالى ( أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلاَفاً كَثِيراً) .


والله اعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
بارك الله بك أخي الكريم عمرأحمد،،
عندي ملاحظة أو بعض الملاحظات،
قلتَ: (فان السحرة هم من عرفوا ، صدق موسى وبشكل فوري وتلقائي وان ما أتي به حقيقه وليس سحرا وذلك لتمكنهم من السحر واساليبه).
أقول: هذا صحيح وبالتفصيل سوف نظطر للتخصيص، أليس كذلك؟ ليس كل السحرة بل سحرة في يوم الزينة ونظرا لتخطيط فرعون لهذا اليوم أعتقد أنهم كانوا من كبار السحرة. هؤلاء عرفوا (الآية الكونية) - معجزة موسى عليه السلام - بـ "العلم التجريبي" ويقابل هذا العلم بالنسبة للآية التدوينية - معجزة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم: القرآن - عند العرب وقت نزول القرآن ما أشرت إليه في المشاركة أعلاه بـ "الحدس". إذن: كبار السحرة عرفوا مكمن الإعجاز بالعلم التجريبي مقابل بلغاء الجاهلية عرفوا الإعجاز بالحدس (السليقة الفطرية والتذوّق والممارسة الفنية في أساليب اللغة). أليس كذلك؟ الآن، سننتقل من العلم التجريبي والحدس إلى مستوى آخر وهو "العلم النظري" - الإستنباط العقلي - ومن هذا المنطلق سوف نظطر للوصول إلى نتيجة أن من غير سحرة يوم الزينة جمع عرف كيف يميز بين فعل هؤلاء السحرة و فعل موسى بالعلم النظري وقد يكون هؤلاء من السحرة الذين لم يشاركوا في يوم الزينة إلى جانب سحرة لا يمارسون السحر أو علماء يعرفون السحر من غير ممارسة له الخ. أليس كذلك؟ الآن، سننتقل من النظر إلى مستوى ثالث وهو الخبر، وهذا واضح.

السؤال المطروح هنا: هل معجزة سيدنا موسى عليه السلام مستمرة، ولم؟

والباقي فيما يأتي .. إن شاء الله،،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
( ومما أسعدني أن وقفت على كلام لعبد الله محمد صديق الغماري نقله عنه محمود شاكر يقرّ فيه أنه يتعذر معرفة وجه إعجاز القرآن ومعرفة الأمر في الوقوف على كيفيته، هذا الكلام جعلني أعرف أن مشكلتي مع الإعجاز ليست شخصية وجعلني أنظر للأمر من وجهة نظر أخرى وهي أن دراسات الإعجاز ليست كافية في تجلية المعجزة الخالدة معجزة القرآن )
هلا تكرمت الأستاذة الفاضلة وفقها الله بعرض كلام الغماري هنا من أصل موضعه ، لعلي أدرك وجه الاتفاق بينها وبينه رحمه الله في هذا الخصوص ..
 
( ومما أسعدني أن وقفت على كلام لعبد الله محمد صديق الغماري نقله عنه محمود شاكر يقرّ فيه أنه يتعذر معرفة وجه إعجاز القرآن ومعرفة الأمر في الوقوف على كيفيته، هذا الكلام جعلني أعرف أن مشكلتي مع الإعجاز ليست شخصية وجعلني أنظر للأمر من وجهة نظر أخرى وهي أن دراسات الإعجاز ليست كافية في تجلية المعجزة الخالدة معجزة القرآن )
هلا تكرمت الأستاذة الفاضلة وفقها الله بعرض كلام الغماري هنا من أصل موضعه ، لعلي أدرك وجه الاتفاق بينها وبينه رحمه الله في هذا الخصوص ..
أخي الكريم شكر الله مرورك نقلت ما نقله محمود شاكر عن الغماري ولم أطلع على كتاب الغماري نفسه وسأفعل إن شاء الله إن وجدت الكتاب على الشبكة العنكبوتية.
 
هلا تكرمت الأستاذة الفاضلة وفقها الله بعرض كلام الغماري هنا من أصل موضعه ، لعلي أدرك وجه الاتفاق بينها وبينه رحمه الله في هذا الخصوص ..[/QUOTE قال:
نقل محمود شاكر رأي الغماري مطولاً سأعرض جزءاً منه علّه يوضح الفكرة يقول محمود شاكر:"لما نشر الأستاذ عبد الله محمد الصديق الغماري كتاب(بيان إعجاز القرآن) للإمام أبي سليمان الخطابي وذلك في سنة 1372 هـ كان أمراً غريباً جداً عندي تنبه هذا الإمام الجليل(لتعذر معرفة وجه إعجاز القرآن، ومعرفة الأمر في الوقوف على كيفيته) وهذه كلمة لا يقولها بهذا الوضوح إلا عالم متمكن قد فحص أقوال من سبق فحصاً دقيقاً فلم يجد في شيء منها مقنعاً ولا رضا، ولكن كان أغرب منه عندي أنه حين ذكر إسنادهم وجه الإعجاز إلى (البلاغة)=وهو الوجه الذي اعتمد عليه أكثر علماء أهل النظر في زمانه وبعد زمانه إلى اليوم= صرح تصريحاً لا غموض فيه بحيرته في مفهوم لفظ البلاغة فقال: (وفي كيفيتها يعرض لهم الإشكال ويصعب عليهم منه الانفصال) فدل بهذا أيضاً على أن أمر البلاغة عنده قد نال قسطاً وافراً من التأمل فلم ينتهي فيه إلى رأي يجلب الطمأنينة إليه بل وجده أمراً مشكلاً يصعب إزالة إشكاله ثم زاد الأمر بياناً ودلنا على أنه كان يسائل أصحاب هذا القول في البلاغة فقال هذه المقالة الصريحة الواضحة الغريبة:(ووجدت عامة أهل هذه المقالة-أي القائلين بإعجاز القرآن من جهة البلاغة- قد جروا على نوع من التقليد وغلبة الظن.........ولذلك صاروا إذا سئلوا عن تحديد هذه البلاغة ...قالوا: إنه لا يمكننا تصويره، ولا تحدديده بأمر ظاهر نعلم منه مباينة القرآن غيره من الكلام...وإذاً فالأمر كله مردود إلى التذوق "
 
أختي الكريمة
الذي تبين لي من نقلك كلام محمود شاكر أن هذا النص ليس للغماري وإنما للخطابي ، ومفاد كلامه أن الإعجاز ليس محصورا في الوجه البلاغي وحده وإنما يشمل أمورا منها التذوق للغة العربية ، وهذا كلام جميل من الإمام الخطابي .
وأما إعجاز الوجه البلاغي فأكثر أهل العلم عليه ، ولا يقر لأحد نفيه مهما بلغ في تذوقه للغة العربية كمحمود شاكر أو غيره ممن قد يفهم من كلامهم حصر الإعجاز في التذوق فقط ، رحمهم الله جميعا .
 
أختي الكريمة
الذي تبين لي من نقلك كلام محمود شاكر أن هذا النص ليس للغماري وإنما للخطابي ، ومفاد كلامه أن الإعجاز ليس محصورا في الوجه البلاغي وحده وإنما يشمل أمورا منها التذوق للغة العربية ، وهذا كلام جميل من الإمام الخطابي .
وأما إعجاز الوجه البلاغي فأكثر أهل العلم عليه ، ولا يقر لأحد نفيه مهما بلغ في تذوقه للغة العربية كمحمود شاكر أو غيره ممن قد يفهم من كلامهم حصر الإعجاز في التذوق فقط ، رحمهم الله جميعا .
نعم هذا الكلام للخطابي ويبدو أن اسم الغماري دخل معترضاً على الخط بوصفه محققاً لكتاب الخطابي ومؤيداً له في الرأي، على أية حال كلام الخطابي مفاده أن الوجه الذي وقع به التحدي لم تف البلاغة بتجليته وهذا ليس نفياًمن الخطابي ولا من محمود شاكر للإعجاز البلاغي وإنما دعوة لمزيد من البحث في الإعجاز اللغوي وهذا مقصد موضوعي والذي أردت من ورائه أن ينبري أهل التخصص لفحص نظرية الدكتور الساعي في الإعجاز للوقوف على مافيها من محاسن وثغرات علّ هذا الأمر يكون فتحاً جديداً في دراسة الإعجاز، والنظرية تصب في الإعجاز البياني ولا تخرج عنه.
 
أختنا الأستاذة سهاد،،
الإستدلال بأن التحدي وقع بأصغر وحدة قرآنية حيث الإحتمال أن لا نجد فيها أي وجه للإعجاز غير "اللساني" قصد إثبات موضوع الإعجاز المقتصر على "اللسان" إستدلال جيد، لكن السؤال المطروح: هل من دليل من القرآن المقدس أو السنة الشريفة يحدد أي وجه من وجوه اللسان وقع به أو فيه التحدّي؟ سمعنا وقرأنا عن البلاغة والبيان والأسلوب والنظم أو ما شابه كل ذلك، ولكن أين الدليل؟ إن الحديث عن "إعجاز بياني" و "إعجاز بلاغي" لا يعبر بالضرورة عن حقيقة موضع التحدي بقدر ما يعبر عن المنهج الذي يمكن أن يسلكه الدارس في التعرّف على "الآية التدوينية" بالعلم النظري لتعذّر هذه المعرفة بالحدس (تعذّر إعادة إنتاج واقع وتاريخ وبيئة وسوسيو – سيكولوجية المجتمع العربي في الجاهلية عامة وبلغاء العرب آنذاك خاصة) ..
 
بسم1

ماذا قال الوليد بن المغيره (وهو والد خالد بن الوليد ) لكفار مكه عند سماعه القران

قال : ( ابوجهل )فقل فيه قولا يبلغ قومك أنك منكر له .
قال : وماذا أقول ؟ فوالله ما منكم رجل أعرف بالأشعار مني ولا أعلم برجزه ولا بقصيده مني ولا بأشعار الجن والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا ووالله إن لقوله الذي يقوله حلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وإنه ليعلو ولا يعلى وإنه ليحطم ما تحته .
قال : لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه .
قال : فدعني حتى أفكر فيه .
فلما فكر قال : إن هذا إلا سحر يؤثر يأثره عن غيره . فنزلت : ذرني ومن خلقت وحيدا . وجعلت له مالا ممدودا . وبنين شهودا [ المدثر : 11 - 13 ] الآيات .
--------------
وروى الإمام عبد بن حميد في ( مسنده ) بسنده عن جابر بن عبد الله قال :
اجتمعت قريش يوما فقالوا : انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر فليأت هذا الرجل الذي فرق جماعتنا وشتت أمرنا وعاب ديننا فليكلمه ولينظر ماذا يرد عليه ؟
فقالوا : ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة . فقالوا : أنت يا أبا الوليد

من صحيح السيرة لابن كثير - تحقيق محمد ناصر الدين الالباني - رحمه الله تعالى

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
أختنا الأستاذة سهاد،،
الإستدلال بأن التحدي وقع بأصغر وحدة قرآنية حيث الإحتمال أن لا نجد فيها أي وجه للإعجاز غير "اللساني" قصد إثبات موضوع الإعجاز المقتصر على "اللسان" إستدلال جيد، لكن السؤال المطروح: هل من دليل من القرآن المقدس أو السنة الشريفة يحدد أي وجه من وجوه اللسان وقع به أو فيه التحدّي؟ سمعنا وقرأنا عن البلاغة والبيان والأسلوب والنظم أو ما شابه كل ذلك، ولكن أين الدليل؟ إن الحديث عن "إعجاز بياني" و "إعجاز بلاغي" لا يعبر بالضرورة عن حقيقة موضع التحدي بقدر ما يعبر عن المنهج الذي يمكن أن يسلكه الدارس في التعرّف على "الآية التدوينية" بالعلم النظري لتعذّر هذه المعرفة بالحدس (تعذّر إعادة إنتاج واقع وتاريخ وبيئة وسوسيو – سيكولوجية المجتمع العربي في الجاهلية عامة وبلغاء العرب آنذاك خاصة) ..
جزاك الله خيراً كلام جميل وأنا كنت أفكر فيه وأعتقد انه يمكن أن يكون مما يؤخذ على نظرية الدكتور أحمد الساعي لكن يجاب عنه إن تعذر إعادة إنتاج واقع وتاريخ وسوسيو-سيكولوجية المجتمع العربي في الجاهلية لا يتعذر رسم صورة تقريبية لما كانت عليه اللغة والواقع في ذلك الوقت وكيف افترقت لغة القرآن عن لغة عصر التنزل الأول وهذا تحديداً ما حاول تجليته كتاب(المعجزة)، وأنا ذكرت في موضوعي أن نظرية الساعي فيها ثغرات لكني سأدعها لمن هو أقدر مني لغة.
 
المشكلة: الخلط بين موضوع البلاغة والإعجاز.
لذلك فجوانب الإعجاز التي تظهر لشخص ما قد لا تظهر غالبا لآخرين، والسر أن البلاغة في القرآن لا تنفصل عن دقة المعنى مع المناسبة الدقيقة بين كل آية وآية بل وكل كلمة وأخرى ومن جوانب كثيرة لا يمكن للعقل البشري مهما كان كبيرا أن يستوعب إلا أقل القليل منها...
(ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافا كثيرا).
ولهذا يعجبني قول السكاكي : (الإعجاز القرآني يحس ولا يوصف)
 
المشكلة: الخلط بين موضوع البلاغة والإعجاز.
لذلك فجوانب الإعجاز التي تظهر لشخص ما قد لا تظهر غالبا لآخرين، والسر أن البلاغة في القرآن لا تنفصل عن دقة المعنى مع المناسبة الدقيقة بين كل آية وآية بل وكل كلمة وأخرى ومن جوانب كثيرة لا يمكن للعقل البشري مهما كان كبيرا أن يستوعب إلا أقل القليل منها...
(ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافا كثيرا).
ولهذا يعجبني قول السكاكي : (الإعجاز القرآني يحس ولا يوصف)
الدكتور الفاضل شكر الله مرورك لما عدّ المتقدمون أن القرآن في أعلى درجات البلاغة وحاولوا توصيف إعجازه بلاغياً حدث هذا الخلط، وبالرغم من محاولات توصيف الإعجاز إلا أنهم صدرت منهم عبارات مثل عبارة السكاكي أن الإعجاز يُحس ولا يوصف، ولهذا استوقفني كتاب(المعجزة) للدكتور الساعي الذي حاول وصف الإعجاز وخلص بنظرية مقبولة عقلاً ومنطقاً وفيها من الجدة ما يمكن أن يعد تحولاً في دراسات الإعجاز لكنها تحتاج للنظر من أهل التخصص.
 
وهذا ليس نفياً من محمود شاكر للإعجاز البلاغي وإنما دعوة لمزيد من البحث في الإعجاز اللغوي
بشرك الله برضوانه ، مالذي دعاك للقطع والجزم بأن هذا ليس نفيا منه رحمه الله للإعجاز اللغوي ؟!
وفقك الله .
 
متابعة لموضوعي الأصلي أقول إني حاولت أن أعرض نظرية الساعي في كتابه المعجزة باختصار مدعمة بالأمثلة من الكتاب فما استطعت لأنني وجدت أن أي عرض مختصر سيكون مخلاً ولن يفي بالغرض.
تحت عنوان (التراكيب والتعبيرات القرآنية) ذكر الكاتب مثالاً ليقرب لنا فكرة اللبنات التجديدية في كتاب الله والتي فاجأت العرب والمثال يبدو كأنه استخرجه الكاتب من ذاكرتي بل وأزعم أن المثال في ذاكرة كل من قرأ (أوراق الورد) للرافعي يقول الدكتور الساعي:" قبل أكثر من خمسين عاماً قرأت كتاباً جميلاً في الحب العفيف لشيخ العربية مصطفى صادق الرافعي اسمه: أوراق الورد:رسائله ورسائلها، ثم أُنسيت معظم ما قرأته فيه، ولكنني لم أنس أبداً ولن أنسى تلك المقدمة (المفاجأة) التي ابتدأ بها إحدى رسائله الوردية، حين قلب عبارته الافتتاحية التقليدية لرسائلنا وخطبنا(أما بعد...) لتصبح عنده: (أما قبل..)! إنها مجرد عبارة جديدة متميزة ...استطاعت أن تخترق حدود الزمان وعوامل النسيان بما حققته من عنصر المفاجأة والخروج عن العرف اللغوي المتعاهد. فكيف لو غير الرافعي كل لغة هذه الرسالة، بل لغة كل الرسائل التي ضمها كتابه ...فجعلها من نوع(أما قبل..) ماذا سيترك في نفس القارئ الذي يقرأها أول مرة؟
من المؤكد كما ستتوصل إليه هذه الدراسة أن عدد(أما قبل..)في كل سورة من سور القرآن -أقصد ما يوازي هذه العبارة من مواقع لغوية تجديدية يفوق عدد كلمات السورة.
وهذه الكثافة غير العادية للبنات التجديدية ترسم لنا خطاً بيانياً لحجم الظاهرة التجديدية في القرآن الكريم، ومن ثم لدرجة الإعجاز التي فاجأ بها العرب .....) ثم ساق الدكتور الساعي عشرات الأمثلة التجديدية في التراكيب القرآنية وبعد ان ساق هذه التراكيب قام بمغامرة لغوية وهي محاولة استبدال التركيب القرآني بتراكيب أخرى ليقول بعده:" هل استمتعتم بهذه المغامرة اللغوية؟ وهل تأكدتم أن معظم هذه التراكيب ظل قاصراً على الاستعمال القرآني حتى اليوم، وأن لا مجال للمقاربة ولا المشابهة بينها وبين تراكيبنا البشرية مهما تنوعت أساليبنا " ثم يشرع الدكتور الساعي بتعريف التعبير وهو تكون علاقة بين لفظين أو أكثر من أسماء أو أفعال وتنعقد هذه العلاقة مباشرة بين اللفظين أو مستعينة أحياناً بالأدوات والحروف...." والحق أن الكلام طويل ويبقى المهم كيف ندلل على أن هذه التراكيب لم تكن مستعملة في لغة العرب بصورة قاطعة قبلاً وهذا يحتاج لجهود اللغويين والباحثين في التراث اللغوي الجاهلي ومما لا شك فيه أن القطع بهذا ليس بالأمر السهل لعلمنا أن ما حفظ لنا من لغة العرب ولهجاتهم واستعمالاتهم إنما حّفظ لحفظ كتاب الله له وهل يمكننا القول بكفاية النصوص في العصر الجاهلي من شعر ونثر وخطابة لحسم هذه القضية؟
 
وهذا ليس نفياً من محمود شاكر للإعجاز البلاغي وإنما دعوة لمزيد من البحث في الإعجاز اللغوي
بشرك الله برضوانه ، مالذي دعاك للقطع والجزم بأن هذا ليس نفيا منه رحمه الله للإعجاز اللغوي ؟!
وفقك الله .
قرأت كتابه الرائع في الإعجاز وأنا أعتقد أن كتاب محمود شاكر هو الذي فتح الآفاق للساعي لإنجاز كتابه، ولشدة إيمان محمود شاكر بالإعجاز اللغوي قال في خاتمة كتابه " فمن طول السفه وغلبة الحماقة أن يدعي أحد أنه يستطيع ترجمة القرآن...(ثم يقول)وأما بعد فعسى أن يكون الله ادخر لآخر هه الأمة بعض ما يلحقها بفضل أولها...وعسى أن يتم على يد آخرها ما خبأه الله عن أولها"
 
ولذلك صاروا إذا سئلوا عن تحديد هذه البلاغة ...قالوا: إنه لا يمكننا تصويره، ولا تحدديده بأمر ظاهر نعلم منه مباينة القرآن غيره من الكلام !!!
نقلك الجملة أعلاه عنه تشير إلى نفيه الإعجاز البلاغي في القرآن !!
أما ما نقلتيه عنه في آخر مشاركاتك فبعيد عن سؤالي لك !
ومالدكتور الساعي إلا متأثر برأي الشيخ محمود شاكر رحمه الله
 
والحق أن الكلام طويل ويبقى المهم كيف ندلل على أن هذه التراكيب لم تكن مستعملة في لغة العرب بصورة قاطعة قبلاً وهذا يحتاج لجهود اللغويين والباحثين في التراث اللغوي الجاهلي ومما لا شك فيه أن القطع بهذا ليس بالأمر السهل لعلمنا أن ما حفظ لنا من لغة العرب ولهجاتهم واستعمالاتهم إنما حّفظ لحفظ كتاب الله له وهل يمكننا القول بكفاية النصوص في العصر الجاهلي من شعر ونثر وخطابة لحسم هذه القضية؟

الدليل موجود / اخت سهاد
الا يدل ، لجوء كفار قريش لمنطق القوه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودخولهم معه صلى الله عليه وسلم في معارك طاحنه ، على عجزهم واستسلامهم الفكري اللغوي ، وهم من هم في الفصاحة ومعرفة كلام العرب شعرا ونثرا وخطابا - قديمه وحديثه ، وليس فقط قول البشر بل ويعرفوا قول الجن بدليل قول الوليد بن المغيرة السابق وعليه استطيع أن اقول نعم ..! يمكننا القول بكفاية النصوص في العصر الجاهلي من شعر ونثر وخطابة لحسم هذه القضية؟ لان المجتمع القريشي آنذاك ، كانوا هم الاقرب لموروثهم وكان هنالك تمييز كبير في مجال اللغة ، وزخم حسي تذوقي هائل للسانهم - فكان لهم ذلك حصرا .. ولو استطاعوا المعارضه باقل شي .. لقالوا . وما نزل عليهم القران الا وهم في أوج علمهم بلسانهم العربي، وهذا الوجه الاعجازي الذي ذكرتيه خاص جدا ، ادركه كفار قريش سليقه وعلى الفور - كقصة السحرة مع موسى عليه السلام - لذلك ارى ان من جاء بعدهم من الاجيال وجد صعوبات متفاوته في ادراك هذا الوجه من الاعجاز البلاغي اللغوي لعدم توفر ما توفر لهم (المجتمع القريشي ) .

والله اعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
ولذلك صاروا إذا سئلوا عن تحديد هذه البلاغة ...قالوا: إنه لا يمكننا تصويره، ولا تحدديده بأمر ظاهر نعلم منه مباينة القرآن غيره من الكلام !!!
نقلك الجملة أعلاه عنه تشير إلى نفيه الإعجاز البلاغي في القرآن !!
أما ما نقلتيه عنه في آخر مشاركاتك فبعيد عن سؤالي لك !
ومالدكتور الساعي إلا متأثر برأي الشيخ محمود شاكر رحمه الله
أخي الفاضل أقترح أن تعود للكتاب لا يوجد نفي للإعجاز البلاغي عند محمود شاكر وقد صرح في اكثر من موضع أنه يتمنى أن يُبنى على جهد الجرجاني البلاغي في خدمة كتاب الله
 
لعلك تعيدين قراءة الكتاب من صفحة 81 إلى صفحة 87
وفقك الله
الأخ الفاضل لا أدري من أين أتتك فكرة إنكار محمود شاكر للإعجاز البلاغي وللإنصاف أنا أعدت قراءة الصفحات التي ذكرتها وهي تتحدث عن الإبهام في مفهوم البلاغة وعلاقتها بالإعجاز وأنا أهيب بك أن تتابع القراءة من ص87إلى ص118 فيها حديث محمود شاكر عن إبداع الجرجاني وقدرته على تجلية الإبهام ومحاولته وضع اليد على مواطن الإعجاز البلاغي وفي هذه الصفحات يدعو محمود شاكر المتأخرين أن يقوموا بالبناء على جهد الجرجاني بقوله:" فعسى أن يأتي يوم يأذن الله فيه بأن ينشأ منا من يتمم عمل عبد القاهر، ويكشف ما عجز عن بيانه وتفسيره في شأن (طبع القرآن ومخرجه ومخرج آياته) ويومئذ يتغير القول في مسألة إعجاز القرآن تغيراً يخرجنا من هذه البلبلة التي استمر إبهامها قروناً طويلة" والدعوة للبناء على جهد الجرجاني تكررت في كتاب محمود شاكر والأمر محسوم عندي ورأي محمود شاكر عندي من الوضوح بمكان لا لبس فيه.
 
لعلي لم أدرك التباين بين كلام الجرجاني وكلام الخطابي الذي ساقه الشيخ محمود في كتابه وموقفه رحمه الله من كليهما
ولعل الأخت الباحثة وفقها الله تتكرم ببيان أوجه المفارقة بين كلامهما ليتضح الأمر لي
 
لعلي لم أدرك التباين بين كلام الجرجاني وكلام الخطابي الذي ساقه الشيخ محمود في كتابه وموقفه رحمه الله من كليهما
ولعل الأخت الباحثة وفقها الله تتكرم ببيان أوجه المفارقة بين كلامهما ليتضح الأمر لي
الأخ الفاضل الموضوع الأساسي عن كتاب الساعي لكن لا يمنع أن نتحدث عن كتاب محمودشاكر الفرق بين كلام الخطابي والجرجاني تجده في مظانه مثل ثلاث رسائل في الإعجاز ودلائل الإعجاز أما عن كتاب محمود شاكر فسأقوم بالتوصيف لما فعله محمود شاكر في كتابه؛ لقد تتبع الكاتب رحمه الله مصطلح: المعجزة، والإعجاز ،و التحدي، والبلاغة ليحدد متى ظهرت المصطلحات الأربعة وكيف تم التداخل بينها وعلاقة المتكلمين بهذا الموضوع ثم نقل الكاتب نقولات عن المتقدمين من أمثال الجاحظ والخطابي والباقلاني والجرجاني ليدلل على أن الجميع عرف بوجود إشكالية التداخل والإبهام في المصطلحات وهذا انعكس على تجلية الإعجاز البياني للقرآن الكريم، ثم قال إن عبد القاهر الجرجاني أحس بهذا الإبهام وقام بإبداع منقطع النظير ومحاولات لوضع اليد على مواطن إعجاز القرآن وبنى نظريته البلاغية في الإعجاز إلا أن الجرجاني كان متسرعاً ولولا هذه الخصلة فيه لعرفنا تماماً موطن الإعجاز وعليه يرى محمود شاكر أننا نحتاج إلى من يكمل ما بدأه الجرجاني، وكل كتاب محمود شاكر ونقولاته عن الخطابي والجرجاني تخدم الفكرة السابقة وتصب فيها وهي إثبات الإبهام والتداخل في المصطلحات الأربعة، وإثبات أننا لم نضع يدنا بعد على إعجاز القرآن.
الأخ الفاضل هل قرأت كتاب محمود شاكر قبل أن أضع موضوعي في الملتقى وتشكلت لديك فكرة أن محمود شاكر ينفي الإعجاز البلاغي أم أن قراءتك لكتاب محمود شاكر تزامنت مع موضوعي في الملتقى ؟ إجابتك تهمني في بحثي جزاك الله خيراً
 
عبارات الشيخ رحمه الله كانت واضحة بينه في أول نقلك عنه ، ولا أظن معرفتك بوقت قرائتي كتابه أو غيره من الكتب ينفعك بشيء !
على كل حال أنا استفدت من كثير من مشاركاتك السابقة في هذا الملتقى المبارك أختي الكريمة ، وحين وجدت ما أنبه عليه هنا فعلت ، فلا يكن في صدرك حرج ، وأنت منشئة هذا الموضوع وهو شأنك .
وفي انتظار مزيد بيان وتجلية للأمر منك وفقك الله .
 
عبارات الشيخ رحمه الله كانت واضحة بينه في أول نقلك عنه ، ولا أظن معرفتك بوقت قرائتي كتابه أو غيره من الكتب ينفعك بشيء !
على كل حال أنا استفدت من كثير من مشاركاتك السابقة في هذا الملتقى المبارك أختي الكريمة ، وحين وجدت ما أنبه عليه هنا فعلت ، فلا يكن في صدرك حرج ، وأنت منشئة هذا الموضوع وهو شأنك .
وفي انتظار مزيد بيان وتجلية للأمر منك وفقك الله .
ليس في صدري حرج بل أنا سعيدة بإثرائك الموضوع وقد اضطرتني مشاركاتك للعودة إلى كتاب محمود شاكر الذي فارقته منذ زمن فاستمتعت به مرة أخرى، وسؤالي عن وقت قراءتك لأعرف إن كانت نقولاتي المجتزأة هي السبب في حكمك حتى أكون أكثر حذراً في النقل مستقبلاً، جزاك الله خيراً وبارك في وقتك وجهدك.
 
القول بأن الإعجاز القرآني يحس ولا يوصف قول مشكل كما أظن لأن هذا القول يصرف معنى (الإعجاز) عن حقيقته "الظاهرة" في "البلاغ باللسان" إذا صح، وهو صحيح بلاشك، أن الإعجاز كائن في رصف القرآن ونظمه وبيانه بلسان عربي مبين إذ أن اللسان معقول محسوس أو بتعبير آخر: اللغة تمارس بالعقل والسليقة فهي بهذا موضوع الوصف والتذوق معا. الإشكال الثاني هو أن هذا القول يحدث الخلط بين (الإعجاز) و (دلائل النبوة) وهو خلط أدى إلى تأخير علم إعجاز القرآن وعلم البلاغة وأحدث لبسا جاهد وإجتهد الأستاذ محمود محمد شاكر رحمه الله كثيرا في تبيانه لتوضيح ما علق بعلم (إعجاز القرآن) من شوائب لأن الإحساس شعور نفسي ووقع آيات القرآن على النفس دليل من الأدلة على صدق دعوى النبي صلى الله عليه وسلم وليس برهانا على أن خصائص القرآن مباينة للمعهود من خصائص كل نظم وبيان ورصف تطيقه قوى العرب والبشر والثقلين في بيانهم. أضف إلى ذلك أن إمتناع الوصف معناه إمتناع ((النظر العقلي)) في دراسة علم الإعجاز وهذا يخالف الإعتقاد بإستمرارية المعجزة كما يخالف المشهور من الخبر كموقف الوليد بن المغيرة لأن في كلامه وصف وتعبير عن إحساسه في آن.

وهنا أود أن أشير إلى فرق دقيق بين مسألة (إدراك المعجز من القرآن بالحدس) عند عرب الجاهلية ومسألة (التحير والإنبهار) لأن التحير والإنبهار لا يصلحان لإستخراج البرهان من التعامل مع الطلب الذي طولب به عرب الجاهلية وهو أن يستبينوا في نظم القرآن وبيانه انفكاكه من نظم البشر وبيانهم، كما أن مسألة (التحير والإنبهار) لا تمكننا من تمييز القرآن عن الكتب السابقة، ومن ذا الذي يستطيع أن يدعي أن ما جاء به موسى عليه السلام من صحف وألواح لم تترك وقعا على نفوس المستقبلين من قومه؟ ومن ينكر وقع "الصدمة الإصلاحية" على قوم شعيب عليه السلام حيث {قَالُوا يَاشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ}؟
إن مسألة إعجاز القرآن كائنة في الدليل الذي يقطع بأن كلام القرآن مفارق لجنس كلام البشر من وجه البيان والنظم بمعزل عن حقيقة الصدمة والتاريخ والغيب والتشريع وآيات الله في النفس وفي الآفاق. والله أعلم.
 
أستطيع أن أقول بعد هذه الجولة:
-إن القرآن نزل على العرب فأصابهم بالصدمة لمفارقة لغته للغتهم فعلموا يقيناً أن هذا ليس بقول البشر.
-لما وقع من المشركين التكذيب وقع التحدي بأصغر سورة من القرآن، وهذا يثيت أن المعجزة التي وقع بها التحدي معجزة لغوية.
-بالرغم من أن مفارقة لغة القرآن الإلهية للغة البشر يُدرك بالحس والذوق إلا أن المشركين أدركوا اللغة الإلهية بغير هذا فقد عرفوا تماماً بم انفصلت لغة القرآن عن لغتهم وبم اتصلت، وهذا كان من البديهيات عندهم لهذا كانوا يتواصون بعدم السماع فقد كان سماع هذه اللغة الإلهية كافياً لأبناء العربية ليقودهم للإيمان لولا أن أخذتهم العزة بالإثم.
-حاول المسلمون في القرون اللاحقة تجلية ما عرفه المشركون من أسرار اللغة الإلهية بقضايا البلاغة فانقطع بهم الطريق لأنهم حاولوا حشر اللغة الإلهية في قوالبهم البلاغية، وبالرغم من الإبداع في نظرية الجرجاني ووقوفه على كثير من دلائل الإعجاز إلا أنه لم يوصلنا إلى ما عرفه المشركون فور سماعهم كتاب الله واكتفى بالإشارات التي تحتاج جهود أهل العلم لتجعل هذه الإشارات مفهومة وتجعل اللاحقين يعرفون معنى الإعجاز القرآني.
-يحتاج الإعجاز اللغوي دراسات تبني على ما سبق بعد أن تتحرر من قيوده وهذا ما حاول الدكتور الساعي أن يفعله في كتابه فقد حاول تحرير الإعجاز من البلاغة، وحاول تحرير البلاغة من قيودها فأتت دراسته للغة القرآن لغوية بلاغية بدون قيود، وبقدر المنطقية والقوة التي بدت لي دراسة الدكتور الساعي فهي تحتاج لاعتماد أهل التخصصين : تخصص الدراسات القرآنية، وتخصص اللغة العربية حتى يصادق على نظريته في الإعجاز.
هذا ما رأيته في قضية الإعجاز فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
 
- إن القرآن نزل على العرب فأصابهم بالصدمة لمفارقة لغته للغتهم فعلموا يقيناً أن هذا ليس بقول البشر.
الصدمة والإعجاب والإثارة ليس لمفارقة لغة القرآن للغة العرب لكن لمفارقة أسلوب ونظم لغة القرآن لبيان حكماء العرب.
والعرب وقت نزول القرآن ثلاث فرق في إدراك وجه (الإعجاز): 1) فرقة عرفت ذلك بالحدس، بالذوق الفطري، وهذه الفرقة من حكماء العرب المتقدمين في صناعة الفن البياني وممارسته. 2) فرقة عرفت الإعجاز بالتذوق العلمي وهذه الفرقة قسمين: القسم الأول عنده علم بالتفنن في البيان من غير صناعة ولا ممارسة له، والقسم الثاني يشهد ويشاهد ضعف الحكماء في مواجهة التحدي. 3) فرقة عرفت وقوع الإعجاز بالخبر.
الفرقة الثانية سلكت مسلك التذوق العلمي بطريقة مفارقة لمناهج (الجاحظ والباقلاني وعبد القاهر) مثلا إذ أن أساس منهج الفريق الأول في التذوق العلمي (إستنتاج عقلي مباشر) وأساس منهج الفريق الثاني في التذوق العلمي (إستنتاج من خلال الموازنة)، وهذا الأساس الأخير بدوره منهجين مختلفين، الثاني إقترحه الأستاذ محمود شاكر بعد الهجمات "الحديثة" على (الشعر الجاهلي).

- لما وقع من المشركين التكذيب وقع التحدي بأصغر سورة من القرآن، وهذا يثبت أن المعجزة التي وقع بها التحدي معجزة لغوية.
صحيح وهنا يجب أن نلاحظ أن التحدي وقع بما كان يحسنه العرب ويتباهون به أي بالعمود الفقري للحياة (الروحية: العلمية الفكرية الفنية الثقافية) وقتذاك، هذا شيء. الشيء الآخر أن إقامة الحجة على المخالفين وقع بأشياء أخرى كثيرة. أما الشيء الثالث فهو (البلاغ) من خلال ظاهرة (البعثة) وما رافق هذا البلاغ من تغييرات وإصلاحات في التواصل أي في المفاهيم بنفس اللسان.
فالظاهرة تحمل في نفسها ما يدل على إستحقاقها الإهتمام والجدية وعبّرت الظاهرة عن نفسها بصيغ تدعو إلى إعمال النظر وهذه الصيغ رُكّبت بأساليب ونظم وقع بها التحدي. إذن هي مستويات ثلاثة ولكن خلط حدث حيث أدخلت (دلائل النبوة) في (المعجزة). إقامة الحجة قضية مستمرة ومتجددة، و(المعجزة) مستمرة بالسمع أو الخبر، للجميع، وبالتقريب النظري عند الخاصة، لكنها غير مستمرة على الشكل الذي كانت عليه يوم تنزل القرآن إلا أن تتوفر نفس الشروط، وهذه هي المشكلة التي تواجه العقل المسلم منذ إنحطاط العصر الذهبي المتصل بفنون اللغة وآدابها في المجتمع الإسلامي.
 
الصدمة والإعجاب والإثارة ليس لمفارقة لغة القرآن للغة العرب لكن لمفارقة أسلوب ونظم لغة القرآن لبيان حكماء العرب.
والعرب وقت نزول القرآن ثلاث فرق في إدراك وجه (الإعجاز): 1) فرقة عرفت ذلك بالحدس، بالذوق الفطري، وهذه الفرقة من حكماء العرب المتقدمين في صناعة الفن البياني وممارسته. 2) فرقة عرفت الإعجاز بالتذوق العلمي وهذه الفرقة قسمين: القسم الأول عنده علم بالتفنن في البيان من غير صناعة ولا ممارسة له، والقسم الثاني يشهد ويشاهد ضعف الحكماء في مواجهة التحدي. 3) فرقة عرفت وقوع الإعجاز بالخبر.
الفرقة الثانية سلكت مسلك التذوق العلمي بطريقة مفارقة لمناهج (الجاحظ والباقلاني وعبد القاهر) مثلا إذ أن أساس منهج الفريق الأول في التذوق العلمي (إستنتاج عقلي مباشر) وأساس منهج الفريق الثاني في التذوق العلمي (إستنتاج من خلال الموازنة)، وهذا الأساس الأخير بدوره منهجين مختلفين، الثاني إقترحه الأستاذ محمود شاكر بعد الهجمات "الحديثة" على (الشعر الجاهلي).


صحيح وهنا يجب أن نلاحظ أن التحدي وقع بما كان يحسنه العرب ويتباهون به أي بالعمود الفقري للحياة (الروحية: العلمية الفكرية الفنية الثقافية) وقتذاك، هذا شيء. الشيء الآخر أن إقامة الحجة على المخالفين وقع بأشياء أخرى كثيرة. أما الشيء الثالث فهو (البلاغ) من خلال ظاهرة (البعثة) وما رافق هذا البلاغ من تغييرات وإصلاحات في التواصل أي في المفاهيم بنفس اللسان.
فالظاهرة تحمل في نفسها ما يدل على إستحقاقها الإهتمام والجدية وعبّرت الظاهرة عن نفسها بصيغ تدعو إلى إعمال النظر وهذه الصيغ رُكّبت بأساليب ونظم وقع بها التحدي. إذن هي مستويات ثلاثة ولكن خلط حدث حيث أدخلت (دلائل النبوة) في (المعجزة). إقامة الحجة قضية مستمرة ومتجددة، و(المعجزة) مستمرة بالسمع أو الخبر، للجميع، وبالتقريب النظري عند الخاصة، لكنها غير مستمرة على الشكل الذي كانت عليه يوم تنزل القرآن إلا أن تتوفر نفس الشروط، وهذه هي المشكلة التي تواجه العقل المسلم منذ إنحطاط العصر الذهبي المتصل بفنون اللغة وآدابها في المجتمع الإسلامي.
الأخ الفاضل شكر الله إثراءك للموضوع :
-أما قولك إن القرآن فارق لغة العرب فقط في الأسلوب والنظم فهذا ما حاول أن ينفيه الدكتور الساعي ليثبت أن انفصال القرآن عن لغة القرآن كانت أبعد من النظم والأسلوب فقد انفصل القرآن عن لغة العرب باستعمال الألفاظ والأحرف والأفعال وأثبت الدكتور الساعي أن الانفصال كان بكثافة كبيرة وهذا موطن الإعجاز، بمعنى أن القرآن فارق أصل الوضع للألفاظ ونحن إذ نعلم هذا إلا أننا كنا نعتقد أن هذا تم فقط في المصطلح الشرعي لكن ما حاول تجليته صاحب كتاب المعجزة أن الاستعمال القرآني للمفردة حصل بكثافة تجاوزت المصطلحات الشرعية إلى معظم مفردات القرآن، وهذا ينسجم مع الدراسات المصطلحية الحديثة للمفردة القرآنية إلا أنه يتجاوزها إلى الأحرف والتراكيب والإعراب.
-وأما تقسيمك لإدراك العرب وقت نزول القرآن إلى ثلاثة أقسام فلا أدري أي الروايات ساعدتك على هذا التقسيم فالروايات تثبت القسم الأول وهو الذوق الفطري ويوجد روايات تثبت قضية الموازنة مثل رواية أنيس الذي قال:"...وضعت قوله على أقراء الشعر فلم يلتئم...".
-وأما قولك أن محمود شاكر دعا إلى الاستنتاج عن طريق الموازنة فهذا صحيح وهذه الدعوة هي نفسها التي تلقفها الدكتور الساعي وبنى عليها نظريته، فقد قام بالموازنة بين لغة العرب ولغة القرآن
 
ويبدو أن الشعر الجاهلي هو المصدر الأوثق لهذه الموازنة
 
جزاك الله خيرا أختنا أ. سهاد،،
أنا لم أقرأ (بعد) للدكتور الساعي وأحاول أن أتعرف على نظره من خلال الإشارات والأفكار التي طرحت في هذا الموضوع المتميّز، و إنفصال اللغة القرآنية عن اللغة الجاهلية باستعمال الألفاظ والأحرف والأفعال مفارقة أسلوبية وعلمية في إطار تصحيح المفاهيم، كانفصال اللغة الفلسفية عن اللغة العلمية في تفسير الظواهر الطبيعية، وإلا كيف يجمع أو نجمع بين إفتراض مفارقة لغة القرآن للغة العرب والآيتين المقدستين {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} و {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}؟
ولا أرى هنا مجال للمقارنة بين مفهوم الموازنة عند محمود شاكر، وهي موازنة بين نظامين في نفس اللغة، ومفهوم الموازنة عند الساعي، وهي موازنة بين لغتين، وهذا إن استقام فهمي للموازنة عند الأخير طبعا. السبب الثاني الذي يدفعني أن أبعد إحتمال عقد هذه المقارنة هو منهج محمود شاكر في الموازنة إذ هو يرى أن وقوع التحدي لا معنى له إلا يتصف العرب وتتصف لغتهم بمميزات منها قدرة العرب على إدراك الحجاز الفاصل بين كلامهم وكلام القرآن.

- وأما تقسيمك لإدراك العرب وقت نزول القرآن إلى ثلاثة أقسام فلا أدري أي الروايات ساعدتك على هذا التقسيم فالروايات تثبت القسم الأول وهو الذوق الفطري ويوجد روايات تثبت قضية الموازنة مثل رواية أنيس الذي قال:"...وضعت قوله على أقراء الشعر فلم يلتئم...".
إلى جانب "رواية أنيس" أرى أن الآية الكريمة {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} كانت موجهة للفريق الثاني - و كجميع آيات القرآن الآية صيغت بأسلوب تخاطب الأجيال اللاحقة أيضا - لأن الفريق الأول حصلت عنده المعرفة بحالة المكاشفة، أو الضرورة الحدسية، هنا بالتذوق الفطري.
والفريق الثالث نتعرف عليه بالإستنتاج من خلال رويات أخرى كالنهي النبوي عن تدوين الوحي الذي هو ليس بكلام الله (=السنة) خوفا من إختلاطها بالوحي كلام الله، وأيضا من خلال موقف النضر بن الحارث وروايات أخرى. النضر بن الحارث هذا الذي نزلت بسبب تعتيمه الآية المقدسة {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} كان يزعم أنه يعارض القرآن فلفق شيئا من أخبار الفرس وملوك العجم وبالغ بها فجعلها خوارق، لأنه جاء بما يجهله العرب !
هذه الرواية إما صحيحة أو باطلة لكن إن صحت فإن التحدي لم يقع بلغة الرسالة وحدها بل بالمحتوى أيضا، هذا الفرض لا يصح لإعتبارات أخرى، إذن إما أن النضر بن الحارث كان من العوام لا يدرك وجه الإعجاز وظن أن قوة القرآن في محتواه وإما أنه كان يدري ذلك لكن الجمهور الذي إستهدفه ليلهيه بحديثه جمهور شعبي. وهناك محاولة أخرى للنضر في نفس السياق عندما بعثته قريش مع إبن أبي معيط إلى يهود المدينة.
 
أنا لم أقرأ (بعد) للدكتور الساعي وأحاول أن أتعرف على نظره من خلال الإشارات والأفكار التي طرحت في هذا الموضوع المتميّز، و إنفصال اللغة القرآنية عن اللغة الجاهلية باستعمال الألفاظ والأحرف والأفعال مفارقة أسلوبية وعلمية في إطار تصحيح المفاهيم، كانفصال اللغة الفلسفية عن اللغة العلمية في تفسير الظواهر الطبيعية، وإلا كيف يجمع أو نجمع بين إفتراض مفارقة لغة القرآن للغة العرب والآيتين المقدستين {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} و {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ}؟
ولا أرى هنا مجال للمقارنة بين مفهوم الموازنة عند محمود شاكر، وهي موازنة بين نظامين في نفس اللغة، ومفهوم الموازنة عند الساعي، وهي موازنة بين لغتين، وهذا إن استقام فهمي للموازنة عند الأخير طبعا. السبب الثاني الذي يدفعني أن أبعد إحتمال عقد هذه المقارنة هو منهج محمود شاكر في الموازنة إذ هو يرى أن وقوع التحدي لا معنى له إلا يتصف العرب وتتصف لغتهم بمميزات منها قدرة العرب على إدراك الحجاز الفاصل بين كلامهم وكلام القرآن.
.
فرق الدكتور الساعي بين اللسان واللغة وهذا التفريق ساعده في بناء نظريته، القضية الثانية رجعت إلى بعض الآراء يبدو أن هناك قولين رئيسين :
1- القول الأول :القرآن مفارق للغة العرب والذين يقولون بهذا القول يعتقدون أن القرآن استخدم المادة الأولية للسان العربي ليفارق اللغة وهذا قائم على التفريق بين اللغة واللسان.
2-القول الثاني: القرآن جاء بلغة العرب لكنه جاء على درجة عالية من الفصاحة والبلاغة والنظم درجة لا يمكن لإنسان أن يدانيها.
هذا نظرياً أما من الناحية العملية فالفرق بين القولين صوري لأن أصحاب القولين يقرون بأن القرآن فرّغ بعض المفردات من مفهوماتها وأعطاها مفهومات جديدة بحسب علائقها داخل النص القرآني وسياقاتها الزمانية والمكانية والنصية، أصحاب القولين يقرون بأن القرآن أتى بما لم يكن موجوداً في اللغة من الصور البيانية، وأصحاب القولين يقرون أن القرآن استخدم الأحرف والأفعال والأسماء استعمالات ما كانت في اللغة، أعتقد أن دراسات المصطلح القرآني إذا نُظر لها من هذه الزاوية يمكن ان تعضد دراسات الإعجاز الحديثة لكن الإشكالية تبقى في أن المعاجم التي تقوم عليها الدراسات المصطلحية للوقوف على الدلالات اللغوية للمفردة قبل أن تصبح مصطلحاً قرآنياً كلها وجدت بعد القرآن وليس قبله، وعليه نقر مذعنين أنه ليس لنا سوى الشعر الجاهلي للوقوف على الحقيقة، ولهذا طعن الطاعنون فيه.
أما عن تشبيهك الموضوع باللغة الفلسفية واللغة العلمية فهذا تشبيه يقرب الصورة لكنه تشبيه مع الفارق لأن انفصال لغة القرآن عن لغة العرب أكبر بكثير من انفصال اللغة الفلسفية عن غيرها وذلك لأن اللغة الفلسفية افترقت عن غيرها فقط في المصطلحات التي أصبح لها في الفلسفة حمولة معرفية مختلفة أما القرآن الكريم افترق عن اللغة بالمصطلحات الشرعية باستخدامات الأحرف والأفعال والصور البيانية وفي كل التفاصيل.
وأخيراً الذي اكتشفته بعد هذا الموضوع أني بحاجة إلى قراءات مطولة في الإعجاز واللغة قبل أن أعود إليه مجدداً، ولن أستطيع في هذه المرحلة المبكرة أن أتبنى رأياً وأدافع عنه.
 
لأن أصحاب القولين يقرون بأن القرآن فرّغ بعض المفردات من مفهوماتها وأعطاها مفهومات جديدة بحسب علائقها داخل النص القرآني وسياقاتها الزمانية والمكانية والنصية،
هذا قول خطير وأظن أنه ينافي حقيقة وصف الله جل وعلا القرآن بـ (البيان) أي "دلالة ظاهرة" وبمعنى آخر (رسالة) والرسالة في الخطاب أو التواصل (كينونة معقولة) ومعقوليتها في إستعمالها للغة طبيعية لا لغة غنوصية (رمزية باطنية) ولا لغة بروتوكولية. إن وافقنا على القول بتفريغ المفردات من وضعها الطبيعي ثم تحميلها معاني ومفاهيم حديثة فنحن مظطرين للدفاع عن خيارين: الغنوصية أو البرتوكولية. الخيار الثاني مستبعد بالنسبة للدعوة المحمدية لأن الخطاب موجه لجمع مختلط فيه من يؤمن بشرعية النبي وفيه من لا يؤمن وفيه من يتوقف إلخ.. بينما هذا الخيار غير مستبعد بالنسبة لمجمع لغوي في دولة معينة عندما يقرر هذا المجمع إحداث تغييرات في (اللغة الرسمية) لأن المواطن يقر بشرعية المجمع وحتى إن لم يقر فإن التحديث التوافقي سيفرض عليه إذ يتعلق الأمر هنا بلغة "رسمية" لا باللغات الأخرى واللهجات التي تتغير وتتطور طبيعيا وتلقائيا في البلد دون الخضوع لجدول صوري.
إذن يبقى الخيار الأول والدفاع عنه يعني الدفاع عن فكرة طالما دافع عنها المغرضون من مؤرخي الأديان ودارسيها من الذين يريدون نفي الفوقية والعلوية عن الأديان التي تنسب للوحي منطلقين من قناعة مسبقة أن الفكرة الدينية إنعكاس لإنكشافات باطنية عاشها الأنبياء والنساك والمتصوفة واللامات، وعندما يقرر الواحد منهم "التعبير" عن تجربته الروحية التي هي وراء المعقول لا يجد إلا (اللغة) إلا أن اللغة بوصفها طبيعية (أداة معقولة)، إذن: لا مفر من الأخذ بظواهرها بعد تحويل وحداتها إلى ((رموز)). أنا شخصيا لا أستطيع أن أدعي أن صاحب (الفتوحات المكية) رجل متهور بل هو عاش تجربة صوفية خاصة على الحقيقة ونفس الشيء يقال في صاحب (حكمة الإشراق) وصاحب (الكتاب الأقدس)، لكن من ذا الذي يستطيع أن يفك رموزها بله تفسيرها؟ إنها منتوجات مغلقة وها هو إبن عربي يقول كلام في السطر الأول يغير وجهته في السطر الثاني ويضربهما معا في السطر الثالث... وهذه حالات لا تنطبق على القرآن فالقرآن مادة معقولة بائنة محكمة ظاهرة إذ ليس هناك حاجة لمفاتيح سرية لفك رموزه ولا حاجة للتجربة الذاتية لإعادة إنتاج تركيباته في النفس حتى يستقيم معناه في الشعور. وكذلك نرى أن أدوات التفسير بدورها أدوات معقولة.

وأكرر ما قلته سابقا (فالظاهرة تحمل في نفسها ما يدل على إستحقاقها الإهتمام والجدية وعبّرت الظاهرة عن نفسها بصيغ تدعو إلى إعمال النظر وهذه الصيغ رُكّبت بأساليب ونظم وقع بها التحدي.) وإستحقاق عملية إخراج القرآن من حالة التلقي إلى حالة التبليغ للإنتباه والإهتمام إنما لسبب ظاهر وهو ما تحمله العملية من أشرطة ومنظومات معرفية، ونحن نعرف أن أي مقولة معرفية جديدة أو مجددة تحمل معها سيل من تصحيح للمفاهيم وتجديد في لغة الموضوع، وهذا في كل النظم المعرفية. هذا التصحيح والتوجيه والإرشاد والتجديد حدث بلاشك لكن دون الإخلال بمعقولية اللسان. لنأخذ سؤال أحد الصحابة عن معنى الوهن. الصحابي كان يعرف معنى الوهن لكن النبي صلى الله عليه وسلم إستعمل المفردة في جملة غريبة جمعت بين حالات وأزمنة مختلفة والوحدة في الجملة (وليقذفن الله في قلوبكم الوهن) دفعت بالصحابي إلى السؤال عن معنى الوهن التحققي أو الكيفي، ولم تخرج الإجابة عن الوضع الطبيعي للكلمة، بل لم تخرج عن وحدة الوحي وعلاقة الوحيين بعضهما ببعض، أقصد وحدة {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ} بـ {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} وهي وحدة (معقولة) بدليل الآية نفسها {وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} وعلاقة معقولة أيضا بدليل إتصال الإجابة (حب الدنيا وكراهية الموت) بالمعنى الذي توحيه الآية الجليلة {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35) إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ (36) إِن يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ (37)}.
 
هذا قول خطير وأظن أنه ينافي حقيقة وصف الله جل وعلا القرآن بـ (البيان) أي "دلالة ظاهرة" وبمعنى آخر (رسالة) والرسالة في الخطاب أو التواصل (كينونة معقولة) ومعقوليتها في إستعمالها للغة طبيعية لا لغة غنوصية (رمزية باطنية) ولا لغة بروتوكولية. إن وافقنا على القول بتفريغ المفردات من وضعها الطبيعي ثم تحميلها معاني ومفاهيم حديثة فنحن مظطرين للدفاع عن خيارين: الغنوصية أو البرتوكولية. الخيار الثاني مستبعد بالنسبة للدعوة المحمدية لأن الخطاب موجه لجمع مختلط فيه من يؤمن بشرعية النبي وفيه من لا يؤمن وفيه من يتوقف إلخ.. بينما هذا الخيار غير مستبعد بالنسبة لمجمع لغوي في دولة معينة عندما يقرر هذا المجمع إحداث تغييرات في (اللغة الرسمية) لأن المواطن يقر بشرعية المجمع وحتى إن لم يقر فإن التحديث التوافقي سيفرض عليه إذ يتعلق الأمر هنا بلغة "رسمية" لا باللغات الأخرى واللهجات التي تتغير وتتطور طبيعيا وتلقائيا في البلد دون الخضوع لجدول صوري.
.
ما نقوله في لغة القرآن بعيد جداً عن الغنوصية والرمزية ولا وجه له هنا لأن الغنوصية ليست لغة ولا ضابط لها وتخضع لنسبية الفرد، وفي مصطلحات التخصص هناك ما نسميه:( الأسباب الإسلامية، المعنى الشرعي للمصطلح، وأعم منهما المصطلح القرآني) وهذا ما أسميته أنت:(قرار مجمع لغوي بإحداث تغيير في اللغة الرسمية) ولأن قرار لغة القرآن قرار علوي إلهي لم ينتظر إقرار الجميع بشرعيته، هذا من ناحية من ناحية أخرى أقول إن الإقرار بالفرع المعرفي المسمى دراسة المصطلح القرآني يعني إقراراً ضمنياً بانفصال لغة القرآن عن لغة العرب وإن كان انفصالاً جزئياً لا يخل بمعقولية اللغة كما أسميتها أخي الكريم وأعتقد أنك قمت بتوصيفه بطريقة طيبة عندما قلت:(إن أي مقولة معرفية جديدة أو مجددة تحمل معها سيل من تصحيح للمفاهيم وتجديد في لغة الموضوع، وهذا في كل النظم المعرفية) هذا ما يدندن حوله الدكتور الساعي لأنه يعتقد أن التجديد في لغة الموضوع حصل بكثافة غير عادية في القرآن وهو موطن الإعجاز وليس سواه.
على أية حال كنت قد درست الفصل الماضي قواعد التفسير ومن ضمن القواعد :المعنى الشرعي يقدم على المعنى اللغوي في كتاب الله وكنت أرى أن المعنى اللغوي مقدم إلا بدليل يصرفه إلى المعنى الشرعي وجمعت أمثلة مثل ارتباط فعل (أقيموا) بالصلاة صارف لها عن المعنى اللغوي، وارتباط فعل (آتوا) بالزكاة صارف لها عن المعنى اللغوي وهكذا .....لكن إن أردنا تبني نظرية مثل نظرية الدكتور الساعي فيصبح المعنى القرآني مقدماً على المعنى اللغوي. وهذا يوضح لماذا كان فهم السلف مقدماً على غيره لأنهم وقفوا على التغييرات التي حصلت في اللغة فكانوا أكثر علماً بمعاني القرآن وبلغة القرآن.
ولعل دراسات الأشباه والنظائر قبل الراغب الأصفهاني كانت فيها إقرار بلغة القرآن الخاصة إلى أن جاء الراغب فأعاد كل المعاني القرآنية للفظ الدائر في كتاب الله إلى اللغة.
يبدو لي أن موضوع المعجزة أمسك بي فلا أستطيع منه فكاكاً، لكن يكفيني أني وضعت الأمر بين يدي الدارسين والمتخصصين لفحص كتاب الدكتور الساعي ونقده، ولاستثمار دراسة المصطلح القرآني في تجلية الإعجاز وعدم قصرها على التفسير والفهم.
أسأل الله أن يبارك فيما تبقى من رمضان فما بقي منه إلا صبابة كصبابة الكأس وكل عام وأنتم بخير.
 
بارك الله فيك أ.سهاد، يبقى موضوع المعجزة جميل وشيق على ايه حال.
إنفصال لغة القرآن عن لغة العرب قول قال به غير الدكتور الساعي كمالك بن نبي لكن ما المقصود؟ لـا أدري. أظن أن هذا الرأي القائل بالإنفصال لا يصح مادمنا نحصر بيانه في المصطلح/الإصطلاح لأن القائل سيظطر إلى حصر مفهوم اللغة الذي يضعه في علم واحد من علوم اللغة، كعلم المفردات، أو على الأقل ينطلق منه مسلما بمركزية المفردات في تغطية أو تأطير علاقة اللغة بالإنفصال هنا. لكن إن صح فإن الآية ستكون في أسلوب الإنفصال لا الإنفصال في حد ذاته لملازمة الأخير كل تغيير أو تجديد يحصل في أي منظومة قابلة للتعامل المعرفي. على أساس ذلك أرى أن النظرية الجديدة تتعلق بوجه من وجوه الإعجاز وهو الأسلوب إلا أن الدكتور نظر إليه من زاوية الإنفصال. والله أعلم. المهم هذا موضوع مطروح للنقاش، إن شاء الله.
 
عودة
أعلى