د.عبدالرحمن الصالح
New member
يقود أمة الإسلام مدرستان هما المدرسة السنية المشرقية والمدرسة الفارسية الإمامية ، وقد نشأت كل من المدرستين للإجابة على حاجات مكونات اجتماعية في المجتمع المسلم بعد انقضاء القرون الثلاثة الأولى التي يسميها مؤرخو الفكر الإسلامي (The Formative Period of Islamic Thoght) وأهم كتابين في الموضوع هما كتاب مونتغومري واط بهذا العنوان والكتاب الرائد عالميا بأجزائه الستة للعلامة المتقاعد يوسف فان إس بعنوان مقارب بالألمانية.
وكلا المدرستين يعيشان خارج التاريخ بسبب انعدام العلوم العقلية لديهما، فالفرس يدرسون في حوزاتهم صيغة ميتة من منطق أرسطو ساعدهم على عقلنة اللامعقول ، لكن اعتمادهم في تعبئة الناس هو على تراث نكبة كربلاء التي أصبحت منذ انقضاء المئة الأولى قناعا لنكبة الفرس بسقوط دولتهم واستعبادهم وتبعيتهم لأمة مجاورة. وأما المدرسة السنية فمستقبلها في التيار الأندلسي لا المشرقي لكنها لم تستطع إحياء طريقة الأندلسيين في التفكير والاستفادة من الرياضيات، فهي اليوم لا تدرس في مؤسساتها الرسمية العلوم العقلية لا المنطق ولا الفلسفة..
ولما كان كلا المدرستين لا مستقبل له لأنه لا يتأسس على أسس عقلية وعلمية تجريبية عالمية كونية صحيحة كان مستقبل الصراع بينهما يعتمد على شيئين فقط:
· عامل خارجي هو موازين مصالح القوى العالمية التي تبالي بالمنطقة النفطية
· وعامل داخلي هو قوة كل من المدرستين على التعبئة والتجنيد لأتباعهما.
ولما كان كلاهما يفتقد إلى الأسس العقلية العلمية كانت الكفة سترجح للأكثر تهييجا عاطفيا وهو المدرسة الفارسية، ،
لكن لماذا كان المستقبل القريب فقط لها؟
لأن أي مدرسة أو تيار يعادي العقل ويقوم على التخييل والتعبئة العاطفية هو تيار طارئ في التاريخ وإن ملأ الدنيا جعجعة وتطبيلا.
وكلا المدرستين يعيشان خارج التاريخ بسبب انعدام العلوم العقلية لديهما، فالفرس يدرسون في حوزاتهم صيغة ميتة من منطق أرسطو ساعدهم على عقلنة اللامعقول ، لكن اعتمادهم في تعبئة الناس هو على تراث نكبة كربلاء التي أصبحت منذ انقضاء المئة الأولى قناعا لنكبة الفرس بسقوط دولتهم واستعبادهم وتبعيتهم لأمة مجاورة. وأما المدرسة السنية فمستقبلها في التيار الأندلسي لا المشرقي لكنها لم تستطع إحياء طريقة الأندلسيين في التفكير والاستفادة من الرياضيات، فهي اليوم لا تدرس في مؤسساتها الرسمية العلوم العقلية لا المنطق ولا الفلسفة..
ولما كان كلا المدرستين لا مستقبل له لأنه لا يتأسس على أسس عقلية وعلمية تجريبية عالمية كونية صحيحة كان مستقبل الصراع بينهما يعتمد على شيئين فقط:
· عامل خارجي هو موازين مصالح القوى العالمية التي تبالي بالمنطقة النفطية
· وعامل داخلي هو قوة كل من المدرستين على التعبئة والتجنيد لأتباعهما.
ولما كان كلاهما يفتقد إلى الأسس العقلية العلمية كانت الكفة سترجح للأكثر تهييجا عاطفيا وهو المدرسة الفارسية، ،
لكن لماذا كان المستقبل القريب فقط لها؟
لأن أي مدرسة أو تيار يعادي العقل ويقوم على التخييل والتعبئة العاطفية هو تيار طارئ في التاريخ وإن ملأ الدنيا جعجعة وتطبيلا.
كيف نشأت المدرسة الفارسية الإمامية:
حين انتهى القرن الأول الهجري وبرد جرح الأمة الفارسية من كابوس سقوط إمبراطوريتها أصبح لدى الجيل الجديد حقيقتان تصطرعان في أعماقه هما حقيقة الدين الجديد الذي لا يمكن رفضه بعد أن أثبت حضوره وغيّر التاريخ وقدم نفسه كوارث حقيقي للتراث اليهودي المسيحي (مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه) وراجعا بالناس إلى أصله الإبراهيمي.
والحقيقة الثانية هي كره الشعب الفارسي للشعب الذي أسقط دولته وسبى بناته حتى إن الأمير المدلل الحسين بن علي قد تسرّر ببنت كسرى نفسه "وكان أهل المدينة يكرهون الإماء حتى نشأ فيهم زين العابيدين بن الحسين وسالم بن عبدالله والقاسم بن محمد وكانوا أبناء إماء فرغبوا فيهن". فبحث اللاشعور الفارسي القلق عن فكرة تجمع له بين حقيقتين:
قبول الدين الجديد والتنفيس عن حقده على مسقطي دولته ومستعبديه؟
كانت هناك فكرة واحدة سعى إليها الشعب الفارسي ببطء هي فكرة أن يجعل هذا الشعب الذي أسقط دولته يخون وصية إلاهية (يفترضها الفرس) من مؤسس الدين لرجل ما وليكن ابن عمه ، وبرغم أن هذه الفرضية لا تصمد أمام أبسط أنواع النقد التاريخي فالعرب قد قبلوا وصية أبي بكر لعمر بعد سنتين وما شخصية أبي بكر رضي الله عنه بأقوى من شخصية النبي صلى الله عليه وسلم ولا يمكن تخيل أن يُجمع شعب كامل على خيانة وصية نبيه إلا إذا كان هذا الشعب قد أسقط الشعب الفارسي وكان تخيل خيانته المنفس الوحيد للفرس.
إلا أن ذلك ما تم. أول من أشاع هذه الفكرة هو هشام بن الحكم سنة 110 هـ ولما كانت تهمّ أسرة النبي أكثر من سواها لأنها متخيلة على ميزة إلاهية لها لا تعرفها أكثر من الميزة الاجتماعية التي ظلمها إياها بعض الناس (أشياع الأمويين) ومنحها إياها آخرون (التشيع العربي)، فقد استغرب زيد بن علي بن الحسين من هشام بن الحكم الذي وصفه ابن النديم بأنه "أول من فتق القول بالإمامة".
فقال زيد له: بلغني أنك تزعم أن فينا ـ آل محمدـ رجلا مفترض الطاعة؟
فقال هشام نعم وكان أبوك علي بن الحسين أحدهم!
فاستغرب زيد الفكرة وقال :"وكيف وقد كان يؤتى باللقمة حارة فيبردها ثم يلقمنيها. أتراه كان يخاف عليّ من حرّ اللقمة ولا يخاف عليّ من حرّ النار؟ " قال هشام (كما في رجال الكشي) [وجواب هشام هو الدليل الحقيقي على اللامعقول الإمامي الفارسي منذ تلك اللحظة] فقلت له: "خشي أن يُخبرك فتكذب فلا يشفع فيك"!!!!
إذن من أجل أن يشفع له يوم القيامة تركه لا علم له بنظرية الإمامة الفارسية الدائرة على أسرته كما افترض ذلك هشام. وبهذا المنطق اصبح الفارسي مدركا للـ"ـحقيقة" التي يجهلها زيد بن السجاد.
وبرغم أن الشيعي اليوم يتجاهل كيف يمكن أن يكون ابن الإمام السجاد وحفيد الحسين صليبةً لا علم له بنظرية الإمامة فهو إذن سني أو عامي أو ناصبي كما يحلو لأبواق الفرس اليوم أن يسموا الناس الذين لا يشاركونهم فرضياتهم وخيالاتهم فقد شاعت الفكرة خلال ثلاثين سنة بين المسلمين المنفعلين بتراجيديا الطف من أهل الكوفة، وبرغم أن منهم أتقياء وثقات ورعين إلا أنهم اقتنعوا بالفكرة فأرسل جماعة منهم وفدا إلى المدينة المنورة يسألون جعفر بن محمد الصادق عنها، وحين قدما على جعفر سألاه: "أفيكم رجل مفترض الطاعة؟" فقال جعفر :" ما أعلم ذلك فينا" قالا "إن في الكوفة رجالا يزعمون أن فيكم رجلا مفترض الطاعة" فقال جعفر "ما أعلم ذلك فينا" قالا "إن منهم ابن يعفور وفلانا وفلانا ، ثقات ورعون.." فغضب جعفر وقال ما قلت لهم أن يقولوا ذلك، وما ذنبي أنا؟ فلما رأيا الغضب في وجهه قاما.
استمرت الفكرة إذن ولم تمت وكان أتباعها يكثرون ويدعمها ترسانة من الأقاصيص وخيالات القرون الوسطى ودعمها خيبة أمل الفرس في دولة بني العباس التي كشفت عن عربية أيضاً، وفي الواقع فإن الخصومة السياسية بين العباسيين والعلويين كانت الغذاء التاريخي لفكرة هشام ابن الحكم، فقد غذت فكرة تجعل من الفرس أنبياء هذه المرة.
كيف ؟
ظل اللاشعور الفارسي يبغض مسقطي دولته ومفترعي بناته بغض الموت ويحسدهم في أعماقه على النبوة، فأن يعبد الفرس أسرة النبي التي هي في النهاية أسرة عربية لا يشفي غليل الفرس، أو قل هو تنفيس عن الحقد لكنه ليس تحقيقا للذات.
قاد اللاشعور الفارسي المتقنع بتراجيديا الطف هذه المرة إلى فكرة تجعل الفرس "أنبياء" أو شبه أنبياء. ذلكم أن النبوة هي اتصال شخص من أهل الأرض بالملأ الأعلى، فقام الخيال الفارسي بحجز مقعد في الملأ الأعلى لكائن متخيل أسماه الفرس صاحب الزمان وخلقوا له نسبا علويا لأنه لا يمكن لفكرة لا تنطلق من أسرة النبي أن تشيع أو تنجح أصلاً.
حين خلق هذا الكائن المتصور بشرا بصفات إلاهية أصبح بإمكان قادة الفرس الدينييين أن يزعموا ظهوره لهم في كل حين، ومعلوم أن مجرد تخيل ظهوره يعني أن هذا الشخص قد اتصل بالملأ الأعلى وبالتالي أصبح مقدسا، "نبيا". وعلى الرغم من أن هذه الفكرة تصيب التوحيد الإسلامي بمقتل وأن مدعي الاتصال بها مشمول بالآية {ومن أظم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء} لأن زعم الاتصال بالملأ الأعلى ادعاء لتلقي نوع من الوحي، إلا أن الفرس سواء كانوا ناطقين بالفارسية أو بالعربية (الشيعة العرب) يقبلون الفكرة بل رحابة صدر.
نشأت المدرسة الإمامية المخترقة أصلا باللاشعور الفارسي وإسقاطاته على التراث الإسلامي خلال قرنين من الزمان هما القرن الثاني والثالث، ثم لما أصبح الفرس مهددين من قبل غزو عثماني محتمل قاموا فأشاعوا المدرسة الإمامية التي تنسجم أصلا مع الروح الفارسية الموتورة المصابة بلعنة تاريخية لا تشفى منها، فقام الصفويون بتشييع ايران لتواجه أي غزو عثماني محتمل فأشاعوا أفكارا تضمنها كتاب بحار الأنوار الذي دمر كل المنفعلين بتراجيديا الحسين بن علي رضي الله عنهما.
من المبادئ التي وضعها الصفويون للمدرسة الإمامية :
مبدأ اكذب وامدح عليا فأنت مصدق، واكذب واشتم عمر بن الخطاب فأنت مصدق.
بالغ ماشئت في مدح علي وأسرته حتى بأن تغلو فيهم فلا ضير، وبالغ ما شئت في ذم من أسقط دولة الفرس من أصحاب محمد ولا سيما قادتهم أبو بكر وعمر فأنت مصدق.
والحقيقة الثانية هي كره الشعب الفارسي للشعب الذي أسقط دولته وسبى بناته حتى إن الأمير المدلل الحسين بن علي قد تسرّر ببنت كسرى نفسه "وكان أهل المدينة يكرهون الإماء حتى نشأ فيهم زين العابيدين بن الحسين وسالم بن عبدالله والقاسم بن محمد وكانوا أبناء إماء فرغبوا فيهن". فبحث اللاشعور الفارسي القلق عن فكرة تجمع له بين حقيقتين:
قبول الدين الجديد والتنفيس عن حقده على مسقطي دولته ومستعبديه؟
كانت هناك فكرة واحدة سعى إليها الشعب الفارسي ببطء هي فكرة أن يجعل هذا الشعب الذي أسقط دولته يخون وصية إلاهية (يفترضها الفرس) من مؤسس الدين لرجل ما وليكن ابن عمه ، وبرغم أن هذه الفرضية لا تصمد أمام أبسط أنواع النقد التاريخي فالعرب قد قبلوا وصية أبي بكر لعمر بعد سنتين وما شخصية أبي بكر رضي الله عنه بأقوى من شخصية النبي صلى الله عليه وسلم ولا يمكن تخيل أن يُجمع شعب كامل على خيانة وصية نبيه إلا إذا كان هذا الشعب قد أسقط الشعب الفارسي وكان تخيل خيانته المنفس الوحيد للفرس.
إلا أن ذلك ما تم. أول من أشاع هذه الفكرة هو هشام بن الحكم سنة 110 هـ ولما كانت تهمّ أسرة النبي أكثر من سواها لأنها متخيلة على ميزة إلاهية لها لا تعرفها أكثر من الميزة الاجتماعية التي ظلمها إياها بعض الناس (أشياع الأمويين) ومنحها إياها آخرون (التشيع العربي)، فقد استغرب زيد بن علي بن الحسين من هشام بن الحكم الذي وصفه ابن النديم بأنه "أول من فتق القول بالإمامة".
فقال زيد له: بلغني أنك تزعم أن فينا ـ آل محمدـ رجلا مفترض الطاعة؟
فقال هشام نعم وكان أبوك علي بن الحسين أحدهم!
فاستغرب زيد الفكرة وقال :"وكيف وقد كان يؤتى باللقمة حارة فيبردها ثم يلقمنيها. أتراه كان يخاف عليّ من حرّ اللقمة ولا يخاف عليّ من حرّ النار؟ " قال هشام (كما في رجال الكشي) [وجواب هشام هو الدليل الحقيقي على اللامعقول الإمامي الفارسي منذ تلك اللحظة] فقلت له: "خشي أن يُخبرك فتكذب فلا يشفع فيك"!!!!
إذن من أجل أن يشفع له يوم القيامة تركه لا علم له بنظرية الإمامة الفارسية الدائرة على أسرته كما افترض ذلك هشام. وبهذا المنطق اصبح الفارسي مدركا للـ"ـحقيقة" التي يجهلها زيد بن السجاد.
وبرغم أن الشيعي اليوم يتجاهل كيف يمكن أن يكون ابن الإمام السجاد وحفيد الحسين صليبةً لا علم له بنظرية الإمامة فهو إذن سني أو عامي أو ناصبي كما يحلو لأبواق الفرس اليوم أن يسموا الناس الذين لا يشاركونهم فرضياتهم وخيالاتهم فقد شاعت الفكرة خلال ثلاثين سنة بين المسلمين المنفعلين بتراجيديا الطف من أهل الكوفة، وبرغم أن منهم أتقياء وثقات ورعين إلا أنهم اقتنعوا بالفكرة فأرسل جماعة منهم وفدا إلى المدينة المنورة يسألون جعفر بن محمد الصادق عنها، وحين قدما على جعفر سألاه: "أفيكم رجل مفترض الطاعة؟" فقال جعفر :" ما أعلم ذلك فينا" قالا "إن في الكوفة رجالا يزعمون أن فيكم رجلا مفترض الطاعة" فقال جعفر "ما أعلم ذلك فينا" قالا "إن منهم ابن يعفور وفلانا وفلانا ، ثقات ورعون.." فغضب جعفر وقال ما قلت لهم أن يقولوا ذلك، وما ذنبي أنا؟ فلما رأيا الغضب في وجهه قاما.
استمرت الفكرة إذن ولم تمت وكان أتباعها يكثرون ويدعمها ترسانة من الأقاصيص وخيالات القرون الوسطى ودعمها خيبة أمل الفرس في دولة بني العباس التي كشفت عن عربية أيضاً، وفي الواقع فإن الخصومة السياسية بين العباسيين والعلويين كانت الغذاء التاريخي لفكرة هشام ابن الحكم، فقد غذت فكرة تجعل من الفرس أنبياء هذه المرة.
كيف ؟
ظل اللاشعور الفارسي يبغض مسقطي دولته ومفترعي بناته بغض الموت ويحسدهم في أعماقه على النبوة، فأن يعبد الفرس أسرة النبي التي هي في النهاية أسرة عربية لا يشفي غليل الفرس، أو قل هو تنفيس عن الحقد لكنه ليس تحقيقا للذات.
قاد اللاشعور الفارسي المتقنع بتراجيديا الطف هذه المرة إلى فكرة تجعل الفرس "أنبياء" أو شبه أنبياء. ذلكم أن النبوة هي اتصال شخص من أهل الأرض بالملأ الأعلى، فقام الخيال الفارسي بحجز مقعد في الملأ الأعلى لكائن متخيل أسماه الفرس صاحب الزمان وخلقوا له نسبا علويا لأنه لا يمكن لفكرة لا تنطلق من أسرة النبي أن تشيع أو تنجح أصلاً.
حين خلق هذا الكائن المتصور بشرا بصفات إلاهية أصبح بإمكان قادة الفرس الدينييين أن يزعموا ظهوره لهم في كل حين، ومعلوم أن مجرد تخيل ظهوره يعني أن هذا الشخص قد اتصل بالملأ الأعلى وبالتالي أصبح مقدسا، "نبيا". وعلى الرغم من أن هذه الفكرة تصيب التوحيد الإسلامي بمقتل وأن مدعي الاتصال بها مشمول بالآية {ومن أظم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء} لأن زعم الاتصال بالملأ الأعلى ادعاء لتلقي نوع من الوحي، إلا أن الفرس سواء كانوا ناطقين بالفارسية أو بالعربية (الشيعة العرب) يقبلون الفكرة بل رحابة صدر.
نشأت المدرسة الإمامية المخترقة أصلا باللاشعور الفارسي وإسقاطاته على التراث الإسلامي خلال قرنين من الزمان هما القرن الثاني والثالث، ثم لما أصبح الفرس مهددين من قبل غزو عثماني محتمل قاموا فأشاعوا المدرسة الإمامية التي تنسجم أصلا مع الروح الفارسية الموتورة المصابة بلعنة تاريخية لا تشفى منها، فقام الصفويون بتشييع ايران لتواجه أي غزو عثماني محتمل فأشاعوا أفكارا تضمنها كتاب بحار الأنوار الذي دمر كل المنفعلين بتراجيديا الحسين بن علي رضي الله عنهما.
من المبادئ التي وضعها الصفويون للمدرسة الإمامية :
مبدأ اكذب وامدح عليا فأنت مصدق، واكذب واشتم عمر بن الخطاب فأنت مصدق.
بالغ ماشئت في مدح علي وأسرته حتى بأن تغلو فيهم فلا ضير، وبالغ ما شئت في ذم من أسقط دولة الفرس من أصحاب محمد ولا سيما قادتهم أبو بكر وعمر فأنت مصدق.
واليوم يدرك الفرس أن الأمر الوحيد الذي يجعل المسلمين المنفعلين بتراجيديا الحسين (الشيعة العرب) ينخرطون في خدمة الفرس ضد شعوبهم وأمتهم هو تلكم الأفكار التي هي بحق (الأساطير المؤسسة للسياسة الإيرانية).
أما لماذ يكون المستقبل القريب للفرس؟
فببساطة يقود العرب ولا سيما جيران إيران ناس قلوبهم طيبة حتى يتهمهم أعداؤهم بالبلاهة، فهم قد سمحوا منذ سقوط بغداد للفرس وأشياعهم بأن ينشئوا فضائيات تبث عبر أقمار صناعية عربية.!!!
يقوم أتباع الفرس في العراق والبحرين والكويت ولبنان ببث كل مبادء الصفويين وإسقاطات التراث الفارسي المتقنعة بمصيبة الطف عبر هذه الفضائيات لأول مرة في التاريخ، ويسعى حكام العرب من الأسر الخليجية بدلا من إقامة الندوات ومحاصرة الفر الفارسي إلى تكسير سلاحهم بأيديهم.
يقومون بإنتاج فضائيات تهيج الغرائز وتضعف التدين المقابل.
فببساطة يقود العرب ولا سيما جيران إيران ناس قلوبهم طيبة حتى يتهمهم أعداؤهم بالبلاهة، فهم قد سمحوا منذ سقوط بغداد للفرس وأشياعهم بأن ينشئوا فضائيات تبث عبر أقمار صناعية عربية.!!!
يقوم أتباع الفرس في العراق والبحرين والكويت ولبنان ببث كل مبادء الصفويين وإسقاطات التراث الفارسي المتقنعة بمصيبة الطف عبر هذه الفضائيات لأول مرة في التاريخ، ويسعى حكام العرب من الأسر الخليجية بدلا من إقامة الندوات ومحاصرة الفر الفارسي إلى تكسير سلاحهم بأيديهم.
يقومون بإنتاج فضائيات تهيج الغرائز وتضعف التدين المقابل.
فالإعلام العربي المقابل هو التالي:
· فضائيات تهييج غرائز وإضعاف التدين الذي هو السلاح الطبيعي لتدين من نوع مغاير
· تطرف حنبلي ضيق الأفق تقوده عقول خريجي ابتدائية يجعلون من العقيدة حتى الموقف من التاريخ ،ومن العقيدة كل ما نسبه مؤلف ما إليها، وقد رأيت بأم عيني أثناء حرب غزة من يكتب مقالا ضد حسن البنا؟ قال أحد أصحابي الظرفاء أترى هذا الرجل يهوديا يعبئ الناس ضد حسن البنا أثناء حرب غزة؟ ثم قال إياك ومصاحبة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك!!!
· فضائيات تهييج غرائز وإضعاف التدين الذي هو السلاح الطبيعي لتدين من نوع مغاير
· تطرف حنبلي ضيق الأفق تقوده عقول خريجي ابتدائية يجعلون من العقيدة حتى الموقف من التاريخ ،ومن العقيدة كل ما نسبه مؤلف ما إليها، وقد رأيت بأم عيني أثناء حرب غزة من يكتب مقالا ضد حسن البنا؟ قال أحد أصحابي الظرفاء أترى هذا الرجل يهوديا يعبئ الناس ضد حسن البنا أثناء حرب غزة؟ ثم قال إياك ومصاحبة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك!!!
المستقبل القريب للفرس ، سيعود الشيعة إلى تدمير أنفسهم بعد أن يقوموا بتخريب الواقع لأن الصراع على السيادة دون وعي بما قطعته الإنسانية من تقدم قانوني وتشريعي هو تخبط في الظلام.
أما المدرسة الثانية السنية فهي بصيغتها الحالية رد فعل على المعتزلة وعلى من يسمونهم الروافض وهم أتباع المدرسة الفارسية الأولى،
وهؤلاء قد تشكل مذهبهم في القرن الثالث الهجري حين قبلوا أفكار المحدثين المعبرة عن توازنات عصرهم على أنها رأي الدين في المسألة. هكذا خسر هؤلاء كل مفكري الأمة وأدبائها بحجة أنهم (معتزلة) وكل محبي آل البيت من الأمة حتى وإن لم يكونوا من أتباع الفرس بحجة أنهم (زيدية) وكل من خالفهم الرأي فيما ذهبوا إليه.
من تعصباتهم المضحكة وشر البلية ما يضحك أنهم يقرأون في الفقه أن عشرة أئمة من أئمتهم كانوا يرسلون أيديهم ولا يضعون الأيمان على الشمائل في الصلاة منهم عبدالله ابن الزبير أمير المؤمنين بمكة والحسن البصري بالبصرة والليث بن سعد بمصر والأوزاعي بالشام حتى قال (صلى مرسلا فإن تعب وضع اليمنى على اليسرى للاستراحة ) ولا يتساءلون أيعقل أن يصلي هؤلاء بالناس مرسلين والناس من خلفهم واضعون؟ أيعقل أن يكون عمل إسحق بن راهويه سنة وعمل عشرة فقهاء كبار لا يعبأ له أصلاً.
تراهم اليوم في منتدياتهم يناقشون وضع الأيدي بعد القيام من الركوع والأمة في القرن الثاني كانت تصلي مرسلة قبل الركوع!!
وحين شاعت بين الناس فكرة أن القرآن مخلوق أي أنه محدث لم يفهموا القصد فقال بعض علمائهم غير مخلوق يعني لا يوصف بمخلوق لكنهم ظلوا ألف سنة يرددون ما لا يفهمون، وبرغم أن شيخ الإسلام بن تيمية قد قال في كتبه إن القرآن محدث وإن كان لا ينبغي أن يوصف بمخلوق [فهو ينكر بدعية المصطلح لا معناه] إلا أن هذه لم يخفف من كرههم للمعتزلة الذين ابتدعوا المصطلح فقط؟!!
كان حل أهل السنة في المدرسة الأندلسية الحزمية لأنها لا تعادي العقل ولا تقدس الرجال ولا تغلق المعنى ولكن التعليم السني المعاصر لا يقود إلا إلى تشظية الأمة وشرذمتها،
من المستحيل على التعليم السني الحالي أن يواجه أضعف الناس بضاعة عقلية وهم الفرس وأتباعم.
إن الذي لا يستطيع أن يتصالح مع المعتزلة ويتفهم دوافعهم لا يستطيع أن يفهم شيئا أصلا.
إن الذي يترك الزيدية يلعب بها الإمامية هو أقل ما يقال فيه خالي الوفاض.
وهؤلاء قد تشكل مذهبهم في القرن الثالث الهجري حين قبلوا أفكار المحدثين المعبرة عن توازنات عصرهم على أنها رأي الدين في المسألة. هكذا خسر هؤلاء كل مفكري الأمة وأدبائها بحجة أنهم (معتزلة) وكل محبي آل البيت من الأمة حتى وإن لم يكونوا من أتباع الفرس بحجة أنهم (زيدية) وكل من خالفهم الرأي فيما ذهبوا إليه.
من تعصباتهم المضحكة وشر البلية ما يضحك أنهم يقرأون في الفقه أن عشرة أئمة من أئمتهم كانوا يرسلون أيديهم ولا يضعون الأيمان على الشمائل في الصلاة منهم عبدالله ابن الزبير أمير المؤمنين بمكة والحسن البصري بالبصرة والليث بن سعد بمصر والأوزاعي بالشام حتى قال (صلى مرسلا فإن تعب وضع اليمنى على اليسرى للاستراحة ) ولا يتساءلون أيعقل أن يصلي هؤلاء بالناس مرسلين والناس من خلفهم واضعون؟ أيعقل أن يكون عمل إسحق بن راهويه سنة وعمل عشرة فقهاء كبار لا يعبأ له أصلاً.
تراهم اليوم في منتدياتهم يناقشون وضع الأيدي بعد القيام من الركوع والأمة في القرن الثاني كانت تصلي مرسلة قبل الركوع!!
وحين شاعت بين الناس فكرة أن القرآن مخلوق أي أنه محدث لم يفهموا القصد فقال بعض علمائهم غير مخلوق يعني لا يوصف بمخلوق لكنهم ظلوا ألف سنة يرددون ما لا يفهمون، وبرغم أن شيخ الإسلام بن تيمية قد قال في كتبه إن القرآن محدث وإن كان لا ينبغي أن يوصف بمخلوق [فهو ينكر بدعية المصطلح لا معناه] إلا أن هذه لم يخفف من كرههم للمعتزلة الذين ابتدعوا المصطلح فقط؟!!
كان حل أهل السنة في المدرسة الأندلسية الحزمية لأنها لا تعادي العقل ولا تقدس الرجال ولا تغلق المعنى ولكن التعليم السني المعاصر لا يقود إلا إلى تشظية الأمة وشرذمتها،
من المستحيل على التعليم السني الحالي أن يواجه أضعف الناس بضاعة عقلية وهم الفرس وأتباعم.
إن الذي لا يستطيع أن يتصالح مع المعتزلة ويتفهم دوافعهم لا يستطيع أن يفهم شيئا أصلا.
إن الذي يترك الزيدية يلعب بها الإمامية هو أقل ما يقال فيه خالي الوفاض.
الحل الوحيد لأهل السنة هو ما أدركه ملوكهم وعقول الملوك ملوك العقول وهو أن يعتمدوا على اليهود في حمايتهم من الفرس
فهم في حال لا يُحسدون عليها ولا يبدون مستعدين لقبول فكرة أن السلف الحق هم الصحابة لا محدثو القرن الثالث، وأن مفهوم النبي لصحابة هو أهل بيعة الرضوان فقط، وأن بدعة المعتزلة بإطلاق لفظ مخلوق لمحدث لا تعني البدعة المقابلة بأن تعتقد أن القرآن غير مخلوق أي غير محدث! وأن الدعوة هي إلى الإسلام لا إلى القرآن والسنة، (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)
إن السنة هي السيرة والنجاة للمسلمين من شر اليهود والفرس هي في السمو الأخلاقي العملي باتباع الدين الحق وهو ما أجمع عليه الفقهاء وهو 14400 ضمتها موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي لا تتبع روايات لا يُعرف سياقها وأن يظن أن اتباعها هو الحق حتى وإن خالفت استصحاب حال المسلمين من أهل المدينة وأبناء الصحابة !!!.
رب متسائل يتساءل هل يمكن للمسلمين أن يجدوا سبيلا سلميا يعيشون فيه مع بعضهم؟ أي أن نسالم الفرس وأتباعهم؟
والجواب لا يمكن لأن القوى اللاشعورية التي أنتجت الأساطير هي المسير الحقيقي للإرادات وليس التبسيطات العقلية، ،
فالصراع لا يستقر لأنه لم يتأسس على أسس حقيقية كما يفعل الأتراك والماليزيون لأن هؤلاء جزء بسيط من الأمة.
فهم في حال لا يُحسدون عليها ولا يبدون مستعدين لقبول فكرة أن السلف الحق هم الصحابة لا محدثو القرن الثالث، وأن مفهوم النبي لصحابة هو أهل بيعة الرضوان فقط، وأن بدعة المعتزلة بإطلاق لفظ مخلوق لمحدث لا تعني البدعة المقابلة بأن تعتقد أن القرآن غير مخلوق أي غير محدث! وأن الدعوة هي إلى الإسلام لا إلى القرآن والسنة، (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)
إن السنة هي السيرة والنجاة للمسلمين من شر اليهود والفرس هي في السمو الأخلاقي العملي باتباع الدين الحق وهو ما أجمع عليه الفقهاء وهو 14400 ضمتها موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي لا تتبع روايات لا يُعرف سياقها وأن يظن أن اتباعها هو الحق حتى وإن خالفت استصحاب حال المسلمين من أهل المدينة وأبناء الصحابة !!!.
رب متسائل يتساءل هل يمكن للمسلمين أن يجدوا سبيلا سلميا يعيشون فيه مع بعضهم؟ أي أن نسالم الفرس وأتباعهم؟
والجواب لا يمكن لأن القوى اللاشعورية التي أنتجت الأساطير هي المسير الحقيقي للإرادات وليس التبسيطات العقلية، ،
فالصراع لا يستقر لأنه لم يتأسس على أسس حقيقية كما يفعل الأتراك والماليزيون لأن هؤلاء جزء بسيط من الأمة.