المستقبل القريب للفرس وأتباعهم

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
إنضم
27/04/2006
المشاركات
751
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
مكة المكرمة
يقود أمة الإسلام مدرستان هما المدرسة السنية المشرقية والمدرسة الفارسية الإمامية ، وقد نشأت كل من المدرستين للإجابة على حاجات مكونات اجتماعية في المجتمع المسلم بعد انقضاء القرون الثلاثة الأولى التي يسميها مؤرخو الفكر الإسلامي (The Formative Period of Islamic Thoght) وأهم كتابين في الموضوع هما كتاب مونتغومري واط بهذا العنوان والكتاب الرائد عالميا بأجزائه الستة للعلامة المتقاعد يوسف فان إس بعنوان مقارب بالألمانية.
وكلا المدرستين يعيشان خارج التاريخ بسبب انعدام العلوم العقلية لديهما، فالفرس يدرسون في حوزاتهم صيغة ميتة من منطق أرسطو ساعدهم على عقلنة اللامعقول ، لكن اعتمادهم في تعبئة الناس هو على تراث نكبة كربلاء التي أصبحت منذ انقضاء المئة الأولى قناعا لنكبة الفرس بسقوط دولتهم واستعبادهم وتبعيتهم لأمة مجاورة. وأما المدرسة السنية فمستقبلها في التيار الأندلسي لا المشرقي لكنها لم تستطع إحياء طريقة الأندلسيين في التفكير والاستفادة من الرياضيات، فهي اليوم لا تدرس في مؤسساتها الرسمية العلوم العقلية لا المنطق ولا الفلسفة..
ولما كان كلا المدرستين لا مستقبل له لأنه لا يتأسس على أسس عقلية وعلمية تجريبية عالمية كونية صحيحة كان مستقبل الصراع بينهما يعتمد على شيئين فقط:
· عامل خارجي هو موازين مصالح القوى العالمية التي تبالي بالمنطقة النفطية
· وعامل داخلي هو قوة كل من المدرستين على التعبئة والتجنيد لأتباعهما.
ولما كان كلاهما يفتقد إلى الأسس العقلية العلمية كانت الكفة سترجح للأكثر تهييجا عاطفيا وهو المدرسة الفارسية، ،
لكن لماذا كان المستقبل القريب فقط لها؟
لأن أي مدرسة أو تيار يعادي العقل ويقوم على التخييل والتعبئة العاطفية هو تيار طارئ في التاريخ وإن ملأ الدنيا جعجعة وتطبيلا.​

كيف نشأت المدرسة الفارسية الإمامية:​

حين انتهى القرن الأول الهجري وبرد جرح الأمة الفارسية من كابوس سقوط إمبراطوريتها أصبح لدى الجيل الجديد حقيقتان تصطرعان في أعماقه هما حقيقة الدين الجديد الذي لا يمكن رفضه بعد أن أثبت حضوره وغيّر التاريخ وقدم نفسه كوارث حقيقي للتراث اليهودي المسيحي (مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه) وراجعا بالناس إلى أصله الإبراهيمي.
والحقيقة الثانية هي كره الشعب الفارسي للشعب الذي أسقط دولته وسبى بناته حتى إن الأمير المدلل الحسين بن علي قد تسرّر ببنت كسرى نفسه "وكان أهل المدينة يكرهون الإماء حتى نشأ فيهم زين العابيدين بن الحسين وسالم بن عبدالله والقاسم بن محمد وكانوا أبناء إماء فرغبوا فيهن". فبحث اللاشعور الفارسي القلق عن فكرة تجمع له بين حقيقتين:
قبول الدين الجديد والتنفيس عن حقده على مسقطي دولته ومستعبديه؟
كانت هناك فكرة واحدة سعى إليها الشعب الفارسي ببطء هي فكرة أن يجعل هذا الشعب الذي أسقط دولته يخون وصية إلاهية (يفترضها الفرس) من مؤسس الدين لرجل ما وليكن ابن عمه ، وبرغم أن هذه الفرضية لا تصمد أمام أبسط أنواع النقد التاريخي فالعرب قد قبلوا وصية أبي بكر لعمر بعد سنتين وما شخصية أبي بكر رضي الله عنه بأقوى من شخصية النبي صلى الله عليه وسلم ولا يمكن تخيل أن يُجمع شعب كامل على خيانة وصية نبيه إلا إذا كان هذا الشعب قد أسقط الشعب الفارسي وكان تخيل خيانته المنفس الوحيد للفرس.
إلا أن ذلك ما تم. أول من أشاع هذه الفكرة هو هشام بن الحكم سنة 110 هـ ولما كانت تهمّ أسرة النبي أكثر من سواها لأنها متخيلة على ميزة إلاهية لها لا تعرفها أكثر من الميزة الاجتماعية التي ظلمها إياها بعض الناس (أشياع الأمويين) ومنحها إياها آخرون (التشيع العربي)، فقد استغرب زيد بن علي بن الحسين من هشام بن الحكم الذي وصفه ابن النديم بأنه "أول من فتق القول بالإمامة".
فقال زيد له: بلغني أنك تزعم أن فينا ـ آل محمدـ رجلا مفترض الطاعة؟
فقال هشام نعم وكان أبوك علي بن الحسين أحدهم!
فاستغرب زيد الفكرة وقال :"وكيف وقد كان يؤتى باللقمة حارة فيبردها ثم يلقمنيها. أتراه كان يخاف عليّ من حرّ اللقمة ولا يخاف عليّ من حرّ النار؟ " قال هشام (كما في رجال الكشي) [وجواب هشام هو الدليل الحقيقي على اللامعقول الإمامي الفارسي منذ تلك اللحظة] فقلت له: "خشي أن يُخبرك فتكذب فلا يشفع فيك"!!!!
إذن من أجل أن يشفع له يوم القيامة تركه لا علم له بنظرية الإمامة الفارسية الدائرة على أسرته كما افترض ذلك هشام. وبهذا المنطق اصبح الفارسي مدركا للـ"ـحقيقة" التي يجهلها زيد بن السجاد.
وبرغم أن الشيعي اليوم يتجاهل كيف يمكن أن يكون ابن الإمام السجاد وحفيد الحسين صليبةً لا علم له بنظرية الإمامة فهو إذن سني أو عامي أو ناصبي كما يحلو لأبواق الفرس اليوم أن يسموا الناس الذين لا يشاركونهم فرضياتهم وخيالاتهم فقد شاعت الفكرة خلال ثلاثين سنة بين المسلمين المنفعلين بتراجيديا الطف من أهل الكوفة، وبرغم أن منهم أتقياء وثقات ورعين إلا أنهم اقتنعوا بالفكرة فأرسل جماعة منهم وفدا إلى المدينة المنورة يسألون جعفر بن محمد الصادق عنها، وحين قدما على جعفر سألاه: "أفيكم رجل مفترض الطاعة؟" فقال جعفر :" ما أعلم ذلك فينا" قالا "إن في الكوفة رجالا يزعمون أن فيكم رجلا مفترض الطاعة" فقال جعفر "ما أعلم ذلك فينا" قالا "إن منهم ابن يعفور وفلانا وفلانا ، ثقات ورعون.." فغضب جعفر وقال ما قلت لهم أن يقولوا ذلك، وما ذنبي أنا؟ فلما رأيا الغضب في وجهه قاما.
استمرت الفكرة إذن ولم تمت وكان أتباعها يكثرون ويدعمها ترسانة من الأقاصيص وخيالات القرون الوسطى ودعمها خيبة أمل الفرس في دولة بني العباس التي كشفت عن عربية أيضاً، وفي الواقع فإن الخصومة السياسية بين العباسيين والعلويين كانت الغذاء التاريخي لفكرة هشام ابن الحكم، فقد غذت فكرة تجعل من الفرس أنبياء هذه المرة.
كيف ؟
ظل اللاشعور الفارسي يبغض مسقطي دولته ومفترعي بناته بغض الموت ويحسدهم في أعماقه على النبوة، فأن يعبد الفرس أسرة النبي التي هي في النهاية أسرة عربية لا يشفي غليل الفرس، أو قل هو تنفيس عن الحقد لكنه ليس تحقيقا للذات.
قاد اللاشعور الفارسي المتقنع بتراجيديا الطف هذه المرة إلى فكرة تجعل الفرس "أنبياء" أو شبه أنبياء. ذلكم أن النبوة هي اتصال شخص من أهل الأرض بالملأ الأعلى، فقام الخيال الفارسي بحجز مقعد في الملأ الأعلى لكائن متخيل أسماه الفرس صاحب الزمان وخلقوا له نسبا علويا لأنه لا يمكن لفكرة لا تنطلق من أسرة النبي أن تشيع أو تنجح أصلاً.
حين خلق هذا الكائن المتصور بشرا بصفات إلاهية أصبح بإمكان قادة الفرس الدينييين أن يزعموا ظهوره لهم في كل حين، ومعلوم أن مجرد تخيل ظهوره يعني أن هذا الشخص قد اتصل بالملأ الأعلى وبالتالي أصبح مقدسا، "نبيا". وعلى الرغم من أن هذه الفكرة تصيب التوحيد الإسلامي بمقتل وأن مدعي الاتصال بها مشمول بالآية {ومن أظم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء} لأن زعم الاتصال بالملأ الأعلى ادعاء لتلقي نوع من الوحي، إلا أن الفرس سواء كانوا ناطقين بالفارسية أو بالعربية (الشيعة العرب) يقبلون الفكرة بل رحابة صدر.
نشأت المدرسة الإمامية المخترقة أصلا باللاشعور الفارسي وإسقاطاته على التراث الإسلامي خلال قرنين من الزمان هما القرن الثاني والثالث، ثم لما أصبح الفرس مهددين من قبل غزو عثماني محتمل قاموا فأشاعوا المدرسة الإمامية التي تنسجم أصلا مع الروح الفارسية الموتورة المصابة بلعنة تاريخية لا تشفى منها، فقام الصفويون بتشييع ايران لتواجه أي غزو عثماني محتمل فأشاعوا أفكارا تضمنها كتاب بحار الأنوار الذي دمر كل المنفعلين بتراجيديا الحسين بن علي رضي الله عنهما.
من المبادئ التي وضعها الصفويون للمدرسة الإمامية :
مبدأ اكذب وامدح عليا فأنت مصدق، واكذب واشتم عمر بن الخطاب فأنت مصدق.
بالغ ماشئت في مدح علي وأسرته حتى بأن تغلو فيهم فلا ضير، وبالغ ما شئت في ذم من أسقط دولة الفرس من أصحاب محمد ولا سيما قادتهم أبو بكر وعمر فأنت مصدق.​

واليوم يدرك الفرس أن الأمر الوحيد الذي يجعل المسلمين المنفعلين بتراجيديا الحسين (الشيعة العرب) ينخرطون في خدمة الفرس ضد شعوبهم وأمتهم هو تلكم الأفكار التي هي بحق (الأساطير المؤسسة للسياسة الإيرانية).​

أما لماذ يكون المستقبل القريب للفرس؟
فببساطة يقود العرب ولا سيما جيران إيران ناس قلوبهم طيبة حتى يتهمهم أعداؤهم بالبلاهة، فهم قد سمحوا منذ سقوط بغداد للفرس وأشياعهم بأن ينشئوا فضائيات تبث عبر أقمار صناعية عربية.!!!
يقوم أتباع الفرس في العراق والبحرين والكويت ولبنان ببث كل مبادء الصفويين وإسقاطات التراث الفارسي المتقنعة بمصيبة الطف عبر هذه الفضائيات لأول مرة في التاريخ، ويسعى حكام العرب من الأسر الخليجية بدلا من إقامة الندوات ومحاصرة الفر الفارسي إلى تكسير سلاحهم بأيديهم.
يقومون بإنتاج فضائيات تهيج الغرائز وتضعف التدين المقابل.​

فالإعلام العربي المقابل هو التالي:
· فضائيات تهييج غرائز وإضعاف التدين الذي هو السلاح الطبيعي لتدين من نوع مغاير
· تطرف حنبلي ضيق الأفق تقوده عقول خريجي ابتدائية يجعلون من العقيدة حتى الموقف من التاريخ ،ومن العقيدة كل ما نسبه مؤلف ما إليها، وقد رأيت بأم عيني أثناء حرب غزة من يكتب مقالا ضد حسن البنا؟ قال أحد أصحابي الظرفاء أترى هذا الرجل يهوديا يعبئ الناس ضد حسن البنا أثناء حرب غزة؟ ثم قال إياك ومصاحبة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك!!!​

المستقبل القريب للفرس ، سيعود الشيعة إلى تدمير أنفسهم بعد أن يقوموا بتخريب الواقع لأن الصراع على السيادة دون وعي بما قطعته الإنسانية من تقدم قانوني وتشريعي هو تخبط في الظلام.​

أما المدرسة الثانية السنية فهي بصيغتها الحالية رد فعل على المعتزلة وعلى من يسمونهم الروافض وهم أتباع المدرسة الفارسية الأولى،
وهؤلاء قد تشكل مذهبهم في القرن الثالث الهجري حين قبلوا أفكار المحدثين المعبرة عن توازنات عصرهم على أنها رأي الدين في المسألة. هكذا خسر هؤلاء كل مفكري الأمة وأدبائها بحجة أنهم (معتزلة) وكل محبي آل البيت من الأمة حتى وإن لم يكونوا من أتباع الفرس بحجة أنهم (زيدية) وكل من خالفهم الرأي فيما ذهبوا إليه.
من تعصباتهم المضحكة وشر البلية ما يضحك أنهم يقرأون في الفقه أن عشرة أئمة من أئمتهم كانوا يرسلون أيديهم ولا يضعون الأيمان على الشمائل في الصلاة منهم عبدالله ابن الزبير أمير المؤمنين بمكة والحسن البصري بالبصرة والليث بن سعد بمصر والأوزاعي بالشام حتى قال (صلى مرسلا فإن تعب وضع اليمنى على اليسرى للاستراحة ) ولا يتساءلون أيعقل أن يصلي هؤلاء بالناس مرسلين والناس من خلفهم واضعون؟ أيعقل أن يكون عمل إسحق بن راهويه سنة وعمل عشرة فقهاء كبار لا يعبأ له أصلاً.
تراهم اليوم في منتدياتهم يناقشون وضع الأيدي بعد القيام من الركوع والأمة في القرن الثاني كانت تصلي مرسلة قبل الركوع!!
وحين شاعت بين الناس فكرة أن القرآن مخلوق أي أنه محدث لم يفهموا القصد فقال بعض علمائهم غير مخلوق يعني لا يوصف بمخلوق لكنهم ظلوا ألف سنة يرددون ما لا يفهمون، وبرغم أن شيخ الإسلام بن تيمية قد قال في كتبه إن القرآن محدث وإن كان لا ينبغي أن يوصف بمخلوق [فهو ينكر بدعية المصطلح لا معناه] إلا أن هذه لم يخفف من كرههم للمعتزلة الذين ابتدعوا المصطلح فقط؟!!
كان حل أهل السنة في المدرسة الأندلسية الحزمية لأنها لا تعادي العقل ولا تقدس الرجال ولا تغلق المعنى ولكن التعليم السني المعاصر لا يقود إلا إلى تشظية الأمة وشرذمتها،
من المستحيل على التعليم السني الحالي أن يواجه أضعف الناس بضاعة عقلية وهم الفرس وأتباعم.
إن الذي لا يستطيع أن يتصالح مع المعتزلة ويتفهم دوافعهم لا يستطيع أن يفهم شيئا أصلا.
إن الذي يترك الزيدية يلعب بها الإمامية هو أقل ما يقال فيه خالي الوفاض.

الحل الوحيد لأهل السنة هو ما أدركه ملوكهم وعقول الملوك ملوك العقول وهو أن يعتمدوا على اليهود في حمايتهم من الفرس
فهم في حال لا يُحسدون عليها ولا يبدون مستعدين لقبول فكرة أن السلف الحق هم الصحابة لا محدثو القرن الثالث، وأن مفهوم النبي لصحابة هو أهل بيعة الرضوان فقط، وأن بدعة المعتزلة بإطلاق لفظ مخلوق لمحدث لا تعني البدعة المقابلة بأن تعتقد أن القرآن غير مخلوق أي غير محدث! وأن الدعوة هي إلى الإسلام لا إلى القرآن والسنة، (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)
إن السنة هي السيرة والنجاة للمسلمين من شر اليهود والفرس هي في السمو الأخلاقي العملي باتباع الدين الحق وهو ما أجمع عليه الفقهاء وهو 14400 ضمتها موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي لا تتبع روايات لا يُعرف سياقها وأن يظن أن اتباعها هو الحق حتى وإن خالفت استصحاب حال المسلمين من أهل المدينة وأبناء الصحابة !!!.

رب متسائل يتساءل هل يمكن للمسلمين أن يجدوا سبيلا سلميا يعيشون فيه مع بعضهم؟ أي أن نسالم الفرس وأتباعهم؟
والجواب لا يمكن لأن القوى اللاشعورية التي أنتجت الأساطير هي المسير الحقيقي للإرادات وليس التبسيطات العقلية، ،
فالصراع لا يستقر لأنه لم يتأسس على أسس حقيقية كما يفعل الأتراك والماليزيون لأن هؤلاء جزء بسيط من الأمة.
 
اسمح لي يا دكتور عبد الرحمن أن أقول إن الموضوع مهم ولكن الطرح غير متوازن ولا أريد أن أقول غير متزن ، وفيه خلط للأوراق لا يصح ولا يصلح أن يقدم في مثل هذا الظرف الصعب من حياة الأمة.
 
أشكر مرورك أخي أبا سعد ولكنه ليس خطابا سياسيا ، هو مجرد مجموعة أفكار عن بنيتين فكريتين تمتدان بجذورهما إلى أعماق التاريخ الإسلامي ، وليس مقصدي تقديم طرح متوازن بقدر أن يستثير التفكير في الثوابت المؤسسة للبنى الفكرية.فالطرح المتوازن قد يكون مساهمة في تمجيد الكليات وغلق المعنى على ما هو عليه، أما الطرح المستفز بمغازلة الثوابت فيكون أكثر استثارة للتفكير والله أعلم وهوتعالى من وراء القصد
 
للأسف المقال يحتوي على أخطاء علمية وتاريخية معروفة :
فقد ربط القول بالإمامة بزمن هشام بن الحكم وهذا غير صحيح إذ أن الإمامة بمعناها العام موجودة في أصل الدين , وفي معناها الخاص عند الإثني عشرية فقد ذكروا بأنفسهم نسبة الأمر لإبن سبأ اليهودي : "أن عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم، ووالى عليا، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصى موسى بالغلو، فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي مثل ذلك، وكان أول من أشهر القول بفرض إمامة علي، وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه، وكفرهم"وهذا الذي ذكره الكشي والمامقاني يمثل جوهر إعتقاد الإمامية بأن علي وصي الرسول واجب الطاعة المعصوم مع أحد عشر من أولاده .
جعل التطور التاريخي للإمامية مرتبط ببعض الأحداث متجاهلا الفرق الأخرى المندثرة والباقية , ومعلوم أن تراث الإمامية خصوصا الفقهي هو مرتبط بالواقفة ,ثم إن الزيدية والإسماعيلية اختلفوا مع الإمامية في أغلب ما تفضلت به من أمور ,كما أن التشيع الإمامي الحالي أيضا يحتوي على مدرستين شديدتي العداء لبعضهما بعضا وهم الإخبارية والأصولية .
ثالثا تجاهل أهم أمرين في الفكر الإمامي وهو أن النزاع قائم بين أنصار ولاية الفقيه ومنكريها وفي هذا تجاهل الواقع السياسي لإثني عشرية .
رابعا : لم يتطرق لموضوع المرجعية عن الإثني عشرية والتي تعرف بأنها تبعية تامة للمرجع وتقليده تقليدا أعمى .وأثر ذلك تصرف الأتباع .
خامسا تجاهل الواقع الفكري الحديث للإمامية وما نتج عن ظهور "الصرخية " وأتباع"الحسن اليماني " وما تتعرض له المدرسة الإمامية من تخبط وذوبان في الأمة ومن ذلك ترك التشيع بصورة جعلتها مشكلة مستعصة كما قال القزويني عن طلاب الحوزة بأنهم بعد حوارهم مع "الوهابية "عادوا متشككين ومنقلبين :
http://www.youtube.com/watch?v=t1FWQS2r5B0&feature=player_embedded#at=22

سادسا ذكر أمرا غريبا عن جهل زيد بالإمامة مع أنه ليس أصلا عند الإمامية ذلك بل عندهم أن جعفر عم المنتظر الغائب خمار وكانوا يسمونه جعفر الكذاب .
سابعا : الإمامية لا تزعم النبوة في أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم أما إنقطاع الوحي فه يزعمون أنه لم ينقطع فزعموا مصحف فاطمة والجفر وغيره من الكتب وهم يزعمون أن رتبة الإمامة فوق النبوة ,كما يزعم غلاة الصوفية في الولاية فيقولون فوق النبي ودون الولي!!!!

وفي المقابل فإنك عرضت السنة بطريقة لا أعلم سابقا لك فيها إلا إن كان المستشرق المذكور : فالسنة في أصلها هي مقابل البدعة ولذلك يقال أهل السنة ويقابلهم أهل البدعة , والمعتزلة معروفين النشئة والإندثار ,ومدعي اتباعهم في هذه الأيام لا يعلمون أصلا معنى الإعتزال إذ يظنون أن الإعتزال استخدام العقل في التفكير , وهذا جهل منهم بأنه لا يوجد أحد ينكر إمعان العقل ولكن في كيفية استخدامه والمعتزلة أصلا هم أعداء الفلاسفة ومعلوم أن الفلاسفة يقدسون العقل أكثر منهم .
من الغريب أن يصف أهل السنة بمجرد مثال يدل على عدم فهم ابسط الأمور كقبض اليدين في الصلاة , فهو يبني عليها وكأنها أصل , وينسى أنها هيئة من هيئات الصلاة !!! ومن لا يفرق بين الهيئة والركن كيف يمكنه أن يحكم ؟ فها أهل السنة بعد هذا يكون شأنهم مضحكا أم الكاتب الذي لم يعي أن من يقبض يديه لايؤثم من أرسلهما ؟
ثم أستغرب عدم التفريق بين القول بخلق القران أو كونه محدثا من ربهم .وجعل الأممر سيان وهذا يدل مع احترامي لك أنك لم تفرق بين قول المعتزلة بخلق القران وقول أهل السنة أن الله يتكلم متى شاء .
فالمعتزلة تقول أن كلام الله مخلوق وأنه لم يتكلم بالقران وإنما خلق خلقا هو القران ,لإعتقادهم أن لوازم الكلام حلول الحوادث في المتكلم والنقص والحاجة الى الغير وأنه يستلزم التشبيه .فهم بذلك جعلوا الكلام مرتبط بالخلق .فإذا أراد أن يتكلم خلق القران ,وهذا الأمر بدأ مع جدال أهل الكتاب بأن عيسى عليه السلام كلمة الله فلو كانت قديمة لكان عيسى عليه السلام قديما !!
بينما أهل السنة يقولون أن ذات الله لا تحل بها الحوادث فهو يخلق وهو كان قبل كل شيء وأن ليس من صفاته شيء محدث , وقالوا إن الكلام من صفات الأفعال التي تكون في الذات أصلا ,ثم أنكر أغلب الأشاعرة صفات الأفعال التي ضنوا أنها تتطلب الحاجة للحلول أو الإنتقال أو التشبيه ,وهم ليسوا متفقين في هذا الإعتقاد فشتان بين البيهقي رحمه الله والرازي المعروف رحمه الله . ومع هذا فأغلب الأشاعرة متفقين مع المعتزلة بنفي الكلام من حيث أنه صوت وحرف ومتفقين مع غيرهم من أهل السنة من بانه كلام الله وذلك بقولهم هو كلام الله النفسي .

فموضوع خلق القران لم يقل ابن تيمية بأن المعتزلة قد أصابوا فيه ولكن في شرحه بين الإختلاف في بعض عبارات أهل العلم على بعض الأمور وأصلها خلق أفعال العباد بأن أصواتنا وحركات السننا مخلوقة وأن الكلام ينسب الى قائله الأول فيقال هذا كلام فلان وهذا كلام الله ,والذي تطرق اليه في مسألة اللفظ قد يشكل على بعض من ليس له معرفة بالمصطلحات وما تحويه من معاني مخصصة من بين معانيها اللغوية .
كما هو معلوم فالمعتزلة قالت أن العبد يخلق فعله بينما قال أهل السنة بأن الله خالق الإنسان وفعله .
الأسوء أنك لم تكن منصفا بأن جعلت الفساق أصحاب القنوات الفاجرة من العلمانيين والليبرالين هم أهل السنة , ومع هذا فقد وصفت باقي القنوات بوصف واحد وهي أصلا غير متفقة فشتان بين قناة المجد وقناة إقرأ والقنوات الرسمية والقنوات الخاصة .

وأخيرا فإن هذا الحل أخي الكريم هو ناتج لما نعيشه من موضوع:
أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ

:http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=25736




ختاما أخي الكريم :لا شك من وجود الخطر الصفوي ولكنه سيكون قزما مع وجود وسائل الإعلام وخصوصا إذا سمع الإمامية القران وتعلموه وتعلموا تفسيره ,وكنت أنصح الإمامية أثناء حواري معهم بقراءة القران لأنه المنج من البدعة والضلالة فلن يستقيم له القران إلا إذا نبذ الإمامية ,أو متابعتهم بالقول بالتحريف .
 
لا يوجد شعر ولا كلام لكل الناس

لا يوجد شعر ولا كلام لكل الناس

مثلما لا يوجد شِعر لكل الناس، فما يستحسنه زيد يستسمجه عمرو فكذلك لا يوجد فِكر لكل الناس، والأخ مجدي يبدو أنه ليس من قراء المقال الذين كانوا في ذهن الكاتب وهو يكتب مقاله، لا قصورا به ولكن لاختلافه عن القراء المتخيلين للمقال. فهو من النوع الذي يهتم بالتاريخ كما ينبغي أن يكون لا كما قد كان بالفعل، فتصنيف الناس لديه لا إلى من ورثوا تراثا سنيا حتى وإن كانوا لا يصلون ولا يصومون فإن التراث السني يشكل لهم مثلهم وأفكارهم فهم سنة بهذا المعنى،كما ذهب إليه المقال. فمن أنشأ قناة روتانا وقناة العربية بفلسفة إعلامية تحقق له هدفا معينا، وهذا الهدف لا يتفق ومصلحة الأمة من وجهة نظري المتواضعة هو سني حتى وإن كان لا يعده الأخ أبو عيشة سنيا. هو سني التراث حتى وإن كان يشرب الخمر ويرتكب الفواحش.هو سني لأنه ولد منتميا إلى التراث السني. ومن ورثوا تراثا إماميا حتى وإن كانوا قد درسوا في الغرب مثل من رأيتهم من الإيرانيين يأكلون لحم الخنزير والإيرانيات يتزوجن الأوربيين ليحصلن على الجنسية ويتنجسن من السني! والذي أنشأ قناة الزهراء والأنوار والكوثر والنار هو شيعي وإن كان لا يلتزم بمعطيات المذهب لأن غرضه نشر الفكر الإمامي. وقد يكون دافع الأول دنيويا ودافع الثاني دينيا لكن وكما قال شوقي في عروس النيل
إن زوجوك بهن فهي عقيدةٌ * ومن العقائد ما يُلبُّ ويُحمق​
فهؤلاء شيعة ما داموا ورثوا تراثا شيعيا بغض النظر عن مدى التزامهم، وهذا ليس موضوعنا.
وما ذكره في رده من أن المقال لا يركز على وحدة المرجعية لدى الإمامية! فهذه في المقال نتيجة وموضوع المقال هو الأسباب لا النتائج.
فالسبب في وحدة المرجعية هو النبوة الضمنية لأنها اتصال متخيل في الملأ الأعلى فهي تقليد للاتصال الحقيقي بالملأ الأعلى. حين حجز الإمامية مقعدا متخيلا في الملا الأعلى لكائن متخيل أسموه صاحب الزمان وعدوا مراجعهم نوابا عنه وسكتوا عمن ادعى لقاءه أصبحت وحدة المرجعية وحصر أيات الله في 53 مرجعا منهم 17 آية الله عظمى كان ممكنا لهم وحدة المرجعية.
أما السنة الذين يغارون في أنفسهم من وحدة المرجعية فيسعى علماؤهم إلى ما أسماه المفكر الإسلامي الكبير (علي عزة بيغوفح) رحمه الله بـ"ـالانتكاسة إلى مستوى الوعي المسيحي" حيث قاموا بتفسير "أهل الذكر" وهم اليهود في القرآن بأنها "أهل العلم" ليكونوا ورثة الأنبياء بتوصية إلاهية، وأن يكون لهم سلطة التوقيع عن رب العالمين.
وهذا كله ليس لدى العالم الحقيقي ابن حزم الأندلسي بشيء.
وشد انتباهي رده على قضية خلق القرآن حيث انتقد المقال جانبا واحدا منها وهو جانب الحدوث من عدمه، فإن كان من أهل السنة من يقول بأن القرآن غير محدث لأن الكلام صفة المتكلم والمتكلم أزلي وصفاته أزلية فقد داسوا إذن قشرة موز وانزلقوا إلى الخوض فيما ليس لهم به علم ، والله تعالى قد نهى نبيه نوحا "{فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين}" فإن كانت مخلوق تعني محدث فقط، ولا شك أنه أهم معانيها فالذين قالوا بها سواء أسميناهم معتزلة أم بني تميم أم هذيل فهم مخطئون فقط في إطلاق لفظ لم يوصف به القرآن على معنى حقيقي هو كونه محدثا وإن كانوا يعنون به ما فسره متأخرو خصومهم ليشرعنوا ما تحلقوا حوله من باب التعصب للطائفة حتى وصل الأمر أن يصدر الخليفة القادر 408 مرسوما من قال بخلق القرآن فهو حلال الدم، فهم مخطئون ولا ريب مبتدعون مجادلون في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير نعوذ بالله من الخذلان. وانتصار شيخ الإسلام لكونه محدثا كان حريا على الأقل بأتباعه أن يركزوا على صفة الحدوث للقرآن مما يوافق الذوق الفطري أو أن تسعى كليات أصول الدين لديهم إلى معالجة المسألة فكريا لا فرقيا كما هو شائع بينهم منذ ألف سنة مما تعدون.

فالنص الذي أوردتموه يدل على خلط الجميع في المسألة وهو:
مجـــــــــــــدي أبو عيــشــــــــــــــــــــــــــــــــة; قال:
[ثم أستغرب عدم التفريق بين القول بخلق القران أو كونه محدثا من ربهم .وجعل الأممر سيان وهذا يدل مع احترامي لك أنك لم تفرق بين قول المعتزلة بخلق القران وقول أهل السنة أن الله يتكلم متى شاء .
فالمعتزلة تقول أن كلام الله مخلوق وأنه لم يتكلم بالقران وإنما خلق خلقا هو القران ,لإعتقادهم أن لوازم الكلام حلول الحوادث في المتكلم والنقص والحاجة الى الغير وأنه يستلزم التشبيه .فهم بذلك جعلوا الكلام مرتبط بالخلق .فإذا أراد أن يتكلم خلق القران ,وهذا الأمر بدأ مع جدال أهل الكتاب بأن عيسى عليه السلام كلمة الله فلو كانت قديمة لكان عيسى عليه السلام قديما !!
بينما أهل السنة يقولون أن ذات الله لا تحل بها الحوادث فهو يخلق وهو كان قبل كل شيء وأن ليس من صفاته شيء محدث , وقالوا إن الكلام من صفات الأفعال التي تكون في الذات أصلا ,ثم أنكر أغلب الأشاعرة صفات الأفعال التي ضنوا أنها تتطلب الحاجة للحلول أو الإنتقال أو التشبيه ,وهم ليسوا متفقين في هذا الإعتقاد فشتان بين البيهقي رحمه الله والرازي المعروف رحمه الله . ومع هذا فأغلب الأشاعرة متفقين مع المعتزلة بنفي الكلام من حيث أنه صوت وحرف ومتفقين مع غيرهم من أهل السنة من بانه كلام الله وذلك بقولهم هو كلام الله النفسي .]
وعلى الرغم من أني لا أرضى أن أتحدث عن مجموعة لأنه لا توجد مدرسة فكرية متحدة الطرح والمغزى، فلا أرضى أن أتحدث عن شيء اسمه المعتزلة أو شيء اسمه أهل السنة بل فقط عن رجل اسمه واصل بن عطاء ورجل اسمه النظام ورجل اسمه ابو الهذيل ورجل اسمه أحمد بن حنبل ورجل اسمه ابن كلاب ورجل اسمه الغزالي ورجل اسمه ابن حزم ورجل اسمه ابن تيمية ورجل اسمه مجدي ابو عيشة ، فمثلما أن أعضاء ملتقى اهل التفسير يمثل كل منهم نفسه فقط فقد كان كل عالم يمثل نفسه فقط، فلا أقتنع بتصنيف الناس حتى وإن جمع بينهم السكوت على قرارات معينة.
لكني وجدت الذين يسمون أنفسهم مسلمين قد ورثوا تراثات مختلفة منها سني ومنها زيدي ومنها إباضي ومنها شيعي إمامي ومنها إسماعيلي ومنها نصيري ودرزي وغير ذلك وهذه تتجاذبها اتجاهات صوفية ومذاهب فقهية وغير ذلك فرأيت أن كل مسلم يقصر الاتصال بالملأ الأعلى على الأنبياء وحدهم فهو يمثل الفرقة الإسلامية الكبرى وهم كل المسليمن المنتمين إلى التراث السني والزيدي والإباضي فأسميتهم (مذهب الأمة) لأنهم الأكثر والمحبون للخلفاء ولتيارا لأمة الرسمي وإن اختلفوا في التفصيلات. والباقون وهم الشيعة الإمامية والإسماعيلية والدروز والنصيرية يعتقدون أن الاتصال بالملأ الأعلى ليس مقصورا على الأنبياء بل ثم شخوص آخرون يتصلون به فهراء قد استقلوا عن الأمة منذ القرن الرابع الهجري، ،
ولا أخفي انتمائي إلى مذهب الأمة وإعلاني أني لا أفرق بين المسلمين المنتمين إلى مذهب الأمة سواء كانوا على مذهب المحدثين أو زيدية أو إباضية أو مالكية أو صوفية بل معياري في الحكم على كل شخص هو حسن خلقه وصدق تقواه لأن المعنى منفتح على (ان أكرمكم عند الله أتقاكم). ودعوتي إلى الاحتكام الى ما اجمع عليه الفقهاء لا ما صدقه زيد من روايات ودعا إليه عمرو من أخبار.
لي بقية من عمر سأنفقها في قراءة كتب العلماء فرادى دون مبالاة بمن صنفهم في أي قبيلة، وهؤلاء هم علماء القرون الثاني والثالث والرابع والخامس فقط، ولا أظن الأجل يمتد لمنح المتأخرين وقتا واهتماماً، لأنهم لا مكان لهم في ديوانيتي فعليهم الانتظار في الباب.

والمقال هدفه استثارة التفكير لا نقد الفرق ولا اثارة التعصب للطائفة ، لأن المعنى منفتح على أن اكرمكم عند الله أتقاكم وليس من تعصب لفكرة او انتصر لتيار، ، وأعتذر عن الرد على كل التفصيلات لأنه لا قبل لي بالرد.
والله من وراء القصد
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى