المرأة ودورات فن التطوير

إنضم
19/09/2008
المشاركات
173
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الكويت
01.png


هناك تساؤلات كثيرا ما تدور في ذهني لكثرة الوارد حتى أسررتُ لنفسي : ترى هل ستكثر هذه العناصر في مجتمعنا حتى تصير ظاهرة لا قدَّرَ الله ؟؟!
المشهد الأول : طالبة جامعية ابنة شيخ دين على مستوى الأمة منقبة تزوجت ابن شيخ دين آخر وعلى مستوى الأمة ، ثم أكملت الماجستير في إحدى التخصصات الشرعية ، ثم ماذا كان ؟
1- خلعت النقاب ولبست البنطال وأفتت بجواز قراءة القرآن على أنغام الموسيقى ، ثم صارت تقيم المسامرات الثقافية في الحدائق العامة !
2- صارت مدرِّبة معتمدة بشهادات خارجية تعطي دورات ومحاضرات في التربية والتعليم والدين والصحة والنفس و ... إلخ !

المشهد الثاني : طالبة جامعية من أسرة صالحة تلبس السواد من رأسها وحتى أخمص قدميها ، أكملت الماجستير في إحدى التخصصات الشرعية ، ثم صارت مقرئة ، وبقيت في لباسها هذا ما شاء الله لها أن تبقى من السنوات الطوال ، ثم ماذا كان ؟
1- تخففت من بعض السواد فنزعت القفازين والجوربين وأماطت اللثام عن العينين والحاجبين ولبست ما يشف عن جيدها وشعرها سُنَيَّات قليلة ، ثم خلعت النقاب مؤخراً !
2- صارت مدَرِّبة معتمدة بشهادات خارجية تعطي دورات صحية وتثقيفية ونفسية ، وتدعو إلى نشر السلام والتنوير !!!!

أكتفي بهذين المشهدين ليعبرا عن مضمون ومغزى المقال ، وأتساءل :
- لماذا ممن صارت مدربة معتمدة في مجال نفسي تخلع النقاب أو تميل إلى خلعه وتدعو إلى ما مؤداه التحرر دون أن تدري مصاحبةً معها شواذ الفتاوى ومناكير الفكر ؟!
الذي أفكر فيه ليس من باب الحل والحرمة ، ولكنه من باب محاولة فهم ما يدور في مجتمعي ! هل يا ترى بروز المرأة في كل مكان ولو كان للدعوة إلى الله هل هو طريقٌ مستنزفٌ للحياء مع طول السُّرى فيه ؟
هل الدورات النفسية ودورات فن الإدارة ودورات فن التعامل مع البشر ودورات فن تعزيز الثقة بالنفس هل لهذه الدورات يد خفية فيما يحدث ؟
كلما لحظتُ تخففًا في لباس إحداهن وتحرراً في فكرها إذا بي أجدها في المقابل قد نالت شهادة في إحدى تلك الدورات !
هل الخلل : في الدورات التي صارت موضة العصر أم أن الخلل في تلك المتدرِّبة ؟
إن لهذه الفئة من الداعيات إلى التحرر دون قصد منهن هداهن الله سمتان مشتركتان – بحسب ما لاحظتُه خلال زمالتي معهن في الجامعة ثم في ملتقيات العمل – مع اختلاف بيئاتهن ومشاربهن :
1- لا يستفدن من النقد الموجِّه ولا من النصح الذكي ، فيرين الناقد حاسداً والناصح متخلفاً رجعياً .
2- سرعة الغضب والتملص من الحوار قبل أن يبدأ ، وهذه السمة بالذات تستوقفني طويلا !! يا ترى كيف يقمن دورات في الإيجابية وإدارة الحوار والثقة بالنفس وهن لا يمتلكن أدواتها ؟
وهذا السؤال يجعلني أستحضر موقفين مَرَّا بي قبل سنوات : أحدهما كان لمُدَرِّبة معتمدة من جهة خارجية حضرتُ لها ورشة عمل ضمن فعاليات مؤتمر دولي ، وبعد أن أنهت الورشة مرت بي فسلمتُ عليها وشكرتُ عملها ، فسَعِدَتْ وسألتْني عما إذا كان هناك ملحوظات ، فما إن نطقتُ بأولى جُمَلي – ولما يكتمل ركناها بعد – حتى استحال وجهها بهلوانا زائغ العينين فأشاحت به وانبرت داخلة ضمن الزحام الخارج ! والموقف الآخر كان في إحدى الملتقيات الدعوية العامة كان لي ركنا أدير فيه النشاط الخاص بمدرستي آنذاك – لما كنتُ مدرسة علوم شرعية في وزارة الأوقاف – ، وصادف حضوري حضور إحدى المُدَرِّبات المعتمدات ، فجلستُ أتأمل أسلوبها ومعطياتها ، كانت تتحرك بيديها ورجليها كثيرًا فتدور وتغني وتصفق وتشجع وغير ذلك – كان الحضور طالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية – ، ولما أنهت محاضرتها الساذجة جئن إليها طالبات ينشدن سؤالها وإذا بها تنزل عتبات المسرح مهرولة لا تلوي على أحد وتخرج سريعا وكأنما العبارات التي حفظتها مع كثرة التكرار قد نفدت وما عاد لديها ما يسد الرمق !
وبعد ما أسلفتُ أضع أسئلتي للفضلاء والفضليات في هذا الملتقى :
1- هل ما كتبتُ نوع من التهويل لِلا شيء أصلا ؟ فهو لا يعدو سوى ممارسات شخصية فردية غير محسوبة ينبغي ألا يؤبه لها ؟
2- لو تكاثرت هذه السلوكيات الفردية في مجتمعاتنا – وما أنا إلا شاهدة عيان على تكاثرها – فما هي الحلول المقترحة إزاءها ؟

على الهامش :
تغريدة موفقة قرأتها مؤخرًا بعد ما كتبته أعلاه : يقول إيريك هوفر : إن نموذج تطوير الذات الذي تطرحه الحضارة الغربية أمام الشعوب المتخلفة يأتي ومعه وباﺀ الإحباط الفردي , كل ما يجلبه الغرب من مزايا لا يعادل شعور الطمأنينة الذي كان الفرد يشعر به وهو في أحضان بيئة مترابطة .
وأقول : إيريك هوفر يعزو الإحباط الفردي إلى شعور القلق الناتج عن التصدع الاجتماعي في بيئة المحبَط ، وأتساءل بدوري : أي نوع من القلق هذا الذي يصيب عدداً من أبناء وبنات الأسر الصالحة ؟ أهو الثراء ؟ أهو الطغيان المادي ؟ أهو الأنثروبولوجية المتوارثة التي لما تُمَكِّن لنزعة التدين فيها من الغَلَبَة ؟ أهو مرض عصري لمّا يُكتشف ؟
؟
الأربعاء : 18 جمادي الآخرة 1433هـ
9 مايو 2012م
 
- هو الكبت الذي يولد الانفجار .
- هو حقيقة أن كل ممنوع مرغوب .
- هو العلم النظري البحت دون أي تطبيق عملي .
- هو المعنى الفعلي لقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لم يعرف الإسلام من لم يعرف الجاهلية .
‏- هو أمر شرحه يطول ولي عودة إن شاء الله .
جزاك الله خيرا .
 
الشيخة الكريمة متعبة وفقك الله لكل خير
موضوعك هذا جدير بأن يوسع وأن يكون دراسة ميدانيةً لمثل هذه الحالات التي عرضتِ بعضها؛ لأنه سيحمي الكثير من بناتنا من الوقوع في هذا المنزلق فمثل هذه الدورات في ازدياد ، وأقترح عليك التواصل مع (مركز باحثات) وهو مركز دراسات مختص بالمرأة يشرف عليه أخي وصديقي الدكتور فؤاد عبدالكريم ولهم إصدارات لعلكم اطلعتم على بعضها . هذه مسألة أحببت التنبيه عليها قبل التعليق على الموضوع حتى لا تفوت ، ويمكنني التنسيق لكم في هذا الأمر .

الأمر الآخر أنَّ ما تفضلتِ بذكره في بيئة النساء ليس بعيداً عن بيئة الرجال كذلك ، فقد لاحظت هذا كثيراً في بعض الفضلاء الذين أصبحوا فجأة مدربين معتمدين من هيئات ومؤسسات يقال إنها دولية ، علماً أن أسهل تعريف لهؤلاء المدربين أن يقال عنه (مدرب معتمد) أو (مدرب دولي) ، ويوزع على الناس سيرة ذاتية مطولة لا نرى أي صدى لها في الدورة المتواضعة التي يقدمها أكثرهم ، وقد حضرت عددا من الدورات ، ثم أخرج منها بانطباع سلبي عن المدرب وكثرة الدعاوى وقلة الجدوى . ولكن الأمر الذي يهمنا هنا هو التخفف التدريجي من واجبات الاستقامة ، فتؤخر صلاة الجماعة عن وقتها حتى ينتهي التدريب ونحو ذلك ، فضلاً عن التخفف من مظاهر الالتزام بالسنة في المظهر شيئا فشيئاً ، وكأن البعض يرى أن الالتزام بالسنة في المظهر يقلل من الإقبال على دوراته التدريبية فيخفف اللحية ، ويطيل الثوب ، ويتعاهد نفسه في هذا تعاهداً ينادي على ما وراءه من التساهل في شأن اتباع السنة، وهذا كله مخالف لما يدعون له من الثقة بالنفس ، والثقة بالقيم والمبادئ . وقد لاطفت أحد المدربين ممن أعرفهم قديماً وحديثاً في هذا وناقشته فضحك ، وقال : السوق يتطلب هذا . فالضعف البشري وطغيان المادة ، والانهماك في هذه الشؤون يذهب بالطمأنينة وبرد الإيمان والرضا بأمر الله عند بعضهم فيقع في هذه المخالفات ، وإلا فتطوير الذات كلنا نحبه ونسعى إليه ، وهو جزء من معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف) ، وهو يفيد في تطوير الإلقاء والكتابة والخطابة وغير ذلك من المهارات المهمة ، ولكن ليس على حساب استقامة الإنسان ودينه مهما كانت المبررات ، ويبقى الثبات على الاستقامة توفيقاً من الله ، وتثبيتاً من الله لعباده نسأل الله أن يرزقنا منه أوفر الحظ والنصيب .
 
أختي متبعة جزاك الله خيراً الموضوع أكبر من المرأة وقد طال بناتنا وشبابنا، ونحن نحمل حرقة في القلب من مشاهداتنا، والقضية لا علاقة لها بالتنمية البشرية ولاالتطوير الذاتي ، القضية اضطراب داخلي أصابهم فمنهم من بدا عليه هذا في مظاهر سلوكية مثل ترك الصلاة وإخلال بالحجاب، ومنهم من اعترف بالإلحاد، ومنهم من ندب نفسه لنثر الشبهات عن الدين هنا وهناك، ومنهم من نبذ كل قيمة ومضى في حياته متجرداً من كل مبدأ، والغريب أن من هؤلاء من كان لا يترك فرضاً في المسجد،والحق أنني كنت أعتقد أنها حوادث فردية اكتشفت انها في الآونة الأخيرة أصبحت ظاهرة، ومن هؤلاء الشباب من لم يظهر عليه الأعراض إلا أنه يتلجلج في صدره الكثير، والسؤال ما سر الهشاشة الداخلية عند شبابنا؟؟ما هو علاجها؟؟من المسؤول عنها ؟؟
 
سلمتْ يمينكِ وسلم فكركِ ونقدكِ أختي الكريمة متبعة...
مقالك رائع في الصميم, وهو لم يحكِ عن واقع مشاهد ومتكرر فحسب وإنما حكى عن تميز قلمك ورقي فكرك.
فبارك الله فيك ونفع بك ورفع قدرك.
وبالمناسبة أعتقد أن السبب وراء هذه الظاهره هي تتبع هؤلاء المدربين لأبرز المتميزين في مجال التدريب الحديث. وبالطبع هؤلاء القدوات ليسوا عربا ولا مسلمين. فماذا يُنتظر ممن يتتبعهم إلا أن يحاكيهم جملة وتفصيلا (حذو القذة بالقذة).
وحقا صدقتِ... فأنا ممن أمقت كذب هؤلاء ومبالغاتهم, وأكره لمعان أعينهم بالإعجاب حين يتحدثون عن حضارة الغرب, وأشمئز من حركاتهم البهلوانية التي يتكلفونها بلا داع. بل بمجرد أن يصدر من المدرب (أو المدربة) حركة بهلوانية تخدش الوقار الذي أنتظره من معلم محترم أتيته ليعلمني = أفقد في الحال كل وسائل الاتصال معه وبالكاد أتقبل منه شيئا.
فما الذي يمنعنا أن نرسي قواعد خاصة بنا لا نقلد فيها الغرب تقليدا أعمى؟؟
ثم لماذا لا يبرز لنا إعلامنا نماذج مشرقة من مدربين و قورين حريصين بالفعل على نفع المتدرب بشتى الوسائل؟؟ أم أن وسائل الإعلام لا تبرز إلا كل ماهو متفرنج؟؟
لسنا بحاجة لبعض المدربين الذين لا يدخلون المسرح إلا على أنغام الموسيقى الصاخبة والتصفيق الحاد وربما بعض الرقصات الخفيفة.. حتى وإن كان كلامه رائعا ومتميزا.
مجال التدريب حقا هو مجال خصب للتغريب في بعض الأحيان. بل وأحينا أشعر بأنه بطاقات دعوة لجذب الشباب الذي فاته الابتعاث إلى نتائج تغريبية مشابهة لنتائج الابتعاث.. وبالتالي جذب المستهدفين للابتعاث سواء كان ذلك ابتعاثا جسديا أو حتى روحيا. ولا أستبعد أن يكون هناك يد خفية تدعم بعض الدورات التدريبية وتدفع بخلاياها لتتغلغل داخل المجتمعات العربية والإسلامية.
ومع ذلك لا يمكن أن نغفل أن هناك دورات رائعة, هادفة, رزينة, منطقية, مجدية, وسهلة التطبيق, محكومة بعاداتنا وتقاليدنا, ومهما كان موضوعها فإنها تزيدنا لله قربا, وليس بها حشو مبهرج لا داعي له. كثر الله منها​
 
لك الحق في طرح هذه التساؤلات.
لكن لماذا نضع المتدينين تحت المجهر؟
لماذا نستخدم هذه التسميات – المتدينين – ملتزم..الخ (تلقيت دعوة من اخت لي في الله لحضور زواج و قالت لي قبل سؤالها عن طبيعة الحفل: نحن مسلمون وأفراحنا اسلامية. طبعت هي كانت تلمح لمسمى فرح اسلامي)؟
لماذا لا ننظر للآخرين ضمن بشريتهم؟
لماذا لا نجعل تجارب الاخرين دروس ترشدنا الى الرقي بأنفسنا ؟
 
وأقترح عليك التواصل مع (مركز باحثات) وهو مركز دراسات مختص بالمرأة يشرف عليه أخي وصديقي الدكتور فؤاد عبدالكريم ولهم إصدارات لعلكم اطلعتم على بعضها . هذه مسألة أحببت التنبيه عليها قبل التعليق على الموضوع حتى لا تفوت ، ويمكنني التنسيق لكم في هذا الأمر .

مقترح جليل وفقكم الله شيخنا الفاضل ، والدكتور فؤاد عبدالكريم حفظه الله عرفته من خلال ورقة بحثه في مؤتمر المرأة العام الماضي ، وبالرغم من أنه لم يسبق لي الاعتناء بمثل هذه الدراسات إلا أنه ما دام قد استغرق صالحاتنا وفضلياتنا ممن لهن الحظوة والتأثير ومن ثم الاقتداء مِن قِبَلِ بناتنا فقد باتت الدراسة لازمة وسأفيد إن شاء الله بقدر ما أجيده في هذا الموضوع متى شئتم .

فالضعف البشري وطغيان المادة ، والانهماك في هذه الشؤون يذهب بالطمأنينة وبرد الإيمان والرضا بأمر الله عند بعضهم فيقع في هذه المخالفات ، وإلا فتطوير الذات كلنا نحبه ونسعى إليه ، وهو جزء من معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف) ،

وهو أيضا جزء من معنى إقرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم سؤالَ الأشج رضي الله عنه ( يا رسول الله ، أنا أتخلق بهما أم الله جبلني عليهما ؟ ) .

ويبقى الثبات على الاستقامة توفيقاً من الله ، وتثبيتاً من الله لعباده نسأل الله أن يرزقنا منه أوفر الحظ والنصيب .

اللهم آمين ، وشكر الله لكم شيخنا الفاضل ولكل من عَقَّبَ أو عَلَّقَ أو شَكَر .
 

جزاكِ الله خيراً أخيّتنا المفضال وباركَ فيك .. و لا نقولُ سوى :

نسألُ اللهَ أن يردَّ المُسلمينَ إلى دينهم رداً جميلاً ، وأن يصرفَ عنهم مزالقَ الشَّرِّ والسُّوء..
 
لا أرى أن التدريب هو سبب تلك المظاهر السيئة التي ذكرتها أختنا الفاضلة مُتبعة، والواقع حسب معرفتي ومشاركتي في عشرات الدورات التدريبية داخل المملكة وخارجها أن كثيرا من المدربين والمدربات ولاسيما في الخليج أصحاب توجّه طيب وسلوك حسن واعتزاز بالدين.
ثم إن التمسّك بالشعائر الدينية لا يحول ألبتة دون النجاح والتميز وكسب جمهور واسع في سوق التدريب.
وحصول تجاوزات معينة في بعض الدورات ليس سببه طبيعة التدريب بل هو من جنس المخالفات التي تحصل في المدارس والأسواق والمحافل، بل وفي المؤسسات الخيرية والدعوية في بعض البلدان.
أما كفاءة المدربين وتأهيلهم فهذا أمر آخر ولاشك أن كثيراً منهم يصدق عليه لقب ( المدرب الممثل ) .
ولذلك أرجو من الأخت الفاضلة أن تعيد النظر في هذه النتيجة التي توصلت إليها من خلال أنموذجين أو ثلاثة.
 
عودة
أعلى