وليد الغشم
New member
هناك شغف كبير لدى العلماء لمعرفة فيما اذا كان هناك كائنات فضائية منتشرة بالكون، وكذلك لديهم شغف في معرفة نوع هذه الكائنات الفضائية اذا كانت موجودة، وقبل الخوض في ما ورد بالقرآن الكريم حول هذا الموضوع، دعونا نستعرض ملخص لبعض فلسفات العلماء في هذا الجانب على النحو التالي:-
الفلسفة الأولى:
لأن العلماء لم يجدوا حتى الان مؤشرات لوجود حياة أخرى في الكواكب والاقمار القريبة او ما استطاعوا النظر اليه، فكان من الأقرب لهم افتراض وجود حياة مجهرية تقع في احد الكواكب او الأقمار للمجموعة الشمسية، او في كواكب واقمار بعيدة أخرى.
الفلسفة الثانية:
لدى العلماء افتراض بان الكائنات الحية الموجودة في الأرض جاءت من الفضاء الواسع عن طريق ناقلات مثل المذنبات، وبما ان المذنبات بيئة غير مناسبة لنقل الكائنات الحية نظراً لعدم وجود مقومات الحياه فيها التي تعمل على بقاء هذه الكائنات الحية اثناء سفرها عبر الفضاء، فكان من الأنسب لهم افتراض ان المذنبات يمكنها نقل كائنات مجهرية، لانهم وجدوا أن هناك كائنات مجهرية على الأرض قادرة على تحمل الحرارة المرتفعة وانعدام الاكسجين وانعدام الضوء .. الخ، والهدف الذي يسعون اليه من وراء ذلك هو اثبات نظريات التطور التي تفترض ان الحياه جاءت من خارج الأرض على شكل كائنات مجهرية ثم تطورت وزادت تعقيد الى ان ظهرت هذه الكائنات على هيئتها الحالية عبر ملايين السنين.
الفلسفة الثالثة:
كثير من العلماء يعتقدون ان المخلوقات الفضائية ستكون اكثر ذكاء وتقدم علمي من البشر الى حدأ ما.
الفلسفة الرابعة:
يدرك علماء الفضاء بانه من المستحيل ان تتواجد حياه او كائنات فضائية بدون توفر الماء، لذلك تجدهم يبحثون في الكواكب والاقمار التي يتوفر فيها الماء او كان فيها ماء، وكذلك يبحث العلماء عن كواكب شبيهة في الأرض أي يتوفر فيها المياه وتكون على بعد مناسب من نجومها، وللعلم ان ما يعيق تقدم الانسان للسفر نحو الفضاء هما امران اساسيان الأول يتمثل في ثقل المياه التي يجب نقلها للإبقاء على رواد الفضاء احياء، وثانيها هو السرعة المحدودة للمركبات الفضائية، لذلك ظهرت هناك فكر منها إقامة محطة او مستعمرة في اقرب كوكب او قمر يتواجد فيه ماء او يمكن استخراج الماء منه بعمليات كيميائية او فيزيائية، لتكون نقطة انطلاق للسفر لما هو ابعد، وفكرة أخرى تتمثل في تجميد رواد الفضاء في ثلاجات خاصة ليتمكنوا من قطع مسافات أطول اثناء نومهم عبر الفضاء.
شخصياُ لا اعرف لماذا يصرون العلماء بان الحياه الموجودة في الأرض أتت من الفضاء، ولو افترضنا انهم تمكنوا من الانتقال الى كواكب أخرى ووجدوا كائنات حية، وقتها سيظهر لهم سؤال جديد وهو من اين جاءت هذه الحياه الى هذا الكوكب؟ .. وسيظلون في دوامة.
مما سبق يمكننا وضع تساؤلات ومحاولة الإجابة عنها من القرآن الكريم وهي على النحو التالي:
1- هل يوجد كائنات فضائية أخرى تعيش في السماوات؟
2- ما نوع هذه الكائنات الفضائية؟ وما مدى تفوقهم العلمي على البشر؟
3- هل الاحياء الموجودة على كوكب الأرض جاءت من الفضاء وتطورت في الأرض؟
هناك كثير من التوضيحات ولكن لكي لا اطيل عليكم سأحاول الاختصار، ومن أراد التعمق يمكنه الرجوع الى كتابي المنشور في موقع مكتبة نور باسم (الكون في كتاب مكنون في خلق السماوات والأرض والكائنات الحية).
تم البحث في القرآن للإجابة على هذه التساؤلات وتم الوصول الى اجابتها على النحو التالي:
أولا: وجود كائنات فضائية أخرى تعيش في السماوات وما هيه نوعها وتطورها العلمي
قال تعالى ( (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29)، سورة الشورى)
قال تعالى ((وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (49)، سورة النحل)
من الآيات السابقة يتضح الاتي:
الفلسفة الأولى:
لأن العلماء لم يجدوا حتى الان مؤشرات لوجود حياة أخرى في الكواكب والاقمار القريبة او ما استطاعوا النظر اليه، فكان من الأقرب لهم افتراض وجود حياة مجهرية تقع في احد الكواكب او الأقمار للمجموعة الشمسية، او في كواكب واقمار بعيدة أخرى.
الفلسفة الثانية:
لدى العلماء افتراض بان الكائنات الحية الموجودة في الأرض جاءت من الفضاء الواسع عن طريق ناقلات مثل المذنبات، وبما ان المذنبات بيئة غير مناسبة لنقل الكائنات الحية نظراً لعدم وجود مقومات الحياه فيها التي تعمل على بقاء هذه الكائنات الحية اثناء سفرها عبر الفضاء، فكان من الأنسب لهم افتراض ان المذنبات يمكنها نقل كائنات مجهرية، لانهم وجدوا أن هناك كائنات مجهرية على الأرض قادرة على تحمل الحرارة المرتفعة وانعدام الاكسجين وانعدام الضوء .. الخ، والهدف الذي يسعون اليه من وراء ذلك هو اثبات نظريات التطور التي تفترض ان الحياه جاءت من خارج الأرض على شكل كائنات مجهرية ثم تطورت وزادت تعقيد الى ان ظهرت هذه الكائنات على هيئتها الحالية عبر ملايين السنين.
الفلسفة الثالثة:
كثير من العلماء يعتقدون ان المخلوقات الفضائية ستكون اكثر ذكاء وتقدم علمي من البشر الى حدأ ما.
الفلسفة الرابعة:
يدرك علماء الفضاء بانه من المستحيل ان تتواجد حياه او كائنات فضائية بدون توفر الماء، لذلك تجدهم يبحثون في الكواكب والاقمار التي يتوفر فيها الماء او كان فيها ماء، وكذلك يبحث العلماء عن كواكب شبيهة في الأرض أي يتوفر فيها المياه وتكون على بعد مناسب من نجومها، وللعلم ان ما يعيق تقدم الانسان للسفر نحو الفضاء هما امران اساسيان الأول يتمثل في ثقل المياه التي يجب نقلها للإبقاء على رواد الفضاء احياء، وثانيها هو السرعة المحدودة للمركبات الفضائية، لذلك ظهرت هناك فكر منها إقامة محطة او مستعمرة في اقرب كوكب او قمر يتواجد فيه ماء او يمكن استخراج الماء منه بعمليات كيميائية او فيزيائية، لتكون نقطة انطلاق للسفر لما هو ابعد، وفكرة أخرى تتمثل في تجميد رواد الفضاء في ثلاجات خاصة ليتمكنوا من قطع مسافات أطول اثناء نومهم عبر الفضاء.
شخصياُ لا اعرف لماذا يصرون العلماء بان الحياه الموجودة في الأرض أتت من الفضاء، ولو افترضنا انهم تمكنوا من الانتقال الى كواكب أخرى ووجدوا كائنات حية، وقتها سيظهر لهم سؤال جديد وهو من اين جاءت هذه الحياه الى هذا الكوكب؟ .. وسيظلون في دوامة.
مما سبق يمكننا وضع تساؤلات ومحاولة الإجابة عنها من القرآن الكريم وهي على النحو التالي:
1- هل يوجد كائنات فضائية أخرى تعيش في السماوات؟
2- ما نوع هذه الكائنات الفضائية؟ وما مدى تفوقهم العلمي على البشر؟
3- هل الاحياء الموجودة على كوكب الأرض جاءت من الفضاء وتطورت في الأرض؟
هناك كثير من التوضيحات ولكن لكي لا اطيل عليكم سأحاول الاختصار، ومن أراد التعمق يمكنه الرجوع الى كتابي المنشور في موقع مكتبة نور باسم (الكون في كتاب مكنون في خلق السماوات والأرض والكائنات الحية).
تم البحث في القرآن للإجابة على هذه التساؤلات وتم الوصول الى اجابتها على النحو التالي:
أولا: وجود كائنات فضائية أخرى تعيش في السماوات وما هيه نوعها وتطورها العلمي
قال تعالى ( (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29)، سورة الشورى)
قال تعالى ((وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (49)، سورة النحل)
من الآيات السابقة يتضح الاتي:
- الآية الأولى: توضح بان الله بث كل دابه بالأرض والسماوات
- الآية الثانية: توضح بان هناك مخلوقات بالسموات والأرض تسجد لله وهي كل دابة خلقت فيهما وكذلك الملائكة.
ما ورد في هذه الآيات هي مخلوقات محددة حيث قد يتسأل البعض ويقول بان كل شيء يسبح الله، ونقول نعم ولكن الآيات اقتصرت على هذه الكائنات فقط، ولم تدخل كائنات حية أخرى او ما نسميه جماد مثل الكواكب والنجوم والمجرات .. الخ
احتوى القران على عدد من المخلوقات الحية كما نسميها في تعاريفنا وهي ( البشر، الجن، النبات، الملائكة، مملكة الحيوانات).
ونقول ان الملائكة ذكرت بالقرآن ونحن نعرف ان الملائكة موجودون وهم خلق من مخلوقات الله المخلوقة من النور وهم يتواجدون في الأرض وفي السماوات، أما الجن فهم موجودون في الأرض ومن حاول الخروج من الأرض لاستراق السمح سيجد له شهاب رصدا، اما البشر فهم موجودون فقط على الأرض لقوله تعالى (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ (81) سورة يس) وقوله تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلا لا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلا كُفُورًا (99) سورة الاسراء) وهذه الآيات تدل على ان الله لو أراد ان يخلق بشراً غيرنا لفعل ولكنه لم يخلق، تبقى لنا كل دابة وهنا لم اذكرها بصيغة الجمع (دواب) لان الجمع يمكن ان يتضمن البشر وحتى الجن وبحسب مدلول موقعها في الجملة يتم تفسيرها، لذلك نجد ان الله سبحانه وتعالى يستخدم صيغة الجمع دون جمع هذه الكلمة الا في أربعة مواضع في القرآن تم استخدام الجمع (دواب) منها اثنان تعود للإنسان واثنان تعود لجمع كلمه دابة بعينها، اما بقية الآيات فجاءت بصيغة المفرد ولكنها تدل على الجمع مثل ( وكأين من دابة، وما من دابة، وما بث فيها من دابة ..) لماذا نقول هذا الكلام؟
ذلك لان المقصود في الدابة في القرآن الكريم هو مملكة الحيوانات لان القرآن عرفها بقوله تعالى (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)، سورة النور) وهذه الآية تشير الى ان كل دابة مخلوقة من ماء ولها صفات تميزها في المشي اما الانسان فنحن نعرف انه مخلوق من طين والجن من نار والملائكة من نور، كذلك استخدم الله مفرد دابة التي لا تدل على جمع في عدد من المواضع منها قوله تعالى (مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ) وقوله تعالى (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ).
ومما سبق نقول ان القرآن الكريم أشار الى وجود مخلوقات فضائية فعلاً تسكن الأرض والسماوات غير الملائكة وهي من النوع الذي وصفة باسم (دابة) أي انها من أنواع الحيوانات التي تبدا من الكائنات المجهرية وتنتهي بالحيوانات الأعلى مرتبة كالفيلة والمفترسات والقرود وغيرها، اذن هذا سيكون شكلها في حالة اكتشافها ولا اقصد هنا ضرورة التطابق مع الحيوانات التي تسكن الأرض، ولكن اقصد انه من الضرورة ان يستطيع الانسان تمييزها على انها كائنات من طائفة الحيوانات بسبب شكلها، أيضا من حيث ذكائها فلا نستطيع الجزم بهذا الموضوع ولكن نرجح ان اغلبها لن يكون بتطور الانسان او الجن حتى لكونها من فصائل الحيوانات.
ثانياُ: هل الكائنات الحية الموجودة بالأرض جاءت من الفضاء
نحن نعلم ان أبو البشر نزل من الجنة وكذلك أبو الجن وكان لهم حضور في الأرض قبل البشر، اما الملائكة يتواجدون في السماوات وكذلك الأرض مثل الكتبة الحافظين، اما بالنسبة للحيوانات فان الله بثها في كلاً من السماوات والأرض لقوله تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29)، سورة الشورى) أي انه الله بث الحيوانات في السماوات وكذلك الحال في الأرض، وكل ما ينطبق على السماوات ينطبق على الأرض، وهذا يعني ان الله لو خلق الحيوانات في السماوات نفسها، فعندها سيكون خلق الحيوانات التي على الأرض في الأرض نفسها، ولو كانت الحيوانات محضرة من مكان اخر غير السماوات الى السماوات فسينطبق الامر نفسه على الأرض، وما ارجحه شخصيا هو ان الحيوانات الموجودة في الأرض هي حيوانات خلقها الله سبحانه وتعالى في الأرض نفسها وبثها في الأرض، ولا أتوقع انها احضرت من مكان اخر غير السماوات والأرض، لماذا نقول هذا الكلام لان القرآن الكريم استخدم كلمة (بث) ولم يستخدم كلمة (خلق) والبث يعني الانتشار والتوسع، وتجدر الإشارة الى ان هناك حيوانات محدده احضرت الى الأرض أشار اليها القرآن الكريم يمكن ان تحدث عنها في وقت لاحق.
ما سبق الحديث عنه لا ينفى وجود مخلوقات أخرى وارجح انها ليست مثلنا او مثل الملائكة او الجن او الحيوانات، فهناك مخلوقات أخرى نعلمها وأشار اليها القرآن مثل حور العين وطيور الجنة وبعضها لا نعلمها ويعلمها الله سبحانه وتعالى، لقوله تعالى (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ (8)، سورة النحل) ولكن الترجيح الأكبر انها لن تكون في السماوات لان الآية الكريمة شملت الاحياء الموجودين في السماوات وبنفس الوقت في الأرض وهي الملائكة وكل دابة بثها فيهما، وهذا اجتهاد بمدلول الآيات والله اعلم بما خلق.
تفضلوا بقبول خال ص التحية
احتوى القران على عدد من المخلوقات الحية كما نسميها في تعاريفنا وهي ( البشر، الجن، النبات، الملائكة، مملكة الحيوانات).
ونقول ان الملائكة ذكرت بالقرآن ونحن نعرف ان الملائكة موجودون وهم خلق من مخلوقات الله المخلوقة من النور وهم يتواجدون في الأرض وفي السماوات، أما الجن فهم موجودون في الأرض ومن حاول الخروج من الأرض لاستراق السمح سيجد له شهاب رصدا، اما البشر فهم موجودون فقط على الأرض لقوله تعالى (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ (81) سورة يس) وقوله تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلا لا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلا كُفُورًا (99) سورة الاسراء) وهذه الآيات تدل على ان الله لو أراد ان يخلق بشراً غيرنا لفعل ولكنه لم يخلق، تبقى لنا كل دابة وهنا لم اذكرها بصيغة الجمع (دواب) لان الجمع يمكن ان يتضمن البشر وحتى الجن وبحسب مدلول موقعها في الجملة يتم تفسيرها، لذلك نجد ان الله سبحانه وتعالى يستخدم صيغة الجمع دون جمع هذه الكلمة الا في أربعة مواضع في القرآن تم استخدام الجمع (دواب) منها اثنان تعود للإنسان واثنان تعود لجمع كلمه دابة بعينها، اما بقية الآيات فجاءت بصيغة المفرد ولكنها تدل على الجمع مثل ( وكأين من دابة، وما من دابة، وما بث فيها من دابة ..) لماذا نقول هذا الكلام؟
ذلك لان المقصود في الدابة في القرآن الكريم هو مملكة الحيوانات لان القرآن عرفها بقوله تعالى (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)، سورة النور) وهذه الآية تشير الى ان كل دابة مخلوقة من ماء ولها صفات تميزها في المشي اما الانسان فنحن نعرف انه مخلوق من طين والجن من نار والملائكة من نور، كذلك استخدم الله مفرد دابة التي لا تدل على جمع في عدد من المواضع منها قوله تعالى (مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ) وقوله تعالى (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ).
ومما سبق نقول ان القرآن الكريم أشار الى وجود مخلوقات فضائية فعلاً تسكن الأرض والسماوات غير الملائكة وهي من النوع الذي وصفة باسم (دابة) أي انها من أنواع الحيوانات التي تبدا من الكائنات المجهرية وتنتهي بالحيوانات الأعلى مرتبة كالفيلة والمفترسات والقرود وغيرها، اذن هذا سيكون شكلها في حالة اكتشافها ولا اقصد هنا ضرورة التطابق مع الحيوانات التي تسكن الأرض، ولكن اقصد انه من الضرورة ان يستطيع الانسان تمييزها على انها كائنات من طائفة الحيوانات بسبب شكلها، أيضا من حيث ذكائها فلا نستطيع الجزم بهذا الموضوع ولكن نرجح ان اغلبها لن يكون بتطور الانسان او الجن حتى لكونها من فصائل الحيوانات.
ثانياُ: هل الكائنات الحية الموجودة بالأرض جاءت من الفضاء
نحن نعلم ان أبو البشر نزل من الجنة وكذلك أبو الجن وكان لهم حضور في الأرض قبل البشر، اما الملائكة يتواجدون في السماوات وكذلك الأرض مثل الكتبة الحافظين، اما بالنسبة للحيوانات فان الله بثها في كلاً من السماوات والأرض لقوله تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29)، سورة الشورى) أي انه الله بث الحيوانات في السماوات وكذلك الحال في الأرض، وكل ما ينطبق على السماوات ينطبق على الأرض، وهذا يعني ان الله لو خلق الحيوانات في السماوات نفسها، فعندها سيكون خلق الحيوانات التي على الأرض في الأرض نفسها، ولو كانت الحيوانات محضرة من مكان اخر غير السماوات الى السماوات فسينطبق الامر نفسه على الأرض، وما ارجحه شخصيا هو ان الحيوانات الموجودة في الأرض هي حيوانات خلقها الله سبحانه وتعالى في الأرض نفسها وبثها في الأرض، ولا أتوقع انها احضرت من مكان اخر غير السماوات والأرض، لماذا نقول هذا الكلام لان القرآن الكريم استخدم كلمة (بث) ولم يستخدم كلمة (خلق) والبث يعني الانتشار والتوسع، وتجدر الإشارة الى ان هناك حيوانات محدده احضرت الى الأرض أشار اليها القرآن الكريم يمكن ان تحدث عنها في وقت لاحق.
ما سبق الحديث عنه لا ينفى وجود مخلوقات أخرى وارجح انها ليست مثلنا او مثل الملائكة او الجن او الحيوانات، فهناك مخلوقات أخرى نعلمها وأشار اليها القرآن مثل حور العين وطيور الجنة وبعضها لا نعلمها ويعلمها الله سبحانه وتعالى، لقوله تعالى (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ (8)، سورة النحل) ولكن الترجيح الأكبر انها لن تكون في السماوات لان الآية الكريمة شملت الاحياء الموجودين في السماوات وبنفس الوقت في الأرض وهي الملائكة وكل دابة بثها فيهما، وهذا اجتهاد بمدلول الآيات والله اعلم بما خلق.
تفضلوا بقبول خال ص التحية