المخلوقات الفضائية بالقرآن الكريم

وليد الغشم

New member
إنضم
25/03/2025
المشاركات
9
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
صنعاء
هناك شغف كبير لدى العلماء لمعرفة فيما اذا كان هناك كائنات فضائية منتشرة بالكون، وكذلك لديهم شغف في معرفة نوع هذه الكائنات الفضائية اذا كانت موجودة، وقبل الخوض في ما ورد بالقرآن الكريم حول هذا الموضوع، دعونا نستعرض ملخص لبعض فلسفات العلماء في هذا الجانب على النحو التالي:-

الفلسفة الأولى:
لأن العلماء لم يجدوا حتى الان مؤشرات لوجود حياة أخرى في الكواكب والاقمار القريبة او ما استطاعوا النظر اليه، فكان من الأقرب لهم افتراض وجود حياة مجهرية تقع في احد الكواكب او الأقمار للمجموعة الشمسية، او في كواكب واقمار بعيدة أخرى.

الفلسفة الثانية:
لدى العلماء افتراض بان الكائنات الحية الموجودة في الأرض جاءت من الفضاء الواسع عن طريق ناقلات مثل المذنبات، وبما ان المذنبات بيئة غير مناسبة لنقل الكائنات الحية نظراً لعدم وجود مقومات الحياه فيها التي تعمل على بقاء هذه الكائنات الحية اثناء سفرها عبر الفضاء، فكان من الأنسب لهم افتراض ان المذنبات يمكنها نقل كائنات مجهرية، لانهم وجدوا أن هناك كائنات مجهرية على الأرض قادرة على تحمل الحرارة المرتفعة وانعدام الاكسجين وانعدام الضوء .. الخ، والهدف الذي يسعون اليه من وراء ذلك هو اثبات نظريات التطور التي تفترض ان الحياه جاءت من خارج الأرض على شكل كائنات مجهرية ثم تطورت وزادت تعقيد الى ان ظهرت هذه الكائنات على هيئتها الحالية عبر ملايين السنين.

ا
لفلسفة الثالثة:
كثير من العلماء يعتقدون ان المخلوقات الفضائية ستكون اكثر ذكاء وتقدم علمي من البشر الى حدأ ما.


الفلسفة الرابعة:
يدرك علماء الفضاء بانه من المستحيل ان تتواجد حياه او كائنات فضائية بدون توفر الماء، لذلك تجدهم يبحثون في الكواكب والاقمار التي يتوفر فيها الماء او كان فيها ماء، وكذلك يبحث العلماء عن كواكب شبيهة في الأرض أي يتوفر فيها المياه وتكون على بعد مناسب من نجومها، وللعلم ان ما يعيق تقدم الانسان للسفر نحو الفضاء هما امران اساسيان الأول يتمثل في ثقل المياه التي يجب نقلها للإبقاء على رواد الفضاء احياء، وثانيها هو السرعة المحدودة للمركبات الفضائية، لذلك ظهرت هناك فكر منها إقامة محطة او مستعمرة في اقرب كوكب او قمر يتواجد فيه ماء او يمكن استخراج الماء منه بعمليات كيميائية او فيزيائية، لتكون نقطة انطلاق للسفر لما هو ابعد، وفكرة أخرى تتمثل في تجميد رواد الفضاء في ثلاجات خاصة ليتمكنوا من قطع مسافات أطول اثناء نومهم عبر الفضاء.

شخصياُ لا اعرف لماذا يصرون العلماء بان الحياه الموجودة في الأرض أتت من الفضاء، ولو افترضنا انهم تمكنوا من الانتقال الى كواكب أخرى ووجدوا كائنات حية، وقتها سيظهر لهم سؤال جديد وهو من اين جاءت هذه الحياه الى هذا الكوكب؟ .. وسيظلون في دوامة.

مما سبق يمكننا وضع تساؤلات ومحاولة الإجابة عنها من القرآن الكريم وهي على النحو التالي:
1- هل يوجد كائنات فضائية أخرى تعيش في السماوات؟
2- ما نوع هذه الكائنات الفضائية؟ وما مدى تفوقهم العلمي على البشر؟
3- هل الاحياء الموجودة على كوكب الأرض جاءت من الفضاء وتطورت في الأرض؟
هناك كثير من التوضيحات ولكن لكي لا اطيل عليكم سأحاول الاختصار، ومن أراد التعمق يمكنه الرجوع الى كتابي المنشور في موقع مكتبة نور باسم (الكون في كتاب مكنون في خلق السماوات والأرض والكائنات الحية).
تم البحث في القرآن للإجابة على هذه التساؤلات وتم الوصول الى اجابتها على النحو التالي:

أولا: وجود كائنات فضائية أخرى تعيش في السماوات وما هيه نوعها وتطورها العلمي

قال تعالى ( (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29)، سورة الشورى)
قال تعالى ((وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (49)، سورة النحل)
من الآيات السابقة يتضح الاتي:
  • الآية الأولى: توضح بان الله بث كل دابه بالأرض والسماوات
  • الآية الثانية: توضح بان هناك مخلوقات بالسموات والأرض تسجد لله وهي كل دابة خلقت فيهما وكذلك الملائكة.
ما ورد في هذه الآيات هي مخلوقات محددة حيث قد يتسأل البعض ويقول بان كل شيء يسبح الله، ونقول نعم ولكن الآيات اقتصرت على هذه الكائنات فقط، ولم تدخل كائنات حية أخرى او ما نسميه جماد مثل الكواكب والنجوم والمجرات .. الخ
احتوى القران على عدد من المخلوقات الحية كما نسميها في تعاريفنا وهي ( البشر، الجن، النبات، الملائكة، مملكة الحيوانات).
ونقول ان الملائكة ذكرت بالقرآن ونحن نعرف ان الملائكة موجودون وهم خلق من مخلوقات الله المخلوقة من النور وهم يتواجدون في الأرض وفي السماوات، أما الجن فهم موجودون في الأرض ومن حاول الخروج من الأرض لاستراق السمح سيجد له شهاب رصدا، اما البشر فهم موجودون فقط على الأرض لقوله تعالى (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ (81) سورة يس) وقوله تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلا لا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلا كُفُورًا (99) سورة الاسراء) وهذه الآيات تدل على ان الله لو أراد ان يخلق بشراً غيرنا لفعل ولكنه لم يخلق، تبقى لنا كل دابة وهنا لم اذكرها بصيغة الجمع (دواب) لان الجمع يمكن ان يتضمن البشر وحتى الجن وبحسب مدلول موقعها في الجملة يتم تفسيرها، لذلك نجد ان الله سبحانه وتعالى يستخدم صيغة الجمع دون جمع هذه الكلمة الا في أربعة مواضع في القرآن تم استخدام الجمع (دواب) منها اثنان تعود للإنسان واثنان تعود لجمع كلمه دابة بعينها، اما بقية الآيات فجاءت بصيغة المفرد ولكنها تدل على الجمع مثل ( وكأين من دابة، وما من دابة، وما بث فيها من دابة ..) لماذا نقول هذا الكلام؟
ذلك لان المقصود في الدابة في القرآن الكريم هو مملكة الحيوانات لان القرآن عرفها بقوله تعالى
(وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (45)، سورة النور) وهذه الآية تشير الى ان كل دابة مخلوقة من ماء ولها صفات تميزها في المشي اما الانسان فنحن نعرف انه مخلوق من طين والجن من نار والملائكة من نور، كذلك استخدم الله مفرد دابة التي لا تدل على جمع في عدد من المواضع منها قوله تعالى (مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ) وقوله تعالى (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ).
ومما سبق نقول ان القرآن الكريم أشار الى وجود مخلوقات فضائية فعلاً تسكن الأرض والسماوات غير الملائكة وهي من النوع الذي وصفة باسم (دابة) أي انها من أنواع الحيوانات التي تبدا من الكائنات المجهرية وتنتهي بالحيوانات الأعلى مرتبة كالفيلة والمفترسات والقرود وغيرها، اذن هذا سيكون شكلها في حالة اكتشافها ولا اقصد هنا ضرورة التطابق مع الحيوانات التي تسكن الأرض، ولكن اقصد انه من الضرورة ان يستطيع الانسان تمييزها على انها كائنات من طائفة الحيوانات بسبب شكلها، أيضا من حيث ذكائها فلا نستطيع الجزم بهذا الموضوع ولكن نرجح ان اغلبها لن يكون بتطور الانسان او الجن حتى لكونها من فصائل الحيوانات.


ثانياُ: هل الكائنات الحية الموجودة بالأرض جاءت من الفضاء
نحن نعلم ان أبو البشر نزل من الجنة وكذلك أبو الجن وكان لهم حضور في الأرض قبل البشر، اما الملائكة يتواجدون في السماوات وكذلك الأرض مثل الكتبة الحافظين، اما بالنسبة للحيوانات فان الله بثها في كلاً من السماوات والأرض لقوله تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29)، سورة الشورى) أي انه الله بث الحيوانات في السماوات وكذلك الحال في الأرض، وكل ما ينطبق على السماوات ينطبق على الأرض، وهذا يعني ان الله لو خلق الحيوانات في السماوات نفسها، فعندها سيكون خلق الحيوانات التي على الأرض في الأرض نفسها، ولو كانت الحيوانات محضرة من مكان اخر غير السماوات الى السماوات فسينطبق الامر نفسه على الأرض، وما ارجحه شخصيا هو ان الحيوانات الموجودة في الأرض هي حيوانات خلقها الله سبحانه وتعالى في الأرض نفسها وبثها في الأرض، ولا أتوقع انها احضرت من مكان اخر غير السماوات والأرض، لماذا نقول هذا الكلام لان القرآن الكريم استخدم كلمة (بث) ولم يستخدم كلمة (خلق) والبث يعني الانتشار والتوسع، وتجدر الإشارة الى ان هناك حيوانات محدده احضرت الى الأرض أشار اليها القرآن الكريم يمكن ان تحدث عنها في وقت لاحق.

ما سبق الحديث عنه لا ينفى وجود مخلوقات أخرى وارجح انها ليست مثلنا او مثل الملائكة او الجن او الحيوانات، فهناك مخلوقات أخرى نعلمها وأشار اليها القرآن مثل حور العين وطيور الجنة وبعضها لا نعلمها ويعلمها الله سبحانه وتعالى، لقوله تعالى (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ (8)، سورة النحل) ولكن الترجيح الأكبر انها لن تكون في السماوات لان الآية الكريمة شملت الاحياء الموجودين في السماوات وبنفس الوقت في الأرض وهي الملائكة وكل دابة بثها فيهما، وهذا اجتهاد بمدلول الآيات والله اعلم بما خلق.

تفضلوا بقبول خال ص التحية
 
بسم الله الرحمن الرحيم
يرجى إعادة النظر بما يأتي وهو : ( ما سبق الحديث عنه لا ينفى وجود مخلوقات أخرى وارجح انها ليست مثلنا او مثل الملائكة او الجن او الحيوانات، فهناك مخلوقات أخرى نعلمها وأشار اليها القرآن)
الأستاذ الفاضل الذي أعرفه أن الذي يرجح عليه أن يأتي بالأدلة الواضحة البينة ولم تذكرها والله تعالى أعلم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا اخي العزيز على التعقيب وجزاك الله خيراً
لكي اسهل الامر يمكن توضيح عدد من الملاحظات التي ستساعدنا جميعاً للوصول للمعارف والحقائق على النحو التالي:
1- اثبات وجود مخلوقات من مملكة الحيوان في السماوات : قال تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29)، سورة الشورى) هذه الآية توكد على ان الحيوانات (دابه) موجوده في السماوات والأرض وما اكد ذلك كلمه ( وما بث فيهما) وهذه حقيقه لا شك فيها لان نص الآية صريح.
2- اثبات نوع المخلوقات الحية الموجودة في السماوات والأرض قال تعالى ((وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (49)، سورة النحل) وفي هذه الآية حدد نوع المخلوقات الحية الموجودة داخل السماوات والأرض وهي الملائكة والحيوانات وهذه حقيقه لا شك فيها لان نص الآية صريح.
3-
هناك أنواع مخلوقات أخرى تسجد وتسبح وهي غير حية في مفاهيم البشرية:
لقوله تعالى (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6)، سورة الرحمن) هذه الآية تبين ان النجوم والشجر تسجد ولعل اقرانهم مع بعض يعود لتشابه طريقة السجود فيهما.
وقوله تعالى (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18)، سورة الحج)
هذه الآية حددت ان كل من في السماوات والأرض يسجدون له ثم عدد الشمس والقمر والنجوم والشجر والدواب وهو جمع كلمه دابة والمقصود بها الحيوانات، ثم حدد كثير من الناس ولم يقل جميع الناس، ومن الذين لم يحددهم ونحن نعلمهم هم الجن الصالحون وكذلك الملائكة وجميعهم في يقعون في نطاق السماوات والأرض.
وقوله تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48)وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (49)، سورة النحل) هذه الآية تحدد بان كل الأشياء التي يتكون لها ظل من اليمين واتجاهات الشمال سجدوا لله، وبحسب كثير من التفسيرات يقصد بهذه الآية ان تحرك الظلال هو صفة للسجود، ولكني اختلف بالراي لان المعنى سيكون للأشياء الساكنة لان الظلال لن يتكون الا في اتجاهات اليمين والشمال ولكن يكون هناك ظل لهم من بقية الاتجاهات، ثم اعقب الآية بأخبارنا عن سجود الدواب والملائكة وهي كائنات حية تتحرك وليست ساكنه.
وقوله تعالى (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (15) سورة الرعد) في هذه الآية شملت مخلوقات كالحيوانات الليلية التي تنشط مع بداية غروب الشمس وفي الأوقات المبكرة من النهار.

3- وجود خلق خارج نطاق السماوات والأرض
لقوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206)، سورة الأعراف)
وقوله تعالى (فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (38)، سورة فصلت)
وقوله تعالى (وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75)، سورة الزمر)

وقوله تعالى (وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20)، سورة الأنبياء)
هذه الآيات توضح ان الله يملك جميع من في السماوات والأرض وكذلك من عنده وهم خارج نطاقهما من ملائكة وغيرهم، مثل حملة العرش لا يستكبرون من عبادته ولا يستحسرون، ويؤكد ذلك قوله تعالى (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7)، سورة غافر)

4- التصريح بخلق لا نعلمه

ورد هذا التوضيح في قوله تعالى (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8)، سورة النحل) وهنا أوضح الله سبحانه وتعالى بان هناك خلق لا نعلمه، ولكن نتيجة اقران هذا القول مباشرة بعد عدد من الدواب فهذا يعني ان خلق من الحيوانات لا نعلمها، وتأكيد لهذا القول يقول الله سبحانه وتعالى (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ (36)، سورة يس) وهنا جاء الايضاح بأن الأزواج كلها من حيوان وبشر وجن ونباتات يخلقها الله من مكونات الأرض ومن انفسهم والمقصود بها الحيوانات الذكورية والبيوض وما تحتويه من الجينات ولكن هناك شيء اخر يخلق الله منه الأزواج ولا يعمله البشر او هذه الأزواج، ويضل سر مكنون لديه، وبذلك نجد ان ما لا نعلمه يعود لخلق الأزواج كما هو في الآية السابقة الذي سردت أنواع من الدواب وهن الخيل والبغال والحمير وهناك خلق من الدواب لا نعلمها.

مما سبق نجد ان ما ذكر اقتصر على مخلوقات محدده تتواجد في السماوات وهي الدواب والملائكة والنجوم والاقمار والكواكب وعلى نفس الوزن يمكن ان نقول المجرات والاعمدة السديمية والثقوب السوداء وغيرها، وكذلك هناك مخلوقات خارج حدود السماوات والأرض عند العرش مثل حملة العرش.

رغم وضوح ما نوع الكائنات الحية التي تسكن السماوات والأرض معاً (الملائكة، الحيوانات) الا انه لا ينفي بان هناك مخلوقات خلقها الله وتتواجد في السماوات والأرض او في العرش حتى وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك مخلوقات مثل البراق وحور العين وطيور بالجنة وشجرة الزقوم بالنار وهذه علمناها وهناك أشياء أخرى لا نعلمها، وفق ذي كل علم عليم، ويظل الامر أيضا متروك للمفسرين للتعمق بشل اكبر.
وتجدر الإشارة الى أن العلماء دائما يصورون الكائنات الفضائية على انها مخلوقات من فصيلة الحيوانات او مخلوقات تتخذ شكل الانسان مع مزج صفات من صفات الحيوانات، ولا اعتقد ان هذا التصور جاء من محض الصدفة، لأنه كان بالأحرى بهم البحث عن أناس وبشر في كواكب أخرى، ولكنهم يعلمون جيدا انه لا وجود لجنس بشر في كواكب أخرى، وهم يتابعون القرآن والكتب السماوية وقد توصلوا الى حقيقه أن هناك حياه من فصائل الحيوانات تتواجد بالمساوات.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


 
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
( (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6)، سورة الرحمن)

الراجح في تفسير الآية الكريمة أعلاه : أن ( النجم ) هو النبات الذي ليس له ساق ويمد أغصانه على
الأرض مثل البطيخ والخيار وغيرهما .
أما مسألة وجود مخلوقات أخرى لم نسمع بها فهذا الأمر يحتاج دليلاً صريحاً ، فلا تكفي التكهنات
والتوقعات وأقترح عليكم مراجعة التفاسير مثل تفسير الطبري والقرطبي وابن كثير رحمهم الله
تعالى ، ثم إذا رغبت أن تتوقع أو تستنتج فيكون كلامكم ضمن قواعد التفسير أو لا تخالفها كثيراً
والله تعالى أعلم .
 
نعم هناك مخلوقات غير الإنس والجن والملائكة والحيوانات المعروفة مثل الجساسة والبراق والدواب المشار إليها في القرآن هي مخلوقات غيبية من خارج عالمنا لأن عالمنا كله (أي الكون المتعارف عليه علميا) يتواجد في نطاق تحت السماء الدنيا بالمفهوم الشرعي، والعلماء عندما يبحثون عن مخلوقات فضائية فهم يبحثون في عالم الشهادة لا عالم الغيب، كما أن مفهوم حياة أخرى خارج الأرض يشمل حتى البكتيريا والميكروبات والجراثيم، أما ربط وجود الحياة بالماء فهو مفهوم لا يتعارض مع القرآن غير أنه لكل قاعدة استثناء فقد وجدت مخلوقات على الأرض لا تحتاج للماء من أجل العيش. الخلاصة الماء ليس معيار لوجود الحياة فهناك البحر الميت لا حياة به، وهناك مخلوقات لا تحتاج للماء من مصادر خارجية، وجود حياة لا يعني بالضرورة أن تكون عاقلة الإنسان فعلا مخلوق فضائي بمعنى أنه من خارج كوكب الأرض عكس باقي المخلوقات المتواجدة على الأرض لأنه أهبط من الجنة. ولهذا السبب ربما العلماء يبحثون عن حياة أخرى خارج الأرض. شخصيا لا أرجح وجود حياة خارج الأرض بالتصور السينمائي الهليودي لأن الشرع ذكر لنا الجن الذين لا نراهم ووجهنا لكيفية التعامل الشرعي معهم، فلو كنا يوما سنلتقي بكائنات عاقلة من خارج الأرض فإما أن تكون بشرية ونعلم شرعا أن هذا غير ممكن، أو أن تكون غير بشرية ولا ملائكية ولا جنية أي كائنات غير معروفة ولكن الشرع لم يوجهنا لكيفية التعامل معها (ملحوظة البراق والجساسة مخلوقات فردية نادرة تدخل في حكم الشاذ والشاذ لا حكم له وحديثنا عن حياة جماعية).
 
شكرا للجميع
مسألة وجود كائنات من الدواب أي مملكة الحيوانات هي مسألة واضحة تمام الوضوح من الآيات التي تم ذكرها وسأعيدها للتذكير وهي على النحو التالي:-
قال تعالى ( (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ (29)، سورة الشورى)
قال تعالى ((وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (49)، سورة النحل)
ا
لآية الأولى نجد انه وردة الجملة (وما بث فيهما) وهي مثنى وتعني ان الله بث في السماوات وهي جمع أي السبع السماوات وكذلك الأرض، من ناحية أخرى جاءت كلمة بث الحيوانات مقتصرة على الأرض في عدد من المواضع منها قوله تعالى (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10)، سورة لقمان).
وردت كلمة دابة في القران 16 مرة منها مرتين بالجمع وهي تشير الى مملكة الحيوان ومملكة الحيوان تبدأ كما اشرنا من الكائنات المجهرية الى اكبر الحيوانات، كما جاء الجمع مرتان تشير الى الانسان مثل قوله تعالى (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (55)، سورة الانفال)
اما مسألة أن الانسان جاء من خارج الأرض فهي صحيحة لان الانسان نزل من الجنة، كذلك هناك بهائم الانعام (الابل، الضائن، الماعز، البقر) تم انزالها الى الأرض ولكن لم يحدد المكان الذي انزلت منه وقد ذكرها القران بقول صريح لقوله تعالى ((خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (6)، سورة الزمر) نلاحظ ان الآية ورد فيها قوله تعالى (وانزل لكم من الانعام ثمانية ازواج) هذه الآية وردت في سورة الزمر، اذن ما هي الثمانية الأزواج التي تم انزالها؟
نجد ان الجواب جاء في سورة الانعام في قوله تعالى ((ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (143) وَمِنَ الإِبْلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ وَصَّاكُمُ اللّهُ بِهَـذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144)، سورة الانعام) وتجدر الإشارة الى أن سورة الانعام نزلت قلب سورة الزمر وهناك ثلاث سور من القران الكريم بينهما، فلو قرأت سورة الانعام ستقول ما شأن هذه الأزواج الثمانية؟
وعند وصولك الى سورة الزمر ستجد الجواب بان الله انزلها من اجل البشر، وكلمة النزول تستخدم عند النزول من المكان المرتفع الى المكان المنخفض، كقوله تعالى (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا (25)) وقوله تعالى (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) وكذلك وردت هذه الكلمة في كثير من المواضع منها قوله تعالى (وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ) وقوله تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ)
اما بقية الحيوانات فان القرآن فقط أشار الى كلمة بث أي انه بث كل دابه كان في الأرض او السماء ولم تأتي ايه توضح المكان الذي خلقن فيه بشكل صريح ولكي لا اتهم بقصور الأدلة فهذا هو الدليل من سورة النساء في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1)) من هذه الآية نجد ان الله سبحانه وتعالى استخدم مصطلح (وبث) أي ان الانسان لم يخلق في الأرض ولكن توسع وتكاثر في الأرض.
أخيرا احب ان اشكر الجميع وأؤكد ان الهدف من طرح هذه المواضيع هو الوصول للمعارف من خلال مناقشة وجهات النظر، محاولين الوصول الى المعجزات التي يتضمنها القرآن قبل ان يصل اليها العلماء في الغرب، لأن ما يحدث هو العكس فبعد اكتشافها من العلماء نقول هذه الحقيقة موجوده في القران منذ اكثر من 1400 سنة.
تقبلوا خالص التقدير​

 
عودة
أعلى