يقول ابن عطية في مقدمة تفسيره : " وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «قيدوا العلم بالكتاب» ففزعت إلى تعليق ما يتخيل لي في المناظرة من علم التفسير وترتيب المعاني، وقصدت فيه أن يكون جامعا وجيزا محررا، لا أذكر من القصص إلا ما لا تنفك الآية إلا به، وأثبت أقوال العلماء في المعاني منسوبة إليهم على ما تلقى السلف الصالح- رضوان الله عليهم- كتاب الله من مقاصده العربية السليمة من إلحاد أهل القول بالرموز، وأهل القول بعلم الباطن، وغيرهم "
فمن خلال كلامه يتبين أن ابن عطية قصد أن يجعل تفسيره جامعا وجيزا محَرَّراً
والمحرَّر هو المعتَق وهنا يعني به الخالص الصافي الذي لا يخالطه شيء من الزيادات : في القصص التي تخرج عن معنى الآية أو ما كان من ميل نحو الأقوال المغرقة في الرمزية أو ما جاء تفسيرا للباطن كما هو عند أهل هذا الاتجاه . يقول محمد الفاضل بن عاشور في كتابه (التفسير ورجاله) : " ولذلك فلا بدع أن يوصف تفسير ابن عطية بأنه " محرر " لا سيما وقد دفع الشبه ، وخلص الحقائق ، فحرر ما هو محتاج إلى التحرير . وقد نوه بذلك في مقدمته ، وشاعت عند الناس تسميته " المحرر الوجيز "
والله أعلم وأحكم