المجلات العلمية المحكمة بين البناء الهدم

إنضم
26/02/2005
المشاركات
1,331
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
الإقامة
مصر
أما قبل : فمن نافلة القول بيان أن تناولي لهذا الموضوع الحرج الشائك لا يخص جامعة بعينها ولا دولة بعينها ولا إدارة بعينها ولكنه ينصب على البحث العلمي في أرض الله الواسعة .
وعلى بركة الله أتناول ما تحت العنوان فأقول :
يطيب لي أن أفتح ملفا من الملفات المغلقة التي من خلالها يتنفس العلماء هواء العلم ومن خلالها يرتقون الدرجات العلمية الإدارية وغيرها .
والبحث المحكم عبارة عن نتاج علمي يتميز بالجدة والعمق والموضوعية والابتكار ويغلب عليه ثقافة الباحث ومدى هضمه لموضوع مادة بحثه .
هذا ما يفترض أن يكون في البحث ومن هنا تم إنشاء المجلات العلمية المحكمة المتخصصة في بابها .
والمجلات العلمية المحكمة الأكاديمية تنقسم إلى قسمين :

القسم الأول : ما يتعلق بكلية أو معهد أو جامعة ـ في الغالب ـ
القسم الثاني : مجلة علمية بحثية محكمة تتبع مركزا علميا ما أو جهة علمية ليست جامعية .


ما يتعلق بالقسم الأول الذي يخضع لأنظمة التعليم أو الدول بصفة عامة يوجد فيها ـ غالبا ـ ما يلي :

1ـ عدم التناول الابتكاري للموضوعات: إذ تجد موضوعا من الموضوعات التي قتلت بحثا يتناولها عضو هيئة تدريس من أجل غاية واحدة هي الترقية .
2ـ سطحية البحث وترهله وانخفاض مستواه العلمي .
3ـ غلبة الناحية العاطفية التي تكون بالشفاعات والوصايا والمهاتفات ليتم النشر.
4ـ عدم جدية الفاحص للنتاج لأنه لا يضع في حسبانه أية تبعات تقع عليه .
5ـ غالبا ما يكون الفحص عملية روتينية لتحليل العائد المادي القليل الذي يتناوله مقابل الفحص.
6ـ غلبة جانب " العلاقات الشخصية " في اختيار الفاحص ولو وجد من هو أجدر إذ يغلب جانب الولاء على الخبرة .
7ـ إراحة البال لدى أسر التحرير من خلال قانون " ليس بالضرورة أن ما يجاز للنشر يصلح للترقية ".

القسم الثاني : ما يتعلق بالمجلات غير الحكومية أو غير الجامعية
تتميز في الغالب بالآتي:
1ـ الدقة المتناهية في اختيار الموضوعات الصالحة للنشر .
2ـ العمق والموضوعية والابتكار في التناول .
3ـ غالبا ما تبذل عائدا ماديا مشجعا للباحثين .
4ـ وفرة المواد البحثية مما يشجع على الانتقاء والاختيار .
5ـ تناول الموضوعات من خلال كون هذه الموضوعات تمثل مصداقية المركز أو الهيئة العلمية .
6ـ اختيار الفاحصين بدقة وعناية دون أدنى مجاملة .
7ـ بذل المال الكثير والجهد الجهيد في سبيل غربلة حقيقية لمادة البحوث العلمية .
8ـ ترك فرصة للباحث من خلال عرض ملحوظات الفاحصين وترك المجال له من حيث الرد أو الرفض أو المناقشة.
9ـ مما يعاب عليها: إلزام الفاحصين بموعد تقديم تقريراتهم وعدم الإشارة ـ مجرد الإشارة ـ لما للفاحصين من حقوق محددة المواعيد.
والموضوع ذو شجون يقبل كل الأفكار المعنية بقضية من أخطر قضايا الساحة العلمية المعاصرة .
والله الموفق والمستعان .
 
أستاذنا العزيز أبا عمر وفقكم الله لكل خير ونفع بكم .
لقد أثرتَ موضوعاً جديراً بكل عناية ، ولا سيما موضوع سبل الارتقاء بالمجلات العلمية المحكمة في الجهات العلمية الحكومية أو شبه الحكوميَّة . والحديث عن النشر العلمي في المجلات العلمية المحكَّمة التابعة للكليَّات أو عمادات البحث العلمي أو مراكز البحوث أو وحدات البحوث الجامعية جديرُ بأن يجتمع له المتخصصون والخبراء لمناقشته والخروج بالطريقة المثلى لتطويره وتنقيته من شوائب الأخلاقيات التي ذكرتموها كالمجاملات على حساب الجودة ، ولا سيما أن الجامعات اليوم تسعى لتطبيق الجودة الشاملة في كل أعمالها، والبحث العلمي من أولويات الجامعات .
ويمكن أن نفصل في عملية التحكيم بين أمرين :
الأول : الجانب العلمي .
الثاني : الجانب الإداري .
فأما الأمر الأول فلا ينبغي التهاون فيه بحال ، وينبغي العناية بأمر الجدة والإضافة العلمية، والتدقيق في ذلك بقدر الاستطاعة . وهنا ينبغي تفعيل دور الهيئة الاستشارية للمجلة ، فلا يمرر أي بحث فيه ضعف، أو تشوبه أدنى شائبة من شوائب البحث .
وأما الجانب الثاني وهو الجانب الإداري ، فهنا معضلة أخرى تسبب التأخير والإحباط للكثير من الباحثين ، مما يضطرهم للبحث عن الوساطات للتعجيل بإنجاز التحكيم للبحث رغبة في إدراك بعض الأمور الإدارية المتعلقة بالشخص في جامعته كالترقية ونحوها . وهنا لا بد من إعادة النظر في إدارة تحرير المجلات من حيث تنمية مهاراتهم الإدارية ، وتدريبهم على الإنجاز ، والتنبيه على المحكمين بضرورة الإنجاز للبحوث في مدة لا تزيد عن أسبوعين مثلاً من تسلم البحث ، ونحو ذلك من عوامل الإنجاز الإداري مع عدم الإخلال بالجانب العلمي بحال . فإن الإنجاز الإداري لا يعني التهاون في الجانب العلمي ، والعكس صحيحٌ فالتأخر في تحكيم البحث والمماطلة في ذلك والغموض لا يعني بالضرورة التحكيم الجيد للبحث .
وقد سبقت الإشارة إلى موضوع التحكيم للبحوث العلميَّة الذي نظمته عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قبل مدة في موضوع آخر بعنوان :
ما هي معايير تقييم الكتب والبحوث الإسلامية؟
وفيه الإشارة إلى ندوة (التحكيم العلمي أحكام موضوعية أم رؤى ذاتية) الذي نظمته عمادة البحث العلمي بجامعة الإمام .
وهناك تجارب ناجحة في بعض المجلات العلمية جديرة بالاحتذاء ، وتبقى هذه العملية معقدة لارتباطها بأكثر من جهة ، وحاجتها إلى الصدق والأمانة وحسن الإدارة .
فمن المشكلات :
1- عدم وجود محكِّمين منجزين أكفاء يسدون العجز ، مما يجعل إدارة التحرير بين أمرين : الاستعجال بإرساله لمن لا يعطيه حقه رغبة في إنجازه ، أو الانتظار لدى المحكم الجيد لتزاحم الأعمال بين يديه .
2- عدم إعطاء المحكم مكافأته فور تسليمه لتقريره ، مما يدعو للتراخي في التعامل مع المجلة ، فبعض المجلات تعطيك المكافأة فور تسليمك للبحث ، وبعضها يؤخرها جداً مما يجعلك لا تنشط للتعامل معهم .
ويبقى قول النبي صلى الله عليه وسلم : (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة) نبراساً في كل أعمالنا ، نسأل الله أن يعيننا على أداء الأمانة على وجهها .
وأكرر شكري لكم يا أبا عمر على فتحكم لمثل هذه الملفات الشائكة التي لا بد لكي نرتقي من الإلتفات إليها بجدية ، وما دام أمثالكم يقومون على مثل هذه الأمور فنحن على خير .
وأحب أن أشيد هنا بالقائمين على تحرير مجلة الدراسات القرآنية التي تصدرها الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه بالرياض ، والقائمين على تحرير مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية بجدة . فهم نموذج في الإنجاز ، وحسن التعامل مع الباحثين ومع المحكمين ، مع توخي الجودة في البحوث المنشورة قدر الاستطاعة . فأسأل الله أن يوفقهم لكل خير ، وأن يجزيهم خير الجزاء .
 
وأكرر شكري لكم يا أبا عمر على فتحكم لمثل هذه الملفات الشائكة التي لا بد لكي نرتقي من الإلتفات إليها بجدية ، وما دام أمثالكم يقومون على مثل هذه الأمور فنحن على خير .
بارك الله فيكم وعليكم يا أبا عبد الله وأشكرك على تعليقك الذي يزدان بالعمق والموضوعية
وأحب أن أشيد هنا بالقائمين على تحرير مجلة الدراسات القرآنية التي تصدرها الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه بالرياض ، والقائمين على تحرير مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية بجدة . فهم نموذج في الإنجاز ، وحسن التعامل مع الباحثين ومع المحكمين ، مع توخي الجودة في البحوث المنشورة قدر الاستطاعة . فأسأل الله أن يوفقهم لكل خير ، وأن يجزيهم خير الجزاء .
وأضم ـ إلى ما تقدم ـ مجلة الدراسات القرآنية التابعة لمجمع الملك فهد بالمدينة المنورة وبعض مجلات نوعية على الساحة البحثية الجامعية .
 
موضوع مهم وحيوي ننتظر من الأخوة المشاركين معنا في إدارة تحرير بعض هذه المجلات كأمثال الدكتور ناصر العشوان وغيره الإدلاء برؤيتهم .
 
عودة
أعلى