المتعلم بين الضبط والضابط

إنضم
04/02/2014
المشاركات
116
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
63
الإقامة
عمان
بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة لا بد منها ... يؤمن بها الكثيرون وعند التطبيق يبقى الإيمان محله القلب لا تصدقه الجوارح بل لا تسعفه وإن بلغ صراخه عنان السماء.
فقط وعلى عجل هذه دعوتي للتأمل ، لما كتب النصّ القرآني الشريف أوَّل ما كتب على الحال المعروف بلا نقط : لا نقط إعراب ولا نقط إعجام ولا نقط تجويد ؟؟
إني لأحسب أنه ما كتب بهذه الطريقة إلا لينبهنا الجليل سبحانه بحكمته البالغة إلى حقيقة ثابتة يجب أن لا تغيب عن البال وإن غابت وإن غطَّت في سبات عميق
ألا وهي أن هذا القرآن لا بد له من طرفين : معلم يقرأ وطالب يسمع ثم طالب يقرأ ومعلم يسمع
وكم وكم تعلم المعلم من تلميذه ما لا يخطر له على بال
لكن لضيق الوقت يكتفي معظم المعلمون بالتعليم بتطبيق نصف هذه المعادلة ، وهي بالحق معادلة واحدة لا تؤدي نتائجها إلا بوجود كل أجزائها
ومجرد التأمل في سورة الفاتحة بالكتبة الأولى بلا نقط يتضح المراد .. فأي طالب علم يتأتى له أن يتعلم من المصحف وحده بالضبط الموجود المتعارف عليه .. وقد أثبت الزمان أنه لا الضبط القديم بالصور والأشكال ولا الضبط الحديث بالترميز اللوني أعطى الحرف القرآني حقه ومستحقه فقد بقي الكثير من الأحكام خارج إطار الضبط .. لأنه بوضوح لا يمكن ضبطها
ويبقى الضبط الأكثر إيفاء بحق الحروف هو الضابط نفسه المقرئ الحصيف الذي يقرأ لتلميذه ليعلمه ويسمع من تلميذه ليتعلما معا
كل الضوابط لا تفي ويبقى الضابط التقي النقي الوفي هو الأساس.
وهذا نص الفاتحة الشريفة بالكتبة الأولى للمتأملين فقط
مشاهدة المرفق 10986
والحمد لله رب العلمين
 
نعم أخي محمد
بين الله لنا أن طريقة قراءة كلامه تعالى إنما هي النقل والاتباع، فقد نهى نبيه صلى الله عليه وسلم بالارتجال فيه ( لا تحرك به لسانك لتعجل به ) مع أنه غير متهم في فصاحته، وعلمه أن الطريقة المثلى فيه هي الاتباع ( ... فاتبع قرآنه ) أي قراءته.
ولكن...
إذا تعلم المتعلم من المعلم نطق الحاء المفتوحة مثلاً أو الميم الساكنة أو الدال المضمومة أو اللام المكسورة إلى غير ذلك من النماذج المكررة باستفاضة فإنه يعد مجازاً في هذا الحرف وهذه الحركة يستطيع تطبيقها على مثيلاتها في القرآن المتشابه... وإلا، فما فائدة اختراع اصطلاحات الضبط إذن؟! ولمَ سميت اصطلاحات ؟! وهذا ينسحب على الأحكام التجويدية الأخرى المتعلقة بالظواهر الصوتية كالإمالة بدرجتيها والإشمام بأنواعه والمدود والإخفاء إلى غير ذلك ... بشرط أن تختص كل ظاهرة بعلامة تميزها عن غيرها وتختلف عن العلامات الأخرى إما في الصورة أو الموضع أو اللون.
 
... وإلا، فما فائدة اختراع اصطلاحات الضبط إذن؟! ولمَ سميت اصطلاحات ؟!
أحسن الله إليك أخي الكريم ، فقط أعلق على الجزئية المقتبسة من سياق تعليقك السابق ، فأنا لا أتهم علم علامات الضبط مطلقا فهي بلا شك لها دورها وأهميتها ، ولكن حديثي هو في سياق أن علم الضبط بكل علامات الضبط القديمة والمعدلة وصولا الى الترميز اللوني .. فكل هذه الإختراعات لا يمكن بحال من الأحوال أن تلغي دور المعلم الذي أصبح لاغيا كما هو مشاهد في حلق تعليم القرآن إلا ما رحم ربي الكريم
فعلم الضبط لم يستطع تغطية كل الأحكام كما تعلم ، فأصبحت أحكام التجويد مقسومة قسمين : قسم تعالجه علامات الضبط ، وقسم يعالجه التلقي .
فقط ما أحببت التأكيد عليه هو ضرورة تطبيق المعادلة التي أشرت إليها في كلامي السابق ( معلم يقرأ وطالب يسمع ثم طالب يقرأ ومعلم يسمع ) وهكذا نجمع بين الأمرين ( بين الضابط والضبط معا ) وثمة ما لا يغيب عن أمثالك الكرام أن الموضوع ليس موضوع أحكام تجويدية فقط فهناك ما هو أهم من ذلك تخليص طلاب القراءة من اللحن الجلي الذي لا يمكن ضبطه ولا بحال من الأحوال اللهم إلا أن تطبق المعادلة بحذافيرها
وجزاكم الله خيرا
 
احسنت .
فلهذا يلاحظ ان علماء الضبط المتاخرين بالغوا في الضبط محاولين ان يعالجوا كل الاصوات والاحكام . وهذا طبعا شيء محال . فتجد كثرة العلامات التي تؤدي الى تشويش القارئ . مثلا كثرة الشدات . وشكل التنوين تركيبا وتتابعا . وغيرها .
 
عودة
أعلى