أبو إسحاق الحضرمي
New member

[align=justify]هناك بعض الكلمات القرآنية يحصل فيها اختلاس لبعض حركاتها من بعض التالين لكتاب الله تعالى، ومن آخرين أحياناً مبالغة في نطقها، وقد رأيتُ وسمعتُ من بعض المقرئين في عصرنا يقولون: يتولد من الخطأ فيها معنى آخر للكلمة
وقد كتب بعضهم في هذه الكلمات ضمن بعض كتبه، وبعضهم أفردها بمؤلَّف مفرد بها، وذكروا عن بعض المقرئين المعاصرين الكبار ما يؤيد ذلك، ومع تتبعي القاصر لكتب الإمامين أبي عمرو الداني وابن الجزري وغيرهما من أهل التحقيق في زمانهما -وهم من هم في الحرص على بيان القراءة الصحيحة وبيان الأخطاء- لم أعثر على هذه المعاني التي ذكرها بعض المعاصرين، ومن عنده فضل علم في هذه المسألة من أقوال المتقدمين فليفد به، والعلم رحم بين أهله.
ومن أمثلة هذه الكلمات:
1) قوله تعالى: ( فـقَسَتْ قلوبهم ) عند اختلاس حركة الفتحة في القاف، أو عدم الفصل بين الفاء والقاف في النطق يتحوَّل المعنى إلى: من فقس فقوساً أي مات فجأةً، أو من: فقس الطائر بيضته أفسدها.
2) قوله تعالى: ( فَتَرَى الذين في قلوبهم مرض ..) عند اختلاس حركة الفتحة في التاء، أو عدم الفصل بين الفاء والفعل ( ترى ) في النطق يتحوَّل المعنى إلى: فَتَرَ من الفتور والتعب والملل.
3) قوله تعالى: ( فَسَقَى لهما ثم تولى إلى الظل ) عند اختلاس حركة الفتحة في القاف والسين، أو عدم الفصل بين حرف الفاء في الفعل ( سقى )، أو إنقاص المد الطبيعي عن مقداره يتحوَّل المعى إلى: فَسَقَ فيصير المعنى بهذا النطق فسق من الفسق الفسوق.
4) قوله تعالى: ( وإنَّ الله لَمَعَ المحسنين ) عند اختلاس حركة الفتحة في الميم، أو دمج حرف اللام في ( مع )، يتحوَّل المعنى إلى: لَمَعَ من لمع البرق والصبح وغيرهما ولمعاناً.
فهذه بعض الأمثلة وهي كثيرة في هذا الجانب، وبعد ذكرها هنا أضع الآتي:
1) هل ذكر هذه المعاني المتولدة عن الخطأ في نطق هذه الكلمات أحدٌ من أهل التجويد كأبي عمرو الدَّاني وابن الجزري وغيرهما ممن هو زمانهما أو بينهما ؟!
2) هل ذكر هذه المعاني الخاطئة المترتبة على هذا النطق أحدٌ من علماء التفسير المعتبرين ؟!
3) هل يخطر على بال أحدنا هذه المعاني الخاطئة قبل معرفتها وتنبيه بعض مشايخه عليها ؟
4) أصبح بعض الطلاب المبتدئين والمتوسطين في التلقي يوسوسون في نطقهم لهذه الكلمات: هل قرأ بالمعنى الخاطئ أم الصواب ؟!
وإني أدعو من عنده فضل علم بهذه المسألة أن يجيبنا على بعض هذه التساؤلات التي أشغلت بال كثير من الطلبة، ويا ليتَ د. غانم الحمد -وفقه الله- أو غيره يشاركنا في التساؤل الأوَّل، و د. مساعد الطيَّار أو د. عبد الرحمن الشهري -وفقهما الله- أو غيرهما في التساؤل الثاني.[/align]
وفق الله الجميع لما يحبُّ ويرضى
أبو إسحاق الحضرمي
يوم الجمعة: 16 ذو الحجة 1432 هـ