المؤتمر الدولي الأول في نواكشوط للمتخصصين في القراءات

إنضم
27/12/2007
المشاركات
373
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
موريتانيا
الجمهورية الإسلامية الموريتانية
وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي
إدارة المحاظر والمعاهد الأهلية
معهد دراسات المصاحف والقراءات
ترخيص رقم 11 في 19/1/1983 مقرر من وزير العدل والتوجيه الإسلامي
إفادة رقم 06 في 19/1/1998 من وزير الثقافة والتوجيه الإسلامي
إفادة رقم 81 في 19/1/2011 من مدير عام المحاظر والمعاهد الأهلية

بعون الله ، يعلن المدير العام لمعهد دراسات المصاحف والقراءات في كيفا ـ موريتانيا عن :
تنظيم :
المؤتمر الدولي الأول في نواكشوط للمتخصصين في القراءات
في موضوع : المصاحف العثمانية وقراءات القرآن


ديباجة
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد : :
فلقد كثرت ـ في عالمنا الإسلامي ـ وسائل العلم والتعلم وتعددت الجامعات الشرعية ، ولكن ظلت ولا تزال تعتمد أسلوب النسخ واللصق واستنساخ ما سبق إليه الأوائل رحمهم الله ، ولكأن دور الجامعات الشرعية والأدبية ـ إلا قليلا منها ـ انحصر في تثبيط الباحثين عن المراجعة بالتحقيق والتحرير .
ولعل فقه المرحلة ومحاولة النهوض من الكبوة والانحطاط والتفرق مذاهب وأحزابا وشيعا وقراءات ومدارس يقتضي المسارعة إلى وقفات من المتخصصين في كل ميدان وعلم من علوم الوحي قرآنا وحديثا نبويا لإحياء ما اندرس أو طمس أو خفت فلا يكاد يعلم كالروايات الخمس بالمصاحف العثمانية .
من هذا المنطلق وإلى تلك الغاية الكبرى بدأ معهد دراسات المصاحف العثمانية والقراءات أولى خطواته بإعداد مؤتمر دولي للمتخصصين عبر العالم في قراءات القرآن الأدائية ، ورسم المصاحف وعدّ الآي ، وسائر الباحثين في علوم القرآن ، ليصيد عصفورين برمية واحدة [1] ليتخذ من بحوث السادة الباحثين المتخصصين ومن توصياتهم النيّرة منهجا ومرشدا [2] وليتخذ من المشاركين ـ الراغبين ـ أعضاء في الغرف العلمية لهذا المركز على أرض المرابطين أو ما عرف لاحقا بشنقيط التي أهدت للعالم الإسلامي أمثال محمد محمود ولد اتلاميد وأولاد مايابى ومحمد الأمين الشنقيطي الجكني وغيرهم من المشهورين والمغمورين .

محاور البحث :
1. القراءات والمصاحف العثمانية أيهما أعم ؟.
2. دلالة إقراء ابن الجزري كتاب جامع البيان للداني رغم أنه لم يقرأ به القرآن .
3. رسم المصاحف العثمانية بين التوقيف والاجتهاد .
4. علم الفواصل بين التوقيف والاجتهاد.
5. القيمة العلمية للإجازة بالقراءات بعد ابن الجزري
6. القراءات العلمية [ الإعجاز ] للقرآن الكريم

ـ يشترط لقبول الملخصات أن تكون بخط : traditional Arabic وحجم : 16 ، وأن لا تتجاوز ثلاث صفحات .
ـ وكذلك البحوث كاملة على أن لا تتجاوز ثلاثين صفحة .
ـ يعطى المشارك مدة عشرين دقيقة لعرض دقيق لمشاركته العلمية .
مواعيد مهمة :
ـ آخر موعد لاستلام ملخصات البحوث واستمارة المشاركة : فاتح مارس/2011
ـ آخر موعد لإعلان القبول الأولي للملخصات : فاتح ابريل /2011
ـ آخر موعد لاستلام البحوث كاملة: فاتح مايو/2011
ـ تاريخ انعقاد المؤتمر: العاشر من يونيو/2011
ملحوظات :
1. يعفى الضيوف المشاركون ببحوث وضيوف الشرف من رسوم المشاركة .
2. تتكفل الجهة المنظمة بنفقات الإقامة .
3. يلتزم الموقع الرسمي لمعهد دراسات المصاحف والقراءات بتوثيق ونشر بحوث المشاركين معزوة لأصحابها .

الاتصال والمراسلة :
المدير العام : الحسن محمد ماديك
العنوان الإلكتروني :
[email protected]
[email protected]
 
جزاكم الله خيراً فضيلة الشّيخ المبارك "الحسن" أحسن الله إليكم ونفع بكم.
ووفّقكم الله تعالى في إقامة هذا المؤتمر وأعانكم عليه، ووفّق الباحثين المتخصّصين فيه، ورزقنا رزقاً حسناً في حضوره والإفادةِ منه.
فإن تكرّمتم حفظكم الله تعالى ورعاكم ببيان مقصود المحور السّادس: القراءات العلمية [ الإعجاز ] للقرآن الكريم.
وصلّى الله على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم​
 
الأخ نعيمان من الإمارات
شكر الله لك ومرحبا بك
بخصوص المحور السادس عن الإعجاز في القرآن : هو مراعاة للمثقفين وجمهور الحضور من الأساتذة وطلاب الجامعات وخصوصا طلاب المدارس التقليدية " المحاظر " وكثير منهم حفاظ وعلماء في اللغة والنحو ، ولكنهم غير متخصصين في القراءات ، فأحببنا إفادتهم بما يقربهم ويربطهم أكثر بالقرآن .
وقد ذكّرني أحد الفضلاء ذكره الله بخير بالتاريخ الهجري وهو كالتالي :
يوم الجمعة الثامن من رجب 1432 هـ ويوم السبت والأحد بعده أي لمدة ثلاثة أيام .
وإنما أعلنا التاريخ الميلادي العاشر والحادي عشر والثاني عشر من يونيو 2011 ، لأنه ثابت غير متغير .
الحسن
 
أرجو أن يلقى هذا المؤتمر عناية واهتماما من الإخوة الفضلاء المتخصصين والباحثين والراغبين في المشاركة بمثل هذه الموضوعات العلمية القيمة، خاصة أنه يعقد للمرة الأولى في رحاب بلاد شنقيط الطيبة، والمشاركة في المؤتمر فرصة كبيرة لرؤية المدارس القرآنية وأساليب تعليم القرآن الكريم والاطلاع على الجهود الكثيرة والمتنوعة والمخطوطات القيمة في تلك البلاد العريقة في العلم.
 
معهد دراسات المصاحف والقراءات في موريتانيا

معهد دراسات المصاحف والقراءات في موريتانيا

معهد دراسات المصاحف والقراءات

النظام الأساسي

المادة 1 : ينشأ في الجمهورية الإسلامية الموريتانية : معهد دراسات المصاحف والقراءات .
المادة 2 : المعهد مركز دراسات علمي خاص غير سياسي وغير حكومي .
المادة 3 : مقر المعهد : كيفا عاصمة ولاية لعصابة ، ويمكن فتح فروع منه خارجه .
المادة 4 : شعار المعهد : مصحف مفتوح ولوح ومنارة شنقيط .
المادة 5 : يهدف المعهد العالي لدراسات المصاحف والقراءات إلى :
إعداد وتقديم البحوث والدراسات المتخصصة ، النوعية والمعمقة في علم رسم المصاحف العثمانية والفواصل والقراءات وسائر علوم القرآن .
المادة 6 : يعتمد المعهد لتحقيق أهدافه على الوسائل التالية :
1. إقامة محاضرات وندوات ومؤتمرات لتقديم البحوث والدراسات المتخصصة في القراءات وتحريرها ورسم المصاحف العثمانية .
2. تقديم البحوث والدراسات المتخصصة لدور طباعة المصاحف وللجامعات والكليات ومراكز التخصص في علوم القرآن .
3. إقامة دورات علمية تكوينية وتعليمية لشيوخ المحاظر وأئمة المساجد والمتأهلين للمسابقات الدولية .
4. إنشاء مجلس علمي من الباحثين المتخصصين يشرف على الأجنحة التالية :
ـ جناح متخصص في تحرير القراءات وطرقها .
ـ جناح متخصص في رسم المصاحف العثمانية .
ـ جناح متخصص في علم الفواصل .
ـ جناح متخصص في تخريج الحديث النبوي وعلم الرجال .
ويعنى كل جناح بالبحوث والدراسات المتخصصة في ميدانه .
ـ جناح لتعليم متخصص نموذجي لتثبيت حفظ القرآن ثم التخصص في رسم المصاحف والتجويد وعدّ الآي وأصول القراءات ثم القراءات العشر الكبرى وطرق تحريرها ومن الحديث النبوي والفقه ولسان العرب والثقافة العامة ، وتمنح للطلبة عند التحصيل إفادة وإجازات شرعية عند الاستحقاق .

انواكشوط 23/12/2010م
المدير العام
الحسن محمد ماديك
باحث في علوم القرآن ، متفرغ
من حفاظ القرآن وطيبة النشر
مجاز في القراءات السبع والعشر خمس مرات
متخصص منذ 1408 في تحرير طرق القراءات العشر الكبرى
مؤلف:
ـ غاية البشر في تحرير طرق طيبة النشر والتحبير والحرز والتيسير
ـ تفسير القرآن "من تفصيل الكتاب وبيان القرآن"
ـ تيسير طرق النشر والطيبة
انواكشوط ـ موريتانيا
 
تنبيه

تنبيه

وهذه أسماء الطاقم العلمي المتخصص المسؤول عن اختيار البحوث ، مرتبة حسب ورود موافقتهم :
ـ الدكتور السالم الجكني أستاذ القراءات في جامعة طيبة بالمدينة المنورة .
ـ الدكتور عبد العلي المسؤول أستاذ التعليم العالي في جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس المغرب
ـ الدكتور أحمد عدنان الزعبي أستاذ القراءات بجامعة طيبة بالمدينة المنورة
ـ الأستاذ الشيخ بن الشيخ أحمد إمام محظرة المحسنين في نواطشوط المتخصص في التجويد وعلم رسم المصحف
ونحن بانتظار ورود موافقة بعض الإخوة المتخصصين .
وتعويضا عن عدم تمكننا من توفير تكاليف النقل للمشاركين الوافدين من الخارج فقد قرر معهد دراسات المصاحف والقراءات بولاية لعصابه ـ كيفه ـ موريتانيا :
1)تسيير رحلة داخلية ـ اختيارية لمن شاء ـ إلى إحدى المدارس القرآنية العريقة " المحاظر " لإطلاع الضيوف على نماذج من التعليم الأصلي النموذجي التقليدي في بلاد شنقيط " تحفيظ القرآن وتعليم الرسم والضبط وعلم الفواصل واللغة .... "
2)إهداء مخطوطات أصلية غير مصورة من المصاحف القديمة بطرق ابن نفيس وبرسم وضبط قدماء الشناقطة في القرن الثاني عشر وما قبله ، للإخوة المتخصصين المشاركين في المؤتمر .
الحسن محمد ماديك
 
بعد أن قرر الدكتور الحسن صدقي أستاذ بشعبة الدراسات الإسلامية ، كلية الآداب و العلوم الإنسانية، جامعة شعيب الدكالي بالجديدة المغرب المشاركة في المؤتمر وبناء على رغبته إدراج المحاور التالية :
الرسم العثماني
منظوماته شرقا ومغربا
وجوه الخلاف بين المنظومات

وجوه الإعجاز في الرسم العثماني
بيبلوغرافية للمصادر والمراحع لما كتب حول الرسم العثماني
فقد تقرر إدراج العناوين المقترحة في محور [ رسم المصاحف العثمانية بين التوقيف والإجتهاد ]
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
وتعويضا عن عدم تمكننا من توفير تكاليف النقل للمشاركين الوافدين من الخارج فقد قرر معهد دراسات المصاحف والقراءات بولاية لعصابه ـ كيفه ـ موريتانيا :
1)تسيير رحلة داخلية ـ اختيارية لمن شاء ـ إلى إحدى المدارس القرآنية العريقة " المحاظر " لإطلاع الضيوف على نماذج من التعليم الأصلي النموذجي التقليدي في بلاد شنقيط " تحفيظ القرآن وتعليم الرسم والضبط وعلم الفواصل واللغة .... "
2)إهداء مخطوطات أصلية غير مصورة من المصاحف القديمة بطرق ابن نفيس وبرسم وضبط قدماء الشناقطة في القرن الثاني عشر وما قبله ، للإخوة المتخصصين المشاركين في المؤتمر .
الحسن محمد ماديك
أرى في هذين العوضين حافزا كبيرا للمشاركة في هذا المؤتمر، وأرجو أن أتمكن من إنجاز بحث للمشاركة فيه، حيث يدفعني للمشاركة أمور كثيرة، ويدعوني إلى عدمها صوارف عديدة، والغلبة للأقوى، وبالله التوفيق
 
أخي الحسن ماديك

أخي الحسن ماديك

السلام عليكم ورحمة الله
لدي ورقة عن القيمة العلمية للإجازات في القراءات
لعلي أرسلها لكم
سواء تيسر لي الحضور أو لا
أم تشترطون الحضور؟
وفقكم الله
 
الأخ أحمد بن فارس السلوم سلّمك الله
ووعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نظرا لأهمية الورقة التي وصفت أرجو أن ترسلها ثم تحضر للمشاركة بها
والله يوفقكم
الحسن
 
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين
الأخ الفاضل الأستاذ : محمد الحسن ماديك ـ حفظه الله ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكركم على هذا الجهد العلمي المتميز ، كم أشكر لأخوتكم دعوتكم الكريمة ،
سائلا الله تعالى أن ييسر اللقاء بكم في أسعد الأوقات و أتقاها ،
مع متنياتي لكم بدوام النجاح و التوفيق.
جزاكم الله خيرا
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
 
الأخ الأستاذ الدكتور أحمد بزوي الضاوي سلّمك الله
ووعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أما إنك قد أفرغت عليّ من عظيم خلقك وفصيح خطابك ، ولا أجد ما أقول إلا دعوتك أنت والدكتور أحمد العمراني لتتأتى لي فرصة إكرامكم ليكون يعض من جزاء ما أكرمتمونا من قبل .
وقد بلغني قبل يومين موافقة الدكتور أحمد عليّ السديس رئيس قسم القراءات في كلية القرآن في الجامعة الإسلامية وغيره من المتخصصين فلله الحمد على نعمه الظاهرة والباطنة ، اللهم اجعلنا من الشاكرين .
طالب العلم
الحسن بن محمد بن ماديك
 
نشكر أخانا الكريم الأخ الأستاذ : الحسن محمد ماديك على إعلانه عن هذا المؤتمر القيم، ومتابعة ما يستجد من أعماله وأخباره.
والواقع أن شوقنا إلى زيارة هذا البلد الطيب، معقل العلم والعلماء والحفاظ والشعراء، ورؤية محاضره العامرة = تفوق شوقنا إلى موضوع المؤتمر مع أهميته وحاجتنا إليه، ذلك أن المطلب الأول يصعب تعويضه، بخلاف الثاني الذي نأمل أن نظفر بمحتواه كله أو جله وإن لم نرحل إليه.
ولذلك هذه فرصة ثمينة لمن يرغب أن يرى محاضر العلم، ومدارس الحفظ العامرة.

أســأل الله للقائمين على هذا المؤتمر الإعانة والتوفيق.
 
أذكّر الإخوة المتخصصين
بأن الوقت المخصص لاستقبال ملخصات الترشح يكاد ينتهي إذ بقي منه حوالي أسبوع واحد
الحسن
 
بحمد الله تسلمت أمس رسالة من الوزارة الوصية وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي
الرسالة مرقمة برقم 01 بتاريخ 10 ـ 3 ـ 2011 وبأمر من الوزير وموقعة من طرف مدير عام الشؤون الإسلامية بالوزارة السيد المصطفى ولد محمد عبد الله .
وتضمنت الرسالة توصية من الوزارة ودعما وحرصا منها على إنجاح المؤتمر الدولي الأول في نواكشوط للمتخصصين في القراءات الذي ينظمه معهد دراسات المصاحف العثمانية والقراءات في كيفه ـ لعصابه .
وأثبتت الوزارة الوصية تاريخ انعقاد المؤتمر كما هو المعلن سابقا .
وحين أتمكن سأرفق صورة من الرسالة .
الحسن
 
الحمد لله رب العالمين
بفضل الله ومنّه وردتنا موافقة باحثين وملخصات بحوث للمشاركة في المؤتمر الدولي الأول في نواكشوط للمتخصصين في القراءات وقد بلغت العشرين من الجهات التالية :
ـ كلية القرآن بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية
ـ جامعة طيبة بالمدينة النبوية
ـ قسم السنة وعلومها في جامعة القصيم
ـ قسم القرآن وعلومه في جامعة القصيم
ـ الجامعة الأردنية
ـ جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس في المغرب
ـ جامعة شعيب الدكالي بالجديدة ـ المغرب
ـ جامعة الأمير عبد القادر بقسطنطينة في الجزائر
ـ كلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر
ـ جامعة الموصل بالعراق
ـ جمعية علماء المسلمين في الجزائر
ـ لجنة مراجعة وتصحيح المصاحف في الجزائر
ـ معهد دراسات المصاحف والقراءات في موريتانيا
ـ شخصيات علمية شنقيطية
ولا نزال نأمل المزيد من البحوث النوعية .
وقد تألفت اللجنة العلمية من الباحثين :
ـ الأستاذ الدكتور أحمد بزوي الضاوي من جامعة شعيب الدكالي بالجديدة ـ المغرب
ـ الدكتور أحمد عدنان الزعبي من جامعة طيبة بالمدينة النبوية
ـ الدكتور أحمد خالد شكري من الجامعة الأردنية
ـ الدكتور عبد العلي المسؤول من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس ـ المغرب
ـ الدكتور السالم الجكني من جامعة طيبة بالمدينة النبوية
وستحال إليهم البحوث كاملة فور ورودها إلينا قبل نهاية الشهر الجاري إبريل .
ولعل الدكتور أحمد بن علي السديس رئيس قسم القراءات بكلية القرآن بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية بعد أن شرّفنا الأسبوع الماضي بموافقته على المشاركة في المؤتمر سينضم لفريق الإشراف العلمي كذلك .
وأحمد الله الذي يسّر لنا أسباب إكرام ضيوفنا الكرام في أرقى فنادق العاصمة .
طالب العلم
الحسن
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أذكّر الباحثين الذين لم يرسلوا بعد بحوثهم بموعد إرسال بحوثهم كاملة قبل فاتح مايو ليتسنى اطلاع اللجنة العلمية عليها في الوقت المناسب .
الحسن
 
شكر

شكر

السلام عليكم ورحمة الله
الأخ الحسن ماديك
شكر الله لك أخي الكريم دعوتك لحضور المؤتمر القرآني بمدينة القراءات، وأرجو الله تعالى أن يوفقني لتلبية دعوتكم الكريمة .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الأسبوعين الأخيرين تضاعف عدد الترشحات للحضور وعدد البحوث المرشحة للاختيار .
وسيتم تقديم البحوث لتحكيمين أكاديميين اثنين أولهما قبل المؤتمر وثانيهما أثناءه ، وذلك من طرف الأساتذة التالية أسماؤهم :
ـ الدكتور أحمد علي السديس رئيس قسم القراءات بكلية القرآن بالجامعة الإسلامية
ـ الدكتور أحمد عدنان الزعبي أستاذ القراءات بجامعة طيبة
ـ الدكتور السالم الجكني أستاذ القراءات بجامعة طيبة
ـ الدكتور أحمد خالد شكري الأستاذ بالجامعة الأردنية
ـ الدكتور ناصر بن سعود القثامي رئيس قسم القراءات بجامعة الطائف
ـ الدكتور محمد بن سيدي عبد القادر الشنقيطي أستاذ القراءات بجامعة الطائف
ـ الدكتور عبد العلي المسؤول أستاذ علوم القرآن بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس بالمغرب
ـ الدكتور أحمد بزوي الضاوي أستاذ التعليم العالي بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة المغرب
ـ طالب العلم الحسن محمد ماديك متخصص في تحرير طرق القراءات العشر الكبرى
وسيقوم معهد دراسات المصاحف والقراءات بنشر البحوث الفائزة في دوريته العلمية الأولى بعد المؤتمر بحوالي شهر إن شاء الله تعالى .
أتمنى أن يستفيد أصحاب البحوث المقبولة من ذلك .
طالب العلم
الحسن
 
السلام عليكم
أرجو من الإخوة المشاركين ببحث علمي الذين لم يرسلوا مشاركتهم كاملة أن يرسلوها في هذا الأسبوع الأول من شهر مايو ، ولتتم مراجعتها قبل نشر برنامج الجلسات العلمية في منتصف مايو الجاري إن شاء الله .
وقد بلغت لائحة الضيوف المتخصصين أربعة وثلاثين ضيفا منهم عشرون ترشحوا ببحوث علمية .
الحسن محمد ماديك
مدير عام معهد دراسات المصاحف والقراءات في موريتانيا .
[email protected]
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سننشر البرنامج الخاص بجلسات المؤتمر في ثلاثة أيام إن شاء الله
 
مشروع برنامج المؤتمر الدولي في نواكشوط للمتخصصين في القراءات

مشروع برنامج المؤتمر الدولي في نواكشوط للمتخصصين في القراءات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقدم إليكم البرنامج الخاص بالمؤتمر الدولي الأول في نواكشوط للمتخصصين في القراءات ، وإنما أخره التنسيق مع لجان التنظيم ومع السادة الأساتذة لاختيار رؤساء الجلسات العلمية ومقرريها من بين الضيوف الذين لم يشاركوا ببحوث علمية ولإتاحة الفرصة أمام بعض الجهات العلمية في موريتانيا لتكون لها بصماتها في هذا المؤتمر :


برنامج المؤتمر الدولي الأول في نواكشوط للمتخصصين في القراءات

الجمهورية الإسلامية الموريتانية
معهد دراسات المصاحف والقراءات
ينظم :
المؤتمر الدولي الأول في نواكشوط للمتخصصين في القراءات القرآنية

في الأيام 7ـ8ـ9/رجب 1432 هـ
الموافق : من العاشر إلى الثاني عشر يونيو الشهر السادس 2011 م

أولا : المؤسسات العلمية المشاركة

ـ كلية القرآن في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية
ـ جامعة أم القرى في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية
ـ جامعة القصيم بالمملكة العربية السعودية
ـ جامعة الطائف بالمملكة العربية السعودية
ـ الجامعة الأردنية في عمان الأردن
ـ جامعة اليرموك الأردن
ـ المعهد العالي للقراءات والدراسات القرآنية في جامعة العوم الإسلامية العالمية بالأردن
ـ جامعة شعيب الدكالي بالجديدة ، المغرب
ـ جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس المغرب
ـ جامعة السلطان سليمان في بني ملال بالمغرب.
ـ جامعة القاضي عياض مراكش المغرب
ـ مركز الداني للقراءات العشر في داكار السنغال
ـ جامعة الجزائر بالجزائر
ـ جامعة الأمير عبد القادر ، قسطنطينة ، الجزائر
ـ جامعة الموصل بالعراق
ـ مقرأة للقراءات في الإسكندرية بمصر
ـ باحث في القراءات العشر الكبرى من مونتريال بكندا
ـ جمعية علماء المسلمين في الجزائر
ـ لجنة مراجعة المصاحف في الجزائر
ـ معهد دراسات المصاحف والقراءات بموريتانيا
ـ مؤسسات علمية أخرى من موريتانيا

ثانيا : اللجنة العلمية [ التحكيم ]
ـ الدكتور أحمد علي السديس رئيس قسم القراءات في كلية القرآن بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة
ـ الدكتور أحمد خالد شكري مدير المركز الثقافي الإسلامي وعضو هيئة التدريس في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية
ـ الدكتور شحادة حميدي البخيت العمري أستاذ التفسير بجامعة اليرموك ومدير المعهد العالي للقراءات والدراسات القرآنية في جامعة العلوم الإسلامية العالمية
ـ الدكتور عبد العلي المسؤول من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس
ـ الدكتور أحمد بزوي الضاوي أستاذ التعليم العالي كلية الآداب جامعة شعيب الدكالي الجديدة
المغرب
ـ الدكتور أحمد بن عدنان الزعبي أستاذ القراءات بجامعة طيبة بالمدينة المنورة
ـ الدكتور محمد بن سيدي عبد القادر عضو هيئة التدريس بقسم القراءات بجامعة الطائف
ـ طالب العلم الحسن محمد ماديك مدير عام معهد دراسات المصاحف والقراءات
ـ أما الدكتور السالم الجكني فقد اعتذر أخيرا عن الحضور بسبب انشغاله بسفر آخر

ثالثا : الشخصيات العلمية المدعوة لحضور المؤتمر

ـ العلامة محمد الحسن بوصو المجاز في القراءات العشر الكبرى
ـ الدكتور عبد الله علي بصفر الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم .
ـ الدكتور أحمد بن عبدالله الفريح الأستاذ المشارك بقسم القراءات في جامعة أم القرى
ـ د . أحمد محمد عبد الرحمن محمد محمود أستاذ التفسير وعلوم القرآن المساعد بكلية الآداب والعلوم الانسانية جامعة طيبة بالمدينة المنورة
ـ الدكتور عبد الرحمان الشهري رئيس مركز تفسير والأستاذ بجامعة محمد بن سعود في الرياض .
ـ الدكتور ناصر بن سعود القثامي رئيس قسم القراءات في جامعة الطائف
ـ الدكتور عبد العزيز المزيني أستاذ القراءات في جامعة القصيم أستاذ القراءات المساعد بقسم القرآن الكريم وعلومه .
ـ الدكتور مهدي عبد الله قارئ أستاذ القراءات المساعد بجامعة الطائف
ـ الدكتور عبد الله بن حماد القرشي الأستاذ المساعد بجامعة الطائف
ـ الدكتور أحمد العمراني رئيس المجلس العلمي بسيدي بنور وأستاذ التعليم العالي في كلية الآداب بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة المغرب
ـ علاوة محمد زيان عضو جمعية علماء المسلمين في الجزائر


رابعا : لجنة التنظيم
ـ الدكتور سيدي المختار أحمد طالب مدير عام الصيد الصناعي بوزارة الصيد
ـ الشيخ عمر الفتح أمين جمعية التعاون للأعمال الخيرية
ـ الدكتور إسحاق ولد ابات رئيس قسم الرياضيات والمعلوماتية بكلية العلوم والتقنيات بجامعة نواكشوط
ـ الشيخ محمد الحافظ مرحلة الماجستير في الجغرافيا بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة المغرب
ـ البقية سيتم نشرها لاحقا

خامسا : جلسات المؤتمر العلمية

تبدأ فعاليات المؤتمر يوم الجمعة 10/6/2011 م وتستغرق السبت وضحى الأحد
وأما في الجمعة فمن الثامنة إلى منتصف النهار تتخللها استراحة لمدة نصف ساعة ثم سائر يوم الجمعة في مقر الإقامة للراحة والتواصل فيما بين المشاركين أنفسهم .
وأما في السبت فمن الثامنة والنصف صباحا إلى الثانية ظهرا تتخللها استراحة على شرف الضيوف ثم سائر يوم السبت استراحة وللتواصل فيما بين المشاركين أنفسهم .
وأما ضحى الأحد فللجلسة الختامية من التاسعة وحتى العاشرة والنصف صباحا .

الجلسة الأولى : الجلسة الافتتاحية برئاسة :
مراسم افتتاح
تلاوة من الذكر الحكيم
ـ كلمة مدير عام معهد دراسات المصاحف والقراءات طالب العلم / الحسن محمد ماديك
ـ كلمات لشخصيات سياسية وعلمية من موريتانيا
ـ كلمة باسم المتخصصين في القراءات يلقيها الدكتور أحمد علي السديس
ـ كلمة باسم محاظر التدريس التقليدية في بلاد شنقيط يلقيها الدكتور محمد بن سيدي عبد القادر
ـ محاضرة بعنوان :القراءات الواردة في الكتب الستة- جمعا وتخريجا وتوجيها للدكتور محمد بن عبد العزيز بن محمد الفراج جامعة القصيم قسم السنة وعلومها

الجلسة الثانية محور القراءات والمصاحف العثمانية

رئيس الجلسة
مقرر الجلسة
ـ محاضرة بعنوان القراءات القرآنية دراسة لسانية مستويات التحليل اللغوي للأستاذ الدكتور أحمد بزوي الضاوي
ـ محاضرة بعنوان : المصطلح عند المقرئين للدكتور عبد العلي المسؤول أستاذ القراءات في جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس المغرب
ـ محاضرة بعنوان مواقف المستشرقين من القراءات القرآنية للدكتور محمد خروبات أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض مراكش المغرب
ـ محاضرة بعنوان إيضاح مبهمات في علم القراءات للشيخ الطبيب المقرىء سعيد صالح زعيمة أستاذ القراءات العشر الكبرى بالإسكندرية ـ مصر مجاز بالقراءات العشر من سبعين شيخا وحاصل على معهد القراءات
ـ محاضرة بعنوان المحاكاة الصوتية في قراءة عاصم برواية حفص – هاء الكناية أنموذجاً للدكتور محمد بن إسماعيل المشهداني رئيس قسم علوم القرآن والتربية الإسلامية بكلية التربية للبنات ـ جامعة الموصل ـ العراق

الجلسة الثالثة محور عدّ الآي

برئاسة :
مقرر الجلسة :
ـ محاضرة بعنوان "الفاصلة القرآنية وعلم الفواصل بين الاجتهاد والتوقيف " للدكتور شحادة حميدي البخيت العمري أستاذ التفسير بجامعة اليرموك ومدير المعهد العالي للقراءات والدراسات القرآنية في جامعة العوم الإسلامية العالمية
ـ محاضرة بعنوان : مباحث في علم عدّ الآي للأستاذ الدكتور أحمد خالد شكري مدير المركز الثقافي الإسلامي وعضو هيئة التدريس في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية


محور الإجازات القرآنية

برئاسة :
مقرر الجلسة :
ـ محاضرة بعنوان " طرق تحمل القراءات ونقلها عند المقرئين للدكتور محمد بن زين العابدين رستم دكتوراه في الحديث الأستاذ بجامعة السلطان سليمان شعبة الدراسات الإسلامية في بني ملال بالمغرب.
ـ محاضرة بعنوان : دلالة الإجازة بالقراءات بعد عصر ابن الجزري للباحث / الحسن بن ماديك
ـ محاضرة بعنوان : الضوابط الشرعية لمنح الإجازات العلمية في القراءات عبر التقنية "
للدكتور محمد خالد منصور أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة بالجامعة الأردنية وأستاذ القراءات بكلية القرآن بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
ـ محاضرة بعنوان "تعليم القرآن في بلاد الغرب " للمهندس الباحث في علم القراءات عز الدين حميمصة ، مغربي الأصل متخصص في القراءات العشر
ـ محاضرة بعنوان منظومة التعليم القرآني في الجزائر الرواية والشكل للأستاذ حسين وعليلي أستاذ مشارك بجامعة الجزائر كلية العلوم الإسلامية ، عضو لجنة مراجعة المصاحف في الجزائر


الجلسة الرابعة محور الرسم العثماني

برئاسة :
مقرر الجلسة :
ـ محاضرة بعنوان : غياب الكتابة بالرسم العثماني في البحوث العلمية للأستاذ عبد الرحمان معاشي جامعة الأمير عبد القادر ـ قسطنطينة ـ الجزائر
ـ محاضرة بعنوان : خلاف رسم المصاحف بين الداني وأبي داوود وترجيحات المغاربة للأستاذ الدكتور الحسن صدقي قسم الدراسات الإسلامية بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة ـ المغرب
ـ محاضرة بعنوان : أثر القراءات المتواترة في الرسم العثماني للدكتور محمد بن سيدي عبد القادر عضو هيئة التدريس بقسم القراءات بجامعة الطائف
ـ محاضرة بعنوان تعظيم المصحف للدكتور إبراهيم الحميضي الأستاذ المشارك بجامعة القصيم
عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه تبيان .

محور الإعجاز
برئاسة :
مقرر الجلسة :
ـ محاضرة بعنوان : القراءات القرآنية وأثرها في الإعجاز العلمي للدكتور سليمان الدقور الجامعة الأردنية / كلية الشريعة
ـ محاضرة بعنوان : رؤية في الإعجاز للدكتور شحادة حميدي البخيت العمري أستاذ التفسير بجامعة اليرموك ومدير المعهد العالي للقراءات والدراسات القرآنية في جامعة العوم الإسلامية العالمية
ـ عرض نماذج من مصاحف مطبوعة وبخط جيد محرفة ومصحفة وبعضها حذف منه أكثر من جزئين من سورة البقرة أي ما تضمن من خطاب بني إسرائيل وتقرير مفصل لطالب العلم الحسن بن ماديك

الجلسة الخامسة الختامية

برئاسة :
قراءة التقارير من قبل مقرري الجلسات
قراءة تقرير اللجنة العلمية وتقييمها لكل بحث .
قراءة توصيات المؤتمرين
كلمة الوفود المشاركة
كلمة اللجنة المنظمة
تلاوة آيات من الذكر الحكيم
 
السلام عليكم
ارجو أن اتمكن غدا إن شاء الله من نشر البرنامج النهائي ، وإنما أخّرته ليتصل بي من منعه شاغل أو مانع من الحضور أو المشاركة
والشكر موصول لفضيلة الدكتور عبد الرحمان الشهري إذ أرسل إليّ رسالة خاصة رغم انشغاله وهو في الولايات المتحدة الأمريكية
أخوكم
الحسن محمد ماديك
 
الموضوع : برنامج المؤتمر الدولي الأول في نواكشوط للمتخصصين في القراءات
في الأيام 7ـ8ـ9/رجب 1432 هـ
الموافق : 10ـ11ـ12/6/2011 م

الديباجة :

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد :
فإليكم برنامج المؤتمر الدولي الأول للمتخصصين في القراءات القرآنية ، خطوة أولى خطاها طالب علم تجاوز حاجز الخوف والرهبة بل عوائق الأسباب المادية والتمكين في شجاعة خالها الخليّ مغامرة وعدّها الشجيّ جزءا قليلا من الأمانة التي حمـّلناها .
وحري بحاجز الخوف وعوائق الأسباب أن تتلاشى بمجرد الشعور بالمسؤولية ، لا سيما من المتخصصين في علم القراءات وما جاوره ولم ينفصل عنه من علم رسم المصاحف العثمانية وعلم الفواصل والوقف والابتداء لتيسير تفصيل الكتاب وبيان القرآن .
ذلكم الدافع للإعلان عن هذا المؤتمر لتوفير منبر جامع يجمع من يتمكنون من المشاركة فيه من بين المتخصصين والمعنيين بعلم القراءات وسائر علوم القرآن .
ولتتأتى المراجعات والتحرير والتوصيات والتحبير ، ومناقشة نواقص المعاصرين من حملة هذا العلم الشريف .
وأسأل الله السميع العليم أن يبارك في مؤتمرنا هذا ويجمع من حضروه مع من تخلفوا عنه من المعنيين والمتخصصين أرباب الصنعة وأهل الدراية والرواية في مؤتمرهم الدولي الثاني في رحاب المعهد العالي للقراءات والدراسات القرآنية في جامعة العوم الإسلامية العالمية في عمان بالأردن وثالث في رحاب كلية القرآن في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية وهكذا ...

الجهات الممولة

معهد دراسات المصاحف والقراءات في موريتانيا هو الجهة الوحيدة ـ حتى كتابة هذه السطور ـ الراعية والممولة والمنظمة للمؤتمر ، ولا يزال الباب مفتوحا أمام من يهمهم الأمر .

المؤسسات العلمية الممثلة في المؤتمر

ـ كلية القرآن في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بالسعودية
ـ المعهد العالي للقراءات والدراسات القرآنية في جامعة العوم الإسلامية العالمية بالأردن
ـ الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن في جدة بالسعودية
ـ جامعة أم القرى في مكة المكرمة بالسعودية
ـ جامعة القصيم بالسعودية
ـ جامعة الطائف بالسعودية
ـ الجامعة الأردنية في عمان بالأردن
ـ جامعة اليرموك الأردن
ـ جامعة شعيب الدكالي بالجديدة ، المغرب
ـ جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس المغرب
ـ جامعة السلطان سليمان في بني ملال بالمغرب.
ـ جامعة القاضي عياض مراكش بالمغرب
ـ جامعة الجزائر بالجزائر
ـ جامعة الأمير عبد القادر ، قسطنطينة ، الجزائر
ـ جامعة الموصل بالعراق
ـ مركز الداني للقراءات العشر في داكار السنغال
ـ مقرأة للقراءات في الإسكندرية بمصر
ـ جمعية علماء المسلمين في الجزائر
ـ معهد دراسات المصاحف والقراءات بموريتانيا


ضيوف الشرف
ويتشرف المؤتمر بضيفي شرف هما :
ـ الدكتور شحادة حميدي البخيت العمري أستاذ التفسير بجامعة اليرموك ومدير المعهد العالي للقراءات والدراسات القرآنية في جامعة العوم الإسلامية العالمية
ـ الدكتور أحمد علي السديس رئيس قسم القراءات في كلية القرآن بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة
ـ وقد وجهت رسالة إلى شيخنا الدكتور عبد الله المصلح الأمين العام للإعجاز العلمي في القرآن والسنة ، ولعله يستجيب لدعوتنا إياه ضيف شرف كذلك على المؤتمر ، وقد أكّد لي قبل قليل تواصله معي عبر الفيسبوك .

اللجنة العلمية [ التحكيم ]
ـ الدكتور شحادة حميدي البخيت العمري أستاذ التفسير بجامعة اليرموك ومدير المعهد العالي للقراءات والدراسات القرآنية في جامعة العوم الإسلامية العالمية
ـ الدكتور أحمد علي السديس رئيس قسم القراءات في كلية القرآن بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة
ـ الدكتور محمد بن سيدي عبد القادر [ موريتاني ]عضو هيئة التدريس بقسم القراءات بجامعة الطائف
ـ الدكتور أحمد خالد شكري مدير المركز الثقافي الإسلامي وعضو هيئة التدريس في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية
ـ الدكتور عبد العلي المسؤول من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس
ـ الدكتور محمد بن زين العابدين رستم دكتوراه في الحديث الأستاذ بجامعة السلطان سليمان شعبة الدراسات الإسلامية في بني ملال بالمغرب.

ـ الدكتور أحمد بزوي الضاوي أستاذ التعليم العالي كلية الآداب جامعة شعيب الدكالي الجديدة
المغرب
ـ الحسن محمد ماديك مدير عام معهد دراسات المصاحف والقراءات في موريتانيا ـ لعصابه كيفه


الشخصيات العلمية المدعوة لحضور المؤتمر

ـ الدكتور عبد الله علي بصفر الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم .
ـ الدكتور أحمد بن عبدالله الفريح الأستاذ المشارك بقسم القراءات في جامعة أم القرى
ـ الدكتور عبد الرحمان الشهري رئيس مركز تفسير والأستاذ بجامعة الملك سعود في الرياض .
ـ الدكتور ناصر بن سعود القثامي رئيس قسم القراءات في جامعة الطائف
ـ الدكتور عبد العزيز المزيني أستاذ القراءات في جامعة القصيم أستاذ القراءات المساعد بقسم القرآن الكريم وعلومه .
ـ الدكتور أحمد العمراني رئيس المجلس العلمي بسيدي بنور وأستاذ التعليم العالي في كلية الآداب بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة المغرب
ـ الدكتور مهدي عبد الله قارئ أستاذ القراءات المساعد بجامعة الطائف
ـ الدكتور عبد الله بن حماد القرشي الأستاذ المساعد بجامعة الطائف
ـ الأستاذ محمد الحسن بوصو مدير مركز الداني للقراءات في السنغال
ـ الأستاذ علاوة محمد زيان عضو جمعية علماء المسلمين في الجزائر
ـ الأستاذ عبد الله بن محيا الشتوي المدير التقني في مركز تفسير للدراسات القرآنية في المملكة العربية السعودية


جلسات المؤتمر العلمية

الجلسة الأولى : الجلسة الافتتاحية
يوم الجمعة من التاسعة والنصف إلى منتصف النهار
برئاسة : رئيس جامعة العلوم الإسلامية في لعيون [ الجامعة الرسمية للدولة ] الدكتور محمد ولد أعمر الوزير السابق
مراسم افتتاح : من س 9 إلى س11 صباحا
ـ تلاوة من الذكر الحكيم
ـ كلمة مدير عام معهد دراسات المصاحف والقراءات طالب العلم / الحسن محمد ماديك مخاطبا أئمة القراءات المعاصرين ليحملوا الأمانة أو ينشغلوا بعمل دنيوي .
ـ كلمة الشيخ العلامة محمد الحسن ولد الددو رئيس مركز تكوين العلماء
ـ كلمة باسم المتخصصين في القراءات يلقيها الدكتور أحمد علي السديس
ـ كلمة باسم محاظر التدريس التقليدية في بلاد شنقيط يلقيها الدكتور محمد بن سيدي عبد القادر
ـ كلمة الدكتور عبد الرحمان الشهري رئيس مركز تفسير


الجلسة الثانية : من الخامسة إلى صلاة المغرب
محور القراءات والمصاحف العثمانية

برئاسة : الدكتور محمد محمود ولد السيّدي وزير التعليم العالي سابقا وأمين عام جمعية المستقبل
المقرر : الدكتور أحمد بن عبدالله الفريح الأستاذ المشارك بقسم القراءات في جامعة أم القرى
ـ من س 17 و 10 د : محاضرة بعنوان : المصطلح عند المقرئين للدكتور عبد العلي المسؤول أستاذ القراءات في جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس المغرب
ـ من س 17 و 30 د : محاضرة بعنوان :القراءات الواردة في الكتب الستة- جمعا وتخريجا وتوجيها للدكتور محمد بن عبد العزيز بن محمد الفراج جامعة القصيم قسم السنة وعلومها
ـ من س 17 و 50 د : محاضرة بعنوان القراءات القرآنية دراسة لسانية مستويات التحليل اللغوي للأستاذ الدكتور أحمد بزوي الضاوي
ـ من س 18 و 10 د : محاضرة بعنوان مواقف المستشرقين من القراءات القرآنية للدكتور محمد خروبات أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض في مراكش بالمغرب
ـ من س 18 و 30 د : محاضرة بعنوان إيضاح مبهمات في علم القراءات للشيخ الطبيب المقرىء سعيد صالح زعيمة أستاذ القراءات العشر الكبرى بالإسكندرية ـ مصر مجاز بالقراءات العشر من سبعين شيخا وحاصل على معهد القراءات
ـ من س 18 و 50 : محاضرة بعنوان المحاكاة الصوتية في قراءة عاصم برواية حفص – هاء الكناية أنموذجاً للدكتور محمد بن إسماعيل المشهداني رئيس قسم علوم القرآن والتربية الإسلامية بكلية التربية للبنات ـ جامعة الموصل ـ العراق
ـ من س 19 و10 د إلى صلاة المغرب : تقرير المقرر واستفسارات الحضور

الجلسة الثانية محور عدّ الآي

برئاسة : السيد بن عمر لي عضو رابطة العلماء الموريتانيين والمفتش العام للشؤون الإسلامية في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية
مقرر الجلسة : الدكتور أحمد العمراني رئيس المجلس العلمي بسيدي بنور وأستاذ التعليم العالي في كلية الآداب بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة المغرب
ـ من س 8 و 30 د : محاضرة بعنوان "الفاصلة القرآنية وعلم الفواصل بين الاجتهاد والتوقيف " للدكتور شحادة حميدي البخيت العمري أستاذ التفسير بجامعة اليرموك ومدير المعهد العالي للقراءات والدراسات القرآنية في جامعة العوم الإسلامية العالمية
ـ من س 8 و 50 د :محاضرة بعنوان : مباحث في علم عدّ الآي للأستاذ لدكتور أحمد خالد شكري مدير المركز الثقافي الإسلامي وعضو هيئة التدريس في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية
ـ من س 9 و 10 د : تقرير المقرر واستفسارات الحضور


محور الإجازات القرآنية

برئاسة : الدكتور محمد بن مولاي الأستاذ بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية
مقرر الجلسة : الدكتور عبد العزيز المزيني أستاذ القراءات في جامعة القصيم أستاذ القراءات المساعد بقسم القرآن الكريم وعلومه
ـ من س 9 و 40 د : محاضرة بعنوان " طرق تحمل القراءات ونقلها عند المقرئين للدكتور محمد بن زين العابدين رستم دكتوراه في الحديث الأستاذ بجامعة السلطان سليمان شعبة الدراسات الإسلامية في بني ملال بالمغرب.
ـ من س 10 : محاضرة بعنوان : دلالة الإجازة بالقراءات بعد عصر ابن الجزري للباحث / الحسن بن ماديك
ـ من س 10 و 20 د : محاضرة بعنوان : الضوابط الشرعية لمنح الإجازات العلمية في القراءات عبر التقنية " للدكتور محمد خالد منصور أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة بالجامعة الأردنية وأستاذ القراءات بكلية القرآن بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
ـ من س 10 و 40 د : محاضرة بعنوان منظومة التعليم القرآني في الجزائر الرواية والشكل للأستاذ حسين وعليلي أستاذ مشارك بجامعة الجزائر كلية العلوم الإسلامية ، عضو لجنة مراجعة المصاحف في الجزائر
ـ من س 11 : تقرير المقرر واستفسارات الحضور

الجلسة الرابعة محور الرسم العثماني

برئاسة : الأستاذ محمد الأمين بن مزيد الأستاذ في مركز تكوين العلماء
مقرر الجلسة : العلامة محمد الحسن بوصو مدير مركز الداني للقراءات العشر في داكار
ـ من س 11 و 30 د : محاضرة بعنوان : غياب الكتابة بالرسم العثماني في البحوث العلمية للأستاذ عبد الرحمان معاشي جامعة الأمير عبد القادر ـ قسطنطينة ـ الجزائر
ـ من س 11 و 50 د : محاضرة بعنوان : خلاف رسم المصاحف بين الداني وأبي داوود وترجيحات المغاربة للأستاذ الدكتور الحسن صدقي قسم الدراسات الإسلامية بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة ـ المغرب
ـ من س 12 و 10 د : محاضرة بعنوان : أثر القراءات المتواترة في الرسم العثماني للدكتور محمد بن سيدي عبد القادر عضو هيئة التدريس بقسم القراءات بجامعة الطائف
ـ من س 12 و 30 د : محاضرة بعنوان تعظيم المصحف للدكتور إبراهيم الحميضي الأستاذ المشارك بجامعة القصيم ، عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه تبيان .
ـ من س 12 و 50 د : تقرير المقرر واستفسارات الحضور

محور الإعجاز

برئاسة : الدكتور أحمد ولد اباه مدير عام المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية
مقرر الجلسة : الدكتور عبد الله بن حماد القرشي الأستاذ المساعد بجامعة الطائف
ـ من س 17 و 15 د : محاضرة بعنوان : القراءات القرآنية وأثرها في الإعجاز العلمي للدكتور سليمان الدقور الجامعة الأردنية / كلية الشريعة
ـ من س 17 و 45 د : محاضرة بعنوان رؤية في الإعجاز أستاذ التفسير بجامعة اليرموك ومدير المعهد العالي للقراءات والدراسات القرآنية في جامعة العوم الإسلامية العالمية
ـ من س 18 و 15 د محاضرة بعنوان " اللغة العربية هي اللغة الأم " للدكتور أحمد زحاف أستاذ التعليم العالي مادة اللسانيات في كلية الآداب بجامعة شعيب الدكالي .
ـ من س 18 و 35 د : تقرير المقرر واستفسارات الحضور

الجلسة الخامسة الختامية :

ـ من س 19 : تقرير باسم اللجنة العلمية .
ـ من س 19 و 15 د : قراءة توصيات المؤتمرين
ـ من س 19 و 25 د : كلمة الوفود المشاركة
ـ من س 19 و 35 د : كلمة اللجنة المنظمة
تلاوة آيات من الذكر الحكيم

يوم الأحد الثاني عشر من يونيو

ـ من س 9 صباحا إلى الواحدة والنصف : مخصص لزيارة دار الثقافة قسم المخطوطات للاطلاع عليها ولتصوير حاجة الضيوف .
ـ من س 5 و 15 د ، إلى صلاة المغرب : زيارة معالم العاصمة وضواحيها .

ثم ينظم المعهد رحلة علمية اختيارية على حساب الضيوف إلى الداخل لاستكشاف : [1] محاظر التدريس التقليدية التي أهدت للعالم الإسلامي أمثال محمد محمود ولد اتلاميد وأولاد ما يأبى ومحمد الأمين الشنقيطي ومحمد المصطفى ولد محمد البشير الملقب صدّاف رحمهم الله تعالى [2] ما يتوفر من مخطوطات مصاحف وكتب قديمة .
والله الموفق وهو حسبي ونعم الوكيل .

ملاحظة : سيتم الإعلان قريبا إن شاء الله عن أسماء اللجنة المكلفة باستقبال الضيوف في المطار واصطحابهم إلى حيث الإقامة واللجنة المكلفة بالإشراف على راحة الضيوف وفي قاعة المحاضرات
الحسن محمد ماديك
[email protected]
[email protected]
0022247069547
 
حيا الله هذه الجهود الطيبة المبذولة لخدمة كتاب الله تلاوة وإقراء ورسما وضبطا وتحملا ونقلا ودفاعا عنه وذودا وثقل موازين من سعى في إنجاح هذا الملتقى العلمي المبارك ...
 
أعانكم الله وسدد خطاكم

وليتكم تكلفون أحد الإخوة بكتابة تقرير إعلامي عن أعمال المؤتمر لكي ننشره هنا في الملتقى.
 
بارك الله في الجهود الطيبة القائمة لتنظيم هذا المؤتمر المميز
والبرنامج بحمد الله جيد ومحكم والوقت المعطى للمتحدثين مناسب ولعل الوقت المعطى للمناقشات يكون كذلك فإن للمناقشات العلمية التي تتبع الكلمات أهمية كبرى.
والشكر موصول للأخ الفاضل الحسن بن ماديك على تنظيمه رحلة علمية بعد المؤتمر لمدارس التحفيظ وللاطلاع على مخطوطات المصاحف وكتب علوم القرآن، والله الموفق لكل خير.
 
وفقكم الله لخدمة كتابه، وإعزاز دينه، ونصرة شريعته.
الله يجزيكم لا تحرمونا من أعمال هذا المؤتمر على صفحات هذا الملتقى.
بارك الله فيكم
 
الموضوع : برنامج المؤتمر الدولي الأول في نواكشوط للمتخصصين في القراءات
في اليومين : 8ـ9/رجب 1432 هـ
الموافق : 10ـ11/6/2011 م

الديباجة :

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد :
فإليكم برنامج المؤتمر الدولي الأول للمتخصصين في القراءات القرآنية ، خطوة أولى خطاها طالب علم تجاوز حاجز الخوف والرهبة بل عوائق الأسباب المادية والتمكين متكلا على الله تعالى .
وحري بحاجز الخوف وعوائق الأسباب أن تتلاشى بمجرد الشعور بالمسؤولية ، لا سيما من المتخصصين في علم القراءات وما جاوره ولم ينفصل عنه من علم رسم المصاحف العثمانية وعلم الفواصل والوقف والابتداء لتيسير تفصيل الكتاب وبيان القرآن .
ذلكم الدافع للإعلان عن هذا المؤتمر لتوفير منبر جامع يجمع من يتمكنون من المشاركة فيه من بين المتخصصين والمعنيين بعلم القراءات وسائر علوم القرآن .
ولتتأتى المراجعات والتحرير والتوصيات والتحبير ، ومناقشة نواقص المعاصرين من حملة هذا العلم الشريف .
وأسأل الله السميع العليم أن يبارك في مؤتمرنا هذا ويجمع من حضروه مع من تخلفوا عنه من المعنيين والمتخصصين أرباب الصنعة وأهل الدراية والرواية في مؤتمرهم الدولي الثاني في رحاب المعهد العالي للقراءات والدراسات القرآنية في جامعة العوم الإسلامية العالمية في عمان بالأردن وثالث في رحاب كلية القرآن في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية وهكذا ...

الجهات الممولة

الجهتان الراعيتان والمنظمتان للمؤتمر هما :
1. معهد دراسات المصاحف والقراءات .
2. جمعية التعاون للأعمال الخيرية برئاسة الشيخ عمر الفتح حفظه الله .

المؤسسات العلمية الممثلة في المؤتمر

ـ كلية القرآن في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بالسعودية
ـ المعهد العالي للقراءات والدراسات القرآنية في جامعة العوم الإسلامية العالمية بالأردن
ـ جامعة أم القرى في مكة المكرمة بالسعودية
ـ جامعة القصيم بالسعودية
ـ جامعة الطائف بالسعودية
ـ جامعة طيبة
ـ الجامعة الأردنية في عمان بالأردن
ـ جامعة اليرموك الأردن
ـ جامعة شعيب الدكالي بالجديدة ، المغرب
ـ جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس المغرب
ـ جامعة السلطان سليمان في بني ملال بالمغرب.
ـ جامعة القاضي عياض مراكش بالمغرب
ـ جامعة الجظائر
ـ مركز الداني للقراءات العشر في داكار السنغال
ـ مقرأة للقراءات في الإسكندرية بمصر
ـ جمعية علماء المسلمين في الجزائر
ـ معهد دراسات المصاحف والقراءات بموريتانيا


ضيوف الشرف :

ـ الدكتور شحادة حميدي البخيت العمري أستاذ التفسير بجامعة اليرموك ومدير المعهد العالي للقراءات والدراسات القرآنية في جامعة العوم الإسلامية العالمية
ـ الدكتور أحمد علي السديس رئيس قسم القراءات في كلية القرآن بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة
ـ الدكتور عبد الله المصلح أمين عام الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة


اللجنة العلمية [ التحكيم ]
ـ الدكتور شحادة حميدي البخيت العمري أستاذ التفسير بجامعة اليرموك ومدير المعهد العالي للقراءات والدراسات القرآنية في جامعة العوم الإسلامية العالمية
ـ الدكتور أحمد علي السديس رئيس قسم القراءات في كلية القرآن بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة
ـ الدكتور محمد بن سيدي عبد القادر [ موريتاني ]عضو هيئة التدريس بقسم القراءات بجامعة الطائف
ـ الدكتور أحمد خالد شكري مدير المركز الثقافي الإسلامي وعضو هيئة التدريس في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية
ـ الدكتور عبد العلي المسؤول من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس
ـ الدكتور محمد بن زين العابدين رستم دكتوراه في الحديث الأستاذ بجامعة السلطان سليمان شعبة الدراسات الإسلامية في بني ملال بالمغرب.

ـ الدكتور أحمد بزوي الضاوي أستاذ التعليم العالي كلية الآداب جامعة شعيب الدكالي الجديدة
المغرب
ـ الحسن محمد ماديك مدير عام معهد دراسات المصاحف والقراءات في موريتانيا ـ لعصابه كيفه


الشخصيات العلمية المدعوة لحضور المؤتمر

ـ الدكتور عبد الله علي بصفر الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم .
ـ مركز تفسير للدراسات الإسلامية
ـ الدكتور أحمد بن عبدالله الفريح الأستاذ المشارك بقسم القراءات في جامعة أم القرى
ـ الدكتور أحمد مجمد عبد الرحمن محمد محمود أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة طيبة
ـ الدكتور أحمد العمراني رئيس المجلس العلمي في سيدي بنور وأستاذ التعليم العالي في جامعة شعيب الدكالي الجديدة المغرب
ـ الدكتور عبد العزيز المزيني أستاذ القراءات في جامعة القصيم أستاذ القراءات المساعد بقسم القرآن الكريم وعلومه .
ـ الأستاذ محمد الحسن بوصو مدير مركز الداني للقراءات في السنغال
ـ الأستاذ علاوة محمد زيان عضو جمعية علماء المسلمين في الجزائر


جلسات المؤتمر العلمية
يوم الجمعة : 10/6/2011
الجلسة الأولى : الجلسة الافتتاحية
برئاسة : رئيس جامعة العلوم الإسلامية في لعيون [ الجامعة الرسمية للدولة ] الدكتور محمد ولد أعمر الوزير السابق
مراسم افتتاح : من س 9 إلى س 10 و 30 د
ـ تلاوة من الذكر الحكيم
ـ كلمة مدير عام معهد دراسات المصاحف والقراءات طالب العلم / الحسن محمد ماديك مخاطبا أئمة القراءات المعاصرين ليحملوا الأمانة أو ينشغلوا بعمل دنيوي .
ـ كلمة الشيخ العلامة محمد الحسن ولد الددو رئيس مركز تكوين العلماء
ـ كلمة باسم المتخصصين في القراءات يلقيها الدكتور أحمد علي السديس
ـ كلمة الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة يلقيها أمينها العام الدكتور عبد الله المصلح
ـ كلمة باسم محاظر التدريس التقليدية في بلاد شنقيط يلقيها الدكتور محمد بن سيدي عبد القادر
ـ كلمة باسم علماء شنقيط يلقيها شيخنا العلامة محمد الأمين ولد الحسن مؤسس محظرة العون بالعاصمة وإمام جامع الشرفاء
ـ كلمة الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه [تبيان ] يلقيها الدكتور إبراهيم الحميضي الأستاذ بجامعة القصيم

الجلسة الثانية : محور القراءات والمصاحف العثمانية

برئاسة : الدكتور محمد محمود ولد السيّدي وزير التعليم العالي سابقا وأمين عام جمعية المستقبل
المقرر : الدكتور أحمد بن عبدالله الفريح الأستاذ المشارك بقسم القراءات في جامعة أم القرى
ـ من س 10 و 40 د : محاضرة بعنوان : المصطلح عند المقرئين للدكتور عبد العلي المسؤول أستاذ القراءات في جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس المغرب
ـ من س 11 و 00 د : محاضرة بعنوان :القراءات الواردة في الكتب الستة- جمعا وتخريجا وتوجيها للدكتور محمد بن عبد العزيز بن محمد الفراج جامعة القصيم قسم السنة وعلومها
ـ من س 11 و 20 د : محاضرة بعنوان القراءات القرآنية دراسة لسانية مستويات التحليل اللغوي للأستاذ الدكتور أحمد بزوي الضاوي أستاذ التعليم العالي بجامعة شعيب الدكالي
ـ من س 11 و 40 د ، إلى منتصف النهار : تقرير المقرر واستفسارات الحضور .

الجلسة الثالثة : تابع محور القراءات والمصاحف العثمانية

ـ من س 17 و 20 د : محاضرة بعنوان مواقف المستشرقين من القراءات القرآنية للدكتور محمد خروبات أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض في مراكش بالمغرب
ـ من س 17 و 40 د : محاضرة بعنوان إيضاح مبهمات في علم القراءات للشيخ الطبيب المقرىء سعيد صالح زعيمة أستاذ القراءات العشر الكبرى بالإسكندرية ـ مصر مجاز بالقراءات العشر من سبعين شيخا وحاصل على معهد القراءات
ـ من س 18 و 00 د : محاضرة بعنوان "منظومة التعليم القرآني في الجزائر الرواية والشكل للأستاذ حسين وعليلي أستاذ مشارك بجامعة الجزائر وعضو لجنة مراجعة المصاحف
ـ من س 18 و20 د إلى س 18 و 50 د : تقرير المقرر واستفسارات الحضور

الجلسة الرابعة محور عدّ الآي
يوم السبت : 11/6/2011

برئاسة : الشيخ عمر الفتح أمين عام جمعية التعاون للأعمال الخيرية
مقرر الجلسة : الأستاذ شيخنا ولد سيدي الحاج مدير المعهد الخيري لتحفيظ القرآن الكريم وأستاذ القراءات في مركز تكوين العلماء
ـ من س 8 و 30 د : محاضرة بعنوان "الفاصلة القرآنية وعلم الفواصل بين الاجتهاد والتوقيف " للدكتور شحادة حميدي البخيت العمري أستاذ التفسير بجامعة اليرموك ومدير المعهد العالي للقراءات والدراسات القرآنية في جامعة العوم الإسلامية العالمية
ـ من س 8 و 50 د :محاضرة بعنوان : مباحث في علم عدّ الآي للأستاذ لدكتور أحمد خالد شكري مدير المركز الثقافي الإسلامي وعضو هيئة التدريس في كلية الشريعة في الجامعة الأردنية
ـ من س 9 و 10 د : تقرير المقرر واستفسارات الحضور


محور الإجازات القرآنية

برئاسة : الدكتور محمد بن مولاي الأستاذ بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية
مقرر الجلسة : الدكتور عبد العزيز المزيني أستاذ القراءات في جامعة القصيم أستاذ القراءات المساعد بقسم القرآن الكريم وعلومه
ـ من س 9 و 40 د : محاضرة بعنوان " طرق تحمل القراءات ونقلها عند المقرئين للدكتور محمد بن زين العابدين رستم دكتوراه في الحديث الأستاذ بجامعة السلطان سليمان شعبة الدراسات الإسلامية في بني ملال بالمغرب.
ـ من س 10 و 00 د : محاضرة بعنوان : الضوابط الشرعية لمنح الإجازات العلمية في القراءات عبر التقنية " للدكتور محمد خالد منصور أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة بالجامعة الأردنية وأستاذ القراءات بكلية القرآن بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
ـ من س 10 و 20 د : تقرير المقرر واستفسارات الحضور

الجلسة الرابعة محور الرسم العثماني

برئاسة : الأستاذ محمد الأمين بن مزيد الأستاذ في مركز تكوين العلماء
مقرر الجلسة : العلامة محمد الحسن بوصو مدير مركز الداني للقراءات العشر في داكار
ـ من س 10 و 40 د : محاضرة بعنوان : أثر القراءات المتواترة في الرسم العثماني للدكتور محمد بن سيدي عبد القادر عضو هيئة التدريس بقسم القراءات بجامعة الطائف
ـ من س 11 و 00 د : محاضرة بعنوان تعظيم المصحف للدكتور إبراهيم الحميضي الأستاذ المشارك بجامعة القصيم ، عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن وعلومه تبيان .
ـ من س 11 و 20 د : تقرير المقرر واستفسارات الحضور

محور الإعجاز

برئاسة : الدكتور أحمد محمد عبد الرحمان محمد محمود أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة طيبة
مقرر الجلسة : الدكتور أحمد العمراني رئيس المجلس العلمي بسيدي بنور وأستاذ التعليم العلي في جامعة شعيب الدكالي بالجديدة المغرب
ـ من س 11 و 40 د : محاضرة بعنوان رؤية في الإعجاز للدكتور شحادة البخيت العمري أستاذ التفسير بجامعة اليرموك ومدير المعهد العالي للقراءات والدراسات القرآنية في جامعة العوم الإسلامية العالمية وأستاذ التفسير بجامعة اليرموك .
ـ من س 12 و 00 د : محاضرة بعنوان خلاف رسم المصاحف بين الداني وأبي داوود وترجيحات المغاربة للدكتور الحسن صدقي أستاذ القراءات بجامعة شعيب الدكالي الجديدة المغرب
ـ من س 12 و 20 د : محاضرة بعنوان : القراءات القرآنية وأثرها في الإعجاز العلمي للدكتور سليمان الدقور الجامعة الأردنية / كلية الشريعة
ـ من س 12 و 40 د : محاضرة بعنوان " اللغة العربية هي اللغة الأولى " للدكتور أحمد زحاف أستاذ التعليم العالي مادة اللسانيات في كلية الآداب بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة المغرب .
ـ من س 13 و 00د : تقرير المقرر واستفسارات الحضور

الجلسة الخامسة الختامية :
من س 13 و 20 د إلى س 14 و 00 د

ـ تقرير باسم اللجنة العلمية .
ـ قراءة توصيات المؤتمرين
ـ كلمة الوفود المشاركة
ـ كلمة اللجنة المنظمة
تلاوة آيات من الذكر الحكيم

يوم الأحد الثاني عشر من يونيو

ـ من س 9 صباحا إلى الواحدة والنصف : مخصص لزيارة دار الثقافة قسم المخطوطات للاطلاع عليها ولتصوير حاجة الضيوف .
ـ من س 5 و 15 د ، إلى صلاة المغرب : زيارة معالم العاصمة وضواحيها .

ثم ينظم المعهد رحلة علمية اختيارية إلى الداخل لاستكشاف : [1] محاظر التدريس التقليدية التي أهدت للعالم الإسلامي أمثال محمد محمود ولد اتلاميد وأولاد ما يأبى ومحمد الأمين الشنقيطي ومحمد المصطفى ولد محمد البشير الملقب صدّاف رحمهم الله تعالى [2] ما يتوفر من مخطوطات مصاحف وكتب قديمة .

ملاحظة : يرجى من الضيوف الراغبين في إلقاء الدروس في الجوامع والراغبين في إمامة الجمعة في جوامع العاصمة التسجيل والتنسيق بالاتصال بالبريد الإلكتروني :
[email protected]

والله الموفق وهو حسبي ونعم الوكيل .

طالب العلم
الحسن محمد ماديك
المتخصص في تحرير طرق القراءات العشر الكبرى
مدير عام معهد دراسات المصاحف والقراءات
0022247069547
 
اللهم اجعل أجر ما تعب فيه الشيخ الهمام الحسن ماديك من أجل إقامة هذا المؤتمر العلمي المبارك في ميزان حسناته، ونور بذلك قلبه ويسر حسابه وثقل ميزانه واحشره في زمرة المهرة الكرام البررة....لقد كنت أتابع عمل الشيخ الهمام من أجل الإعداد لهذا المؤتمر عن بعد من المغرب، وكانت بيني وبينه مراسلات ومكاتبات بث الشيخ فيها همومه وأحزانه، وجأر إلى الله بالشكوى وحق لمكلوم أن يجأر، ولجريح أن يثأر، ولمصدور أن ينفث، ومازال الشيخ الهمام يدأب ويجهد في صبر عز نظيره، وحماس قل ضريبه، وعزم ندر شكله ومثيله، حتى استوى هذا المؤتمر المبارك على سوقه، وجمع له الشيخ الهمام أعلام هذا الفن وجهابذته ورجاله من سادة القراء، وأعيان التالين، ورؤساء القراءات فرشا وأصولا، ورواية وطريقا...فجزاه الله خيرا ونفع الله بهذا المؤتمر الطالبين من المنتهين والشادين...
 
يرجى من الإخوة الضيوف والمشاركين الراغبين في نشاط علمي أو دعوي موازي في المساجد أو غيرها الاتصال بالشيخ عمر الفتح أمين عام جمعية التعاون للأعمال الخيرية على الرقمين التاليين :
0022236302834
0022246822222
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد بدأ الضيوف منذ البارحة بالورود ،وفي انتظار اكتمال المشاركين هذا المساء قمنا ببعض الزيارات الميدانية لبعض المؤسسات الخيرية العاملة في ميدان العمل الخيري والدعوي مثل جمعية التعاون للأعمال الخيرية وجمعية الخير والتكافل الاجتماعي ، وقد قام الشيخ عمر الفتح بإكرام الضيوف أيما إكرام منذ وصولهم حتى الآن ولا يزال إكرامه لهم متواصلا موصولا وصله الله بفضله ، وقد تناول الضيوف وجمع من المشايخ والعلماء والشخصيات المرموقة في البلد قبل قليل طعام الغداء في منزله العامر.
وستبدأ فعاليات المؤتمر غدا صباحا في رحاب فندق أميرة بالعاصمة نواكشوط .
 
مشرفي على الرسالة الدكتور سليمان الدقور من بين المشاركين وأعتقد أن مشاركته في اليوم الأخير حول القراءات والإعجاز القرآني
..نغبطكم على اللقاء بالعلماء في هذا المؤتمر القيّم..
دعواتكم..
والسلام
 
نعم وأغبطك أختاه مها الجيلاني على حسن خلق وسمت أستاذك وأخينا سليمان الدقور وقد استقبلته البارحة بعد منتصف الليل في مطار نواكشوط الدولي وهو وجميع الإخوة الأردنيين : الدكتور شحادة البخيت وأحمد شكري ومحمد خالد منصور بخير وطذا سائر الضيوف السعوديين الذين وصلوا ولا نزال الليلة في انتظار وصول المغاربة والجزائريين وغيرهم وستبدأ غدا إن شاء الله فعاليات المؤتمر وسيجل في الفيديو على كاسيت .
 
رغم الإرهاق الشديد فقد قررت الاستفادة من نصف ساعة أستريح الآن فيها لأقدم لكم تقريرا موجزا عن سير اليوم الأول للمؤتمر وهو كالتالي :
لقد تم الافتتاح حوالي الحادية عشر زوالا وتم تقديم المحاضرات التالية حسب التسلسل :
ـ محاضرة بعنوان المصطلح عند المقرئين للدكتور عبد العلي المسؤول من جامعة فاس
ـ محاضرة بعنوان القراءات القرآنية في صحيح البخاري للدكتور محمد بن عبد العزيز الفراج من جامعة القصيم
ـ محاضرة بعنوان مباحث في عدّ الآي للدكتور أحمد شكري من الجامعة الأردنية
ـ محاضرة بعنوان الضوابط الشرعية لمنح الإجازات العلمية عبر التقنيات العصرية للدكتور محمد خالد منصور من الجامعة الأردنية
ـ محاضرة بعنوان تعظيم المصحف للدكتور إبراهيم الحميضي من جامعة القصيم
ـ محاضرة بعنوان الفاصلة القرآنية للدكتور شحادة البخيت العمري مدير عام المعهد العالي للقراءات والدراسات القرآنية
وسنوافيكم غدا مساء إن شاء الله بتفصيل أكثر
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
يارك الله في جهودكم يا أستاذ حسن، وأعانكم على ما أنتم بصدده من عمل حسن، وكتب لمؤتمركم النجاج والقبول
وكلنا شوق إلى الاطلاع على ما يدور عندكم، ولعلكم تتحفون قراء الملتقى بالورقات المشاركة في مؤتمركم.
والله الموفق​
 
وفقكم الله تعالى في هذه المساعي الطيبة في خدمة كتاب الله تعالى، ونحن في انتظار و شوق إلى هذه المحاضرات القيمة.
 
مؤتمر نواكشوط للقراءات

مؤتمر نواكشوط للقراءات

شيخنا الكريم محمد الحسن ماديك
بارك الله في جهودكم الجبارة
وإننا معكم بقلوبنا وعقولنا
ونرجو من الله الكريم أن يتم عليكم مؤتمركم المبارك بالخير والبركة
 
لقد تم اختتام المؤتمر بحمد الله وعونه يوم أمس وقد ألقيت محاضرات منها :
ـ محاضرة بعنوان مواقف المستشرقين من القراءات القرآنية للدكتور محمد خروبات أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة القاضي عياض في مراكش بالمغرب
ـ محاضرة بعنوان "الفاصلة القرآنية وعلم الفواصل بين الاجتهاد والتوقيف " للدكتور شحادة حميدي البخيت العمري أستاذ التفسير بجامعة اليرموك ومدير المعهد العالي للقراءات والدراسات القرآنية في جامعة العوم الإسلامية العالمية
ـ محاضرة بعنوان " طرق تحمل القراءات ونقلها عند المقرئين للدكتور محمد بن زين العابدين رستم الأستاذ بجامعة السلطان سليمان شعبة الدراسات الإسلامية في بني ملال بالمغرب.
ـ محاضرة بعنوان " القراءات القرآنية وأثرها في الإعجاز العلمي " للدكتور سليمان محمد الدقور الأستاذ المساعد في التفسير وعلوم القرآن بكلية الشريعة بالجامعة الأردنية
ومحاضرات أخرى ، وسيتم نشرها جميعا في هذا الملتقى المبارك إن شاء الله .
وقد خصصنا هذا اليوم لزيارة إدارة الثقافة والمخطوطات ثم استدعى ضيوفي وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي أحمد ولد النيني واستقبلهم في مكتبه اليوم ، وكانت لهم لقاءات في جمعيات دعوية وخيرية ومحاظر دراسية .
وكان الضيوف والمشاركون ببحوث قد أوصوا بتوصيات صاغتها اللجنة المكلفة بها في البيان التالي :
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ، أما بعد :
ففي يومي الجمعة والسبت 8ـ9/رجب 1432هـ الموافق 10ـ11/ يونيو /2011 م عقد المؤتمر الدولي الأول للمتخصصين في القراءات والمصاحف في نواكشوط عاصمة الجمهورية الإسلامية الموريتانية الذي نظمه معهد دراسات المصاحف والقراءات بمدينة كيفه .
وقد حضره عدد من الباحثين من دول متعددة وهي موريتانيا والمغرب والجزائر ومصر والسعودية والأردن وفي نهاية المؤتمر خلص المؤتمرون إلى التوصيات التالية :
ـ العناية بالمصاحف كتابة ورسما وضبطا وتكوين اللجان العلمية لمراجعتها واعتمادها وتصديقها قبل نشرها .
ـ توجيه الناس ولا سيما طلاب المعاهد والمدارس والحلقات القرآنية إلى تعظيم المصحف واحترامه وصيانته عما لا يليق به من قول أو فعل .
ـ دعوة أبناء الأمة الإسلامية إلى الإقبال على كتاب الله تعالى حفظا وتلاوة وتجويدا وعملا .
ـ الدعوة إلى ضبط منح الإجازات القرآنية والتأكد من اكتمال الشروط العلمية والسلوكية في من يجاز بقراءة أو أكثر .
ـ حث المتخصصين في تعليم القرآن الكريم على الالتزام بالطرق المنهجية التي سلكها القراء الأوائل في تعليم كتاب الله تعالى .
ـ العناية بعلم الرسم والضبط وتعليمه لحفاظ القرآن الكريم ولا سيما الآخذين بالقراءات والروايات
ـ الاستفادة من وسائل التقنية الحديثة في تعليم القرآن الكريم والقراءات والتجويد .
ـ الاستفادة من الدراسات الصوتية اللغوية الحديثة في أداء القرآن الكريم وتجويد حروفه .
ـ التصدي لشبهات المستشرقين وأتباعهم حول القراءات القرآنية والرسم العثماني .
ـ دعوة المهتمين في الدراسات القرآنية مؤسسات وأفرادا بعقد المؤتمرات العلمية في القراءات القرآنية وعلومها .
اهـ
 
السلام عليكم
لا أزال ممنشغلا بالضيوف الذين لا يزالون يشرفوننا بالمقام معنا في موريتانيا زادهم الله شرفا .
ولعلي في غد إن شاء الله أبدأ بتنزبل المحاضرات جميعها سواء منها التي حضر أصحابها والتي غاب أصحابها فلم يتمكنوا من الحضور بسبب مانع من الموانع كالإذن من الجهات العلمية التي يعملون بها .
وهذه قصيدة شعرية للأستاذ محمد عبد الله الحسين بن سيدي اعلي قالها ترحيبا بالضيوف الكرام وهي كالتالي :
أمؤتمر القرّا بشنقيط ندوة ـ تداعى لها الأقمار من كل بلدةِ
فمن مهبط الوحيين أرض حجازنا ـ ومن أردن بالشام معراج سدرةِ
ومن مصرنا العظمى وشيج كنانة ـ تقادم فيها المثل من كل نخبةِ
وأرض فداء مستميت جزائر ـ ومغربنا الأقصى رفيع المنارةِ
تجمّع في شنقيط كلُُ لمقرإ ـ فأبدى من التجويد كل خبيئةِ
مزينيّ ، فالفراج ، حمدا ، حميضهم ـ سعود من الحرمين فازوا بجولةِ
فشحاد ، شكري ، فالدقور ، فنصرهم ـ بدور من الشامين فاقوا بنهضةِ
ومن مصره صالت بصالح صولة ـ فمن طوره يأتي سريعا بجذوةِ
وأبدى فداء مستميتا علاوة الـــزّيان سليل الثائرين بجرأةِ
لمغرب رستم ، خروبة ، سؤلهم ـ أفاضوا من التوكاف سحّا بصولةِ
وذا الحسن الأسمى مؤطّر فيضهم ـ فمن بحره شنقيط تروي لغلةِ
فما منهمو إلا كبحر غطمطم ـ وما منهم إلا كبدر التتمةِ
أعيدوا بها إن الكريم يعيدها ـ ولا تدعوها كعقد اليتيمةِ
على أحمد المختار ختما صلاتنا ـ ترجّع ما التجويد يحلو بنغمةِ
 
مباحث
في
علــم عـد الآي

إعداد
أ.د. أحمد خالد شكري
مدير المركز الثقافي الإسلامي
كلية الشريعة - الجامعة الأردنية

بحث مقدم إلى المؤتمر الدولي الأول في نواكشوط
(المصاحف العثمانية وقراءات القرآن)
10 – 12/6/2011


مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، ومن سار على دربه إلى يوم الدين، وبعد.
فإن علم عدّ الآي أحد علوم القرآن الكريم الدقيقة والهامة، ويلحظ أن الاعتناء به قليل، ولذا فقد اخترت جعل بحثي المقدم إلى هذا المؤتمر عن هذا العلم الجليل، وقد سبق لي دراسته في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، كما سق لي قريبا إعداد كتاب فيه تم تحكيمه وإعداده للنشر، ونظرا لطبيعة بحوث المؤتمرات والحاجة إلى أن تكون مختصرة موجزة فقد اختصرت من مادة الكتاب ما وجدته هاما وضروريا ومحتاجا إليه في هذا المؤتمر، والله أسأل أن يوفقني لما يحب ويرضى.
ويندرج هذا الموضوع في المحور الرابع من محاور المؤتمر الرئيسة، وهو محور: علم الفواصل بين التوقيف والاجتهاد، وقد رأيت جعل البحث في مبحثين، يضم كل منهما مطالب على النحو التالي:
المبحث الأول: التعريف بعلم عدّ الآي وأهم مباحثه ويتضمن المطالب التالية:
المطلب الأول: تعريف الآية وتعريف علم عدّ الآي وتوضيح المراد بالاختلاف في عدّ الآي
المطلب الثاني: التعريف بمذاهب العدد المتداولة والمعتمد منها عند أئمة القراءة
المطلب الثالث:طرق التعرف على الفاصلة
المطلب الرابع: موضوعات علم عدّ الآي
المطلب الخامس: فوائد معرفة عدد الآيات
المطلب السادس: أشهر المؤلفات في هذا العلم
المبحث الثاني: عدّ الآي بين التوقيف والاجتهاد، ويتضمن هذا المبحث تبيين المذاهب في علم عدّ الآي وهي ثلاثة:
المذهب الأول أن علم عدّ الآي توقيفي كله
المذهب الثاني: أن علم عدّ الآي اجتهادي كله
المذهب الثالث: أن علم عدّ الآي منه ما هو توقيفي ومنه ما هو اجتهادي
وبعد تبيين المذاهب وذكر أدلة كل منها تبيين الراجح منها
وأرجو أن اكون قد وفقت في اختيار هذه الموضوعات وفي معالجتها، وبالله التوفيق ومنه السداد.
عمان في 1/5/2011
المبحث الأول
التعريف بعلم عدّ الآي وأهم مباحثه
المطلب الأول
تعريف الآية وتعريف علم عد الآي وتوضيح المراد بالاختلاف في عدّ الآي
للآية في اللغة عدة معان منها: العلامة والجماعة والعبرة، وجمع الآية: آي وآيات وآياء .
والآية في الاصطلاح: "قرآن مركب من جمل ولو تقديرا ذو مبدأ ومقطع مندرج في سورة" .
والعدّ لغة: إحصاء الشيء، يقال عده يعُدُّه: أحصاه، والاسم: العدد والعديد .
وعلم عدّ الآي هو: "العلم بأعداد آي سور القرآن وما اختلف في عدّه منها، معزواً لناقله" .
فهذا العلم يعنى بمعرفة الآيات، وأعدادها في السور، وتحديد رؤوس الآي، والاختلاف في المعدود منها والمتروك، وتتم هذه المعرفة من خلال الرواية والنقل، ومن خلال أصول وضوابط ذكرها العلماء، مع نسبة كل عدد من الأعداد إلى ناقليه.
وطريقة التعرف على انتهاء الآية تحديد الكلمة الأخيرة فيها، ويعبر عنها برأس الآية .
أما التعبير عنها بالفاصلة ففيه قولان:
الأول: إطلاق الفاصلة على رأس الآية، واستدلوا عليه بقوله تعالى (كتاب فصلت آياته) [فصلت:3] .
الثاني: إطلاق الفاصلة على آخر الجملة، واستدلوا عليه بأن الفاصلة في اللغة اسم فاعل من فصل بمعنى قطع، فهي كلمة آخر الجملة ، لأن معناها انفصال الكلام عما بعده، وهذا الانفصال يحصل بالجمل كما يحصل بالآيات، فالفاصلة على هذا القول قد تكون رأس آية وقد لا تكون رأس آية.
ولكن أكثر علماء العدد على الأخذ بالقول الأول ، وهو عدم التفريق بين لفظ الفاصلة ورأس الآية، فإذا أطلق لفظ رأس الآية أو الفاصلة في هذا العلم فالمراد به الكلمة الأخيرة في الآية، وبها تعرف نهاية الآية.
توضيح المراد بالاختلاف في عدّ الآي
مما ينبغي أن يعلم أن الاختلاف في هذا العلم محصور في تحديد مواضع انتهاء الآيات، ولا علاقة له بالألفاظ نفسها، فالألفاظ ثابتة لا زيادة فيها ولا نقصان منها، فإذا زاد عدد آيات إحدى السور وفق أحد مذاهب العد، ونقص وفق مذهب آخر، فلا يعني هذا أن الأول زاد على ألفاظ السورة وأن الثاني نقص منها، فالألفاظ خارجة عن مجال البحث في هذا العلم، إنما يبحث في علم العدد عن مواضع العد ومواضع رؤوس الآيات، فالاختلاف في العدد، أما المعدود فهو واحد لدى الجميع .
وفي المثالين التاليين توضيح هذا الأمر:
المثال الأول: عدد آيات سورة الإخلاص أربع آيات في العدد المدني الأول والثاني والبصري والكوفي، وخمس في العدد المكي والشامي، ويرجع الاختلاف فيها إلى قوله تعالى (لم يلد ولم يولد) أهو آية أو آيتان؟ فمن عده آية واحدة كانت السورة عنده أربع آيات، ومواضعها على النحو التالي (قل هو الله أحد {1} الله الصمد {2} لم يلد ولم يولد {3} ولم يكن له كفوا أحد {4}) ومن عده آيتين كانت السورة عنده خمس آيات، ومواضعها: (قل هو الله احد {1} الله الصمد {2} لم يلد {3} ولم يولد {4} ولم يكن له كفوا أحد {5}) فالمعدود واحد، وألفاظ السورة كما هي لا تغيير فيها ولا زيادة عليها ولا نقصان منها، إنما الخلاف في تحديد أماكن العد.
المثال الثاني: سورة الطور عدد آياتها سبع وأربعون في العدد الحجازي (المدني الاول والثاني والمكي) وثمان وأربعون في العدد البصري، وتسع وأربعون في العدد الشامي والكوفي، ويرجع الاختلاف فيها إلى العد أو ترك العد في موضعين:
أولهما: (والطور) [1] عده آية البصري والشامي والكوفي، ولم يعده الباقون، فالآية الأولى عند من يعد مكونة من هذا اللفظ فقط، والآية الأولى عند من يترك العد تكون من مجموع (والطور وكتاب مسطور).
ثانيهما: لفظ (دعّا) من قوله تعالى (يوم يدعون إلى نار جهنم دعا) [13] عدها آية الشامي والكوفي، ويكون رقم هذه الآية عندهما 13 لأنهما يعدان (والطور) آية، وترك عدها الباقون، فهي آية تامة عند من يعد، وهي جزء من آية عند من ترك العد، وتكون الآية عندهم مكونة من مجموع (يوم يدعون إلى نار جهنم دعا هذه النار التي كنتم بها تكذبون) ويكون رقمها عند البصري 13 لأنه يعد (والطور) آية، ورقمها عند المدنيين والمكي 12، وبناءً على هذا الاختلاف في تحديد مواضع العد حصل الاختلاف في عدد آيات السورة.
المطلب الثاني
التعريف بمذاهب العدد المتداولة والمعتمد منها عند أئمة القراءة
ذهب كثير من العلماء إلى أن مذاهب العدد ستة، لأهل المدينة عددان، ولكل من أهل مكة والبصرة والشام والكوفة عدد واحد.
وذهب آخرون إلى أنها سبعة أعداد، بإضافة العدد الحمصي إليها.
فالأعداد الستة متفق عليها بين علماء العدد، والعدد السابع وهو العدد الحمصي مختلف في اعتماده بينهم، وقد ذكر كل فريق حجته في ما ذهب إليه.
وحجة الذين اقتصروا على ستة أعداد وتركوا العدد الحمصي، أنه غير متداول ولم يأخذ به العلماء المتصدرون فقلّ رواته ونقلته ، ولم يعد مذهبا معمولا به في الأمصار، وممن اقتصر على ذكر مذاهب العدد الستة من المؤلفين في عدّ الآي، ومنهم: ابن شاذان، وابن عبد الكافي، والمالكي، والداني، والشاطبي، والهذلي، وشعلة، وغيرهم.
وحجة الذين ذكروا العدد الحمصي روايتهم له وصحته من طرقهم، فهو عندهم المذهب السابع من مذاهب العدد، ومن العلماء الذين اعتمدوا العدد الحمصي: العماني، والجعبري في كتابه حسن المدد، وفي منظومته عقد الدرر، وتبعهما في اعتماد العدد الحمصي عدد من العلماء المتأخرين، منهم: القسطلانيُّ في لطائف الإشارات، والمتولي في منظومته وكتابه تحقيق البيان، والحداد في سعادة الدارين، وعبد الفتاح القاضي في منظومته، وفي شرحه على ناظمة الزهر حيث ألحق ما يتعلق بالحمصي، وفعل مثله عبد الرازق في تحقيقه القول الوجيز .
وأنا أميل إلى الاقتصار على ذكر مذاهب العدد الستة، وعدم ذكر العدد الحمصي، متابعةً لكبار علماء العدد في ذلك، ولحكم بعضهم عليه بالشذوذ، ولعدم اعتماده في العد من قبل علماء القراءة.
وجرى علماء العدد على نسبة الأعداد إلى الأمصار لا إلى الأشخاص، فسميت الأعداد بأسماء المدن، وهي المدينة ومكة والبصرة ودمشق والكوفة، وتضاف إليها حمص عند من ذكر العدد الحمصي، واختص أهل المدينة بورود عددين عنهما، وسأقتصر في نسبة المذاهب إلى الأئمة وفي ذكر مجموع عدد الآيات في مذاهب العدد على ما ذكره الإمام الداني في البيان .
1- العدد المدني الأول: هو العدد الذي رواه نافع عن شيخيه أبي جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نصاح، ويروي أهل الكوفة هذا العدد عن أهل المدينة دون تعيين أحد منهم بعينه، ويرويه أهل البصرة عن ورش عن نافع عن شيخيه، وأكثر علماء العدد على اعتماد ما يرويه أهل الكوفة عن أهل المدينة في هذا العدد، وعدد آي القرآن فيه 6217 ، وهي في رواية البصريين 6214.
2- العدد المدني الثاني، ويسمى العدد المدني الأخير: هو العدد الذي رواه إسماعيل بن جعفر، وقالون عن سليمان بن مسلم بن جمّاز عن أبي جعفر وشيبة، وعدد آي القرآن فيه 6214 عن شيبة، و6210 عن أبي جعفر .
3- العدد المكي: هو العدد الذي رواه عبد الله بن كثير عن مجاهد بن جبر عن ابن عباس عن أبي بن كعب، وعدد آي القرآن فيه 6219 أو 6210 .
4- العدد البصري: هو العدد المروي عن عاصم الجحدري، وعن أيوب بن المتوكل، ويعقوب الحضرمي، وعدد آي القرآن فيه 6204 .
5- العدد الدمشقي: ويسمى الشامي، هو العدد المروي عن يحيى بن الحارث الذماري، عن عبد الله بن عامر اليحصبي، عن أبي الدرداء، وعدد آي القرآن فيه 6226 .
6- العدد الكوفي: هو العدد الذي رواه حمزة الزيات عن ابن أبي ليلى عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ورواه سفيان الثوري عن عبد الأعلى عن أبي عبدالرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعدد آي القرآن فيه 6236.
أما العدد الحمصي عند من يعده المذهب السابع، فهو المروي عن شريح بن يزيد الحمصي مسندا إلى خالد بن معدان، وعدد آي القرآن فيه 6232 .
وتقتضي نسبة الأعداد إلى البلدان أن يعتمد أهل كل بلد العدد المنسوب إليهم في قراءتهم، وأن يعدوا الآي في مصاحفهم بناءً عليه، والمعمول به عند كثير من العلماء:
أن العدد المعتمد في قراءة أبي جعفر ورواية قالون عن نافع هو العدد المدني الأول، وأن العدد المعتمد في رواية ورش عن نافع هو العدد المدني الثاني، وعند بعضهم أن العدد المعتمد في قراءة نافع من الروايتين هو العدد المدني الثاني.
وأن العدد المعتمد في قراءة ابن كثير هو العدد المكي.
وأن العدد المعتمد في قراءة أبي عمرو ويعقوب هو العدد البصري، أو العدد المدني الأول من رواية أهل البصرة عنهم.
وأن العدد المعتمد في قراءة ابن عامر هو العدد الدمشقي.
وأن العدد المعتمد في قراءة عاصم وحمزة والكسائي وخلف البزار هو العدد الكوفي .
وكان علماء القراءة يلتزمون بهذا في إثبات مواضع العد في مصاحف بلدانهم، ومما يؤكد هذا الالتزام قول الإمام الداني: "اعلم أيدك الله بتوفيقه أن الأعداد التي يتداولها الناس بالنقل، ويعدون بها في الآفاق قديماً وحديثاً ستة..." .
وقال الفضل بن شاذان عن العدد المكي: "وهو عدد أهل مكة اليوم على ما أصبته في كتاب عنهم" ، ونُقل عن عاصم الجحدري أن أهل البصرة كانوا يعدون عنه ، وقال ابن زنجلة عن العدد البصري: "وهو العدد الذي عليه مصاحفهم"
ومما يؤكد هذا الالتزام أيضاً ما ورد في وصف مصاحف الأمصار وأماكن عد الآي فيها، وفق القراءة المكتوب بها المصحف، ووفق البلد المنتسب إليه القارئ .
وبناء عليه، فإن من يكتب مصحفا بإحدى الروايات الصحيحة عليه أن يثبت عد الآي فيه وفق البلد الذي ينتسب إليه القارئ، ونجد هذا الأمر ملتزما به في معظم المصاحف المطبوعة حديثاً .
وفي بعض المصاحف لم يُراعَ هذا الأمر ولم يلتزم القائمون على أمر الطباعة عدّ الآي وفق مذهب البلد المنتسب إليه القارئ، فجعلوا عدد الآيات وفق العدد الكوفي ، وقد يكون السبب الحامل لهم على هذا الفعل انتشار العدد الكوفي وذيوعه، وهذا الفعل خطأ ومجانبة للصواب، خاصة إذا علمنا أن أوجها في القراءات تبنى على كون اللفظ رأس الآية، كما سيأتي لاحقا.
المطلب الثالث: طرق التعرف على الفاصلة
ذكر كثير من المؤلفين في علم العدد طرق التعرف على الفاصلة، إذ قد يشكل على المرء تحديد رأس الآية لاجتماع ما يرجح العد وما يرجح ترك العد في اللفظ نفسه، وقد يوجد في الآية ما يرجح عدّها وما يرجح عدم عدها، فمن رجح جانب العد عدها، ومن رجّح جانب عدم العدّ لم يعدها ، وهي أمور مستنبطة من رؤوس الآي، ووجودها أو وجود بعضها في رأس الآية باعتبار الغالب والأكثر لا باعتبار التعين والحتم.
وهي أربعة طرق: المساواة، والمشاكلة، وتمام المعنى، والاتفاق على عدّ نظائرها، وفي ما يلي بيانها:
أولا: المساواة: أي مساواة الآية لما قبلها وما بعدها طولا وقصرا أو مقاربتها لها، ومن المساواة: التناسب بين الآية والسورة طولا وقصرا، فإن السور القصار آياتها قصيرة في الغالب، والسور الطوال آياتها طويلة في الغالب، قال الشاطبي:
وليست رؤوس الآي خافية على ذكيّ بها يهتم في غالب الأمرِ
وما هن إلا في الطوال طوالها وفي السور القصرى القصار على قدرِ
ومن الأمثلة على ترك العد لعدم وجود المساواة في الآيات: الإجماع على عدم عدّ قوله تعالى: (أفغير دين الله يبغون) [آل عمران:83] وقوله: (أفحكم الجاهلية يبغون) [المائدة:50] وقوله: (إنما يستجيب الذين يسمعون) [الأنعام:46] وقوله: (فدلاهما بغرور) [الأعراف:22] وقوله: (إن أولياؤه إلا المتقون) [الأنفال:34] لعدم مساواتها في الطول للآيات التي حولها، وهي من آيات السور الطوال التي يغلب على آياتها الطول، والإجماع على عدّ (ثم نظر) [المدثر:21] لقصر السورة وقصر آياتها.
وحصل في مواضع من رؤوس الآي عدم تحقق المساواة بين الآيات، ومن أمثلته:
- الإجماع على عد قوله تعالى (وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة .. ذكرى للبشر) [المدثر:31] آية واحدة، وهي بقدر نحو خمس عشرة آية مما قبلها وبعدها، وهي في إحدى السور القصار .
- الإجماع على عد قوله تعالى: (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى ...غفور رحيم) [المزمل:20] آية واحدة، وهي بقدر نحو عشر آيات قبلها، وهي في إحدى السور القصار.
ثانيا: المشاكلة: تعني الموافقة والمشابهة والمماثلة والمضاهاة ، وتطلق في كتب علم العدد على ثلاث حالات أو صور هي:
1- الموازنة في الفاصلة، ويقصد به المساواة في وزن الكلمة وبِنيتها، أي أن تكون الفاصلة مشابهة في الوزن والمبنى لألفاظ الفواصل الأخرى المحيطة بها، ويطلق عليه التناسب.
2- المشابهة في الحرف الأخير من الفاصلة، إذا لم يكن قبله حرف مد أو حرف لين.
3- المشابهة في الحرف قبل الأخير من الفاصلة،إذا كان حرف مدّ أو حرف لين.
وفي ما يلي بيان هذه الحالات الثلاث:
1- الموازنة: يمكن لكل من ينظر في فواصل الآيات الكريمة أن يلحظ حصول الموازنة بينها بشكل كبير، وقد تكون الموازنة بالتطابق في الوزن أو بالتقارب فيه، ومن أمثلة التطابق: (وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد) [المسد 4و5] فهاتان الفاصلتان وزنهما واحد وهو: فَعَل، ومن أمثلة التقارب (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر) [التكاثر 1و2] هاتان الفاصلتان وزنهما متقارب فالأولى وزنها التفاعل، والثانية وزنها المفاعل.
وقد لا تكون الموازنة موجودة بين رؤوس الآي، ومن أمثلته: (عذرا أو نذرا إنما توعدون لواقع فإذا النجوم طمست) [المرسلات 6-8] فوزن الفاصلة الأولى فُعْلاً، ووزن الثانية لفاعل، ووزن الثالثة فُعِلَتْ، وهي أوزان متباعدة.
ومن الأمثلة على عدم عدّ ألفاظٍ رؤوسَ آي لعدم وجود الموازنة:
- الاتفاق على عدم عدّ (ولا الملائكة المقربون) [النساء:172] لعدم موازنته لطرفيه إذ قبله (وكيلا) وبعده (جميعا)، وعدم مشاكلته لهما كذلك فهما مبنيان على الألف، وهو مبني على الواو.
- الاتفاق على عدم عدّ (إلا أن كذب بها الأولون) [الإسراء:59] لعدم موازنته لطرفيه إذ قبله (مسطورا) وبعده (تخويفا).
2- المشابهة في الحرف الأخير من الفاصلة إذا لم يكن قبله حرف مد أو حرف لين: وهو قسمان: الأول أن يكون الحرف الأخير حرف مدّ، وقد وقع في كثير من الفواصل، ومنها فواصل سور النساء والإسراء والكهف ومريم وطه والفرقان، معظم رؤوس آيها مبنية على الألف نحو (رقيبا، سديدا، مقيتا، حسيبا، جرزا، عجبا، إمرا، جثيا، صبيا، نبيا، رِئيا، موسى، يخشى، العلى، الهدى، افترى، أبدا، أمدا).
الثاني: أن يكون الحرف الأخير حرفا غير حرف مد، ومن أمثلته فواصل سورة القمر والعصر والقدر على حرف الراء، وفواصل سورة محمد مبنية في معظمها على حرف الميم، وفواصل سورة الإخلاص مبنية على حرف الدال، وفواصل سورة الهمزة مبنية على الهاء.
وقد تقع حروف المشاكلة في بعض السور على أكثر من حرف، كما في سورة العلق، فيها آيات متشاكلة على حرف القاف، وأخرى على الألف، وثالثة على الهاء، ورابعة على الميم، وكما في سورة القيامة فيها رؤوس آي متشاكلة على الهاء والراء والألف.
3- المشاكلة في الحرف قبل الأخير من الفاصلة إذا كان حرف مد أو حرف لين: وقد وقع في كثير من الفواصل، كما في سورة الفاتحة والبقرة وآل عمران والأعراف ويوسف وقريش والماعون، نحو (العالمين، عظيم، قدير، قريب، السبيل، الأسباب، يعلمون، قريش، الصيف، النار، ناصرين، الأبرار، ساجدين، زعيم، تصفون، جاهلون).
ويسمى هذا النوع من الفواصل المردَفة، وهو الاسم المستخدم في الشعر إذا كان الحرف السابق للروي حرف لين أو حرف مد، حيث يقال لهذه الأحرف الثلاثة : الرِّدف ، وأصل الردف: الراكب خلف الراكب، ووجه التسمية به اجتماع الساكنين في آخر الكلمة، فكأن أحد الساكنين يردف الآخر .
ومعظم المشاكلة في الفواصل من هذا النوع، خاصة في الواو والياء، وذلك أمكن في الترنم وأعذب في اللفظ والسمع ، قال الشاطبي.
وجاء بحرف المد الأكثر منهما ولا فرق بين الواو والياء في السَّبرِ
وقد تجيء آيات السورة الواحدة على ضرب واحد من التشاكل، إما على الياء فقط كما في سورة الفاتحة، وإما على الألف فقط كما في سورة الناس، ولم يقع التشاكل على الواو فقط.
وقد تجيء على ضربين مختلفين أو على ضروب مختلفة، فمثال ما كان على ضربين هما الواو والياء - وهو أكثره – سورة الفيل، والماعون، وقريش، والتين، والحجر، والممتحنة، وهود، ومثال ما كان على ضربين هما الألف والواو سورة الرعد، ومثال ما كان على أضرب، هي الواو والياء والألف سورة البقرة، وآل عمران، والأنفال، والحشر.
وقد يقع في السورة نوعا التشاكل بالبناء على الحرف الأخير وعلى ما قبله، فيكون بعض الفواصل مبنيا على حرف المد، وبعضها على غيره، مثل سورة الطارق، والتكاثر، والانشقاق والمدثر.
وتقع رؤوس آي غير متشاكلة مع ما حولها، فمن المتفق على عده قوله تعالى (ذلك أدنى ألا تعولوا) [النساء:3]، وقوله: (إنما توعدون لواقع) [المرسلات:7]، وقوله: (أعمالهم) [الزلزلة:6]، وقوله (أم هم ضلوا السبيل) [الفرقان:17] ، وقوله: (البصير) [الإسراء:1]، كل هذه الألفاظ لا نظير لها في رؤوس آي سورها.
ومن المختلف في عده مع عدم المشاكلة قوله تعالى: (ولا تحزن) [طه:40] عده الشامي، و(ما غشيهم) [طه:78] عده الكوفي، و(إذ رأيتهم ضلوا) [طه:92] عده الكوفي.
وبهذا يُعلم أن قاعدة المشاكلة هي أكثر ما يكشف رأس الآية لأنها كالمعيار في هذا العلم، ولأن أكثر ما وقع فاصلة متشاكل ومتوازن إلا ما ندر، فإذا اجتمع مع المشاكلة المساواة أصبح أمر التعرف على الفاصلة أقوى إذا لم يوجد نص على عدها أو تركها .
قال الشاطبي:
فهذا به حلُّ الفواصل حاصل وفيما سواه النص يأتيك بالفَسر
وإشكالها تجلوه أشكالها فكن بتمييزها طَبا لعلك أن تبري
وما بين أشكال التناسب فاصل سوى نادر يلفى تماما كما البدرِ
ثالثاً: الاتفاق على عدّ نظائرها: المقصود بنظائرها الألفاظ المشابهة لها في السورة نفسها أو في غيرها من السور.
ومن أمثلة هذه الطريقة من طرق التعرف على الفاصلة:
لفظ (إسرائيل) في آل عمران 6و 49 اختلف في عده في الموضعين، ومن حجة مَن عدهما عدُّ نظيرهما في الأعراف 105 و134، والشعراء:17 و22 و59 و197، والسجدة:23، والزخرف:59، ومن حجة مَن لم يعدهما عدم عد نظيرهما في آل عمران:93 موضعان، وفي الأعراف:138 .
و(كن فيكون) في الأنعام:73 واختلف في عده، وكان مِن حجة مَن عدَّه عدُّ نظيره في البقرة:115، وآل عمران:47 و59، والنحل:40، ومريم:35، ويس:83، وغافر:68.
و(مستقيم) في الأنعام:161 اختلف في عده، ومِن حجة مَن عدَّه عدُّ نظيره في الموضعين الآخرين في السورة:39 و87، وفي المواضع الأخرى في القرآن .
و(عمن تولى) في النجم:29 اختلف في عدّه، ومِن حجة مَن عدَّه عدُّ نظيره في السورة:33 فإنه معدود باتفاق .
و(إنهم يكيدون كيدا) في الطارق:15 اختلف في عده، ومِن حجة مَن عدَّه عدُّ نظيره في السورة (وأكيد كيدا) [16] باتفاق.
و(القيوم) في البقرة:255 اختلف في عدّه، ومِن حجة مَن عدَّه الاتفاق على عد نظيره في آل عمران:2، ومِن حجة مَن ترك عده الاتفاق على عدم عده في طه:111 (وعنت الوجوه للحي القيوم)
رابعاً: تمام المعنى، يقصد به أن يتم المعنى ويكمل وينقطع اتصال الكلام بما بعده في الفاصلة، وأكثر ما يكون انقطاع المعنى في فواصل الآيات الواقعة في نهاية الموضوع أو القصة أو الحكم.
ومن أمثلة الفواصل التي تم بها المعنى: قوله تعالى (وأولئك هم المفلحون) [البقرة:5] حيث انتهى الكلام بها عن صفات المتقين، وبدأ بعدها الحديث عن الكافرين، وقوله: (يومئذ يود الذين كفروا لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا) [النساء:42] حيث انتهى الموضوع، وبدأ بعدها موضوع آخر، وقوله: (إنهم كانوا قوما عمين) [الأعراف:64] حيث انتهى الكلام عن قصة نوح عليه السلام، وبدأ بعدها الحديث عن قصة هود عليه السلام، وقوله تعالى: (ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون) [القصص:75] حيث انتهى الحديث عن مشهد من مشاهد يوم القيامة وبدأ بعدها الحديث عن قصة قارون.
وفي المقابل يوجد في عدد من الآيات عدم تمام المعنى، وتعلق المعنى بما بعده، مع حصول التفاوت في قوة تعلق الآية بما بعدها، ومن أمثلته في رؤوس الآي المتفق على عدها: (عم يتساءلون عن النبأ العظيم) [النبأ 1و2] و(فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون) [الماعون:4و5] و(يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون إلا من رحم الله) [الدخان:41و42]، ومن أمثلته في رؤوس الآي المختلف في عدها: (كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة) [البقرة:219و220] و(بأكواب وأباريق وكأس من معين) [الواقعة:18] و(غلبت الروم في أدنى الأرض) [الروم:2و3] وأمثلة عدم تمام المعنى عند رأس الآية كثيرة خاصة في الآيات القصار.
وقد يكون تمام المعنى بما بعد الآية بكلمة، كما في قوله تعالى (وإنكم لتمرون عليهم مصبحين، وبالليل أفلا تعقلون) [الصافات:137و138] وقوله: (ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين) [الزخرف:34و35].
وقد تجتمع طرق معرفة رأس الآية كلها في آية واحدة، وقد يوجد معظمها أو بعضها، وقد لا يوجد أي منها، ومن أمثلة ما اجتمعت فيه كلها، قوله تعالى: (إنهما من عبادنا المؤمنين) [الصافات:122] فهي مساوية لطرفيها أي ما قبلها وما بعدها، ومتشاكلة معهما إذ قبلها (المحسنين) وبعدها (المرسلين) وموافقة في الزنة والبنية لما قبلها، وقريبة مما بعدها، ومتفق على عد نظائرها في السورة ، وتم بها المعنى إذ بعدها بدء قصة جديدة.
ومن أمثلة ما فقدت فيه كلها، قوله تعالى: (قل الله أعبد مخلصا له ديني) [الزمر:14] عند من يعده رأس آية – وهو الكوفي – فليست مساوية لطرفيها، وإن كانت مقاربة لما قبلها ولكنها أقصر مما بعدها، وليست مشاكلة لطرفيها فقبلها (عظيم) وبعدها (المبين)، وليست مشابهة لهما في الوزن، ولم يتم بها المعنى إذ ما بعدها معطوف عليها، ولم يعد نظيرها في يونس:104، أما لفظ (دين) في آخر سورة الكافرون، فليس نظيرا لها على قراءة من يحذف الياء وهم أكثر القراء، وهو معدود على قراءة من يثبت الياء الزائدة فيه (ديني) وصلا ووقفا وهو يعقوب .
ومن أمثلة ما فقد فيه معظمها قوله تعالى: (يا أيها المزمل) [المزمل:1] عند من يعده رأس آية وهو المدني الأول والشامي والكوفي، حيث فقد فيها المشاكلة والزنة وتمام المعنى والمساواة – وإن كانت مقاربة لما بعدها – .
المطلب الرابع: موضوعات علم العدد
توسع كثير من المؤلفين في علم عد الآي في المباحث التي يوردونها في مؤلفاتهم، ولم يقتصروا فيها على بحث رؤوس الآي المختلف فيها بين علماء العدد، بل أضافوا إليه علوما أو معلومات أخرى عديدة، واقتصر عدد منهم على لبّ هذا العلم ولم يورد سوى المواضع المختلف فيها من رؤوس الآي.
وفي هذا المطلب سرد للمباحث التي كان علماء عدّ الآي يعرضون لها في مؤلفاتهم باعتبارها علوما ذات صلة قوية بعلم العدد أو علوما مكملة له، وهذه المباحث هي:
1- المكي والمدني.
2- عدد حروف السورة وكلماتها.
3- عدد آيات السورة إجمالاً.
4- رؤوس الآي المختلف فيها: وذلك من خلال ذكر لفظ رأس الآية، وبيان من عدّه ومن ترك عدّه من علماء العدد، وهو أهم مباحث علم العدد، والمقصود بالبحث فيه، مع تفاوت المؤلفين في أسلوب عرض هذا المبحث.
5- مشبه الفاصلة المعدود والمتروك: يراد بمشبه الفاصلة المعدود : رؤوس الآي المختلف فيها بين علماء العدد، وهي لا تشبه رؤوس الآي في السورة، ولذا احتاجت إلى التنبيه على أنها من رؤوس الآي وإن لم تشبه سائر رؤوس الآي، وهي أحد مباحث هذا العلم عند كثير ممن ألف فيه.
ويراد بمشبه الفاصلة المتروك: الألفاظ غير المعدودة من رؤوس الآي، وهي تشبه رؤوس الآي المعدودة في السورة، ويتم التنبيه إليها لئلا يظن أنها من رؤوس الآي لشبهها بها.
وقد اعتنى بالتنبيه على مشبه الفاصلة كثير ممن ألف في العدد،
7- نظائر السورة في عدد آياتها: يراد به ذكر السور المتفقة في عدد الآيات، وقد أوردها عدد من المؤلفين في العدد، سواء أكان عدد آيات السورة متفقا عليه أم مختلفا فيه، ومنهم من يذكر النظير وفق أحد الأعداد كالكوفي ، أو الأعداد كلها.
8- قاعدة الفواصل أو مجموع الفواصل، وسماه بعضهم الرويّ: يقصد به الحرف الأخير في رؤوس الآي، والمعتبر في احتسابه الوقف، فالحرف المنون تنوين نصب ويوقف بإبداله ألفا يعدّ ألفا، وتاء التأنيث المربوطة التي يوقف عليها بالإبدال هاء تعد هاءً، وقد تكون قاعدة الفاصلة حرفا واحدا فقط كما في سورة الفتح قاعدة فاصلتها الألف، وسورة الناس قاعدة فاصلتها حرف السين، وقد تكون من حرفين كسورة الفاتحة وسورة الأنبياء، وقد تكون من ثلاثة أحرف، وجرت عادة من يورد قاعدة الفواصل إذا كثرت حروفها أن يجمعها في جملة أو عبارة، كما في سورة إبراهيم، قاعدة فواصلها عشرة أحرف جمعت في: آدم نظر صب ذل، وقاعدة فواصل سورة هود اثنا عشر حرفا جمعت في: ذق ظل مصطبر نزد، وكذلك سورة الحج وجمعت في عبارة: انتظم زبرجد طق، وقاعدة فواصل سورة الانشقاق سبع جمعت في عبارة: قهرتمان .
9- سرد رؤوس الآي المتفق عليها أو المعدودة في أحد مذاهب العدد: وذلك بإيرادها متتابعة حسب ترتيبها في السورة، وقد يزيد بعضهم عليها فيميز الخمس والعشر منها تيسيرا على القارئ، كما زاد بعضهم الإيضاح بذكر اللفظ الأول من الآية مع اللفظ الأخير منها، ومع ما في هذا الفعل – وهو ذكر لفظ أول الآية - من زيادة إيضاح إلا أنه لا يعدّ ضروريا لإغناء ذكر لفظ الفاصلة عنه.
10- الأحاديث والآثار الواردة في عد الآي.
11- التعريفات، ومنها تبيين معنى الآية والفاصلة والسورة والكلمة والحرف والتعشير والتخميس، وغيرها من المصطلحات المتداولة في هذا العلم.
12- ذكر أجزاء القرآن، أو تقسيماته إلى جزأين فثلاثة فعشرة فستين، ووصل بها بعضهم إلى أربع مئة وثمانين جزءاً، وتقسيم السور إلى ما اتفق على عدد آياته وما اختلف فيه.
13- ذكر الأمصار التي ينسب علماء العدد إليها، وذكر أسماء أشهر علماء العدد في أمصارهم، وعدد آي القرآن في كل منها.
14- ذكر ما انفرد به أحد مذاهب العدد عدّا أو تركاً، ومنهم من يزيد فيجمع ما اتفق على عده أو تركه أكثر من مذهب من مذاهب العدد، فيجمع بين المدنيين، وبينهما والمكي، وبين الكوفي والشامي وهكذا .
15- طرق التعرف على رأس الآية وأسباب حصول الاختلاف فيها.

المطلب الخامس
فوائد معرفة عدد الآيات القرآنية
لمعرفة عدد الآيات فوائد عديدة، منها:
الفائدة الأولى: معرفة مواضع رؤوس الآي المتفق عليها والمختلف فيها بين علماء العدد.
وهو هذا العلم الجليل، وهذه الفائدة هي ثمرته ونتيجته، وقد كان الصحابة الكرام على دراية بهذا العلم، وينتفعون به لتقدير أوقات إنجاز بعض الأعمال، أو تحديد بعض الأوقات المبهمة التي تحتاج إلى تحديد بعدد الآيات، وبلغ ببعضهم الحرص عليه أن منهم من كان يعد الآي في الصلاة بعقد الأصابع .
ومن أعظم ما يندرج في هذه الفائدة وهي معرفة رؤوس الآي: اتباع السنة في الوقف عليها، حيث نص كثير من العلماء على أن قصد الوقف على رؤوس الآي موافق للسنة، وجزموا بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعمد الوقف دائما على رؤوس الآي، ويستدلون بحديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته: (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين) وفي رواية: يقطع قراءته آية آية (الحمد لله رب العالمين) ثم يقف، (الرحمن الرحيم) ثم يقف، وفي رواية: ثم نعتت قراءته فإذا هي مفسرة حرفا حرفا .
وذهب فريق آخر منهم إلى عدم تعميم سُنية الوقف على رؤوس الآي، وذلك لتعدد الرواية في مواضع وقف النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ذكر جماعة من علماء العدد أن ما كان يقف عليه النبي صلى الله عليه وسلم دائما، تحققنا أنه رأس آية، وما وصله دائما تحققنا أنه ليس رأس آية، وما وقف عليه مرة ووصله أخرى احتمل الوقف عليه أن يكون لبيان الفاصلة، أو لتعريف الوقف التام، أو للاستراحة، واحتمل الوصل أن يكون غير فاصلة، أو فاصلة وصلها لتقدم تعريفها، أو طلبا لتمام المعنى، فيظن السامع أو بعض السامعين أنهما آية واحدة، ولربما وقف صلى الله عليه وسلم وسط الآية لبيان المعنى، أو للاستراحة أو لتبيين جواز الوقف .
وهذا يفيد أنه صلى الله عليه وسلم كان يقف على رؤوس الآي للتعليم، فإذا علمت وصلها، فيظن السامع أنها ليست فاصلة، ومن علم قبل ذلك وقف النبي عليها عدها رأس آية، ومن لم يعلم ذلك لم يعدها .
وفرّق فريق ثالث من العلماء بين رؤوس الآي التي يتم عندها المعنى فيوقف عليها، وبين رؤوس الآي المتعلقة بما بعدها معنى ولفظا فلا يوقف عليها مراعاة للمعنى، وحملوا ما ورد في حديث أم سلمة أنه غالب حال النبي صلى الله عليه وسلم، أو أنه لبيان الجواز، أو أنه لوصف حسن القراءة لا لتبيين مواضع الوقف كما في بعض رواياته، واستدلوا بآثار عن بعض التابعين، وبما ورد عن بعض القراء السبعة من مراعاتهم المعنى في الوقف.
ورجّح فريق من العلماء تفضيل الوقف على رؤوس الآي، والابتداء بما بعدها إن لم يكن بينهما تعلق في المعنى واللفظ، فإن كان بينهما تعلق جاز الوقف على رأس الآية ولا يبدأ بما بعدها بل يرجع فيصل الكلام ببعضه مراعاة للتعلق اللفظي .

الفائدة الثانية: معرفة عدد الآيات المقروءة أو المتعلَّمة أو المبلَّغة لنيل الأجر الموعود به على ذلك، ومما ورد في تبيين الأجر المتعلق بعدد الآيات المقروءة أو المتعلَّمة أو المبلَّغة:
- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمئة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين" .
- وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلة كفتاه" .
- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قرأ عشر آيات من آخر الكهف عصم من فتنة الدجال" وفي رواية "من أول الكهف ثم أدركه الدجال لم يضره" .
- وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من علم آية من كتاب الله عز وجل كان له ثوابها ما تليت" .
الفائدة الثالثة: اتباع السنة في قراءة عدد من الآيات في الصلاة.
فقد ورد في عدد من الأحاديث تبيين مقدار قراءته صلى الله عليه وسلم في الصلاة، ومن ذلك:
- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: حزرنا قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر فحزرنا قيامه في الركعتين الاوليين من الظهر قدر ثلاثين آية، قدر (الم تنزيل) السجدة، وحزرنا قيامه في الأخريين على النصف من ذلك، وحزرنا قيامه في الأوليين من العصر على قدر الأخريين من الظهر، وحزرنا قيامه في الأخريين من العصر على النصف من ذلك" .
- عن عائشة رضي الله عنها "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي جالساً فيقرأ وهو جالس، فإذا بقي من قراءته قدر ما يكون ثلاثين أو أربعين آية قام فقرأ وهو قائم، ثم ركع ثم سجد، ثم يفعل في الركعة الثانية مثل ذلك" .
- عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر ما بين الستين إلى المئة آية" .
- عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه صلى العشاء فقرأ بأربعين آية من الأنفال، ثم قرأ في الثانية بسورة من المفصل" .
الفائدة الرابعة: معرفة ما يبنى على تحديد رؤوس الآي من أحكام القراءات.
تعد هذه الفائدة من أهم فوائد معرفة عدد الآي، وذلك لما ورد في كتب القراءات من اختلاف حكم قراءة اللفظ إن كان رأس آية، أو اللفظ الذي قبله، وأوضح المسائل المتعلقة بهذه الفائدة تذكر في باب الإمالة، حيث إن ورشاً عن نافع وأبا عمرو البصري يخصان ألفاظا من رؤوس الآي بالتقليل أو الإمالة، وذلك في السور الإحدى عشرة التي تمال رؤوس آيها وهي: طه، والنجم، والمعارج، والقيامة، والنازعات، وعبس، والأعلى، والشمس، والليل، والضحى، والعلق .
فمن أصول رواية ورش تقليل ذوات الياء بخلاف عنه، ومن أصول قراءة أبي عمرو تقليل ما كان على وزن فعلى مثلثة الفاء ، فإن وقعت ذات الياء رأس آية في هذه السور فإنهما يقللانها وجها واحدا عنهما، فيختلف حكم قراءة الكلمة لكونها رأس آية.
فعلى القارئ أن يعرف رؤوس الآي في هذه السور لمعرفة الحكم المتعلق بها، ومراعاة أن العدد المعتمد في رواية ورش المدني الثاني، وأن العدد المعتمد في قراءة أبي عمرو هو العدد البصري أو المدني الأول، ومن الأمثلة: أن قوله تعالى (فإما يأتينكم مني هدى) [طه:123 ] و(زهرة الحياة الدنيا) [طه: 131] يعد كل منهما رأس آية في العدد المدني والمكي والبصري والشامي، فيقرآن بالتقليل وجها واحدا لورش ولأبي عمرو، مع مراعاة أن التقليل في لفظ (هدى) خاص بحالة الوقف لأنه منون وصلا فلا يقلل .
ومنها: قوله تعالى: (فأما من طغى) [النازعات:37] معدود للبصري والشامي والكوفي، وغير معدود للمدني والمكي، فيقرأ بالتقليل لأبي عمرو لأنه رأس آية، ويقرأ بالفتح وبالتقليل لورش لأنه عنده ليس رأس آية .
ومن أحكام القراءات المتعلقة برؤوس الآي ما ورد في رواية نصير عن الكسائي أنه كان يصل الميم بواو إذا كانت في الكلمة قبل الأخيرة في الآية، وكان ما قبلها مضموما مثل: (هم يوقنون)، و(كنتم صادقين)، ولا يصلها إذا كان ما قبل الميم مكسورا مثل: (بربهم يعدلون)، ولا يصلها إذا كثرت حروف الكلمة، أو كانت مشددة، أو فصل بين الكلمة ذات الميم ورأس الآية فاصل ولو من حرفين نحو (وهم لا يشعرون)، وهذه الرواية عن الكسائي لا يُقرأ له بها الآن .
الفائدة الخامسة: معرفة بعض المسائل المتعلقة بعلوم القرآن، ومن ذلك:
- تحديد القدر المعجز من القرآن الكريم، حيث نص العديد من العلماء على أن الإعجاز يقع بآية طويلة - لا تقل عن قدر أقصر سورة - تامة المعنى أو بثلاث قصار تم فيهن المعنى .
- تحديد الناسخ والمنسوخ ، حيث يرد في الروايات النص على نسخ آية أو آيات، مما يقتضي معرفتها وتمييزها.
- تحديد الآيات النازلة في سبب النزول، كما في الرواية عن عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك قالت: "فأنزل الله تعالى: (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه) العشر الآيات كلها .
الفائدة السادسة: معرفة بعض المسائل المتعلقة بعدد من الأحكام الفقهية، ومنها:
- أن من جهل الفاتحة يأتي بدلها في الصلاة بسبع آيات عند الشافعية، وعند الحنفية يجزئ عن الفاتحة قراءة آية في قول، وفي قول آخر قراءة ثلاث آيات قصار أو آية طويلة تعدلها، وعند الحنابلة يجزئ قراءة آية بدل السورة ويستحب أن تكون طويلة .
- أن من فرائض خطبة الجمعة قراءة آية كاملة في إحدى الخطبتين .
- معرفة ما يجزئ قراءته بعد الفاتحة في الصلاة، حيث نص عدد من العلماء على تعين قراءة آية واحدة بشرط أن تكون طويلة، ومنهم من قال: سورة قصيرة قدرها ثلاث آيات .
المطلب السادس
أشهر المؤلفات في علم عد الآي
حظي هذا العلم كغيره من العلوم المتخصصة في القرآن الكريم بعناية كبيرة من علماء الأمة الإسلامية، نظرا لما يمثله محتواه من صلة وثيقة بالقرآن الكريم وبدأ الاعتناء بالتأليف فيه قديما، وسأورد في هذا المطلب أسماء أشهر المؤلفات في علم عدّ الآي.
ومن أقدم هذه المؤلفات: كتاب العدد عن أهل مكة لعطاء بن يسار (-103) وكتاب في العدد عن أهل الشام لخالد بن معدان الحمصي (-103) وكتاب العدد عن أهل البصرة للحسن البصري (-110) وكتاب لعاصم الجحدري (-128) ويحيى الذماري (-145) وحمزة الزيات أحد القراء العشرة (-156) ونافع أحد القراء العشرة (-169) وغيرهم ، وكل هذه الكتب في حكم المفقود.
ومن المؤلفات التي وصلتنا:

كتاب عدد آي القرآن المنسوب للفراء (- 207)، وفي صحة نسبته إليه تردد.
سور القرآن وآياته وحروفه ونزوله، للفضل بن شاذان بن عيسى، أبو الفضل الرازي (-290)
البيان في عد آي القرآن، لأبي عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الداني (371-444)،
عدد سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه وتلخيص مكيه من مدنيه، لأبي القاسم عمر بن محمد بن عبد الكافي ( - نحو 450)
ناظمة الزهر في أعداد آيات السور، للقاسم بن فيرُّه بن خلف بن أحمد الشاطبي الرعيني (538-590)، ولها شروح عديدة، من أشهرها: لوامع البدر في بستان ناظمة الزهر، لعبد الله بن محمد صالح التركي (-1252) والقول الوجيز في فواصل الكتاب العزيز، لأبي عيد رضوان بن محمد بن سليمان المخللاتي (نحو 1250-1311)، وشرح ناظمة الزهر لموسى جار الله الروستوفدوني التركستاني القازاني (-1369هـ،1949م) شيخ الإسلام في روسيا في زمنه، وقطف الزهر من ناظمة الزهر، لعلي محمد الضباع (-1380) وبشير اليسر شرح ناظمة الزهر، لعبد الفتاح القاضي.
ذات الرشد في الخلاف بين أهل العدد، منظومة. لأبي عبد الله محمد بن أحمد الموصلي المشهور بشعلة (623-656)
حسن المدد في معرفة فن العدد، ومنظومة عقد الدرر، كلاهما: لأبي إسحاق إبراهيم بن عمر الجعبري (640-732).
تحقيق البيان في عدّ آي القرآن، ونظمه أرجوزة في علم الفواصل، كلاهما: لمحمد بن أحمد بن عبد الله الشهير بالمتولي (1248-1313) ومن شروح الأرجوزة: الموجز الفاصل في علم الفواصل، لعبد الفتاح القاضي، والمحرر الوجيز في عدّ الكتاب العزيز، لعبد الرازق بن علي بن إبراهيم موسى (1352-1429).
سعادة الدارين في بيان وعدّ آي معجز الثقلين، لمحمد بن علي بن خلف الحسيني الشهير بالحداد (1282-1357)
الفرائد الحسان في عدّ آي القرآن، منظومة لعبد الفتاح بن عبد الغني القاضي (1325 – 1403)، ولها عدة شروح، منها: نفائس البيان شرح الفرائد الحسان، للناظم نفسه، ومرشد الخلان إلى معرفة آي القرآن، لعبد الرازق موسى، ودراسات في علم الفواصل، لحمدي عزت عبد الحافظ.
ومن المؤلفات التي خصصت فصلا أو باباً أو جزءاً لعلم عدّ الآي أو اعتنت بذكره:
الروضة في القراءات الإحدى عشرة، لأبي علي الحسن بن محمد البغدادي المالكي (-438)
كتاب العدد من الكامل في القراءات الخمسين، لأبي القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي (403-465).
باب عدد سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه ونقطه من كتاب فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن، لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي (511-597).
أقوى العُدد في معرفة العَدد من كتاب جمال القراء وكمال الإقراء، لأبي الحسن علي بن محمد السخاوي (558-643).
التلخيص في القراءات الثمان، لأبي معشر الطبري (-478).
القراءات الثمان أو الكتاب الأوسط في علم القراءات، للعماني (- بعد 413).
الإيضاح في القراءات، للأندرابي (- بعد 500).
لطائف الإشارات لفنون القراءات، للقسطلاني (-923)، ومختصره إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر، للبنا الدمياطي (-1117).
غيث النفع في القراءات السبع، للصفاقسي (-1118).
ومن كتب علوم القرآن والتفسير: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز للفيروزأبادي (-817)، والإتقان في علوم القرآن للسيوطي (-911)، والتبيان لبعض المباحث المتعلقة بالقرآن على طريق الإتقان، لطاهر الجزائري (1268-1338)، وروح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني للألوسي (-1270).
أما من بحث في بعض مسائل هذا العلم أو عرض لبعض قضاياه فكثيرون يصعب حصرهم أو الإشارة إليهم.

المبحث الثاني
عد الآي بين التوقيف والاجتهاد
ذهب جمع من العلماء إلى أن علم العدد توقيفي كله، وذهب جمع آخر إلى أنه توقيفي في الغالب واجتهادي في بعض مواضعه، وذهب آخرون إلى أنه اجتهادي كله، وفي هذا المبحث بيان هذه الأقوال مع أدلتها.
القول الأول: إن رؤوس الآي كلها المتفق عليها والمختلف فيها ثابتة بالتوقيف، وهو قول عدد من العلماء، في مقدمتهم أبو عمرو الداني حيث قال بعد أن أورد عددا من الأحاديث والآثار في العد والخموس والعشور: "ففي هذه السنن والآثار التي اجتلبناها في هذه الأبواب، مع كثرتها واشتهار نقلتها، دليل واضح، وشاهد قاطع على أن ما بين أيدينا مما نقله إلينا علماؤنا عن سلفنا من عدد الآي ورؤوس الفواصل، والخموس والعشور وعدد جمل آي السور – على اختلاف ذلك واتفاقه – مسموع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومأخوذ عنه، وأن الصحابة رضوان الله عليهم هم الذين تلقوا ذلك منه كذلك تلقيا كتلقيهم منه حروف القرآن واختلاف القراءات سواء، ثم أداه التابعون رحمة الله عليهم على نحو ذلك إلى الخالفين أداءً، فنقله عنهم أهل الأمصار، وأدوه إلى الأمة بالتعليم، وسلكوا في نقله وأدائه الطريق التي سلكوها في نقل الحروف وأدائها من التمسك بالتعليم بالسماع دون الاستنباط والاختراع، لذلك صار مضافا إليهم ومرفوعا إليهم دون غيرهم من أئمتهم، إضافة كإضافة الحروف وتوقيفها سواء، وهي إضافة تمسك ولزوم واتباع، لا إضافة استنباط واختراع" .
وقال: "إذا كان المبين عن الله عز وجل قد أفصح بالتوقيف بقوله عليه السلام: من قرأ آية كذا وكذا، من قرأ الآيتين، ومن قرأ الثلاث آيات، ومن قرأ العشر إلى كذا، ومن قرأ ثلاث مئة آية إلى خمس مئة آية إلى ألف آية في أشباه ذلك ، مما قد مضى بأسانيده من قوله صلى الله عليه وسلم، ألا ترى أنه غير ممكن ولا جائز أن يقول ذلك لأصحابه الذين شهدوا وسمعوا ذلك منه إلا وقد علموا للمقدار الذي أراده وقصده وأشار إليه، وعرفوا ابتداءه وأقصاه ومنتهاه، وذلك بإعلامه إياهم عند التلقين والتعليم برأس الآية وموضع الخمس ومنتهى العشر، ولا سيما أن نزول القرآن عليه كان مفرقا، خمسا خمسا، وآية واثنتين وثلاثا وأربعا وأكثر من ذلك على ما فرط قبل، وقد أفصح الصحابة رضي الله عنهم بالتوقيف بقولهم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم العشر فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل، وجائز أن يعلمهم العشر كاملاً في فور واحد ومفرقا في أوقات، وكيف كان ذلك فعنه أخذوا رؤوس الآي آية آية" .
وممن صرح بترجيح هذا القول الزمخشري إذ قال: "فإن قلت: ما بالهم عدوا بعض الفواتح آية دون بعض؟ قلت: هذا علم توقيفي لا مجال للقياس فيه" .
وكذا ابن العربي ، والسخاوي ، وشعلة الموصلي حيث قال في قصيدته:
... ... .. والجميع بما عد الصحابة فيه تابعوا الأثرا
والسيوطي ، والمخللاتي إذ قال بعد أن أورد الحديث عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قال: حدثني الذين كانوا يقرئوننا وهم عن عثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم العشر من القرآن فلا يجاوزونها إلى عشر أخرى حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، فقالوا: تعلمنا القرآن والعمل جميعا : "وهذا دليل واضح وبرهان قاطع على أن الفواصل قد علمت بالتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم" ، والحداد إذ قال: "وفي ما تقدم من الأحاديث الشريفة والآثار دليل قاطع على أن رؤوس الآي علمت بالتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم، ..." ، وعبد الرازق موسى ونقل بعض كلام الداني السابق .
أدلته: استدل القائلون بهذا القول بعدد من الأدلة، هي:
الدليل الأول: النص في أحاديث على تحديد عدد الآيات بخمس أو عشر أو أقل أو أكثر، وتحديد أعداد آيات بعض السور، أو النص على آية محددة، وهي أحاديث كثيرة سبق وسيأتي إيراد عدد منها.
الدليل الثاني: وجود كلمات مشابهة لرؤوس الآي لم يعدها أحد من رؤوس الآي، وما ذاك إلا لعدم التوقيف فيها، ووجود كلمات عدت رأس آية مع عدم انقطاع الكلام عندها أو تعلقها بما بعدها، والاختلاف في عد الحروف المقطعة في فواتح بعض السور، ومجيء الآية على كلمة واحدة في بعض السور دون بعض آخر، ووجود آيات طوال في السور القصار، ووجود آيات قصار في السور الطوال.
ومن الأمثلة على النوع الأول وهو وجود كلمات مشابهة لرؤوس الآي لم يعدها أحد، ما كان يورده عدد من المؤلفين في العد من مشبه الفاصلة المتروك، وهي ألفاظ تشبه رؤوس الآي ولم تعد، فينبه عليها لئلا يظن أحد أن تركها كان سهوا أو غلطا، ومن هذه الألفاظ في سورة المائدة: (مكلبين) [4]، (نذير) في الموضعين [كلاهما في 19] و(جبارين) [44]، و(جميعا) في المواضع الثلاثة [17 و32 و36]، و(لقوم آخرين) [41]، و(أفحكم الجاهلية يبغون) [50]، و(أعزة على الكافرين) [54] .
ومن الأمثلة على النوع الثاني وهو ألفاظ عدت رأس آية مع عدم انقطاع الكلام عندها وتعلقها بما بعدها: (أرءيت الذي ينهى) إذ بعده (عبدا إذا صلى) [العلق:9و10]، و(فأما من طغى) وبعده (وآثر الحياة الدنيا) [النازعات:37و38] و (فأعرض عن من تولى) وبعده (عن ذكرنا) [النجم:29] و(لا يصلاها إلا الأشقى) وبعده (الذي كذب وتولى) [الليل:15و16]، وقد جمع هذه الأمثلة الأربعة الشاطبي في قوله:
وعد الذي ينهى والأشقى ومن طغى وعن من تولى في عدادٍ لها عُذري
ومن الأمثلة على النوع الثالث وهو عد بعض الحروف المقطعة في فواتح بعض السور دون بعض آخر، أن الكوفي عدّ (الم) و(المص) و(كهيعص) و(طه) و(طسم) و(يس) و(حم)، وعدّ (حم عسق) آيتين، ولم يعد (الر) و(المر) و(طس) و(ص) و(ق) و(ن)، ويلحظ أن كلا من (كهيعص) و(حم عسق) مكون من خمسة أحرف، وعدت الأولى منهما آية، وعدت الثانية منهما آيتين، وأن (طه) و(يس) و(حم) مكون كل منها من حرفين وعدت آية، في حين أن (طس) مثلها مكونة من حرفين ولم تعد، وكذا عدت (الم) وهي مكونة من ثلاثة أحرف، ولم تعد (الر) وهي مساوية لها في عدد الحروف، وكذلك (المص) المعدودة، وشبيهتها (المر) غير المعدودة .
ومن الأمثلة على النوع الرابع وهو مجيء الآية على كلمة واحدة في بعض السور دون بعض آخر، عد ألفاظ (والطور)، (والفجر)، (والضحى)، و(مدهامتان) [الرحمن:64] آية ، وعدم عد مواضع أخرى تشبه بعضها مثل (والليل إذا يغشى)، (والشمس وضحاها)، لم تعد (والليل) ولا (والشمس) آية مع شبهها لما يعد، ولم تعد (نضاختان) [الرحمن:66] مع شبهها (مدهامتان) [64] المعدودة باتفاق .
ومن أمثلة النوع الخامس وهو وجود آيات طوال في السور القصار ووجود آيات قصار في السور الطوال، الآية 31 في سورة المدثر، وهي تعادل أكثر من عشرين آية في السورة، و(فأتبع سببا) [الكهف:85] بعض الآيات حولها أطول منها بعشرة أضعاف.
وذكر عدد من العلماء أدلة أخرى في سياق مناقشة الأقوال الأخرى وردّها، منها: أن رؤوس الآي لو كانت اجتهادية لما لزم اتباعها، وعدم قدرة القائلين بوجود القياس في العدّ على تمييز المعدود توقيفيا والمعدود قياسا، وتعلق بعض أوجه القراءات بمعرفة رؤوس الآي .
القول الثاني: أن هذا العلم معظمه توقيفي وبعضه اجتهادي، فما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تحديده من الآيات كان توقيفيا، ومنه استنبطت قواعد كلية ردت إليها الجزئيات الأخرى التي لم يرد فيها نص، وهو قول عدد من علماء العدد، في مقدمتهم الإمام الشاطبي حيث قال:
ولكن بعوث البحث لا فُلَّ حدُّها على حدِّها تعلو البشائر بالنصر
قال الشارح: "لما قدّم المصنف أن عدد الآي ثابت بالتوقيف، واستدل عليه بما تقدم، وكان ذلك موهما أن هذا العلم نقلي محض لا مجال للعقل فيه، استدرك لدفع هذا التوهم، فبيّن أن ليس معنى كونه نقليا أن جميع جزئياته كذلك، بل معنى ذلك أن معظمه نقلي، وقد استنبط منه قواعد كلية رد إليها ما لم ينص عليه من الجزئيات بالاجتهاد" .
ورجّح هذا القول الجعبري في قوله: "لمعرفتها [أي الفواصل] طريقان: توقيفي وقياسي، ... أما التوقيفي فما وقف صلى الله عليه وسلم عليه دائما تحققنا أنه فاصلة، وما وصله دائما تحققنا أنه ليس بفاصلة، وما وقف عليه مرة ووصله أخرى، احتمل الوقف أن يكون لتعريفها، أو لتعريف الوقف التام أو للاستراحة، والوصل يحتمل أن يكون غير فاصلة، أو فاصلة وصلها لتقدم تعريفها، وأما القياسي فهو ما ألحق من المحتمل غير المنصوص بالمنصوص لمناسب، ولا محذور في ذلك لأنه لا زيادة فيه ولا نقصان، وإنما غايته أنه محل فصل أو وصل ..." .
ورجّحه المخللاتي في قوله: "لأن جانب التوقيف راجح في هذا العلم" ، إذ تدل عبارته على أن معظم الآيات لا جميعها علمت بالتوقيف.
وقال عبد الرازق موسى: "وكما حافظوا على نقل حروفه وألفاظه، حافظوا كذلك على عدّ آيه، وعنهم أخذ التابعون لفظه وعده، ثم نقله الخلف عن السلف ودوّنوا فيه كتبا نظما ونثرا ووضعوا فيه القواعد الكلية المستنبطة من أقوال السلف حتى وصل إلينا، وإلى هذا يشير الإمام الشاطبي في الناظمة بقوله:
ولما رأى الحفاظ أسلافهم عنوا بها دوّنوها عن أولي الفضل والبرّ"
وممن قال به القسطلاني، وطاهر الجزائري، والسالم محمد محمود .
أدلته:
الدليل الأول: عدم ثبوت النص على تحديد جميع رؤوس الآي في السنة، وإنما ورد تحديد بعضها في روايات، كما ورد ذكر عدد آي بعض السور بالجملة في أحاديث أخرى
الدليل الثاني: ثبوت حصول الاختلاف في العدد، وقياس الخلاف في العدد على الخلاف في أوجه القراءة بعيد، لأن تعدد أوجه القراءة للتيسير على الأمة، والعدد ليس كذلك .
الدليل الثالث: صحة الرواية بحصول الاجتهاد في العد، ومنه ما ورد عن الأعمش لما سئل عن عدم عدّ قوله تعالى: (ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين) [البقرة:114] احتج لذلك بأنها في قراءته (خُيَّفا) ، وهي بهذا تخالف باقي فواصل السورة في الوزن، ولذا لم يعدها، ففي هذه الرواية إثبات الاجتهاد في تعيين الفواصل.
الدليل الرابع: اعتداد علماء العدد بالمشاكلة والتناسب في العدّ والترك، بما يعني وجود الاجتهاد في هذا العلم، وفي هذا قال الشاطبي:
فإن قيل كيف الحكم في عدها جرى لدى خَلَف التعديد بين أولي الحِجْرِ
فقيل إلى الأصلين رُدَّ اجتهادهم لإدلالهم بالطبع في الوِرد والصَّدرِ
ومَن بعدَهم كَلٌّ عليهم وإنما يُحاذلهم بالفهم عنهم صدى الفجرِ
أولئك أرباب البلاغة والنهى ومن حضَر التنزيل يتلوه بالنَّجْرِ
القول الثالث: أن علم العدد كله اجتهادي، وأشهر من قال به أبو بكر الباقلاني، واستدل له بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبين عدد الآيات، بدليل حصول الاختلاف فيها ، وهو قول بعيد، ودليله معارَض بما ثبت في كثير من الأحاديث من تبيين مواضع العدّ ورؤوس الآي، ولذا لم يعده كثير من العلماء قولا، فلم يشغلوا أنفسهم بإيراده ولا بردّه.
الترجيح:
اتجه عدد من علماء العدد إلى محاولة التوفيق بين القولين الأول والثاني، حيث رأوهما قولين متقاربين، واستدلوا لتقاربهما بأن بعض ما استدل به أصحاب أحد القولين يصلح الاستدلال به لأصحاب القول الآخر ، وبما ورد عن بعض الأئمة من عبارات يُفهم منها قبولهم كلا القولين، كالداني والشاطبي والسيوطي والمخللاتي وعبد الرازق موسى، وذكر بعضهم أن هذا ما أراده الشاطبي حين قال:
ولا يمنع التوقيفَ فيه اختلافُه إذا قيل بالأصلين تأويلُ مستبرِ
حيث نص عدد من شراح الناظمة على إرادته الجمع بين القولين .
وممن اتجه هذا الاتجاه عبد الفتاح القاضي حيث قال: "والخلاصة: أن هذا العلم بعضه ثبت بالنص وهو المعظم، وبعضه بالاجتهاد، ولكن لما كان الاجتهاد راجعا إلى ردّ الجزئيات التي لم ينص عليها إلى ما نص عليه منها صح أن يقال: إنه نقلي، والله أعلم بالصواب" .
واتجه علماء آخرون إلى ترجيح القول الأول، وردّ القولين الثاني والثالث، وهو اتجاه له وجاهته، وإن كنت أميل إلى ترجيح الاتجاه الأول بالجمع بين القولين، والله أعلم.

من نتائج البحث
- يعنى علم عدّ الآي بالبحث في تحديد مواضع رؤوس الآي، ودراسة المواضع المختلف فيها منها.
- مذاهب العدد المتفق عليها ستة، والمشهور نسبتها إلى الأمصار لا إلى الأشخاص، وهي: العدد المدني الأول، والثاني، والمكي، والبصري، والشامي، والكوفي، وبعض علماء العدد يزيد عليهم العدد الحمصي.
- المعتمد عند كل واحد من القراء العشرة العدد المنسوب إلى المصر الذي ينتسب إليه القارئ.
- طرق التعرف على الفاصلة أربعة هي: المساواة، والمشاكلة، والاتفاق على عدّ نظائرها، وتمام المعنى.
- قاعدة المشاكلة هي أكثر ما يكشف رأس الآية لأنها كالمعيار في هذا العلم.
- قد تجتمع طرق التعرف على الفاصلة في رأس الآية، وقد يوجد بعضها، وقد لا يوجد أي منها.
- ذكر المؤلفون في علم العدد علوما أخرى ذات صلة وثيقة به، كعدد حروف السورة وكلماتها، ومشبه الفاصلة، ونظائر السورة في عدد آياتها، وأجزاء القرآن وأقسامه.
- لهذا العلم فوائد كثيرة، منها: معرفة مواضع رؤوس الآي المتفق عليها والمختلف فيها، والعمل بما تؤدي إليه هذه المعرفة، معرفة ما يبنى على تحديد رؤوس الآي من أحكام القراءات، ومن الأحكام الفقهية، ومعرفة مسائل متعلقة بعلوم القرآن.
- حظي هذا العلم بعناية كبيرة من العلماء، وصُنف فيه قديما وحديثا، وعرض لذكره علماء القراءات والمفسرون وغيرهم.
- القول الراجح أن علم عد الآي معظمه توقيفي وبعضه اجتهادي، لقوة أدلة هذا القول وكثرة من قال به من أهل العلم.

قائمة أهم المراجع اقتصرت فيها على الكتب المؤلفة في علم العدد
وباقي المراجع مثبت في حواشي البحث
1- الجعبري، إبراهيم بن عمر (-732) حسن المدد في معرفة فن العدد، تحقيق: جمال بن السيد رفاعي الشايب، مكتبة أولاد الشيخ، مصر. وحققه: بشير الحميري، (رسالة ماجستير، وقدمه للنشر في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وقد رجعت إلى قسم الدراسة منه).
2- الجعبري، إبراهيم بن عمر، عقد الدرر في عدّ آي السور، مطبوع ضم مجموعة مهمة في التجويد والقراءات والرسم وعدّ الآي، تحقيق: جمال السيد رفاعي، مكتبة ابن تيمية، ط الأولى، 1427هـ، 2006م.
3- د. حاتم جلال التميمي، الأحاديث والآثار المروية في عدّ آي القرآن دلالاتها وأثرها في هذا العلم، بحث منشور في مجلة دراسات (علمية محكّمة)، الجامعة الأردنية، المجلد 38، 2011م.
4- الحداد، محمد بن علي بن خلف الحسيني (-1357) سعادة الدارين في بيان وعدّ آي معجز الثقلين على ما ثبت عند أئمة الأمصار وجرى عليه العمل في سائر الأقطار، دار الصحابة بطنطا، ط الأولى، 1428هـ، 2007م.
5- لحسن بنلفقيه (الحسن بن الفقيه)، الميزان في عدّ آي القرآن، منشور في موقع ملتقى أهل التفسير.
6- حمدي عزت عبد الحافظ، دراسات في علم الفواصل، (جدولة مقتبسة من الفرائد الحسان لعبد الفتاح القاضي) نسخة محوسبة.
7- الداني، أبو عمرو عثمان بن سعيد (-444) البيان في عدّ آي القرآن، تحقيق: د. غانم قدوري الحمد، مركز المخطوطات والتراث والوثائق، الكويت، ط الأولى، 1414هـ، 1994م.
8- ابن زنجلة، أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد (- بعد 420) تنزيل القرآن وعدد آياته واختلاف الناس فيه، تحقيق: د. غانم قدوري الحمد، مجلة معهد الإمام الشاطبي للدراسات القرآنية، العدد 2، 1427هـ، 2006م.
9- د. السالم محمد محمود الجكني، عدّ الآي دراسة موضوعية مقارنة، مجلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، العدد 5، 1428هـ.
10- الشاطبي، القاسم بن فيره (-590) ناظمة الزهر في علم الفواصل، تحقيق: محمد الصادق قمحاوي، مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح، مصر.
11- شعلة، محمد بن أحمد الموصلي (-656) ذات الرشد في الخلاف بين أهل العدد، تحقيق د. عبد الرحمن بن ناصر اليوسف، نسخة محوسبة.
12- عبد الرازق موسى (-1429) المحرر الوجيز في عدّ آي الكتاب العزيز شرح أرجوزة العلامة المتولي، مكتبة المعارف، الرياض، ط الأولى، 1408هـ، 1988م.
13- عبد الرازق موسى، مرشد الخلان إلى معرفة عدّ آي القرآن شرح الفرائد الحسان، كلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية، المدينة المنورة، ط الثانية، 1410هـ، 1990م.
14- عبد الفتاح القاضي (-1403) بشير اليسر شرح ناظمة الزهر، دار السلام، ط الأولى، 1429هـ، 2008م.
15- عبد الفتاح القاضي، الموجز الفاصل في علم الفواصل شرح أرجوزة العلامة المتولي، مطبعة حجازي بالقاهرة، 1368هـ، 1949م.
16- عبد الفتاح القاضي، نفائس البيان شرح الفرائد الحسان في عدّ آي القرآن، مكتبة الدار، المدينة المنورة، ط الأولى، 1404هـ.
17- ابن عبد الكافي، أبو القاسم عمر بن محمد (- نحو 450) عدد سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه وتلخيص مكيه من مدنيه، تحقيق: خالد حسن أبو الجود، مكتبة الإمام البخاري، القاهرة، 1431هـ، 2010م.
18- الفضل بن شاذان (-نحو 290) سور القرآن وآياته وحروفه ونزوله، صححه وعلق عليه وقارنه بأمهات كتب الفن: أبو عبد الرحمن بشير بن حسن الحميري، دار ابن حزم، الرياض، ط الأولى، 1430هـ، 2009م.
19- المتولي، محمد بن أحمد (-1313) أرجوزة في عد الآي، (مطبوعة ضمن شرحيها الموجز الفاصل، والمحرر الوجيز)
20- المتولي، محمد بن أحمد، تحقيق البيان في عدّ آي القرآن، نسخة محوسبة.
21- المخللاتي، أبو عيد رضوان بن محمد (-1311) القول الوجيز في فواصل الكتاب العزيز، تحقيق: عبد الرازق موسى، ط الأولى، 1412هـ، 1992.
22- الهذلي، يوسف بن علي بن جبارة (-465) كتاب العدد (أحد كتب الكامل في القراءات الخمسين) تحقيق: د. مصطفى العيثاوي، ود. عمار الددو، مجلة الشريعة والقانون، جامعة الإمارات العربية المتحدة، العدد 25، 1426هـ، 2006م.
 
" القراءات القرآنية وأثرها في الإعجاز العلمي "



إعداد
الدكتور سليمان محمد الدقور
أستاذ مساعد في التفسير وعلوم القرآن
كلية الشريعة / الجامعة الأردنية
2 / 5 /2011 م





بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة :
تعد مسألة الإعجاز العلمي من المسائل المتجددة في البحث العلمي الحديث ، وقد اختلفت أوجه تناولها والتعامل معها في مناهج البحث العلمي عند العلماء المنشغلين بهذا الفن .
ويأتي هذا البحث لتعزيز هذه الدراسات في سياقها العام الهادف إلى التمحيص والتأصيل لمسائل هذا العلم وتطبيقاته .
وكان همي الذي يشغلني في هذا البحث منطلقا من فكرة محددة واضحة ، ترمي إلى مناقشة أثر اختلاف القراءات القرآنية في مسائل الإعجاز العلمي ، وبخاصة أن كل الدراسات العلمية لمسائل الإعجاز العلمي جاءت وفق قراءة "حفص" رضي الله عنه .
فهل من الممكن أن نحدد علاقة ما بين تطور دلالة الألفاظ القرآنية وفق الآراء العلمية لمسائل الإعجاز العلمي ، وصلة ذلك باختلاف دلالات القراءات القرآنية وتوجيهها ؟
إذا كان الرأي الراجح الذي يحده الدارسون لمسائل الإعجاز العلمي في بيان معنى آية معينة أو لفظة بعينها ينسجم مع التوجيه المتفق عليه لاختلاف القراءات القرآنية ، فهل ذلك يعني تأكيد صحة هذا الرأي على اعتبار أنه لا يتناقض مع هذه الأوجه المختلفة لقراءات القرآنية ؟
إذا حصل تعارض بين معاني التوجيه للقراءات مع نتاج الدراسات في مسائل الإعجاز العلمي ، فما الحل ؟
هل يمكننا أن نوفق بين الدلالات المختلفة ؟
وإذا لم يكن ذلك ممكنا ، فهل نستطيع أن نرد ما يدعيه العلم أنه من الحقائق العلمية لأننا نؤمن تماما أن القراءات القرآنية المتواترة هي قرآن ؟
وما الذي نستطيع اعتماده ؟ أنعتمد التوجيه الذي ذكره أصحاب هذا العلم ، أم الذي يدّعيه الدارسون للإعجاز العلمي من أنه حقائق علمية ؟
إذا حصل اختلاف بين دلالات التوجيه للقراءات والرأي العلمي المنسجم مع قراءة معينة ، فما نوع هذا الاختلاف ؟ وهل يمكن أن نقبله فنراه منسجما مع دلالات اللفظ وتوسع معانيه أو تحديدها وضبطها ؟
هذه كانت محركات البحث عندي ، وانبثقت فكرته من هذه الأسئلة ....
لأجل ذلك نظرت في الآيات التي تحقق فيها أمران :
الأول : أن تكون مشتملة على معنى من معاني الإعجاز العلمي ؛ وقد اخترت مسائل الإعجاز العلمي دون مسائل التفسير العلمي ؛ لأنها تتعلق بالحقائق العلمية وليس كذلك مسائل تفسيره كما سيأتي معنا لاحقا .
الثاني : أن تكون فيها قراءة قرآنية متواترة .
فكان مجموع هذه الآيات خمس عشرة آية .
وقد تعددت موضوعاتها واختلفت دلالاتها ، وكان أمامي أن أصنفها إما بحسب تسلسلها في سورها بترتيب المصحف ، وإما بترتيبها حسب موضوعاتها التي تجمعها ، وإما بحسب العلاقات التي تجمع بين دلالة اختلاف القراءات والمعاني التي وردت في مسائل الإعجاز العلمي .
وقد اخترت تصنيفها بحسب موضوعاتها التي تنتضمها ، بعيدا عن التسلسل التقليدي المعهود عند بعض الباحثين ، وكذلك بعيدا عن العلاقات التي يفترض أن تكون نتائج للبحث ، وقد وجدت ذلك أسهل لتصورها والتعامل معها .
واخترت للتوجيه كتب توجيه القراءات المشتهرة وكتب التفسير المعتمدة التي تعنى بشأن القراءات وتوجيهها ، في حين رأيت أن أعتمد كتاب الدكتور زغلول النجار " موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم " لتحديد معنى الدلالات العلمية لسببين اثنين :
الأول : أن نتاج الدكتور هو آخر هذه الجهود والدراسات العلمية وأشملها وأوسعها .
الثاني : أن الدكتور زغلول جمع بين علمين ؛ علم تفسير القرآن الكريم ، وعلم الدراسات العلمية التخصصي، فكانت الصورة التي يقدمها أوضح صورة وأجلاها .
محددات البحث :
أولا : فكرة البحث :
يتناول هذا البحث دراسة الكلمات القرآنية التي ظهرت فيها دلالات وجه الإعجاز العلمي وكانت فيها قراءات قرآنية متواترة ومتعددة للوقوف مع أثر هذه الاختلافات في الحديث عن الإعجاز العلمي.
وهل لتعدد أوجه القراءات القرآنية دور في تأكيد حقيقة الإعجاز العلمي أو رده أو تصويب القول فيه ؟
حيث يقوم الباحث باستقراء جميع الآيات التي ذكرت فيها مظاهر الإعجاز العلمي، ثم استقراء أوجه القراءات القرآنية في هذه الآيات وهذه الألفاظ، وبيان أثر اختلاف المعنى وتعدده في هذه القراءات على مسألة القول بالإعجاز العلمي وما يرتبط به من بعض الحقائق العلمية التي يذكرها القائلون به .
ثانيا : وتبرز مشكلة البحث في الإجابة على السؤال التالي :
هل للقراءات القرآنية أثر في تحديد دلالات الإعجاز العلمي للآيات القرآنية ؟
ثالثا : كما تظهر أهمية البحث في :
أنه يشكل ضابطاً من ضوابط فهم آيات القرآن عموماً، والآيات التي تشتمل على مظاهر الإعجاز العلمي تحديداً.


رابعا : ويهدف البحث إلى :
1. الكشف عن علاقة اختلاف القراءات القرآنية بوجه الإعجاز العلمي المذكور في الآية.
2. اعتبار اختلاف القراءات القرآنية ضابطاً وأصلاً لقبول المعنى المتعلق بالإعجاز العلمي أو رفضه.
3. وضع الضوابط الدقيقة في التعامل مع المعاني المذكورة في أوجه الإعجاز العلمي بناءً على اختلاف القراءات القرآنية.

خامسا : منهجية البحث :
يقوم البحث على المنهج الاستقرائي التحليلي، حيث يقوم الباحث باستقراء جميع الآيات والكلمات الواردة في قضية الإعجاز العلمي التي تعددت فيها القراءات القرآنية، ثم تحليل هذه المعاني وبيان أثر هذا الاختلاف في تحديد المعنى وصحته وقبوله أو في رفضه ورده.
وأسال الله تعالى أن أكون وفقت فيما أردت .









التمهيد : القراءات القرآنية والإعجاز العلمي :
أولا: مفهوم القراءات وما يندرج تحتها
القراءات في اللغة: مفرد قراءة، والقراءة مصدر قرأ، يقول ابن منظور: "وقرأت الشيء قرآناً جمعته وضممت بعضه إلى بعض... وقرأت القرآن لفظت به مجموعاً... وقال ابن الأثير: والأصل في هذه اللفظة الجمع، وكل شيء قرأته فقد جمعته" . ( )
أما في الاصطلاح: فللقراءات تعاريف عدة أشهرها ما ذكره ابن الجزري ، حيث قال:"هو علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها بعزو الناقلة".( )
وعرفه السيوطي بقوله :"كل ما كان الخلاف فيه لأحد الأئمة السبعة أو العشرة أو نحوهم، واتفقت عليه الروايات والطرق فهو قراءة".( )
وذهب الزرقاني إلى أنه " مذهب يذهب إليه إمام من أئمة القراء مخالفاً به غيره في النطق بالقرآن الكريم، مع اتفاق الروايات والطرق عنه، سواء أكانت هذه المخالفة في نطق الحروف أم في نطق هيئاتها".( )
ومعظم التعريفات الأخرى تدور حول ما ذكره ابن الجزري .
ومما يندرج تحت مصطلح القراءات مصطلحا الأصل والفرش:
ويمكن تعريف الأصول بالقول : هي "ما ينسحب حكم الواحد منها على الجميع"( )، ويعرفها الدكتور صبري المتولي بقوله : "هي القاعدة الصوتية التي تنطبق على اللفظ وجميع نظائره، مثاله: أن حفص يظهر الذال عند مقاربتها التاء في كلمة (اتخذْتُم) فهذا ينطبق على جميع النظائر، وشعبة يدغم الذال عند مقاربتها التاء في كلمة (اتخذْتُم) فهذا الحكم ينسحب على جميع النظائر" ( ).
أما الفرش فهو " الكلام على كل حرف في موضعه على ترتيب السور وهو ما قل دوره من الحروف، وسمي فرشاً لانتشاره" ( )، ومثاله متعدد في القرآن كما في "مالك" و "ملك" .
ثانيا: مفهوم توجيه القراءات :
ومما يتصل ببحثنا هنا مسألة توجيه القراءات ، والتوجيه هو: "بيان الوجه المقصود من القراءة، أو تلمس الأوجه المحتملة التي يجري عليها التغاير القرآني في مواضعه، سواء كانت هذه الوجوه نقلية أم عقلية".( )
ويعرفه الدكتور أحمد سعد تحت عنوان "الاحتجاج" بقوله:هو (فن يعنى بالكشف عن وجوه القراءات وعللها وحججها، وبيانها والإيضاح عنها).( ) .
وهناك اصطلاحات عدّة وردت عند العلماء من مثل الاحتجاج وعلل القراءات ... وليس مقصودنا في هذا البحث تناول الصلة بين هذه الاصطلاحات أو دراستها في تطورها التاريخي .
ثالثا : التفسير العلمي والإعجاز العلمي :
هناك تعريفات عدة للتفسير العلمي ، وغرضنا في البحث هنا الاتفاق على أقرب هذه التعريفات وأدقها ، وأجد أنه ما خلص إليه الباحث الدكتور أحمد عمر ؛ حيث يقول : " هو التفسير الذي يحاول فيه المفسر فهم عبارات القرآن في ضوء ما أثبته العلم ، والكشف عن سر من أسرار إعجازه ، من حيث أنه تضمن هذه المعلومات العلمية الدقيقة التي لم يكن يعرفها البشر وقت نزول القرآن ، فدل ذلك على أنه ليس من كلام البشر ولكنه من عند خالق القوى والقدر " ( )
وإذا كان هذا التعريف يعرج في بعض دلالاته على معنى الإعجاز العلمي ، إلا أننا يمكن أن نحدد مفهوما دقيقا للإعجاز العلمي ،حيث نرى أنه سبق القرآن في الحديث عن الحقائق العلمية التي لم يكتشفا العلم إلا متأخرا عن نزول القرآن الكريم .
وعلى ذلك فأهم ما يميز به الدكتور زغلول النجار بين التفسير العلمي والإعجاز العلمي ؛ أن التفسير العلمي يمكن أن توظف فيه كل المعارف المتاحة من الحقائق والثوابت العلمية ، ومن غيرها من النظريات والفروض المنطقية السائدة ، في حين لا يصح في الإعجاز العلمي أن نوظف إلا القطعي من الثوابت العلمية ، وذلك لأن المقصود بالإعجاز العلمي : هو إثبات أن القرآن يحوي من الحقائق مالا ينقض ، بحيث يكون ذلك دليلا على أنه وحي من الله .( )

المبحث الأول : الإنسان وخلقه في القرآن :
1. ٹ ٹ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ پ پ پ پ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چچ چ چ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ چ [الأحقاف: 15]
 القراءات الواردة في الآية :- ( )
" كَرها " : قراءة نافع، وابن كثير، وأبي عمرو، وهشام بخلفه، وأبي جعفر.
" كُرها " : قراءة الباقين، والوجه الثاني لهشام .
"وَفْصْلُهُ " : قراءة يعقوب .
" وَفِصَالُهُ " : قراءة الباقين.
• التوجيه :
أ‌- (كرها ):
من العلماء من فرق بين المعنيين :
كَرها : المصدر، وهو في موضع الحال .( ) وهو "المشقة التي تنال الإنسان من خارج مما يحمل عليه بإكراه . أي ما حمل الإنسان على غيره، أي قهراً وغضبا " . ( )
كُرها: فهو الشيء المكروه، وهو هنا حال .( ) ويوضحه الآلوسي بأنه ما حمل الإنسان على نفسه، ويعافه من حيث الطبع أو العقل أو الشرع .( )
ومنهم من جعلهما لغتين بمعنى واحد. ( )
ومعنى الآية على كلتا القراءتين : " أنها حملته في بطنها متعبة من حمله تعباً يجعلها كارهة لأحوال ذلك الحمل . ووضعته بأوجاع وآلام جعلتها كارهة لوضعه . وفي ذلك الحمل والوضع فائدة له هي فائدة وجوده الذي هو كمال حال الممكن وما ترتب على وجوده الذي هو كمال حال الممكن وما ترتب على وجوده من الغيمان والعمل الصالح الذي به حصول النعم الخالدة " . ( )
ب‌- (فصاله ):
وَفْصْلُهُ : "الفصل مصدر فصِلَ الولد عن أمه فَصْلاً ، أي فصله عن الرضاعة بقرينة المقام .( )
وَفِصَالُهُ : "يجوز أن يكون مصدراً أيضاً أو وقتاً للفطام .( ) ويرى القرطبي أنهما هما لغتان .( )
 التفسير العلمي :
حملته أمه كرها:- يعيش جنين الإنسان في بطن أمه فترة تتراوح ما بين الستة والتسعة أشهر معتمداً على جسدها اعتماداً كليا‏ًً,‏ مستمداً جميع احتياجاته الغذائية والتنفسية والمناعية من دمها ، ذلك مثل الأحماض الأمينية‏,‏ والمواد البروتينية‏ مثل (مكونات خلايا العضلات والجلد والخلايا الدهنية‏) والكربوهيدراتية مثل (المواد السكرية كالجلوكوز وغيره‏ )‏ والفيتامينات‏,‏والهرمونات‏,‏ والأملاح مثل (الكالسيوم‏,‏ والفوسفور‏,‏ والحديد‏,‏ وغيرها) والأوكسجين‏,‏ وخلايا المناعة وغيرها‏,‏ ويأخذ جسم الأم الحامل من جنينها كل السموم التي يفرزها جسمه مثل: (البولينا‏,‏ وثاني أكسيد الكربون وغيرهما).

ومن الثابت أن جسد الأم الحامل يضحي لجنينها بكامل احتياجاته على حساب احتياجاته هو ولو أدى ذلك إلى فقر دمها وإمراضها‏,‏وقد يطرأ على جسد الحامل اضطراب الجهاز الهضمي المصاحب عادة بالقيء‏,‏ والغثيان‏,‏ وسوء الهضم‏,‏ والحموضة الزائدة‏,‏ ونقص الشهية‏,‏ والرغبة الشديدة في بعض الأطعمة الخاصة أو المواد الغريبة التي يحتاجها هذا الجسد، بالإضافة إلى ضغط الرحم على كلٍ من المعدة والكبد ـ خاصة في الشهور الأخيرة من الحمل وما يتحمله كلٌ من القلب وأوردة وشرايين الجهاز الدوري من جهد زائد لأجل ضخ الدم إلى جسم الجنين، كذلك فإن تزايد نمو الجنين في شهوره الأخيرة قد يؤدي إلى مزيد من الضغط على كلٍ من الحجاب الحاجز والرئتين، مما يعيق عملية التنفس‏.‏ كما أن كثرة إفراز الهرمونات المتعلقة بعملية الحمل قد يزيد كمية الماء المختزن في الجسم، ويظهر على هيئة تورم القدمين‏,‏ وقد يؤدي إلى الاضطراب في وظائف عدد من الغدد الصماء مثل الغدة الدرقية ‏.‏

وقد تصاب بعض الحوامل بشيء من لين العظام أو هشاشتها لنقص الكالسيوم في جسمها؛ نظراً لسحب الجنين كميات زائدة من كالسيوم دم الأم أثناء تكون عظام جسده‏ ،وهذا جانب مما تكابده الأم الحامل من مشاق في حالات الحمل الطبيعي‏,‏ وتتضاعف هذه المشاق أضعافاً كثيرة في حالات حمل التوائم‏,‏ أو الحمل خارج الرحم، مما يعرف باسم الحمل غير الطبيعي‏، والذي قد يؤدي إلى وفاة كلٍ من الجنين والأم معا‏، وهناك عدد من الاضطرابات النفسية التي قد تصاب بها الحامل ‏.

ووضعته كرها:- ويسبق الوضع آلام الطلق التي قد تفوق في شدتها أية آلام أخرى تتعرض لها الأم الحامل طيلة مدة حملها، وقد تنتهي عملية الوضع في بعض الاحوال بوفاة الأم أو الجنين، أو بوفاتهما معاً ـ لا قدَّر الله- ‏وقد تضطر الحامل إلى الولادة غير الطبيعية بالشفط أو باستخدام بعض الآلات الخاصة‏ ـ مثل الجفت‏ ـ‏ أو حتى بعملية جراحية بشق البطن تعرف باسم العملية القيصرية‏,‏ وإلى غير ذلك من المخاطر‏ كما تكفي في ذلك الاشارة إلى ما تتعرض له الوالدة من آلام أثناء عملية المخاض ومن بعده‏,‏ ومن ذلك ما تشعر به من إجهاد شديد وقشعريرة بعد الولادة مباشرة‏,‏ ثم ارتفاع في درجة الحرارة‏,‏ وما تتعرض له من انخفاض في ضغط الدم‏,‏ واضطراب في النبض‏,‏ وتعرضها لإمكانية سقوط الرحم، وإلى غير ذلك من الأمراض التي قد تصيبها، والمعاناة التي قد تصاحب تلك الأمراض حتى تشفى وتعود إلى حالتها الطبيعية .‏‏

وتكفي في ذلك الإشارة أيضاً إلى ما تتعرض له الوالدة من نزيف دموي طيلة فترة النفاس‏,‏ والتي قد تمتد من لحظة إلى ستين يوماً ‏(‏بمتوسط يقدر بحوالي الأربعين يوما‏ًً)،‏ وذلك لسقوط المشيمة مع المولود‏,‏ وتركها للأوعية الدموية التي كانت تصل بينها وبين جدار الرحم مفتوحة كالجروح النازفة‏,‏ ولولا رحمة الله‏ ـ‏ تعالى ـ‏ بالوالدة‏,‏ تلك الرحمة التي هيأت لها إفراز العديد من الهرمونات التي تعين الرحم على الانقباض انقباضاً شديداً بعد الولادة مباشرة، لنزفت النفساء حتى الموت‏ .

وحمله وفصاله ثلاثون شهرا:- دلالة على أن أقل مدة للحمل هي ستة أشهر قمرية ـ أي‏177‏ يوماً‏ ـ‏ من لحظة الإخصاب‏,‏ وأن الحميل إذا ولد لستة أشهر فإنه قابل للحياة‏؛ لأن كافة أجهزة وأعضاء جسمه يكون خلقها قد اكتمل مع نهاية الأسبوع الثامن من لحظة الإخصاب ‏ـ ‏أي بعد‏56‏ يوما‏ًً ـ‏ وأن مرحلة انشائه خلقاً آخر تبدأ من اليوم السابع والخمسين من عمر الجنين، وتستمر حتى لحظة ميلاده في فترة تتراوح مابين الستة والتسعة شهور قمرية‏ ـ‏ أي‏177‏ يوما إلى‏266‏ يوماً بعد لحظة الإخصاب‏ ـ‏ تتم خلالها عملية تحديد الملامح الشخصية للحميل‏ .
ويلزم أن تغطي فترتي الحمل والرضاعة ثلاثون شهرا، والرضاعة الطبيعية تكسب الطفل حماية فطرية تحميه من العديد من الأمراض وفي مقدمتها السكري .وهذا يدل على الكره والوهن الذي تعانيه الأم .( )
وظاهر مما تقدم في هذه الدلالات العلمية أنها تتوافق تماما مع دلالات التوجيه لاختلاف القراءات في الموطنين من هذه الآية الكريمة .

2. ٹ ٹ چ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ چ [ يس: 68]
 القراءات الواردة في الآية :- ( )
" نُنَكِّسْهُ " : قراءة عاصم، وحمزة .
" نَنْكُسْهُ " : قراءة الباقين .
 التوجيه :
• نُنَكِّسْهُ :من التنكيس، أي نتابع عليه نكساً بعد نكس.( )
• نَنْكُسْهُ : النكس في الخلق : هو أن تصير قوته ضعفاً، وشبابه هرماً وزيادته نقصاً .( )
• وهما لغتان . ( ) و"القراءتان بمعنى جعل أعلاه أسفله".( )
وخلاصة ما عند أهل التفسير أن "معنى الآية نحول خلقه من القوة إلى الضعف ومن الفهم إلى البله. أي نضعف جوارحه بعد قوتها ونردها إلى نقصانها بعد زيادتها. أو نرده إلى أرذل العمر شبه الصبي في أول الخلق".( )
 التفسير العلمي للآية :
أي‏:‏ "ومن نطل في عمره إلى أرذل العمر نرده من القوة إلى الضعف‏,‏ ومن الشباب إلى الهرم‏,‏ ومن رجاحة العقل إلى خطل المنطق والذهان وفقد الذاكرة‏,‏ ومن الانشراح والإقبال على الدنيا إلى الاكتئاب والوسوسة‏ والخوف من كل شيء ، حتى الهوس والهيجان والجنون إلا من رحم ربك .‏ ومن هنا فقد سمَّى ربنا ـ تبارك وتعالى ـ ذلك كله بالنكس ـ أي الارتداد ـ من حال أفضل إلى حال أسوأ.
وتبدأ كهولة الإنسان بابتداء ضمور أنسجة وعضلات وغدد جسمه مما ينتج عنه إضعاف الجسد كله‏.‏ كذلك تبدأ الشرايين في الضمور والتصلب مما يؤدي إلى تقليل كميات الدم الواصلة إلى مختلف أعضاء الجسم، فيزيده ضعفاً على ضعف‏ .
ومن أهم أسباب الشيخوخة زيادة قوى الهدم‏ داخلَ الخلايا على قوي البناء المعروفة باسم الأيض أو الإستقلاب وذلك لأن خلايا الجسم كلها في تغير مستمر ماعدا خلايا كل من المخ والنخاع والأعصاب، فإن ما يهلك منها على طول الحياة لا يعوض ‏،
ويصاب الإنسان في هذه المرحلة بعدد كبير من الأمراض.( )
وظاهر بوضوح التوافق بين الدلالة العلمية للآية وتوجيه المعنى على كلتا القراءتين .

3. ٹ ٹ چ ﮇ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ کک ک ک گ گ گ گ چ [ الأنعام: 98]
 القراءات الواردة في الآية :- ( )
" فمستقِرٌّ " : قراءة ابن كثير، وأبي عمرو.
" فمستقَرٌّ " : قراءة الباقين.
 التوجيه :
" فمستقَرٌّ " :إما أن تكون "اسم مكان، ورفعه بالابتداء والخبر محذوف، والتقدير: فلكم مستقر، أي مقر أي مكان تقرون فيه، وتسكنون فيه، ويكون "مستودع" ومستودع أيضاً اسم مكان على معنى فلكم استقرار مكان استيداع، والمستقر حسب هذه القراءة : ليس الإنسان إنما هو اسم لمكان الإنسان، والمعنى فلكم مستقر في الأرحام ومستودع في الأصلاب على معنى استقرار ومكان استيداع، فتعطف مكان على مكان أو لها مستقر في الرحم ومستودع في الأرض التي تموت فيها . أو روي عن ابن عباس أن المستقر من خلق والمستودع من لم يخلق. ( )
أو مصدراً ميمياً ،ومستودع كذلك. ورفعهما على أنه مبتدأ حذف خبره، تقديره: لكم أو منكم، أو على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره : فأنتم مستقر ومستودع. والوصف بالمصدر للمبالغة ، أي فتفرع عن إنشائكم استقرار واستيداع، أي لكم . ( )
أما القراءة الأخرى " فمستقِرٌّ " :
فهي اسم غير ظرف ، على معنى فمستقر في الأرحام بمعنى قار في الأرحام لأن " قرّ واستقر" بمعنى لا يتعديان، ورفعه بالابتداء والخبر محذوف، أي فمنكم مستقر أي قار في الأرحام أي بعضكم قار في الأرحام وبعضكم مستودع في الأصلاب ، وقيل في القبور . والمستودع على هذه القراءة هو الإنسان بعينه فتعطف اسماً على اسم .( )
وعلى كلتا القراءتين فالمستقر إما "الرحم" أي المكان الذي يستقر فيه الجنين ،أو "الإنسان" نفسه حيث يستقر في الرحم .
أما المستودع فإما "الأصلاب" أو "القبور" أو هو "الإنسان" الذي يكون مستودعا في مكان ما .
 التفسير العلمي للآية :
فمستقر :- هو ذلك المكان المعجز الذي أودعه الخالق القدرة على تخليق خلايا التكاثر، وهو الذي يعرف باسم ( الغدد التناسلية ) .( )
وهكذا نجد أن المعنى العلمي الذي ذكره الدكتور زغلول يحدد المعنى بصورة مختلفة،فهو يرى أن المستقر هو الأصلاب (الغدد التناسلية ) وعليه فالمستودع هو الرحم الذي يستودع فيه الجنين مدة الحمل .
والمعنى في النتيجة لا يتعارض مع الدلالات اللغوية للألفاظ ولا مع معنى الآية ؛ وإن كان مختلفا مع المفسرين في تحديد وجهة المستقر والمستودع .
وأعتقد أن التحديد الذي ذكره الدكتور زغلول ألصق بالحقيقة على القراءة المشتهرة عندنا، حيث ترتيب الآية هكذا "مستقر" و "مستودع " فيكون "المستقر" هو الصلب ، و "المستودع "هو الرحم ، ولكن يبقى هذا المعنى الذي ذكره مرتبطا بقراءة حفص ومن معه دون أن يعارض القراءة الأخرى .

4. ٹ ٹ چ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ چ [ القيامة: 36 – 37]
• القراءات الواردة في الآية:- ( )
" يمنى": قراءة هشام بخلف عنه، وحفص، ويعقوب.
" تمنى" :قراءة الباقين .
 التوجيه :
• يمنى : حمله على المني كأنه : من مني يمنى أي يقدر خلق الإنسان وغيره منها، والصفة على هذا تتبع الموصوف وتتلوه ولا يحجز بينهما شيء، وهو أقوى . ( )
• تمنى : ومعناها تصب . وحمله على النطفة: أي يمنيها الرجل ويصبها في الرحم، أي ألم يك نطفة تمنى من مني .ولأنها هي التي أخبر تعالى أن الإنسان خلق منها ، استدلالا بقوله تعالى في سورة النجم : " من نطفة إذا تمنى " آية 46. فالصفة بهذه أليق. ( )
والقراءتان تتكاملان في تقديم الوصف للنطفة والمني ، فهي نطفة تمنى ، وهو مني يمنى .
 التفسير العلمي للآية :
ألم يك نطفة من مني يمنى :- النطفة :- هي خلية التناسل (خلية التكاثر ) سواء كانت من المرأة أو من الرجل .
المني :- هو السائل أو السوائل الحاملة للنطف التي قدرت بها الحياة .
يمنى من الإمناء :- وهو إفراغ السوائل الحاملة للخلايا التناسلية في مكانها الصحيح حتى تتم عملية الإخصاب، أو هو الإخصاب ذاته، وهو من تقدير الخالق الحكيم سبحانه وتعالى، أو هو إنتاج النطف ثم إخصابها، ويتم ذلك بتقدير من الله تعالى ليعطي كل فرد من بني آدم شيفرة وراثية تميزه عن غيره من الخلق، وتعطي ذلك لكل فرد من نسله إلى قيام الساعة.( )
وهذا التوجيه العلمي متكافئ تماما مع القراءتين في دلالتهما .

5. ٹ ٹ چ گ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ چ [المؤمنون: 12 – 14]
 القراءات الواردة في الآية :- ( )
" عَظْمًا فَكَسَوْنَا الْعَظْمَ " : قراءة ابن عامر، وشعبة.
"عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ ": قراءة الباقين .
 التوجيه :
• الْعِظَامَ:
"اسم وليس مصدراً ، ومن جمعها حملها على المعنى، لكثرة ما في الإنسان من العظام ". ( )
ويرى الآلوسي أن العظام "جمعت دون غيرها مما في الأطوار لأنها متغايرة هيئة وصلابة".( )
• الْعَظْمَ:
"اسم جنس،والواحد يدل على الجمع ". ( )
ودلالة القراءتين واحدة في الإشارة إلى خلق المضغة عظما وكسوه باللحم ، سواء أكان ذلك للعظم بمعنى اسم الجنس ، أم باعتبار تغايره وكثرته في جسم الإنسان .
 التفسير العلمي للآية :
(فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ):- " هذه مراحل ثلاث في تطور الجنين ربطت مع بعضها بحرف العطف " ف " الذي يدل على الترتيب مع التعقيب والاشتراك، وذلك لتتابعها المرحلة تلو الأخرى في تعاقب سريع على النحو التالي.......
تحوّل المضغة إلى العظام :- يستمر طور المضغة من نهاية الأسبوع الرابع إلى نهاية الأسبوع السادس من عمر الجنين ثم ينتقل إلى طور العظام ويتم في خلال الأسبوع السابع من عمر الجنين وفي هذه الفترة يبدأ انتشار الهيكل العظمي للجنين وذلك بالتكلس التدريجي للغضاريف التي تم تكونها في مرحلة المضغة حول عدد من المنابت العضوية ، وبتكون العظام يبدأ الجنين في تحقيق استقامة جذعه، وبروز أطراف أصابعه، وظهور حويصلات مخه .
كسوة العظام باللحم :- بعد اكتمال تحول طور المضغة إلى طور عظام في نهاية الأسبوع السابع من عمر الجنين تبدأ عملية كسوة العظام باللحم (العضلات والجلد) في خلال الأسبوع الثامن ، وتنشأ خلايا العضلات عادة من الطبقة المتوسطة للمضغة وتخرج من بين فلقاتها ولذلك فإنها تنشأ مجزأة، وتنتقل بعيدا عن منطقة الفلقات ثم تنمو وتتصل مع بعضها البعض مكونة أعدادا من الخيوط والألياف الأنابيب العضلية التي تنتظم بالتدريج في حزم مميزة تتصل بغشاء العظام مكونة النسيج العضلي الذي يكسوها، والذي يتميز إلى كل من الجهاز العضلي للظهر، والجهاز العضلي للبطن والصدر، والرأس والأطراف ويزود كلا منها بفرع من العصب الشوكي ". ( )
أعتقد أن التفسير العلمي يوضح لنا حكمة ورود القراءتين ، حيث الإشارة إلى بدء تكون هذا العظم من الغضاريف ، ثمّ كيف تنتشر وتتوسع وتتشكل حتى تكوّن الهيكل العظمي ، فقراءة الإفراد " العظم" تشير إلى نقطة البداية ، وقراءة الجمع " العظام " تشير إلى الانتشار ، وهذا معنى لا يعارض القراءتين ؛ بل يجلي معناهما .


6. ٹ ٹ چ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ چ [الانفطار: 6 – 8]
 القراءات الواردة في الآية :- ( )
"فَعَدَلَكَ " : قراءة عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف.
" فَعَدَّلَكَ " : قراءة الباقين.
 التوجيه:
• فَعَدَلَك :
أي "عدل بعضك ببعض فصرت معتدل الخلق متناسبه، فلا تفاوت في خلقك".( )
أو " صرفك إلى أي صورة شاء إما لصورة حسنة أو قبيحة أو شبه من شاء من قرابتك ، أو إلى أي صورة شاء ". ( )
• فَعَدَّلَك :
أي " سوى خلقك في أحسن صورة وأكمل تقويم، فجعلك قائماً، ولم يجعلك كالبهائم متطأطئاً". ) )
أو " صيرك معتدلا متناسب الخلق من غير تفاوت فيه".( )
ويرى ابن عاشور أن "القراءتين متقاربتان إلا أن التشديد يدل على المبالغة في العدل، أي التسوية فيفيد إتقان الصنع".( ) و" نقل القفال عن بعضهم أن عدل وعدّل بمعنى واحد".( )
 التفسير العلمي للآية :
فعدلك:- هو الاسم الذي يطلق على طور العظام وكسوتها باللحم وذلك بسبب الاستواء الطارئ على مظهر الجنين، وما يصاحب ذلك الاستواء من علاقات جديدة بين مختلف خلايا وأنسجة وأعضاء وأنظمة جسد ذلك الجنين فيأخذ بالاعتدال واكتساب الهيئة الآدمية الأولية . ( )
ونحن نلاحظ أن هذا التفسير العلمي يتوافق مع القراءتين ولا يخالف أيّة واحدة منهما .

المبحث الثاني : السماء في القرآن :
1. ٹ ٹ چ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ چ [الواقعة: 75]
 القراءات الواردة في الآية :- ( )
" بموْقع" : قراءة حمزة ، والكسائي، وخلف.
" بموَاقع" : قراءة الباقين .
 التوجيه :
• بموقع : أي "واحد يراد به الجمع، والمعنى مسقط النجوم، واكتفي بجمع النجوم عن جمع ما اضيف إليه".( ) وهو "مصدر يدل على القليل والكثير،( مصدر ميمي ) فلم يحتج إلى جمعه ، ويعني بوقوعها أي غروبها أو اسم لجهة غروبها" .( ) أو أنه "أفرد لأنه اسم جنس ". ( )
• بمواقع: جمع موقع: أي" مكان الوقوع اي محالّ وقوعها من ثوابت وسيارة ".( )
وجمعت " لأن لكل نجم موقعاً، وأراد مساقط النجوم في أنوائها. أي مواضع غروبها، فجمع على المعنى، وهو الاختيار.وجعل مواقع النجوم بهذا المعنى مقسماً به لأن تلك المساقط في حال سقوط النجوم تذكر بالنظام البديع الذي يسلكوه كل ليلة لا يختل ولا يتخلف ".( )
و "الجمع إن كان مصدراً فلاختلافه، وذلك لأن المصادر، وسائر أسماء الأجناس إذا اختلفت جاز جمعها".( ) وقيل أراد نجوم القرآن .( )
ويرى الطبري "أنهما قراءتان معروفتان بمعنى واحد ". ( )
 التفسير العلمي للآية :
بمواقع النجوم: هي الأماكن التي تمر بها في جريها عبر السماء محتفظة بعلاقتها المحددة بغيرها من الأجرام في المجرة الواحدة وبسرعات جريها ودورانه، وبالابعاد الفاصلة بينها، وبقوى الجاذبية الرابطة بينها، وهذه المواقع هي التي يراها الإنسان. ( )
ويظهر هنا أن التفسير العلمي لم يعرض للقراءة الأخرى بالإفراد ، وإن كان الظاهر أنه لا تعارض دلالي في المعنى .

2. ٹ ٹ چ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ پ پ پپ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥٹ ٹ ٹ ٹ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ چ [الأنعام: 125]
 القراءات الواردة في الآية :- ( )
" يصْعَد ":قراءة ابن كثير.
" يصَّاعَد " :قراءة شعبة .
" يصَّعَّد": قراءة الباقين .
 التوجيه:
• يصْعَد : فيه معنى الصعود، وهو الطلوع، شبه الله الكافر في نفوره عن الإيمان، وثقله عليه بمنزلة من تكلف ما لا يطيقه كما أن صعود السماء لا يطاق . ( )
• يصَّاعَد : فيه نفس معنى يصْعَد، ويزيد عليه معنى : فعل شيء بعد شيء، وذلك أثقل على فاعله لأنه يريد أن يفعل ما لا يطيقه .( )
• يصَّعَّد : هو تكلف ما لا يطيق شيئاً بعد شيء، أي يتكلف الصعود.( )
ويرى القرطبي أن القراءات الثلاث بمعنى واحد: "وهو أن الكافر من ضيق صدره كأنما يريد أن يصعد إلى السماء وهو لا يقدر على ذلك، فكأنه يستدعى ذلك ، أو المعنى كاد قلبه يصعد إلى السماء نبواً عن الإسلام". ( )
ويظهر لي من خلال الدلالة اللغوية لتصريف الفعل في القراءات الثلاث الارتقاء درجة فدرجة في التصعيد ، وهذا ما سنلحظه في التوضيح العلمي الذي كشف عنه العلم الحديث .
 التفسير العلمي للآية :
ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء: إذا تجاوز الإنسان ارتفاع الثمانية كيلومترات فوق مستوى سطح البحر فإنه يتعرض إلى صعوبة في التنفس لنقص الأوكسجين وتناقص ضغط الهواء، وانخفاض الضغط الجوي وتحت هذين العارضين لا يستطيع جسم الإنسان القيام بوظائفه الحيوية، فتبدأ بالتوقف، وهنا يمكن تفسير ضيق الصدر الذي يمر به الإنسان عند الصعود إلى تلك المرتفعات.( )
وهذا المعنى كما هو بيّن يتوافق مع دلالات المعنى للقراءات جميعها ، بل يعطي وضوحا دقيقا للترتيب الذي جاءت به القراءات ، فهي من "يصعد" إلى "يصّاعد" إلى "يصّعّد" ،وهذا تشديد في الصعوبة تناسبا طرديا مع الارتفاع والصعود .

3 ٹ ٹ چ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ چ [ الحجر: 14-15 ]
 القراءات الواردة في الآية :- ( )
"سكِرَت" :قراءة ابن كثير.
"سكِّرَت": قراءة الباقين .
 التوجيه :
• سكِرَت: فعل متعد قد أسند إلى المفعول به، وهو الأبصار، ومعناه: غشيت أو عميت، وقيل انسد موضع نورها . يقال سكَرتها أنا إذا اسددت موضع نورها. ويعني : فسدت أبصارنا واعتراها خلل في إحساسها كما يعتري عقل السكران ذلك فيختل إدراكه.( )
• سكِّرَت:
هي "انقطاع الشيء عن سببه الجاري".( ) و"بني على فعل بتشديد العين للتكثير، لأنه مسند إلى جماعة، وهي الأبصار، ويجوز أن يكون التشديد لتعدية، ويعني : فسدت أبصارنا واعتراها خلل في إحساسها كما يعتري عقل السكرانذلك فيختل إدراكه ووقع هذا مرة بعد الأخرى لأنها مشدده.( )
ويرى صاحب الكشف أنهما" لغتان، لكن في التشديد معنى التكثير والتكرير، وحسن ذلك لإضافته إلى جماعة، لكل واحد بصر قد غشي بغشاوة".( ) و"على القراءتين فالفعل مبني لمجهول، ويعني سدت ".( )
 التفسير العلمي للآية :
سكرت أبصارنا: أثبت العلم الحديث "أن الإنسان إن ارتفع فوق مائتي كيلو متر فوق مستوى سطح البحر لا يستطيع الرؤية من شدة الظلام الذي يغشى الكون في غالبية أجزائه،وتبدو الشمس قرصا أزرق في صفحة حالكة السواد، لا يقطع حلوك سوادها إلا بعض البقع الباهتة الضوء في مواقع للنجوم وذلك لندرة وجود الغبار وبخار الماء الذان يعملان على تشتيت الضوء". ( )
ويتضح من القراءتين أنهما تجتمعان في دلالة واحدة وهي انسداد النظر وانعدام الإبصار ، وهذا المعنى متوافق مع الدلالة العلمية الحديثة .

4. ٹ ٹ چ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ چ [ يونس: 5]
 القراءات الواردة في الآية :- ( )
"ضِئَآءً " :قراءة قنبل .
" ضِيَآءً " : قراءة الباقين.
 التوجيه:
• ضِئَآءً : أصله ضياء، بياء بعد الضاد وهمزة واحدة في الطرف؛لأنه مصدر ضاء ضياء، أو جمع ضوء فالياء فيه منقلبة عن واو، فالأصل : ضواء بالواو، فقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها ولاعتلالها في الفعل أو الواحد، ولقربها من الطرف، ثم قلبوا الكلمة، فجعلوا الهمزة التي وقعت طرفا في موضع العين، وجعلوا الياء التي هي عين في الطرف فبقي ضئاي بهمزة بعد الضاد وياء بعد الألف، ثم إنهم قلبوا الياء همزة لوقوعها طرفاً بعد ألف زائدة فبقي ضئاء بهمزتين ، وحملها على الجمع أولى، لأن القلب بالجمع أليق. ( )
• ضِيَآءً :هذه القراءة هي الأصل الذي لم يقلب، وهو فعال جمعاً، أي جمع ضوء أو مصدراً لضاء، وعلى أي وجه منهما فالمضاف محذوف. المعنى : جعل الشمس ذات ضياء، والقمر ذا نور . أو يكون جعلا النور والضياء لكثرة ذلك منهما .( )
 التفسير العلمي للآية :
الشمس ضياء:- الضياء هو الضوء الصادر عن الجسم الملتهب المضيء بذاته الذي ينتج الطيف المرئي من مجموعة أطياف الطاقة الكهرومغناطيسية الناتجة عن عملية الإندماج النووي التي تحدث داخل الشمس.( )
وهو معنى لا يتعدى الدلالات اللغوية للقراءتين ولا يعارضهما أبدا .


المبحث الثالث : الأرض في القرآن :
1. ٹ ٹ چ ھ ھ ھ ے ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ چ [ الرحمن: 33 – 35]
 القراءات الواردة في الآية :- ( )
" شِوَاظ" : قرأها ابن كثير بكسر الشين .
" شُوَاظ" : قرأ الباقون بفتح الشين .
 التوجيه :
«شواظ» بكسر الشين متعلق بيرسل - أو بمضمر هو صفة لشواظ . ( ) وهما "لغتان في اللهب الذي له دخان ".( )
 التفسير العلمي للآية :
يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران:- النحاس هو فلز النحاس المعروف والنحاس وهو منصهر في صفحة السماء يعد عقابا رادعا لكل محاولة لاختراق أقطار السماوات والأرض إلا بإذن الله تعالى وخير دليل على قوة النحاس المنصهر في السماء هو ضرب ذرات النحاس لجسم كبسولة فضائية حيث أنه يظهر عليها جنزار نحاس. ( )
والأمر هنا أيضا واضح في الدلالة على المعنى نفسه رغم اختلاف القراءتين .

2. ٹ ٹ چ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ چ [الحج: 5]
 القراءات الواردة في الآية :- ( )
" وَرَبَأتْ": قراءة أبي جعفر .
" وَرَبَتْ" : قراءة الباقين .
 التفريق في المعنى مع التوجيه:
• وَرَبَتْ : أي حصل لها رُبُو: وهو ازدياد الشيء ، وفسر هنا بانتفاخ الأرض من تفتق النبت والشجر.( )
• وَرَبَأتْ:أي ارتفعت وأشرفت. ومنه قولهم: ربأ بنفسه عن كذا، أي ارتفع مجازا، وهو فعل مشتق من اسم الربيئة وهو الذي يعلوا ربوة من الأرض لينظر هل من عدو يسير إليهم، وقيل هنا عن الأرض فكأن الأرض بالماء تتطاول.( )
والقراءتان تفيدان ازدياد الأرض وانتفاخها وارتفاعها وعلوها ، فهي تزداد وترتفع .
 التفسير العلمي للآية :
فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج:- الماء يتكون من اتحاد ذرة أكسجين واحدة مع ذرتي أيدروجين برابطة قوية لا يسهل فكها وترتبط بشكل زاو له قطبية كهربية واضحة وهذه القطبية تعطي الماء صفاته المميزة له من مثل قدرته الفائقة على الإذابة، وعلى التوتر السطحي وشدة تلاصق جزيئاته مما يجعل له الخاصية الشعرية وعلى التكور في هيئة قطرات وعدم امتزاج محاليله امتزاجا كاملا ، والماء بهذه الصفات إذا نزل على تربة الأرض أدى إلى إثارتها كهربيا مما يجعلها تهتز وترتعش وتنتفش ويزداد حجمها فتربو وتزداد، وذلك لأن تربة الأرض تتكون في غالبيتها من المعادن الصلصالية التي يؤدي تميؤها إلى اهتزاز مكونات التربة، وزيادة حجمها، وارتفاعها إلى أعلى حتى ترق رقة شديدة فتنشق مفسحة طريقا سهلا آمنا لسويقة النبتة الطرية الندية المنبثقة من داخل البذرة النابتة المدفونة بالتربة.( )
وما ذكره الدكتور زغلول هنا يتفق مع الدلالتين اللتين وضحتهما القراءتان ؛ وهما الزيادة والارتفاع إلى أعلى .

المبحث الرابع : الحيوان في القرآن :
1. ٹ ٹ چ ک ک ک ک گ گ گ گ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ چ [ النمل: 18]
 القراءات الواردة في الآية :- ( )
"لايحطمنْكم": قراءة رويس .
"لا يحطمنَّكم" :قراءة الباقين .
 التفريق في المعنى مع التوجيه:
• لا يحطمنَّكم : "أبلغ في التأكيد من الخيفة، واللفظ لفظ نهي يتضمن معنى الجزاء ، والمعنى: إن لم تدخلوا مساكنكم حطمتم". ( ) وهو دلالة على أن الفاعلين فيه كثرة. ( )
• لايحطمنْكم : "نون التوكيد الخفيفة، وهي مؤكدة إلا أن الثقيلة أشد تأكيداً". ( )
ويشير أبو حيان إلى أن القراءة بالتشديد قد "جاءت بما هو أبلغ " ، وذلك كما أشار الزمخشري من قبل".( ) والذي أراه أن القراءتين تشيران إلى تعدد المعنى فحسب .
 التفسير العلمي للآية :
يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لايحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون:- تشير إلى أن للنمل قدرا من الذكاء والوعي والإدراك والشعور الذي يمكنه من معرفة الأشياء والأماكن والاتجاهات والأوقات والأشخاص ويعينه على التمييز بين الحق والباطل، وعلى توقي المخاطر وتجنبها، وفي الإقدام على المغانم واقتناص فرصها، وفي ترتيب وتنظيم حياته الاجتماعية بعدد من القواعد الدقيقة.ومن أدلة ذكاء النمل قدرته على زراعة بعض النباتات مثل الفطر، وحمايتها من الميكروبات بإفراز العديد من المضادات الحيوية، وغيرها الكثير.( )
ويتضح هنا أن هذه الدلالات العلمية التي تشير إليها الآية الكريمة لا تختلف باختلاف أوجه القراءات القرآنية .

2. ٹ ٹ ﭷ ﭸ ﭹ چ چ چ ﮆ ﮇ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ک گ گ گ گ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ں ں ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ہ ہ ہ ہ ھ ھ ھ ھ ے ے ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ چٌ[ ص: 31 – 35]
 القراءات الواردة في الآية : ( )
" بالسُّؤْقِ، بالسُّؤُوْقِ":قراءة قنبل .
"بالسُّوقِ":قراءة الباقين .
 التوجيه:
قراءة بالسُّؤْقِ:"همزت لمجاورة الضمة إياها، فجعلوا الضمة المجاورة كأنها فيها، والواو إذا كانت فيها ضمة جاز قلبها همزة نحو أسؤق ". ( )
أما بالسُّؤُوْقِ: "فالهمز هنا جائز مطرد لتحرك الواو الأولى بالضم ". ( )
وقراءة بالسُّوقِ: "فالسوق جمع ساق ". ( )
وعلى اختلاف هذه القراءات فهي لغات في هذه الكلمة كما يظهر والمعنى واحد .
 التفسير العلمي للآية :
فطفق مسحا بالسوق والأعناق:- إشارة إلى حساسية الحصان للمس وأكثر المناطق حساسية للمس هي سيقانه وعنقه وما حول رأسه حيث أثبتت الدراسات أن المسح على سيقان الخيل وأعناقها يلعب دورا مهما في تطمينها وإشعارها بالود والمحبة .
وإشارة الآية الكريمة إلى الجياد بالتأنيث :- إشارة إلى الإناث هي الآمرة الحاكمة، صاحبة القرار على باقي أفراد القطيع، هذا ما أثبتته الدراسات المتأخرة في علم سلوك الحيوان.( )
ولما لم نجد في كتب التفسير أو توجيه القراءات ما يشير إلى هذا المعنى أو يعارضه ، فيبقى أن هذا معنى جديد يحكم فيه البحث العلمي وصدق ذلك البحث . ( )

خاتمة البحث
وبعد هذه الدراسة العلمية لمجموع هذه الآيات التي تحققت فيها المعاير المنهجية البحثية التي قررتها طبيعة البحث ومنهجيته، فقد توصلت إلى جملة من النتائج توضح طبيعة العلاقة بين أوجه اختلاف القراءات والإعجاز العلمي، وأثر هذه القراءات في دلالات آيات الإعجاز .
أولاً: أثبت البحث أن هناك علاقة بين القراءات القرآنية والإعجاز العلمي، وأن لها نوعاً من التأثير كشفت عنه هذه الدراسة .
ثانياًَ: ما تمَّ دراسته في هذا البحث هو خمس عشرة آية فحسب وهذا لا يعني اقتصار العلاقة بين القراءات والإعجاز العلمي على هذه الآيات وحدها بل قد تظهر الاكتشافات العلمية الجديدة معاني أخرى لآيات جديدة تكون لها صلة بالقراءات القرآنية .
ثالثاً: يمكن تحديد نوع العلاقة والتأثير من خلال بعدين اثنين بهذا التفصيل :
البعد الأول: ما تعدد من أوجه القراءات مما لا يغير في المعنى من مثل اختلاف اللغات وتنوعها في الكلمة الواحدة ، لا يعد لذلك أثر في المفهوم العلمي، وهذا كما ورد بيانه في "ضياء /ضئاء" سورة يونس آية 5.
البعد الثاني: ما تعدد من أوجه القراءات مما له أثر في المعنى، فقد اختلفت العلاقة وتنوع أثره في الإعجاز العلمي، وأخذ ذلك أكثر من شكل :
1. وجدنا أن المفهوم العلمي يتوافق مع القراءتين. في كثير من الأمثلة :( ربأت /ربت)الحج /5 و(نطفة من مني يمنى/ تمنى) القيامة 36-37 .
2. أن يقتصر المفهوم العلمي على وجه واحد في القراءة دون أن يعرض للقراءة الأخرى، ولكنه لا يتعارض مع المعنى للقراءة الأخرى .(مستقر ومستودع) الأنعام /98 .
3. أن يتوافق المفهوم العلمي مع القراءتين، لكنه يزيد التوجيه وضوحاً وتحديداً كما في:( عظماً /عظاما )المؤمنون 14 ،و( فعدّلك / فعدلك)الانفطار7.
4. أن يكشف المفهوم العلمي دلالة جديدة للقراءات القرآنية فيعطي وضوحاً في المعنى كما في ( يصعد) الأنعام 125، و (بالسوق) سورة ص 33.
رابعاً: يمكننا أن نعد المفهوم العلمي المرتبط بقضايا الإعجاز العلمي من مسائل توجيه القراءات . باعتباره اجتهاداً في فهم القرآن الكريم .
ولا يزال الباب مفتوحاً في ذلك فهماً وتدبراً، اهتماما بتوجيه القراءات في ظل التطور العلمي والاكتشافات العلمية .

والله الهادي الموفق











المراجع
1. أحمد عمر أبو حجر ،التفسير العلمي للقرآن في الميزان / دار ابن قتيبة ط 1 1991
2. الآلوسي، أبي الفضل شهاب الدين السيد محمود،(ت: 127ه)، روح المعاني، (تحقيق: الاستاذ سيد عمران)، د.ط، دار الحديث، القاهرة .
3. الأندلسى، أبو حيان، تفسير البحر المحيط، د.ط ، دار الفكر .
4. خاروف، محمد فهد، الميسر في القراءات الأربع عشرة، ط4 – 1427ه/ 2006م، دار ابن كثير – دمشق .
5. التوجيه اللغوي والبلاغي لقراءة الإمام عاصم- د. صبري المتولي
6. الفارسي، أبي علي الحسن بن عبد الغفار،(ت: 377ه)، الحجة للقراء السبعة، ( تحقيق: بدر الدين قهوجي و بشير حويجاتي)، ط1 -1993م، دار المأمون ، دمشق.
7. القاضي، عبد الفتاح عبد الغني، البذور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة، ط1 – 1429ه/ 2008م، دار السلام – مصر .
8. القيسي، أبي محمد مكي بن طالب،(ت: 473ه)، الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها، (تحقيق: د. محي الدين رمضان)، ط2 – 1981م، مؤسسة الرسالة – بيروت.
9. القرطبي، أبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري، ( ت: 671ه)،الجامع لأحكام القرآن، (تحقيق: محمد إبراهيم الحفناوي)، د.ط، 2002م، دار الحديث، القاهرة.
10. ابن عاشور، محمد الطاهر،(ت: 1393ه)، التحرير والتنوير، د.ط، دار سحنون، تونس.
11. ابن أبي مريم، نصر بن علي بن محمد أبي عبد الله الشيرازي الفارسي،(ت: 565ه)، الموضح في وجوه القراءات وعللها، ( تحقيق: د. عمر حمدان الكبيسي)، ط1 – 1993م .
12. الرازي، فخر الدين محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن ابن علي التميمي،(ت: 604ه)، مفاتيح الغيب، ط2 – 2004م، دار الكتب العلمية، بيروت.
13. الدمياطي، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد الغني، إتحاف فضلاء البشر فى القراءات الأربعة عشر ويسمى ( منتهى الأماني والمسرات في علوم القراءات )، ( تحقيق: أنس مهرة)، ط1 – 1998م، دار الكتب العلمية، بيروت.
14. الزمخشرى، جار الله أبو القاسم محمود بن عمر،(ت: 538ه)، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل فى وجوه التأويل، د.ط، 1407ه، دار الكتاب العربي، بيروت.
15. ابن عطية الأندلسي، أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطية، ( ت: 542ه)، المحرر الوجيز .
16. لسان العرب
17. السيوطي ، جلال الدين ،الإتقان في علوم القرآن ، دار الكتاب العلمي ،بيروت ،لبنان ط2 1996
18. النجار، د. زغلول محمد:موسوعة الإعجاز العلمي(السماء في القرآن الكريم)، ط 4- 1428ه – 2007م، دار المعرفة – بيروت.
19. الوجوه البلاغية في توجيه القراءات القرآنية المتواترة-د. محمد أحمد الجمل
20. الزرقاني ، عبد العظيم ، مناهل العرفان في علوم القرآن
21. التوجيه البلاغي للقراءات- أحمد سعد
 
جزاكم الله خيرا أستاذي الفاضل الحسن بن ماديك
بحث قيم لباحث متميز دائماً الأخ الدكتور سليمان الدقور حفظه الله​
 
البحث قيم ويمكن عده لبنة أولية لاستثمار العلوم في توجيه القراءات ،مما يثري الإعجاز العلمي في القرآن ويثري توجيه القراءات ،وأرجو أن تتاح لنا فرصة الإطلاع على باقي بحوث المؤتمر.
 
رؤية في الإعجاز

شحادة حميدي العمري
مدير المعهد العالي للقراءات والدراسات القرآنية
جامعة العلوم الإسلامية العالمية
عمــان
المملكة الأردنية الهاشمية



بحث مقدم إلى :
المؤتمر الدولي الأول في نواكشط للمتخصصين في القراءات
في الفترة من 10ـ12/6/2011م



1432هـ /2011م




بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد:
فيطيب لي أن أكتب هذا البحث الوجيز لأقدمه إلى المؤتمر الدولي الأول في نواكشط للمتخصصين في القراءات الذي اجتمعت فيه بدور القراءات؛لأعرض رؤية في الإعجاز كتبها قلمي بما أملى عليه قلبي من فهمي للإعجاز الذي برز مصطلحه في القرن الثالث الهجري ولا تزال الأقلام تتناضل في شأنه، والأقاويل تتباين في فهمه ؛ فارتأيت أن أنشر رؤيتي في الإعجاز التي جالت في خاطري منذ سنوات، وتهيبت أسلات القلم أن تسيل بالكلمات فَرَقًا من كسر اليراع ممن يكره التجديد المفيد ويعشق التقليد التليد، مع أن صاحب القلم قد جاء برؤية في الإعجاز اجتهد فيها أن يربط الحفدة المعاصرين بالأجداد المجاهدين من خيار العرب الأقحاح الذين فقُهوا الإعجاز بدءاً من الصدّيق أبي بكر ثم الفاروقِ عمرَ رضي الله عنهما ثم بقية الصحابة رضوان الله عليهم.
إنني أعرض هذه الرؤية في الإعجازعلى شيوخي العلماء الأعلام، وعلى زملائي الفضلاء الكرام؛ ليسددوا ما شذ من الكلام عن مهيع الطريق،فما أنا إلاّ ظالع يحاول أن يدرك شأو الضليع .
وجاء البحث في مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة .
المبحث الأول: الصحابة هم فقهاء الإعجاز.
المبحث الثاني: دلائل الإعجاز في مصنفات الإعجاز.
المبحث الثالث: وجوه الإعجاز سبل الوصول إلى الإعجاز.
الخاتمة
واللهَ تعالى أسأل أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفعني به يوم لا ينفع مال ولا
بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم،،

المبحث الأول
الصحابة هم فقهاء الإعجاز
بلغت اللغة العربية أوج قوتها وحيويتها عندما نزل القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت آيات القرآن الباهرات تبهر ألباب العرب الألباء عند سماعها فضلاً عن الاستماع إليها.
لقد بلغ العرب في البلاغة والفصاحة مبلغًا لم يبلغوه من قبلُ، وصدق الأستاذ الرافعي في وصف العرب بقوله: "فقامت فيهم بذلك دولة الكلام؛ ولكنها بقيت بلا مَلِكٍ حتى جاءهم القرآن" . عندئذ شعر فصحاء العرب الذين كانوا فرسان البيان بأن القرآن الكريم ليس وراءه إنسان، وإنما أنزله الله رب العالمين الذي يقول للشيء كن فيكون. فآمن به منْ خرج من شرنقة الضلالة إلى نورالهداية،وعاند منْ ظل سادراً في الغواية مع يقينه أن للقرآن حلاوة في لفظه ومعناه، فدخل في الإسلام منْ أيقن بإعجاز القرآن الكريم من العرب الأقحاح الذين كانوا ينطقون بِحُرِّ الكلام ممن فقُهوا القرآن فتقربوا إلى الملك الديان الذي أنزل القرآن دون أن يدرسوا المواد الإجبارية والاختيارية في الجامعات،لأن الفطرة كانت صافية من شوائب الشبهات.
آمن الجيل المثالي من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم عند سماع الكلام من سيد الأنام ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأيقنوا أن هذا الكلام ليس بمقدور( الإنس والجن أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا) قبل أن تنزل واسطة العقد بين آيات التحدي قبل الهجرة وبعدها، آية الإسراء التي جاءت خبرية في مبناها ومعناها ، قوله تعالى(قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) سورة الإسراء آية 88 .
هذه الآية نزلت في آخر سنوات المرحلة المكية المباركة وقد آمن الكثيرون من خيار العرب الخلص الذين فقُهوا إعجاز القرآن الكريم قبل نزول هذه الآية بسنوات؛ لإدراكهم أن هناك بوناً كبيرًا بين كلام فصحاء الجاهلية وكلام القرآن الكريم .


والمتأمل في حوادث السيرة النبوية المشرفة يجد نماذج كثيرة من أولئك الأخيار الأطهار الذين آمنوا بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم بعد يقينهم بإعجاز القرآن الكريم،ومن هذه الكوكبة الفاقهة أبو بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب، وجبير بن مطعم رضي الله عنهم وعن الصحابة أجمعين إلى يوم الدين.
هذا جبير بن مطعم رضي الله تعالى عنه أسلم عندما استمع إلى تلاوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بسورة الطور وهو يصلي المغرب، دخل الإيمان سويداء قلبه دونما استئذان من إنسان، ومن غير أن يدرس مادة البيان على أي إنسان. ألا ترى أن جبيرًا رضي الله عنه قد أدرك الإعجاز فأخذ بمجامع قلبه، وتلابيب عقله!! أليس هذا هو الإعجازَ الذي نتغياه في دراسة الوجوه التي تتكاثر في عددها، وتتزايد في نوعها كلما طلعت شمس الصباح.
والحق أن العرب عند نزول القرآن الكريم كانوا فريقين ، فريق صدق بالقرآن الكريم وإعجازه، وهم الذين عاشوا على مأدبة القرآن الكريم بعد ذلك وتزودوا بزاد التقوى.
هذه الكوكبة المؤمنة هي المثل الأعلى في فقه الإعجاز لكل الناس حتى يقوم الناس لرب الناس؛لأنهم الصفوة التي اختارهم الله تعالى ليكونوا التلاميذ النجباء الألباء لسيد الثقلين صلى الله عليه وسلم، ولولا إدراكهم بالعجز عن المعارضة لما فقُهوا الإعجاز.
لقد كانوا رضوان الله عليهم مصابيح الدجى في جميع أحوالهم من غير أن يكونوا معصومين، لكنهم كانوا الحواريين المخلصين للمعصوم صلى الله عليه وسلم يقتدون به في حركاتهم وسكناتهم، فسادوا وقادوا ورضي الله عن عتبة بن غزوان الذي قال في خطبة شهيرة: (ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا، فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك، فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها، فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميراً على مصر من الأمصار، وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما، وعند الله صغيرا، وإنها لم تكن نبوة قط إلا تناسخت، حتى يكون آخر عاقبتها ملكا، فستخبرون وتجربون الأمراء بعدنا)
لا أعلم أن أحداً من الصحابة الكرام ذكر مصطلح الإعجاز الذي قامت الدراسات حوله؛ لأنه لم يكن في معجماتهم الإيمانية مع معرفتهم بجذر الكلمةومادتها وصيغتها في لسانهم ، فإذا كان المصطلح غير معروف في مخاطباتهم ؛فضلاً عن معرفتهم بالوجه الإعجازي الذي جعلهم يؤمنون بإعجاز القرآن الكريم
إنني اتفق تماماً مع العلامة الأستاذ محمود محمد شاكر رحمه الله تعالى الذي يرى أن مسألة "إعجاز القرآن" أعقد مشكلة يمكن أن يعانيها "العقل" الحديث، كما يسمونه ، لكني ـ مع عجزي وضعفي وقلة بضاعتي ـ اختلف معه في اختيار وجه واحد ، هو وجه البيان والنظم، قال رحمه الله تعالى بعد أن تحدث عن القرآن الكريم بأنه ليس من كلام البشر، قال:" فإذا صح هذا، وهو صحيح لا ريب فيه ، ثبت ما قلناه أولاً من أن الآيات القليلة من القرآن، ثم الآيات الكثيرة، ثم القرآن كله، أي ذلك كان في تلاوته على سامعه من العرب، الدليل الذي يطالبه بأن يقطع بأن هذا الكلام مفارق لجنس كلام البشر، وذلك من وجه واحد، هو وجه البيان والنظم" .
لقد صدق العلامة شاكر رحمه الله تعالى في اختيار وجه البيان والنظم في نظره؛ لأنه نظر إلى ما كان عليه العرب من علو كعب وطول باع في اللغة والبيان فعدّ وجه النظم وجهًا وحيداً في الإعجاز، وهو صحيح من حيث الواقع العام، لكنني لا أرى هذا الرأي للأسباب الآتية:
أولاً: القرآن الكريم لم ينزل إلى هداية العرب خاصة، وإنما نزل لهداية الإنسان إلى قيام الساعة، ففي كل عصر تظهر أجيال تتلوها أجيال ، وهذه الأجيال من البشر مطالبة بأن تؤمن بالقرآن الكريم وإعجازه، فلا يتصور أن يكون القرآن معجزًا بوجه واحد كامن في كيانه.
وأما القول بأن العرب قد عجزوا عن المعارضة، فالواجب اللازب على منْ يأتي بعدهم أن يوقن بعجزه، فالمسألة عادت إلى القياس،وما دام الإعجاز ممكناً دون قياس،فهو أولى .
ثانيًا: آيات التحدي ختمت بآية سورة البقرة (فأتوا بسورة من مثله..) ، هذه الآية انفردت عن أخواتها آيات التحدي بحرف (من) وهو في أرجح أقوال النحويين يدل على التبعيض، وثمرة هذا القول أن وجه الإعجاز في القرآن الكريم لا تنحصر في الوجه البياني،لأن الناس الذين تحداهم القرآن الكريم في هذه المرحلة ليسوا عربًا فحسب، وإنما هم من أجناس مختلفة فحيث أشرقت الشمس أشرق القرآن الكريم لتشرق شمسه على قلوب العرب والعجم؛لأن الخلق جميعًا هم خلق الله تعالى، فكانت وجوه الإعجاز الأخرى كامنة في مضامين الآيات البينات يدرك معناها من فتح الله تعالى عليه ، وعندئذ يفقه الإعجاز في ضوء فهمه للوجه الإعجازي الذي صدّق به.
وإذا كان ذلك كذلك فإن رؤيتي في الإعجاز تنطلق من فقه الصحابة رضوان الله عليهم لإعجاز القرآن الكريم الذين آمنوا بالقرآن الكريم فكان إيمانهم تصديقًا بإعجازه، على الرغم من غرابة هذا المصطلح الذي أضحى مصطلحًا لا يعذر أحد بجهله فضلاً عن أن يسمع به.
لا شك أن الإعجاز البياني هو الوجه الإعجازي الوحيد الفريد الذي ينتظم القرآن الكريم كله، سورة سورة، وآية آية، وجملة جملة، وكلمة كلمة، وحرفاً حرفاً في النظم الكريم، ومثله في نظري الإعجاز الروحي.
وأما بقية وجوه الإعجاز فلا نجدها في كل آياته، ومثلما آمن الصحابة رضوان الله عليهم في المرحلة المكية عند سماع بعض آيات القرآن الكريم، يؤمنُ مثلهم منْ فقه التشريع أو الفلك أو الطب بما فقه كما آمن من فقه من الصحابة الإعجاز في تلك الآيات التي استمع إليها، هذا أولاً.
وأما ثانياً: فإن القائل بالوجه البياني فحسب يعلم أن المخاطبين بالقرآن لا يخاطبون بالقرآن كله حين دعوتهم للإيمان بإعجازه، وإنما يتلو عليهم الداعية بعض الآيات البينات فيشعر صاحب اللسان أن ما يتلوه اللسان ليس وراءه إنسان.
المبحث الثاني
دلائل الإعجاز في مؤلفات الإعجاز
كتب شيخ البلاغة الإمام عبد القاهر الجرجاني رحمه الله تعالى كتابين سارت بهما الركبان،لأهميتهما في علمي المعاني والبيان،وهما:(دلائل الإعجاز)و(أسرار البلاغة)،عرض الإمام في الثاني لمسائل علم البيان؛لكنه لم يسمه بـ (أسرار البيان)؛ويتراءى لي أنه رغب عن هذا العنوان؛لأن البيان يحمل معنى البيان والايضاح في اللغة فلا ينسجم المضاف إليه مع المضاف،ولذلك عدل إلى كلمة البلاغة المأخوذة من (بَلُغَ) لتكون المضاف إليه؛لأنها تتناغم مع كلمة أسرار في مبناها معناها.
وأما كتاب (دلائل الإعجاز) الذي تحدث فيه الجرجاني عن الفصاحة والبلاغة ومسائل علم المعاني،واستدل بالآيات الكريمات في مواضع كثيرة من كتابه، وفسّر بعضها تفسيراً بيانياً في أبواب التقديم والتأخير والقصر والفصل والوصل،وغيرها من الأبواب ولو فسر الإمام الجرجاني القرآن الكريم بهذا الأسلوب البياني الرائع؛ لأقنع العقل وأمتع العاطفة، لكنه ـ رحمه الله تعالى ـ قد عُني بمسألة النظم؛للرد على أنصار اللفظ وأنصار المعنى، فكتب دلائل الإعجاز لإقناع القبيلين بنظرية النظم وهي" توخي معاني النحو".
لقد كان اختيار الإمام الجرجاني لعنوان(دلائل الإعجاز) موفقاً في نظري، فالدلائل والأدلة هي التي تقنع المخاطب،وهذه الدلائل جاءتها كلمة (الإعجاز) لتكون المضاف إليه؛ ولتضفي على العنوان المهابة؛كون الكتاب معنياً بإعجاز القرآن الكريم، فمؤلفه سماه :دلائل الإعجاز؛ لأن عناوين الأبواب البلاغية التي عرض لها في كتابه مذكورة في أبواب كتب النحو العربي، والفرق بين بلاغة هذه الدلائل واللغة العربية أن العربي البليغ الذي علك الشيح والقيصوم بإمكانه أن يقهر المتكلم بكلام البشر، لكنه كاع وعجز عن معارضة كلام رب البشر.
والحق أن للإمام الجرجاني رحمه الله تعالى كلاماً يُكتبُ بالتبر لا بالحبر أستميح لنفسي نقل بعض درره في هذا المبحث يقول رحمه الله تعالى: "إنا إذا سقنا دليل الإعجاز فقلنا: لولا أنهم حين سمعوا القرآنَ، وحين تُحُدُّوا إلى معارضته سمعوا كلاماً لم يسمعوا قطُّ مثلَه ، وأنهم رازُوا أنفسهم فأحسُّوا بالعجز عن أن يأتوا بما يُوازيه أو يُدانيه أو يَقَعُ قريبًا منه لكان محالاً أن يَدَعُوا معارضته وقد تُحُدُّوا إليه،وقُرِّعُوا فيه، وطُولبوا به وأن يتعرضوا لِشَبَا الأسنَّة، ويقتحموا مواردَ الموت."
ثم يذكر الجرجاني سر عجز العرب عن المعارضة فيقول في رده على الخصم:"فقلنا أعجزتهم مزايا ظهرت لهم في نظمه،وخصائصُ صادفوها في سياق لفظه، وبدائعُ رَاعتهم من مبادىْ آيِه ومقاطِعها،ومجارِي ألفاظها ومواقعها...وبهرهم أنهم تأملوهُ سورة سورة،وعشُراً عُشْراً، وآية آية،فلم يجدوا في الجميع كلمةً ينبُو بها مكانُها...بل وجدوا اتساقاً بهر العقول، وأعجز الجمهور،ونظاماً والتئاماً، وإتقاناً وإحكاماً،لم يدعْ في نفس بليغٍ منهم، ولو حَكَّ بيافوخه السماء، موضعَ طَمَعٍ، حتى خَرِسَتْ الألسن عن أن تَدَّعِيَ وتقول، وخَذِيَت القُروم فلم تملك أن تصول" .
وقد أراد شيخ البلاغة أن يكشف لنا عن مكنون فهمه للإعجاز حين قال:" وجملة ما أردتُ أن أبينه لك: أنه لابدّ لكل كلامٍ تستحسنه، ولفظ تستجيده من أن يكون لاستحسانك ذلك جهةٌ معلومةٌ وعلّةٌ معقولةٌ، وأن يكون لنا إلى العبارة عن ذاك سبيل، وعلى صحة ما ادعيناه من ذلك دليل . وهو باب من العلم إذا أنت فتحتَه اطّلعت منه على فوائد جليلة، ومعانٍ شريفة، ورأيت له أثراً في الدين عظيماً وفائدة جسيمة... فانظر لتعرفَ كما عرفتُ، وراجع نفسك، واسْبُر و ذُقْ، لتجد مثل الذي وجدتُ.."
ثم يبين لنا الإمام الجرجاني سبيله إلى فقه الإعجاز في دلائله بقوله:" وإنه على الجملة بحثٌ يَنْتَقي لك من علم الإعراب خالصَه ولبَّه، ويأخذ لك من أناسيَّ العيون وحبات القلوب، وما لا يدفع الفضلَ فيه دافع ، ولا ينكر رُجحانه في موازين العقول مُنْكر.."
وإذا كان ذلك كذلك فإنني كَلِفٌ بهذا العنوان(دلائل الإعجاز)، وقد ملك عليّ مشاعري، وغدوت متيماً به، وصارت رؤيتي في المؤلفات التي تحمل عنوان(إعجاز القرآن الكريم) ـ مع قبولي بهذه العنوانات ـ أنها في حقيقتها دلائل الإعجاز تدل القاريء على الإعجاز، وتهديه إلى الطريق القويم،وليست في كيان الإعجاز،مع اعترافي أنه لا مشاحة في الاصطلاح.
والحق أن الكتب التي تحمل اسم (إعجاز القرآن الكريم) كثيرة ، وأما التي تحمل عناوين : الإعجاز البلاغي، الإعجاز التشريعي، الإعجاز العلمي، الإعجاز الروحي، الإعجاز النفسي، الإعجاز العددي...إلخ فكثيرة جداً، ولا تزال المطابع تطبع كل يوم عشرات العنوانات في أصقاع المعمورة.
ومن المؤلفات في الإعجاز كتاب(إعجاز القرآن) للإمام اللوذعي المتكلم الباقلاني المتوفى عام 403هـ . هذا الكتاب هو الجوهرة الفريدة، والخريدة البهية بين مؤلفات إعجاز القرآن الكريم، وقد اخترته؛ لأنه أول كتاب في إعجاز القرآن يكتبه عالم أشعري بمستوى الإمام الباقلاني ليقف في وجه المعتزلة الذين نالوا القدح المعلى، وظل علماؤهم يجلسون على كرسي الإعجاز زمناً طويلاً، حتى برز الباقلاني بكتابه فبز أقرانه من المعتزلة والأشاعرة. وقد قلده محبوه الأوسمة الرفيعة، وطعنه مبغضوه بالسهام المسمومة. ولأديب العربية الرافعي كلام في الكاتب والكتاب يحمل في مضامينه الإنصاف مع بعض الاعتساف، وقد ختم كلامه بقوله:"وبالجملة فقد وضع ما لم يكن يمكن أن يوضع أوفى منه في عصره، بَيْدَ أن القرآن كتاب كل عصر، وله في كل دهر دليل من الدهر عل الإعجاز ونحن قد قلنا في غير الجهات التي كتب فيها كل من قبلنا، وسيقول منْ بعدنا فيما يفتح الله به؛إن ذلك على الله يسير"
هذا، وقد ظل هذا الكتاب هو المعتمد لعدة قرون، وأضحى شمس المؤلفات في سماء التأليف في الإعجاز؛ لأنه جمع فأوعى، ولم يدع مسألة تحتاج إلى نظر الاّ ونظر فيها، وبرهن على أن القرآن الكريم هو كلام الله تعالى لا يرقى إليه كلام النبي صلى الله عليه وسلم فضلاً عن كلام فصحاء العرب والعجم حتى يرث الله الأرض ومنْ عليها.
ومن المفيد أن أنقل كلام الأستاذ سيد صقر محقق كتاب (إعجاز القرآن) للباقلاني لنفاسته في مدح الكتاب، قال رحمه الله تعالى:" وهو أول كتب الباقلاني نشراً، وأشهرها ذكراً، وهو أعظم كتاب ألف في الإعجاز إلى اليوم،وإن كره ذلك بعض المتعصبين..." .
بعد هذا الكلام في شأن كتاب (إعجاز القرآن) للباقلاني، تعالوا واقرأوا الكتاب من مقدمته إلى خاتمته تجدونه يقدم الدلائل النقلية والعقلية لإثبات إعجاز القرآن الكريم، وأنه ليس بمقدور البشر أن يأتوا بسورة من مثله مهما أوتوا من العلم والفهم.
وقد ختم كتابه بفِقْرات فيها لفتات نافعات بعد أن بسط القول في فصول الكتاب، فقال رحمه الله تعالى:" انظر وفقك الله تعالى لما هديناك إليه، وفكر في الذي دللناك عليه؛ فالحقُّ منهج واضح، والدين ميزان راجح، والجهل لا يزيد إلاّ عمىً، ولا يورث إلاّ ندماً. قال الله عز وجل(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) سورة الزمر :9 ....وعلى حسب ما آتى من الفضل ، وأعطىَ من الكمال والعقل ـ تقعُ الهدايةُ والتبيين.." ثم قال:" وإن ارتبت فيما بيناه فازدد في تعلم الصنعة، وتقدم في المعرفة، فسيقعُ بك على الطريق الأرشد، وسيقف بك على الوجه الأحمد، فإنك إذا فعلت ذلك أحطت علماً، وتيقنت فهماً" .
ولله در الإمام الباقلاني في فقه الإعجاز إذ يختم كتابه بمسك الختام بقوله :" فتأملْ ما عرّفناك في كتابنا، وفرّغ له قلبك، واجمع عليه لُبّك؛ ثم اعتصمْ بالله يَهْدِكَ، وتوكل عليه يُعِنْكَ ويُجِركَ، واسترشدْه يُرشِدْكَ؛ وهو حسبي وحسبُك، ونعْمَ الوكيل" .
ألا ترون أن هذا الكتاب النافع الماتع الذي حمل اسم (إعجاز القرآن) إنما كان كتاباً يحمل اسم الإعجاز، لكنه في الحقيقة كتابٌ يحشد دلائل الإعجاز؛ ليوقن القارىْ أن دراية الإعجاز، وفقه مبناه ومعناه إنما حصل للصحابة بشعور قلبي بعد وصول الآيات البينات إليه دون استئذان من الأذنين، لأن الإنسان خَلَقهُ اللهُ تعالى، والقرآن الكريم كلامُ الله تعالى أنزله لهداية الإنسان للتي هي أقوم.
وأما مؤلفات إعجاز القرآن الكريم التي كتبها المعاصرون ؛لتناسب روح العصر فكثيرة جداً، ومن أجود هذه المؤلفات ـ في نظري ـ كتاب (إعجاز القرآن الكريم) لأستاذي العلامة الأستاذ الدكتور فضل حسن عباس رحمه الله تعالى. عرض فيه لمعاني الإعجاز والتحدي، وخصص الباب الأول لتاريخ الإعجاز بدءاً من كتاب( مجاز القرآن )لأبي عبيدة حتى كتاب (دراسة الكتب المقدسة) لموريس بوكاي.
أما الباب الثاني فجاء للحديث عن وجوه إعجاز القرآن بدءاً من الإعجاز البياني حتى ختمه بما يسمى بالإعجاز العددي.
والصحيح أن هذا الكتاب على نفاسته، وطول باع مؤلفه في دراسة الإعجاز إلاّ أنني لا أراه في الإعجاز بما تحمله كلمة (في) من ظرفية دالة عليها ، وإنما هو كتاب يحمل في مضامينه دلائل الإعجاز ، وهذه الدلائل عاشت في كيان كل كتاب عرض له في تاريخ الإعجاز، ولكنها ليست كتباً في ذات الإعجاز؛ لأن الإعجاز الذي فقهه العربُ عند نزول القرآن الكريم هو المطلوب من كل مكلف في كل وقت وحين.
ولك أن تسأل ما الفرق بين تسمية الكتاب بـ (دلائل الإعجاز) أو (إعجاز القرآن)؟ .
أقول :إن رؤيتي في الإعجاز ترى ببصيرتها أن اسم(إعجاز القرآن) فيه تساهل في التعبير، وتسهيل على الدارسين، لأن الكاتبين في الإعجاز من فقهاء الإعجاز يعلمون حقيقة ما ذهبتُ إليه، لكنهم يطلقون هذه الأسماء على كتبهم تجوزاً، فكلمة(عالم) تطلق على الإنسان، والله تعالى هو عالم الغيب والشهادة، ولذلك لا يصح أن يقال : فلان عالم بالله تعالى، وإنما يقال: فلان عارف بالله تعالى، لأن المعرفة مسبوقة بجهل، والله تعالى لا يصح أن يوصف بأنه عارف.
وعلى أي حال عنون بعض العلماء كتبهم بـعنوان (إعجاز القرآن)، وعنون آخرون باسم الوجه الإعجازي الذي يرون رجحانه في نظرهم كمن يسمي كتابه : الإعجاز التشريعي، أو الإعجاز العلمي، أو الإعجاز الروحي..إلخ. وهذه التسميات مجتمعة أو منفردة إنما تحمل في فصولها دلائل الإعجاز التي تدلك على ما يجعلك توقن بأن القرآن معجز، وللقارىْ أن يقرأ كتب إعجاز القرآن يجدها قد خرجت عن مقتضى الظاهر، لكنها لم تخرج عن مقتضى الحال؛ لأنها تكشف عن الإعجاز الكامن في كيان القرآن الكريم.
وهذه الرؤية اجتهادية نظرت ببصيرتها إلى سويداء قلب عناوين(إعجاز القرآن) فتراءى لها أن هذه المؤلفات إنما هي دلائل تدل على الإعجاز وليست في ذات الإعجاز، والله تعالى أعلم.

















المبحث الثالث
وجوه الإعجاز سبل الوصول إلى الإعجاز
القرآن الكريم هو المعجزة العظمى للرسول صلى الله عليه وسلم،منْ أنعم نظره في آياته أدرك إعجازه إذا كان ذا بصيرة مبصرة، وجَنَان مطمئن؛لأن آياتِه آيةٌ على صدق النبي صلى الله عليه وسلم تُعطي معنى النظر الذي ينتهي بالمُناظر إلى اختيار الحق والتسليم بأن (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ) سورةالبقرة:2
ومع اليقين بأن القرآن الكريم هو الكتاب المبين تعددت وجوه الإعجاز بدءًا من ظهور مصطلح الإعجاز في القرن الثالث إلى ساعة كتابة هذه السطور، وستبقى الوجوه متجددة ما تجدد الليل والنهار؛ لأن حصر الوجوه لا يستطيعها البشر مهما أوتوا من القُدر؛ لتعلق هذه الوجوه بالقرآن الكريم الذي لا تنقضي عجائبه، ولذلك لا تقف وجوه الإعجاز عند حد، ولا تُقيدُ بقيد، وتاريخ التأليف في وجوه الإعجاز خير شهيد، ورحم الله شيخنا الإمام الشافعي الذي ألمع في رسالته إلى تعدد الوجوه قبل أن يظهر الكلام في الوجوه، بل قبل أن يعرف الناس مصطلح الإعجاز؛ إذ يقول:" فليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلةٌ إلاّ وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهُدى فيها. قال الله تبارك وتعالى: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) سورة إبراهيم:1 ) .
وإذا كان ذلك كذلك فإن الأدلة الدالة على إعجاز القرآن الكريم من وجوه متعددة ومتجددة إنما هي مستفادة ومستنبطة من النظم الكريم ؛ لأن فيه سبيلَ الهدى إلى الهداية، والإعجاز إنما يأخذ بمجامع القلوب وتلابيب العقول إلى الهداية القلبية والعقلية معاً إذا أنعم الإنسان المخلوق نظره في كلام الله تعالى الخالق؛ لأن هذا النظر يتفق مع الفطرة السليمة والعقل الصريح.
ولئن ألمح الإمام الشافعي رضي الله عنه إلى الوجوه إلماحة أخّاذة فإن الدكتور محمد عبد المنعم القيعي قد بسط القول في عدم حصر الوجوه صراحة في قوله: " والحق أن وجوه الإعجاز في القرآن توصف ولا تحدد، فمن حيث نظر الناظر إليه رأى وجوهًا من الإعجاز واضحة فيما يتوقع النظر إليه... فالفقيه يرى في الفروع مبنية على أصول ثابتة، وآية الدين شاهد على ذلك ...
والأصولي يرى فيه القواعد الكلية التي تقاس عليها الجزئيات، أو المستنبطة من الجزئيات ؛إقراراً لأسلوب التفكير ...
والمتكلم يرى فيه أسس التفكير القويم، ومناهج التعبير المستقيم ، ومجالاً لكل فكر مستنير...
وعالم القراءات يرى فيه كيفية الأداء، والوقف والابتداء، ومخارج الحروف..
والنحوي يستنبط منه قواعد الإعراب وتطبيقها.
والبلاغي يرى فيه مطابقة الكلام لمقتضى الحال بأفصح الألفاظ، وأبلغ العبارات..
واللغوي يرى فيه الارتباط الوثيق بين اللفظ والمعنىجامعاً بين الجزالة والعذوبة..
والداعية إلى الحق يرى فيه كيفية عرض الدعوة مستخدماً أعظم وسائل الإقناع تأثيراً...
وأصحاب العلوم الكونية على اختلاف تخصصاتهم يجدون فيه الإشارات اللماحة إلى بعض الحقائق من غير تعرض للتفصيل، حتى لا يقفوا ببحوثهم عند نقطة معينة، فالعلم لا يعرف الكلمة الأخيرة ولم يزل في تطور مستمر..." .
ثم يختم القيعي كلامه بفذلكة ذكية بدأها بكلمة الحق، مثلما بدأ حديثه عن تعدد وجوه الإعجاز بـ " والحق.." قال رحمه الله تعالى:" والحق أن القرآن كتاب هداية يهدي طالب الحق إلى طريقه المستقيم، فمن أراد الدنيا والآخرة فعليه بالقرآن.." .
أليس الإطناب في كلام القيعي المعاصر قد جاء شرحاً للإيجاز في كلام الإمام الشافعي الذي ولد ومات في القرون الخيرة، فإن كلمة الإمام "فليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلةٌ إلاّ وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهُدى فيها" التي كتبها شيخ الفقهاء في عصره تصلح منارة للسائرين في ظلال وجوه الإعجاز.
لقد صارت مسألة وجوه الإعجاز عُضلةً؛ لكثرة اختلاف الكاتبين في هذه الوجوه والله تعالى يقول:( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) سورة القمر : آية22. ذلكم لأن " الإنسانية كلها مخاطبة به، ومطالبة بالتسليم له بأنه كتاب الله وحده، ليس لآدمي فيه حرف. ولما كانت الإنسانية أعجميُّها أكثر من عربيّها وجب أن يتضح إعجاز القرآن لكل إنسان في جميع بقاع الأرض بقطع النظر عن جنسيته ولغته". ذلك لأن القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة منذ نزلت كلمة (إقرأ) حتى يقوم الناس لرب العالمين، فلا غرو أن تتجدد وجوه الإعجاز في كل زمان بما يناسبه للوصول إلى الإعجاز الذي يجعل المخاطب مؤمناً.
وما من جيل من الأجيال بدءاً من نزول القرآن الكريم حتى الآن وبعد الآن إلاّ وله فكرة عن الإعجاز، وقد كتب الدكتور عبد الصبور شاهين رحمه الله تعالى فكرة عن الإعجاز رآها من الأهمية بمكان أجتزيء بعضها فيما يأتي ، قال رحمه الله تعالى:" فكرة (إعجاز القرآن) من الأفكار الأبدية التي كتب لها البقاء في صحبة الزمان إلى نهايته، إن كان للزمان نهاية، وللفكرة في علاقتها بالزمان امتداد تاريخي، ماض ومستقبل، ولها بعد دلالي بقدر ما يتضمن القرآن من أسرار الكون، والمعاني الإلهية اللانهائية.
ولئن كنا نعرف بالتقريب متى بدأت الفكرة في ثقافة المسلمين ، فلسنا قادرين على التنبوء بمدى ما يمكن أن تبلغه الفكرة، كما أننا نقف عاجزين عن إدراك نقطة النهاية في هذا الزمان الأبدي.
ولقد كسبت هذه الفكرة من الجلال على مر الأجيال بقدر ما أضمرت قلوب المؤمنين من تقديس للكتاب الكريم، وبقدر ما أدركت عقولهم من أسرار التنزيل العظيم.
ولذلك نجد أن لكل جيل إدراكه الخاص في مفهوم (إعجاز القرآن) بما يتناسب مع التيار العقلي المهيمن على ثقافته، وهي حقيقة يؤكدها تتبع الفكرة من الناحية التاريخية"
واضح من كلام الدكتور شاهين أن وجوه الإعجاز لا يصح حصرها في نوع أو عدد، وإنما الوجوه تسير مع الزمن ؛ لأن الإنسان مخاطب بالقرآن الكريم، وفي كل زمان يظهر إبداع عند الناس، فإذا تأملوا آيات القرآن الكريم وجدوا ما يفخرون به صريح العبارة ، واضح الدلالة في إشارات القرآن الكريم قبل عصور متطاولة من زمان الباحثين في الإعجاز.
ومما لا شك فيه أن عصرنا الحالي هو عصر التقنيات والقنوات الفضائيات مما حدا بالكاتبين أن يتسابقوا في البحث عن وجوه جديدة للإعجاز تناسب المستجدات، فكثرت وجوه الإعجاز العلمي والرياضي والعددي وغيرها.
وللدكتور زغلول النجار الأستاذ بجامعة العلوم الإسلامية العالمية بالأردن اليد الطولى في الدعوةإلى الإعجاز العلمي، وقد جاءبإشارات رائعات في كثير من المحاضرات في الشرق والغرب.
وللدكتور النجار كتاب سماه (قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بين المؤيد والمعارض) حمل فيه على اللغويين الذين يقصرون الإعجاز على البيان والنظم والأسلوب، أو المثلية بالبيان والنظم، قال النجار في رده :" مع إيماننا بإعجاز بيان القرآن الكريم ونظمه إلاّ أن البيان يبقى إطاراً لمحتوى، والمحتوى أهم من الإطار"
والحق أن كلام الدكتور النجار في البيان يحتاج إلى بيان؛لأن البيان القرآني هو اللفظ الحامل، والمعنى القائم، والرباط الناظم، والوجه الإعجازي الوحيد الفريد الذي ينتظم جميع آيات القرآن الكريم هو النظم، والآيات التي فيها إشارات علمية ليست في كل سورة كما يعلم أستاذنا النجار وفقه الله تعالى.
وقوله :إن المحتوى أهم من الإطار، عبارة لا يصح إطلاقها على البيان القرآني، وقد زل قلمه ـ سامحه الله تعالى ـ عندما كتب هذه العبارات؛ لأن القرآن كلام الله تعالى، ولا يصح أن يوصف الكلام بالإطار، الذي يعد هامشياً، يحفظ ما في داخله فحسب.
وأما اعتراض النجار على اللغويين فلا أدري لِمَ رفض موقف اللغويين،وهو يعلم أنهم فرسان البيان، وأساطين البلاغة، وهو الوجه الذي كان ظاهراً عند نزول القرآن، وكل الذين آمنوا وصَدقَ إيمانهم من لدن الصحابة رضي الله عنهم ثم الذين جاهدوا معهم وغيرهم كثير إنما آمنوا بما سماه الإطار، قبل أن يعرف الناس ما يسمى بالإعجاز العلمي، الذي يقوم على ما دبجته أقلام الغربيين من المؤلفات،أوأخرجته مختبراتهم من الاختراعات.
والحق أن تعدد وجوه الإعجاز التي تتفق مع نظم القرآن الكريم تعد ظاهرة صحية،مهما تعددت أسماؤها، واختلفت مشارب القائلين بها؛ لأنها تظهر في كل عصر حسب مقتضيات الزمان الذي يعيش فيه الإنسان فهي سبل الوصول إلى الإعجاز؛ لأن القرآن الكريم كتاب الهداية للإنسان ، ولا تتأتى الهداية إلاّ بالإيمان بالقرآن الكريم، فمن أي سبيل من سبل وجوه الإعجاز وصل إلى فقه الإعجاز يكون كالصحابة رضي الله عنه في فقه الإعجاز، وبالله التوفيق.








الخاتمة
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد عشت مع فكرة الإعجاز منذ سنوات، وأضحت الفكرة رؤية تجمع بين التليد الذي عاش فيه الأجداد من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم في فقه الاعجاز عندما لامست الآيات البينات شغاف أفئدتهم ، وحركت سواكن قلوبهم؛ وما نحن إلاّ حسنة من حسناتهم رضي الله عنهم، فحريٌّ بنا معاشر الحفدة أن نجمع الطارف بالتليد، وننهل من معينهم الصافي كصفاء قلوبهم.
وبعد هذه الرؤية في الإعجاز خلص الباحث الى ما يأتي:
أولا: بعد القرن الأول المبارك وما تبعه من قرون، برزت أفكار المتكلمين واللغويين لتؤلف في الإعجاز دفاعاً عن القرآن الكريم، وما تلك المؤلفات الاّ دلائل واضحات تدل على الإعجاز الكامن في الآيات البينات .
ثانياً: تعددت وجوه الإعجاز بدءاً من القرن الثالث ولا تزال تتجدد كل يوم، وصار كل داعية الى أحد الوجوه يرى فيها الإعجاز، وربما يطعن بمن يخالفه الرأي، وما هكذا تورد الإبل يا أساتذة الإعجاز..
ثالثاً: الظاهر بعد النظر والتبيين أن وجوه الإعجاز هي سبل الوصول الى الإعجاز؛ ليوقن الإنسان في هذا الزمان بأن هذا القرآن الكريم أنزله الله سبحانه الذي يعلم السر وأخفى، وليس وراء القرآن إلاّ الله سبحانه الذي (خلق الإنسان علمه البيان )،وسيبقى القرآن الكريم كتاب الهداية للإنسانية ما اختلف الملوان وتعاقب الجديدان؛ (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم،،،


المراجع
1. الباقلاني: محمد بن الطيب. اعجاز القرآن، تحقيق سيد صقر، ط3، دار المعارف- مصر.د.ت.
الانتصار للقرآن، تحقيق: د.عمر القيام. مؤسسة الرسالة 2003م.
2. الجرجاني: عبد القاهر، دلائل الإعجاز، قرأه وعلق عليه محمود محمد شاكر. مطبعة المدني- القاهرة. ط3، 1992م.
3. الرافعي: اعجاز القرآن والبلاغة النبوية. ط8، 1965م.
4. الشافعي: الامام محمد بن ادريس. الرسالة. تحقيق وشرح: أحمد محمد شاكر.
5. شاهين: د. عبد الصبور، حديث عن القرآن، كتاب اليوم، ديسمبر 2000م
6. القيعي: د. محمد عبد المنعم، الأصلان في علوم القرآن، ط4، 1996م.
7. الكرواني: د. أحمد عبد السلام. نماذج من الاعجاز العلمي للقرآن، عن كتابات للمرحوم الدكتور محمد أحمد الغمراوي.د.ت
8. النجار: د. زغلول، قضية الاعجاز العلمي بين المؤيد والمعارض، جمعية المحافظة على القرآن ، الأردن
 
بعد انتهاء أعمال هذا المؤتمر المميز يسرني أن أتوجه بوافر الشكر والتقدير إلى الأخ الفاضل ذي الهمة العالية والعمل الدائب الحسن بن ماديك على اقتراحه فكرة المؤتمر ومتابعته إلى أن تم وأنجز مع قلة الإمكانيات وكثرة المعوقات، وإلى الأخ الفاضل الشيخ عمر الفتح عضو مجلس الشيوخ في موريتانيا على ما قدّم من جهد كبير ودعم هائل للمؤتمر، وإلى جميع الإخوة الكرام الذين لقيناهم هناك ورأينا فيهم الكرم العربي الأصيل والتعامل الطيب والضيافة المميزة فجزى الله تعالى الجميع خير الجزاء، وقد سعينا إلى اغتنام الفرصة أثناء وجودنا في هذه البلاد ذات التاريخ العريق لزيارة مدينة شنقيط التي تبعد عن العاصمة نحو 600 كلم واستغرقت الرحلة إلى هناك نحو 8 ساعات حيث إن جزءا من الطريق غير معبد، ولزيارة عدد من المحاضر العلمية، رأينا فيها المدرّس المثالي في علمه وتواضعه وبذله الجهد لرعاية أبنائه وطلبته، ورأينا فيها طلبة العلم المجدين المجتهدين والحفاظ المتقنين، فكانت المشاركة في هذا المؤتمر فرصة كبيرة للتعرف على بلاد موريتانيا المحروسة، وفرصة جميلة للتعرف على الإخوة الفضلاء المشاركين بأوراق عملهم وقضاء أيام متواصلة في رحاب كتاب الله الكريم، فالحمد لله تعالى على ما أكرم ويسر ووفق وأعان.
 
مواقف المستشرقين من القراءات القرآنية من خلال تاريخ القرآن لتيودور نولدكه.

مواقف المستشرقين من القراءات القرآنية من خلال تاريخ القرآن لتيودور نولدكه.

مواقف المستشرقين من القراءات القرآنية
من خلال "تاريخ القرآن" لتيودور نولدكه.[1]
تأليف الدكتور محمد خروبات
أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والهلوم الإنسانية
جامعة القاضي عياض - مراكش- المغرب
دكتوراه الدولة في السنة النبوية ومهتم بالعلوم الشرعية
[email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .​
1- حول كتاب " تاريخ القرآن " :
المستشرقون الذين تخصصوا في القرآن الكريم كثر جدا، لا تخلو مدرسة من مدارس الاستشراق الغربي من جماعة مهتمة بالقرآن الكريم، لذلك وقع الاهتمام في هذا البحث على أقدمها وأهمها وهو كتاب "تاريخ القرآن" لتيودور نولدكه (1836-1930)، فهو من أقدم الكتب، ومن أهمها، وله تأثير كبير على مجمل الدراسات والأبحاث التي اهتمت بالقرآن الكريم قديما وحديثا بل تعدى تأثيره إلى القراءات العربية المعاصرة للقرآن الكريم، فأثره في الغرب والشرق حول القرآن بليغ جدا، كان تيودور نولدكه Théodor noldeke [1] هو صاحب الفكرة وصاحب الاقتراح، فهو الذي وضع نواة هذا المشروع الذي أصدره عام 1860م باللغة الألمانية، تناول فيه قضية جمع القرآن وتدوينه وروايته، وقضية ترتيب السور، وكان هو السبَّاق من المستشرقين إلى إعادة ترتيب القرآن بحسب النزول، وهي الشبهة التي توارثها المستشرقون فيما بينهم على مرِّ عصور التاريخ إلى اليوم.
يتكون الكتاب من ثلاثة أجزاء، الجزء الأول أصدره فريدريك شفالي fr. schwallay[2] تحت عنوان "في أصل القرآن"، وكان نولدكه قد عهد إليه مهمة التعديل والإصدار، وصفه في المقدمة التي وضعها لهذه الطبعة بقوله: ( تلميذي القديم وصديقي الأستاذ شفالي ).
الجزء الثاني من تأليف نولدكه ومن تعديل شفالي ، خصص لعملية جمع القرآن مع ملحق في التاريخ الأدبي حول المصادر العربية المحمدية – كذا- والأبحاث المسيحية الحديثة، مات شفالي والجزء جاهز للطباعة فتولى صهره هاينريش تسيمرن إخراجه ، وقد ذكر ذلك في المقدمة التي وضعها والتي لا تتجاوز صفحتين .
أما الجزء الثالث فهو الجزء الذي يهمنا في هذه الدراسة ، وهوالجزء الأخير من هذا المشروع المشترك، اعتنى به غوتهلف برجستراسر وأوطو برتزل ، يتصدر هذا الجزء مقدمة مهمة لأوطو برتزل بين فيها أنه بعد موت فريدريك شفالي وضع غوتهلف برجستراسر على عاتقه إنجاز هذا الجزء لكنه توفي ولم يتمكن من مشاهدة نتائج أبحاثه حول هذا الموضوع، فأكمل العمل أوطو برتزل، مع كولد زيهر وهذين المستشرقين بدأ الاهتمام ب "القراءات القرآنية" .
كان المستشرق هاينرش سميرس قد بيَّن في مقدمة الجزء الثاني في أيلول من سنة 1919م[3] أن الجزء الثالث من تاريخ القرآن الكبير هو جزء مُخَصَّص للقراءات القرآنية ، وما ذكره صحيح، فالكلام عن القراءات القرآنية تناثر في مواضع بعيدة ومتفرقة في الجزأين الأولين، وهذا يُبين أن الكلام عن القراءات في الجزأين الأولين لم يكن مقصودا من قبل المصنفين وإنما ورد عرضا، ومع ذلك فهما يقدمان للباحث مادة علمية قابلة للنقد والمراجعة، أما الجزء الثالث فقد أُفرد خالصا للقراءات القرآنية ، وهو ما أشار إليه سميرس، أما الجزء الثالث الذي اعتنى به المستشرق أوطو برتزل[4] otto pretzlفقد صدر بعنوان " تاريخ نص القرآن" وهو عنوان لا يتطابق مع مضامين هذا الجزء ومحتوياته ، وقد أشار برتزل في مقدمته لهذا الجزء إلى ما يثبت ذلك [5] .
لقد انتهت الصياغة النهائية لهذا الجزء لبرتزل ، ومع ذلك يبدو الاهتمام بالقراءات القرآنية باديا على اهتمامات برجستراسر وأوتو برتزل ، فقد تعاونا فيما بينهما على خطة عمل مشتركة تهتم بمعالجة كتب القراءات على أساس المصادر المخطوطة ، نعني بذلك : تحقيق مصادر كتب القراءات ومعالجتها على الطريقة الاستشراقية ، كان برتزل قد نشر مجمل ما يتعلق بالقراءات القرآنية من دراسات وأبحاث في مجلة " إسلاميكا " ، في الجزء السادس من سنة 1933م، في الصفحات: 1- 47- 230- 246-290- 331، هذه التجربة مكَّنته من توسيع الكلام في الموضوع في الجزء الثالث الذي تولى صياغته النهائية في كتاب " تاريخ القرآن " لكنه لم يكن يخفي اعتماده على ما تركه برجستراسرg.bergestrasser [6]من دراسات حول القراءات القرآنية بصفة خاصة ، يقول : ( فيما يتعلق بالفصل الخاص بقراءات القرآن، ترك برغستراسر وراءه مواد كثيرة جاهزة للطبع، ومنها مجموعة كاملة من القراءات المشهورة التي كان – حسب قوله – سيلحقها بفهرس للقراءات الشاذة، وحتى يتمكن من إعداد هذا الفهرس وضع دراسات تمهيدية لكتابين من كتب الشواذ أحدهما لابن جني والآخر لابن خالويه ، ولكنه لم ينته من تحريرهما، والواقع أني كنت مترددا أمام إخراج المجموعة التي انتهى منها برغستراسر حول القراءات المشهورة بدون أن أضم لها القراءات الشاذة ذات الأهمية الأكبر، وتبريري لهذا الاختلاف عن خطة برغستراسر هو أن قراءة السبعة التي تتصف بعشوائية انتقائها وبالقيود التي وضعها عليها المأثور تثير قليلا من الاهتمام . وفي الوقت ذاته فإن معالجة القراءات الشاذة تؤخر صدور الكتاب كثيرا، لا سيما مع ما ظهر بعد وفاة برغستراسر من مصادر كثيرة وغنية بالمعلومات، وآمل أن ما أعرضه من اختلافات مبدئية في النطق بين قراء القرآن، ومع الاستعانة بقواعد النطق العامة في التجويد يفي بالحاجات الملحة للعلم، وسيكون تحقيق خطة برغستراسر في إطار اقتراحه الذي أسماه "الحواشي النقدية للقرآن" ).[7]
بُني هذا الجزء على ثلاثة فصول :
خُصص الفصل الأول للرسم، وبُني على أربعة مباحث: المبحث الأول في أخطاء- كذا- النص العثماني، والثاني في صياغات النسخ العثمانية، والثالث في ضبط الكتابة، وهذا العنصر عولجت فيه ثلاثة نقط : الأولى في المصادر، والثاني في أهم خصائص ضبط الكتابة في النص العثماني، والثالث في ضبط أوراق لويس[8]، أما المبحث الرابع فخُصص للصياغات والقراءات غير العثمانية تمت معالجته من خلال العناصر الستة الآتية : المصادر، ونص ابن مسعود، ونص أُبَي، ونص أوراق لويس، والترجمة السريانية المزعومة لنص قرآن غير عثماني، وانتصار النص العثماني.
واستقل الفصل الثاني ببحث موضوع القراءة، بُني هو الآخر على ثلاثة مباحث: المبحث الأول في مسائل أساسية، كذا سميت في العنوان، وهي تسعة مسائل رُتبت على الحروف الأبجدية، الأول منها في المصادر، والثاني في العلاقة مع الرسم، والثالث في صحة اللغة، والرابع في مبدإ التقليد، والخامس في مبدإ الغالبية، والسادس في توجيه القراءات، والسابع في تدريس القرآن والقراءات، والثامن في نقد الروايات، والتاسع في المذهب السلفي. و المبحث الثاني في القراء والقراءات عولجت فيه النقط الخمسة الآتية : الأولى في المصادر، والثانية في لمحة عن القراء القدماء ، والثالث في التطور التاريخي، والرابع في نظام السبع والعشر والأربع عشرة قراءة ، والخامس في خصائص القراءة المشهورة واختلافاتها. أما المبحث الثالث فعولجت فيه كتب القراءات التي تَمَّ بحثها من خلال إحدى عشرة نقطة، الأولى في الحقبة القديمة، والثانية في نشأة كتب القراءة المشهورة، والثالثة في تطور نظام القراءات السبع الكلاسيكية، والرابعة في توسيع نظام السبعة، والخامسة في مصادر القراءات الشاذة، والسادسة في كتابات حول المفردات، والسابعة في كتابات حول التجويد، والثامنة في الكتب الخاصة بالوقف، والتاسعة في كتابات حول تعدد الآيات، والعاشرة في أعمال حول كتابة القرآن، والحادية عشرة في كتب تفسير القرآن كمصادر لعلم القراءات.
أما الفصل الثالث فأُفرد لمخطوطات القرآن، كُسر على خمسة مباحث مع ملحق، المبحث الأول في الوضع الراهن لأبحاث المخطوطات، والثاني خط المصاحف القديمة، والثالث في تزويد المصاحف بعلامات القراءة والأجزاء وعناوين السور، والرابع في تاريخ المخطوطات وتحديد أماكن كتابتها، والخامس في نسخ القرآن الحديثة، أما الملحق فيتضمن نماذج من مخطوطات قرآن قديمة، ثم أُلحقت بهذا الجزء الفهارس الضرورية للأجزاء الثلاثة.
تعمدتُ عرضَ مضامين هذا الجزء لأُبيِّنَ للقارئ ما يلي:
أولا: أن المادة العلمية التي تَمَّ عرضُها وبحثُها هي مادة وفيرة ، متنوعة ومتعددة وعليها مدار البحث في القراءات القرآنية ، إذا ما أضفنا إليها المواد السابقة المضمنة في الجزأين السابقين اتضح أن المستشرقين نزلوا بثقلهم إلى ساحة القرآن الكريم، وأن الغرض من كل ذلك هو إنتاج معرفة من نوع معين، إذا لم تكن صالحة لنا وللقرآن فهي صالحة لهم.
ثانيا : عرضتُ المادة العلمية على الطريقة التقليدية ، فقد اعتمدت نظام الفصول والمباحث مع اعتماد نظام الترقيم الأبجدي لتكون أبلغ في التأثير.
ثالثا : المنهج الذي ساد في البحث هو المنهج الفيلولوجي ، وهو المنهج الذي يُعنى بدراسة الآثار العلمية والمخطوطات القديمة بُغية إعادة تركيب معرفة جديدة من خلالها، وهو المنهج الذي. أرسى دعائمه المستشرق سلفستر دي ساسي antoine isaac silvestre de sacy [9]
رابعا : اعتمد الباحثون المستشرقون أسلوب المقارنة والنقد ، وقد احتلت المصادر المعتمدة في البحث مكانتها الخاصة ، فمصادر المستشرقين المتقدمين قوبلت بالاحترام وبالتقدير، تَمَّ اعتمادها والبناء عليها بل الإشادة بها في بعض الأحيان ، أما المصادر العربية فهي مجال للأخذ وللاقتباس مع الحيطة والحذر ، وكل ذلك يخضع للتأويل والنقد والتحليل .
تلك كلمة موجزة حول كتاب "تاريخ القرآن" بصفة عامة والجزء الثالث منه بصفة خاصة، ولإتمام الفائدة لا بد من الإشارة إلى الدراسات السابقة في الموضوع ، وهي النقطة التي سنتولى الإشارة إليها في الفقرة الموالية إن شاء الله .
2- الدراسات المتوفرة في الموضوع:
من باب النزاهة العلمية أن يشير الباحث إلى الدراسات الموجودة في الموضوع، لأن الغرض من ذلك الكشف عن هذه الجهود وبيانها حتى تعتمد في البحث العلمي، ثم تلافي التكرار والمعاودة .
تتوفر المكتبة العربية والإسلامية على جهود طيبة ومخلصة في معالجة جهود المستشرقين حول تاريخ القرآن الكريم لكن الكتابات في تقويم جهود المستشرقين حول القراءات القرآنية بصفة خاصة ضئيلة جدا، فباستثناء ثلاثة عناوين آو أربعة لا تكاد تظفر بشيء ذي بال في الموضوع، لا سيما الشبهات المثارة حول القراءات القرآنية في كتاب تاريخ نولدكه، والموجود منها انصب على دراسة آراء وأبحاث المستشرق المجري جولد زيهر، والحق أن جولد زيهرignaz goldziher[10] كان من السبَّاقين من المستشرقين لفتح موضوع القراءات القرآنية وذلك في كتابه المشهور " مذاهب التفسير الإسلامي " ، كان الاعتماد على هذا الكتاب بارزا في تاريخ القرآن لنولدكه ، لا سيما في الشبهة التي أطلقها في التاريخ فتلقفها كثير من المستشرقين من أن خُلُوَّ الخط من النقط والشكل كان هو السبب في اختلاف القراءات ، وان المحاولات التي قام بها الخليفة عثمان بن عفان كانت بدافع سياسي[11] مع قضايا أخرى كثيرة كان الاعتماد فيها على زيهر، وبمجرد ترجمته إلى العربية[12] وذيوع صيت الشبه التي تضمنها تَمَّ الرد عليه من قبل مجموعة من الباحثين والشيوخ المتخصصين في اللغة العربية وعلم القراءات القرآنية، نذكر منهم :
أ‌- الشيخ عبد الفتاح عبد الغني القاضي في كتابه ( القراءات في نظر المستشرقين والملحدين ) ، صدرت طبعة عن دار مصر للطباعة في ربيع الآخر من سنة 1402ه ، وطبعة أخرى أنيقة عن دار السلام للطباعة والنشر بمصر في طبعتها الأولى المؤرخة ب1426ه الموافق ل 2005م.
تتبع الشيخ شبه كولد زيهر شُبهةً شُبهةً ، ونقلها بأمانة علمية ، ثم َردَّ عليها ردا علميا، يعلق الشيخ فيقول : ( وقد تبين لي بعد البحث الهادئ والتمحيص المتريث أن جولد زيهر في بحثه في القراءات قد حاد عن الجادة، وتنكب الصراط السوي ، وجانبه التوفيق فيما كتب، وتورط في أخطاء ما كان لمثله – وهو واسع الاطلاع كما يصفه بعض من ترجم له- [13]، ومنهجنا في البحث أن نتتبع كتاب "جولد زيهر" وننقله بنصه ثم نأخذ في مناقشته فيما كتب، ونقيم من براهين الحق ما يدمغ باطله ويزهقه ، والله الموفق والهادي إلى أقوم سبيل ) [14].
ب‌- الدكتور عبد الفتاح إسماعيل شلبي في كتابه"رسم المصحف والاحتجاج به في القراءات"، صدر عن مكتبة نهضة مصر بالفجالة، في شعبان من سنة 1329ه الموافق لشهر فبراير من سنة 1960م، صدر ضمن مجال الدراسات القرآنية واللغوية كما هو مثبت أعلاه، والكتاب وإن كان عنوانه لا يظهر فيه ما نريد إلا أن مضمونه كله ردود على جولد زيهر وشبهه ، يستهل المصنف في مقدمة الكتاب بقوله: (هذا بحث يعالج رسم المصحف، ومكانته في الاحتجاج للقراءات، وقد دفعني إلى معالجة هذا الموضوع رأي قرأته للعالم المستشرق إجنتس جولد زيهر في كتابه "مذاهب التفسير الإسلامي" مفاده أن الخط العربي الذي كُتبت به المصاحف لخلوه من النقط والشكل كان سببا في اختلاف القراءات، وقد أدَّى ذلك إلى اختلافات نحوية ومعنوية أيضا...[15]، قرأت ما قال جولد زيهر وتدبرته فإذا بي أراه يهدم النقل عن الأئمة القراء، وينكر صلة هذه القراءات بالسند عن الرسول " عليه الصلاة والسلام"، ومعنى ذلك : أن ما كان من هذه القراءات متصلا بخصوصية الخط العربي – وهو كثير – ليس مما نزل به جبريل على قلب الرسول، وليس من الأحرف السبعة التي نص الرسول في صحيح ما روي عنه أن كلها شاف كاف[16]، ومعنى ذلك أيضا : إنكار هذا القرآن في الجملة والتفصيل، ثم إنكار ما دار حول نصه الكريم من ثقافات متعددة الألوان، وفي ذلك من الخطورة ما فيه).[17]
وعلى الرغم مما تثيره مثل هذه الشبهات من تشنجات عند الباحث المسلم وعند كل غيور على دينه وكتاب ربه فإن الباحث ترك العاطفة جانبا، وتناول البحث بروح البحث العلمي" البعيد عن التعصب الديني ومزالقه" ، فكانت معالجته للموضوع معالجة منهجية، علمية ومنصفة.
هذه بعض الرسائل العلمية التي اتجهت صوب نقد شبهات كولد زيهر ، قمنا بالإشارة إليها لجديتها وشهرتها، وفي الموضوع مقالات أخرى يمكن الرجوع إليها إذا رغبنا في التوسع والتطويل، لكن إلى جانب ما ذكره زيهر هناك شبهات أخرى بَنَتْ على ما تقدم وزادتْ أمورا أخرى، سنقف إن شاء الله تعالى على بعض ما أثير في كتاب تاريخ القرآن لنولدكه ، نسأل الله التوفيق والتأييد والتسديد، "وفوق كل ذي علم عليم ".
3- المصطلح القرائي في اللغة الإستشراقية :
ليست القراءات القرآنية مجالا للتبديل والتحويل، ولا هي مجال للتغيير والتحرير، فمجالها العلم، وقد دخلت إلى ميدان العلم، ولذلك فالكلام عنها لا يكون إلا بالعلم ومن منطلق العلم، القراءات ليست مجالا للظن والتخمين، ولا هي ميدان لتطبيق المنهج الفيلولوجي او الهيرمينوطيقي أو اللسني أو أي منهج من مناهج العلوم الإنسانية .
من مستلزمات علم القراءات أن يجيد المتكلم في الموضوع قراءة القرآن بقراءةٍ من إحدى القراءات السبعة آو العشرة المعتبرة أو أكثر ، لأن من مستلزمات الفهم والإفهام التطبيق ، فهو من العلوم التجريبية، والمستشرقون المتكلمون في القراءات القرآنية لسانهم أعجمي ، لا يجيدون ذلك ولا يطيقونه ، وإذا تعذر ذلك فعلى الأقل لا بد من المحافظة على مكونات العلم الذي من خصوصياته المحافظة على المصطلحات القرائية مبنًى ومعنًى ، ومعلوم أن المصطلحات هي نواة العلوم.
عند النظر يتبين أن نولدكه ومن تبعه غيَّروا كثيرا في معاني المصطلحات وحملوها ما لا تحتمل، من هذه المصطلحات مصطلح "القراءة" الذي يشتق منه اسم "القرآن" واسم "القراءات" المقصودة بالبحث هنا، ويذهب نولدكه إلى أن "قـرأ" هي كلمة حضارية لا يمكن أن تنشأ عند العرب البدو، ولذلك لا يمكن أن19 تكون كلمة سامية قديمة، وافترض أنها انتقلت إلى بلاد العرب من شمال الجزيرة، وأعطى لمصطلح قراءة معنى " نادى " لأنه هو المعنى الأصلي للكلمة في اللغتين العبرية والآرامية ، أما اللغة العربية – حسب فهمه – فهي لا تعرف الكلمة بهذا المعنى ، ثم عاد فقرر أنها مأخوذة من اللغة العبرية بناء على قرائن واهية لا تصمد أمام البحث اللغوي الأصيل، أما كلمة "اقرأ" في سورة العلق[18] فقد فسرها بتفسير غريب وهو: "عظ"، ثم رتب على هذا كله أن كلمة "قرآن" لم تتطور داخل اللغة العربية فهي مأخوذة من كلمة سريانية ومطبقة على وزن فعلان .[19]
هكذا يحاول نولدكه أن يرتب على أمية العرب وأمية النبي صلى الله عليه وسلم عدم أصالة القراءة ليربطها باللغة العبرية والآرامية بتأويل لسني غير مقنع ، والمعنى الذي ذهب إليه في تفسير الكلمة من سورة العلق يشبهه ما ذهب إليه المستشرق ألويس شبرنجر[20] حين قدم إفادة عجيبة لا تخلو هي الأخرى من الغرابة فقد زعم بأن " اقرأ " في السورة تعني ( اقرأ كتب اليهود والمسيحيين المقدسة ) . ولا غرابة في ذلك فإن نولدكه كان يتعاون مع شبرنغر في إنجاز هذا النوع من الأبحاث ، وإلى شبرنغر يُعزى إخراج كتاب "الإتقان في علوم القرآن" للسيوطي ، وكتب في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع ترجمة لبعض آيات من القرآن في ثلاثة أجزاء أعانه عليها تيودور نولدكه . [21]
أما أوطو برتزل فإنه يسمي الأمور بغير مسمياتها ، يعني أنه يستخدم مصطلحات خاصة من دون المحافظة على المصطلح القرائي الذي هو أصل في الفهم وفي البحث والمعالجة ، فهو يطلق على (الإدغام) (الدمج)، والدمج شيء والإدغام في القراءات شيء آخر[22] ، ويطلق على (الوقف) (القطع) يقول: (من ناحية أخرى من الممكن أن تقطع الكلمة بعد الحروف القابلة للوصل في نهاية السطر)[23]، ويطلق على (الإخفاء) (الاختفاء)، والأول ليس هو الثاني، لأن الأول مصطلح والثاني ليس بمصطلح، يقول: ( تختفي الواو والياء أحيانا باعتبارهما شبهي حركة دون سبب وجيه)[24] .
وتعتري تعابيره خلل واضح حين يحاول تحديد بعض المصطلحات من مثل: (التواتر) و(المشهور) و(الشاذ) من منطلق علم أصول الفقه أو اللغة أو النظر فيوقعه تحديده ذاك في البعد والغرابة، يقول: ( تتوج النظام الجديد بانتقال تعبير "التواتر" من مصطلح نقد التقليد ومن أصول الفقه إلى علم القراءات، بوصفه الشكل المحكم للمعتقدات التي تكونت في الماضي، والمقصود بهذا التعبير الرواية التي تعود إلى مصادر عديدة ومختلفة، والقراءات المشهورة هي من نوع التواتر، وروايتها في كل جيل لا تستند على خبر الواحد والآحاد بل على التطابق العام، والبعض لا يستعمل تعبير "مشهور" بالمعنى العام أي معترف به بل بالمعنى الاصطلاحي الذي يضعه في الدرجة الثانية بعد التواتر، الذي يتكافأ معه واقعيا لكنه في الشهادة لا يفي تماما بشروطه) [25]، لم يهتد برتزل إلى أن (القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول) [26]، كان السلف الأول من الصحابة والتابعين ينصحون بقراءتها كما عُلمت ،فهي إذن رواية، وللرواية قواعدها وفنونها ، فإذا لم تتحكم قواعد علوم الرواية في تحديد مفاهيم تلك المصطلحات فلا يمكن لأي علم من العلوم ولو كان علما إسلاميا أن تتحدد من خلاله بله أن تتحدد من علوم النظر.
لما كان للتواتر صفة القبول المطلق -وهو الذي حظي به القرآن الكريم- اعتبر مرد ذلك -عند برتزل- إلى مدرسة أطلق عليها ( مدرسة التواتر السلفية ) أو ( مدرسة التواتر) [27] ، وهو نعت بعيد عن حقيقة الوصف ، لا توجد مدرسة بهذا الاسم في تاريخ القراءات القرآنية ولا في تاريخ عالم الرواية في الإسلام [28]، كأني به يريد أهل الحديث والأثر، وهم أهل الرواية والدراية ، دليل ذلك انه اضطرب في تعريف السند القرائي ، فعرفه بتعريف فكري بعيد عن الألفاظ العلمية والتعابير الصناعية [29]، تماما كما قعقع المستشرق الأمريكي آرثر جيفري في مقدمة كتاب المصاحف حين زعم بأن أهل العقل يهتمون بالمتن وأهل النقل والأثر يهتمون بالسند [30].
4- اعتماد أسلوب مقارنة مصاحف الصحابة بمصحف عثمان :
اعتمد نولدكه وتلاميذه ومن تبعه أسلوب المقارنات، وهي مقارنات اعتباطية لكونها تتم بين أطراف غير متجانسة، يقارنون الإسلام بالمسيحية واليهودية، والقرآن بالتوراة والإنجيل، واللغة العربية بالعبرية والآرامية وغيرها، كما يقارنون بين كتب القراءات القريبة والبعيدة في الزمن، وبين الأعلام وإن تباينوا، وبين القراءات وإن اختلفت.
هذا النوع من المقارنات هو سمة كتاب تيودور نولدكه ، ومن المقارنات التي اعتمدها وسعى إلى بحثها المقارنة بين مصحف عبد الله بن مسعود الذي أطلق عليه " نص ابن مسعود"[31]، ومصحف أُبَي بن كعب الذي أطلق عليه " نص أُبَي" [32] ومصحف عثمان بن عفان الذي أطلق عليه هو الآخر "نص عثمان" .
بدأت المقارنة أولا بين نص ابن مسعود ونص أُبي، أفضت إلى إصدار أحكام غير مرضية علميا، نتأمل هذه المقارنة التي يقول فيها برتزل ما يلي: (تعود أسباب هذا الاختلاف في صفة الرواية لابن مسعود ولأُبي إلى اختلاف الظروف الخارجية للتأثير الذي مارسه كلا النصين، فكما يشير إليه التأرجح حول سنة وفاته لم يلعب أُبي بعد وفاة محمد أي دور مرموق، وسواء بسبب موته المبكر أو لأسباب أخرى فقد أُزيح عن المسرح السياسي، وانتشر نصه القرآني على الصعيد الشخصي فقط ، أما ابن مسعود فكان واليا على الكوفة، وكان يملك بالتالي إمكانية استطاع استغلالها بنجاح لإيجاد اعتراف رسمي بقرآنه، ويبدو أيضا أن مصير نسختي القرآن، أي نسخة ابن مسعود ونسخة أبي كان متغايرا، فقد اختفت نسخة أُبي باكرا وربما لم تنسخ أبدا، أما نسخ ابن مسعود فأخذ عنها لمدة طويلة ) [33].
أما المقارنة بين نص ابن مسعود ونص عثمان رضي الله عنهم أجمعين فقد ساق فيه كلام غولد سيهر معتمدا على استنتاجاته في الموضوع، يقول، (عالج غولد سيهر كتابات ابن مسعود وقراءاته وكافة قراءات القرآن من منظور الاختلاف عن نص القرآن الحقيقي ، وتوجد في الواقع حالات كثيرة في الكتابات والقراءات المنسوبة لابن مسعود غير فيها النص العثماني خطأ، أو على الأقل يظهر فيها دافع للاختلاف عن النص العثماني، أي أن نص ابن مسعود يصبح نصا ثانويا، والدوافع الأهم، وإن لم تكن الأقوى، تشمل ما أبرزه غولد تسيهر من إزالة المخالفات من حيث المحتوى أو الإيضاح الموضوعي أو التوضيح اللغوي للنص"...")[34].
تضمنت هذه المقارنات كلاما يستوقف، كلام عام وغير محدد ، وأحكام مطلقة وغير مقيدة، واستنتاجات بعيدة عن العلم والمعرفة، وأقوال غير صحيحة ولا تتطابق مع حقائق التاريخ والواقع.
لقد تَمَّ التوقف كثيرا عند نص ابن مسعود ، وترتب عن هذه المقارنة استخلاص الاختلافات الموجودة بين المصاحف ، وقد ترتب عن هذه الاختلافات وجود اختلافات في القراءة ، وهو استنتاج بعيد ، ذلك أن مصاحف الصحابة لم تكن كاملة ومهذبة لأنها لم تكن خاصة بالقرآن وحده بل كانوا يكتبون إلى جنب القرآن الحديث والفقه والتفسير، لذلك بادر الخليفة عثمان رضي الله بجمع الصحابة على مصحف إمام جرد خطه من النقط والشكل ليحتمل ما صح نقله وثبتت تلاوته عن النبي صلى الله عليه مسلم، ولم يكن الاختلاف راجعا لمصحف عثمان ولا لمصاحف الصحابة وإنما هو راجع إلى ما حفظ في الصدور، والتعويل في اختلاف القراءات المسندة المشهورة الصحيحة على الحفظ لا على مجرد الخط .
أما الاختلاف بين القراءات الصحيحة المتواترة والتي تلقتها الأمة بالقبول فهو من نوع الاختلاف الطبيعي، الاختلاف الذي يدخل في مجال التيسير على العباد"، هذه الأمور كلها لا تعني عند نولدكه ومن تبعه شيئا [35].
سمح تجميع مواد النصين ومحاولة مقارنتها بنص عثمان بإبداء ملاحظات لم يكن القرآن المجمع عليه اليوم في حاجة إليها، فهي ليست واقعية من حيث القراءة والتعبد، ولا عملية من حيث القبول والرضى، ولا أدري هل يمكن الاطمئنان إلى المواد التي جمعها لنص ابن مسعود ونص أبي بن كعب[36]؟ هل ما ذكره صحيحا ؟ وهل بقيت تلك النسخ على أصلها الذي كانت عليه يوم جمع المصحف الإمام؟ وعلى فرض صحتها ما الجدوى بمقارنتها بنص عثمان بن عفان؟ فكأني بهم فهموا أن النص هو نص شخصي لعثمان ، كتبه لنفسه ثم ألزم الصحابة به ؟ والواقع غير ذلك، لقد جمع عثمان المصحف من عدة صحف، وأمر اللجنة أن تكتبه بلغة قريش، ورضيت الأمة العمل بالقبول وأجمعت إليه .
إن الاهتمام بمصحف ابن مسعود وأُبي بن كعب ساد فيها نوع من التكلف، ونوع من الإفراط في المعالجة والكلام ظنا منهم أن عثمان بصفته خليفة المسلمين أقصى وجودهما من الاعتبار مبقيا على مصحفه الذي لا يخلو هو أيضا من الغمز والطعن، والغرض البعيد القريب هو التشكيك في مصحف عثمان نفسه، وزرع بذور الريبة في الموروث العقدي للأمة كما لو أن الأمة الإسلامية لا تملك معايير الصواب والخطأ، فاختفاء مصحف ابن مسعود ومصحف أبي كان خطأ، ووجود مصحف عثمان بن عفان كان خطأ أيضا، والعودة إلى اعتماد المصحفين المختفيين هو الصواب، وهجران مصحف عثمان هو الصواب في المقابل، يقول برتزل: (إن المراجع الكوفية تقودنا إلى مكان وزمان حيث لا تزال القراءة المتصلة والمنسوبة لابن مسعود تتصف بالحيوية وبالذكرى الحية ) [37].
5- حول رسم المصحف :
يستهل برتزل كلامه في الفصل المتعلق ب (الرسم) وبالضبط في الفقرة الأولى التي عنونها ب "أخطاء النص العثماني" بأن المسلمين يعترفون منذ زمن طويل بأن نص القرآن الذي أصدرته اللجنة التي عينها عثمان لم يكن كاملا، معتمدا في ذلك على روايات واهية ، بعضها غير موثق والآخر غير صحيح البتة[38]، أما الشواهد التي استند إليها في هذا التغيير فكلمات من القرآن تقرأ بصيغ مختلفة حسب طبيعة القراءة ، وكون ذلك راجع إلى اختلاف القراءات هو نوع من تبرير الخطإ حسب تحليله، يقول : ( فالذين يتحملون مسؤولية نص القرآن، أي عثمان ولجنته، وبالطبع النبي نفسه، سيدفعون على أنفسهم الاتهام بوجود مآخذ لغوية في المحتوى بإلقاء مسؤوليتها على الكتاب، وعلى أي حال فإن هذا المسلك التبريري ساذج لأنه ينطلق من نظرة بشرية بسيطة لإنتاج نسخة القرآن الرسمية، بحيث يجعلنا نرد نشوء هذه الروايات على كل حال إلى وقت مبكر جدا ) [39].
في نقطة من الفصل الثاني المتعلق ب (القراءة) والمرموز إليها في الترتيب ب "ب-العلاقة مع الرسم" يثير أوطو برتزل شبهة خطيرة لا تقل خطورتها عن الشبه المثارة في الكتاب، وهي شبهة متوارثة ينص فيها على أن القرآن الذي هو كلام شفاهي مسموع من الوحي يخالف القرآن المكتوب الذي هو في النص العثماني[40]، وهي محاولة استشراقية يوهم بها أن للمسلمين نوعين من القرآن نوع مسموع من الوحي، تناقلت الأفواه معرفته وحفظه، وقرآن أجمعوا عليه ، كُتب في وقت متأخر من الزمان يُدعى " نص عثمان"، ثم يعود ليرتب على كل ذلك أن القرآن المسموع لم يتحول إلى مركز الثقل في النص القرآني بل كانت الغلبة للنص المكتوب، ثم يستشهد بأن عمل زيد بن ثابت اعتمد على الأصول المكتوبة في جمع القرآن، هكذا تحول القرآن من النقل الشفوي إلى النص المكتوب ، يحاول برتزل أن يدعم أطروحته هاته بالنسخ المكتوبة التي أرسلها عثمان بن عفان إلى الأمصار لتنشأ منها قراءات مختلفة لتعود الدائرة إلى النقل الشفوي لكن بصورة أخرى[41] .
6- القراءات الشاذة ومحاولة النبش في الذاكرة :
يتوقف عند "القراءة الشاذة"، ويبدأ بمصطلح "شاذ"، ويقر بأنه مأخوذ من علم النحو، ثم يعطيه معنى غريبا، فالشاذ في نظره هو الموصوف بالنسبية، ولا يكتمل محتواه إلا بإضافة لاحقة عليه، ويقارن بين قولهم في اللغة "شاذ عن القياس" وقولهم في القراءات " شاذ عن قراءة الأمصار" [42] ، وهذا التحديد بعيد جدا عن صناعة العلم، غير مأخوذ من علم النحو ومن علوم العربية، فعلماء القراءات حددوا مفهوم الشاذ في صناعتهم، وهو المعنى الذي نقله في الصفحات المتقدمة واضطرب فيه حين قال: (الشاذ هو الآن كل ما كان خارج القراءات المشهورة المعترف بها، والخلاف هو عما إذا كان هذا الشاذ يقتصر على القراءات السبعة أو العشرة أو يزيد عنها ) [43].
قلت: الشاذ لا يقتصر على القراءات السبعة أو العشرة، بل هو كل قراءة وراء السبعة أو العشرة، يقول العلامة الحافظ ابن الجزري ( ت 833ه) : ( كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا وصح سندها فهي القراءة الصحيحة التي لا يجوز ردها ولا يحل إنكارها بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن وجب على الناس قبولها سواء كانت عن الأئمة السبعة أم عن العشرة أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين ، ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة أو باطلة سواء كانت عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم، هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف، صرح بذلك الإمام الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني، ونص عليه في غير موضع الإمام أبو محمد مكي بن أبي طالب، وكذلك الإمام أبو العباس أحمد ابن عمار المهدوي، وحققه الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة ، وهو مذهب السلف الذي لا يعرف عن أحد منهم خلافه ، )[44] .
يتوقف برتزل عند مصادر القراءات الشاذة، ويستفيض في ذكرها في محاولة منه للتأكيد على وجودها ضمن مصادر محفوظة، فالشاذ –عنده- لا يعني القراءة التي أعدمت بمرة وزالت من الوجود ولكنها -في نظره- المبعدة عمليا من الاستعمال عند قراءة القرآن مع وجودها (وقد استمر وجودها في التفسير بلا حدود كموروث قابل للنقاش ) كما يقول[45] .
القراءة التي حكم عليها بالبطلان وبالضعف، ومنعوها منع تحريم في الصلاة وفي خارج الصلاة، وتجاوزها التاريخ والعلم يتم نبشها من جديد بدعوى أنها موجودة، وليس كل ما هو موجود له صلاحية الوجود، وصلاحية الاعتبار بدعوى أنه موجود، وأعتقد أن برتزل ونولدكه وسيهر وغيرهم لا تهمهم القراءات الشاذة في حد ذاتها لأن لها صلة بالقرآن كيفما كان الحال لكن الذي يهمهم هو التشويش على المتفق عليه، و إعادة الاعتبار للمُلغَى والمتجاوز.
7- لغة البحث والمعالجة :
اللغة هنا هي أداة للبحث والمعرفة، كل المعارف والأفكار تُمَرَّرُ عبر اللغة، كان الأستاذ إدوارد سعيد قد غمز لغة الاستشراق في كتابه "الاستشراق: المعرفة، السلطة، الإنشاء"[46]، حينما بين أن الحقائق التي ينقلها الاستشراق عن الشرق هي إيهامات لأنها حقائق محبوسة في اللغة، مفرقا بين الحقائق التي تنقلها لغة الاستشراق عن الشرق وحقائق الشرق في واقع الشرق [47].
ما ذكره الأستاذ إدوارد سعيد صحيحا تَبَدَّى واضحا في كتاب "تاريخ القرآن" لنولدكه ، لم تكن اللغة المستعملة في المعالجة مستقلة عن الميولات والمصالح والأهواء والأحقاد بل سخرت لخدمة مقاصد الاستشراق وأهدافه، من بين هذه الأهداف نسف نولدكه لربانية القرآن وقدسيته، وإرجاعه إلى الطبيعة البشرية، فتباين أسلوب القرآن الكريم يرجع إلى اختلاف أوقات تأليفه من قبل محمد(صلى الله عليه وسلم)، ففيه – حسب ظنه- مقاطع مضطربة اضطرابا شديدا، وأخرى لغة عادية فضفاضة قريبة من النثر، يتكلم الله عز وجل في بعضها وفي بعضها الآخر يكون فيها الكلام لغيره ، ولا يتوان في وصف القرآن بأنه خطابي أكثر مما هو شعري، ويرجع هذه القضية إلى أن هم النبي كان هو التعليم والخطابة لا الشعر البحث [48]، مثل هذا النهج سار عليه برتزل حين زعم أن النبي ترك للكتاب الاختيار بين الخاتمات الشكلية للآيات مثل " عزيز حكيم " أو " سميع عليم " أو " عزيز عليم " محيلا على تفسير الطبري وليس في الطبري ما يشهد لاه على ذلك إنما هو انتحال لا مبرر له [49].
إن نظرة مجملة في لغة الكتاب يتبين إنها لا تخلو من استخدام عبارات حرب والصراع، فأثناء مقارنة برتزل بين نص عثمان ونص ابن مسعود وضع في عنوان أطلق عليه: (و- انتصار النص العثماني)[50]، واستخدم كلمة القضاء التي تعني الإبادة والصرع والفناء حين قال: (قد يكون عثمان حاول القضاء على نسخ نصوص القرآن المخالفة)[51]، واستخدم عبارة "أزاح" و"تسيد" من مثل قوله وهو يتكلم عن قراءة الحسن وأبي عمرو: (وأزاحه أبو عمرو عن مركزه، وفي بعض الأحيان كانت لأبي عمرو أهمية كبيرة، وبدا أنه تسيد الشرق)[52]، وقوله:(نافست في البصرة قراءة أبي عمرو أحيانا قراءة عاصم الجحدري)[53]. وقوله: (وفي وقت مبكر ظهرت معارضة لقراءة حمزة) [54]، إلى غير ذلك من الألفاظ والعبارات الكارثية الدالة على الحرب والعدوان، وكأن ساحة العلوم والمعارف الإسلامية هي ساحة للمعارك والصراعات .
8- خلاصـــة :
عرضت في هذا البحث لمواقف المستشرقين من القراءات القرآنية، وبما أن المواقف متعددة بتعدد المدارس الاستشراقية الغربية، ومتنوعة بتنوع المصادر والكتابات حول الإسلام بصفة خاصة فقد آثرت الكلام عن مواقفهم من خلال كتاب "تاريخ القرآن" لتيودور نولدكه، وذلك لسببين :
الأول : لشهرة الكتاب وشهرته، وذيوع صيته في الثقافة الغربية بصفة عامة والاستشراقية منها بصفة خاصة حتى اعتبر أصلا لكل كلام غربي عن القرآن الكريم .
الثاني : أنه تضمن أسماء لامعة في تاريخ الاستشراق، اعتبروا على مر التاريخ شيوخ الثقافة الاستشراقية وآباؤها المؤسسين ابتداء من تيودور نولدكه وانتهاء بأوتو برتزل ، ومن صاحبهم وتعاون معهم على إنجاز هذا العمل.
تضمنت هذه المواقف التوقف عند الشبهات التي أثاروها حول القراءات القرآنية من زوايا مختلفة، قمنا ببحثها في العناصر السبعة الآتية :
الأول : حول كتاب تاريخ القرآن، والثاني: في الدراسات المتوفرة في الموضوع، والثالث: في بحث المصطلح القرائي في اللغة الاستشراقية، والرابع في معالجة أساليب المقارنة، ومنها مقارنة مصاحف الصحابة ومنهم أبي بن كعب وعبد الله بن مسعود بمصحف عثمان بن عفان رضي الله عنهم، والخامس حول رسم المصحف، والسادس في القراءات الشاذة ومحاولة النبش في الذاكرة، والعنصر السابع والأخير في لغة البحث والمعالجة .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

[1]- أنجز هذا البحث خصيصا للمشاركة في المؤتمر العلمي العالمي الذي سيعقده معهد دراسات المصاحف والقراءات في الفترة ما بين 10 إلى 12 يونيو 2011م بوانكشوط بالجمهورية الإسلامية الموريتانية حول القراءات القرآنية والمصاحف .
2- يلقب بشيخ المستشرقين الألمان ، كان له اطلاع واسع على الآداب اليونانية ، وعلى اللغة العربية وملما باللغة السريانية والعبرية وساعده على ذلك استطالة عمره الذي جاوز الرابعة والتسعين ، توفي في 25 ديسمبر من سنة 1930م. أنظر موسوعة المستشرقين لعبد الرحمن بدوي ص 418-419
3 - من تلامذة نولدكه ، تخرج على يديه في اللغات الشرقية ، له أعمال كثيرة في الدراسات الإسلامية ، من أهمها أنه أعاد طبع كتاب " تاريخ القرآن " بعد تحقيقه والتعليق عليه في مجلدين وذلك في سنة 1919م ، له ترجمة في " المستشرقون " لنجيب العقيقي 2/41.
[3]- مقدمة الجزء الثاني من " تاريخ القرآن " ص 236.
5- مستشرق ألماني ولد بميونيخ في 20أبريل من سنة 1893 ، ارتبط اسمه بالدراسات الخاصة بالقرآن الكريم ، وصرف اهتمامه للغة العربية ولهجاتها ، قتل في حادث عسكري في 28 أكتوبر 1941 . له ترجمة في موسوعة المستشرقين لبدوي ص 53-54. [4]
[5]- مقدمة الجزء الثالث من " تاريخ القرآن " ص 439-440.
7- مستشرق ألماني ، ولد سنة 1886 وتوفي سنة 1933 ، تلقى الفلسفة واللغات السامية على يد أوكيست فيشر ، رحل إلى عدد من البلدان العربية والاسلامية ، أنشأ للقرآن معهدا في ميونيخ أتمه من بعده برتزل ، له إنتاجات علمية كثيرة ومتنوعة . أنظر " المستشرقون " لنجيب العقيقي 2/450-451.
[7]- المصدر السابق.
- لعله يعني المستشرق ألويس شبرنجر. سيأتي الكلام عليه. [8]​
[9]- يلقب بشيخ المستشرقين الفرنسيين ، ولد في باريس في 21سبتمبر1758 ، اختار التخصص في الدراسات العربية والشرقية ، وكان يتقن اللغتين العبرية والعربية و اللغات الأوربية ،تقلد في مناصب كثيرة لها صلة بالمجال العلمي والأكاديمي ، له شهرة واسعة في اوربا ، تخرج على يده عددا من كبار المستشرقين من أمثال : فلوجل ووكازيميرسكي ورينو وراسموسن وستيكل وفليشر وغيرهم ، كانت وفاته بنوبة قلبية في 21 فبراير من سنة 1838 . له ترجمة في موسوعة المستشرقين ص ( 226-232).
[10] - مستشرق مجري الأصل ، من أئمة المستشرقين ، ولد في 22 يونيو من سنة 1850 من أسرة يهودية ، عني بالدراسات العربية والإسلامية وهو في السادسة عشرة من عمره ، تردد على البلاد العربية مثل سوريا ومصر كثيرا ، كانت وفاته في 13 نوفمبرمنسنة 1921.أنظر " موسوعة المستشرقين ص (119-126).
[11]- أنظر مذاهب في التفسير ص 6 وص 8-9.
[12]- ترجمه إلى العربية الدكتور عبد الحليم النجار، وصدر عن دار اقرأ ببيروت في طبعته الثالثة المؤرخة بسنة 145ه الموافق للسنة 1985م.
[13]- لعله يريد بذلك عبد الرحمن بدوي الذي أثني عليه في الترجمة له في " موسوعة المستشرقين " في ص 124-125. طبعة دار العلم للملايين ببيروت- الاولى 1984م.​
[14]- القراءات في نظر المستشرقين والملحدين ، مقدمة الشيخ عبد الفتاح القاضي .
[15]- تقدم توثيق الشبهة من كتاب " مذاهب التفسير الإسلامي " .
[16] - أنظر مذاهب التفسير الإسلامي ص 53 وما بعدها.
[17]- رسم المصحف والاحتجاج به في القراءات ، مقدمة المؤلف.ص 3.
[18]- سورة العلق الآيات 1-3-4.
[19]- تاريخ القرآن لنولدكه ص 31-32.
[20]- ألويس شبرنجر ALOYS SPRENGER ولد في سنة 1813م ، نمساوي الأصل ، تجنس بالجنسية البريطانية ، طبيب متخصص ، عين في الهند طبيبا ، ثم اشتغل مترجما للغة الفارسية فمدرسا للغات الشرقية في جامعة برن بسويسرا ، ثم اعتزل التعليم إلى التأليف والنشر ، توفي في سنة 1893م ، له ترجمة في كتاب "المستشرقون" لنجيب العقيقي 2/277-278، طبعة دار المعارف مصر، الرابعة.
- تاريخ القرآن 1/73-74 [21]
[22]- تاريخ القرآن 3/419.
[23]- المصدر السابق.
[24]- المصدر السابق 3/492.
[25]- المصدر السابق ص 590.
[26]- حديث موقوف على زيد بن ثابت وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم ، أنظر " النشر في القراءات العشر " لابن الجزري 1/17 و 40 ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، إشراف ومراجعة علي محمد الضباع.
- تاريخ القرآن 3/591.[27]
- المصدر السابق 3/591.[28]
- المصدر السابق 3/601 . ( ج- التطور التاريخي).[29]
- كتاب المصاحف لابن أبي داود – التقديم- ص4 ، تحقيق المستشرق الأمريكي آرثر جيفري.[30]
- المصدر السابق 3/(497-522).[31]
- المصدر السابق 3/(523-541).[32]
- المصدر السابق 3/537-538.[33]
- المصدر السابق 3/518.[34]
- المصدر السابق 1/47-48.[35]
- المصدر السابق 3/(497-523) ، ب- نص ابن مسعود. و3/(523-538) ، د- نص أبي.[36]
- المصدر السابق 3/522.[37]
- المصدر السابق 3/443.[38]
- المصدر السابق 3/445.[39]
- المصدر السابق 3/ 557.[40]
- المصدر السابق 3/558-559.[41]
- المضدر السابق 3/573.[42]
- المصدر السابق 3/589.[43]​
45- النشر في القراءات العشر للحافظ أبي الخير محمد بن محمد الدمشقي الشهير بابن الجزري1/9 تحقيق علي محمد الضباع ، دار الكتب العلمية، بيروت.
- تاريخ القرآن لنولدكه 3/655.[45]​
[46]- صدر الكتاب باللغة الانجليزية بتاريخ 1978م ، وترجمه إلى العربية كمال أبو ديب: وصدرت الطبعة العربية عن مؤسسة الأبحاث العربية بتاريخ 1981م.
- الاستشراق لإدوارد سعيد ص 214-215.[47]
- تاريخ القرآن 1/32-33.[48]
- المصدر السابق 3/622.[49]
- المصدر السابق 3/543.[50]
- المصدر السابق 3/544.[51]
- المصدر السابق 3/608[52]
- المصدر السابق 3/609[53]
- المصدر السابق 3/612.[54]​
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
عودة
أعلى