عيسى السعدي
New member
لما هاجر النبي صل1 إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو ، وهاجر معه رجل من قومه ، فمرض فجزع ، فأخذ مشاقص له فقطع بها أصابعه فشخبت يداه حتى مات ، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه فرآه وهيئته حسنة ، ورآه مغطيا يديه ، فقال : ما صنع بك ربك ؟ فقال : غفرلي بهجرتي إلى نبيه صل1 فقال : مالي أراك مغطيا يديك ؟ قال : قيل لي : لن نصلح منك ما أفسدت . فقصها الطفيل على رسول الله صل1 ، فقال : اللهم وليديه فاغفر .
هذه الحادثة التي وقعت في عهد النبي صل1 فيها عبر ودلالات كثيرة ، منها : -
1- تحريم قتل النفس مهما كانت الظروف ، وبيان أنه من أكثر الذنوب إقتضاء لحصول وعيده مهما كانت الحسنات المعارضة ؛فهذا صحابي ومهاجر ومع ذلك عذب على قتل نفسه !
2- أن صاحب هذه الكبيرة لم يكفر بما فعله ؛ولهذا استغفر له النبي صل1 ودعا له . وفي هذا دلالة على أن صاحب الكبيرة مهما عظمت كبيرته لايخرج من الإسلام خلافا لمن كفره من أهل البدع أو جعله في منزلة بين المنزلتين !
3- صحة مذهب أهل السنة في القطع بإنفاذ وعيد بعض أهل الكبائر خلافا لمن جوز العفو عنهم كلهم من المرجئة ؛فإن هذا مخالف لقوله تعالى (((ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ))) فأخبر أن مغفرته تقع لبعض دون بعض ، وهكذا نصوص الشفاعة المتواترة فإنها صريحة في إنفاذ وعيد بعض أهل الكبائر ! ولكن ينبغي عدم الخلط بين إنفاذ الوعيد وإثباته على سبيل الدوام ؛ فإن أهل السنة مجمعون على أنه لايخلد في النار أحد من أهل التوحيد مهما عظمت كبيرته .
4 - أهمية الرؤى في الإسلام وأنها قد تكون سببا لثبوت بعض الأحكام الشرعية ؛ فالنبي صل1 إنما شفع ودعا بسبب رؤيا الطفيل . ولكن ينبغي الاحتياط في هذا الباب بعد عصر النبوة ؛ فلا يعول على رؤيا تعارض ما استقر من الشريعة .
5- إثبات شفاعة النبي صل1 في أهل الكبائر ، وأنها قد تكون في الدنيا كما في هذا الحديث ، وقد تكون في الآخرة ؛ وهو الأعظم والأشمل ؛ لحديث ((( إني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي ، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لايشرك بالله شيئا ))) ! ولكن هل تكون قبل إنفاذ وعيد الكبيرة ؟ هذا محل توقف فيه ابن القيم ؛ لأنه لم يظفر بنص صحيح يدل على حصولها قبل العقوبة ، وكل حديث في الشفاعة في أهل الكبائر إنما يدل على حصولها بعد العقاب . والله أعلم .
هذه الحادثة التي وقعت في عهد النبي صل1 فيها عبر ودلالات كثيرة ، منها : -
1- تحريم قتل النفس مهما كانت الظروف ، وبيان أنه من أكثر الذنوب إقتضاء لحصول وعيده مهما كانت الحسنات المعارضة ؛فهذا صحابي ومهاجر ومع ذلك عذب على قتل نفسه !
2- أن صاحب هذه الكبيرة لم يكفر بما فعله ؛ولهذا استغفر له النبي صل1 ودعا له . وفي هذا دلالة على أن صاحب الكبيرة مهما عظمت كبيرته لايخرج من الإسلام خلافا لمن كفره من أهل البدع أو جعله في منزلة بين المنزلتين !
3- صحة مذهب أهل السنة في القطع بإنفاذ وعيد بعض أهل الكبائر خلافا لمن جوز العفو عنهم كلهم من المرجئة ؛فإن هذا مخالف لقوله تعالى (((ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ))) فأخبر أن مغفرته تقع لبعض دون بعض ، وهكذا نصوص الشفاعة المتواترة فإنها صريحة في إنفاذ وعيد بعض أهل الكبائر ! ولكن ينبغي عدم الخلط بين إنفاذ الوعيد وإثباته على سبيل الدوام ؛ فإن أهل السنة مجمعون على أنه لايخلد في النار أحد من أهل التوحيد مهما عظمت كبيرته .
4 - أهمية الرؤى في الإسلام وأنها قد تكون سببا لثبوت بعض الأحكام الشرعية ؛ فالنبي صل1 إنما شفع ودعا بسبب رؤيا الطفيل . ولكن ينبغي الاحتياط في هذا الباب بعد عصر النبوة ؛ فلا يعول على رؤيا تعارض ما استقر من الشريعة .
5- إثبات شفاعة النبي صل1 في أهل الكبائر ، وأنها قد تكون في الدنيا كما في هذا الحديث ، وقد تكون في الآخرة ؛ وهو الأعظم والأشمل ؛ لحديث ((( إني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي ، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لايشرك بالله شيئا ))) ! ولكن هل تكون قبل إنفاذ وعيد الكبيرة ؟ هذا محل توقف فيه ابن القيم ؛ لأنه لم يظفر بنص صحيح يدل على حصولها قبل العقوبة ، وكل حديث في الشفاعة في أهل الكبائر إنما يدل على حصولها بعد العقاب . والله أعلم .