اللغة العربية ليست مقدسة ولم يتعهد القرآن بحفظها

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع ش.م
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

ش.م

New member
إنضم
28/05/2004
المشاركات
49
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الموقع الالكتروني
www.alanwaar.net
للقراءة والحوار: ما رأيكم؟

مؤتمر يفتح الأسئلة
انقراض اللغة العربية خلال القَرن الحالي.. الدكتور علي القاسمي


فتوى جديدة: العربية ليست مقدّسة، ولم يضمن الله حفظها. • 3000 لغة تموت هذا القرن ومنها العربية، طبقاً لليونسكو. • سياسات الدول العربية تحقّق نجاحاً باهراً في القضاء على اللغة العربية.


مؤتمر عالمي ينعى العربية:

نظّم المجلس العربي للطفولة والتنمية مؤتمراً عالمياً حول " لغة الطفل العربي في عصر العولمة" في مقر جامعة الدول العربية في المدّة من 17 ـ 19/2/2007م، شارك فيه أكثر من 500 باحث ينتمون إلى 19 دولة عربية وإلى عدد من الدول الأخرى. وهدف المؤتمر هو تدارس كيفية تنمية اللغة العربية لدى أطفالنا لتكون وسيلة فاعلة في اكتسابهم المعرفة، وتواصلهم مع تراثهم ومجتمعهم، وتعزيز هويتهم وانتمائهم، وبلورة الذات، ولتكون منطلقاً للتنمية البشرية ولغة مشتركة للأقطار العربية تساعد على تعاونها ووحدتها، كما أوضح الدكتور محمود كامل الناقة، عضو اللجنة العلمية للمؤتمر.

بَيد أنّ البحوث التي قدّمها، إلى هذا المؤتمر، كبارُ العلماء في اللسانيات، والتربية، وعلم الاجتماع، والطب النفسي، ، كانت بمثابة رثائيات رائعة للغة العربية، وبكائيات بليغة ذُرِفت على موتها المؤكَّد القريب.

وإذا كان بعض القرّاء الكرام (إذا كان هناك مَن يقرأ هذا المقال) يرى في ما سأنقله عن المؤتمر شيئاً من الكُفر أو ما يُشبه الكُفر، فإن " ناقل الكُفر ليس بكافر"، كما يقول المثل.

العربية ليست مقدّسة ولم يضمن اللهُ حفظها:

يشعر كثير منا ـ نحن المسلمين ـ بأن اللغة العربية التي يبلغ عمرها ألفي عام تقريباً والتي أنزل الله القرآن بها، هي لغة مقدّسة ولا يمكن أن تنقرض كبقية اللغات. ويستدلّ هؤلاء المتفائلون على بقاء اللغة العربية بقوله تعالى في سورة الحِجر: ﴿ إنّا نحن نزّلنا الذكرَ وإنّا له لحافظون﴾.

ولكن المفاجأة الصارخة هي أن هذا المؤتمر أفتى بعدم قدسية اللغة العربية. وقد وردت هذه الفتوى في البحث القيم الذي قّدمه في الجلسة الأولى للمؤتمر فضيلة مفتي الديار المصرية الشيخ الدكتور علي جمعة، الذي أوضح أن القرآن الكريم لا يشتمل على جميع اللغة العربية من جذورٍ وتراكيبَ ومعانٍ، وإنما على نسبة ضئيلة منها (أقل من 30% من الجذور العربية، مثلاً) وأن تلك النسبة الصغيرة في سياقاتها ودلالاتها المحددة هي التي تستمد قدسيتها من القرآن الكريم، وأمّا غالبية اللغة العربية، فليست مقدّسة، ولهذا فهي عرضة للتغيير ، وطبعاً للانقراض كذلك.

وتكرّم اللغوي السعودي الدكتور أحمد محمد الضبيب (مدير جامعة الرياض سابقاً وعضو مجلس الشورى السعودي والمجامع العربية في بغداد ودمشق والرباط والقاهرة حالياً، ومن المؤمنين بضرورة تعريب التعليم العالي ولكنه لم يتمكن من تعريب التعليم في الجامعة أثناء توليه إدارتها) ـ تكرّم هذا الأستاذ الفاضل بتفسير الآية التي أوردناها سابقاً ﴿ إنّا نحن نزّلنا الذكرَ وإنّا له لحافظون﴾، فأوضح أن الله سبحانه وتعالى لم يتعهّد بحفظ اللغة العربية أو ضمان بقائها، وإنما ضمن حفظ " الذِّكر" (وهو القرآن الكريم). ولهذا فإن اللغة العربية يمكن أن تنقرض ويبقى الذِّكر الحكيم بشريعته. وضرب مثلاً لذلك بانقراض اللغة العربية في إيران بعد أن كانت لغة البلاد الرسمية والثقافة فيها، وبقي القرآن الكريم في تلك البلاد. والمثل ينطبق على إسبانيا كذلك، فقد انقرضت اللغة العربية هناك وبقي ثمة مسلمون يهتدون بالقرآن.

اللغات تضعف وتموت كما يموت البشر:

يقول علماء اللسانيات إنه يوجد في الوقت الحاضر ما بين 5000 و6000 لغة (طبقاً لنوعية التصنيف واحتساب اللهجات أو عدمه). وتشير الإحصائيات العلمية أن ما بين 250 و 300 لغة تنقرض سنوياً بفعل سرعة التواصل والميل إلى استعمال اللغات العالمية الأكثر فاعلية. وهذا ما يسميه بعضهم بالغزو الثقافي أو اللغوي. وبعملية حسابية بسيطة، يتبيّن لنا أن القرن الميلادي الحالي سيشهد اندثار حوالي ثلاثة آلاف لغة، أي نصف لغات العالم.

وقد أكدت منظمة اليونسكو ذلك فقد " أسفر أحد تقارير اليونسكو الأخيرة عن أنّ عدداً من لغات العالم مهدّدة بالانقراض، ومن بينها اللغة العربية"، كما ورد في مداخلة اللغوي المصري الدكتور رشدي طعيمة، المعروف بتديّنه ودماثة خلقه. ولكي يُعزز الدكتور طعيمة أقواله ويضفي عليها المصداقية، أشهر في وجه المؤتمرين كتاباً ألّفه اللساني البريطاني ديفيد كريستال بعنوان " موت اللغة "

(David Crystal, The Death of Language) صدر عن مطبعة جامعة كمبرج. ويعدّد هذا الكتاب تسعة شروط لموت اللغة. وجميع هذه الشروط تنطبق على اللغة العربية في وضعها الراهن، وفي مقدمتها شرط انتشار لغة الغالب في بلاد المغلوب وحلولها محلّ لغته التي هي من مقوِّمات الأُمّة. وهذا مبدأ معروف في علم الاجتماع أرساه المرحوم ابن خلدون في "المقدِّمة" بقوله: إن المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيّه ونِحلته وسائر أحواله وعوائده ... إن الأمّة إذا غُلِبت وصارت في ملك غيرها، أسرع إليها الفناء."

لعنة الازدواجية اللغوية: تعني الازدواجية اللغوية وجود مستويَين للغة الواحدة: أحداهما مستوى اللغة الفصيحة أو المشتركة الذي يُستخدَم في المناسبات الرسمية والكتابة والأدب والتعليم والإدارة، والآخر مستوى اللغة العامية أو اللهجات الدارجة الذي يُستعمل في الحياة اليومية وفي المحادثات في المنزل والشارع. وكان أوّل من بحث هذه الظاهرة اللغوية في العصر الحديث اللغوي الأمريكي تشارلز فرغيسون Charles Ferguson ونشر بحثه عنها عام 1959 في مجلة " اللغة " الأمريكية "Language". وأكد هذا اللغوي أن الازدواجية ظاهرة موجودة في جميع اللغات الكبرى. فالانجليزية في بريطانيا، مثلاً، لها لهجات متعددة في ويلز واستكلندة وإيرلندة الشمالية وحتى لهجة الكوكني في لندن، إضافة إلى لهجات الإنجليزية خارج بريطانيا كاللهجة الكندية والأمريكية والاسترالية والنيوزلندية والجنوب أفريقية إلخ. وكذلك الحال بالنسبة للغات الفرنسية والألمانية والإسبانية وغيرهما.

ولكن اللغويين لا يتوقعون أن تحلّ لهجات اللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإسبانية محلّ هذه اللغات في حين يتوقعون أن تحلّ، في المستقبل القريب، اللهجاتُ المصرية والعراقية والمغربية إلخ. محلَ اللغة العربية الفصيحة التي ستنقرض كما انقرضت اللغة اللاتينية في أوربا واستُعيض عنها بلهجاتها الإيطالية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية إلخ. التي صارت لغات مستقلّة.

ونسأل لنتعلّم: وما هو الفرق بين الازدواجية في اللغة العربية والازدواجية في بقية اللغات العالمية؟ فيأتينا الجواب من العارفين بالقول: إن الفرق هو في الكم وليس في الكيف، بمعنى أن الفارق بين اللهجات الإنجليزية وبين اللغة الإنجليزية الفصيحة، مثلاً، هو فارق ضئيل جداً لا يحول دون الفهم، على حين أن الفارق بين اللغة العربية الفصحى ولهجاتها فارق كبير جداً. ونسأل لنستفيد: وكيف أصبح الفارق بين تلك اللغات العالمية ولهجاتها ضئيلاً؟ يجيب العارفون بأن الدول الغربية اتبعت ـ وتتبع دائماً ـ سياسات لغوية تفرض استخدام اللغة الفصيحة المشتركة في التعليم والإعلام والإدارة والتجارة وجميع مجالات الحياة، فيعتاد المواطنون على سماعها وقراءتها فيتمكنون منها وتقترب لغتهم الدارجة من اللغة الفصيحة. وفي فرنسا، مثلاً، يوجد فانون يعاقب مَن يُخطئ باللغة الفرنسية في الإذاعة أو التلفزة أو المدرسة، لأنه يُفسد لغة الأطفال وغيرهم.

وقد ذكر كثير من الباحثين في المؤتمر أن السياسات اللغوية للدول العربية تميل إلى تفضيل اللهجات العامية واللغات الأجنبية في مجالات الحياة المختلفة كالإعلام والتعليم، وتشجّع العاميّة في الإذاعة والتلفزة ولا تمنعها أو تقلل منها. (وكاتب هذا المقال يرى أنه لا توجد سياسات لغوية مُعلَنة في الأقطار العربية، ما عدا ما ورد في دساتيرها من أن العربية هي اللغة الرسمية للبلاد، ولكن ليس ثمة قوانين أو أنظمة لتفعيل ذلك). ويرى أولئك الباحثون أن هذه السياسات اللغوية للدول العربية تجعل لغة الكتاب العربية الفصيحة لغة غريبة نادرة الاستعمال يصعب استيعابها فلا يُقبل المواطنون على القراءة. وأدى ذلك، إضافة إلى أسباب أخرى كانتشار الأمية، إلى انخفاض نسبة القراءة وانحسار المعرفة في المجتمعات العربية. إذ تشير الإحصائيات إلى أن معدّل القراءة في إسرائيل هو 40 كتاباً للفرد الواحد (طبعاً باللغة العبرية، وهي لغة ميّتة تحييها دولة إسرائيل)، وفي معظم الدول الغربية 35 كتاباً للفرد، وفي السنغال 4 كتب للفرد، وفي بلادنا كتاب واحد لكل 80 فرداً (طبعاً باللغة العربية، وهي لغة حيّة تُميتها الدول العربية)، كما ورد في بحث الدكتور عبد الله الدنان من سوريا.

لعنة الثنائية اللغوية:

تعني الثنائية اللغوية توافر لغتين في البلاد الواحدة، أو تحدُّث الفرد بلغتين مختلفتين، هما، بوجه عام، اللغة القومية ولغة أجنبية، أو اللغة القومية ولغة وطنية أخرى. ويتفق هذا المؤتمر على أن تعلّم اللغات الأجنبية ضرورة يستدعيها الانفتاح على الثقافات الأخرى أخذاً وعطاء والتعاون معها في سبيل خير الإنسانية. ولكن المؤتمر يؤكّد، من ناحية أخرى، أن إيجاد مجتمع المعرفة اللازم لتحقيق التنمية البشرية لا يمكن أن يتم إلا باكتساب المعارف والعلوم باللغة القومية التي تساعد على تعميم المعرفة العلمية والتقنية على نطاق واسع. فاللغة هي وعاء الفكر وهي الحاضنة له بدرجاته المتنوعة وصولاً إلى الإبداع، وهي وسيلة التواصل بين أفراد المجتمع ومؤسساته المختلفة وتبادل المعلومات والأفكار بينها. فهي كالعُملة في التبادل التجاري. وكلّما كانت العملة قوية وموحدة في البلاد، أصبح التبادل التجاري أيسر وأكثر نشاطاً.

وقد قُدّمت بحوث في المؤتمر عن تجارب بلدان بلغت شأواً رفيعاً من التقدم والرقي بفضل نشر المعرفة بلغتها القومية. فقد ذُكِر أن اليابان استسلمت في الحرب العالمية الثانية تحت وطأة القنابل الذريّة الأمريكية، ففرض الأمريكيون شروطهم المجحفة على اليابان المستسلمة، مثل تغيير الدستور، حلّ الجيش، نزع السلاح، إلخ. وقد قبلت اليابان جميع تلك الشروط باستثناء شرط واحد هو التخلي عن لغتها القومية في التعليم، فكانت اللغة اليابانية منطلق نهضتها العلمية والصناعية الجديدة.

وقدم الدكتور يوسف عبد الفتاح، الاستاذ بجامعة هانكوك للدراسات الأجنبية في كوريا الجنوبية دراسة عن كيفية اعتماد اللغة الكورية أساساً للتنمية البشرية (للتذكير: تحتل كوريا الرتبة 26 في تقرير التنمية البشرية 2006 للأمم المتحدة، وللمقارنة فإن ألمانيا تحتل الرتبة 21، ومعظم الدول العربية تحتل بجدارة الرتب ما بعد 120). وأشار الباحث إلى أن التعليم، في مختلف مراحله ومتنوّع تخصّصاته، يتم باللغة الكورية الفصيحة، مع العلم أن اللغة الكورية كانت قد مُنعت في المدارس الكورية وحلّت محلها اليابانية أثناء الاحتلال الياباني لكوريا الذي انتهى في الحرب العالمية الثانية. وتوجد في كوريا حالياً 110 قنوات تلفزيونية كلّها خاصة إلا قناة حكومية واحدة، " وجميعها تبثّ باللغة الكورية الفصحى السليمة " (طبقاً للسياسة اللغوية للدولة وتحت مراقبتها). ومن الطرائف التي ذكرها الباحث أنه عند وصوله أوّل مرّة إلى كوريا لم يعرف طريقه، لأن جميع اللافتات وأسماء المحلات بالكورية فقط والنادر منها، كلافتات السفارات والفنادق الكبرى، يضيف الاسم بالحروف الأجنبية الصغيرة تحت الحروف الكورية الكبيرة. وعندما سأل زميلاً له عن ذلك، أجابه فائلاً: إذا أردت أن تقرأ الأسماء بالإنجليزية فارحل إلى إنجلترا. وعندما ذهب إلى عيادة طبيب كان عليه أن يصطحب مترجماً. وسأل الأستاذُ المترجمَ: لماذا لا يتحدث الطبيب اللغة الإنجليزية؟ قال المترجم: وماذا سأفعل أنا؟

إن الثنائية اللغوية في بلداننا تشكّل صراعاً غير متكافئ بين لغة قومية تلقى من أهلها أصناف الاحتقار والإهمال والتهميش، بل والتدمير، وبين لغة عالمية وافدة " بكل سطوتها الثقافية وسلطتها الاقتصادية وهيمنتها الدولية، كما قال الشاعر المغربي الدكتور مصطفى الشليح في المؤتمر، فتلقى هذه اللغة الأجنبية الترحيب والتعظيم في بلداننا، وثمة " عوامل أخرى تشجّع على بسط نفوذ هذه اللغة (الوافدة)، تتهيأ بإرادة جهات مسئولة في مجتمعنا العربي" كما قال اللغوي السعودي الدكتور أحمد محمد المعتوق.

وأدانت معظمُ بحوث المؤتمر الوضعَ اللغوي في بلداننا، فأشارت إلى أن أبناء النخبة يتعلّمون في مدارس أجنبية أو مدارس خاصة، ذات مناهج أمريكية أو بريطانية أو فرنسية أو إسبانية أو إيطالية، إلخ، وهي إن علّمت اللغة العربية فلا تخصّص لها أكثر من ساعتين في الأسبوع، ما ينتج عنه تفاوت ثقافي طبقي يهدّد السلم الاجتماعي. ومن ناحية أخرى فإن العلوم والتقنيات في الجامعات والمعاهد العليا تُدرَّس باللغة الأجنبية، الإنجليزية في بلدان المشرق والفرنسية في البلدان المغاربية. وأبناؤنا لا يجيدون اللغة العربية ولا اللغة الأجنبية. وإذا كانت اللغة وعاء الفكر، فإن الطالب العربي لا يحمل وعاءً سليماً بل ينوء تحت عدد من الأوعية المثقوبة التي لا تحتفظ بالمعارف والعلوم، ناهيك بعدم تمكّنه من تمثّل تلك المعارف والعلوم أو الإبداع فيها.

ولقد ذكر باحث مصري أن إحدى رياض الأطفال الأجنبية أضافت اللغة العربية إلى منهجها، فاحتجّ أولياء الأمور لدى مديرها قائلين إنهم أرسلوا أولادهم إليه ليعلّمهم الإنجليزية وليس العربية. وتشكّت أستاذة جامعية من إحدى الدول المغاربية تشارك في المؤتمر من أن ابنتها التي تبلغ الخامسة من العمر وتتعلّم العربية والفرنسية في روض الأطفال ، ترفض مراجعة دروس اللغة العربية معها وتقول لها بالفرنسية: " ماما، أنا أكره العربية، لنقرأ الفرنسية." وقال مشارك آخر في المؤتمر من إحدى الدول المشرقية إن أبناءه الذين يتعلّمون في مدرسة أجنبية لا يفهمون العربية وهو مضطر إلى التحدث معهم في منزله باللغة الإنجليزية. وصرّح أحد المشاركين من دولة خليجية أنه عند عودته إلى منزله في المساء لا يفهم أطفاله الصغار فهم يتحدّثون بإحدى اللهجات الهندية، لأن المربّية هندية والخادمة هندية والسائق هندي، والإنجليزية الهندية هي السائدة في الأسواق والفنادق والمطاعم والمطارات وجلّ الأمكنة في البلاد. وأحيانا يضطر إلى استقدام مربيّة سيرلانكية بدل الهندية، فتتبلبل لغة أطفاله.

وبيّن الدكتور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية الدولية للطب النفسي، في مداخلته في المؤتمر أن التعدد اللغوي في الطفولة قد يسبب اضطرابات نطقية ونفسية وعقلية. وأن الأطفال العرب الذين يتلقّون تعليمهم في مدارس أجنبية أو بمناهج أجنبية يميلون إلى الشعور بالنقص واحتقار الأهل والشعور بالاغتراب الثقافي في بلدانهم، وأن هذا النوع من الاغتراب هو من أهم أسباب هجرة الأدمغة من بلداننا إلى الغرب.

مؤشّرات دولية إلى انقراض اللغة العربية:

كنا قد ذكرنا في مقال سابق عنوانه " العربية لم تعُدْ لغة عالمية" أن منظمة الأمم المتحدة في نيويورك تتجه إلى إلغاء العربية من بين اللغات العالمية الرسمية في المنظمة وهي: الإنجليزية، الإسبانية، الفرنسية، الروسية، الصينية، العربية؛ وذلك لثلاثة أسباب: 1) عدم استعمال ممثلي الدول "العربية" اللغة العربية في الأمم المتحدة، فهم يستعملون الإنجليزية أو الفرنسية.

2) عدم وجود مترجمين عرب أكفاء يجيدون اللغة العربية.

3) عدم وفاء معظم الدول العربية بالتزاماتها المتعلّقة بدفع نفقات استعمال العربية في المنظمة.

وفي هذا المؤتمر، أوضح المفكّر التونسي الدكتور عبد السلام المسدّي ( سفير تونس ووزير التعليم العالي والبحث العلمي سابقاً، ومن المؤمنين بضرورة تعريب التعليم العالي، لكنه لم يتمكّن من تعريب التعليم العالي أثناء توليه الوزارة) أن ضغوط الدول الكبرى على اليونسكو جعلتها تُعلن مؤخّراً أن الحقوق اللغوية تنحصر في ثلاثة: ـ الحق في لغة الأم (وليس اللغة الأم) ـ الحق في لغة التواصل في المجتمع ـ الحق في لغة المعرفة.

وتعني هذه الحقوق بالنسبة إلى بلداننا ما يأتي:

ـ لغة الأم: اللهجة العامية أو إحدى اللغات الوطنية غير العربية مثل الدنكا في السودان، والسريانية في سوريا، والأمازيغية في الجزائر والمغرب.

ـ لغة التواصل: اللهجة العربية الدارجة

ـ لغة المعرفة العالمية: الإنجليزية (أو الفرنسية في بعض البلدان)

وهكذا، فالعربية الفصيحة المشتركة بين بلداننا لا مكان لها هنا بتاتاً ولا تشكّل حقاً لغوياً لأي فرد. وسيكون إعلان اليونسكو هذا ورقة ضغط إضافية بيد الدول الكبرى التي تسعى إلى إلغاء أية وسيلة تفاهم مشتركة بين بلداننا قد تشكّل أساساً لاتحاد عربي من أي نوع، طبقاً لبعض المشاركين في المؤتمر (أما نحن فلا نرى ضرورة وجود لغة مشتركة لقيام اتحاد بين الدول، فقد يقوم على أسس غير لغوية، كما هو الحال في الاتحاد الأوربي الذي يستخدم برلمانه في ستراسبورغ 9 لغات أوربية وتستنفد نفقات الترجمة حوالي 5% من ميزانية الاتحاد). ومن ناحية أخرى، فقد اتُخِذ عدد من الإجراءات العملية مثل إلغاء تدريس اللغة العربية في بعض الجامعات الأمريكية والاستعاضة عنها باللهجات العربية مثل الشامية والمصرية والمغربية والعراقية، إلخ. وكان امتحان البكالوريا الثانوية في فرنسا يسمح للطالب باختيار لغة ثانية كالإنجليزية والألمانية والإسبانية والعربية. وابتداءً من سنة 1995، لم تعد العربية من بين هذه اللغات واستُعيض عنها بعدد من اللهجات العربية. وظل عرب 48 في إسرائيل، من مسيحيين ومسلمين، يحرصون على تعليم العربية في مدارسهم لتكون وسيلة للتعبير عن هويتهم وانتمائهم لشعبهم الفلسطيني العربي، ولكن إسرائيل اتّبعت سياسات إهمال اللغة العربية وتهميشها في الحيز المدرسي وتهجينها بالمصطلحات والتعبيرات العبرية والإنجليزية، كما أوضحت الباحثة الأستاذة جنان عبده المشاركة في المؤتمر من حيفا.

انقراض الحضارة أم انقراض اللغة؟

بعد أن سعدتُ بالعودة من المؤتمر إلى مقر إقامتي في شاطئ الهرهورة في المغرب، خرجتُ صباح اليوم التالي لأتمشّى مع جاري المفكّر الدكتور عبد الكبير الخطيبي. اغتنمتُ الفرصة لأستطلع رأيه في الموضوع، فسألته: هل ترى أن اللغة العربية ستنقرض؟ أجابني: هذا خطأ؛ مَن قال بذلك؟ ثم واصل كلامه قائلاً: إن الحضارة العربية الإسلامية برمّتها تسير حثيثاً نحو هاوية الاندثار، بكل ما فيها من طرائق التفكير والتعبير. وقد ناقش هذا الموضوع جماعة من الزملاء التقوا في منزلي، الأسبوع الماضي، بمناسبة زيارة الشاعر أدونيس لمعرض الكتاب في الدار البيضاء، وقد أجمعوا على ذلك الرأي.

وعندما بدت أمارات الخيبة على وجهي، استخدم الدكتور الخطيبي، التشبية والاستعارة، ربما ليساعدني على الفهم، فقال: أنا أقول لك إن الرجل ميّت، وأنتَ تقول لي إن لسانه لا يتحرّك.

خاتمة:

حاولتُ أن أنقل ما دار في المؤتمر، بأمانة ولكن بإيجاز شديد؛ وأن لا أبدي وجهة نظري إلا لماما، لكي أترك للقارئ الكريم تكوين الرأي في الوضع اللغوي، ونتائجه، وما الذي ينبغي فعله.

http://www.voltairenet.org/article145997.html
 
حسبنا الله ونعم الوكيل

حسبنا الله ونعم الوكيل

[align=center]

اللهم

ثبت اللغة العربية : لغة كتابك في قلوبنا

وألهمنا حِفظها وصيانتها وتحفيظها

ووفقنا إلى توقيرها وتعظيمها

وثبت قلوبنا على حبها وعِزها


آمين
[/align]
 
مسعر علم لو كان معه أحد

مسعر علم لو كان معه أحد

{وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }
أعدوا ما أسموه الفرقان فكان ماذا كانت مصاحف التجويد والقراءات تنتشر .
وهنا ومنذ أمد يحاربون العربية بلا هوادة
فلا بد من ردود أفعال من رجال العربية مثل إعلاء راية التحدث بالعربية في حياتنا العامة
وهيا لنضع المطلوب ونسير عليه .
بدلاً من أن نزيد بلة خمر النساء .. ، هيا لصقل سيوف العلم
 
عدم استعمال ممثلي الدول "العربية" اللغة العربية في الأمم المتحدة، فهم يستعملون الإنجليزية أو الفرنسية.

هذه جريمة ترتكب بدم بارد
 
لقد نبتت علوم العربية ، واستوت على سوقها بفضل القرآن العظيم :علوم التفسير ,علوم اللغة , الأدب والبلاغة,التاريخ.....وغيرها من العلوم إنما قامت
لخدمة كتاب الله وسنة نبيه و بقصد المحافظة عليهما أو لتيسير فهمهما، أو لوضع ضوابط الاستنباط منهما، أو للدفاع عن العقيدة التي اشتملا عليها..
وقد كان نزول القرآن الكريم باللغة العربية سبب ساعد على انتشارها وبقائها وأقوىحافز العلماء لوضع علوم العربية , والبحث في مفرادتها وتراكيبها على وجوه شتى من البحث...
واللغة العربية ليست كباقي اللغات فهل تتساوى مثل هذه اللغة في نظر أعضاء هذا المؤتمر الموقرين مع اللغات الأفريقية أواللغات الموجودة في امريكا الجنوبية مثلا .
إن اللغة العربية كما يقول الرافعي :
بنيت على أصل سحري يجعل شبابها خالدا فلا تهزم ولاتموت لأنها أعدت من الأزل فلكا دائراً للنيرين العظيمين كتاب الله وسنة رسول الله."
أما هؤلاء العلماء-أعضاء المؤتمر السالف الذكر-فمنهم غير المتخصصين في الشأن اللغوي وهم يرددون معطيات علم اللغة العام ونظرياته في الغرب، وعلماء اللغة إنما ينظرون إلى اللغات جميعا بمنظار واحد دون احتساب للعوامل الأخرى ولها الأثر الكبير في بقاء لغة واندثار أخرى.
صحيح إن الناظر لأحوال العربية على الصعيدين الرسمي والشعبي لايفتاأن ينعى حظ اللغة العربية كما نعاه من قبل شاعر النيل حافظ إبراهيم في قصيدته التي نتلذذ كثيرا بترديدها ,جلدا للذات وإظهارا للعجزوعدم القدرة ,أمام سطوة اللغات الأجنبية واللهجات المحلية -صحيح كل هذا لكن يبقى ان اللغة العربية لغة القرآن ولغة الإسلام
يقول رشيد رضا "...لما كان الإسلام دينا إصلاحيا عاما لجميع البشر كان من أصوله دعوة الأمم كلها إلى التوحيد في الدين والشرع واللغة التي هي من مقومات الأمم النفسية والسياسية والاجتماعية لتكون الأمة الإسلامية متحدة لا يفصل بين افرادها ولا جامعاتها شيء من اختلاف الأنساب والأوطان , كما أنه لما كان الإسلام دين التوحيد دينا عاما لكل البشر وكان من مقاصده ان يؤلف بينهم , فرض عليهم توحيد اللغة فخرجت هذه اللغة عن أن تكون لغة شعب واحد منهم ولولا ذلك لم تؤثرها جميع الشعوب الإسلامية على لغاتها حتى عم انتشارها في المشرق والمغرب مع الإسلام.
وأمالاستشهاد من قبل الباحثين بما حدث في إيران وأسبانيا و كذلك ما حدث في تركيا الكمالية فهوي رجع إلى عوامل سياسية فالشعوب على لغات ملوكهم .
فأسبانيا مثلا التي كانت منارا لأوروبا طيلة سبعة قرون لم تستبدل العربية إلى لغة أخرى طواعية بل هناك حرب إبادة شنت على كل ماهو عربي أو إسلامي بالأحرى في ظل محاكم التفتيش التي تعد في تاريخ أوربا أكثر النقاط السوداء في تاريخها المملوء بالقهر والاستعمار والإبادة،كذلك الأمر في تركيا فقد حاول كمال أتانورك أن يمحو كل ما هو له صلة بالخلافة العثمانية والعروبة والإسلام في ظل الدعوة إلى الطورانية, وقس على ذلك ما حدث في إيران, وإن بقيت الحروف العربية هي لغة الكتابة للغة الفارسيةإلى الآن.
قد اصدق من يقول يوما باندثار العرب كجنس على مافيهم من المحاسن والمحامد وكرم الأصل والمحتد ، لكن لا اصدق يوما من يقول باندثار العربية كلغة ،والتاريخ الحديث شاهد على ذلك فقد واجهت اللغة العربية سيلا من الضربات على أيدي المستعمر في كل بلد إسلامي محاولا القضاء عليها وبدات هذه الضربات في المشرق والمغرب في وقت واحد وحمل لواء الهجمة الشرسة على اللغة العربية بعض المستشرقين وعدد من القضاة الأجانب في عدد من بلداننا الإسلامية واتهمت العربية بأبشع الاتهامات منها عجزها عن ادء مهمتها إزاء المخترعات الحديثة, فتصدىلهذه الهجمات علماء بررة وشعراء مجيدون يزودون عن اللغة العربية ويظهرون وجهها الناصع الذي تعفر من غبراء التأخر وتبع ذلك إنشاءالمجامع العربية, وتأليف المعجمات العربية وظهرت الدراسات الرصينة التي تؤكد وفاء العربية باستيعاب العلوم والاختراعات .
والحال الآن كما أوضح المؤتمر لايبشر بمستقبل للغة العربية -نعم مع هذا العجز العربي على المستوى السياسي والعطاء الحضاري والعلمي للعرب و يتحقق كل ما جاء به المؤتمر،,لكن كل الدلائل تشير من ناحيةأخرى إلى أن هناك صحوة مباركة تنتظم البلاد الإسلامية من شرقها إلى غربها :حفظا لكتاب الله وإقبالا على تعلم الفصحى ومدارسة اللغة العربية, دع عنك التي تشتكي ابنتها اللغة العربية-في الجزائر -فما عليك إلا أن تراجع تاريخ الجزائر لترى العجب العجاب- دولة ظل المستعمر فيها أكثر من قرن ونصف ومازالت لغته العربية هي اللغة الرسمية مما يؤكد حقيقة:
إن اللغة العربية باقية رغم المحتل ورغم قرارات المؤتمر.
يراجع كتاب اللغة العربية بين حماتها وخصومها للأستاذ أنور الجندي
 
القضية اخي الكريم هي ان الاسلام يعيش في هذا العصر هجمة شرسه من الاعداء ومن كان في صفهم من المنافقين
هجمة مقننه مرتبه تستهدف اصول الدين وهي العقيدة ونبي هذا الدين عليه الصلاة والسلام وشرائع هذا الدين من جهاد وامر بالمعروف ونهي عن المنكر وحجاب للمرأة والتعامل معها وحدود هذا الدين من قصاص وغيرها

وما التشكيك في قداسة اللغه العربية التي هي لغة القران إلا نوع من الهجمة ايضا على كتاب الله الذي هو الاصل الاول من اصول التشريع لهذا الدين
 
أنا اقول ستبقى العربية لأن القرآن بدون اللغة العربية فكيف يكون القرآن الذي يتحدى الجن و الإنس؟
لا حول و لا قوة الا بالله
 
مما أورد هذا المؤتمر من أسباب انقراض اللغة ما يأتي:-
أولا: سياسة الغالب ولغته والمغلوب ولغته وسيادة لغة الغالب، وقد قال بهذا ابن خلدون رحمه الله وقد خفي على هؤلاء قوله تعالى " والله غالب على امره ولكن أكثر الناس لا يعلمون" يوسف: 21، وقد ورد لفظ الغالب في القرآن ثلاث مرات الأولى في سورة "آل عمران: 160 في معرض تأييده جل وعلا لرسوله والمؤمنين ونصره لهم وأنه إذا نصرهم الله فلا غالب لهم حيث قال تعالى "إن ينصركم الله فللا غالب لكم" والثانية في سورة الأنفال: 48 في معرض تزيين الشيطان لمن خرج من بيته كفرا ورياء ليصد عن سبيل الله جل وعلى فقال لهم" لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم". العجيب ما أورد الرحمن جل وعلا عقب حوار الشيطان هذا إذ يقول جل في علاه " فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه" وهذا دليل الهزيمة والخذلان المبين. من هذا نقول كم من مرة احتل فيها الغرب بلاد الإسلام وعمل على إبادة اللغة العربية وإحلال لغته محلها وباءت كل محاولاته بالفش الذريع وصدق عليهم قوله تعالى " قل موتوا بغيظكم" (آل عمران 119) لأن الله هو الغالب ولذا فلغة كتابه غالبة بأمره تعالى. وما مصير من يروج لانقراض اللغة العربية إلا مصير الشيطان النكوص والاعتذار والاختفاء، وهنا يجدر أن أشير إلى أمر هام لا يخفى على أحد لكن قد لا ينتبه إليه كثير ألا وهو أن اليونسكو أداة شيطانية يقوم عليها شياطين كبار ولعلهم هم الذين يمنون الغرب بهذا الهوس بانقراض اللغة العربية، وصدقوني حتى لو رفض العرب كلهم تماما دفع تكاليف الترجمة إلى العربية لاستمرت منظمات هيئة الأمم المتحدة في الترجمة للعرب بالعربية خشية أن ينقطع العرب عن حضور مؤتمراتها ومن ثم يضيع الكنز العربي السهل الذي يبتذه الغرب بلا معاناة.
ثانيا: مما ذكر أيضا الازدواجية اللغوية بين العامية المستخدمة على أوسع نطاق والفصحى التي تكاد لا يرى لها أثر ولا يسمع لها صوت، في هذا نقول باختصار ليس أكثر من المجتمع الأمريكي ازدواجية لغوية في العالم، لو نظرت إلى قاموس العامية الأمريكية تكاد تجزم أن ليس للأمريكان فصحى على الإطلاق ومثل هذا يقال في الإنجليزية البريطانية، لكني تحضرني لطيفة هنا وهي سطوة الإنجليزية الأمريكية على الإنجليزية البريطانية حتى أن الثانية أجبرت على استعارة الأفاظ الأمريكية المستحدثة في السياسة والإعلام وغيرها، ولعلم يظنون أننا نعاني مثل ما يعانون، كلا والله، فقد نزل القرآن وعند العرب أكثر من لهجة بل كان لكل قبيلة لهجة ومع ذلك اتفقوا على لهجة عامة هي لهجة قريش كانت كل القبائل تفهمها وتتحدثها ولم يؤد هذا إلى انقراض اللغة العربية، علاوة على ذلك عند نشأة علم النحو وما تلاه من علوم لغوية تم تأصيل هذه اللهجات وها نحن بعد أربعة عشر قرنا من الزمان لم نجد العربية انقرضت، ومن قال أن هذه اللهجات قد انقرضت فهو جد جاهل بما عليه حال العرب في بقاع بلادهم.
ثالثا: الفارق الكيفي لا الكمي بين العامية والفصحى وفيه نقول ما قلناه في البند الثاني، ونضيف عليه أنه بتحليل اللهجات العامية الحالية للعرب نجد أن لها صلة أو أخرى بالفصحى وما حدث فيها ماهو إلا تطور لغوي من قبيل النحت اللغوي أو ماشابهه.

وفي النهاية نقول:
قل موتوا بغيظكم
إن ينصركم الله فلا غالب لكم
والله غالب على أمره ولكن أكثر اناس لا يعلمون

والله الهادي إلى سبيل الرشاد
 
بقاء اللغة العربية من بقاء القرآن , فهو كلام الله بلسان عربي مبين .
 
هناك نقطتان أود أن أعقب عليهما، وهما ما ذكره الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية والدكتور أحمد محمد الضبيب الرئيس الأسبق لجامعة الرياض.

بالنسبة للدكتور علي جمعة يقول في فتواه "ن القرآن الكريم لا يشتمل على جميع اللغة العربية من جذورٍ وتراكيبَ ومعانٍ، وإنما على نسبة ضئيلة منها (أقل من 30% من الجذور العربية، مثلاً) وأن تلك النسبة الصغيرة في سياقاتها ودلالاتها المحددة هي التي تستمد قدسيتها من القرآن الكريم، وأمّا غالبية اللغة العربية، فليست مقدّسة، ولهذا فهي عرضة للتغيير ، وطبعاً للانقراض كذلك" وهو يقرر هنا أن القرآن قد احتوى على ما يقارب 30% من جذور اللغة العربية، وأن هذه النسبة هي التي تستمد قدسيتها من القرآن، ثم ينطلق دون مقدمات إلى الجزم بأن باقي اللغة العربية ليست له قدسية ما ومن ثم عرضة للانقراض، وهنا نشير إلى عدة أمور:-
أولا: القرآن ككتاب حوى ما يقارب 30% من جذور اللغة العربية، هل تعلم البشرية كتابا آخر في لغة أخرى من أشهر اللغات في العالم الآن كالإنجليزية أو الفرنسية قد احتوى مثل هذه النسبة، لا نقول أكثر منها ولكننا نكتفي نسبة مقاربة؟ لا والله. حتى الكتاب المقدس المزعوم بشقيه القديم والجديد لا يحتوي على هذه النسبة أو ما يقارب منها. وهذا بحد ذاته يعتبر إعجازا للقرآن نشكر لفضيلة المفتي أن لفت الأنظار إليه.
ثانيا: إن كان القرآن ككتاب مستقل قد حوى هذه النسبة من جذور اللغة العربية، وهو الوحي من الله لفظا ومعنى، فما بال السنة المطهرة واحتوائها للنسبة الباقية من جذور اللغة العربية وهي مثل القرآن شرحا له وتفسيرا وهي الوحي من الله معنى واللفظ لرسوله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى؟ ولعل هذا يفسر لنا مساندة الغرب لمن يسمون أنفسهم "القرآنيون" الذين يريدون عزل السنة أو بمعنى أدق القضاء عليها، ثم يأتي الدور على القرآن بعد ذلك، هيهات هيهات لما يوعدون.
ثالثا: إن كان القرآن ككتاب مستقل قد حوى هذه النسبة من جذور اللغة العربية، فما بال كتب التفسير وعلوم القرآن؟ ألم تحو هذا المؤلفات وأمهات الكتب التي تعج بها مكتبة فضيلة المفتي في بيته ومكتبه بباقي جذور اللغة العربية؟
ومن هذه النقطة نعرج على ما ذكره الدكتور أحمد محمد الضبيب، "تفسير الآية التي أوردناها سابقاً ﴿ إنّا نحن نزّلنا الذكرَ وإنّا له لحافظون﴾، فأوضح أن الله سبحانه وتعالى لم يتعهّد بحفظ اللغة العربية أو ضمان بقائها، وإنما ضمن حفظ " الذِّكر" (وهو القرآن الكريم). ولهذا فإن اللغة العربية يمكن أن تنقرض ويبقى الذِّكر الحكيم بشريعته" هنا نقول:
أولا: إذا كان الرحمن قد تعهد بحفظ الذكر وهو القرآن الكريم، ويمكن أن يبقى الذكر بشريعته، ماذا فعل العلماء حتى تصل شريعة هذا الذكر إلينا على النحو المفصل التي هي عليه الآن؟ وإذا كانت اللغة العربية ستنقرض، فهذا حكم على كافة المؤلفات التي تحوي تفاصيل هذه الشريعة بالموت ويبقى القرآن أعزلا بلا شارح أو مادح، ولعل هذا ما يسعى إليه الغرب، وما مصيرهم إلا الخسران المبين. ولعمري على الفرض أن هذا يحدث، لهو من الفأل الحسن بإحياء هذا التراث والبحث في أسراره و إثراء مكتبة القرآن وعلومه إذ يسعى المسلم إلى معرفة أحكام القرآن في كافة مناحي الحية، لأن القرآن أنزل ليمشي على الأرض كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولهذا إن كانت اللغة العربية ستنقرض، فكذلك كافة علوم الشرع من فقه وتفسير وحديث واجتهاد وغيرها، ولا أظن أن الدكتور الضبيب يقول بهذا.
ثانيا: مما أضاف فضية الدكتور الضبيب كذلك تأييدا لما ذهب إليه انقراض اللغة العربية في إيران بعد أن كانت لغة البلاد الرسمية والثقافة فيها، وبقي القرآن الكريم في تلك البلاد. والمثل ينطبق على إسبانيا كذلك، فقد انقرضت اللغة العربية هناك وبقي ثمة مسلمون يهتدون بالقرآن. أما انقراض اللغة العربية في إيران، فكلنا يعلم الحلم الشيعي بإنشاء إمبراطورية فارسية شيعية تكون امتدادا للحكم الفارسي القديم. وقد حاول الشيعة من قبل في المغرب العربي وزحفوا إلى مصر في العهد الفاطمي وأقاموا قاهرة المعز لجعلها معقلا للشيعة وبناء الأزهر الشريف لنشر المذهب الشيعي، لكن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، فأرسل الحاكم الكردي صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وقضى على حلمهم وجعل القاهرة حصنا للسنة والأزهر مدرسة لها وجيش الجيوش في مواجهة الصليبين ودحرهم. لكن لعل الدكتور الضبيب يشير من طرف خفي إلى شبه اتفاق وتحالف بين القوى المتعاندة في الماضي وشبه المتناحرة ظاهرا ذرا للرماد في ألأعين في الحاضر بجعل بلاد فارس نموذجا للشرق الأوسط الجديد حيث يتلى القرآن بلغته وتندثر علومه باللغة العربية وتتداول باللغات المحلية أيا كانت.
أما مثال إسبانا فهو قياس في غير موضعه كذلك فكلنا نعلم ما حدث للمسلمين هناك بفعل اليهود والنصارى والعملاء، فلم يكن الأمر انقراض اللغة العربية بل انقراض المسلمين هناك ومن ثم انقرضت اللغة العربية بانقراضهم، وهذا ما بشرت به الفاتيكان في مجامعها الأخيرة بأن تحل الألفية الثالثة ويكون الدين كله للمسيحية، لكن خيب الله أملها وشتت حلمها، ويأبى الله إلا أن يكون الدين خالصا له جل وعلا. وعليه إن كانت منظمة اليونسكو تبشر بانقراض اللغة العربية فهي تبشر كذلك بانقراض المسلمين وهنا يتضح الرابط بينها وبين الفاتيكان وتبرز أصابع خفافيش الظلام في وضح النهار.
ولو صح أن اعتمدنا ما ساقه الدكتور الضبيب لذكرنا الجزائر والمغرب وتونس، وهي بلاد عربية عمل الاحتلال الفرنسي دائبا على قتل اللغة العربية هناك حتى أن أهل هذه البلاد ليتحدثون بالفرنسية إلى الآن، لكن هل كانت هذه نهاية المطاف؟ أبدا فاللغة العربية باقية هناك يتحدثها المسلمون وغيرهم جنبا إلى جنب مع اللغات الأخرى. وبإحصاء القائمين على تدريس اللغة العربية في فرنسا الآن، نجد أن أكثر من 90% منهم من المغرب والجزائر وتونس، الله أكبر. أرادوا وأراد الله , والله فعال لما يريد. هذا بالإضافة إلى الجانب التجاري فيكفي أن نقول أن كافة المنتجات القادمة من تونس والمغرب والجزائر لا توجد عليها أيه بيانات باللغات المحلية، وكثيرا ما تجد عليها هذه البيانات باللغة العربية.
والله الهادي إلى سبيل الرشاد
 
هناك بحث لدكتورمصري عالم باللغويات في جامعة لندن تكلم عن اندثار اللغات سمعته في الإذاعة السعودية وتكلم عن حفظ الله لهذا القرآن ومن ثم حفظ لغته وأن لغة آدم هي العربية وأنها اللغة الأم خرجت من مركز الأرض وهي الكعبة المشرفة ثم تعود إليها بعد انتشارها ومامن لغة فيها من حروف اللغة العربية إلا حفظت مثل الهندية والصينية وهي لغة أهل الجنة
 
التعديل الأخير:
يوجد بحث لدكتورمصري عالم باللغويات في جامعة لندن تكلم عن اندثار اللغات سمعته في الإذاعة السعودية وتكلم عن حفظ الله لهذا القرآن ومن ثم حفظ لغته وأن لغة آدم هي العربية وأنها اللغة الأم خرجت من مركز الأرض وهي الكعبة المشرفة ثم تعود إليها بعد انتشارها ومامن لغة فيها من حروف اللغة العربية إلا حفظت مثل الهندية والصينية وهي لغة أهل الجنة ويشير هذا الباحث بإن بقاء التصاريف في اللغة واستخدام الماضي والحاضر والمستقبل يحافظ على بقائها بعكس الإنجليزية تم اختصار الزمن بقوله الأن والله أعلم وأحكم .
 
سبحان الله .!!

وكـأنَّ هذه الدراسة وغيرها تُـمهِّـدُ أولاً لإقنـاعِ المسلم العربي بالفكـرة , حتى إذا اقتنع استخدموا أساليب أخرى ماكرةً للقضـاء على العربية , ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

ولا يخلوا من المسؤولية كاهل الخطباء والأئمة والمدرسين والدعاة إلى الله ومدرسي الجامعات الذين استبدلوا الفصحى الجميلة الجليلة بالعامية الباردة فأنزلتهم العامة وعجزوا عن رفعها إلا ماشاء ربك.
 
بسم1

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

فهذه أول مشاركة لي في هذا الملتقى العامر، وأحببت أن تكون مبشّرة بالخير ومُنهِضة للهمم.


حال اللغة العربية عام 2050

"تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن المتحدثين اليوم باللغة العربية لغة أولى يبلغ عددهم 279 مليون نسمة وهم سكان الدول العربية، ويشكل هذا نسبة قدرها 4.4 % من سكان العالم، يضاف إليهم 130 مليون آخرون يتكلمونها لغة ثانية .

وتتوقع الإحصائيات نفسها أن يبلغ عدد سكان العالم عام 2050 حوالي: 9.3 مليار نسمة ومن المتوقع أن يتكلم بها 647 مليون نسمة لغة أولى وهذا الرقم يشكل نسبة قدرها 6.94% من مجموع السكان الكلي. أما عدد من سيتكلمها لغة ثانية فيعتمد على جهود أهلها في نشرها, فهل نستطيع نحن أبناء العربية جعلها اللغة الأولى عام 2050؟".

المصدر:

www.arabicforall.net
 
إذا كانت بعض الأمور التي تحدث عنها المؤتمر تستحق التوقف عندها والاستفادة منها، فإن من أهم ما يؤخذ على البحوث المتعلقة بـ"انقراض" اللغة العربية أنها لم تنبن على العلم! فمعلوم في أبجديات الدراسات العلمية أن تناسب المنهجية المنتهجة الموضوع محل الدرس. فالموضوع يتعلق بمستقبل اللغة العربية، لكن البحوث لم تتوسل بمنهجيات المستقبليات (الدراسات المستقبلية). وهذا يكفي لإفقاد البحوث المذكورة قيمتها العلمية. ومما يفقد أي بحث عن المستقبل قيمته العلمية أيضا أن يتحدث عنه في المفرد. فجمهور علماء المستقبليات مجمعون -على مابلغه علمي القاصر- على أن المستقبل متعدد؛ ومن هنا حديثهم عن المستقبَلات او البدائل المستقبلية. وأقل القليل هو ثلاثة مشاهد مستقبلية (سيناريوهات).

هذه المقدمة النقدية تفضي بنا إلى الدعوة إلى إعداد دراسات مستقبلية رصينة عن اللغة العربية بعيدا عن "الانطباعية" التي طبعت البحوث المشار إليها آنفا وسائر ما كُتب عن "مستقبل" اللغة العربية مما وقف عليه العبد الضعيف.

والله أعلم وأحكم
 
اللغة العربية باقية ما بقي الليل والنهار ويستحيل ان تنقرض حتى ينقرض البشر من البسيطة
 
عودة
أعلى