القيمة العلمية لتفسيرالواحدي المسمى بالبسيط

إنضم
06/05/2003
المشاركات
213
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
لقد استفرغ أبو الحسن جهده في هذا التفسير، ووضع فيها عصارة علمه، واستودعه مكنون معلوماته، ونفيس فوائده وبحوثه ودراساته، وكان -رحمه الله- قد أعد العدة لذلك سنين طويلة، قال عن نفسه:"وقد كنت تعبت دهراً طويلاً من عنفوان صباي إلى أن تناهى أيام شبيبتي في إحكام مقدمات هذا العلم، رجاء أن أقتدر بها على تلخيصه وتهذيبه وترهيصه، فحقق الله بفضله ذلك الرجاء، وأتم بإتمامه علي النعماء".
وقد حقق الله رجاء الواحدي، حيث نال تفسيره مكانة عالية بين التفاسير المؤلفة، وصار مرجعاً للعلماء، وبغْية للطالبين، تتداوله الأيدي، ويَتنافس على اقتنائه المؤلفون، وينهل من معينه المستفيدون، يشهد لذلك ويدل عليه: تلك الشهادات الرائعة من العلماء اللاحقين لهذا التفسير الذي جمع في طياته محاسن جمة، فمن ذلك:
1- أنه قيل للغزالي : لم لا تصنف في التفسير، فقال : يكفي ماصنف فيه شيخنا الإمام أبو الحسن الواحدي. ولعل هذا الإعجاب من الغزالي حمله على أن يسمى تواليفه الثلاثة في الفقه بأسماء كتب الواحدي الثلاثة في التفسير.
2- ومدحه القفطي فقال: وصنف التفسير الكبير، وسماه البسيط، وأكثر فيه من الشواهد واللغة، ومن رآه علم مقدار ماعنده من العربية".
3- وأثنى عليه ابن قاضي شهبة قائلاً: ومن تصانيفه: البسيط في خمسة عشر مجلداً، وهو من أحسن التفاسير، ولم يصنف مثله.
4- وقال ابن خلكان –مترجماً للواحدي-: صاحب التفاسير المشهورة... ورزق السعادة في تصانيفه، وأجمع الناس على حسنها، وذكرها المدرسون في دروسهم، منها : البسيط في تفسير القرآن الكريم.... ".
5- ومع أن شيخ الإسلام ابن تيمية نقد تفاسير الواحدي وشيخه الثعلبي، إلا أنه قال: وتفسيره –يعني الثعلبي- وتفسير الواحدي- البسيط والوسيط والوجيز -فيها فوائد جليلة".
6- انتفاع العلماء والمؤلفين ممن جاء بعد الواحدي بهذا التفسير، وإحالتهم عليه، واستشهادهم بما فيه، علماً بأن المستفيدين من هذا التفسير هم طبقة العلماء، ومن لديه الملكة على فهم بحوثه اللغوية من طلبة العلم، أما غيرهم فهم مع البسيط كما قال الواحدي: كمزاول غلقاً ضاع منه المفتاح، ومتخبط في ظلماء ليل خانه المصباح".
وإليك بياناً بأسماء طرف من الأئمة الذين استفادوا من البسيط، سواء في التفسير وعلوم القرآن أو في غيرهما من علوم الشريعة واللغة :
ففي مجال التفسير وعلوم القرآن، أذكر ما يلي :
1- الفخر الرازي في تفسيره "مفاتيح الغيب"
وهذا ظاهر لمن نظر في تفسير الرازي، حيث إنه ينقل عنه كثيراً، مصرحاً باسم الواحدي وتفسيره البسيط، وقد يغفل ذلك ويطيل في بعض المواقع النقل عنه. ولذا فإنه يعد أكثر المفسرين انتفاعاً بتفسير البسيط، بل إنه بنى كتابه عليه مع مصادر أخرى.
2- أبو حيان في البحر المحيط:
أفـاد أبو حيان في تفسيره من البسيط، ونص على اسمه، ونقل عن الواحدي تصريحاً، وقد ينقل عنه بلا عزو أحياناً، وغير بعيد أن يكون أبو حيان قد اتخذ من الرازي في تفسيره واسطة بينه وبين الواحدي
3- السمين الحلبي في كتابه: الدر المصون في علوم الكتاب المكنون.
نقل السمين الحلبي عن الواحدي كثيراً، من غير تصريح باسم الكتاب الذي أخذ منه، لكن مع المقارنة تجدها في البسيط، مما يدل على اعتماده عليه.
4- الكرماني في غرائب التفسير.
5- النيسابوري في غرائب القرآن.
6- الخازن في تفسيره.
7- البسيلي في التفسير الكبير.
8- أبو السعود محمد بن محمد العمادي في تفسيره: إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم.
9- الخطيب الشربيني في تفسيره.
10- سليمان بن عمر العجيلي الشهير بالجمل في تفسيره: الفتوحات الإلهية بتوضيح تفسير الجلالين للدقائق الخفية.
11- الآلوسي في روح المعاني .
ويغلب على الظن أن هؤلاء الثمانية من المفسرين قد أفادوا من تفسير البسيط بواسطة تفسيري الرازي أو أبي حيان؛لكونهما من التفاسير التي اعتمدهما المتأخرون، وعولوا عليهما، ونقلوا جل ما فيهما، والله أعلم .
وأما في علوم القرآن: فقد أفاد منه الكاتبون في هذا المضمار، وعلى رأسهم إماما هذا الشأن:
1- بدر الدين الزركشي. في كتابه البرهان في علوم القرآن حيث أفاد من تفسير البسيط كثيراً ونقل عنه مصرحاً أحياناً باسم الواحدي أو باسمه واسم تفسيره.
2- جلال الدين السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن ،ولعل الزركشي كان واسطة بينه وبين الواحدي في أغلب المواضع؛ لأنه بنى كتابه على البرهان.
وأما في المجالات الأخرى من علوم الشريعة فأقتصر على ذكر اثنين مكثرين من التأليف من أعلام الأمة ممن انتفعوا وأفادوا من تفسير البسيط للواحدي –رحمه لله- في مؤلفاتهما الكثيرة.
أولهما: أبو زكريا محيي الدين، يحيي بن شرف النووي في كتبه .
لقد كان النووي متأثراً بالواحدي، معظماً له، ومستفيداً بوضوح من كتبه سواء في التفسير أو اللغة أو الفقه، ويشهد على ذلك نقولاته الكثيرة في سائر كتبه، كالمجموع شرح المهذب، وشرح صحيح مسلم وكـتاب الأذكار، وروضة الطالبين، والتبيان في آداب حمله القرآن، وتهذيب الأسماء واللغات، بل إنه جعله في هذا الأخير أحد مصادره التي بنى كتابه عليها، فقال في مقدمة التهذيب:" وأما اللغات فمعظمها من تهذيب اللغة للأزهري... ومن كتب تفسير القرآن كالبسيط للواحدي..." .
ثانيهما: شمس الدين ابن القيم في كتبه:
لقد أفاد ابن القيم –رحمه الله- من كتب الواحدي، وضمن مؤلفاته نقولاً عنه، فهو يصرح بالنقل عن الواحدي في الأعم الأغلب، وقد يصرح باسم تفسيره البسيط أحياناً، وبدون تصريح بأي منهما في مواضع من كتبه فهذه ثلاثة أحوال.
فمن الأول: ماذكره في إغاثة اللهفان، والتبيان في أقسام القرآن، وحادي الأرواح

على بلاد الأفراح، وكتاب الروح، وشفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والتعليل، وعدة الصابرين وذخيرة الشاكرين، والفوائد .
ومن الثاني: ماذكره في تحفة المودود، ومدارج السالكين.
ومن الثالث: ماذكره في أحكام أهل الذمة، وإعلام الموقعين عن رب العالمين، وجلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام، والطرق الحكمية في السياسة الشرعية.
إن هذه المكانة العلمية العلية، والمنزلة الرفيعة التي تبوأها تفسير البسيط تعود إلى أمور منها:
أولاً: ثراء هذا التفسير من الناحية العلمية، خصوصاً في مجال النحو واللغة، فقد كانت قناعة أبي الحسن الواضحة في أن اللغة أساس لابد منه، وركيزة لايستعاض عنها، في تفسير القرآن الكريم، ومن نظر في الكتاب وجد أنه ثري بمادته التفسيرية، وجمعه لأقوال الصحابة والتابعين في تفسير القرآن، غير مقصر فيما عدا ذلك، كالحديث والفقه والبلاغة ونحوها.
ثانياً: جمع الواحدي في تفسيره هذا بين منهجي التفسير: التفسير بالرواية، والتفسير بالدراية، ووازن بينهما دون أن يطغى أحدهما على الآخر،
ثالثاً:كانت غالب مصادر الواحدي في تفسيره أصولاً ومصادر قيمة في بابها، فهو يختار في كل فن من مراجعه المرضية عند العلماء، المقبولة في ذلك العلم،
رابعاً:ولكثرة مصادره، وضخامة استفادته منها، فإنه يعتبر مرجعاً مهماً لنصوص كثيرة، نقلها من كتب مفقودة الآن، لاسبيل لنا للرجوع إليها إلا عن طريق الواحدي وأمثاله ممن أفادوا منها، وضمنوها مؤلفاتهم، ككتب المبرد، وابن الأنباري، ونظم القرآن للجرجاني.
خامساً: عناية الواحدي بالفوائد والنكات التفسيرية، ومثل هذه الفوائد إذا جاءت من خبير، ودبجت ببراعة كاتب قدير، ممزوجة بحسن العرض، وجمال الأسلوب، فإنها تكون زينة للكتاب، ومطلباً عظيماً للمستفيدين والكتَّاب، فكم حل بها من إشكال، وأزيل بها من إعضال، ولفتت الإنظار إلى معنى مهم، ومقصد من مقاصد الشرع عظيم.
سادساً:لم يكن الواحدي ناقلاً همه الجمع والتأليف بين المنقولات، بل كان ناقلاً ناقداً، يرجح ويختار، ويرد ويناقش، يصحح الأقوال ويضعفها، ويبين عوار السقيم منها، ويؤيد حجج الصحيح ويقويه، فشخصيته جدُّ ظاهرة في كتابه هذا ، ولعله لهذا السبب اُشتهر وتلقاه علماء الأمة بالرضا والقبول.
ومع هذه القيمة العلمية العلمية لهذا التفسير الجليل القدر فإنه لايخلو من ملاحظات ومآخذ يمكن إجمالها فيما يلي :
أولاً: انتهاجه طريقة المتكلمين المنـتسيين للأشعري في تفسير الآيات العقدية، مخالفاً بذلك طريق السلف الصالح، ذوي المذهب الأعلم والأحكم والأسلم، وهم من أشاد بهم الواحدي والتزم تقديم أقوالهم في تفسير القرآن، بيد أنه في هذه الآيات وتلك القضايا لم يلتزم ماالتزم به ، ونحا غير طريقتهم، وسلك درباً غير دربهم.
ثانياً: ذكره لبعض الروايات الإسرائيلية المنكرة، التي هي عيب كثير من كتب التفسير، وقد كان فيها متأثراً بتفسير شيخه الثعلبي، وإن كان أقل منه بكثير في هذا الباب، إلا أنه لم يسلم، مع أنه قد وعد في مقدمة كتابه بالإعراض عنها، وعن مثلها، فقال: "فأما الأقوال الفاسدة، والتفسير المرذول الذي لايحتمله اللفظ، ولا تساعده العبارة، فمما لم أعبأ به، ولم أضيع الوقت بذكره". لكنه –رحمه الله- أخل بما التزم، ولم يوف بالشرط على الوجه الذي ذكر.
ثالثاً: إيراده الروايات الموضوعة والضعيفة، كالتفسير الذي رواه عطاء عن ابن عباس، وقد بينت فيما سبق ضعف هذا التفسير، وضعف غيره من المرويات التي اعتمدها عن ابن عباس دون تمحيص أو بيان، كرواية الكلبي والعوفي.
رابعاً: الإطالة الواضحة في المباحث اللغوية والنحوية بما يخرج الكتاب عن مقصوده الأعظم، وهو تفسير كلام الله، ولذا ثرب السيوطي عليه قائلاً: "فالنحوي تراه ليس لـه هم إلا الإعراب، وتكثير الأوجه المحتملة فيه، ونقل قواعد النحو ومسائله وفروعه وخلافياته، كالزجاج والواحدي في البسيط".
وقبل السيوطي عد الزركشيُّ تفسير البسيط مما غلب عليه شرح الغريب حيث يقول:"... وقد أكثر الناس فيه-أي التفسير- من الموضوعات، مابين مختصر ومبسوط، وكلهم يقتصر على الفن الذي يغلب عليه، فالزجاج والواحدي في البسيط يغلب عليهما الغريب....".
خامساً : كثرة النقول وطولها، وهذا عين ما عيب على شيخه الثعلبي ، قال شيخ الإسلام : " والثعلبي يذكر ماقاله غيره ، سواء قاله ذاكراً أو آثراً ، مايكاد هو ينشئ من عنده عبارة " . هذا فضلاً عن اختلاف منهجه في العزو ،فمرة يذكر القائل ومرة يغفله تماماً، وقد ينقل كلاماً لغيره لايعزوه، ثم يعزو إليه جملة في آخره، توهم أن هذه الجملة فقط من كلامه، بينما جميع ماتقدم كان منه وليس من الواحدي.
سادساً: رواية الواحدي عن شيوخه بأسماء غير مااشتهروا بها، وهذا مايسمى عند علماء مصطلح الحديث: تدليسَ الشيوخ، وهو أقل أنواع التدليس خطورة. ومن أمثلته، عندما يذكر شيخه سعيد بن محمد الحيري، يذكره مرة هكذا ، ومرة يقول : سعيد بن محمد المقرئ.
وهكذا عندما يذكر أبا علي الفارسي، يذكره في بعض المواضع قائلاً: أبو علي الفسوي.
وقال في موضع: "وقد أخبرنا أبو الحسين بن أبي عبدالله الفسوي –رضى الله عنه- أنبا أحمد بن محمد الفقيه "، يعني بالأول شيخه عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي، فذكره بكنيته وذكر أباه كذلك، ونسبه إلى قريته "فسا"، ويعني بالثاني: أحمد بن محمد الخطابي البستى، فأغمض في اسميهما، وأبعد في التعريف بهما –رحمه الله- .
سابعاً: ضخامة الكتاب، وغلظ حجمه مما أضعف الانتفاع به، وحد من انتشاره، وهذا أمر قد انتقده الواحدي على بعض المتقدمين، حيث إنه عندما ذكر سبب تأليفه، بين أن بعض التلاميذ "شكوا إلى غلظ حجم المصنفات في التفسير، وأن الواحدة منها تستغرق العمر كتبتها، ويستنـزف الروح سماعها وقراءتها، ثم صاحبها بعد أن أنفق العمر على تحصيلها، ليس يحظى منها بطائل تعظم عائدته، وتعود عليه فائدته".
وقد وقع –رحمه الله- فيما عاب عليه غيره، من أهل التفسير، والعجيب أنه مع تلك الإطالة الظاهرة يدعي الإيجاز فيما جاء به، فيقول: "... سالك نهج الإعجاز في الإيجاز، مشتمل على مانقمت على غيري إهماله، ونعيت عليه إغفاله، خالٍ عما يكسب المستفيد ملالة، ويتصور عند المتصفح إطالة "، ويقول :" ثم إن هذا الكتاب عجالة الوقت، وقبسة العجلان، وتذكرة يستصحبها المرء حيثما حل وارتحل" ثم وعد بكتاب أوفى منه وأجمع.
ثامناً: ومما يؤخذ على الواحدي في جانب الرواية جمع روايات الضعفاء في القصة الواحدة، وسوقها مساقاً واحداً دون تمييز، حتى لايدرى خبر الثقة من غيره ، وهذه قد وقع فيها الواحدي تبعاً لشيخه الثعلبي.
ومن ذلك قول الثعلبي عند قول الله تعالى (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها)[البقرة: 286] قال الثعلبي: "روت الرواة بألفاظ مختلفة، فقال بعضهم: لما نزلت هذه الآية... وهذا قول ابن مسعود وأبي هريرة وعائشة وابن عباس ....." وسرد جماعة من التابعين وأتباعهم. ونقل مثله الواحدي في تفسير الآية، قال الحافظ ابن حجر – معلقاً على هذا الصنيع -: وهذا من عيوب كتابه، ومن تبعه عليه، يجمعون الأقوال عن الثقات وغيرهم، ويسوقون القصة مساقاً واحداً على لفظ من يُرمى بالكذب أو الضعف الشديد، ويكون أصل القصة صحيحاً، والنكارة في ألفاظٍ زائدة كما في هذه القصة، من تسمية الذين ذكروا، وفي كثير من الألفاظ التي نقلت، والسياق في هذه بخصوصها إنما هو لبعضهم".
تاسعاً: ومما يؤخذ على الواحدي عدم تبيين الراوي عن ابن عباس وغيره في بعض المواطن- ،فلا يدرى هل هو من الطرق الصحيحة، أو من غيرها ؟، ولا يمكن معرفة ذلك إلا بتخريج الأثر، إن وجد من يرويه بالسند، ولاشك أن هذا فيه إتعاب للباحث، وتلبيس على القارئ، وهذا مما أخذ على شيخه الثعلبي أيضاً.
 
وإليكم أيها الأحبة منهج الواحدي في كتابه كما عبر عن ذلك في مقدمته
لقد ابتدأ الواحدي كتابه بذكر منهجه في مقدمة الكتاب، وضمنها أموراً كثيرة، أطال في تفصيل بعضها وخلاصتها كما يلي:
1- بين الباعث له على تأليف هذا التفسير.
2- ثم ثنى بأهمية تعلم اللغة وإحكامها في جميع فنونها لمن أراد فهم كلام الله سبحانه، وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تقليد لأحد.
3- ثم ثلّث بذكر طبقات المفسرين من الصحابة والتابعين، ثم أرباب المعاني الذين اقتصروا على الإعراب ونهج الخطاب، وآثر –رحمه الله – الاختصار فيمن جاء بعد ذلك، معللاً بأن الإفاضة فيه تطول وتخرج عن المقصود، وأن الاشتغال بما يعنينا أولى من بيان درجتهم، والكشف عن نقصهم ومزيتهم.
4- ثم ذكر طلبَه للعلم، وبذله جهده ووقته في إحكام أصول علم التفسير.
5- ثم ذكر شيوخه الذين تلقى عنهم هذه الأصول، وختم ذلك بقوله: ولو أثبتُّ المشايخ الذين أدركتهم، واقتبست عنهم هذا العلم، من مشايخ نيسابور وسائر البلاد التي وطئـتها طال الخطب ومل الناظر.
6- ثم أثنى المؤلف على كتابه، وأشاد بهذا التفسير.
7- وبين الطبقة التي تستفيد من هذا الكتاب.
8- ثم ذكر جملة قصيرة من منهجه في تفسيره حيث قال: وأبتدئ في كل آية عند التفسير بقول ابن عباس ما وجدت لـه نصاً، ثم بقول من هو قدوة في هذا العلم، من الصحابة وأتباعهم، مع التوفيق يبين قولهم ولفظ الآية.. .
9- ثم بين موقفه من الأقوال الضعيفة والروايات السقيمة قائلاً :"فأما الأقوال الفاسدة والتفسير المرذول الذي لايحتمله اللفظ ولا تساعده العبارة فمما لم أعبأ به، ولم أضيع الوقت بذكره".
10- أما القراءات فقال:" وذكرت وجوه القراءات السبع التي اجتمع عليها أهل الأمصار دون تسمية القراء".
11- وختم المقدمة مبيناً أن هذا التفسير "عجالة الوقت وقبسة العجلان، وتذكرة يستصحبها المرء حيثما حلَّ وارتحل".
12- ووعد –رحمه الله- بإرداف هذا التفسير بكتاب هو أكثر نضجاً، يضمنه عجائب ماكتب، ولطائف ماجمع.
 
بسم الله

أخي الكريم - الشيخ محمد الخضيري وفقه الله

حسب علمي = أن تفسير البسيط قد انتهى مشروع تحقيقه ، فهل من سبيل للتنسيق مع المشاركين في تحقيقه حتى يطبع ، فهو من كتب التفسير المهمة .


أرجو أن تسعوا لتحقيق هذا الأمر ، وفقكم الله .
 
جزاك الله خيرا
و كما أشرتم : فليس يعرف قدر تفاسير الواحدي إلا من عانى عزو أقوال الأئمة و تعمق في الأثار المروية عن السلف من الصحابة و التابعين و تابعيهم
و من كان له نظر في علوم العربية و أوجه الإعراب و أقول علماء المعاني من النحاة فسيعرف عند اطلاعه على الوسيط فضلا عن البسيط قدر ما بذل الإمام الواحدي في تفاسيره و منزلته من العلم و من التفسير و فنونه خاصة
 
مقال مفيد جدا وإعطاء كل ذي حق حقه
 
احسنت واجدت وافدت وتشكر على هذا الاستيعاب للقيمة العلمية عند ابي الحسن على بن احمد الواحدي في تفسيره البسيط ولو رجعنا لتفسيره الوسيط لوجدناه عجبا في بابه فقد اختصر الاقوال ووازن بينها وذكر ارجحها عنده
 
الحمد لله رب العالمين . وكتاب البسيط تحت الطباعة الآن وأرجو أن يخرج قريباً بإذن الله .
 
لم يخرج بعدُ ، وهو سُيطبعُ - في حال نَجَحَ أمرُ طباعته في جامعة الإمام - كاملاً إن شاء الله .
 
عودة
أعلى