عبد الحكيم عبد الرازق
New member
- إنضم
- 09/04/2007
- المشاركات
- 1,499
- مستوى التفاعل
- 1
- النقاط
- 36
القول الصحيح المنصور ..في تجويد الساكن المستعلي وقبله مكسور
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه و سلم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما
ثم أما بعد :
إن أصدق الحديث كتاب الله و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم
مقدمة :
الحمد لله الأعز الأكرم ، الذي علم الإنسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام علي نبينا المفخَّم ، وسيدنا المكرَّم وشفعينا المعظَّم ، الذي رقق القلوب بمنار هديه السديد ، وفخَّم النفوس بعزة القرآن المجيد ، النافع في كل الشدائد والمواطن ، الكاسي قارئه ثوب الفضائل والمحاسن ، العاصم من الوقوع في خزي المهالك وضر العوائق ، العامر دائما بأنوار الحق وأضواء الحقائق ، وبعد ....
فلما كان الانشغال بتنقيح المسائل القرآنية ، والبحث عن تحقيق القضايا الأدائية ، من الأمور النافعة ، والأعمال الواجبة ، إذ بذلك يصان القرآن من الخلافات الواقعة ، والمنازعات البارزة ، ويصون عن أدائه المحفوظ شبهة المراء وهرف الافتراء ، لذا خطر لي أن أسطر بقدر وسعي وقدر طاقتي حسم مسألة وثيقة بفنية الأداء بوثاق محكم لا انفصام له ، ويفتقر القارئ إلي حسم خلافها وتنقيح نصوصها ، كما يفتقر الظمئان إلي قطرة ماء حتي يروي عطشه ، .
وقد تنوعت بعض الألسن حول حقيقة أداء الحرف الساكن المستعلي إن كان ما قبله مكسورا ( الغين والخاء ) فقال قلة : بتفخيمها ، وهو قول مرجوح كما سنوضحه ونبينه .
والقول الثاني : وهو الذي عقدت عليه الخناصر ، واتفقت عليه الألسن ، وارتضته الآذان ، فهو الترقيق ( التفخيم النسبي ) وهو الذي عليه الأكثر وهو الأسير والأشهر .
والذي حدا بي إلي الشروع أو الخوض في هذه المسألة ما سمعته من فضيلة الشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ في سورة ( ص (وعند قراءة قوله تعالي : (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35(
قرأ حرف (الغين) من (رَبِّ اغْفِرْ ) بتفخيم (الغين ) تفخيما حقيقيا ـ أي لم يفخمها تفخيما نسبيا لأجل الكسرة ـ .
فسألت بعض طلابه فأجاب د/ أنمار ـ حفظه الله ـ قائلا : مراتب التفخيم عند العلماء على قولين : هل هي ثلاث أم خمس ؟
وذكر ابن الجزري الخلاف في تمهيده ص 119 ورجح الخمس فجعل الساكنة قولا واحدا وهي أعلى من المكسورة
وهذا خلاف مذهب المتولي في : ...وتابع ما قبله ساكنها
وأشار إلى ذلك في النشر ولم يصرح بالمرتبة الخامسة فقال:
والخاء: يجب تفخيمها وسائر حروف الاستعلاء وتفخيمها إذا كانت مفتوحة أبلغ، وإذا وقع بعدها ألف أمكن نحو: خلق، وغلب، وطغى، وصعيداً، وضرب، وخالق، وصادق، وضالين، وطائف وظالم.
قال ابن الطحان الأندلسي في تجويده: المفخمات على ثلاثة أضرب: ضرب يتمكن التفخيم فيه وذلك إذا كان أحد حروف الاستعلاء مفتوحاً، وضرب دون ذلك وهو أن يقع مضموماً، وضرب دون ذلك وهو أن يكون مكسوراً. انتهى ج 1 ص 218
وفصل المسألة وذكر الخلاف صاحب نهاية القول المفيد ص 101 وذكر نظم شيخه المتولي في المسألة وترجيح العلماء للخمس بما فيهم المتولي والظاهر خلافه فراجعه غير مأمور ))ا.هـ كلامه حفظه الله
ولما وجدتُ هذا النطق غريبا علي ألسنتنا ، ولم تتقبله آذننا ، ورفضته سجيتنا ، خطر لي أن أبحث هذه المسألة لأبين بالأدلة الدامغة ، والحجج القاطعة ، غرابة هذا الأداء وتباعده عن الأغلبية والشهرة وأنه مخالف للمقروء به وما عليه أكثر القراء وما هو مستقر في الأداء .
وقد قسمت الكتاب إلي مقدمة رسمت فيها خريطة الرسالة ومهدت فيها السبل للوصول إلي حقيقة الأداء ،وعرضت نبذة عن الأحرف المفخمة ، ثم أتبعتها بتمهيدٍ بذكر الاستعلاء كمدخل أصولي ، ثم شيدت ما أُسس بفصلين هما مدار الكتاب :
أولهما: في مراتب الاستعلاء وبيان حقيقة اختلاف المذاهب في تحديد مراتبه .
ثانيهما : في ذكر الخلاف مبينا الرأيين وأدلتهما وقمت بتمحيص الرأي الأصوب ـ من وجهة نظري ـ والأداء المصوب ، ثم أتممت الكتاب بخاتمة ـ أسأل الله حسنها ـ ذكرت فيها نتيجة بحثي وما خطه قلمي .
وابتغيت الإنصاف والحياد ، وابتعدت عن التعصب والعناد ، وأرجو من الله جزيل الثواب ، والهداية إلي سبل الرشاد إنه ولي ذلك والقدر عليه وصلي الله علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم .
نبذة عن الأحرف المفخمة :
وهي أحرف "خص ضغط قظ " وهي تقسم قسمين :
الأول : أحرف مطبقة ومستعلية (الصاد الضاد والطاء والظاء )
الثاني : أحرف مستعلية غير مطبقة . (القاف والخاء والغين )
فاختلف العلماء في النوع الأول في حالة كسر الأحرف ( المطبقة المستعلية ) فمنهم من قال بتأثر هذه الأحرف بالكسر ـ وهو ما ذكره الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف ـ ولكنه قال تأثره بالكسر قليل .
وذهب الشيخ عبد الله الجوهري إلي عدم تأثر هذه الأحرف بالكسر مطلقا ثم ذكر لي مثالا : ( صِراط ـ صَبر)
أقول : والفرق بينهما قريب وضئيل فمن قال : بالتأثر لحظ هذا الفرق الضئيل .
ومن قال بعدم التأثر لحظ عدم تأثير هذا الفرق علي اللفظ كثيرا بحيث تميزه عن غيره تمييزا واضحا .لأن الكسرة لا بد لها من تأثير علي الحرف لثقلها ، والخلاف في نهايته لفظي لا يؤدي إلي التغير في الصوت عند كلا الفريقين .
أما النوع الثاني (أي المستعلية فقط ) وهذا هو محل النزاع :
فقد اختلف العلماء في الساكن الذي قبله كسر ومدي تأثر هذه الأحرف بالكسرة التي قبلها . والخلاف في هذه المسألة أدَّي إلي تغير الصوت بين الفريقين . ففي نحو " أفرِِغْ " هل تقرب الغين من المضموم ؟ أم تقرب من المكسور ؟ ولا شك في تغير الصوت علي كلا المذهبين .
فقد ذهب الشيخ الفاضل أيمن سويد ـ حفظه الله ـ إلي أن تفخم قليلا ولا تصل إلي درجة المكسورة ، كما سبق وقدمنا وتبعه علي ذلك بعض الشيوخ .
والفريق الآخر وهم جمهور القراء إلي أنها تكون كالمكسورة أو قريبة منها جدّا بحيث يصعب التمييز بوضوح بين ما هو مكسور وبين الساكن الذي قبله كسر .
وبهذا سمعتُ فضيلة الشيخ عبد الله الجوهري والشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف والشيخ عبد الباسط هاشم .
وقد أورد الشيخ الفاضل جمال القرش تسجيلا للمشايخ أمثال فضيلة الشيخ : رزق خليل حبة والشيخ عبد العزيز عبد الحفيظ والشيخ عبد الرافع رضوان والشيخ رشاد السيسي والشيخ إبراهيم الأخضر وغيرهم وقد جزموا بأنها تكون مثل أدني مرتبة أي مثل المكسورة ، وذكر الشيخ عبد الرافع رضوان أنه تلقاها من الشيخ الزيات والشيخ عامر عثمان والشيخ السمنودي كذلك . انتهي من شريط " لقاء مع ثلة من علماء القراء المعاصرين "
وقبل الشروع في هذه المسألة أريد أن أوضح أن هذه الأحرف ( المستعلية فقط ) مهما قيل في تأثرها بالكسر فلا يقال لها : إنها كالأحرف المستفلة ، وهذا ما عبر عنه العلامة المتولي في نظم له في هذه المسألة حيث قال :
فهي وإن تكن بأدنى منزلة****** فخيمةٌ قَطْعًا من المستفلة
فلا يقــال إنها رقيــقة****** كضدِّها تلك هي الحقيقة
ولذا سوف أستخدم لفظة "الترقيق" وأقصد ما اصطلح عليه أهل هذا الفن : أقل مراتب التفخيم . أو التفخيم النسبي وسُميت بذلك كما ذكر الشيخ المرصفي سبب التسمية قائلا : وليس المراد من الأمر بالترقيق في قوله: "رقق" الترقيق الحقيقي الآتي بعدُ في حروف الاستفال. إنما هو تفخيم بالنسبة لحروف الاستفال ، وسماه أئمتنا التفخيم النسبي ، وإليه أميل لأن حروف الاستعلاء لا ترقق مطلقاً. وإن كان التفخيم في تلك الحروف الثلاثة أعني (القاف والغين والخاء) في أدنى منزلة كما مر فهي مفخمة على كل حال بالنسبة للحروف المستفلة المرققه الآتية بعد.... ))ا.هـ
يتبع بإذن الله
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه و سلم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما
ثم أما بعد :
إن أصدق الحديث كتاب الله و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم
مقدمة :
الحمد لله الأعز الأكرم ، الذي علم الإنسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام علي نبينا المفخَّم ، وسيدنا المكرَّم وشفعينا المعظَّم ، الذي رقق القلوب بمنار هديه السديد ، وفخَّم النفوس بعزة القرآن المجيد ، النافع في كل الشدائد والمواطن ، الكاسي قارئه ثوب الفضائل والمحاسن ، العاصم من الوقوع في خزي المهالك وضر العوائق ، العامر دائما بأنوار الحق وأضواء الحقائق ، وبعد ....
فلما كان الانشغال بتنقيح المسائل القرآنية ، والبحث عن تحقيق القضايا الأدائية ، من الأمور النافعة ، والأعمال الواجبة ، إذ بذلك يصان القرآن من الخلافات الواقعة ، والمنازعات البارزة ، ويصون عن أدائه المحفوظ شبهة المراء وهرف الافتراء ، لذا خطر لي أن أسطر بقدر وسعي وقدر طاقتي حسم مسألة وثيقة بفنية الأداء بوثاق محكم لا انفصام له ، ويفتقر القارئ إلي حسم خلافها وتنقيح نصوصها ، كما يفتقر الظمئان إلي قطرة ماء حتي يروي عطشه ، .
وقد تنوعت بعض الألسن حول حقيقة أداء الحرف الساكن المستعلي إن كان ما قبله مكسورا ( الغين والخاء ) فقال قلة : بتفخيمها ، وهو قول مرجوح كما سنوضحه ونبينه .
والقول الثاني : وهو الذي عقدت عليه الخناصر ، واتفقت عليه الألسن ، وارتضته الآذان ، فهو الترقيق ( التفخيم النسبي ) وهو الذي عليه الأكثر وهو الأسير والأشهر .
والذي حدا بي إلي الشروع أو الخوض في هذه المسألة ما سمعته من فضيلة الشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ في سورة ( ص (وعند قراءة قوله تعالي : (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35(
قرأ حرف (الغين) من (رَبِّ اغْفِرْ ) بتفخيم (الغين ) تفخيما حقيقيا ـ أي لم يفخمها تفخيما نسبيا لأجل الكسرة ـ .
فسألت بعض طلابه فأجاب د/ أنمار ـ حفظه الله ـ قائلا : مراتب التفخيم عند العلماء على قولين : هل هي ثلاث أم خمس ؟
وذكر ابن الجزري الخلاف في تمهيده ص 119 ورجح الخمس فجعل الساكنة قولا واحدا وهي أعلى من المكسورة
وهذا خلاف مذهب المتولي في : ...وتابع ما قبله ساكنها
وأشار إلى ذلك في النشر ولم يصرح بالمرتبة الخامسة فقال:
والخاء: يجب تفخيمها وسائر حروف الاستعلاء وتفخيمها إذا كانت مفتوحة أبلغ، وإذا وقع بعدها ألف أمكن نحو: خلق، وغلب، وطغى، وصعيداً، وضرب، وخالق، وصادق، وضالين، وطائف وظالم.
قال ابن الطحان الأندلسي في تجويده: المفخمات على ثلاثة أضرب: ضرب يتمكن التفخيم فيه وذلك إذا كان أحد حروف الاستعلاء مفتوحاً، وضرب دون ذلك وهو أن يقع مضموماً، وضرب دون ذلك وهو أن يكون مكسوراً. انتهى ج 1 ص 218
وفصل المسألة وذكر الخلاف صاحب نهاية القول المفيد ص 101 وذكر نظم شيخه المتولي في المسألة وترجيح العلماء للخمس بما فيهم المتولي والظاهر خلافه فراجعه غير مأمور ))ا.هـ كلامه حفظه الله
ولما وجدتُ هذا النطق غريبا علي ألسنتنا ، ولم تتقبله آذننا ، ورفضته سجيتنا ، خطر لي أن أبحث هذه المسألة لأبين بالأدلة الدامغة ، والحجج القاطعة ، غرابة هذا الأداء وتباعده عن الأغلبية والشهرة وأنه مخالف للمقروء به وما عليه أكثر القراء وما هو مستقر في الأداء .
وقد قسمت الكتاب إلي مقدمة رسمت فيها خريطة الرسالة ومهدت فيها السبل للوصول إلي حقيقة الأداء ،وعرضت نبذة عن الأحرف المفخمة ، ثم أتبعتها بتمهيدٍ بذكر الاستعلاء كمدخل أصولي ، ثم شيدت ما أُسس بفصلين هما مدار الكتاب :
أولهما: في مراتب الاستعلاء وبيان حقيقة اختلاف المذاهب في تحديد مراتبه .
ثانيهما : في ذكر الخلاف مبينا الرأيين وأدلتهما وقمت بتمحيص الرأي الأصوب ـ من وجهة نظري ـ والأداء المصوب ، ثم أتممت الكتاب بخاتمة ـ أسأل الله حسنها ـ ذكرت فيها نتيجة بحثي وما خطه قلمي .
وابتغيت الإنصاف والحياد ، وابتعدت عن التعصب والعناد ، وأرجو من الله جزيل الثواب ، والهداية إلي سبل الرشاد إنه ولي ذلك والقدر عليه وصلي الله علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم .
نبذة عن الأحرف المفخمة :
وهي أحرف "خص ضغط قظ " وهي تقسم قسمين :
الأول : أحرف مطبقة ومستعلية (الصاد الضاد والطاء والظاء )
الثاني : أحرف مستعلية غير مطبقة . (القاف والخاء والغين )
فاختلف العلماء في النوع الأول في حالة كسر الأحرف ( المطبقة المستعلية ) فمنهم من قال بتأثر هذه الأحرف بالكسر ـ وهو ما ذكره الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف ـ ولكنه قال تأثره بالكسر قليل .
وذهب الشيخ عبد الله الجوهري إلي عدم تأثر هذه الأحرف بالكسر مطلقا ثم ذكر لي مثالا : ( صِراط ـ صَبر)
أقول : والفرق بينهما قريب وضئيل فمن قال : بالتأثر لحظ هذا الفرق الضئيل .
ومن قال بعدم التأثر لحظ عدم تأثير هذا الفرق علي اللفظ كثيرا بحيث تميزه عن غيره تمييزا واضحا .لأن الكسرة لا بد لها من تأثير علي الحرف لثقلها ، والخلاف في نهايته لفظي لا يؤدي إلي التغير في الصوت عند كلا الفريقين .
أما النوع الثاني (أي المستعلية فقط ) وهذا هو محل النزاع :
فقد اختلف العلماء في الساكن الذي قبله كسر ومدي تأثر هذه الأحرف بالكسرة التي قبلها . والخلاف في هذه المسألة أدَّي إلي تغير الصوت بين الفريقين . ففي نحو " أفرِِغْ " هل تقرب الغين من المضموم ؟ أم تقرب من المكسور ؟ ولا شك في تغير الصوت علي كلا المذهبين .
فقد ذهب الشيخ الفاضل أيمن سويد ـ حفظه الله ـ إلي أن تفخم قليلا ولا تصل إلي درجة المكسورة ، كما سبق وقدمنا وتبعه علي ذلك بعض الشيوخ .
والفريق الآخر وهم جمهور القراء إلي أنها تكون كالمكسورة أو قريبة منها جدّا بحيث يصعب التمييز بوضوح بين ما هو مكسور وبين الساكن الذي قبله كسر .
وبهذا سمعتُ فضيلة الشيخ عبد الله الجوهري والشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف والشيخ عبد الباسط هاشم .
وقد أورد الشيخ الفاضل جمال القرش تسجيلا للمشايخ أمثال فضيلة الشيخ : رزق خليل حبة والشيخ عبد العزيز عبد الحفيظ والشيخ عبد الرافع رضوان والشيخ رشاد السيسي والشيخ إبراهيم الأخضر وغيرهم وقد جزموا بأنها تكون مثل أدني مرتبة أي مثل المكسورة ، وذكر الشيخ عبد الرافع رضوان أنه تلقاها من الشيخ الزيات والشيخ عامر عثمان والشيخ السمنودي كذلك . انتهي من شريط " لقاء مع ثلة من علماء القراء المعاصرين "
وقبل الشروع في هذه المسألة أريد أن أوضح أن هذه الأحرف ( المستعلية فقط ) مهما قيل في تأثرها بالكسر فلا يقال لها : إنها كالأحرف المستفلة ، وهذا ما عبر عنه العلامة المتولي في نظم له في هذه المسألة حيث قال :
فهي وإن تكن بأدنى منزلة****** فخيمةٌ قَطْعًا من المستفلة
فلا يقــال إنها رقيــقة****** كضدِّها تلك هي الحقيقة
ولذا سوف أستخدم لفظة "الترقيق" وأقصد ما اصطلح عليه أهل هذا الفن : أقل مراتب التفخيم . أو التفخيم النسبي وسُميت بذلك كما ذكر الشيخ المرصفي سبب التسمية قائلا : وليس المراد من الأمر بالترقيق في قوله: "رقق" الترقيق الحقيقي الآتي بعدُ في حروف الاستفال. إنما هو تفخيم بالنسبة لحروف الاستفال ، وسماه أئمتنا التفخيم النسبي ، وإليه أميل لأن حروف الاستعلاء لا ترقق مطلقاً. وإن كان التفخيم في تلك الحروف الثلاثة أعني (القاف والغين والخاء) في أدنى منزلة كما مر فهي مفخمة على كل حال بالنسبة للحروف المستفلة المرققه الآتية بعد.... ))ا.هـ
يتبع بإذن الله