القول الصحيح المنصور ..في تجويد الساكن المستعلي وقبله مكسور

إنضم
09/04/2007
المشاركات
1,499
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
القول الصحيح المنصور ..في تجويد الساكن المستعلي وقبله مكسور

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ،من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه و سلم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما
ثم أما بعد :
إن أصدق الحديث كتاب الله و خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه و سلم

مقدمة :

الحمد لله الأعز الأكرم ، الذي علم الإنسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام علي نبينا المفخَّم ، وسيدنا المكرَّم وشفعينا المعظَّم ، الذي رقق القلوب بمنار هديه السديد ، وفخَّم النفوس بعزة القرآن المجيد ، النافع في كل الشدائد والمواطن ، الكاسي قارئه ثوب الفضائل والمحاسن ، العاصم من الوقوع في خزي المهالك وضر العوائق ، العامر دائما بأنوار الحق وأضواء الحقائق ، وبعد ....

فلما كان الانشغال بتنقيح المسائل القرآنية ، والبحث عن تحقيق القضايا الأدائية ، من الأمور النافعة ، والأعمال الواجبة ، إذ بذلك يصان القرآن من الخلافات الواقعة ، والمنازعات البارزة ، ويصون عن أدائه المحفوظ شبهة المراء وهرف الافتراء ، لذا خطر لي أن أسطر بقدر وسعي وقدر طاقتي حسم مسألة وثيقة بفنية الأداء بوثاق محكم لا انفصام له ، ويفتقر القارئ إلي حسم خلافها وتنقيح نصوصها ، كما يفتقر الظمئان إلي قطرة ماء حتي يروي عطشه ، .

وقد تنوعت بعض الألسن حول حقيقة أداء الحرف الساكن المستعلي إن كان ما قبله مكسورا ( الغين والخاء ) فقال قلة : بتفخيمها ، وهو قول مرجوح كما سنوضحه ونبينه .

والقول الثاني : وهو الذي عقدت عليه الخناصر ، واتفقت عليه الألسن ، وارتضته الآذان ، فهو الترقيق ( التفخيم النسبي ) وهو الذي عليه الأكثر وهو الأسير والأشهر .

والذي حدا بي إلي الشروع أو الخوض في هذه المسألة ما سمعته من فضيلة الشيخ أيمن سويد ـ حفظه الله ـ في سورة ( ص (وعند قراءة قوله تعالي : (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (35(

قرأ حرف (الغين) من (رَبِّ اغْفِرْ ) بتفخيم (الغين ) تفخيما حقيقيا ـ أي لم يفخمها تفخيما نسبيا لأجل الكسرة ـ .

فسألت بعض طلابه فأجاب د/ أنمار ـ حفظه الله ـ قائلا : مراتب التفخيم عند العلماء على قولين : هل هي ثلاث أم خمس ؟

وذكر ابن الجزري الخلاف في تمهيده ص 119 ورجح الخمس فجعل الساكنة قولا واحدا وهي أعلى من المكسورة
وهذا خلاف مذهب المتولي في : ...وتابع ما قبله ساكنها

وأشار إلى ذلك في النشر ولم يصرح بالمرتبة الخامسة فقال:
والخاء: يجب تفخيمها وسائر حروف الاستعلاء وتفخيمها إذا كانت مفتوحة أبلغ، وإذا وقع بعدها ألف أمكن نحو: خلق، وغلب، وطغى، وصعيداً، وضرب، وخالق، وصادق، وضالين، وطائف وظالم.
قال ابن الطحان الأندلسي في تجويده: المفخمات على ثلاثة أضرب: ضرب يتمكن التفخيم فيه وذلك إذا كان أحد حروف الاستعلاء مفتوحاً، وضرب دون ذلك وهو أن يقع مضموماً، وضرب دون ذلك وهو أن يكون مكسوراً. انتهى ج 1 ص 218


وفصل المسألة وذكر الخلاف صاحب نهاية القول المفيد ص 101 وذكر نظم شيخه المتولي في المسألة وترجيح العلماء للخمس بما فيهم المتولي والظاهر خلافه فراجعه غير مأمور ))ا.هـ كلامه حفظه الله


ولما وجدتُ هذا النطق غريبا علي ألسنتنا ، ولم تتقبله آذننا ، ورفضته سجيتنا ، خطر لي أن أبحث هذه المسألة لأبين بالأدلة الدامغة ، والحجج القاطعة ، غرابة هذا الأداء وتباعده عن الأغلبية والشهرة وأنه مخالف للمقروء به وما عليه أكثر القراء وما هو مستقر في الأداء .

وقد قسمت الكتاب إلي مقدمة رسمت فيها خريطة الرسالة ومهدت فيها السبل للوصول إلي حقيقة الأداء ،وعرضت نبذة عن الأحرف المفخمة ، ثم أتبعتها بتمهيدٍ بذكر الاستعلاء كمدخل أصولي ، ثم شيدت ما أُسس بفصلين هما مدار الكتاب :

أولهما: في مراتب الاستعلاء وبيان حقيقة اختلاف المذاهب في تحديد مراتبه .

ثانيهما : في ذكر الخلاف مبينا الرأيين وأدلتهما وقمت بتمحيص الرأي الأصوب ـ من وجهة نظري ـ والأداء المصوب ، ثم أتممت الكتاب بخاتمة ـ أسأل الله حسنها ـ ذكرت فيها نتيجة بحثي وما خطه قلمي .

وابتغيت الإنصاف والحياد ، وابتعدت عن التعصب والعناد ، وأرجو من الله جزيل الثواب ، والهداية إلي سبل الرشاد إنه ولي ذلك والقدر عليه وصلي الله علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم .



نبذة عن الأحرف المفخمة :

وهي أحرف "خص ضغط قظ " وهي تقسم قسمين :
الأول : أحرف مطبقة ومستعلية (الصاد الضاد والطاء والظاء )
الثاني : أحرف مستعلية غير مطبقة . (القاف والخاء والغين )

فاختلف العلماء في النوع الأول في حالة كسر الأحرف ( المطبقة المستعلية ) فمنهم من قال بتأثر هذه الأحرف بالكسر ـ وهو ما ذكره الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف ـ ولكنه قال تأثره بالكسر قليل .
وذهب الشيخ عبد الله الجوهري إلي عدم تأثر هذه الأحرف بالكسر مطلقا ثم ذكر لي مثالا : ( صِراط ـ صَبر)

أقول : والفرق بينهما قريب وضئيل فمن قال : بالتأثر لحظ هذا الفرق الضئيل .
ومن قال بعدم التأثر لحظ عدم تأثير هذا الفرق علي اللفظ كثيرا بحيث تميزه عن غيره تمييزا واضحا .لأن الكسرة لا بد لها من تأثير علي الحرف لثقلها ، والخلاف في نهايته لفظي لا يؤدي إلي التغير في الصوت عند كلا الفريقين .

أما النوع الثاني (أي المستعلية فقط ) وهذا هو محل النزاع :

فقد اختلف العلماء في الساكن الذي قبله كسر ومدي تأثر هذه الأحرف بالكسرة التي قبلها . والخلاف في هذه المسألة أدَّي إلي تغير الصوت بين الفريقين . ففي نحو " أفرِِغْ " هل تقرب الغين من المضموم ؟ أم تقرب من المكسور ؟ ولا شك في تغير الصوت علي كلا المذهبين .
فقد ذهب الشيخ الفاضل أيمن سويد ـ حفظه الله ـ إلي أن تفخم قليلا ولا تصل إلي درجة المكسورة ، كما سبق وقدمنا وتبعه علي ذلك بعض الشيوخ .

والفريق الآخر وهم جمهور القراء إلي أنها تكون كالمكسورة أو قريبة منها جدّا بحيث يصعب التمييز بوضوح بين ما هو مكسور وبين الساكن الذي قبله كسر .
وبهذا سمعتُ فضيلة الشيخ عبد الله الجوهري والشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف والشيخ عبد الباسط هاشم .

وقد أورد الشيخ الفاضل جمال القرش تسجيلا للمشايخ أمثال فضيلة الشيخ : رزق خليل حبة والشيخ عبد العزيز عبد الحفيظ والشيخ عبد الرافع رضوان والشيخ رشاد السيسي والشيخ إبراهيم الأخضر وغيرهم وقد جزموا بأنها تكون مثل أدني مرتبة أي مثل المكسورة ، وذكر الشيخ عبد الرافع رضوان أنه تلقاها من الشيخ الزيات والشيخ عامر عثمان والشيخ السمنودي كذلك . انتهي من شريط " لقاء مع ثلة من علماء القراء المعاصرين "

وقبل الشروع في هذه المسألة أريد أن أوضح أن هذه الأحرف ( المستعلية فقط ) مهما قيل في تأثرها بالكسر فلا يقال لها : إنها كالأحرف المستفلة ، وهذا ما عبر عنه العلامة المتولي في نظم له في هذه المسألة حيث قال :
فهي وإن تكن بأدنى منزلة****** فخيمةٌ قَطْعًا من المستفلة
فلا يقــال إنها رقيــقة****** كضدِّها تلك هي الحقيقة

ولذا سوف أستخدم لفظة "الترقيق" وأقصد ما اصطلح عليه أهل هذا الفن : أقل مراتب التفخيم . أو التفخيم النسبي وسُميت بذلك كما ذكر الشيخ المرصفي سبب التسمية قائلا : وليس المراد من الأمر بالترقيق في قوله: "رقق" الترقيق الحقيقي الآتي بعدُ في حروف الاستفال. إنما هو تفخيم بالنسبة لحروف الاستفال ، وسماه أئمتنا التفخيم النسبي ، وإليه أميل لأن حروف الاستعلاء لا ترقق مطلقاً. وإن كان التفخيم في تلك الحروف الثلاثة أعني (القاف والغين والخاء) في أدنى منزلة كما مر فهي مفخمة على كل حال بالنسبة للحروف المستفلة المرققه الآتية بعد.... ))ا.هـ

يتبع بإذن الله
 
[align=right]جزاكم الله خيرا يا شيخنا الفاضل نحن في انتظار بقية البحث الجليل

ولي سؤالان متعلقان بما قدمتم :

الأول : لقد مهدتم الحديث إلى حروف الاستعلاء المذكورة ، فلما وصلتم إلى الخلاف اقتصرتم على الساكنة بعد كسر ، فما ذا عن المكسورة نفسها ، هل هي خارج الخلاف ؟

ثانيا : ذكرتم طرفي الخلاف من المعاصرين فقط ، فما ذا عن المتقدمين ، والحجة بهم أقوى ؟ أليس لهم قول في الموضوع ؟


وأخيرا أرجو لو أمكن أن ترفعوا لنا التسجيل الذي أحلتم عليه للمشايخ الأجلاء لأهميته

وجزاكم الله خير الجزاء
[/align]
 
السلام عليكم
جزاك الله خيرا شيخنا الكريم الفاضل ضيف الله العامري وكذا شيخنا الكريم ابن عامر الشامي .

أما بالنسبة لشيخنا الكريم الشيخ محمد الأمين بارك الله فيكم .
بالنسبة للمكسورة فلا أعلم فيه خلافا حتي المتولي ذكر أن صوتها كالمرقق ولكن لا يقال مرقق كالحروف المستفلة ، إلا أن الصوت يكون في أقصي درجات التفخيم ـ أي قريبا جدا من المرقق ـ
أما أقوال القدامي فلم أجد وصفا دقيقا سوي التقسيمة المعروفة منهم من قال مراتبها ثلاث ومنهم من قال خمس، ولعلك تجد بغيتك في البحث ـ إن شاء الله ـ

والبحث قد انتهيت منه ولله الحمد والمنة ، ولكن كما يقال في مصر ( أحسن من الشغل ظبط (ضبط ) الشغل ) إلا أنني أحتاج لترتيب بعض البنود وفقط وإن شاء الله سأضع جزءا من البحث غدا بإذن الله .
أما بالنسبة للتسجيل أعتقد موجود في خيمة القراءات ولعل الشيخ جمال القرش يرفعه لنا . والله أنا لا أعلم كيف أرفع الصوتيات .
إنما أستعين بعد الله بالشيخ إيهاب أو الشيخ شريف مجدي صاحب خيمة القراءات .
والسلام عليكم
 
الاستعلاء :
معناه لغة : الارتفاع والعلو
واصطلاحا : ارتفاع اللسان عند النطق بالحرف إلي الحنك الأعلي .
وحروفه : خص ضغط قظ

قال المرعشي : إن المعتبر في الاستعلاء استعلاء أقصي اللسان سواء استعلي معه بقية اللسان أو لا .
وحروف وسط اللسان وهي الجيم والشين والياء لا يستعلي بها إلا وسط اللسان .
والكاف لا يستعلي بها إلا ما بين أقصي اللسان ووسطه ، فلم تعدّ هذه الأربع من المستعلية وإن وجد فيها استعلاء اللسان في هذه الأربع ليس مثل استعلائه بالحرف المستعلي .)انظر نهاية القول المفيد ص75

مراتب التفخيم :

وقد ذكر العلماء مراتب التفخيم وقسموه لمذهبين :

1. المذهب الأول جعل مراتب تفخيم حروف الاستعلاء ثلاثة مراتب وهي :-
المرتبة الأولى : إذا كان حرف الاستعلاء مفتوحا، أو ساكنا وما قبله مفتوح
- المرتبة الثانية : إذا كان حرف الاستعلاء مضموما، أو ساكنا وما قبله مضموم
- المرتبة الثالثة : إذا كان حرف الاستعلاء مكسورا، أو ساكنا وما قبله مكسور

2. والمذهب الثاني جعل هذه المراتب خمسة وهي :-
المرتبة الأولى : إذا كان حرف الاستعلاء مفتوحا وبعده ألف
- المرتبة الثانية : إذا كان حرف الاستعلاء مفتوحا و ليس بعده ألف
- المرتبة الثالثة : إذا كان حرف الاستعلاء مضموما
- المرتبة الرابعة : إذا كان حرف الاستعلاء ساكنا
- المرتبة الخامسة: إذا كان حرف الاستعلاء مكسورا


وذكر الشيخ محمد يحيي شريف الجزائري ـ حفظه الله ـ مراتب التفخيم بتفصيل أكثر حيث قال :
مذاهب العلماء في مراتب التفخيم :

المذهب الأوّل : ثلاثة مراتب : المفتوح ثمّ المضموم ثمّ المكسور. والساكن يتبع ما قبله فإن كان بعد فتح فمرتبته مع المفتوح وإن كان بعد ضمّ فمرتبته مع المضموم وإن كان بعد كسر فمرتبته مع المكسور. وهو مذهب المتولّي حيث قال :
ثُمَّ المفخّماتُ عنهم آتِـيَـــــهْ.......على مراتبٍ ثلاثٍ وَهِيــــَــــهْ
مفـتوحُهَا ، مضمومُها مكسورُها.......وتابِعٌ ما قَبْلَهُ ســــــــــاكِنُهَا
فَمَا أتَى من قَبْلِهِ من حَرَكَــــهْ........ فافرِضْهُ مُشْكَلاً بتلك الحركهْ
******

- المذهب الثاني : خمسة مراتب وهي : المفتوح الذي بعده ألف نحو { طال } ثمّ الفتوح الذي ليس بعده ألف ثمّ المضموم ثمّ المكسور أمّا الساكن فحكمه مثل المذهب الأوّل أي تابع لما قبله. وهذا فيه نظر لأنّه إن كان تابع لما قبله فلا يكون مرتبة مستقلّة فيكون عدد المراتب أربعة كالمذهب الأوّل مع زيادة المفتوح الذي بعده ألف. وهو مذهب أخذ به الكثير من المعاصرين كالعلامة المرصفي في هداية القارئ والشيخ عبد الرازق إبراهيم موسى في الفوائد التجويدية وغيرهم. وهو مذهب العلامة إبراهيم شحاته السمنودي حيث قال :
أعلاهُ فيه كطائفٌ فصَلّى ....فَـقُرْبَةٌ فَلاَ تُزِغْ فـظِـلاَّ
والمتولّي في السكونِ فَصَّلاَ....فمثلُ مفتوحٍ ومضمومٍ تَلاَ
ثمّ سكوناً بعدَ كَسْرٍ جَعَلاَ..................................
**********

المذهب الثالث : خمسة مراتب كالمذهب الثاني إلاّ أنّ الساكن يكون في مرتبة مستقلّة لا يتبع ما قلبه وهي المرتبة الرابعة مابين المضموم والمكسور وهذا المذهب هو المأخوذ به عند مشايخ الشام وهو مذهب محمود بن سيبويه البدوي في كتابه الوجيز والدكتور يحيي الغوثاني في كتابه علم التجويد وإليه أشار العلامة المتولّي :
وقيل بل مفتوحها مــــع الألفْ.......وبعدهُ المفتوحُ من دون الألِفْ
مضمومها ، ساكِنُهاَ مكسورُها.......فهذهِ خَمْسٌ أتـــــــاكَ ذِكْرُهَا

وهو مذهب ابن الجزري على ما نقله ملا القارئ والمرعشي. فقال صاحب المنح الفكرية : " وعند المصنّف خمسة ما كان بعده ألف ثمّ ما كان مفتوحاً من غير ألف بعدها .....ثمّ ما كان مضموماً ثمّ ما كان ساكناً ثمّ ما كان مكسوراً ( المنح الفكرية ص33). ونقل هذا الكلام المرعشي في جهد المقلّ ص 155). ولم يقيّد الساكن بكونه تابع لما قبله وهذا يدّل أنّ ابن الجزري يرى أنّ الساكن يكون في مرتبة مستقلّة لا يتبع ما قبله حيث لم يقيّد الساكن باتّباع ما قبله.
*********

- المذهب الرابع : خمسة مراتب ولكن على ترتيب التالي :
ـ المفتوح الذي بعده ألف
ـ ثمّ المفتوح الذي ليس بعده ألف
ـ ثمّ المضموم
ـ ثمّ الساكن بعد الكسر
ـ ثمّ المكسور
. أمّا الساكن بعد الفتح كالمفتوح الذي ليس بعده ألف ، والساكن بعد الضمّ كالمضموم
. وهو مذهب الشيخ عثمان بن سليمان مراد صاحب السلسبيل الشافي حيث قال :
أشدُّها المفتوح الذي بعدهُ ألفْ......ودونَهُ المفتوح من غير ألفْ
مضمومها وساكنٌ عن كَسْرِ........مكسورُها فَخَمْسَـةٌ بالحصْرِ
وساكنٌ عن فتحةٍ كفتحــــةِ .......وساكنٌ عن ضمّةٍ كضمّـــةِ
**********

المذهب الخامس : وهي ستة مراتب وقد نقل ذلك الدكتور حامد بن خير الله سعيد شارح كتاب السلسبيل الشافي عن الشيخ محمود علي بسة في كتابه العميد في علم التجويد. وهذه المراتب هي :
ـ المفتوح الذي بعده ألف
ـ ثمّ المفتوح الذي ليس بعده ألف
ـ ثمّ المضموم
ـ ثمّ الساكن الذي قبله فتح أو ضمّ
ـ ثمّ الساكن الذي قبله كسر إن كان مطبَقاً أو قافاً
ـ ثمّ المكسور مطلقاً والغين والخاء المسبوقتان بكسرٍ أو ياء.( انظر هامش السلسبيل الشافي ص114(.

والسؤال الذي يطرح نفسه هل اعتنق الإمام المتولي مذهب الثلاث مراتب كما نقل الشيخ محمد أعلاه ؟
قال الشيخ مكي نصر بعد ذكره قول ابن الجزري والمرعشي وغيرهما أن المذاهب خمس ثم قال: واستصوبه شيخنا عمدة المحققين الشيخ محمد المتولي وأنشأ فيه سؤالا وأجاب عنه بقوله :

السـؤال :

نصّـوا بأن حـرف الاستعلاءِ*****مفـخّـمٌ بـدون مـا استـثـناءِ
لكـن وجدنا نحو غِلٍّ يَتَّخِـذْ*****مـرقـقـا فيمـا علينـا قد أُخِـذْ
فمـا جواب هـذه المسـألـةِ*****عنـدكـمُ فتـوضِحـوه بالّتـي




الجـواب :

يُهْدَى السَّـلامُ أَوَّلًا إٍِلَيِْـــكُمُ******وبعدُ فالجَوَابُ ذُرًّا يُنـظَمُ
حروفَ الاستعلاء فخِّمْ مُطلـقًا******وقيل بل ما كان منها مُطْبَقًا
والأولُ الصـواب عند العُلَمَـا******ولكن الإطباق كان أفْخمـَا
ثـم المُفَخـَّماتُ عنهم آتِيَـهْ******على مَراتـبَ ثـلاثٍ وَهِيَهْ
مفتوحها مضمومها مكسورها******وتابـعٌ ما قبـله ساكـنها
فما أتى من قـبله من حـركة******فافْرِضْهُ مُشْكَلًا بتلك الحركة
وخـاء إخـراج بتفـخيم أتت***** من أجل راء بعدها قد فخمت
وقيل بل مفـتوحها مع الألف******وبعده المفتوح من دون ألف

مضمومها ساكنها مكسورها******فهذه خمسٌٌ أتاك ذِكْرُها
فهي وإن تكـن بأدنى منزلة******فخيمةٌ قَطْعًا من المستفلة
فـلا يقـال إنهـا رقيـقـة******كضدِّها تلك هي الحقيقة
فلا تـكن مستشـكلا لقولهم******فخيمة في كل حال إذ علم
والاختـبار شـاهد لقولنـا******فكن بصيرا بالعلوم متقنا
تَمَّ الجـوابُ شافيـا وَيُخْتَمُ******بِاسْمِ السَّلَامِ دائمًا عَلَيْكُمُ

....ثم قال محمد مكي نصر: قال شيخنا : الساكن فيه تفصيل وهو : إن كان ما قبله مفتوحا يعطي تفخيم المفتوح الذي لم يكن بعده ألف نحو : "يقطعون ـ ويقتلون "،، وإن ما قبله مضموما يعطي تفخيم المضموم نحو : " أن تقبل منهم " "ويرزقه" وإن كان ما قبله مكسورا يعطي تفخيما أدني مما قبله مضموم نحو : "اقرأ" "ونذقه" ....))ا.هـ136:138 بتصرف

وقبل عرضي لبعض الملاحظات علي ما سبق من الكلام ، ومما سطره الإخوة الكرام ،أردت أن أبين حقيقة الخلاف في المفتوح بعد ألف وما ليس بعده ألف .

حقيقة الخلاف في المستعلي المفتوح سواء تبعه ألف أم لا :

يتبع بإذن الله
 
حقيقة الخلاف في المستعلي المفتوح سواء تبعه ألف أم لا :

من نظر في كثير من تقسيمات الأئمة وجد أن أكثر هذه التقسيمات والفروق هي خلافات نظرية لا تتعلق بحقيقة الصوت الخارج ، فمثلا اختلاف الأئمة في مخرج الجوف .. وهل للجوف مخرج أم لا ؟ وفي الحقيقة الخلاف نظري ، فمن جهة خروج الصوت لا يختلف الفريقان من جهة الأداء ، إنما الخلاف من جهة تحليل المسألة ، فمن نظر إلي بداية خروج أحرف الجوف ـ الحروف المدية ـ نسب كل حرف إلي مخرجه ( الألف من مخرج الهمزة والياء من وسط اللسان ، والواو من الشفتين ).

ومن نظر إلي نهاية أحرف الجوف ـ أي نهاية الصوت في أحرف المد ـ حكم لها بالجوف لأن هذه الأحرف قد تجاوزت مخرجها التي تحدثنا عنها إلي مكان خالٍ سمَّوه هم بمخرج الجوف ، فلا فرق حقيقة بين الفريقين في نطق أحرف المد .

وكذا من جعل مخرج اللام والنون والراء مخرجا واحدا ، ومن جعل مخارجها ثلاثا ، لا فرق بينهما في كيفية الأداء . فمن نظر إلي أن هذه الأحرف كلها من جهة واحدة النون تحت اللام والراء تحت النون عدها مخرجا واحدا ، ومن نظر إلي علو اللام وانخفاض النون عن اللام وإدخال الراء غاير بينهم .

وكذا الخلاف في حكم النون الساكنة مع النون في نحو " من نعمة" هل هو إدغام ناقص ـ باعتبار أن الغنة غنة الحرف الأول ـ ؟
أم هو إدغام كامل ـ باعتبار أن الغنة غنة الحرف الثاني ـ ؟

ومن نظر في مسألتنا وجدها من هذا النوع ـ أي الخلاف اللفظي ـ ، لأن حرف الاستعلاء يبقي كما هو عند اتصاله بالألف ، بل الذي يطرأ عليه زيادة تفخيم الألف ، فالألف حرف مغاير لحرف الاستعلاء بمعني أنك إن أردت تفخيم ما بعده ألف مثل " صابرا " فإنك تفخم حرفين لا حرفا واحدا . أي تنتقل من تفخيم المستعلي إلي تفخيم الألف ، وحرف الاستعلاء لا يطرأ عليه تغير في الحقيقة ، والمشهور عند العلماء أن أحرف المد تخرج بعد الحرف ، فالصاد في صابرا تخرج قبل الألف ، ثم بعد نطق الصاد كاملة تخرج الألف .

وبهذا قال الإمام عبد الوهاب القرطبي في الموضح بعد أن حكي أخطاء بعض القراء في زمانه :
( والذي يتعين اعتماده والأخذ به أن يجعل كلَّ حرف من الحروف في حال وصله بالألف كما هو في حال فصله ، يبقي المجهور علي جهره والمهموس علي همسه والمطبق علي إطباقه ولا يزيد اتصاله بالألف شيئا عما كان عليه .....)ص72

ولذلك قال من قال بأن مراتب التفخيم ثلاث مراتب ، لأنه لحظ عدم تغير الحرف قبل الألف حقيقة ، ومن قال بالخمسة لحظ امتداد الصوت بالألف مع الحرف المستعلي وراعي الصوت ـ الألف ـ الداخل علي الحرف فحكم بالتفرقة بينهما .

ولا يقول قائل : أن هذا ينطبق علي نحو : " صرفكم " لأننا قمنا بتفخيم الصاد ثم قمنا بتفخيم الراء فهذا أيضا يعد تفخيم حرفين ؟

الجواب : هناك فرق كبير لمن تأمل المسألة ، فأحرف المد لابد أن تكون ناتجة عن حركة ، وهذه الحركة تكون موجودة علي الحرف فهي علاقة امتداد ولذا سمِّيت أحرف المد .

وهذه العلاقة غير موجودة عند نطق حرفين آخرين معا من أحرف التفخيم .
والخلاصة : عدم ترتب خلاف صوتي في التفرقة بين ما بعده ألف وبين ما تجرد من الألف في حقيقة الأمر . والله أعلم .

وأعود لإيراد بعض الملاحظات :

والملاحظة الأولي : في قول الشيخ محمد مكي نصر أنه مثَّل في تفصيل الساكن بالقاف ولم يذكر غينا ولا خاء هذه من جهة ، والإشكال الذي أورده المتولي في سؤاله ذَكَرَ الغين "غل" والخاء " يتخذ "

هل يمكن المساواة بين القاف الساكنة من جهة وبين كل من الغين والخاء من جهة أخري ؟

أقول : لا يمكن المساواة بينهما لأن القلقلة في القاف أضافت للقاف قوة ـ في حال سكونها ـ مما كان له الأثر في قوة صوت القاف وهذا بخلاف " الغين والخاء " لعدم وجود القلقلة وهذا واضح جلي وقد ذكر الشيخ المرصفي ـ رحمه الله ـ القلقلة من صفات القوة فقال : فالصفات القوية إحدى عشرة صفة وهي: الجهر والشدة والاستعلاء والإطباق والصفير والقلقلة و الانحراف والتكرير والتفشي والاستطالة والغنة.)ا.هـ

فلا شك أن إضافة القلقلة للقاف تكسبها قوة مع قوتها وهذا بخلاف الغين والخاء . والله أعلم

وبهذا القول يجاب علي الإشكال الذي أورده الشيخ محمد يحيي شريف ـ حفظه الله ـ في بحثه حيث قال :
" رابعاً : وكيف يمكن أنّ نجعل القاف في [ اقْتَرب ] في نفس المرتبة مع القاف في { قِيل } حيث لو قمنا بتطبيق ذلك في القراءة لأنكره معظم المشايخ حتّى الذين يقولون بذلك. وقد سمعنا الكثير من المشايخ يأمرون الطلبة بترقيق - إن صحّ التعبير - الغين والخاء في نحو { تُزِغْ } { إخْواناً } ويبالغون في ترقيقها حتّى تصير كالمكسورة ولا دليل لهم في ذلك وقد علمنا أنّ في الساكن لا ينخفض الفك فلماذا التسوية ؟ ))ا.هـ

وهذا مع ما فصلَّه المتولي ـ رحمه الله ـ وبينه من أن الغين والخاء ـ في حالة الكسر ـ يشبه صوتها الأحرف المرققة وهي ليست مرققة في الحقيقة . إلا أن الضعف الشديد لصوتها واضح ظاهر .

الملاحظة الثانية :
ينبع بإذن الله
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلّم وبعد

أخي الشيخ عبد الحكيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من الخطأ فيما يبدو لي التفريق في المرتبة بين القاف وبين الغين والخاء حال سكونها بعد كسر لعدّة أسباب :

أوّلاً : إنّ العلماء ميّزوا بين الحروف في القوّة بحسب الصفات الملازمة للحرف فكلّما كثرت صفات القوّة لحرف ما كلّما كان الحرف أقوى، خلافاً لمراتب التفخيم فإنّهم ما ميّزوا بينها بحسب صفات الحروف قوّة وضعفاً بل بحسب الحركات من فتح وضمّ وكسر وإسكان وهو الذي جرى عليه الأئمّة في حصر مراتب التفخيم.

ثانياً : ما قال واحد من الأئمّة أنّ أعلى مراتب التفخيم هو تفخيم حروف الإطباق أو تفخيم حرف الطاء لاتصافه بصفات القوّة بل فرّقوا بين مراتب الحروف في القوّة وبين مراتب التفخيم. فاعتمدوا في معرفة قوّة الحرف بحصر صفاته لإدراك مدى قوّته بينما اعتمدوا على الحركات التي تعتري الحرف في حصرهم لمراتب التفخيم وما تعرّضوا إلى الصفات لا من قريب ولا من بعيد.

ثالثاً : الذي يشترك فيه الإطباق والاستعلاء والتفخيم هو ارتفاع اللسان وعلوّ الصوت وامتلاء الفم بصدى الحرف وإن كان التفخيم في اللام والراء عارضاً وطارئاً خلافاً للحروف المفخّمة الأخرى. أقول : فما دخل القلقلة في ارتفاع اللسان وعلوّ الصوت وامتلاء الفم بصدى الحرف ليكون مؤثّراً في مراتب التفخيم ؟ وحتّى تكون القاف أقوى في المرتبة من الخاء والغين.

رابعاً : الجيم والدال والباء من حروف القلقلة وهي مستفلة مرققة دائماً. أقول : إن كانت القلقلة تؤثّر في مراتب التفخيم لمَ كانت هذه الحروف الثلاثة مستفلة ومرققة.

خامساً : ما ذكر أئمّتنا أنّ القلقة تزيد الحرف تفخيماً بل ذكروا أنّ صفات القوّة تريد الحرف قوّة وليس تفخيماً مع أنّ حروف الإطباق تزيد الحرف تفخيماً في نفسه وذاته ولكن بالنسبة لمرتبة التفخيم فلا فرق بينها وبين غيرها من الحروف بل العبرة بالمراتب التي وضعها أئمّتنا ، فتتساوى الحروف المفخّمة المفتوحة في مرتبة مع تفاوتها في الصفات والقوّة ،وتتساوى الحروف المضمومة في مرتبة مع تفاوتها في الصفات والقوّة وتتساوي الحروف الساكنة في مرتبة وهكذا.

فنخلص مما سبق إنّه لا فرق بين الخاء والغين والقاف المكسورة في رتبة التفخيم ، وحتّى مع حروف الإطباق الأخرى في مرتبة المكسور ولا دخل لصفات الحروف وتفاوتها في القوّة.

وأمّا جعل الغين والخاء الساكنتان المسبوقتان بكسر في مرتبة الحرف المفخّم المكسور في السمع فلا دليل عليه فيما اطلعت عليه ، وأطلب من أخي الشيخ أن يأتي لنا بدليل في ذلك ، بل الأدلّة على خلاف ذلك إذ ألحّ أئمّتنا على تخليص السكنات وعدم إشرابها بالحركات ولو جعلنا الغين والخاء في مرتبة المكسور - بين قوسين- لاستلزم تخفيض الفك في الساكن كما هو الحال في المكسور ، وبذلك يخرج ذاك الساكن عن حدّه ولصار مائلاً إلى الكسر. وللحفاظ على موازين الحركات فينبغي تخفيض الفكّ في المكسور وفتح الفم في المفتوح وضمّ الشفتين في المضموم وإسكان الفم حال التسكين وإلاّ لوقع مزج بين الحركات وهو مذموم وممنوع عند الأئمّة ومن ذلك تخفيض الفك عند النطق بالغين والخاء الساكنتين والتصنّع في ذلك.
ولو سألتك أن تجعل الحاء الساكنة في مرتبة الحاء المكسورة فلن تستطيع إلاّ بانخفاض الفك كما في المكسور ، ولست مكلّفاً بذلك يا أخي فدع المياه تجرى في مجاريها.
 
السلام عليكم
أخي الشيخ محمد لن أتحدث في هذه النقطة كثيرا وما تذكره لعجيب وغريب حقا ولكن أضع لك نقولات الأئمة وقل لي ..هل يقولون بقولك أم لا ؟
ذكر المرعشي في جهد المقل نقلا عن الرعاية ص56 وهو يتحدث عن الصفات القوية والضعيفة قال : ( وفي الرعاية : فإذا كانت أحد الصفات الضعيفة في حرف كان فيه ضعف فإذا اجتمعت فيه كان أضعف كـ(الهاء) .....كذلك الصفات القوية إذا كان إحداها في حرف قَوِيَ بذلك ، فإذا اجتمعت في حرف كان أقوي كـ(الطاء) ..))ا.هـ

هل هذه القوة صورية ؟

وتعال معي في ص59 وهو يتحدث عن الفرق بين الضاد والطاء : (( ....لأنهما وإن اشتركا في الإطباق والاستعلاء والتفخيم لكن إطباق الطاء أقوي كما سبق وإن الضاد رخو والطاء شديد وليس في الضاد قلقلة بخلاف الطاء ، وأن الضاد تجد فيه منفذا من بين الأضراس ، ولا ينضغط فيها الصوت ضغط حروف القلقلة كما صرح به الرضي ...))ا.هـ

أتركك تتدبر هذا النص وتنظر فيه جيدا هل ما تقوله صواب أم لا ؟

ودعني أهمس لك في أذنك وأسألك : ما مهمة القلقلة في الحروف ؟؟ ((طبعا الكلام في إذن الجميع مش انت بس ))

هل القلقلة تبرز في الحرف صفتي القوة مثل الشدة والجهر وتزيد هاتين الصفتين وضوحا في الحرف أم لا ؟
ولك مني جزيل الشكر والعرفان ( والمية كده ماشية ولا ايه))
والسلام عليكم
 
أ
خي الشيخ أنا أتكلّم عن مراتب التفخيم التي ضبطها أئمّتنا على الترتيب بحسب الحركات : المفتوح فالمضموم فالساكن فالمكسور ولم يعتبروا في ذلك بقوّة الحرف وقوّة صفاته ، والدليل على ذلك أنّ المتولي ما اعتبر بقوّة الحروف صفة في تقرير المراتب. ففرق بين مراتب التفخيم ومراتب الحروف في القوّة. فالباء شديدة ومجهورة ومقلقلة ولا علاقة لها بالتفخيم لا من قريب ولا من بعيد والخاء مهموسة ورخوة وغير مقلقلة ولكنّها تخضع لمراتب التفخيم لأنّها مفخّمة. وأطلب منك أن تأتي لنا بدليل يدلّ على الاعتبار بقوّة الحروف في مراتب التفخيم الخمسة أو الثلاثة.
فالنصوص التي ذكرت مضمونها يدور حول مراتب الحروف من حيث الصفات وليس في مراتب التفخيم ، فالطاء أقوى من الضاد في القوّة ولكنّهما يشتركان في نفس مرتبة التفخيم أن اتفقا في الحركة. أفهمت الآن الفرق بين التفاوت في مرتبة التفخيم والتفاوت بين الحروف في القوّة.
لا تخلط شعبان مع رمضان كما يُقال.

أخي عبد الحكيم اسمك مأخوذ من الحكمة والحكمة تقتضي أن تضع الشيء في محلّه وحيّزه وليس أن تدخله في غيره فكن حكيماً تحظ بالصواب.
ولا تغضب فلم يكن قصدي سيّئاً عند قولي لك : إن كان لك علمٌ و أدلّة فتفضّل وإلاّ.... وإنّما أردتّ أن أقول اشتغل بالردّ العلمي واعدل عن سوى ذلك.

أنّي أعاملك الآن بخلاف الماضي لما أجد من موّدة بيننا ولكنّك ما زلت تستعمل نفس الأسلوب إن لم يعُجبك كلامي وكأنّك تخاطب من لا تعرف.
 
السلام عليكم
أخي الحبيب والله أنا أحبك في الله ، ولكن سنة الله في الأرض أن يكون الخلاف بين أي اثنين مهما كان لكي نؤمن بوحدانية الله وأن الله منزه عن الشريك والولد وله الملك التام .(لا تسأل عن معني هذا الكلام )

ونعود للموضوع :

ما فهمته من كلامك أن المتحكم في مراتب التفخيم الحركات وليست الصفات ..آمل أن يكون الفهم صحيحا هذه المرة أليس كذلك ؟

(( شكلك هتمَوِّتني بالحسرة ))

يا شيخ محمد إذا كان الأمر بالحركات فإنما يقصدون بذلك مراتب التفخيم في الحرف الواحد ..بمعني أن الطاء مثلا له خمس مراتب المفتوح بعده ألف ثم المفتوح وليس بعده ألف ..وهكذا ..وكذا الصاد له خمس مراتب ـ كما مر ـ

أما أن تقول أن قوة الحرفين واحدة في النطق فلا وألف لا ...وهل الطاء المفتوحة تعدل الصاد المفتوحة مثلا ؟؟
سيدي الفاضل قولك لم أسمعه من قبل ..
تدبروا ما قلتموه إنه ***لحجة عليكمُ يا قائلين

ولو نظرت إلي الأمر بـ (أصول الفهلوة ) لن يروق لك ذلك ..أي حرف في الدنيا عليه أحد الحركات الثلاث أو السكون ، إذا كان الأمر كذلك فلماذا قالوا بأن هذا الحرف أقوي من ذاك ؟؟
وطلبت مني نصا واحدا (آمل أن النص واحد ولا تطلب نصا ثانيا وثالثا )
قال المرعشي (ونقله صاحب نهاية القول المفيد وأصل الكلام في كل كتب التجويد تقريبا) والكلام لصاحب القول المفيد: (ولما كانت القاف أبلغ في الاستعلاء من الخاء والغين المعجمتين كما عرفت كانت أفخم منهما لكن لا يبلغ تفخيمها إلي مرتبة حروف الإطباق ...)ص139
هل تدري أن الجريسي وضع هذه المقالة بعد مراتب التفخيم مباشرة ، وهل بعد هذا الوضوح وضوح ؟؟
وكما قال القائل :
فقولوا له ارجع ولا تكن ناسب الخطأ ***لشيخك واسمع ما أقول من الأمر
فإن الذي قد قلتَه ليس مرضيا *** لربك والقراء يا طلعة البدر
فقد نص أهل العلم أن تنسب الخطا ***لنفسك لا للشيخ السر والجهر
والسلام عليكم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الشيخ أقول وأكرّر نحن نتكلّم عن المراتب الخمسة أو الثلاثة بغضّ النظر عن قوّة الحروف وصفاتها ، وعلى أيّ حال فليس للواحد أن يرغم الآخر بما يعتقد.

أقول لك مثل ما عوّتّنا عليه : سيبها على الله
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الشيخ أقول وأكرّر نحن نتكلّم عن المراتب الخمسة أو الثلاثة بغضّ النظر عن قوّة الحروف وصفاتها ، وعلى أيّ حال فليس للواحد أن يرغم الآخر بما يعتقد.

أقول لك مثل ما عوّتّنا عليه : سيبها على الله

السلام عليكم
طيب قل "أحبك الله الذي أحببتني فيه "
شيخنا الفاضل لآخر مرة أخبرك بما في رأسي وما فهمته من قولك ودعك من أمر المراتب .

لو قارنا صوت القاف المكسورة بصوت القاف الساكنة قبلها مكسور ستجد بينهما فرقا واضحا وضوح الشمس في علاه في نحو (قيل ـ اقترب )

بينما لو قارنا صوت الغين والخاء في حالة كسرهما ،،بصوتهما في حالة سكونهما وقبلهما كسر لما وجدت فارقا بينهما كفارق القاف .زوبصرف النظر هل المراتب خمس أم ثلاث ؟

وهذا ما عبروا عنه باتحاد مرتبة المكسور بالساكن الذي قبله كسر . وكما سيأتي إن شاء الله في كلام العلامة المرصفي ـ رحمه الله ـ

وهذا نص كلامك فراجعه (( رابعاً : وكيف يمكن أنّ نجعل القاف في [ اقْتَرب ] في نفس المرتبة مع القاف في { قِيل } حيث لو قمنا بتطبيق ذلك في القراءة لأنكره معظم المشايخ حتّى الذين يقولون بذلك. وقد سمعنا الكثير من المشايخ يأمرون الطلبة بترقيق - إن صحّ التعبير - الغين والخاء في نحو { تُزِغْ } { إخْواناً } ويبالغون في ترقيقها حتّى تصير كالمكسورة ولا دليل لهم في ذلك وقد علمنا أنّ في الساكن لا ينخفض الفك فلماذا التسوية ؟ ))ا.هـ

انظر جيدا أنت تقارن بين صوت القاف ـ مكسورة أو ساكنة قبل كسر ـ وبين الخاء والغين .
وقولك (ويبالغون في ترقيقها حتي تصير كالمكسورة ...) يدل علي ما شرحته لك أعلاه .
ونحن نقول : بأنها تكون كالمكسور أو تقاربها جدا بحيث يصعب التمييز بينهما ، ونخرج من هذا الكلام القاف . والله أعلم
وصدقت : " سيبها علي الله وهي تعمر "

أظن هذه المرة اتضحت الرؤيا بجلاء
والسلام عليكم
 
الملاحظة الثانية : أن الشيخ محمد مكي نصر ـ رحمه الله ـ قد أقر بمقصد الإمام المتولي ـ رحمه الله ـ حيث قال بعد ذكر المذاهب الخمس : واستصوبه شيخنا عمدة المحققين الشيخ محمد المتولي .. وهو من تلامذة الشيخ المتولي ونسب له المراتب الخمس ، بل ذكر المتولي في كتابه " مقدمة في ذكر فوائد لا بد من معرفتها للقارئ ملخصا من النشر " مخطوطة ورقة 13 ما نصه : والخاء يجب تفخيمها وسائر حروف الاستعلاء وتفخيمها إذا كانت مفتوحة أبلغ وإذا وقع بعدها ألف أمكن نحو : خلق وغلب ..... ثم بعد ذلك ذكر مذهب ابن الطحان أنها علي ثلاث مراتب وذكرها))أ.هـ

ولكنه ذكرها بعد أن جزم بالتفرقة بين المفتوح ليس بعده ألف وبين المفتوح وبعده ألف ، وعبر بقوله " أبلغ" وقوله " أمكن".

فكيف لنا أن ننسب نحن للإمام المتولي أنه أخذ بالمراتب الثلاث وهذا ما قاله الشيخ محمد يحيي شريف ، وهو المفهوم أيضا من قول د / أنمار " : (وفصل المسألة وذكر الخلاف صاحب نهاية القول المفيد ص 101 وذكر نظم شيخه المتولي في المسألة وترجيح العلماء للخمس بما فيهم المتولي والظاهر خلافه فراجعه غير مأمور ))ا.هـ كلامه حفظه الله



والراجح كما سبق أن المتولي أخذ بالمراتب الخمس وليس كما فهم بعض الأفاضل ـ حفظهم الله ـ واستشكل عليهم قول المتولي ـ رحمه الله ـ عند حديثه عن المراتب الخمس : وقيل .... فظن بعضهم أن لفظة " قيل " أفادت الضعف ، والأمر ليس كذلك فقد تستخدم " قيل " عند القراء ولا يريدون بها ضعفا ،وأحيانا يريدون به ضعفا ، والذي يهمنا أن نورد مثالا لا يريدون بـ (قيل) ضعفا .

قال ابن الجزري : وقيل تبدل مدا زكا جودا ) ولم يشر أحد من شراح الطيبة كابن الناظم أو النويري إلي ضعف هذا الوجه بل ذكر أن هذا الوجه رواه جمهور المصرين ومن أخذ منهم من المغاربة .

ومع فرض أنه أراد ضعفا فهذا لا يغير من الأمر شيئا لأن الخلاف لفظي قال الشيخ المرصفي ـ رحمه الله ـ :

(( المرتبة الرابعة: وهي الساكنة نحو {يَطْبَعُ ـ يَضْرِبُ ـ أَصْبَرَهُمْ ـ يَظْلِم ـ يَقْتُلْ ـ يَغْلِبْ ـ يَخْلُقُ}. وفي هذه المرتبة تفصيل وهو: إن كان الحرف المفخم ونعني به الساكن وقع بعد فتح فيعطى تفخيم المفتوح الذي ليس بعده ألف كما في الأمثلة المذكورة، وإن وقعت بعد ضم فيعطى تفخيم المضموم نحو {وَيُطْعِمُونَ} {مُّقْمَحُونَ } وإن وقع بعد كسر فيعطى تفخيماً أدنى مما قبله مضموم نحو {إِطْعَامُ} {نُّذِقْهُ} .



ولم يوضح أئمتنا في الحرف المفخم الساكن إثر كسر أكثر من هذا فيما وقفت عليه من مراجع. ولكن يؤخذ من تمثيلهم بكلمتي {اقْرَأْ ـ نُذِقْهُ} ومن قولهم يعطى في التفخيم تفخيم المكسور؛ لأنه لم يكن هناك مرتبة أقل منه وفي الوقت نفسه لم يكن هناك أدنى من المضموم إلا المكسور.

ومن ثَمَّ يتضح أن حرف التفخيم الساكن الواقع إثر فتح يكون في التفخيم ملحقاً بالمفتوح الذي ليس بعده ألف في المرتبة الثانية التي سبق الكلام عليها.



والحرف الساكن الواقع إثر ضم يكون في التفخيم ملحقاً بالمضموم في المرتبة الثالثة.

والحرف الساكن الواقع إثر كسر يكون في التفخيم ملحقاً بالمكسور في المرتبة الخامسة والأخيرة الآتية بعد. وقد صرح بذلك العلامة المتولي في الساكن عموماً بقوله رحمه الله:

*فما أتَى من قبلهِ من حركَهْ * فافرضْهُ مشكلاً بتلك الحركة)) أ.هـ

ثم فسر العلامة المرصفي المسألة بعد ذكره لمرتبة المكسور فقال :

....وعلى هذا الضوء يمكن ضبط الحرف المفخم الساكن إثر كسر سواء كان مطبقاً نحو {فِطْرَتَ} أو مستعلياً نحو {يَزِغْ}. فالمطبق يفخم لأنه في حال الكسر مفخم حسب مرتبته. والمستعلي يفخم تفخيماً نسبيًّا لأنه في حالة الكسر يكون كذلك كما مر ويشهد بذلك النطق بكلمتي {إِطْعَامُ} و{مِصْرَ} و{أَفْرِغْ} و{إِخْوَاناً} فنجد أن التفخيم حسب مرتبته ظاهر في الطاء والصاد بخلاف الغين والخاء فإن أصل التفخيم فقط ، وهذا واضح بأدنى تأمل ثم إن الكسر الذي قبل الغين والخاء الساكنتين يستوي فيه الأصلي والعارض فالأصلي نحو {أَفْرِغْ} {وَإِخْوَانَكُمْ} والعارض نحو {إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ} {وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ} ولا يضر وجود حرف الاستعلاء بعد الغين في نحو {لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا} فكل هذا يفخم تفخيماً نسبيًّا: أما حرف الاستعلاء الذي بعد الغين فيعطى حكمه حسب مرتبته. ويلحق بالغين والخاء الساكنتين إثر كسر في التفخيم النسبي الغين والخاء الساكنتان للوقف الواقعتان بعد الياء اللَّينَة نحو {زَيْغٌ} و{شَيْخٌ} أما إذا وصلتا فينزلان منزلتهما في المرتبة الثالثة لأنهما أصبحتا مضمومتين.

وأما من فخم الغين والخاء الساكنتين المكسور ما قبلهما أو الساكنتين للوقف المسبوقتين بالياء اللينة تفخيماً قويًّا كما سمعنا ورأينا فقد أخطأ إذ يخرجهما بذلك التفخيم القوي عن المرتبة المخصصة لهما.)ا.هـ

والكلام واضح لا يحتاج إلي طول كلام أو كثير بيان .

الملاحظة الثالثة :

يتبع بإذن الله
 
والملاحظة الثالثة :

قول المتولي : وخاء إخراج بتفخيم أتت**** من أجل راء بعدها قد فخمت
وهذا البيت من أفضل ما يستدل به في المسألة . فمن قرأ بتفخيم الخاء من نحو " ولكن اختلفوا " يقرأ بنفس قدر التفخيم في " إخراج" ولو فرضنا أنه يزيد شيئا يسيرا علي مقدار إلا أنهما في طبقة التفخيم .

إذن لا بد أنه أراد التمييز في الخاء الساكنة في "إخراج" وبين "ولكن اختلفوا" مثلا ، لأن القائلين بعدم الترقيق يفخمون الخاء من "لكنِ اختلفوا " مثل تفخيمهم كلمة " إخراج " إذ لم يُوجِدوا أي فرق بينهما وهذا ظاهر لمن استمع لنطق الخاء من الكلمتين (اختلفوا ـ إخراج) وهذا خطأ واضح فلابد من إنزال الساكن ما قبله كسر أكثر مما استُثني من هذه القاعدة . وفي هذا دليل واضح علي نطق المستعلي مثل المكسورة أو قل إن شئت قريبة من المكسورة أصح وأقوي . والله أعلم

والملاحظة الرابعة :

قوله : والاختبار شاهد لقولنا******فكن بصيرا بالعلوم متقنا
فالغين من " أفرغ" يجب أن تكون بأدني منزلة حتي تقارب المكسورة وتكون شديدة الشبه بها ولا يخرجها ذلك عن كونها مفخمة .

ولو قمنا بالاختبار بمثال نرقق فيه الغين حتي تقارب المكسورة في " فبغي " بالإمالة أو " بالغة" بإمالة هاء التأنيث علي قراءة الكسائي مثلا ستجد درجة الغين وصلت لأدني منزلة مع أن الإمالة لم تصل للغين في نحو " فبغي" بطريقة مباشرة لأن الإمالة أن تنحو بالألف نحو الياء وبالفتحة التي قبل الألف نحو الكسرة ، فالغين تأثر بإمالة الفتحة في " فبغي " وليست هي الممالة ومع هذا تأثرت بالإمالة ، فما بالنا لا تتأثر بالكسرة حال سكونها ؟؟

ومعلوم أن الكسرة أقوي من الإمالة فلا بد أن يكون تأثيرها علي الحرف أقوي لأن الإمالة تحدث بسبب الكسرة أو الياء .فمجاورة الإمالة أضفت علي الحرف المستعلي نوعا من الترقيق ، فما بالنا لا تتأثر بمجاورة الكسرة لها وهي أشد تأثيرا من الإمالة ؟؟
والحروف المطبقة (صاد ـ ضاد ـ طاء ـ ظاء ) تمنع الإمالة ، ولذا فهي أقل تأثرا بالإمالة ، كما أنها أقل تأثرا بالكسرة .

وبهذا يتضح لك أخي القارئ خطأ من قرأ المستعلي الساكن وقبله كسر بتفخيم قوي وهو ما قاله العلامة المرصفي : (وأما من فخم الغين والخاء الساكنتين المكسور ما قبلهما أو الساكنتين للوقف المسبوقتين بالياء اللينة تفخيماً قويًّا كما سمعنا ورأينا فقد أخطأ إذ يخرجهما بذلك التفخيم القوي عن المرتبة المخصصة لهما.)ا.هـ

أما مرتبة الكسر فلم يختلف فيها أحد ـ فيما أعلم ـ وإليك بيانها :
قال العلامة المرصفي ـ رحمه الله ـ :

المرتبة الخامسة: وهي المكسورة نحو {طِبَاقاً} {ضِرَاراً} {صِرَاطاً} {ظِلاًّ} {قِتَالاً} {غِشَاوَةٌ} {خِفَافاً} وهذه المرتبة هي أضعف المراتب الخمس في التفخيم.
وذكر فيها صاحب الجواهر الغوالي تفصيلاً حاصله : أن حروف الإطباق الأربعة مفخمة. حسب مرتبتها وهي الأخيرة. وحروف الاستعلاء فقط وهي الثلاثة الباقية مرفقة وإليك قوله في متنه:
*... ... ... ... * مكسورهُ رَقِّقْ سِوَى ما أطبقا أهـ*
وفي هذه المسألة يقول شيخ مشايخنا العلامة المتولي رحمه الله:
*فهي وإنْ تَكُنْ بأدْنى منزِلَهْ * فخيمةٌ قَطْعاً من المستفلَهْ
فلا يُقَال إنَّها رقيقَهْ * كضِدِّها تلك هي الحقيقهْ أهـ

* توضيح: تقدم في المرتبة الرابعة من مراتب التفخيم ما يفيد أن حرف التفخيم الساكن المكسور ما قبله يعطى في التفخيم حكم الحرف المكسور في المرتبة الخامسة والأخيرة. كما تقدم أيضاً في المرتبة الخامسة أن حرف الاستعلاء المكسور فيه تفصيل وهو:
إذا كان مطبقاً فيفخم حسب مرتبته.
وإذا كان مستعلياً فقط ونعني به - القاف والغين والخاء - فيفخم تفخيماً نسبيًّا هذا: ويستثنى من التفخيم النسبي الخاء الساكنة الواقعة بعد كسر المجاورة للراء المفخمة فلتفخيم الراء تفخم الخاء تفخيماً قويًّا ليحصل التناسب بينهما وذلك في كلمة "إخراج" حيث وقعت .....ثم قال الشيخ المرصفي بعد ذكر إخراج" :
وصفوة القول فيما تقدم من تفصيل في المرتبة الأخيرة أن حروف الاستعلاء فقط ونعني بها - القاف والغين والخاء - تفخم تفخيماً نسبيًّا في حالتين:
الأولى: إذا كانت ساكنة بعد كسر مطلقاً نحو {قِيلَ} {وَغِيضَ} {وَخِيفَةً}.
الثانية: إذا كانت ساكنة بعد كسر مطلقاً نحو {نُّذِقْهُ} {يَزِغْ} {وَلَكِنِ اخْتَلَفُواْ}. أو إذا كانت الغين والخاء ساكنتين للوقف وقبلهما ياء لينة نحو {زَيْغٌ} و{شَيْخٌ} ويستثنى من ذلك الخاء من "إخراجاً" و"قالت اخرج" كما مر توضيحه. وما عدا هاتين الحالتين فتفخم بحسب مراتبها المتقدمة آنفاً.
وقد نظم مراتب التفخيم الخمس غير واحد من أئمتنا وإليك أوضحها لصاحب الجواهر الغوالي قال رحمه الله تعالى:
*مراتبُ التفخيم خمسٌ حقِّقتْ * حروفه قظ خُصَّ ضغط جُمِعتْ*
*فالأول المفتوح بعْدَه أَلف * والثاني مفتوح وذا بلا ألِفْ*
*كذلك المضمومُ الإسكان ارْتَقَ))ا.هـ

خاتمة (نسأل الله حسنها ) :

ومما تقدم يتبين لك أخي القارئ أن الساكن من أحرف (الغين والخاء) تكون بأدني مرتبة وهي تكون مثل المكسورة والفارق الضئيل بينهما لا يظهر جليا ، ولذا لا يصح أن ننطق هذه الأحرف مشربة بالتفخيم كما فعل بعض الأفاضل . ظنا منهم أن هذا النطق يخالف معالم التفخيم وقد أوضح العلامة المتولي في كلامه بأن المكسورة تشبه المرققة إلا أنها لا تصل لدرجة الأحرف المستفلة .

ومن تأمل الحديث في إمالة نحو " فبغي" أو "بالغة" لعلم الفارق في المسألة .

وفي هذا القدر كفاية . هذا ما من الله به علينا وأسأل الله لنا ولسائر المسلمين السلامة من كل إثم وأن يرزقنا جميعا الإخلاص في القول والعمل آمين .
والحمد لله رب العالميـــــــن
أبو عمر عبد الحكيم
 
شيخنا الكريم عبد الحكيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
وصول متأخر إلى هذا الموضوع ووالله ما دخلت إلا بنية النقد فلم أجد فيه إلا ما يثلج الصدر فبارك الله فيك وفي أمثالك
لكن هناك أمور لابد منها لم يشملها البحث فهل نتدارسها الآن أنتظر تفاعلك قبل ذكرها
والسلام عليكم
 
شيخنا الكريم عبد الحكيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
وصول متأخر إلى هذا الموضوع ووالله ما دخلت إلا بنية النقد فلم أجد فيه إلا ما يثلج الصدر فبارك الله فيك وفي أمثالك
لكن هناك أمور لابد منها لم يشملها البحث فهل نتدارسها الآن أنتظر تفاعلك قبل ذكرها
والسلام عليكم
السلام عليكم
ما دام النقد للإصلاح فلا شئ فيه وقل ما تشاء فأنا علي استعداد للرجوع عن أي مسألة إذا جاء أحد بدليل ليس له توجيه فأنا أسلم لك .
بارك الله فيكم
والسلام عليكم
 
بحث مفيد، كعادتكم شيخ عبد الحكيم، بارك الله فيكم ونفع بكم .
 
شيخنا الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
ليس نقدنا يا شيخنا الكريم بل هي أفكار وآراء تتبادل .
أريد أن أشير هنا إلى مسألتين ، وقبلهما أريد أن أقول إن القول بأن جعل الساكن في مرتبة مستقلة معلول ، وما استدلوا به من كون الساكن ليس له وضع في الشفتين غير مقبول ، لأن الساكن يتشكل وضع الشفتين فيه بوضع الشفتين في الحرف السابق له وهذا مشاهد ، فمن قرأ " قل هو " يرى أن وضع الشفتين في سكون اللام باق كما هو مع الحرف السابق ، ومن قرأ : "بأسهم " يجد أن الهمزة وضع الشفتين فيها كما في الحرف السابق لها ، وبعضهم يتكلف رجوع الشفتين في مثل هذا ، ويأمر طلابه بذلك، وذلك في غاية التكلف ، ولو كان للسكون وضع في الشفتين لطرأ علينا حرف آخر غير حروف المد ، لأنه من المعلوم أن حروف المد له صوت واحد يخرج من الخيشوم وتمايزت هذه الأحرف بوضع الشفتين ، تصعدت الشفتان فكانت الألف ، وتسفلتا فكانت الياء ، واعترضتا فكانت الواو ، ولو كان للسكون وضع لعرض لنا حرف آخر غيرها ، وبناء على العلة المذكورة وجدنا بعضهم يبالغ في التحذير من مثل هذا ، فإن قرأ قارئ : " إن أنتم " فلابد أن يسفل الشفتين من أجل كسر الهمز ثم يبسطهما من أجل سكون النون ثم ...الخ. وإن قرأ :" يأمرهم " لابد أن يصعد الشفتين من أجل فتح الياء ثم يعيدها من أجل سكون الهمز ...." ، جاء في بعض كتب التجويد :" من اللحن عدم الضم والبسط في قوله تعالى : " صم بكم عمي فهم " فقد ورد في المقطع حرف مضموم يليه ساكن ست مرات فلابد . . . "
وهو غاية في التكلف ونهاية في التعسف والأشد من ذلك عندما يفرق بين الحرف وحركته فإذا قرأ القارئ " أعوذ " فيضم القارئ الشفتين من أجل الواو ثم يرجعهما من أجل مخرج الذال ثم يضمهما من أجل ضمة الذال "
ومثل هذا لا يلتفت إليه ولا يتوقف عنده ، والتنبيه الذي ذكروه كان منشأه أن السكون ليس له وضع في الشفتين ، كما هو الحال عند وضع مرتبة الساكن في مرتبة مستقلة دون النظر إلى عدم وجود فوارق صوتية ، وقد رأينا كبار المشايخ والقراء في مقاطع فيديو ولم نر ما أشاروا إليه ، وكل من تحدثت معه في هذه المسألة يعزوها إلى الدكتور أيمن سويد حفظه الله ، وقد قرأت على الدكتور بعض آيات حال حصولي على سند الجزرية ، فلم يطلب مني ولا أن أضم الشفتين ولا أن أرجعهما إلى وضعهما حال السكون ، كل ما هنالك أنه أثنى على القراء والسلام ، قلت ورحم الله الإمام الجعبري إذ يقول :
كم قارئ يرينك سمت مجود @ ما يعرف التحريك من إسكان
قد ظن تجويد القران تشدقا @ وتمايلا وتنفخ الودجان
فغدا يشد الحرف جاهد نفسه @ ويمد مرتعدا أخا إثخان

وأعتذر يا سيدنا أن خرجت عن الموضوع الأصل ،


المسألة الأولى: هي في الساكن بعد كسر أقول يستثنى منها ما كان الساكن فيه من حروف القلقلة ، وأعنى بذلك القاف والطاء يلحقان بمرتبة المفتوح ، وذلك لسببين :


الأول _ وقد أشرتَ إليه _ هو أن القلقلة من صفات القوة وذلك مما يزيد من تفخيم الحرف الثاني : خروج القلقلة مائلة إلى الفتح وذلك مما يزيد تفخيمها لسبب هو معلوم مما يستغنى عن ذكره ، فلا فرق بين " اقترب " و" وقدر " ، وكذلك لا فرق بين " إطعام " و" طرائق "


المسألة الثانية : وهي ما لم يتناولها البحث وهي وقوع المفخم الساكن بعد ساكن وذلك وقفا سواء كان هذا الساكن صحيحا نحو : "البسط" و" نبغ " أو كان مسبوقا بحرفي اللين نحو : "زيغ ، شيخ " أو كان مسبوقا بحرف من حروف المد نحو : " محيط ،أحاط ، يغيظ ، منقوص ، قاض ،عريض ، بحفيظ ، حاق ، أزاغ .


ونستطيع أن نقسمهم إلى أربعة أقسام

1- مطبق غير مقلقل وهو في الصاد الضاد الظاء .في نحو : " منقوص ، محيص ، عريض ، قاض ، يغيظ ، بحفيظ " فكل يلحق بمرتبته الواقع بعد ألف مع المفتوح والواقع بعد واو مع المضموم والواقع بعد ياء مع المكسور على فرض تأثرهم بالكسر .
2- مطبق مقلقل وهو في الطاء فقط ويلحق بالمفتوح لوجود القلقلة وقد أشرنا سابقا لسببه فلا داعي لإعادته سواء وقع بعد ألف في نحو : " أحاط " أو ياء في نحو : "محيط " أو ساكن صحيح نحو " البسط " إذ لا فرق فيهما حال الوقف .
3- مستعل مقلقل وهو في القاف وذلك في نحو : " حاق ، و: " سيق " ويلحق بالمفتوح للعلة المذكورة في الطاء
4- مستعل غير مقلقل وهو في الغين والخاء ، وتختلف مراتبهما بحسب السابق لهما فإذا وقعا بعد ساكن صحيح _ وذلك في الغين فقط إذ لم أجد في القرآن مثلا للخاء _ وكان هذا الساكن من حروف القلقلة وذلك في نحو " نبغ " ألحق بمرتبة الساكن بعد فتح وألحقه بعض العلماء بمرتبة المكسور للدلالة على الياء المحذوفة وذلك قياسا على " يسر" وهو مردود وما لقياس في القراءة مدخل ، أما إذا كان الساكن السابق غير مقلقل فلم أجد له مثالا فلن أتعرض لحكمه .
فإذا وقعا بعد حرفي لين في نحو : " شيخ وزيغ " فقد بينهما شيخنا الفاضل عبد الحكيم وأعتذر عن الإطالة .
والسلام عليكم .
 
أما بالنسبة للتسجيل أعتقد موجود في خيمة القراءات ولعل الشيخ جمال القرش يرفعه لنا . والله أنا لا أعلم كيف أرفع الصوتيات .
إنما أستعين بعد الله بالشيخ إيهاب أو الشيخ شريف مجدي صاحب خيمة القراءات .
والسلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله شيخنا الحبيب ، بارك الله فيكم وزادكم علما وعملا
وأما بالنسبة للقاء فهو موجود في الخيمة فعلا ويمكن تحميله عبر الروابط التالية
الشريط الأول ( الوجه الأول )
http://khayma.com/tajweed/moqablat/01a.wma
الشريط الأول ( الوجه الثاني )
http://khayma.com/tajweed/moqablat/01b.wma
الشريط الثاني ( الوجه الأول )
http://khayma.com/tajweed/moqablat/02a.wma
الشريط الثاني ( الوجه الثاني )
http://khayma.com/tajweed/moqablat/02b.wma
 
جزاك الله خيراً يا شيخ عبد الحكيم على البحث القيم
لقد حرتُ في هذه المسألة كثيراً
كوني قرأت على مشايخ فأمروني بالترقيق (التفخيم النسبي)
وقرأت على مشايخ آخرين فأمروني بالتفخيم
ولا توجد نصوص صريحة للقدامى
إلى أن استوقفتني قراءة ورش في كلمة " إخراج" إذ كما هو معلوم أنه يرقق راءها
فلو كانت عنده خاء " إخراج" كخاء " أخرج" في التفخيم، فما الداعي أن يرقق راء إخراج
فلا بد وأن الكسرة أثرت على الخاء فرُققت الراء
ولذا فإني أميل إلى الترقيق (التفخيم النسبي) في الخاء والغين الساكنتين بعد كسر
والله أعلى وأعلم
وفقكم الله لكل خير
 
ولو سألتك أن تجعل الحاء الساكنة في مرتبة الحاء المكسورة فلن تستطيع إلاّ بانخفاض الفك كما في المكسور
شيخَنا الشريفَ الجزائريَّ حفظَه اللهُ ... هلْ للتَّرقيقِ مراتبُ كما للتَّفخيمِ؟
أعني، هلْ تتغيَّرُ مرتبةُ ترقيقِ الحرفِ حسبَ حركتِه، فيكونُ الحرفُ المستفلُ أكثرَ ترقيقًا إذا كانَ مفتوحًا، وأقلَّ ترقيقًا إذا كانَ مكسورًا؟
 
شيخَنا الشريفَ الجزائريَّ حفظَه اللهُ ... هلْ للتَّرقيقِ مراتبُ كما للتَّفخيمِ؟
أعني، هلْ تتغيَّرُ مرتبةُ ترقيقِ الحرفِ حسبَ حركتِه، فيكونُ الحرفُ المستفلُ أكثرَ ترقيقًا إذا كانَ مفتوحًا، وأقلَّ ترقيقًا إذا كانَ مكسورًا؟
أقصدُ العكسَ. هلْ يكونُ الحرفُ المستفلُ أقلَّ ترقيقًا إذا كانَ مفتوحًا، وأكثرَ ترقيقًا إذا كانَ مكسورًا؟
 
أقصدُ العكسَ. هلْ يكونُ الحرفُ المستفلُ أقلَّ ترقيقًا إذا كانَ مفتوحًا، وأكثرَ ترقيقًا إذا كانَ مكسورًا؟
سؤال جدير بالطرح.
وقبل الإجابة ينبغي أن نستفسر عن السبب الذي حمل الأئمة على عدم تعرّضهم إلى مسألة مراتب الترقيق كما صنعوا في مراتب التفخيم.
إنّ التفخيم يخضع للتفاوة أكثر بكثير من الترقيق لأنّ المفخيم يزداد تفخيماً إذا انفتح لانفتاح الفم ويقلّ إذا ضُمّ لانضمام الفم خلافاً للمرقق فإنّ الفتحة والضمة لا تزيدان الحرف تفخيماً لأنّه اصلاً غير مفخّم ولاترقيقاً لعدم وجود سبب لذلك لأنّ انفتاح الفم أو انضمامه لا يُخضعان الحرف إلى التفاوة ، فلو فُتحت الباء وقلت "بَ" و ضُمّت فقلت "بُ" لن تجد تفاوتاً في الترقيق.
وأما الكسرة فإنّها تُسبب تفاوتاً في المرقق كما سببت في المفخّم بدليل أنّ الراء المكسورة أكثر ترقيقاً من الراء الممالة ، والراء الممالة أكثر ترقيقاً من الراء المقلّلة وكذلك بالنسبة لغير الراء فلو اختبرنا أنفسنا عند النطق بالباء المكسورة والباء المفتوحة أو المضمومة لوجدنا أنّ المكسورة أكثر ترقيقاً من المفتوحة والمضمومة لوجود سبب وهو انخفاض الفك في المكسور دون المفتوح والمضموم.

وعليه يمكن أن نقترح القاعدة التالية :

تفاوة المفخم في المفتوح والمضموم والمكسور فيكون المفتوح أقوى من المضمون وهذا الأخير أقوى من المكسور
عدم تفاوة المرقق في المفتوح والمضموم وتفاوته في المكسور فحسب فيكون المفتوح والمضموم في مرتبة واحدة والمكسور أكثر ترقيقاً لانخفاض الفك.

والعلم عند الله تعالى.



 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم

وقفت على كلام نفيس لأحد الشيوخ المصريين المحققين البارزين من ذوي النظر والتدقيق يقول بخلاف ما يقول به جمهور الشيوخ المصريين في المسألة.
يقول الشيخ العلامة إيهاب فكري حفظه الله : "فملخص المسألة : أنّ على القارئ أن يحافظ على صفة الاستعلاء وما يتبعها من التفخيم عند نطق الغين والخاء إذا كانتا مكسورتين أو إذا كانتا ساكنتين بعد كسر ، وهذا في الحقيقة هو ما يطابق عدم التكلّف عند النطق بحرفي الخاء والغين في هذه الحالة ، أمّا الإتيان بهما مستفلين ففيه تكلّف واضح ، وإنّما يقع ذلك الترقيق في هذه الحروف ممن لم يتلقّ عن الشيوخ المتقنين. وكذلك ينبغي للقارئ أن يُقلّل من تفخيم هذه الحروف عند كسرها ولا يجعلها كالمفتوحة والمضمومة ويتكلّف في ذلك كما يفعله بعض القراء ، فالنطق بها في هذه الحال وسط بين هذا وذاك ، ولذلك تجد كثيراً من الأئمّة يجعلون لحروف الاستعلاء درجات في التفخيم وهذا للمحافظة على الصفات المستحقّة لحروف الاستعلاء ، والله أعلم."(أجوبة القرءا الفضلاء ص41).
بعد هذا النقل آمل من حبيبنا الشيخ عبد الحكيم أن يقلّل من تشدده في المسألة ، وآمل منه التعليق حتّى نطمئن عن صحّته وحاله جراء ما يحدث في مصر.

أسأل الله تعالى أن يرفع البلاء عن مصر وأن يجعلها بلداً آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين.

آمين.
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم

وقفت على كلام نفيس لأحد الشيوخ المصريين المحققين البارزين من ذوي النظر والتدقيق يقول بخلاف ما يقول به جمهور الشيوخ المصريين في المسألة.
يقول الشيخ العلامة إيهاب فكري حفظه الله : "فملخص المسألة : أنّ على القارئ أن يحافظ على صفة الاستعلاء وما يتبعها من التفخيم عند نطق الغين والخاء إذا كانتا مكسورتين أو إذا كانتا ساكنتين بعد كسر ، وهذا في الحقيقة هو ما يطابق عدم التكلّف عند النطق بحرفي الخاء والغين في هذه الحالة ، أمّا الإتيان بهما مستفلين ففيه تكلّف واضح ، وإنّما يقع ذلك الترقيق في هذه الحروف ممن لم يتلقّ عن الشيوخ المتقنين. وكذلك ينبغي للقارئ أن يُقلّل من تفخيم هذه الحروف عند كسرها ولا يجعلها كالمفتوحة والمضمومة ويتكلّف في ذلك كما يفعله بعض القراء ، فالنطق بها في هذه الحال وسط بين هذا وذاك ، ولذلك تجد كثيراً من الأئمّة يجعلون لحروف الاستعلاء درجات في التفخيم وهذا للمحافظة على الصفات المستحقّة لحروف الاستعلاء ، والله أعلم."(أجوبة القرءا الفضلاء ص41).
بعد هذا النقل آمل من حبيبنا الشيخ عبد الحكيم أن يقلّل من تشدده في المسألة ، وآمل منه التعليق حتّى نطمئن عن صحّته وحاله جراء ما يحدث في مصر.
أسأل الله تعالى أن يرفع البلاء عن مصر وأن يجعلها بلداً آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً وسائر بلاد المسلمين.
آمين.
السلام عليكم
يا شيخ محمد لا أرى أي خلاف ـ من وجهة نظري ـ بين ما يقوله الشيخ إيهاب وبين ما يقوله قراء مصر ،ولو تأملت ألوان الطيف الذي وضعته لك لعلمت أن الشيخ إيهاب لا يريد التفخيم أن يصل لدرجة المستفلة ..وهذا ما قاله المتولي أيضا .
وأيضا ينفي أن تكون كالمفتوحة والمضمومة وهذا بيت القصيد بخلاف ما يقوله الشيخ أيمن سويد وموافقوه .
ثم ذكر أن يكون النطق بين بين لا كمن ينطقها مفخمة ،ولا كمن ينطقها ويجعلها كلمستفلة .
الكلام واضح يا شيخ محمد وتعجبت كيف وصلت للمخالفة بينه وبين القراء مع أن الأمر بخلاف ذلك .
ولو فرضنا جدلا أنه يوافق د/ أيمن سويد فالأدلة ترد عليه وخاصة كلام المتولي عن كلمة (إخراج ) .
وعليه يمكن أن نقترح القاعدة التالية :
تفاوة المفخم في المفتوح والمضموم والمكسور فيكون المفتوح أقوى من المضمون وهذا الأخير أقوى من المكسور
عدم تفاوة المرقق في المفتوح والمضموم وتفاوته في المكسور فحسب فيكون المفتوح والمضموم في مرتبة واحدة والمكسور أكثر ترقيقاً لانخفاض الفك.
وطبعا هذه المقالة ( حتة جزائرية ـ يعني فزلكة جزائرية ـ) لماذا ؟
لأن المستفل لا حقيقة له ؛ بمعنى أنك في حالة السكوت يكون اللسان مستفلا ومستقرا في قاع الفم ،فعند نطقك للمستعلي يرتفع اللسان لأعلى ،وعند نطقك للمستفل يعود اللسان كما كان في السابق في قعر الفم .
إلا إن أردت إحداث ثقب في قعر الفم عند نطقك للمرقق المكسور ،وبهذا يمكننا أن نقول :إن المستفل المكسور اخترق قعر الفم ، بخلاف المستفل المفتوح والمضموم .
لا فرق يا شيخ محمد بين ( بُ بَ بِ) إنما الصوت يتغير لأنك تنتقل لمخرج الجوف الذي هو مخرج الحركات فظننت أن الباء تغير صوته .
وجزاكم الله كل خير على هذا الدعاء ..
والسلام عليكم
 
الحمد لله على سلامتكم يا شيخنا الحبيب ، لقد حاولت الاتصال بكم اليوم مرّتين على الهاتف النقال فلم تردّوا عليّ فخشيت عليكم والله ، أما الآن وقد أجبتم فسأسمعُكم ما لا ترضَوْن. فالشيخ إيهاب يقول :
على القارئ أن يحافظ على صفة الاستعلاء وما يتبعها من التفخيم عند نطق الغين والخاء إذا كانتا مكسورتين أو إذا كانتا ساكنتين بعد كسر ، وهذا في الحقيقة هو ما يطابق عدم التكلّف عند النطق بحرفي الخاء والغين في هذه الحالة ، أمّا الإتيان بهما مستفلين ففيه تكلّف واضح ،
أما ما نسمعه اليوم من بعض الشيوخ هو الترقيق بعينه يا شيخ ، لعلّكم بالغتم في أكل الملوخية أو الفول قبل الردّ.
بسمة.
 
الحمد لله على سلامتكم يا شيخنا الحبيب ، لقد حاولت الاتصال بكم اليوم مرّتين على الهاتف النقال فلم تردّوا عليّ فخشيت عليكم والله .
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا ..انظر الخاص لديكم تكرما .
أما الآن وقد أجبتم فسأسمعُكم ما لا ترضَوْن. فالشيخ إيهاب يقول :
على القارئ أن يحافظ على صفة الاستعلاء وما يتبعها من التفخيم عند نطق الغين والخاء إذا كانتا مكسورتين أو إذا كانتا ساكنتين بعد كسر ، وهذا في الحقيقة هو ما يطابق عدم التكلّف عند النطق بحرفي الخاء والغين في هذه الحالة ، أمّا الإتيان بهما مستفلين ففيه تكلّف واضح ،
أما ما نسمعه اليوم من بعض الشيوخ هو الترقيق بعينه يا شيخ ، لعلّكم بالغتم في أكل الملوخية أو الفول قبل الردّ.
بسمة.
يا شيخ محمد وهذا كلام الشيخ إيهاب أيضا :
وكذلك ينبغي للقارئ أن يُقلّل من تفخيم هذه الحروف عند كسرها ولا يجعلها كالمفتوحة والمضمومة ويتكلّف في ذلك كما يفعله بعض القراء ، فالنطق بها في هذه الحال وسط بين هذا وذاك
لابد من الجمع بين القولين لأنهما في صفحة واحدة فعبارة (يُقلّل من تفخيم هذه الحروف عند كسرها) واضحة جدا ، بل وأكدها بقوله (ولا يجعلها كالمفتوحة والمضمومة ويتكلّف في ذلك كما يفعله بعض القراء) هذا هناك شك ؟
وهذا قول المتولي :

لكـن وجدنا نحو غِلٍّ يَتَّخِـذْ*****مـرقـقـا فيمـا علينـا قد أُخِـذْ
وجوابه :
فهي وإن تكـن بأدنى منزلة******فخيمةٌ قَطْعًا من المستفلة
فـلا يقـال إنهـا رقيـقـة******كضدِّها تلك هي الحقيقة
فلا تـكن مستشـكلا لقولهم******فخيمة في كل حال إذ علم
فلا يضرك اختلاف التعبير ،فقوله موافق لما عليه القراء . والله أعلم
والسلام عليكم
 
عودة
أعلى