أنا في الحقيقة لم أقصد الإساءة أبدا لشيخ جليل يشهد له التاريخ بانه كان من أعظم قراء زمانه ، لكن الأصل أننا نتكلم عن اقواله لا عن شخصه هو بارك الله فيكم فهناك فرق بين الكلام عن الأقوال والكلام عن الرجال
أخي الكريم دعني أحكي لك القصة بدون الدخول في التفاصيل وخاصة أنني أبحث في هذه المسألة منذ أكثر من عشر سنوات .
أعتقد والعلم عند الله أن أول من تكلم عن هذا (الشيخ عامر وعدم النص )منصوصا هو د/غانم قدوري في كتابه "الدراسات الصوتية " وأول طبعة عام 1984 ، ولم يكن للشيخ أيمن سويد وغيره رأيا في هذا الموضوع ؛ بل الشيخ أيمن رسالة الماجستير في "تذكرة ابن غلبون" عام 1990 ، ولعله اطلع على كتاب د/غانم فكان منه ما كان بعد ذلك بأنه بحث ربع قرن ولم يجد نصا ) .
ولما كانت المسألة اجتهادا منه أخذ الشيخ أيمن يقول كلاما عجيبا في تفسير الإخفاء مع الانطباق ، وهو كلام بعيد كل البعد عن البحث العلمي الدقيق حيث قال :(فنحن عندما ننطق الإخفاء الشفوي : نطبق الشفتين على ميم ونفتحها على باء فهذا عمل بين الإظهار والإدغام اسمه الإخفاء ، وتعريف الإخفاء منطبق عليه .... " أ.هـ
فما دخل الباء في المسألة ؟ الحديث عن إخفاء الميم والذهاب للباء تنهي قصة الميم أصلا .
ثم تبنى هذا الرأي الشيخ محمد يحيى شريف ،وفرغلي عرباوي ، ود/أنمار ، ود/ الغوثاني وغيرهم ، ولكل واحد منهم كلاما لا يصدق ولا عبرة به من الجهة العلمية ـ وقد سبقت في مداخلات من قبل ـ .
الإمام الداني يأخذ في الميم بمذهب سيبويه ، وسيبويه يأخذ بالإظهار .
والداني عبّر بالإخفاء لأن إظهار الميم مع الباء بخلاف إظهار أي حرفين معا .
فالأصل في الإظهار : التقطيع والتفكيك ، فلو قلت (إنهم كانوا) ستجد الميم مفككا عن الكاف ، بينما لو حاولت ذلك في إظهار الميم مع الباء ( يعتصم بالله )ستجدهما يجمعهما انطباقة واحدة للشفتين دون تفكيك وتقطيع ، وهذا ما جعل البعض يعبّر عن ذلك بالإدغام ، فكان من الداني وغيره أن يضعا مصطلحا لتقريب المسألة ؛ لأن الإدغام ذهاب مخرج وصفة الحرف ، وليس هذا محققا هنا ؛ لأن الغنة لها أثر في السمع وإن انطبق الشفتان فيهما .
وليتدارك الداني أنه لا يقصد الإخفاء على حقيقته قال في حكم الميم : ( المخفى بوزن المظهر ) وقال في حكم النون والتنوين (المخفى ما فيه غنة ) .
والداني قال ذلك حتى لا يأتي أحد بالميم منفصلا عن الباء فيحدث نتيجة هذا الإظهار تحريك أو سكت نتيجة فصل الميم كلية عن الباء .
وتأمل هذا النص للداني ستجد مقصده على الحقيقة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
مشايخي الكرام أود أن انقل نصا في ظني أنه يؤيد ما ذكره فضيلة الشيخ: عبد الحكيم عبد الرزاق في أن الخلاف لفظي بين من يقول بالإخفاء والإظهار للميم الساكنة عند الباء, قال الإمام أبو عمرو الداني في شرحه على الخاقانية 2/ 299: (وقال أبو العباس محمد بن يونس المقرئ النحوي-332هـ-:"بيان الميم الساكنة عند الباء قد يشكل على بعض السامعين؛ فيتوهم أنها مدغمة, ولو أدغمت لشدد الذي اندغمت فيه؛ ولكن الميم والباء متواخيان, واللفظ بهما بضم الشفتين, فإذا توالتا وكانت الأولى منهما ساكنة لم يفتح القارئ شفتيه حتى يتبعهما الأخرى إذا وصل القراءة؛ فتكون الشفتان على حال انضمامهما؛ فيتوهم من ذلك من لا يعرفه أنه أدغم وهو قد أظهر بحسب ما يجوز؛ حيث ترك تشديد الثاني من الحرفين, ووفى الأول تمام اللفظ به,
ومن أهل اللغة من يسمى هذا: الإخفاء, وقال سيبويه:"المخفى بوزن الظهر").
ثم قال أبو عمرو الداني بعد هذا النص: (وهذا شرح حسن وتلخيص واضح).
وهذا ليس تفسيرا من كيسي ؛ بل هو قولٌ قاله الإمام القيجاطي :
قال
العلامة المنتوري في شرح الدرر اللوامع : ( وقال شيخنا " القيجاطي "ـ رحمه الله ـ فى بيان الميم السا كنه: وأما الميم فحرف شديد ، تجرى معه غنة من الخيشوم، فإذا نطق به ساكنا فهو مظهر أبدا ، لا يجوز إخفاؤه ولا إدغامه إلا في مثله ،
فهكذا ينطق به أبدا منفردا ، ومع الفاء والباء وسائر الحروف قال:"
ومن عبر من الإئمة بأنه يخفى مع الباء فلم يرد بذلك حقيقة الإخفاء ، وإنما أراد أن
يحذر القارئ من الإسراف والتعسف حتى يمنعه من جريان الصوت ـ الذي هو الغنة ـ
ويخرجه إلى حيّز الحركة " ، قال : "وإتقان النطق به إنما يؤخذ مشافهة من أفواه المتقنين ".
قال : وقوله الشاطبي " وغنة تنوين ونون وميم ان *سكن ولا إظهار في الأنف يجتلى "
يوهم أن في الميم غنة كغنة النون ، ينفرد بها الخيشوم في بعض المواضع ، مع إبطال عمل الشفتين ، وتسير حرفا خفيا ، كما ينفرد بغنة النون مع إبطال عمل اللسان وذلك غير جائز " .
قلت :
يريد شيخنا رحمه الله ـ بقوله" وذلك غير جائز" أنه لا يتأتى النطق به ) 859
فلو أمعنت النظر جيدا سيتضح لك أن فَهْم شيوخنا للنصوص التي يستدلون به ليس صحيحا .وهذا بعيدا عن التعصب لشيخ أو غيره مع احترامي لسائر أهل الفن .
أخي الكريم تأمل النصين وستعلم أن الشيخ أيمن سويد أحدث فتنة في هذا الزمان ولابد من التوبة .والله أعلم
والسلام علكيم