القرية والمدينة في القرأن

فارس منقاش

New member
إنضم
23/02/2017
المشاركات
31
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
سوريا
بسم الله الرحمن الرحيم


القرية والمدينة

قال تبارك وتعالى في كتابه الكريم:

/١/
﴿وقال نسوة في المدينة امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين﴾ يوسف ٣٠
جاءت في الآية( المدينة)
ثم تحولت المدينة نفسها إلى( قرية )في الآية التالية
﴿واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون﴾يوسف ٨٢
*****************
/٢/
وتكرر الأمر في قوم لوط
﴿وجاء أهل المدينة يستبشرون﴾الحجر ٦٧

﴿ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين﴾العنكبوت ٣١
********************
/٣/
وتكرر في الأمر في سورة يس
﴿واضرب لهم ١مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون﴾ يس١٢

﴿وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين﴾ يس ٢٠
*******************
/٤/
وتكررت ايضا في سورة الكهف
﴿فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا﴾ الكهف ٧٧

﴿وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا﴾الكهف ٨٢

السؤال
لماذا وصف المكان تارة بالقرية وتارة أخرى بالمدينة

الجواب

القرية في اللغة
مصدر قرى بكسر القاف وهو اكرام الضيف من الطعام والشراب والمأوى والأمن وتلبية حاجاته ولذلك كل مكان لك به حاجة هو قرية بالنسبة إليك

جاء في لسان العرب
وأَصبحت الأَرض قَرْواً واحداً إِذا تَغَطى وجْهُها بالماء.
ويقال: ترَكتُ الأَرض قَرْواً واحداً إِذا طَبَّقَها المطر.
وقَرَا إِليه قَرْواً: قَصَد. الليث: القَرْوُ مصدر قولك قَرَوْتُ إِليهم أَقْرُو قَرْواً، وهو القَصْدُ نحو الشيء؛ وأَنشد: أَقْرُو إِليهم أَنابيبَ القَنا قِصَدا وقَراه: طعَنه فرمى به؛ عن الهجري؛ قال ابن سيده: وأُراه من هذا كأَنه قَصَدَه بين أَصحابه؛ قال: والخَيْل تَقْرُوهم على اللحيات (* قوله «على اللحيات» كذا في الأصل والمحكم بحاء مهملة فيهما .) وقَرَا الأَمر واقْتَراه: تَتَبَّعَه. الليث: يقال الإِنسان يَقْترِي فلاناً بقوله ويَقْتَرِي سَبيلاً ويَقْرُوه أَي يَتَّبعه؛ وأَنشد: يَقْتَرِي مَسَداً بِشِيقِ وقَرَوْتُ البلاد قَرْو اًوقَرَيْتُها قَرْياً واقْتَرَيْتها واسْتَقْرَيتها إِذا تتبعتها تخرج من أَرض إِلى أَرض. ابن سيده: قَرا الأَرضَ قَرْواً واقْتراها وتَقَرَّاها واسْتَقْراها تَتَبَّعها أَرضاً أَرضاً وسار فيها ينظر حالهَا وأَمرها.
وقال اللحياني: قَرَوْت الأَرض سرت فيها، وهو أَن تمرّ بالمكان ثم تجوزه إِلى غيره ثم إِلى موضع آخر.
وقَرَوْت بني فلان واقْتَرَيْتهم واسْتَقْرَيتهم: مررت بهم واحداً واحداً، وهو من الإِتباع، واستعمله سيبويه في تعبيره فقال في قولهم أَخذته بدرهم فصاعداً: لم ترد أَن تخبر أَن الدرهم مع صاعد ثمن لشيء، كقولهم بدرهم وزيادة، ولكنك أَخبرت بأَدنى الثمن فجعلته أَوّلاً، ثم قَرَوْت شيئاً بعد شيء لأَثمان شتى.
وقال بعضهم: ما زلت أَسْتَقْرِي هذه الأَرض قَرْيَةً قرْية.الأَصمعي: قَرَوْتُ الأَرض إِذا تَتَبَّعت ناساً بعد ناس فأَنا أَقْرُوها قَرْواً.
والقَرَي مجرى الماء إِلى الرياض، وجمعه قُرْيانٌ وأَقْراء؛ وأَنشد: كأَنَّ قُرْيانَها الرِّجال وتقول:تَقَرَّيْتُ المياه أَي تتبعتها.
واسْتَقْرَيْت فلاناً: سأَلته أَن يَقْرِيَني.

اما مكانك الذي تسكن وتقيم فيه فهو مدينه بالنسبة لك وهو قرية لغير سكانها

جاء في لسان العرب ومختار الصحاح مدن بالمكان / اقام فيه/
وفي صحاح اللغة مدن بالمكان اقام فيه ومنه سميت المدينة


والان ننظر إلى الآيات
١ /
وقال نسوة في المدينة / هؤلاء النسوة هم من سكان المدينة واهلها المقيمين فيها
وأسألك القرية التي كنا فيها / هؤلاء إخوة يوسف وهم ليسو من أهل المدينة بل لهم فيها حاجة فكانت قرية بالنسبة لهم ليقترو منها حاجياتهم

٢/
وجاء اهل المدينه يستبشرون/ هم اهلها وسكانها المقيمين فيها

انا مهلكوا اهل هذه القرية/ الملائكة ارسلوا لإهلاك قوم لوط اي لهم فيها حاجة وهم ليسو من سكانها او من اهلها

٣/
اصحاب القرية إذ جاءها المرسلون/ المرسلون جاؤوا لحاجة وهو الدعوة الى الله

وجاء من أقصى المدينة رجل / وهو من سكانها واهلها

٤/
حتى اذا اتيا اهل قرية/ موسى عليه السلام والعبد الصالح اتيا لحاجة وهما ليسو من اهلها

لغلامين يتيمين في المدينة/ هذان غلامان من سكان المدينة واهلها

****************
كل تجمع سكاني صغير او كبير فهو قرية
قال تعالى
﴿ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد﴾هود ١٠٠
﴿وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا﴾ الٱسراء ٥٨

************
جاءت القرية في القرأن( ٥٦ ) مرة على الشكل التالي

١/جاء لفظ قرية بدون ال التعريف( ٢٣ )
لفظ قرية جاء هنا لعموم الأمصار والبلدان فهي عامة

٢/جاء لفظ القرية ( ١٠)
١ *وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها /٥٨ البقرة
٢*وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا/١٦١ الأعراف
٣*واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر/ ١٦٣ الأعراف
٤ * واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي / ٨٢ يوسف
٥ *ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية /٧٤ الأنبياء
٦*ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر/٤٠ الفرقان
٧*﴿ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية/
/٣١ العنكبوت
٨*إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا /٧٤ العنكبوت
٩*واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون/١٣ يس
هذه الأيات التسعة في( القرية ) معرفة ب ال التعريف فهي معرفة بمكانها
او اصحابها اوعملها
١٠* ﴿وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا﴾هذه الأية نزلت بالمؤمنين في المدينة وفيهم المهاجرين الذين اخرجوا من مكة ( القرية الظالم اهلها) وسكنوا المدينة فأصبح مكان سكنهم يقال له مدينة والمكان الذي اخرجوا منه اصبح قرية بالنسبة لهم
وهذا ايضا ينطبق على الاية التالية في لفظ قريتك

٣/جاء لفظ قريتك( ١ )
﴿وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم﴾ ١٣ محمد
تقدم القول كما في الآية التي سبقتها

٤/جاء لفظ قريتكم( ٢)
﴿وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون﴾ ٨٢ الاعراف
﴿فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون﴾ ٥٦ النمل
هاتان الايتان في قوم لوط وقد وصفوا مساكنهم ب( قريتكم)
فالمؤتفكات هي قرى قوم لوط وقيل انها ثلاثة قرى وقيل انها خمسة قرى كما عند اهل التفسير ومنه
الطبرى ـ باب 82 ـ جزء 15 : حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتاده قال: ذكر لنا أن جبريل عليه السلام أخذ بعروتها الوسطى، ثم ألوى بها إلى جَوّ السماء حتى سمعت الملائكة ضَواغي كلابهم، ثم دمر بعضها على بعض ثم اتبع شُذَّان القوم صخرًا . قال: وهي ثلاث قرًى يقال لها "سدوم"، وهي بين المدينة والشأم. قال: وذكر لنا أنه كان فيها أربعة آلاف ألف.
الطبرى ـ باب 84 ـ جزء 15 : يقول الله:(جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل) ، فأهلكها الله وما حولها من المؤتفكات، وكنّ خمس قريات، "صنعة" و"صعوة" "وعثرة"، و"دوما" و"سدوم" = وسدوم هي القرية العظمى = ونجى الله لوطًا ومن معه من أهله، إلا امرأته كانت فيمن هلك.
ابن كثير ـ باب 70 ـ جزء 4 : { وَالْمُؤْتَفِكَاتِ } قوم لوط، وقد كانوا يسكنون في مدائن، وقال في الآية الأخرى: { وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى } [النجم: 53،] أي: الأمة المؤتفكة، وقيل: أم قراهم، وهي "سدوم". والغرض: أن الله تعالى أهلكهم عن آخرهم بتكذيبهم نبي الله لوطا، عليه السلام، وإتيانهم الفاحشة التي لم يسبقهم بها أحد من العالمين.
القرطبى ـ باب(جزء 9) ـ جزء 9 : (قوله تعالى: (فلما جاء أمرنا) أي عذابنا.
(جعلنا عاليها سافلها) وذلك أن جبريل عليه السلام أدخل جناحه تحت قرى قوم لوط، وهي خمس: سدوم - وهي القرية
العظمى، - وعامورا، ودادوما، وضعوه، وقتم ،
وبهذا تكون كل واحدة منها هي قرية بالنسبة لغيرها وهكذا جميعا

٥/ جاء لفظ قريتنا (١ )
﴿قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين﴾ ٨٨ الاعراف
هنا قال قوم شعيب( قريتنا ) ولم يقولوا (مدينتنا)
ومعلوم ان مدين سميت ايضا اصحاب الايكة
جاء في القاموس المحيط
الأَيْكُ:الشَّجَرُ المُلْتَفُّ الكثيرُ، والغَيْضَةُ تُنْبِتُ السِدْرَ والأَراكَ، أوِ الجَماعَةُ مِن كُلِّ الشَّجَرِ، حتى من النَّخْلِ، الواحِدَةُ:أيْكَةٌ،
وجاء في لسان العرب
والقَرِيُّمَسِيلُ الماء من التِّلاع: وقال اللحياني:القَرِيُّمَدْفَعُ الماء من الرَّبْوِ إِلى الرَّوْضة؛ هكذا قال الربو، بغير هاء، والجمعأَقْرِيةٌوأَقْراءوَقُرْيان،وهو الأَكثر.
فلو جمعنا بين الايك والقري لوجدنا ان قرية شعيب كانت ذات اشجار ومياه تسيل فهذا معنى قريتنا ( انها ذات اشجار كثيفة ومياه تجري ) اي لنخرجنك يا شعيب من ( جنتنا) اشجار وينابيع تسيل فهي دورهم ومساكنهم

٦/جاء لفظ القريتين (١)
﴿وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم﴾ ٣١ الزخرف
القريتين وهما مكة والطائف

٧/جاء لفظ قرى بدون ال التعريف (٢)
قرى جائت لعموم جمع

٨/جاء لفظ القرى (١٦)
القرى جائت لعموم جمع معرفة ب ال التعريف


جاءت كلمة المدينة في القران ١٤ مرة كلها تدل على اهلها وسكانها المقيمين فيها
وبالنظر للمدينة نجد انها جاءت معرفة ب ال التعريف لتدل على شيء واحد انها معرفة بأهلها ،فلننظر للأيات
*إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها / الاعراف ١٢٣
*﴿وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة/ التوبة١٠١
*﴿ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب/ التوبة١٢٠
*﴿وقال نسوة في المدينة امرأت العزيز/ يوسف٣٠
*﴿وجاء أهل المدينة يستبشرون﴾الحجر٦٧
*فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة / الكهف١٩ (وهي مدينتهم ) ولا يشعرن
*﴿وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة الكهف ٨٢
*﴿وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون﴾النمل ٤٨
*﴿ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها/ القصص ١٥
*﴿فأصبح في المدينة خائفا يترقب / القصص١٨
*﴿وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى/ القصص٢٠
*﴿والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة/ الاحزاب٦٠
*﴿وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى/ يس٢٠
*﴿يقولون لئن رجعنا إلى المدينة / المنافقون٨

***************

والله اعلم

فارس منقاش
 
السلام عليكم
هذا لا يسلم به
مثلا : [FONT=&quot]*﴿ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها/ القصص ١٥
إذن هو ليس من أهلها
وكذلك
[/FONT]
[FONT=&quot]الذين اخرجوا من مكة ( القرية الظالم اهلها) وسكنوا المدينة فأصبح مكان سكنهم يقال له مدينة والمكان الذي اخرجوا منه اصبح قرية بالنسبة لهم[/FONT]
كيف تكون قرية لهم بعد أن أخرجوا منها .... قلت قرية من القِرى ... فهل هي تقريهم أم طردتهم !!
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قوله تعالى
﴿ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين﴾١٥ القصص
هذه الاية في موسى عليه السلام وهو من اهل المدينة التي ولد فيها وتربى فيها
قال تعالى ﴿قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين﴾١٨ الشعراء

وقوله تعالى
﴿وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا﴾١٩ الكهف
وهذه في اصحاب الكهف وهذه مدينتهم والدليل قولهم وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا.
وقوله تعالى
﴿يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون﴾٨ المنافقون
وهذه في المنافقين وهم من اهل المدينة

<<<<<<<<<<<<<<<<<
ثانيا قوله تعالى
﴿وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم﴾١٣ محمد

اولا
الامر لا يتعلق بالطرد او الاخراج من القرية من عدمه
ولكن المسميات بالقرية والمدينة هي على الشكل التالي
المدينة هو مكان اقامتك ومستقر حياتك
جاء في لسان العرب وغيره من معاجم اللغة مدن بالمكان اقام به وفي صحاح اللغة مدن اقام بالمكان ومنه سميت المدينة وجائت ايضا مدن الامصار بناها.
اما القرية مصدر قرى
جاء في لسان العرب (وقَرَوْتُ البلاد قَرْواً وقَرَيْتُها قَرْياً واقْتَرَيْتها واسْتَقْرَيتها إِذا تتبعتها تخرج من أَرض إِلى أَرض. ابن سيده: قَرا الأَرضَ قَرْواً واقْتراها وتَقَرَّاها واسْتَقْراها تَتَبَّعها أَرضاً أَرضاً وسار فيها ينظر حالهَا وأَمرها.
وقال اللحياني: قَرَوْت الأَرض سرت فيها، وهو أَن تمرّ بالمكان ثم تجوزه إِلى غيره ثم إِلى موضع آخر.
وقَرَوْت بني فلان واقْتَرَيْتهم واسْتَقْرَيتهم: مررت بهم واحداً واحداً، وهو من الإِتباع، واستعمله سيبويه في تعبيره فقال في قولهم أَخذته بدرهم فصاعداً: لم ترد أَن تخبر أَن الدرهم مع صاعد ثمن لشيء، كقولهم بدرهم وزيادة، ولكنك أَخبرت بأَدنى الثمن فجعلته أَوّلاً، ثم قَرَوْت شيئاً بعد شيء لأَثمان شتى.
وقال بعضهم: ما زلت أَسْتَقْرِي هذه الأَرض قَرْيَةً قرْية. الأَصمعي: قَرَوْتُ الأَرض إِذا تَتَبَّعت ناساً بعد ناس فأَنا أَقْرُوها قَرْواً.

ثانيا
قال تعالى
﴿وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون﴾٩٢

وقوله تعالى
﴿ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير﴾الحج ٢٨

وقوله سبحانه
﴿فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين﴾٩٧ ال عمران

فمكة هي ام القرى وهي ايضا ام القرى بكسر القاف وهي الامان للخائف ومقصد المؤمنين ،وهي مقصد كل خير .
 
السلام عليكم
﴿وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا﴾هذه الأية نزلت بالمؤمنين في المدينة وفيهم المهاجرين الذين اخرجوا من مكة ( القرية الظالم اهلها) وسكنوا المدينة فأصبح مكان سكنهم يقال له مدينة والمكان الذي اخرجوا منه اصبح قرية بالنسبة لهم
الذين يقولون " ربنا أخرجنا من هذه القرية .." الذين لايزالون يسكنون هذه القرية ...هم ولدوا فيها وترعرعوا فيها وسكنوها حتى زمان قولهم هذا .. فلماذا لا يقولون " المدينة " على أساس أنها مكان سكناهم على معني القرية والمدينة عندك ؟
الامر لا يتعلق بالطرد او الاخراج من القرية من عدمه
ولكن المسميات بالقرية والمدينة هي على الشكل التالي
المدينة هو مكان اقامتك ومستقر حياتك
إذن تعول على الإقامة المستقرة ؛ وإن كانت اقامة غير مستقرة فليست بمدينة له
سأقول لك هكذا كان حال موسي .... فليس مقيما فى المدينة التى دخلها على حين غفلة من أهلها ... وإذن فإنه غير مقيم فيها ... بغض النظر عن كونه من بني إسرائيل - إن صح أنها مدينة بنى اسرائيل -
وإن قلت إنه من أهلها - بنو اسرائيل - ، فكذلك المهاجرون من أهل مكة .. فهل قيل عنهم عند دخولهم مكة بعد الفتح أنهم دخلوا مدينة مكة ؟!
وأنا قصدت بكلامى فى المداخلة السابقة ..إن كانت القرية مكان القِرى .. فسيجد فيه المقيم كل مايريد .. لايطلب شيئا -أياً كان - من خارجه .. أي القِري بإطلاقه وتمامه . هذا ما أفهمه من المعاجم وغيرها ، ولو أنه مايقيم أود الضيف فقط فهل يصح أن نسيمها القرية بناءا علي ذلك ، أو يصح أن نسمى بلاد الرسل " القرى " ؟.
ثم هذا يجعل مسمي المكان متغيرا طبقا لمتغير .. تسمى مدينتى مدينة بالنسبة لى ولكنها قرية بالنسبة لك .. فإذا تحدثنا أقول لك : أنا فى الطريق إلى المدينة ...فلا تعلم إن كانت مدينتى راجعا من خارجها أم مدينتك التى أريد أنا النزول بها إلا بالإضافة إلى ياء المتكلم أو كاف الخطاب ، ولا أعلم مثل هذا فى المسميات ..مثلا : الكتاب هو الكتاب فى أي مكان وبأي شكل قرا أم لم يقرأ .. لايتغير اسمه حسب الأحوال . فكيف يتغير اسمٌ علمٌ على شيء حسب حال متغير !
ولذلك مثلا
فى قوله تعالى" وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى... " الرسول يقيم اقامة مستقرة فى قرية وهو من أهلها ويتكلم بلسانهم وهى قريته وليست مدينته

والقول الذى نقلته من لسان العرب جاء في لسان العرب
(وقَرَوْتُ البلاد قَرْواً وقَرَيْتُها قَرْياً واقْتَرَيْتها واسْتَقْرَيتها إِذا تتبعتها تخرج من أَرض إِلى أَرض. ابن سيده: قَرا الأَرضَ قَرْواً واقْتراها وتَقَرَّاها واسْتَقْراها تَتَبَّعها أَرضاًً أَرضاً وسار فيها ينظر حالهَا وأَمرها.
تتبعتها تفيد دخلت أرض بعد أرض .. أفضل من تتبعتها تخرج من أرض إلى أرض .. ، أيضا ..استقري الأمر تنطبق على البحث العلم ، وعلى الأخبار .. الخ ، أي أنه من العلم وليس طلبا للقِري والإقامة .فهل من علاقة للاسم العلم على مكان -القرية - بهذا ! ربما ! حيث أنها ليست لمجرد السكن .. بل للعلم والحضارة أيضا .
ولذلك قولك
فمكة هي ام القرى وهي ايضا ام القرى بكسر القاف وهي الامان للخائف ومقصد المؤمنين ،وهي مقصد كل خير .
صحيح ... لكن هل تُقري الوافد ولا تقري أهلها ؟!!
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نزل القرآن الكريم على لغة العرب الذين عرفوا أن القرية شيء والمدينة شيء آخر ، وكل التوجيهات التي حاولت - بتعسف - أن تخلط المدينة بالقرية وتزعم انها تسمية متعلقة لأحوال ساكنيها وغير ذلك لم تصمد وكانت دوما تحمل ما ينقضها فلم تستقم لأحد .
الأمر بسيط جدا ، القرية شيء والمدينة شيء آخر ولا يشكل في السياق القرآني على ذلك شيء فلا يلزم البحث عن معنى شاذ لم يعرفه العرب حتى نستظهر معنى القرية والمدينة.
وهنا بحث سابق يوضح ذلك ويوجه مبعث هذه الأفكار ليزول هذا الباعث :
https://vb.tafsir.net/tafsir40206/#.WL3imMu8ZnE
 
الأخ فارس بارك الله فيه اجتهد، وسبقه أفاضل كثر اجتهدوا في التفريق بين القرية والمدينة، والذي انتهى إليه الأخ فارس أقرب الآراء لأنه يؤيده الإشتقاق اللغوي.

وإن كان يعيب الأخ فارس أنه لم يدرس هذه المواطن دراسة وافية واستخدم عبارات موهمة غير دقيقة، لكن بحثه أفضل البحوث في هذا الميدان ويحتاج إلا مزيد رعاية ودقة.

وأما قوله فأصبح في المدينة خائفا، هذا قبل أن يعزم على مغادرتها، فهو مترقب أي متردد بين البقاء فيها وليس فيها من يطلبه أو المغادرة فرارا من الطالبين.

وأما المستضعفين، فإنهم يأملون صباح مساء من مغادرتها ويسألون الله أن يبدلهم بهذه القرية مكانا يستقررون فيه، فهي لهم مؤقته حتى ولو طال الزمان والمكث فيها، فهم فيها كالضيوف.

بارك الله فيكم أجمعين،،،
 
عودة
أعلى