فارس منقاش
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
القرية والمدينة
قال تبارك وتعالى في كتابه الكريم:
/١/
﴿وقال نسوة في المدينة امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين﴾ يوسف ٣٠
جاءت في الآية( المدينة)
ثم تحولت المدينة نفسها إلى( قرية )في الآية التالية
﴿واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون﴾يوسف ٨٢
*****************
/٢/
وتكرر الأمر في قوم لوط
﴿وجاء أهل المدينة يستبشرون﴾الحجر ٦٧
﴿ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين﴾العنكبوت ٣١
********************
/٣/
وتكرر في الأمر في سورة يس
﴿واضرب لهم ١مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون﴾ يس١٢
﴿وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين﴾ يس ٢٠
*******************
/٤/
وتكررت ايضا في سورة الكهف
﴿فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا﴾ الكهف ٧٧
﴿وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا﴾الكهف ٨٢
السؤال
لماذا وصف المكان تارة بالقرية وتارة أخرى بالمدينة
الجواب
القرية في اللغة
مصدر قرى بكسر القاف وهو اكرام الضيف من الطعام والشراب والمأوى والأمن وتلبية حاجاته ولذلك كل مكان لك به حاجة هو قرية بالنسبة إليك
جاء في لسان العرب
وأَصبحت الأَرض قَرْواً واحداً إِذا تَغَطى وجْهُها بالماء.
ويقال: ترَكتُ الأَرض قَرْواً واحداً إِذا طَبَّقَها المطر.
وقَرَا إِليه قَرْواً: قَصَد. الليث: القَرْوُ مصدر قولك قَرَوْتُ إِليهم أَقْرُو قَرْواً، وهو القَصْدُ نحو الشيء؛ وأَنشد: أَقْرُو إِليهم أَنابيبَ القَنا قِصَدا وقَراه: طعَنه فرمى به؛ عن الهجري؛ قال ابن سيده: وأُراه من هذا كأَنه قَصَدَه بين أَصحابه؛ قال: والخَيْل تَقْرُوهم على اللحيات (* قوله «على اللحيات» كذا في الأصل والمحكم بحاء مهملة فيهما .) وقَرَا الأَمر واقْتَراه: تَتَبَّعَه. الليث: يقال الإِنسان يَقْترِي فلاناً بقوله ويَقْتَرِي سَبيلاً ويَقْرُوه أَي يَتَّبعه؛ وأَنشد: يَقْتَرِي مَسَداً بِشِيقِ وقَرَوْتُ البلاد قَرْو اًوقَرَيْتُها قَرْياً واقْتَرَيْتها واسْتَقْرَيتها إِذا تتبعتها تخرج من أَرض إِلى أَرض. ابن سيده: قَرا الأَرضَ قَرْواً واقْتراها وتَقَرَّاها واسْتَقْراها تَتَبَّعها أَرضاً أَرضاً وسار فيها ينظر حالهَا وأَمرها.
وقال اللحياني: قَرَوْت الأَرض سرت فيها، وهو أَن تمرّ بالمكان ثم تجوزه إِلى غيره ثم إِلى موضع آخر.
وقَرَوْت بني فلان واقْتَرَيْتهم واسْتَقْرَيتهم: مررت بهم واحداً واحداً، وهو من الإِتباع، واستعمله سيبويه في تعبيره فقال في قولهم أَخذته بدرهم فصاعداً: لم ترد أَن تخبر أَن الدرهم مع صاعد ثمن لشيء، كقولهم بدرهم وزيادة، ولكنك أَخبرت بأَدنى الثمن فجعلته أَوّلاً، ثم قَرَوْت شيئاً بعد شيء لأَثمان شتى.
وقال بعضهم: ما زلت أَسْتَقْرِي هذه الأَرض قَرْيَةً قرْية.الأَصمعي: قَرَوْتُ الأَرض إِذا تَتَبَّعت ناساً بعد ناس فأَنا أَقْرُوها قَرْواً.
والقَرَي مجرى الماء إِلى الرياض، وجمعه قُرْيانٌ وأَقْراء؛ وأَنشد: كأَنَّ قُرْيانَها الرِّجال وتقول:تَقَرَّيْتُ المياه أَي تتبعتها.
واسْتَقْرَيْت فلاناً: سأَلته أَن يَقْرِيَني.
اما مكانك الذي تسكن وتقيم فيه فهو مدينه بالنسبة لك وهو قرية لغير سكانها
جاء في لسان العرب ومختار الصحاح مدن بالمكان / اقام فيه/
وفي صحاح اللغة مدن بالمكان اقام فيه ومنه سميت المدينة
والان ننظر إلى الآيات
١ /
وقال نسوة في المدينة / هؤلاء النسوة هم من سكان المدينة واهلها المقيمين فيها
وأسألك القرية التي كنا فيها / هؤلاء إخوة يوسف وهم ليسو من أهل المدينة بل لهم فيها حاجة فكانت قرية بالنسبة لهم ليقترو منها حاجياتهم
٢/
وجاء اهل المدينه يستبشرون/ هم اهلها وسكانها المقيمين فيها
انا مهلكوا اهل هذه القرية/ الملائكة ارسلوا لإهلاك قوم لوط اي لهم فيها حاجة وهم ليسو من سكانها او من اهلها
٣/
اصحاب القرية إذ جاءها المرسلون/ المرسلون جاؤوا لحاجة وهو الدعوة الى الله
وجاء من أقصى المدينة رجل / وهو من سكانها واهلها
٤/
حتى اذا اتيا اهل قرية/ موسى عليه السلام والعبد الصالح اتيا لحاجة وهما ليسو من اهلها
لغلامين يتيمين في المدينة/ هذان غلامان من سكان المدينة واهلها
****************
كل تجمع سكاني صغير او كبير فهو قرية
قال تعالى
﴿ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد﴾هود ١٠٠
﴿وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا﴾ الٱسراء ٥٨
************
جاءت القرية في القرأن( ٥٦ ) مرة على الشكل التالي
١/جاء لفظ قرية بدون ال التعريف( ٢٣ )
لفظ قرية جاء هنا لعموم الأمصار والبلدان فهي عامة
٢/جاء لفظ القرية ( ١٠)
١ *وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها /٥٨ البقرة
٢*وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا/١٦١ الأعراف
٣*واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر/ ١٦٣ الأعراف
٤ * واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي / ٨٢ يوسف
٥ *ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية /٧٤ الأنبياء
٦*ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر/٤٠ الفرقان
٧*﴿ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية/
/٣١ العنكبوت
٨*إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا /٧٤ العنكبوت
٩*واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون/١٣ يس
هذه الأيات التسعة في( القرية ) معرفة ب ال التعريف فهي معرفة بمكانها
او اصحابها اوعملها
١٠* ﴿وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا﴾هذه الأية نزلت بالمؤمنين في المدينة وفيهم المهاجرين الذين اخرجوا من مكة ( القرية الظالم اهلها) وسكنوا المدينة فأصبح مكان سكنهم يقال له مدينة والمكان الذي اخرجوا منه اصبح قرية بالنسبة لهم
وهذا ايضا ينطبق على الاية التالية في لفظ قريتك
٣/جاء لفظ قريتك( ١ )
﴿وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم﴾ ١٣ محمد
تقدم القول كما في الآية التي سبقتها
٤/جاء لفظ قريتكم( ٢)
﴿وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون﴾ ٨٢ الاعراف
﴿فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون﴾ ٥٦ النمل
هاتان الايتان في قوم لوط وقد وصفوا مساكنهم ب( قريتكم)
فالمؤتفكات هي قرى قوم لوط وقيل انها ثلاثة قرى وقيل انها خمسة قرى كما عند اهل التفسير ومنه
الطبرى ـ باب 82 ـ جزء 15 : حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتاده قال: ذكر لنا أن جبريل عليه السلام أخذ بعروتها الوسطى، ثم ألوى بها إلى جَوّ السماء حتى سمعت الملائكة ضَواغي كلابهم، ثم دمر بعضها على بعض ثم اتبع شُذَّان القوم صخرًا . قال: وهي ثلاث قرًى يقال لها "سدوم"، وهي بين المدينة والشأم. قال: وذكر لنا أنه كان فيها أربعة آلاف ألف.
الطبرى ـ باب 84 ـ جزء 15 : يقول الله:(جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل) ، فأهلكها الله وما حولها من المؤتفكات، وكنّ خمس قريات، "صنعة" و"صعوة" "وعثرة"، و"دوما" و"سدوم" = وسدوم هي القرية العظمى = ونجى الله لوطًا ومن معه من أهله، إلا امرأته كانت فيمن هلك.
ابن كثير ـ باب 70 ـ جزء 4 : { وَالْمُؤْتَفِكَاتِ } قوم لوط، وقد كانوا يسكنون في مدائن، وقال في الآية الأخرى: { وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى } [النجم: 53،] أي: الأمة المؤتفكة، وقيل: أم قراهم، وهي "سدوم". والغرض: أن الله تعالى أهلكهم عن آخرهم بتكذيبهم نبي الله لوطا، عليه السلام، وإتيانهم الفاحشة التي لم يسبقهم بها أحد من العالمين.
القرطبى ـ باب(جزء 9) ـ جزء 9 : (قوله تعالى: (فلما جاء أمرنا) أي عذابنا.
(جعلنا عاليها سافلها) وذلك أن جبريل عليه السلام أدخل جناحه تحت قرى قوم لوط، وهي خمس: سدوم - وهي القرية
العظمى، - وعامورا، ودادوما، وضعوه، وقتم ،
وبهذا تكون كل واحدة منها هي قرية بالنسبة لغيرها وهكذا جميعا
٥/ جاء لفظ قريتنا (١ )
﴿قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين﴾ ٨٨ الاعراف
هنا قال قوم شعيب( قريتنا ) ولم يقولوا (مدينتنا)
ومعلوم ان مدين سميت ايضا اصحاب الايكة
جاء في القاموس المحيط
الأَيْكُ:الشَّجَرُ المُلْتَفُّ الكثيرُ، والغَيْضَةُ تُنْبِتُ السِدْرَ والأَراكَ، أوِ الجَماعَةُ مِن كُلِّ الشَّجَرِ، حتى من النَّخْلِ، الواحِدَةُ:أيْكَةٌ،
وجاء في لسان العرب
والقَرِيُّمَسِيلُ الماء من التِّلاع: وقال اللحياني:القَرِيُّمَدْفَعُ الماء من الرَّبْوِ إِلى الرَّوْضة؛ هكذا قال الربو، بغير هاء، والجمعأَقْرِيةٌوأَقْراءوَقُرْيان،وهو الأَكثر.
فلو جمعنا بين الايك والقري لوجدنا ان قرية شعيب كانت ذات اشجار ومياه تسيل فهذا معنى قريتنا ( انها ذات اشجار كثيفة ومياه تجري ) اي لنخرجنك يا شعيب من ( جنتنا) اشجار وينابيع تسيل فهي دورهم ومساكنهم
٦/جاء لفظ القريتين (١)
﴿وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم﴾ ٣١ الزخرف
القريتين وهما مكة والطائف
٧/جاء لفظ قرى بدون ال التعريف (٢)
قرى جائت لعموم جمع
٨/جاء لفظ القرى (١٦)
القرى جائت لعموم جمع معرفة ب ال التعريف
جاءت كلمة المدينة في القران ١٤ مرة كلها تدل على اهلها وسكانها المقيمين فيها
وبالنظر للمدينة نجد انها جاءت معرفة ب ال التعريف لتدل على شيء واحد انها معرفة بأهلها ،فلننظر للأيات
*إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها / الاعراف ١٢٣
*﴿وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة/ التوبة١٠١
*﴿ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب/ التوبة١٢٠
*﴿وقال نسوة في المدينة امرأت العزيز/ يوسف٣٠
*﴿وجاء أهل المدينة يستبشرون﴾الحجر٦٧
*فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة / الكهف١٩ (وهي مدينتهم ) ولا يشعرن
*﴿وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة الكهف ٨٢
*﴿وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون﴾النمل ٤٨
*﴿ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها/ القصص ١٥
*﴿فأصبح في المدينة خائفا يترقب / القصص١٨
*﴿وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى/ القصص٢٠
*﴿والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة/ الاحزاب٦٠
*﴿وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى/ يس٢٠
*﴿يقولون لئن رجعنا إلى المدينة / المنافقون٨
***************
والله اعلم
فارس منقاش
القرية والمدينة
قال تبارك وتعالى في كتابه الكريم:
/١/
﴿وقال نسوة في المدينة امرأت العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين﴾ يوسف ٣٠
جاءت في الآية( المدينة)
ثم تحولت المدينة نفسها إلى( قرية )في الآية التالية
﴿واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها وإنا لصادقون﴾يوسف ٨٢
*****************
/٢/
وتكرر الأمر في قوم لوط
﴿وجاء أهل المدينة يستبشرون﴾الحجر ٦٧
﴿ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانوا ظالمين﴾العنكبوت ٣١
********************
/٣/
وتكرر في الأمر في سورة يس
﴿واضرب لهم ١مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون﴾ يس١٢
﴿وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين﴾ يس ٢٠
*******************
/٤/
وتكررت ايضا في سورة الكهف
﴿فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه أجرا﴾ الكهف ٧٧
﴿وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك وما فعلته عن أمري ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا﴾الكهف ٨٢
السؤال
لماذا وصف المكان تارة بالقرية وتارة أخرى بالمدينة
الجواب
القرية في اللغة
مصدر قرى بكسر القاف وهو اكرام الضيف من الطعام والشراب والمأوى والأمن وتلبية حاجاته ولذلك كل مكان لك به حاجة هو قرية بالنسبة إليك
جاء في لسان العرب
وأَصبحت الأَرض قَرْواً واحداً إِذا تَغَطى وجْهُها بالماء.
ويقال: ترَكتُ الأَرض قَرْواً واحداً إِذا طَبَّقَها المطر.
وقَرَا إِليه قَرْواً: قَصَد. الليث: القَرْوُ مصدر قولك قَرَوْتُ إِليهم أَقْرُو قَرْواً، وهو القَصْدُ نحو الشيء؛ وأَنشد: أَقْرُو إِليهم أَنابيبَ القَنا قِصَدا وقَراه: طعَنه فرمى به؛ عن الهجري؛ قال ابن سيده: وأُراه من هذا كأَنه قَصَدَه بين أَصحابه؛ قال: والخَيْل تَقْرُوهم على اللحيات (* قوله «على اللحيات» كذا في الأصل والمحكم بحاء مهملة فيهما .) وقَرَا الأَمر واقْتَراه: تَتَبَّعَه. الليث: يقال الإِنسان يَقْترِي فلاناً بقوله ويَقْتَرِي سَبيلاً ويَقْرُوه أَي يَتَّبعه؛ وأَنشد: يَقْتَرِي مَسَداً بِشِيقِ وقَرَوْتُ البلاد قَرْو اًوقَرَيْتُها قَرْياً واقْتَرَيْتها واسْتَقْرَيتها إِذا تتبعتها تخرج من أَرض إِلى أَرض. ابن سيده: قَرا الأَرضَ قَرْواً واقْتراها وتَقَرَّاها واسْتَقْراها تَتَبَّعها أَرضاً أَرضاً وسار فيها ينظر حالهَا وأَمرها.
وقال اللحياني: قَرَوْت الأَرض سرت فيها، وهو أَن تمرّ بالمكان ثم تجوزه إِلى غيره ثم إِلى موضع آخر.
وقَرَوْت بني فلان واقْتَرَيْتهم واسْتَقْرَيتهم: مررت بهم واحداً واحداً، وهو من الإِتباع، واستعمله سيبويه في تعبيره فقال في قولهم أَخذته بدرهم فصاعداً: لم ترد أَن تخبر أَن الدرهم مع صاعد ثمن لشيء، كقولهم بدرهم وزيادة، ولكنك أَخبرت بأَدنى الثمن فجعلته أَوّلاً، ثم قَرَوْت شيئاً بعد شيء لأَثمان شتى.
وقال بعضهم: ما زلت أَسْتَقْرِي هذه الأَرض قَرْيَةً قرْية.الأَصمعي: قَرَوْتُ الأَرض إِذا تَتَبَّعت ناساً بعد ناس فأَنا أَقْرُوها قَرْواً.
والقَرَي مجرى الماء إِلى الرياض، وجمعه قُرْيانٌ وأَقْراء؛ وأَنشد: كأَنَّ قُرْيانَها الرِّجال وتقول:تَقَرَّيْتُ المياه أَي تتبعتها.
واسْتَقْرَيْت فلاناً: سأَلته أَن يَقْرِيَني.
اما مكانك الذي تسكن وتقيم فيه فهو مدينه بالنسبة لك وهو قرية لغير سكانها
جاء في لسان العرب ومختار الصحاح مدن بالمكان / اقام فيه/
وفي صحاح اللغة مدن بالمكان اقام فيه ومنه سميت المدينة
والان ننظر إلى الآيات
١ /
وقال نسوة في المدينة / هؤلاء النسوة هم من سكان المدينة واهلها المقيمين فيها
وأسألك القرية التي كنا فيها / هؤلاء إخوة يوسف وهم ليسو من أهل المدينة بل لهم فيها حاجة فكانت قرية بالنسبة لهم ليقترو منها حاجياتهم
٢/
وجاء اهل المدينه يستبشرون/ هم اهلها وسكانها المقيمين فيها
انا مهلكوا اهل هذه القرية/ الملائكة ارسلوا لإهلاك قوم لوط اي لهم فيها حاجة وهم ليسو من سكانها او من اهلها
٣/
اصحاب القرية إذ جاءها المرسلون/ المرسلون جاؤوا لحاجة وهو الدعوة الى الله
وجاء من أقصى المدينة رجل / وهو من سكانها واهلها
٤/
حتى اذا اتيا اهل قرية/ موسى عليه السلام والعبد الصالح اتيا لحاجة وهما ليسو من اهلها
لغلامين يتيمين في المدينة/ هذان غلامان من سكان المدينة واهلها
****************
كل تجمع سكاني صغير او كبير فهو قرية
قال تعالى
﴿ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد﴾هود ١٠٠
﴿وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا﴾ الٱسراء ٥٨
************
جاءت القرية في القرأن( ٥٦ ) مرة على الشكل التالي
١/جاء لفظ قرية بدون ال التعريف( ٢٣ )
لفظ قرية جاء هنا لعموم الأمصار والبلدان فهي عامة
٢/جاء لفظ القرية ( ١٠)
١ *وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها /٥٨ البقرة
٢*وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا/١٦١ الأعراف
٣*واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر/ ١٦٣ الأعراف
٤ * واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي / ٨٢ يوسف
٥ *ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية /٧٤ الأنبياء
٦*ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر/٤٠ الفرقان
٧*﴿ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية/
/٣١ العنكبوت
٨*إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا /٧٤ العنكبوت
٩*واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون/١٣ يس
هذه الأيات التسعة في( القرية ) معرفة ب ال التعريف فهي معرفة بمكانها
او اصحابها اوعملها
١٠* ﴿وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا﴾هذه الأية نزلت بالمؤمنين في المدينة وفيهم المهاجرين الذين اخرجوا من مكة ( القرية الظالم اهلها) وسكنوا المدينة فأصبح مكان سكنهم يقال له مدينة والمكان الذي اخرجوا منه اصبح قرية بالنسبة لهم
وهذا ايضا ينطبق على الاية التالية في لفظ قريتك
٣/جاء لفظ قريتك( ١ )
﴿وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم﴾ ١٣ محمد
تقدم القول كما في الآية التي سبقتها
٤/جاء لفظ قريتكم( ٢)
﴿وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون﴾ ٨٢ الاعراف
﴿فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون﴾ ٥٦ النمل
هاتان الايتان في قوم لوط وقد وصفوا مساكنهم ب( قريتكم)
فالمؤتفكات هي قرى قوم لوط وقيل انها ثلاثة قرى وقيل انها خمسة قرى كما عند اهل التفسير ومنه
الطبرى ـ باب 82 ـ جزء 15 : حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد، عن قتاده قال: ذكر لنا أن جبريل عليه السلام أخذ بعروتها الوسطى، ثم ألوى بها إلى جَوّ السماء حتى سمعت الملائكة ضَواغي كلابهم، ثم دمر بعضها على بعض ثم اتبع شُذَّان القوم صخرًا . قال: وهي ثلاث قرًى يقال لها "سدوم"، وهي بين المدينة والشأم. قال: وذكر لنا أنه كان فيها أربعة آلاف ألف.
الطبرى ـ باب 84 ـ جزء 15 : يقول الله:(جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل) ، فأهلكها الله وما حولها من المؤتفكات، وكنّ خمس قريات، "صنعة" و"صعوة" "وعثرة"، و"دوما" و"سدوم" = وسدوم هي القرية العظمى = ونجى الله لوطًا ومن معه من أهله، إلا امرأته كانت فيمن هلك.
ابن كثير ـ باب 70 ـ جزء 4 : { وَالْمُؤْتَفِكَاتِ } قوم لوط، وقد كانوا يسكنون في مدائن، وقال في الآية الأخرى: { وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى } [النجم: 53،] أي: الأمة المؤتفكة، وقيل: أم قراهم، وهي "سدوم". والغرض: أن الله تعالى أهلكهم عن آخرهم بتكذيبهم نبي الله لوطا، عليه السلام، وإتيانهم الفاحشة التي لم يسبقهم بها أحد من العالمين.
القرطبى ـ باب(جزء 9) ـ جزء 9 : (قوله تعالى: (فلما جاء أمرنا) أي عذابنا.
(جعلنا عاليها سافلها) وذلك أن جبريل عليه السلام أدخل جناحه تحت قرى قوم لوط، وهي خمس: سدوم - وهي القرية
العظمى، - وعامورا، ودادوما، وضعوه، وقتم ،
وبهذا تكون كل واحدة منها هي قرية بالنسبة لغيرها وهكذا جميعا
٥/ جاء لفظ قريتنا (١ )
﴿قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين﴾ ٨٨ الاعراف
هنا قال قوم شعيب( قريتنا ) ولم يقولوا (مدينتنا)
ومعلوم ان مدين سميت ايضا اصحاب الايكة
جاء في القاموس المحيط
الأَيْكُ:الشَّجَرُ المُلْتَفُّ الكثيرُ، والغَيْضَةُ تُنْبِتُ السِدْرَ والأَراكَ، أوِ الجَماعَةُ مِن كُلِّ الشَّجَرِ، حتى من النَّخْلِ، الواحِدَةُ:أيْكَةٌ،
وجاء في لسان العرب
والقَرِيُّمَسِيلُ الماء من التِّلاع: وقال اللحياني:القَرِيُّمَدْفَعُ الماء من الرَّبْوِ إِلى الرَّوْضة؛ هكذا قال الربو، بغير هاء، والجمعأَقْرِيةٌوأَقْراءوَقُرْيان،وهو الأَكثر.
فلو جمعنا بين الايك والقري لوجدنا ان قرية شعيب كانت ذات اشجار ومياه تسيل فهذا معنى قريتنا ( انها ذات اشجار كثيفة ومياه تجري ) اي لنخرجنك يا شعيب من ( جنتنا) اشجار وينابيع تسيل فهي دورهم ومساكنهم
٦/جاء لفظ القريتين (١)
﴿وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم﴾ ٣١ الزخرف
القريتين وهما مكة والطائف
٧/جاء لفظ قرى بدون ال التعريف (٢)
قرى جائت لعموم جمع
٨/جاء لفظ القرى (١٦)
القرى جائت لعموم جمع معرفة ب ال التعريف
جاءت كلمة المدينة في القران ١٤ مرة كلها تدل على اهلها وسكانها المقيمين فيها
وبالنظر للمدينة نجد انها جاءت معرفة ب ال التعريف لتدل على شيء واحد انها معرفة بأهلها ،فلننظر للأيات
*إن هذا لمكر مكرتموه في المدينة لتخرجوا منها أهلها / الاعراف ١٢٣
*﴿وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة/ التوبة١٠١
*﴿ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب/ التوبة١٢٠
*﴿وقال نسوة في المدينة امرأت العزيز/ يوسف٣٠
*﴿وجاء أهل المدينة يستبشرون﴾الحجر٦٧
*فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة / الكهف١٩ (وهي مدينتهم ) ولا يشعرن
*﴿وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة الكهف ٨٢
*﴿وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون﴾النمل ٤٨
*﴿ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها/ القصص ١٥
*﴿فأصبح في المدينة خائفا يترقب / القصص١٨
*﴿وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى/ القصص٢٠
*﴿والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة/ الاحزاب٦٠
*﴿وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى/ يس٢٠
*﴿يقولون لئن رجعنا إلى المدينة / المنافقون٨
***************
والله اعلم
فارس منقاش