القران وتفسيره عند الشيعة الامامية الاثني عشرية

إنضم
12/01/2006
المشاركات
452
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين,والصلاة والسلام على محمد المبعوث رحمة للعالمين ,وعلى آله وصحبه اجمعين , ومن سار على نهجه واتبع هديه الى يوم الدين . وبعد
فان الله ارسل الينا خاتم النبيين . وانزل معه آخر الكتب التي يتعبد الناس بتلاوة آياتها., وتستشفى القلوب بسماعها ,ويشتغل العلماء في استقصاء ما تبلغ معانيها , ويشتغل اهل اللغة بالاستشهاد بما فيها ,وهو الحجة البالغة للارض واهلها , وهو كتاب احكمت ثم فصلت اياتها, لا يقوم اسلام امرء حتى يسلم بما في حروفها , ويصدق محكمها , ويؤمن بمتشابهها , فالحمد لله الذي خص بذلك امتنا .
اكتب هذه الممداخلات المتتابعة باذنه تعالى في موضوع حساس للغاية , ولكن رغم حساسيته الا انه مما لا يسكت عنه احد يؤمن بهذا الكتاب العزيز . الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . والخطورة تكمن في عدة نقاط وهي* :
1- التشكيك بالقران بانه ناقص وبيان ما هو محفوظ عندهم .
2- التشكيك في ترتيب الايات ومحتواها .
3-الزعم بعدم امكان فهم القران من غير المعصوم .
النقطة الولى والثانية تتعلق بالتحريف وهو ما يرد عليه تحت اسم التحريف .

وهذه الامور الثلاثة لا نقول انها معتقد عوام الشيعة , الا انها اعتقاد جل علماء الشيعة . والسبب في كونها في علمائهم اكثر هو خصوصية في المعتقد الاثني عشري القائم على استخدام التقية بشكل كبير اصبح عوام الاثني عشرية ينكرون امور هي معروفة ومشهورة من معتقداتهم .
بعد ذلك سأقوم باذن الله تعالى بالرد عليهم من جوانب :
الاول _:بيان ان القول بالتحريف اخذ به الاثني عشرية مخالفين لشروط مذهبهم في باب الاعتقاد .
الثاني _بيان ان القول بالتحريف هو خروج من ملة الاسلام واقوال اهل السلام باختلاف عقائدهم في الموضوع .
الثالث_ الرد على ما يلقى من شبه بان غيرهم قالوا بالتحريف .

هذا ما اردته في هذا الموضوع , ارجوا من اخوتي ومشايخي ان يقترحوا علي قبل ان ابتدء ان كان هناك اقتراح اكون له من الشاكرين




*- البحث خاص بمذهب الشيعة الاثني عشرية (الرافضة) بالخصوص والاستشهاد سيكون من كلام علماء الشيعة لا من الروايا التي يقال انها مجرد روايات لا يحتج فيها . الا اذا كانت الرواية هي لتبيان مصدر الاعتقاد .وارجوا من اي اثني عشري يجد خطأ مني ان يعلق واكون له من الشاكرين.
 
عفواً أخي الكريم :
ما هو الشيء الجديد في هذه الدراسة ؟
وهل هذا الموضوع لم يتطرق إليه في هذا الملتقى المبارك ؟
فليحرر .
 
جزاكم الله خيرا د.سالم الجكني .
الهدف الاساسي هو بيان خطورة المعتقد المنتشر في الاوساط العلمية بين الشيعة والذي من اجله اصبح القول بالتحريف عندهم لا فسق ولا كفر - وان شاء الله سنتعرض الى هذه الاقوال - وبيان امر خطير جدا ذكرته :
الاول _:بيان ان القول بالتحريف اخذ به الاثني عشرية مخالفين لشروط مذهبهم في باب الاعتقاد .
الثاني _بيان ان القول بالتحريف هو خروج من ملة الاسلام واقوال اهل الاسلام باختلاف عقائدهم في الموضوع .
الثالث_ الرد على ما يلقى من شبه بان غيرهم قالوا بالتحريف
وحقيقة هنا لن نتكلم عن الكتب المقدسة عند الاثني عشرية كالجفار ومصحف فاطمة وغيرها من الكتب التي يزعمونها . بل الكلام هنا فيما يختص القران الكريم . فقد تم التطرق الى مصحف فاطمة في الملتقى ولا علاقة للموضوع به .
وبعد ذلك سأتعرض اعتقادهم في القران وتفسيره وهو امر غريب جدا . ومتضارب ولا يمكن فهمه بسهولة .
واذا تم التطرق الى الموضوع في الملتقى ارجوا ارشادي الى الروابط كي نجتنب التكرارا .
 
وفقك الله أخي مجدي ويسر أمرك .
فقط أحببت التأكد من أن الموضوع لم يطرق هنا في الملتقى حتى لا يصير الجهد ضائعاً ومكرراً .
 
بارك الله فيك د.الجكني واحسن الله اليك.

***************************************

--------------------------------------التشكيك بالقران بانه ناقص وبيان ما هو محفوظ عندهم ------------------------------------------

بداية سأسرد اقوال بعض العلماء المعتبرين على سبيل التبيان لا على سبيل الحصر والا فالعبارات من هذا القبيل لا تكاد تحصى . ولعل اوضح ما ذكر في هذا المجال ما ذكره المفيد في السائل السروية ونقله المجلسي في بحار الانوار, فبين المفيد ان القران مصان من التحريف -كما هو قولهم دائما عند سؤالهم - ولكن عندما نتأمل كلامه سنعرف ان قولهم في صيانة القران هو ليس فيما بين ايدينا من النقص وانما ما عند الغائب عندهم الذي هو المعصوم الرابع عشر والامام الثاني عشر الاخير من المعصومين عندهم يقول الشيخ المفيد (1) :المسألة التاسعة : صيانة القرآن من التحريف ما قولة - أدام الله تعالى حراسته - في القرآن : أهو ما بين الدفتين ، الذي في أيدي الناس ، أم هل ضاع مما أنزل الله تعالى على نبيه منه شئ ، أم لا ؟ وهل هو ما جمعه أمير المؤمنين عليه السلام ، أم ما جمعه عثمان بن عفان على ما يذكره المخالفون ؟ الجواب : لا شك أن الذي بين الدفتين من القرآن جميعه كلام الله تعالى وتنزيله ، وليس فيه شئ من كلام البشر ، وهو جمهور المنزل . والباقي مما أنزله الله تعالى عند المستحفظ للشريعة ، المستودع الأحكام ، لم يضع منه شئ . وإن كان الذي جمع ما بين الدفتين الآن لم يجعله في جملة ما جمع لأسباب ) دعته إلى ذلك ، منها : قصوره عن معرفة بعضه . ومنها : شكه فيه وعدم تيقنه . ومنها : ما تعمد إخراجه منه.(1)
كلام المفيد هنا يبين معنى صيانة القران عند الامامية وان المصان من النقصان هو الذي عند الغائب وان الذي يقرأاليوم هو ناقص , وان الذي بين ايدينا جميعه كلام الله .
ثم ان المفيد رد سبب النقص الى عدة اسباب :
الاول : قصور من جمع القران عن جمع كل الايات وهو زعم يقوم ان بعض القران لم يكن يعرفه احد ممن جمع القران او شارك فيه لان القصور هنا عن معرفته .
الثاني: ما شك فيه وعدم تيقنه : ويكون ذلك برد ما قدم لهم من ايات لشكهم اما في صدق او حفظ الناقل فخوفا فطرح لعدم حصول اليقين بالمعرفة بانه قرآن ولم يجعل في المصحف مع انه حقيقة من القران .
الثالث :ما تعمد اخراجه منه : بمعنى انهم عرفوا انه قرآن ولكنهم خانوا الله والرسول باخفاء الايات , وعدم اثباتها وهذا الامر نقله المجلسي بتفصيل اكثر وهو (ومنه ما عمد بنفسه ومنه ما تعمد إخراجه منه )وان كان المعنى واحد وهو تهمة من جمع القران بانه خان فعله بازالة ايات لغرض في نفسه , الا ان العبارة في البحار تدل انهم اخرجوا ايات لم يثبتوها اصلا مع عدم شكهم بها انها قرآن . وانهم بعد التمام من جمعه اخرجوا ايات اخرى لحاجة في انفسهم .
وهذا المفيد من اعلام علماء الشيعة والمجلسي الناقل في البحار انما نقل كلامه مستدلا به فقال : اقول سئل الشيخ المفيد .....
*************يتبع ***********

(1)-المسائل السروية - الشيخ المفيد - ص 78 -79 -----|1414 - 1993 م||دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان||طبع بموافقة اللجنة الخاصة المشرفة على المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد / سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد . وانظر بحار الانوار للمجلسي مع اخلاف يسير عن المطبوع اشرت اليه في الشرح ج 89 ص 74
 
عقد محمد بن المرتضى المسمى محسن الملقب بالفيض الكاشاني في تفسيره المسمى "الصافي " عدة مقدمات وكانت المقدمة السادسة:"في نبذ مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويل ذلك " فاورد من الروايات المنسوبة زورا الى اهل البيت بالقول بتحريف القران وتغيره ثم قال بعد تلك الروايات مصرحا عن عقيدته في هذا القران فقال :
"أقول : المستفاد من جميع هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام إن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما انزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم بل منه ما هو خلاف ما أنز الله ومنه ما هو مغير ومحرف وإنه قد حذف عنه أشياء كثيرة منها اسم علي عليه السلام في كثير من المواضع ومنها غير ذلك وأنه ليس أيضا على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم . وبه قال علي بن إبراهيم قال في تفسيره ": (2)

فهذا الكاشاني يوضح ان هذاما يعتقده في القران ثم بين انه نفس ايمان اعتقاد صاحب التفسير ثم اورد ما ذكره القمي عن القران وما بدل فيه وما نقص منه وزيد فيه . ولا يكتفي بذلك بل يورد اشكال على قوله ثم يرد الاشكال فيقول مستشكلا على قوله : "أقول : ويرد على هذا كله إشكال وهو أنه على هذا التقدير لم يبق لنا اعتماد على شيء من القرآن إذ على هذا يحتمل كل آية منه أن يكون محرفا ومغيرا ويكون على خلاف ما أنزل الله فلم يبق لنا في القرآن حجة أصلا فتنتفي فائدته وفائدة الأمر باتباعه والوصية بالتمسك به إلى غير ذلك ، وأيضا قال الله عز وجل : وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . وقال : إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون فكيف يتطرق إليه التحريف والتغيير ، وأيضا قد استفاض عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام حديث عرض الخبر المروي على كتاب الله ليعلم صحته بموافقته له وفساده بمخالفته فإذا كان القرآن الذي بأيدينا محرفا فما فائدة العرض مع أن خبر التحريف مخالف لكتاب الله مكذب له فيجب رده والحكم بفساده أو تأويله .
ويخطر بالبال في دفع هذا الاشكال والعلم عند الله أن يقال : إن صحت هذه الأخبار فلعل التغيير إنما وقع فيما لا يخل بالمقصود كثير إخلال كحذف اسم علي وآل محمد ( صلى الله عليهم ) ، وحذف أسماء المنافقين عليهم لعائن الله فإن الإنتفاع بعموم اللفظ باق وكحذف بعض الآيات وكتمانه فان الانتفاع بالباقي باق مع أن الأوصياء كانوا يتداركون ما فاتنا منه من هذا القبيل ويدل على هذا قوله عليه السلام في حديث طلحة : إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنة فإن فيه حجتنا وبيان حقنا وفرض طاعتنا . "(3)
فانه هنا يورد روايات النقص ثم يستشكل ويرد على الاستشكال ما يدفع مانع النقص والزيادة . ثم يقول: ". واما اعتقاد مشايخنا « ره » في ذلك فالظاهر من ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن لأنه كان روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي ولم يتعرض لقدح فيها مع أنه ذكر في أول الكتاب أنه كان يثق بما رواه فيه وكذلك استاذه علي بن إبراهيم القمي ( ره ) فان تفسيره مملوّ منه وله غلو فيه ، وكذلك الشيخ أحمد بن أبي طالب الطبرسي رضي الله عنه فانه أيضا نسج على منوالهما في كتاب الاحتجاج . "(4)
ثم اورد بعض الاقوال عن علماء من الشيعة لا يرون التحريف ثم يرد عليهم بقوله:
" أقول : لقائل أن يقول كما ان الدواعي كانت متوفرة على نقل القرآن وحراسته من المؤمنين كذلك كانت متوفرة على تغييره من المنافقين المبدلين للوصية المغيرين للخلافة لتضمنه ما يضاد رأيهم وهواهم والتغيير فيه إن وقع فإنما وقع قبل انتشاره في البلدان وإستقراره على ما هو عليه الآن . والضبط الشديد إنما كان بعد ذلك فلا تنافي بينهما بل لقائل أن يقول إنه ما تغير في نفسه وإنما التغيير في كتاباتهم إياه وتلفظهم به فإنهم ما حرفوا إلا عند نسخهم من الأصل وبقي الأصل على ما هو عليه عند أهله وهم العلماء به فما هو عند العلماء به ليس بمحرف وإنما المحرف ما أظهروه لأتباعهم وأما كونه مجموعا في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ما هو عليه الآن فلم يثبت وكيف كان مجموعا وإنما كان ينزل نجوما وكان لا يتم الا بتمام عمره .
وأما درسه وختمه فانما كانوا يدرسون ويختمون ما كان عندهم منه لا تمامه . " (5) ثم يذكر كلام الصدوق في ان اعتقادهم هو ان القران الذي بايدينا بلا زيادة ولا نقصان عما انزل على النبي ويذكر كلام الطوسي فيرد عليهم بقوله : " أقول : يكفي في وجوده في كل عصر وجوده جميعا كما أنزله الله محفوظا عند أهله ووجود ما احتجنا إليه منه عندنا وإن لم نقدر على الباقي كما أن الامام عليه السلام كذلك فان الثقلين سيان في ذلك . "(6)
والمتتبع لما اورده الفيض الكاشاني فانه يخلص بوضوح انه يقول بنفس كلام المفيد المذكور في المداخلة السابقة . وان الشيعة الاثني عشرية انقسموا فيما بينهم من قائل بنقص القران وتغير تأليفه ومن قال بعدم نقصه ولكن بان تألفه قد تلاعب فيه وحرف . غير انك ان تتبعت مؤلفات المفيد فانك سترى امرا يتعلق بحذف وحي منزل غير القران كان بين ايات القران ولكنه بزعمه غير معجز !! وهذا ما سنستعرضه في المداخلة اللاحقة باذن الله تعالى .
خلاصة ما نقلناه ان المجلسي والمفيد والفيض الكاشاني وكذا الكليني المدعوا بثقة الاسلام !!! وعلي بن ابراهيم القمي وأحمد بن أبي طالب الطبرسي ممن ذكروا هنا في البحث يرون نقص القران الموجود عن المحفوظ عند الغائب عندهم وانه لن يكون بتمامه الا يوم ظهور مهديهم الغائب . ثم ان الفيض الكاشاني نقل كلاما مخالفا لكل من الشريف المرتضى والصدوق محمد بن الحسن الطوسي و أبو علي الطبرسي ز والمجال هنا لسرد رأي الاثني عشرية لا استقصاء اقوال كل من قال بالزيادة او النقصان او بالنقصان وحده .

************************
2- تفسير الصافي-الفيض الكاشاني -المقدمة السادسة ص49 الربط هنا
3-نفس المرجع ص51-52
4-نفس المرجع ص52
5-نفس المرجع ص54
6-نفس المرجع ص55
 
****************************************************************************: 2- التشكيك في ترتيب الايات ومحتواها .*************************************************************************
نقل المفيد في كتاب أوائل المقالات مذهب الشيعة الاثني عشرية حول تأليف القران وترتيب سوره وآياته فقال :
" القول في الرجعة والبداء وتأليف القرآن :واتفقت الإمامية على وجوب رجعة كثير من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيمة وإن كان بينهم في معنى الرجعة اختلاف. واتفقوا على إطلاق لفظ (البداء) في وصف الله تعالى وأن ذلك (2) من جهة السمع دون القياس. واتفقوا على أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن، وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبي (ص). وأجمعت المعتزلة والخوارج والزيدية والمرجئة وأصحاب الحديث على خلاف الإمامية في جميع ما عددناه."(7)
فهو ينقل اتفاق الامامية ويبين اجماع غيرهم من اهل الاسلام .ومعنى التأليف هو ما تحتويه السور وترتيب الايات وترتيب السور , فزعموا ان المصحف الذي مع علي يختلف عن الذي بين ايدينا بذلك بالاضافة للتفسير وبيان المكي والمدني والناسخ والمنسوخ وليس ما ذكره الخوئيني في التعليق على المفيد (8) . وهذا الامر يكاد يطبق عليه الشيعة الاثني عشرية . من كون المصحف الذي مع غائبهم يختلف عما في ايدينا في ترتيب الايات والسور وانما اختلفوا في الزيادة والنقصان .

والقول عندهم لا يتعلق فقط بالايات بل بالاجزاء منها فيزعموا ان قولها تعالى "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" وضعت في غير موضعها وهي جزء من آية . (9) وهكذا فالامر يتعلق بالوحدة الموضوعية للاية او السورة فيزعموا ان موضعها في مكان آخر وانما وضعت هنا ليصبح التطهير لنساء النبي صلى الله عليه وسلم والنبيصلى الله عليه وسلم وحدهم دون علي وفاطمة والحسن والحسين رضوان الله عليهم . ولكن الغريب منهم ان يزعموا ذلك والحديث الذي يستدلون به على دخول اهل بيت علي رضي الله عنهم في الاية هو عند اهل السنة ومن طريقهم . نسأل الله العصمة من الضلال والزيغ .
ولا شك ان القول بمثل هذه المقولة من الخطورة والزيغ عن الصواب ,والا لكانت كل اية في كتاب الله محتمل عليها مثل ذلك فيبدل ابو لهب بزيد ويحرم الحلال ويحلل الحرام وسيأتي ان شاء الله رد اهل الاسلام على الطاعنين في اختلاف التأليف وفي النقص والزيادة , وبيان المذهب الحق ان شاء الله بعد كلامهم عن تفسير القران,ورد تهمة التحريف عن غيرهم , ان شاء الله .
وانما فصلت هذا القول عن سابقه لامر التفريق بين اقوال الشيعة في هذا المجال ولكن عند دمج القولين ينتج التحريف وهو امر واضح ولا زال خطباء الاثني عشرية يرددونه في مجالسهم . ولم احب ان اضع ربطا لخطباء السوء الذين يلبسوا على العوام دينهم واكتفي بالمنقول من كتب القوم وعلمائهم المعتبرين , وقد ذكر المجلسي كلاما يمكن ان نستقطع منه امر يوضح حقيقة اقوال الشيعة في هذا المجال , وهو ما اورده في كتابه بحار الانوار , اذ يقول:" إن الكناية عن أسماء ذوي الجرائر العظيمة من المنافقين في القرآن ليست من فعله تعالى وإنها من فعل المغيرين والمبدلين ، الذين جعلوا القرآن عضين ، واعتاضوا الدنيا من الدين . وقد بين الله تعالى قصص المغيرين بقوله : ( فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا )( 10) وبقوله : (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ)(11)وبقوله : ( إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ )(12) بعد فقد الرسول مما يقيمون به أود باطلهم ، حسب ما فعلته اليهود والنصارى ، بعد فقد موسى وعيسى من تغيير التوراة والانجيل ، وتحريف الكلم عن مواضعه ، وبقوله : ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ])(13) .
يعني أنهم أثبتوا في الكتب ما لم يقله الله ، ليلبسوا على الخليفة ، فأعمى الله قلوبهم حتى تركوا فيه ما دل على ما أحدثوه فيه ، وحر فوا منه ، وبين عن إفكهم وتلبيسهم ، وكتمان ما علموه منه ، ولذلك قال لهم : ( لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ)(14) وضرب مثلهم بقوله : (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ) (15). فالزبد في هذا الموضع كلام الملحدين الذين أثبتوه في القرآن فهو يضمحل ويبطل ، ويتلاشى عند التحصيل ، والذي ينفع الناس منه فالتنزيل الحقيقي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والقلوب تقبله ، والارض في هذا الموضع هي محل العلم وقراره وليس يسوغ مع عموم التقية التصريح بأسماء المبدلين ولا الزيادة في آياته على ما أثبتوه من تلقائهم في الكتاب ، لما في ذلك من تقوية حجج أهل التعطيل والكفر والملل المنحرفة عن قبلتنا ، وإبطال هذا العلم الظاهر الذي قد استكان له الموافق والمخالف بوقوع الاصطلاح على الايتمار لهم ، والرضا بهم ، ولان أهل الباطل في القديم والحديث أكثر عددا من أهل الحق ، ولان الصبر على ولاة الامر مفروض لقول الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه وآله : ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ )(16) وإيجابه مثل ذلك على أوليائه وأهل طاعته ، بقوله : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)(17) فحسبك من الجواب في هذا الموضع ما سمعت ، فان شريعة التقية تحظر التصريح بأكثر منه (18).
فمثل هذا الكلام , يبين حقيقة اعتبار الشيعة الاثني عشرية بالقران , وان حقيقة مذهبهم يعتمد على امرين :
الاول ان الاعتقاد عند الشيعة ان القران مغير بطرق :
* الايات غير ترتيبها وترتيبها بالتقديم والتأخير . وبعضهم يتحدث عن محتوا الايات مبدل ومغير ومع القول الاول .
**ان النقص قد حدث بالحذف وكان ذلك بالطرق التي ذكرها المفيد وقد سبقت الاشارة اليه .وان الامر ايضا تعداه الى الزعم بالزيادة , وهذا الزعم هو ما ذكره المجلسي في كتابه بحار الانوار .
الثاني ان عقيدة التقية تمنعهم من التصريح بحقيقة مذهبهم وهذا واضح من تصريح المجلسي ان هذا ما يمنعهم من القول بأكثر مما افصح عنه !!!.
ولا شك ان الاعتقاد بمجرد تغير محتوى الايات وتبديل الكلمات هو من التحرف الذي صان الله اللقرآن عنه وعصمه منه, وبالقول به يصبح لا عبرة فيه بل ويبطله ويسقط احكامه , وقد يقول قائل كيف ذلك ونحن نراهم يحتجوا به احيانا . فنقول هو مثل اعتبارهم بكتب اهل السنة مع طعنهم فيها . اي ان احتجاجهم هو فقط للاستدلال على الخصم ومن باب الجدل .
ثم ان المتتبع لاقوال الشيعة يجد من التعارض والتناقض في الباب ما لا يفسر الا بالتقية التي ذكرها المجلسي , ومن ذلك فقد بين المفيد ان القران بدل وغير بزعمه وهو ما اوردته من كتابه المسائل السروية وما استدل به المجلسي , ولكن لا نجد نفس الكلام لنفس المؤلف في كتاب آخر عندما يتكلم عن القران وهو ما ذكره في كتاب أوائل المقالات
في مسألة : التأليف والتحريف بالزيادة والنقصان فيقول :
" -59 - القول في تأليف القرآن وما ذكر قوم من الزيادة فيه والنقصان
أقول: إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد (ص)، باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان، فأما القول في التأليف فالموجود يقضي فيه بتقديم المتأخر وتأخير المتقدم ومن عرف الناسخ والمنسوخ والمكي والمدني لم يرتب بما ذكرناه.وأما النقصان فإن العقول لا تحيله ولا تمنع من وقوعه، وقد امتحنت مقالة من ادعاه، وكلمت عليه المعتزلة وغيرهم طويلا فلم اظفر منهم بحجة اعتمدها في فساده. وقد قال جماعة من أهل الإمامة إنه لم ينقص من كلمة ولا من آية ولا من سورة ولكن حذف ما كان مثبتا في مصحف أمير المؤمنين (ع) من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله وذلك كان ثابتا منزلا وإن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز، وقد يسمى تأويل القرآن قرآنا قال الله تعالى: (وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمً)(19) فسمى تأويل القرآن قرآنا، وهذا ما ليس فيه بين أهل التفسير اختلاف(20).وعندي أن هذا القول أشبه من مقال من ادعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل، وإليه أميل والله أسأل توفيقه للصواب.وأما الزيادة فيه فمقطوع على فسادها من وجه ويجوز صحتها من وجه، فالوجه الذي أقطع على فساده أن يمكن لأحد من الخلق زيادة مقدار سورة فيه على حد يلتبس به عند أحد من الفصحاء، وأما الوجه المجوز فهو أن يزاد فيه الكلمة والكلمتان والحرف والحرفان وما أشبه ذلك مما لا يبلغ حد الاعجاز، و يكون ملتبسا عند أكثر الفصحاء بكلم القرآن، غير أنه لا بد متى وقع ذلك من أن يدل الله عليه، ويوضح لعباده عن الحق فيه، ولست أقطع على كون ذلك بل أميل إلى عدمه وسلامة القرآن عنه، ومعي بذلك حديث عن الصادق جعفر بن محمد (ع)، وهذا المذهب بخلاف ما سمعناه عن بني نوبخت - رحمهم الله - من الزيادة في القرآن والنقصان فيه، وقد ذهب إليه جماعة من متكلمي الإمامية و أهل الفقه منهم والاعتبار.(21).
فهذا المفيد يصر على الحذف حتى لو غير معنى القران فجعل التأويل والتفسير قران بكونه منزلا من الله . وانه وجب كونه في المصحف ولم يقر به بل اشار الى الميل اليه لا الاقرار به !!! . ولكن الامر الخطير هو تداول موضوع التحريف بينهم وكأنه امر يمكن الاختلاف فيه بين المسلمين . واعتبار القائل به لا يستحق حتى اسم الفسق بغض النظر عن علمه ام جهله . بل انهم تجاوزا هذه الحدود فالف احد علمائهم كتابا سماه فصل الخطاب في تحريف كاتب رب الارباب , ولو كان الامر مرتبطا بمؤلفه لكان الامر خاصا به الا اننا نجد الاثني عشرية يصروا على رفع كل من يقول بالنقص خاصة . فقد انكر احد علماء الشيعةالاثني عشرية وهو محمود المعرب الطهراني على النور الطبري وهو كتاب مطبوع بالفارسية ولم احصل على ترجمة له ولكن حصلت على هذا الكلام يمكن لمن يقرأمثل هذه الردود من الكتب فان النور الطبري قد رد على الطهراني ونورد هنا ما ذكره :641 : الرد على كشف الارتياب
الذي ألفه الشيخ محمود المعرب الطهراني و اورد فيه شبهاته على فصل الخطاب تأليف شيخنا النوري الميرزا حسين بن المولى محمد تقي الطبري المتوفى ليلة الأربعاء لثلاث بقين من جمادى الآخرة عشرين و ثلاثمائة و ألف ، و هو مؤلف الرد أيضا . و كان يوصي كل من عنده فصل الخطاب أن يضم إليه هذه الرسالة التي هي في دفع الشبهات التي أوردها الشيخ محمود عليه ، و هي فارسية لم تطبع بعد . رأيت نسخه منه بخط المولى علي محمد النجفآبادي ألحقها بنسخة فصل الخطاب المطبوع التي كانت عنده و الموجودة في مكتبة التسترية اليوم . أوله الحمد لله رب ... و ألفه في المحرم 1303 و استنسخه المولى المذكور 1304 . أول شبهات كشف الارتياب هو أنه إذا ثبت تحريف القرآن فلليهود أن يقولوا إذا لا فرق بين كتابنا و كتابكم في عدم الاعتبار فأجابه شيخنا النوري بأن هذا الكلام مغالطة لفظية حيث إن المراد بالتحريف الواقع في الكتاب غير ما حملت عليه ظاهرا للفظ أعنى التغيير و التبديل و الزيادة و التنقيص و غيرها المحقق و الثابت جميعها في كتب اليهود و غيرهم ، بل المراد من التحريف خصوص التنقيص فقط إجمالا ، في غير آيات الأحكام جزما و أما الزيادة فالإجماع المحقق الثابت من جميع فرق المسلمين و الاتفاق العام من كل منتحل للإسلام(22) على عدم زيادة كلام واحد في القرآن المجموع فيما بين هاتين الدفتين و لو بمقدار أقصر آية يصدق عليه كلام فصيح بل الإجماع و الاتفاق من جميع أهل القبلة على عدم زيادة كلمة واحدة في جميع القرآن بحيث لا نعرف مكانها . فأين التنقيص الإجمالي المراد لنا عما حملت عليه ظاهر اللفظ ، و هل هذا الا مغالطة لفظية . انتهى ملخص الجواب عن الشبهة الأولى أقول و إن أبى أحد الا حمل التحريف على مجموع هذه الأمور فليسم الكتاب فصل الخطاب في عدم تحريف الكتاب لأنه يثبت فيه من أوله إلى آخره عدم وقوع التحريف بهذا المعنى فيه أبدا "(23).
كتاب فصل الخطاب هذا الذي رد عليه الطهراني ورد عليه نفس مؤلف فصل الخطاب وصلت به الزندقة الى انه وصف ان في القران ايات سخيفة!!!! والغريب ان يداس الطهراني بالاقدام وبفع النور الطبري فوفق الرؤوس !!!!

************************************************
7-أوائل المقالات للمفيد ص46
8-اشار للشيخ إبراهيم الأنصاري الزنجاني الخوئيني التناقض هنا فقال ":أقول: ظاهر كلام الشيخ في مسألة التحريف لا يخلو عن تهافت يعرف بالرجوع إلى ما ذكره في القول 59 فإنه وإن أكد رأيه المذكور هيهنا في تأليف القرآن ولكنه تردد بل مال إلى عدم التحريف بمعنى الزيادة والنقصان فراجع." ص293 تعليقات على أوائل المقالات , والقول 59 سنذكره لاحقا ان شاء الله .
9- الاحزاب اآية 33
10 - سورة البقرة الآية 79
11-سورة آل عمران الآية 78
12-سورةالنساء الآية 108
13-سورة الصف الآية 8
14- سورةآل عمران الاية 71
15-سورةالرعد الآية 17
16- سورة الأحقاف الآية 35
17- سورة الأحزاب الآية 21
18- بحار الانوار ج 89 ص 43- 45 http://www.al-shia.com/html/ara/books/behar/behar89/105.htm
19-سورة طه الآية114
20- لعله يقصد من يعتبرهم هو لا المفسرين وسيأتي في تبيان موضوع التفسير عند الشيعة وفقا لمذهبهم ومن يحق له تفسير القران وطعنهم فيمن فسره من غير أئمتهم .
21-أوائل المقالات ص80-82 وقال الشارح خلف فيما أشرت اليه برقم 8 من الهامش فيقول:قد جمعها الشيخ المحدث النوري في كتاب فصل الخطاب، وردها العلامة البلاغي في تفسير آلاء الرحمن وسيدنا الأستاذ الخوئي (ره) في كتاب البيان بما لا مزيد عليه، وإن كان في بعض أجوبته دام ظله تكلف بل تعسف .ص329
22- وهذا خلاف ما نقله المفيد عن بني نوبخت . وهؤلاء كانوا معاصرين للأئمة بزعمهم ومعاصرين للغيبة الصغرى ولهم مكانة لا يستهان بها .
23-كتاب الذريعة في مؤلفات الشيعة الجزء 10 ص 218
http://www.ahl-ul-bait.org/final_lib/marja/al-zariya/zar10/zar10_25.htm
 
بعد بيان مذاهب الامامية الاثني عشرية في القران من حيث المضمون والزيادة والنقص فيه . نورد اقولهم في تفسير هذا القرآن . وهنا نريد النظرة الى التفسير بمعزل عن القول بالتحريف من حيث اصل قولهم ومنهجهم في التفسير وكنت ارغب بفصله عن التحريف بشكل كلي الا اني لم استطع ذلك لمنهج الاثني عشرية في التفسير وطريقتهم فيها . ولذلك سأشير الى الموضوع الذي انفصل عن التحريف وهو جوهر فذهب الامامية في التفسير وهو :

***************************3-الزعم بعدم امكان فهم القران من غير المعصوم .********************************
بداية اشير الى ان المعصوم مصطلح يطلقه الامامية على خواص اهل البيت لا على عمومهم وهم الذين يعتقدون انهم معصومين من الزلل ومطلعي على علم الغيب وعلم الكتاب . وهم
1- النبي صلى الله عليه وسلم
2-ابنته فاطمة رضي الله عنها من بين بنات النبي رضي الله عنهم اجمعين
3- علي زوج فاطمة من بين ازواج بنات النبي رضي الله عنهم اجمعين وهو الذي يسمونه رضي الله عنه باب مدينة العلم والذي عنده علم الكتاب دون غيره بزعمهم
4-الحسن رضي الله عنه دون اولاده
5- والحسين رضي الله عنه دون اخوته الا ما كان من الحسن رضي الله عنه . ومن ابناء الحسين رضي الله عنه
6-علي بن الحسين دون غيره ومن ابناء علي بن الحسين
7- محمد بن علي
8- جعفر بن محمد الذي تنسب اليه اغلب اقوال المذهب
9- موسى بن جعفر
10- علي بن موسى
11- محمد بن علي
12- علي بن محمد
13الحسن بن علي
14-الغائب القائم بزعمهم المستحفظ للشريعة المستودع للاحكام محمد بن الحسن . وكل من ذكرنا من ابناء الحسين معصومين دون غيرهم من ابناء الحسين واحفاده .
وما يهمنا في مبحثنا هنا ما يتعلق بالقران الكريم وتفسيره وفهمه . وقد سبقت الاشارة عند استعراض قول المفيد في المسائل السروية , ان القران المحفوظ هو عند المستحفظ للشريعة المستودع للاحكام الغائب عندهم وهو الكامل دون غيره مما بين ايدينا . واختلفوا عما في ايدينا بين قائل بالنقص والزيادة , وقائل باختلاف التأليف . وبعد ذلك قالوا بان القران لا يفهم الا من المعصوم دون غيره من الناس وهنا كنت اريد ان اختصر ولما رأيت من الفائدة العلمية ان اقوم هنا باستعراض لمحة تخص مبحثنا هذا في التفسير في عرض عدد من التفاسير الاثني عشرية ,والتطرق الى الخصوصية التي زعمها الاثني عشرية ان علم التفسير عندهم انما هو قائم على علم اهل البيت المعصومين . لذلك سأستعرض بعض تفاسير الشيعة واستعراض امرين :
الاول: ان كانت تقول بالتحريف .
الثاني: التعرض للتفسير وطريقته ومدى التزامه بما زعمته الشيعة اومخالفت المفسر لما الزم به نفسه.ونستعرض في النهاية مقارنة بين تفسير آية من كتاب الله من تفاسير الشيعة كعينة اختبارية للزعم .

اولا تفسير العياشي : وهو - محمد بن مسعود العياشي ( توفي : 320 هـ ). وهو تفسير بما ينسب لاهل البيت المعصومين عندهم , وهذا التفسير يورد الروايات دون التعليق عليها .
ونأخذ هذه المقدمة ل :محمد حسين الطباطبائي التبريزي { مؤلف كتاب الميزان في تفسير القرآن } يصف المؤلف والتفسير فيقول فيها :" فان من البين اللائح الذي لا يرتاب فيه ذو ريب أن الكتاب الكريم هو الأساس القويم الذي تقوم عليه بنية الدين الحنيف ، وهو الروح السماوية التي بها حياة العلة البيضاء ، وأن النبي الكريم هو الذي خصه الله ببيان ما أنزل إلى الناس من ربهم وتعليمه كما قال عز من قائل : { لتبين للناس ما أنزل إليهم من ربهم ) وقال : ( ويعلمهم الكتاب والحكمة ) وأن الطاهرين من أهل بيته هم الذين قارنهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكتاب الله فسماهما الثقلين ، وأوقفهم موقف البيان والتعليم ، وأمر بالتمسك بهم وأخذ الكتاب عنهم ، فهم الهداة يهدي الله بهم لنوره من يشاء ، وهم المعلمون القائمون بتعليم ما فيه من حقائق المعارف وشرائع الدين . وقد بعث الله رجالا من أولى النهى والبصيرة ، وذوي العلم والفضيلة على الاقتباس من مشكاة أنوارهم والاخذ والضبط لعلومهم وآثارهم ، وايداع ذخائرها في كتبهم وتنظيم شتاتها في تآليفهم ليذوق بذلك الغائب من منهل الشاهد ، ويرد به اللاحق مورد السابق وان أحسن ما ورثناه من ذلك كتاب التفسير المنسوب إلى شيخنا العياشي رحمه الله وهو الكتاب القيم الذي يقدمه النشر اليوم إلى القراء الكرام . فهو لعمري أحسن كتاب ألف قديما في بابه ، وأوثق ما ورثناه من قدماء مشايخنا من كتب التفسير بالمأثور .(24)
وهذا التفسير لا يحتوي على تفسير كل الايات بل بعضها والروايات الواردة فيها من الطعن في القران مثل:
"- عن محمد بن سالم ( مسلم خ ل ) عن أبي بصير قال : قال جعفر بن محمد : خرج عبد الله بن عمرو بن العاص من عند عثمان فلقى أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، فقال له : يا على بيتنا الليلة في امر نرجو ان يثبت الله هذه الأمة فقال أمير المؤمنين لن يخفى على ما بيتم فيه حرفتم فيه وغيرتم وبدلتم تسع مأة حرف ، ثلاثمائة حرفتم وثلاثمائة غيرتم وثلاثمائة بدلتم " فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله " إلى آخر الآية ومما يكسبون" ( 25 )

لا يوجد مقدمة للكاتب لنعرف منهجه في التفسير والتفسير لا يحتوي الا على الروايات و وقد وضعت قول المحقق على انه يعتبرها افضل ما كتب من المأثور في التفسير . وامنا استفتح التفسير بروايات تبين مذهب الشيعة الامامية في التفسير , فيروي من الاخبار ما يبين ان القران نزل فيهم وفي اعدائهم وفي الاحكام ثم الامثال والسنن ويبين ان الامر الحسن هو حقيقة يختص باهل البيت والسيء يختص بأعدائهم . ثم التركيز على ان القران لا يفهمه الا المعصوم .
ثم ان الروايات في اسانيدها فساد ظاهر . وتأويل باطل مثال ذلك :
" - عن ابن أبي عميه عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام " ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى في علي عليه السلام ( 3 ) 137 - عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله : " ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعدما بيناه للناس في الكتاب " يعنى بذلك نحن والله المستعان(26)

139" - عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له أخبرني عن قول الله : " ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعدما بيناه للناس في الكتاب " قال : نحن يعنى بها والله المستعان ، ان الرجل منا إذا صارت إليه لم يكن له أو لم يسعه الا ان يبين للناس من يكون بعده . 140 - ورواه محمد بن مسلم قال : هم أهل الكتاب 141 - عن عبد الله بن بكير عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله : " أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون " قال : نحن هم وقد قالوا هو أم الأرض" (27)

وهنا اشير الى امر مهم ورد في بداية التفسير اذ يقول كاتب التفسير عن العياشي ان كتابته انما كانت لكتاب من غير اصل مروي عن العياشي وانه بحث ولم يجد من يسنده اليه وبذلك يكون في نسبة الكتاب للعياشي نظر, (28)ثم ان فيه روايات معتقد الاثني عشرية مثل :
4 - عن زرارة قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن القرآن ؟ فقال لي : لا خالق ولا مخلوق ولكنه كلام الخالق
. 15 - عن زرارة قال سئلته عن القرآن أخالق هو ؟ قال : لا قلت : أمخلوق ؟ قال : لا ولكنه كلام الخالق [ يعنى انه كلام الخالق بالفعل ] ( 29 )
والاغرب روايته عن وجوب عرض الرواية على القران مع ما ذكرناه من روايات عن التحريف !!, فلا ندري هل يقصد القران الذي عندنا ام الذي عند قائمهم . ويستبعد ان يكون المقصود الذي عند قائمهم لان جعفر الصادق انما طلب منهم ان يعرضوه على القران ولا يمكن ان يطلب منهم ان يعرضوه على ما ليس عندهم,ثم ان عرضه يستوجب ان يكون الذي يعرض الرواية يفهم تفسير الايات .وهذهالاشكالية انما هي ظاهريا في مذهبهم , والحقيقة ان التفسير لا يعرف الابأئمتهم فمن لا يملك علم الأئمة عندهم لا يمكنه لا فهم القران المحفوظ ولا غيره .
فاذا كان كلام المعصوم نعلمه من خبر آحاد اذا بحثنا في صحته وفق شروطهم لم يستقم له حال فمن الذي يقبل منه التفسير ؟. وكيف لنا عرض ما لم يصلنا من أخبار على اخبار مثلها التي هي اخبار تفاسير المعصومين ؟ فرواية التفسير هي بنفس درجة رواية الخبر , وهذا من التهافت والبعد عن جادة الصواب. وهذه امثلة من الاحاديث التي رواها قبل البداية بالتفسير :
"3 - عن محمد بن مسلم قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا محمد ما جائك في رواية من بر أو فاجر يوافق القرآن فخذ به ، وما جائك في رواية من بر أو فاجر يخالف القرآن فلا تأخذ به 4 - عن أيوب بن حر قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : كل شئ ، مردود إلى الكتاب والسنة ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف 5 - عن كليب الأسدي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : ما اتاكم عنا من حديث لا يصدقه كتاب الله فهو باطل 6 - عن سدير قال : كان أبو جعفر عليه السلام وأبو عبد الله عليه السلام لا يصدق علينا الا بما يوافق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله 7 - عن الحسن بن الجهم عن العبد الصالح عليه السلام قال : إذا كان جائك الحديثان المختلفان فقسهما على كتاب الله وعلى أحاديثنا ، فان أشبههما فهو حق وان لم يشبههما فهو باطل ( 30) ."
وفي هذا التفسير رواية عن ابن عباس وهي في سورة الكهف ولكنها في الفضائل وليست في التفسير وهي :
"91 - عن عكرمة عن أبي عباس قال : ما في القرآن آية ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) الا وعلى أميرها وشريفها ، وما من أصحاب محمد رجل الا وقد عاتبه الله ، وما ذكر عليا الا بخير) ، قال عكرمة : انى لاعلم لعلى منقبة لو حدثت بها لبعدت أقطار السماوات والأرض ".( 31)
وهذا الاثر غير موجود في كتب الشيعة الا في تفسير العياشي , والذي في البحار هو منقول عن تفسير العياشي .
ومما سبق نجد التفسير يمتاز بما يلي :
اولا - ان القران لا يفسره الاالمعصوم .يعني هذا ان ما يسمع من المعصوم هو المقبول دون غيره من اقوال اهل العلم .
ثانيا-االروايات هي روايات آحاد.
ثالثا- يورد روايات تتضمن القول بتحريف القران .

*********************************************
24 -تفسير العياشي :ج1 ص 4 المكتبة العلمية الإسلامية - طهران
25- تفسير العياشي ج 1 - ص 47 - 48
26-تفسير العياشي ج 1 - ص 71
27-تفسير العياشي ج 1 - ص 72
28تفسير العياشي ج 1 - ص 2 حيث يقول:
" بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد لله على أفضاله والصلاة على محمد وآله قال العبد الفقير إلى رحمة الله انى نظرت في التفسير الذي صنفه أبو النصر محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمي باسناده ، ورغبت إلى هذا وطلبت من عنده سماعا من المصنف أو غيره فلم أجد في ديارنا من كان عنده سماع أو إجازة منه ، حذفت منه الاسناد . وكتبت الباقي على وجهه ليكون أسهل على الكاتب والناظر فيه ، فان وجدت بعد ذلك من عنده سماع أو إجازة من المصنف اتبعت الأسانيد ، وكتبتها على ما ذكره المصنف ، اسئل الله تعالى التوفيق لاتمامه وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه أنيب ."
29-تفسير العياشي ج 1 - ص 6 - 7 ويوجد تفاصيل في اعتقاد الشيعة لذلك وهو يخالف مذهب اهل السنة .
30-تفسير العياشي ج 1 - ص 8 - 9
31-تفسير العياشي ج 2 - ص 352
-. رواه الطبراني وابو نعيم وفيه عيسى بن راشد وهو ضعيف. ولم اقف رواية له في كتب الشيعة الاثني عشرية .
 
ومن التفاسير المشتهرة عن الشيعة الاثني عشرية تفسير القمي وهو علي بن ابراهيم القمي (توفي 307 هجريا)
وهو تفسير يستهل بمقدمة يذكر فيها الزعم بتحريف القران اذ يقول :"واما ما هو كان على خلاف ما انزل الله فهو قوله " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " فقال أبو عبد الله عليه السلام لقاري هذه الآية " خير أمة " يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين بن علي عليه السلام ؟ فقيل له وكيف نزلت يا بن رسول الله ؟ فقال إنما نزلت " كنتم خير أئمة أخرجت للناس " الا ترى مدح الله لهم في آخر الآية " تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " ومثله آية قرئت على أبى عبد الله عليه السلام " الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين اماما" فقال أبو عبد الله عليه السلام لقد سألوا الله عظيما ان يجعلهم للمتقين اماما فقيل له يا بن رسول الله كيف نزلت ؟ فقال إنما نزلت " الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعل لنا من المتقين اماما " وقوله " له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله " فقال أبو عبد الله كيف يحفظ الشئ من امر الله وكيف يكون المعقب من بين يديه فقيل له وكيف ذلك يا بن رسول الله ؟ فقال إنما نزلت " له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله ومثله كثير . واما ما هو محرف منه فهو قوله " لكن الله يشهد بما انزل إليك في علي أنزله بعلمه والملائكة يشهدون " وقوله " يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك في علي فإن لم تفعل فما بلغت رسالته " وقوله " ان الذين كفروا وظلموا آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم " وقوله " وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم اي منقلب ينقلبون " وقوله " ولو ترى الذين ظلموا آل محمد حقهم في غمرات الموت " ومثله كثير نذكره في مواضعه" (32).
والغريب انه تكلم قبل ذلك بكلمات تختلف عما قاله اذ يشير الى حفظ الكتاب وانه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه !!!! اذ يقول:
"وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلوات الله عليه ارسله بكتاب قد فصله وأحكمه وأعزه وحفظه بعلمه وواضحه بنوره وأيده بسلطانه وأحكمه من أن يميل سهوا ويأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه تنزيل من حكيم حميد ، لا تفنى عجائبه من قال به صدق ومن عمل به احيز ومن خاصم به فلج ومن قال به نصر ومن قام به هدى إلى صراط مستقيم ومن تركه من الجبابرة قصمه الله ومن ابتغى العلم من غيره أضله الله وهو حبل الله المتين فيه بيان ما كان قبلكم والحكم فيما بينكم وخبر معادكم أنزله الله بعلمه واشهد الملائكة بتصديقه فقال " لكن الله يشهد بما انزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا " فجعله نورا يهدى التي هي أقوم فقال " اتبعوه ما انزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما يتذكرون " ففي اتباع ما جاء من الله عز وجل الفوز العظيم وفي تركه الخطا المبين فجعل في اتباعه كل خير يرجى في الدنيا والآخرة ".(33)ولأزالة هذا الاشكال اوضح الآتي :
في التفسير الاية :"لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ"(34)اذ يقول :"وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ( ع ) في قوله ( ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم ) يعنى القرآن الذي ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ) قال لا يأتيه الباطل من قبل التوراة ولا من قبل الإنجيل والزبور واما من خلفه لا يأتيه من بعده كتاب يبطله "(35).
ويتكلم في مقدمة تفسيره عن ان علم الكتاب لا يعرف الا بأهل بيت النبي المخصوصين فيقول :
"ففرض الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وآله ان يبين الناس ما في القرآن من الاحكام والقوانين والفرايض والسنن وفرض على الناس التفقه والتعليم والعمل بما فيه حتى لا يسع أحدا جهله ولا يعذر في تركه ونحن ذاكرون ومخبرون بما ينتهى الينا ورواه مشايخنا وثقاتنا عن الذين فرض الله طاعتهم وأوجب ولايتهم ولا يقبل عمل الا بهم وهم الذين وصفهم الله تبارك وتعالى وفرض سؤالهم والاخذ منهم فقال " فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون " فعلمهم عن رسول الله وهم الذين قال في كتابه وخاطبهم في قوله تعالى " يا أيها الناس آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ( القرآن ) ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا - أنتم يا معشر الأئمة - شهداء على الناس " فرسول الله صلى الله عليه وآله شهيد عليهم وهم شهداء على الناس فالعلم عندهم والقرآن معهم ودين الله عز وجل الذي ارتضاه لأنبيائه وملائكته ورسله منهم يقتبس وهو قول أمير المؤمنين عليه السلام " الا ان العلم الذي هبط به آدم عليه السلام من السماء إلى الأرض وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين عندي وعند عترة خاتم النبيين فأين يتاه بكم بل أين تذهبون وقال أيضا أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته " ولقد علم المستحفظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله أنه قال إني وأهل بيتي مطهرون فلا تسبقوهم فتضلوا ولا تتخلفوا عنهم فتزلوا ولا تخالفوهم فتجهلوا ولا تعلموهم فإنهم اعلم منكم هم اعلم الناس كبارا واحلم الناس صغارا فاتبعوا الحق وأهله حيث كان ففي الذي ذكرنا من عظيم خطر القرآن وعلم الأئمة عليهم السلام كفاية لمن شرح الله صدره ونور قلبه وهداه لايمانه ومن عليه بدينه وبالله نستعين وعليه نتوكل وهو حسبنا ونعم الوكيل "(36)
غير انه يخالف ذلك عند تفير قوله تعالى :"قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي"(37).
فيروي تفسيرا عن غير المعصوم اذ يقول :"وحدثني أبي عن محمد بن عمرو رحمه الله في قول لوط عليه السلام " هؤلاء بناتي هن أطهر لكم " قال عني به أزواجهم وذلك أن النبي أبو أمته ، فدعاهم إلى الحلال ولم يكن يدعوهم إلى الحرام ، فقال أزواجكم هن أطهر لكم"(38)
ولعل المتدبر في تفسير القمي يرى انه يغلب عليه التفسير بلا اسناد ولعل الاشارة هنا الى هذا النقل يجعل المتأمل ان يتسآئل : هل ما ورد من غير اسناد هل هو من قول المعصوم المسند ام قول غيره ؟.
ثم انه على نهج الاثني عشرية في تفسير الايات على اساس ان ما ذكر من خير ففي اهل البيت وشيعتهم وما ذكر من شر فهو في عدوهم اذ يقول:"( وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس ) قال العالم عليه السلام من الجن إبليس الذي دبر على قتل رسول الله صلى الله عليه وآله في دار الندوة وأضل الناس بالمعاصي وجاء بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله إلى فلان فبايعه ومن الانس فلان ( نجعلهما تحت اقدامنا ليكونا من الأسفلين ) ثم ذكر المؤمنين من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام فقال ( ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) قال على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام قوله ( تتنزل عليهم الملائكة ) قال عند الموت"(39).
ويصل الامر به ان يصف علي رضي الله عنه بانه بعوضة لوجود مثل ضربه الله عز وجل بالحق فيقول:"واما قوله " ان الله لا يستحيي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فاما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم واما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثل يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا ) فإنه قال الصادق عليه السلام ان هذا القول من الله عز وجل رد على من زعم أن الله تبارك وتعالى يضل العباد ثم يعذبهم على ضلالتهم فقال الله عز وجل ان الله لا يستحيي ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها قال وحدثني أبي عن النضر بن سويد عن القسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام ان هذا المثل ضربه الله لأمير المؤمنين عليه السلام فالبعوضة أمير المؤمنين عليه السلام وما فوقها رسول الله صلى الله عليه وآله والدليل على ذلك قوله " فاما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم " يعنى أمير المؤمنين كما اخذ رسول الله صلى الله عليه وآله الميثاق عليهم له " واما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا " فرد الله عليهم فقال " وما يضل به الا الفاسقين الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه - في علي - ويقطعون ما امر الله به ان يوصل " يعني من صلة أمير المؤمنين ( ع ) والأئمة عليهم السلام " )ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون(40.
ونرى نفس ما وجدناه في تفسير العياشي من 1- القول بالتحريف 2-وجعل التفسير مهمة لاهل البيت الا انه هنا لا يسند كل الاقوال وقد وجدت من المسند ما ليس للمعصوم عندهم . 3-ثم الاخبار كلها أخبار آحاد .

********************************************************************************************************************
32-تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي - ج 1 - ص 10 - 11
33-تفسير القمي ج 1 - ص 2
34-سورة فصلت الاية 42
35-تفسير القمي ج 2 - ص 266
36-تفسير القمي ج 1 - ص 4 - 5
37- سورة هودالاية 78
38-تفسير القمي ج1 ص335
39-تفسير القمي ج 2 ص 265
40-تفسير القمي ج 1 - ص 34 - 35
 
***************************************تفسير الصافي والاصفى للفيض الكاشاني ***************************************
اولا تفسير الصافي :اذكر ان صاحب تفسير الميزان هو من قدم على بعض طبعاته قد سبقت الاشارة الى المقدمة السادسة والتي عقدها الفيض الكاشاني للقول بتحريف القران والرد على من نفى ذلك من اعيان الشيعة , ولم يتعرض له صاحب التقديم المذكور . ولكن بالاضافة الى القول بالتحريف فان صاحب هذا التفسير متخبط , فهو يزعم ان اهل البيت وحدهم من يفهم القرآن فبعد ان بين ذلك يستدل برواية للطعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيها :
" ثم خلف من بعدهم خلف غير عارفين ولا ناصبين لم يدروا ما صنعوا بالقرآن ، وعمن أخذوا التفسير والبيان ، فعمدوا إلى طائفة يزعمون أنهم من العلماء ، فكانوا يفسرونه لهم بالآراء ويروون تفسيره عمن يحسبونه من كبرائهم ، مثل : أبي هريرة وأنس وابن عمر ونظرائهم . وكانوا يعدون أمير المؤمنين عليه السلام من جملتهم ويجعلونه كواحد من الناس ، وكان خير من يستندون إليه بعده ابن مسعود وابن عباس ممن ليس على قوله كثير تعويل ولا له إلى لباب الحق سبيل ، وكان هؤلاء الكبراء ربما يتقوّلونه من تلقاء أنفسهم غير خائفين من مآله وربما يسندونه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، ومن الآخذين عنهم من لم يكن له معرفة بحقيقة أحوالهم لما تقرر عنهم أن الصحابة كلهم عدول ولم يكن لأحد منهم عن الحق عدول ، ولم يعلموا أن أكثرهم كانوا يبطنون النفاق ويجترون على الله ويفترون على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عزة وشقاق ، هكذا كان حال الناس قرنا بعد قرن فكان لهم في كل قرن رؤساء ضلالة ، عنهم يأخذون وإليهم يرجعون ، هم بآرائهم يجيبون وإلى كبرائهم يستندون وربما يروون عن بعض أئمة الحق في جملة ما يروون عن رجالهم ولكن يحسبونه من أمثالهم . فتبّاً لهم ولأدب الرواية ، إذ ما رعوها حق الرعاية ، نعوذ بالله من قوم حذفوا محكمات الكتاب ونسوا الله رب الأرباب راموا غير باب الله أبوابا ، واتخذوا من دون الله اربابا ، وفيهم أهل بيت نبيهم وهم أزمة الحق وألسنة الصدق وشجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط "الوحي وعيبة العلم ومنار الهدى والحجج على أهل الدنيا خزائن اسرار الوحي والتنزيل ، ومعادن جواهر العلم والتأويل ، الأمناء على الحقائق ، والخلفاء على الخلائق ، اولوا الأمر الذين امروا بطاعتهم وأهل الذكر الذين امروا بمسألتهم وأهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، والراسخون في العلم الذين عندهم علم القرآن كله تأويلا وتفسيرا ومع ذلك كله يحسبون أنهم مهتدون إنا لله وإنا إليه راجعون ." (41)
فانظر الى قبح افرائهم على الامام للطعن في أصحاب محمد كعادة الرافضة . وليته يكتفي بذلك بل يطعن في كتاب الله ويزعم ان الصحابة حذفوا محكمات الكتاب !!! فلا تستغرب هذا الكلام من انسان لا يعرف اسمه الثلاثي ,وليس الا نكرة يؤلف التفسير يضع مقدمة فيه للطعن في الكتاب ومن نقل الكتاب . ثم انه تهجم على اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بانهم فسروا القران وان القران لا يفسره الا اهل البيت ولكن من تناقض ما يزعمه من روايات مكذوبة على اهل البيت يجد نفسه يبيح لنفسه ما منعه عن اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. فيقول بعد حيرته بالاحاديث التي تدعوا لعرض اقوالهم على القران وما شابهها :
"فالصواب أن يقال من أخلص الإنقياد لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولأهل البيت عليهم السلام وأخذ علمه منهم وتتبع آثارهم واطلع على جملة من أسرارهم بحيث حصل له الرسوخ في العلم والطمأنينة في المعرفة وانفتح عينا قلبه وهجم به العلم على حقائق الأمور وباشر روح اليقين واستلان ما استوعره المترفون وأنس بما استوحش منه الجاهلون وصحب الدنيا ببدن روحه معلقة بالمحل الأعلى فله أن يستفيد من القرآن بعض غرائبه ويستنبط منه نبذا من عجائبه ليس ذلك من كرم الله تعالى بغريب ولا من جوده بعجيب فليست السعادة وقفا على قوم دون آخرين وقد عدوا عليهم السلام جماعة من أصحابهم المتصفين بهذه الصفات من أنفسهم كما قالوا سلمان منا أهل البيت عليهم السلام فمن هذه صفته لا يبعد دخوله في الراسخين في العلم العالمين بالتأويل بل في قولهم نحن الراسخون في العلم كما دريت في المقدمة السابقة فلا بد من تنزيل التفسير المنهي عنه على أحد وجهين : الأول : أن يكون للمفسر في الشيء رأي وإليه ميل من طبعه وهواه فيتأول القرآن على وفق . رأيه وهواه ليحتج على تصحيح غرضه ومدعاه ولو لم يكن ذلك الرأي والهوى لكان لا يلوح له من القرآن ذلك المعنى وهذا تارة يكون مع العلم كالذي يحتج ببعض آيات القرآن على تصحيح بدعته وهو يعلم أنه ليس المراد بالآية ذلك ولكن يلبس به على خصمه وتارة يكون مع الجهل ولكن إذا كانت الآية محتملة فيميل فهمه إلى الوجه الذي يوافق غرضه ويترجح ذلك الجانب برأيه وهواه فيكون قد فسر القرآن برأيه أي رأيه هو الذي حمله على ذلك التفسير ولولا رأيه لما كان يترجح عنده ذلك الوجه . "(42)
فاي تخبط من تخبط من يزعم ان اصحاب النبي لم ينهلوا من علمه ويظن نفسه وغيره من الذين ليس عندهم خبر صحيح عن الأئمة نهل من علم اهل البيت !!! فالصحابة خالطوا النبي وتعلموا منه . وامثال الكاشاني بينه وبين أخر امام اكثر من سبع قرون !!! واما من يزعمون انهم اصحاب الأئمة فقد وردت الروايات في الطعن فيهم . فجابر الحعفي يقول عنه الامام لم اره عند ابي الا مرة ويروي اكثر من ستين الف حديث عن المعصوم الميت , والاغرب ما الحاجة لكثرة هذه الروايات مع موجود المعصوم الحي ؟؟؟ ثم ان زرارة الآخر يروى عن المعصوم قوله عنه "زرارة شر من اليهود والنصارى" اما اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فان مدحم في محكم القران ومن اقول المعصومين عندهم , فيحق لنا ان نقول لامثال هذا ان اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم احق بان يقبل التفسير منهم لا كما اراد الفيض الكاشاني ان يطعن فيهم .
وسأبين في الرد ان شاء الله كذب دعوتهم بانهم ينهلوا بالتفسير من اهل البيت ان ابقاني الله لاتمام المبحث فهو وحده الذي تتم بعونه الصالحات وهو حسبنا ونعم الوكيل .
والغريب ان الفيض الكاشاني بعد عقده لاحد عشرة مقدمة وقبل ان يبدأ في اول اية ليفسرها ينقض غزله في المقدمة الثانية عشرة فيقول :" وبالجملة ما يزيد على شرح اللفظ والمفهوم مما يفتقر إلى السماع من المعصوم فان وجدنا شاهدا من محكمات القرآن يدل عليه أتينا به فان القرآن يفسر بعضه بعضا وقد أمرنا من جهة أئمة الحق ( عليهم السلام ) أن نرد متشابهات القرآن إلى محكماته"(43) ورد المحكم الى المتشابه هو تفسير بحد ذاته فكيف يفسر وهو يقدم ان الذي يعلم تميز ذلك من محكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ هو الامام !! ثم ان قلنا انه رد المتشابه للمحكم نسأله وكيف عرفت تفسير المحكم !!!
ثم يقال له كيف يكون الامام وظيفته تبيان الكتاب للناس ويمضي الرسول واحد عشر اماما وفاطمة رضوان الله عليهم والغائب الذي تنتظرونه موجود ثم لا تجد تفسيرا مرويا بطريقة مقبولة عن احدهم ؟!!!

"وإلا فان ظفرنا فيه بحديث معتبر عن أهل البيت ( عليهم السلام ) في الكتب المعتبرة من طرق أصحابنا ( رضوان الله عليهم ) أوردناه ،"وهنا اذكر بامر هام الشيعة الاثني عشرية بعضهم يعتبر كل ما في الكتب المعتبرة صحيح . ولكن البعض الاخر يشترط شرط شبيه بشرط اهل السنة الا انه يشترط ان يكون ثقة ضابط امامي مع عدم معرفتهم بامر الشذوذ والعلل القادحة . مع انهم يشترطوا ان يكون الخبر قطعي في العقائد .
الا انه يبين قصور مذهب الاثني عشرية عن التفسير الا بعد كونه عالة على مذهب اهل السنة ,وهذه من مفارقات مذهب الامامية , ومن آثار انقطاع علمهم عمن يوجبون اتباعهم فيقول الكاشاني موضحا ذلك :" وإلا أوردنا ما روينا عنهم ( عليهم السلام ) من طرق العامة لنسبته إلى المعصوم وعدم ما يخالفه ، نظيره في الاحكام ما روي عن الصادق ( عليه السلام ) : إذا نزلت بكم حادثة لا تجدون حكمها فيما يروى عنا فانظروا إلى ما رووه عن علي ( عليه السلام ) فعملوا به . رواه الشيخ الطوسي ( رضوان الله عليه ) في العدة وما لم نظفر فيه بحديث عنهم ( عليهم السلام )"(44)
فهو يشترط فيما يأخذه عن طريق العامة (اهل السنة) ان يكون عن علي رضي الله عنه او الأئمة رضوان الله عليهم ,ويشترط فيه ان لا يكون مخالفا لما يرونه .
"أوردنا ما وصل إلينا من غيرهم من علماء التفسير إذا وافق القرآن وفحواه وأشبه أحاديثهم في معناه فإن لم نعتمد عليه من جهة الاستناد اعتمدنا عليه من جهة الموافقة والشبه والسداد "(45). وهذا خلاف ما يذهب اليه الاثني عشرية بان القران لا يعرفه الا المعصومين وان له بواطن , فكيف يقبل التفسير من غيرهم ؟ وشرطه عدم مخالفة القران امر مستحيل تحققه الا اذا عرفنا التفسير الذي منع اصلا من غير المعصوم , فكيف نعرض الخبر على ما لم نعرف معناه .
والامر الاكثر خطورة هو قوله في آخر عبارة عن منهجه في قبول الاخبار وقيمة السند الذي في الكتب الى المعصوم فيقول : "ونحن نروي ما أضمره على إضماره وحذفنا الأسانيد في الكل لقلة جدوى المعرفة بها في هذا العصر البعيد العهد عنها مع الاختلاف فيها والاشتباه على أنا إنما نصحح الأخبار بنحو آخر غير الأسانيد إلا قليلا ونستعين في ذلك كله بالله وحده ولا نتخذ إلى غيره سبيلا "(46).وهنا تظهر الاهواء فان كان لا يستطيع معرفة صحة الاسانيد ويحيل معرفة اغلبها فهل يعتمد ما نقله عن من تفسير عن أهل البيت(47) ؟؟
......يتبع تفسير الصافي والاصفى ....
*******************************************************************************************
41-تفسير الصافي ج1 ص10-11
42-تفسير الصافي ج1 ص36-37
43-التفسير الصافي ج 1 - ص 75
44-التفسير الصافي ج 1 - ص 75
45-التفسير الصافي ج 1 - ص 75
46- التفسير الصافي ج1 ص 77-78
46- نذكر ما جاء في سبب تسمية التفسير بالصافي . وبالحري أن يسمى هذا التفسير بالصافي لصفائه عن كدورات آراء العامة والممل والمحير والمتنافي التفسير الصافي - ج 1 - ص 13 .فلعل المقدمة الاخيرة تبين خلاف ذلك
 
الأخ الفاضل :
ليتك تهتم قليلا بقواعد النحو والإملاء . إن كثرة الأخطاء الإملائية والنحوية في أي موضوع ، ليست في صالحه ،
مع أمنياتي لك بالتوفيق .

أمثلة من موضوعك هذا :

يقوم اسلام امرء حتى يسلم : الصواب : امرئ
النقطة الولى والثانية تتعلق : الأولى - تتعلقان
ينكرون امور هي معروفة : أمورا
ارجوا من اخوتي ومشايخي : أرجو
ان يقترحوا علي قبل ان ابتدء : أبتدئ
ان كان هناك اقتراح اكون له من الشاكرين : إن – أكن
وارجوا من اي اثني عشري : وأرجو . أي .
ارجوا ارشادي الى الروابط كي نجتنب التكرارا : أرجو – إلى – التكرار .
بل يورد اشكال على قوله : إشكالا .
وكذا الكليني المدعوا بثقة الاسلام !!!: المدعو .
نقل كلاما مخالفا لكل من الشريف المرتضى والصدوق محمد بن الحسن الطوسي و أبو علي الطبرسي : وأبي علي ..
والقول عندهم لا يتعلق فقط بالايات بل بالاجزاء منها فيزعموا ان قولها تعالى : بالآيات – بالأجزاء – فيزعمون – أن – قوله ..
فيزعموا ان موضعها في : فيزعمون .
لخطباء السوء الذين يلبسوا على العوام دينهم : يلبسون .
ان نستقطع منه امر يوضح حقيقة : أمرا .
وبعضهم يتحدث عن محتوا الايات : محتوى .
ونحن نراهم يحتجوا به احيانا : يحتجون .
فجعل التأويل والتفسير قران بكونه : قرءانا .
اننا نجد الاثني عشرية يصروا : يصرون .
يعتقدون انهم معصومين من الزلل : معصومون .
ومطلعي على علم الغيب : ومطلعون .
وكل من ذكرنا من ابناء الحسين معصومين : معصومون .
بالاحاديث التي تدعوا لعرض اقوالهم : تدعو .
وبين أخر امام اكثر من سبع قرون !!!: سبعة .
دعوتهم بانهم ينهلوا بالتفسير : ينهلون .
بعد عقده لاحد عشرة مقدمة وقبل : لإحدى عشرة .
 
جزاك الله خيراً على هذا الموضوع المهم ووفقنا الله وإياك .

أما ماذكره الأخ عبد الله من الملاحظات فلا يسلم منه أحد وقد قرأت الموضوع كله ولم أتنبه لذلك والناقد بصير ، وليت هذه التنبيهات والنقد يكون على الخاص.

هذا رأيي ووجهة نظري: ثم يمكّن صاحب الموضوع من تعديله حسب ما يرده من الملاحظات من الأخوة ولو بعد مدة.
 
الأخ الفاضل :
ليتك تهتم قليلا بقواعد النحو والإملاء . إن كثرة الأخطاء الإملائية والنحوية في أي موضوع ، ليست في صالحه ،
مع أمنياتي لك بالتوفيق .

أمثلة من موضوعك هذا :

يقوم اسلام امرء حتى يسلم : الصواب : امرئ
النقطة الولى والثانية تتعلق : الأولى - تتعلقان
ينكرون امور هي معروفة : أمورا
ارجوا من اخوتي ومشايخي : أرجو
ان يقترحوا علي قبل ان ابتدء : أبتدئ
ان كان هناك اقتراح اكون له من الشاكرين : إن – أكن
وارجوا من اي اثني عشري : وأرجو . أي .
ارجوا ارشادي الى الروابط كي نجتنب التكرارا : أرجو – إلى – التكرار .
بل يورد اشكال على قوله : إشكالا .
وكذا الكليني المدعوا بثقة الاسلام !!!: المدعو .
نقل كلاما مخالفا لكل من الشريف المرتضى والصدوق محمد بن الحسن الطوسي و أبو علي الطبرسي : وأبي علي ..
والقول عندهم لا يتعلق فقط بالايات بل بالاجزاء منها فيزعموا ان قولها تعالى : بالآيات – بالأجزاء – فيزعمون – أن – قوله ..
فيزعموا ان موضعها في : فيزعمون .
لخطباء السوء الذين يلبسوا على العوام دينهم : يلبسون .
ان نستقطع منه امر يوضح حقيقة : أمرا .
وبعضهم يتحدث عن محتوا الايات : محتوى .
ونحن نراهم يحتجوا به احيانا : يحتجون .
فجعل التأويل والتفسير قران بكونه : قرءانا .
اننا نجد الاثني عشرية يصروا : يصرون .
يعتقدون انهم معصومين من الزلل : معصومون .
ومطلعي على علم الغيب : ومطلعون .
وكل من ذكرنا من ابناء الحسين معصومين : معصومون .
بالاحاديث التي تدعوا لعرض اقوالهم : تدعو .
وبين أخر امام اكثر من سبع قرون !!!: سبعة .
دعوتهم بانهم ينهلوا بالتفسير : ينهلون .
بعد عقده لاحد عشرة مقدمة وقبل : لإحدى عشرة .

احسنت اخي ولله اسأل ان يزيل عجمة السنتنا . وان شاء الله بعد انهاء البحث اقوم بتصحيح الاخطاء .
 
وعند تفسير الآيات نجد أن الفيض الكاشاني وضع لنفسه خطا صعبا , فإن الجمع بين الروايات التي نقلت عن أهل البيت كثيرة ومتضاربة , ولا يمكن أن يجمع بينها أنها صدرت من نفس المشكاة , وسأعرض الأن ما أورده عن تفسير ايتين من كتاب الله . الأية الأولى هي قوله تعالى : وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (47).

" أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح
وهو الولي الذي يلي عقد نكاحهن .
وفي الفقيه وفي التهذيب عن الصادق ( عليه السلام ) يعني الأب والذي توكله المرأة وتوليه أمرها من أخ أو قرابة أو غيرهما
. وفي الكافي عنه ( عليه السلام ) في عدة اخبار هو الأب والأخ والرجل يوصى ليه والرجل يجوز أمره في مال المرأة فيبيع لها ويشتري وإذا عفا فقد جاز .
وفي رواية العياشي فأي هؤلاء عفا فقد جاز قيل أرأيت ان قالت لا أجيز ما يصنع قال ليس لها ذلك أتجيز بيعه فيما لها ولا تجيز هذا .
وفي رواية أبوها إذا عفا جاز وأخوها إذا كان يقيم بها وهو القائم عليها فهو بمنزلة الأب يجوز له فإذا كان الأخ لا يقيم بها ولا يقوم عليها لم يجز له عليها أمر .
وعن الصادق ( عليه السلام ) الذي بيده عقدة النكاح وهو الولي الذي انكح يأخذ بعضا ويدع بعضا وليس له أن يدع كله . وفي المجمع عنهما ( عليهما السلام ) الذي بيده عقدة النكاح هو الولي

. وعن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) هو الزوج قال والولي عندنا هو الأب والجد مع وجود الأب الأدنى على البكر غير البالغ فاما من عداهما فلا ولاية له الا بتوليتهما إياه غير أن الأول أظهر(48) وعليه المذهب.
ومعنى عفو الزوج عدم استرداده فإنهم كانوا يسوغون المهر قبل الدخول ."(49)

فقد ذكر عدة روايات وأقوال تبين من هو الذي يعفو :
1-فقال هو (المفسر):وهو الولي الذي يلي عقد نكاحهن . فخصه به دون غيره .
2-.ذكر بعد ذلك رواية تحدد الولي لها مطلقا دون الالزام بعقد النكاح .
3-اضاف الى ما ذكر في (2) كل من توليه المرأة امرها كمن توليه البيع والشراء.
4-انه الزوج .
فلا يمكن ان تكون هذه الاقوال كلها صادرة عن المعصوم ونلاحظ انه عند التفسير خصه بمن يعقد النكاح ولكن لم تكن اي رواية من روايات اهل البيت تخصه بما خصها الكاشاني .ثم يحق لنا ان نسفسر الترجيح الذي وضعه في البداية على اي رواية اعتمد في تخصيص الولي الذي عقد النكاح ؟.
"ومثل ذلك عندما تكلم عن قوله جل وعز "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " (50)
" وخلق منها زوجها هي حواء. القمي برأها من أسفل أضلاعه وبث منهما رجالا كثيرا ونساء بنين وبنات كثيرة ورتب الامر بالتقوى على ذلك لما فيه من الدلالة على القدرة القاهرة التي من حقها أن تخشى والنعمة الظاهرة التي توجب طاعة مولاها . العياشي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال خلقت حواء من قصيري جنب آدم والقصير هو الضلع الأصغر فأبدل الله مكانه لحما ، وفي رواية خلقت حواء من جنب آدم وهو راقد . وعن الصادق ( عليه السلام ) أن الله خلق آدم من الماء والطين فهمة ابن آدم في الماء والطين وان الله خلق حواء من آدم فهمة النساء الرجال فحصنوهن في البيوت . وفي الفقيه والعلل عنه ( عليه السلام ) انه سئل عن خلق حواء وقيل له أن أناسا عندنا يقولون إن الله عز وجل خلق حواء من ضلع آدم اليسرى الأقصى قال سبحان الله تعالى عن ذلك علوا كبيرا ، يقول من يقول هذا ان الله تبارك وتعالى لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجة من غير ضلعه ويجعل للمتكلم من أهل التشنيع سبيلا إلى الكلام ، أن يقول : إن آدم الكلام يقول إن آدم كان ينكح بعضه بعضا إذا كانت من ضلعه ما لهؤلاء حكم الله بيننا وبينهم ثم قال إن الله تبارك وتعالى لما خلق آدم من طين وأمر الملائكة فسجدوا له القى عليه السبات ثم ابتدع له حواء فجعلها في موضع النقرة التي بين وركيه وذلك لكي تكون المرأة تبعا للرجل فأقبلت تتحرك فانتبه لتحركها فلما انتبه نوديت أن تنحي عنه فلما نظر إليها نظر إلى خلق حسن يشبه صورته غير أنها أنثى فكلمها فكلمته بلغته فقال لها من أنت فقالت خلق خلقني الله كما ترى فقال آدم ( عليه السلام ) عند ذلك يا رب من هذا الخلق الحسن الذي قد آنسني قربه والنظر إليه فقال الله يا آدم هذه أمتي حواء أتحب أن تكون معك فتؤنسك وتحدثك وتأتمر لأمرك فقال نعم يا رب ولك علي بذلك الشكر والحمد ما بقيت فقال الله تعالى فاخطبها إلي فإنها أمتي وقد تصلح لك أيضا زوجة للشهوة والقى الله عليه الشهوة وقد علمه قبل ذلك المعرفة بكل شئ فقال يا رب فاني أخطبها إليك فما رضاك لذلك فقال رضائي ان تعلمها معا لم ديني فقال ذلك لك يا رب علي ان شئت ذلك لي فقال قد شئت ذلك وقد زوجتكها فضمها إليك فقال لها آدم إلي فاقبلي فقالت له لا بل أنت فاقبل إلي فأمر الله تعالى آدم أن يقوم إليها فقام ولولا ذلك لكن النساء يذهبن حتى يخطبن على أنفسهن فهذه قصة حواء . والعياشي عن الباقر ( عليه السلام ) أنه سئل من أي شئ خلق الله حواء فقال أي شئ يقولون هذا الخلق قلت يقولون إن الله خلقها من ضلع من أضلاع آدم فقال كذبوا كان يعجز ان يخلقها من غير ضلعه ثم قال اخبرني أبي عن آبائه ( عليهم السلام ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ان الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه وكلتا يديه يمين فخلق منها آدم وفضل فضلة من الطين فخلق منها حواء . وفي العلل عنه ( عليه السلام ) خلق الله عز وجل آدم من طين ومن فضلته وبقيته خلقت حواء ، وفي رواية أخرى خلقت من باطنه ومن شماله ومن الطينة التي فضلت من ضلعه الأيسر . قال في الفقيه وأما قول الله عز وجل يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ، والخبر الذي روي أن حواء خلقت من ضلع آدم الأيسر صحيح ومعناه من الطينة التي فضلت من ضلعه الأيسر فلذلك صارت أضلاع الرجال أنقص من أضلاع النساء بضلع . أقول : فما ورد أنها خلقت من ضلعه الأيسر إشارة إلى أن الجهة الجسمانية الحيوانية في النساء أقوى منها في الرجال والجهة الروحانية الملكية بالعكس من ذلك وذلك لأن اليمين مما يكنى به عن عالم الملكوت الروحاني والشمال مما يكنى به عن عالم الملك الجسماني فالطين عبارة عن مادة الجسم واليمين عبارة عن مادة الروح ولا ملك إلا بملكوت وهذا هو المعني بقوله وكلتا يديه يمين فالضلع الأيسر المنقوص من آدم كناية عن بعض الشهوات التي تنشؤ من غلبة الجسمية التي هي من عالم الخلق وهي فضلة طينة المستنبط من باطنه التي صارت من مادة لخلق حواء فنبه في الحديث على أنه جهة الملكوت والأمر في الرجال أقوى من جهة الملك والخلق وبالعكس منهما في النساء فان الظاهر عنوان الباطن وهذا هو السر في هذا النقص في أبدان الرجال بالإضافة إلى النساء وأسرار الله لا ينالها إلا أهل السر فالتكذيب في كلام المعصومين إنما يرجع إلى ما فهمه العامة من حمله على الظاهر دون أصل الحديث ."(51)
فهل يعقل أن يكون المعصوم يقول هذه الأقوال التي لا تتفق مع بعضها البعض ؟ إذ فيها :
1-برأها من أسفل أضلاعه
2-قصيري جنب آدم.
3-جنب آدم وهو راقد.
4- ابتدع حواء اي خلقها دون تفصيل .
5-من فضلته وبقيته خلقت حواء.
6-خلقت من باطنه ومن شماله ومن الطينة التي فضلت من ضلعه الأيسر .
ولا يمكن الجمع بين هذه الروايات حتى بالقول الوارد بانه خلق من الطنة التي فضلت من ضلعه الأيسر , لورود انه كسي اللحم مكان ذلك الضلع وغيرها .
وفي موضوع النسل يورد روايات تدل على كيف أصبح النسل فقالوا :إن أولاد آدم تزوجوا حورا ويضع رواية انهم تزوجوا حورا وقسما منهم ومن الجن !!! ثم يورد اخبار توافق كلام أهل السنة ان كل البشر من آدم وحواء لا من سواهما , وهذا ما يصدق القران , ويقول بعد ذلك :" إن قيل كيف التوفيق بين هذه الأخبار والاخبار الأولى قلنا الاخبار الأولى هي الصحيحة المعتمد عليها وإنما الأخيرة فإنما وردت موافقة للعامة فلا اعتماد عليها مع جواز تأويلها."(52)
اذا فالرواية عن المعصوم ردها لا لسبب الا أنها وافقت كلام أهل السنة !! وهذه الطريقة مألوفة عنهم ولكن الذي يهمنا هو : كلام المعصوم الذي يجب ان يكون صحيحا وفي نسق واحد أين هو ؟اين الصفاء الذي سمى التفسير لأجله؟.
ومن الملاحظ انه يمضي في تفسير السورة فلا تراه يستشهد من الآثار الا قليل كما في سورة الكهف وفي أخر اجزاء القران فانه مع نقله عن العديد من التفاسير والكتب الا انه لا يروي شيء في التفسير او لا يورد الرواية اصلا وينقل من التفاسير .
اذا نلاحظ من تفسير الصافي ما يلي :
1- لم يلتزم بان يكون التفسير كله عن طريق أهل البيت .ويظهر هذا من المقدمة الاخيرة . وهو خلاف ما اقره في اول كلامه عن من يحق له تفسير القرآن .
2- قال بالتحريف وعقد لها مقدمة يدافع عن التحريف ويرد على من لم يقل به
3- أخبار التفسير كلها آحاد ويروي المتضارب ولا يعرف له منهج في قبول الاخبار او ردها .

تفسير الأصفى : وهو مختصر لتفسير الصافي ووضع فيه خلاصة القول .فطرح من اقوال المعصوم ما طرح وأثبت ما يوافق رأيه فمنه :



"( وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح ) . قال : " هو ولي أمرها " . وقال : " يعني الأب والذي توكله المرأة وتوليه أمرها ، من أخ أو قرابة أو غيرهما " (53)
قلت وهذا إذا قورن بما ورد في الصافي يلاحظ طرح بعض الاقول والأخذ بأشمل مما فسره هو إذ قال في الصافي "الولي الذي يلي عقد نكاحهن" . تخصيصا وهنا وضع معنى أعم وأشمل .
وعند كلامه في خلق زوج آدم قال :
". ( وخلق منها زوجها ) . هي حواء . قال : " إن الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه - وكلتا يديه يمين - فخلق منها آدم ، وفضل فضلة من الطين ، فخلق منها حواء " .وفي رواية : " إنها خلقت من باطنه ، ومن شماله ، ومن الطينة التي فضلت من ضلعه الأيسر " . أقول : لعل تأويل الضلع الأيسر الجهة التي تلي الدنيا ، فإنها أضعف من الجهة التي تلي العقبى ، ولذلك تكون جهة الدنيا في الرجال أنقص من جهة العقبى ، وبالعكس منهما في النساء . ( وبث منهما ) : نشر ( رجالا كثيرا ونساء ) . قال : " إن الله عز وجل أنزل على آدم حوراء من الجنة ، فزوجها أحد ابنيه ، وتزوج الآخر ابنة الجان ، فما كان في الناس من جمال كثير ، أو حسن خلق ، فهو من الحوراء ، وما كان فيهم من سوء خلق ، فهو من ابنة الجن "(54).
فطرح القول انها خلقت من آدم ورجح انها خلقت من طينته واخذ برواية ان اولاد آدم تزوجوا حوريات وجان على رواية انهم انما تزوجوا جنيات وقال سوء خلق هذه ليست في رواياتهم وانما في الروايات خفة او سفه وحدة .
ومع انه يختصر الروايات في الأصفى إلا أنه يذكرها إن كانت في التحريف . ومثال ذلك:"( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) قال : ( في علي ) 2 . كذلك نزلت . ( وان لم تفعل فما بلغت رسالته ) : ان تركت تبليغ ما أنزل إليك في ولاية على وكتمته ، كنت كأنك لم تبلغ شيئا من رسالات ربك . ( والله يعصمك من الناس ) : يمنعك من أن ينالوك بسوء ( ان الله لا يهدى القوم الكافرين ) وقال في حديث : ( ثم نزلت الولاية وانما أتاه ذلك يوم الجمعة بعرفة ، أنزل الله تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) 3 . وكان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه - . فقال عند ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أمتي حديثوا عهد بالجاهلية ، ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمى ، يقول قائل ، ويقول قائل . فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني . فأتتني عزيمة من الله بتلة 4 أوعدني ان لم أبلغ أن يعذبني . فنزلت : ( يا أيها الرسول ) الآية . فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي عليه السلام .."(55) ثم يورد الروايات التي يزعمها الشيعة في غدير خم وتنصيب علي رضي الله عنه وصيا للرسول . والمذكور فيه طعن في القران وطعن في النبي صلى الله عليه وسلم وطعن في الصحابة رضي الله عنهم .كعادتهم
وبما أنه مختصرا عن الصافي فله نفس خصائص الصافي إلا أنه لا يورد منالاقوال الا ارجحها عنده ,

****************************************************************************************************
47- سورة البقرة الاية 237
48-هنا خلل بنقل الكاشاني عن مجمع البيان للطوسي خلاصته أن الطوسي ذكر القول الأول الولي ثم ذكر القول الآخر بأنه الزوج . فلما اقتبس الكاشاني كلام الطوسي اقتبس القول الثاني فأصبح القول عن الأول يفهم أن الطبرسي يقول إنه علي رضي الله عنه لتصرفه بنقل الطبرسي بالتقديم والتأخير وابقاء الاشارة للقول الراجح عنده وهو الاول بترتيب الطبرسي الثاني بتصرف الكاشاني , وهذا كلام الطبرسي :
"( أو يعفو ) أي : يترك ويهب ( الذي بيده عقدة النكاح ) . قيل : هو الولي ، عن مجاهد وعلقمة والحسن ، وهو المروي عن أبي جعفر ، وأبي عبد الله ، وهو مذهب الشافعي ، غير أن عندنا الولي هو الأب ، أو الجد مع وجود الأب الأدنى على البكر غير البالغ . فأما من عداهما فلا ولاية له إلا بتوليتها إياه . وقيل : هو الزوج ورووه عن علي ، وسعيد بن المسيب وشريح وإبراهيم وقتادة والضحاك ، وهو مذهب أبي حنيفة، ورواه أيضا أصحابنا غير أن الأول أظهر ، وهو المذهب ".تفسير مجمع البيان - الشيخ الطبرسي - ج 2 - ص 125.
49-التفسير الصافي ج 1 - ص 266 - 267
50سورة النساء الاية 1
51- التفسير الصافي ج 1 - ص 413 -415 اعتذر لايراد النص كاملا على غير ما يؤلف من البحوث من الاقتصار على ما يلزم المبحث وانما أوردته كما هو لامر يتعلق لتهمهم الدائمة بان من ينتقدهم يستقطع النصوص ويبتر ما يغير معانيها .
52-التفسير الصافي ج1 ص 418
53التفسير الأصفى ج 1 - ص 113
54-التفسير الأصفى ج 1 - ص 191 - 192
55-التفسير الأصفى ج 1 - ص 285
 
تفسير فرات الكوفي
: وهو فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي : وهو من التفاسير التي يشير إليها الشيعة في مؤلفاتهم وهذا التفسير يقوم على أصل واحد وهو تفسيرالأيات بأنها نزلت في علي بن ابي طالب رضي الله عنه واهل البيت , وأن القران في باطنه الولاية لعلي رضي الله عنه وأولاده من بعده والأغرب أن المؤلف مجهول لا يعرف, وليس له ترجمة في كتب القوم إلا ما ذكره بعضهم من أنه عاصر أكثر من واحد من الأئمة بزعمهم . والغريب انه يروي عن الميت ولا يأخذ بقول الحي !!! مع ان الميت الطريق اليه بخبر آحاد وهنا مختصر في اغلب الروايات , والحي يمكن ان يتلقى منه مباشرة .والأغرب أن في الأحاديث المروية في هذا التفسير ما جاء في تفسير سورة الناس اذ هي في تفسير فرات كالآتي :
"775 - قال : حدثنا أبو الخير المقداد بن علي الحجازي المدني قال : حدثنا أبو القاسم عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان العلوي الحسني قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال : حدثني [ ب : ثنا ] جعفر بن محمد بن سعيد الأحمسي قال : حدثنا محمد بن مروان ! عن الكلبي عن أبي صالح : عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى ( قل أعوذ برب الناس ) يقول : يا محمد قل أعوذ برب الناس ( يعني بخالق ) [ ر ، أ : فخالق ] الناس ( ملك الناس إله الناس ) لا شريك له ومعه ( من شر الوسواس ) يعني الشيطان ( الخناس ) يقول : يوسوس على قلب ابن آدم فإذا ذكر [ أ : ركن ] ابن آدم الله [ أ : لله ] خنس من [ أ : في ] قلبه فذهب ثم قال ( الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس ) يدخلون في صور الجن فيوسوسون [ أ ، ر : فيوسوس ] على قلبه كما يوسوس على قلب ابن آدم ويدخل من الجني كما يدخل من الانسي"(56))
نلاحظ فيه أن صاحب التفسير هنا الثالث في السند وسبقت الإشارة بأنه مجهول في كتب الشيعة , والأغرب كيف يكون الصاحب التفسير هوالثالث على خلاف ما جرى في التفسير, وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن العلوي الحسني غير معروف , وأحيانا يكون الحسيني بدلا من الحسني , وأبو الخير المقداد بن علي الحجازي مثله ايضا مجهول!!!!!!
والغريب أن بعض النسخ يوجد نفس السند كأنه للكتاب . فأصبح صاحب الكتاب ومن يروي التفسير عن صاحب الكتاب , وكذا من روى عن الراوي مجاهيل لا يعرفون . ولو كان واحد من الثلاثة مجهول لكان كافيا في عدم اعتماد التفسير , لإن التفسير يعتمد على الرواية , والرواية هي أساس هذا التفسير . ولكن لماذا يقبل الشيعة مثل هذا التفسير ؟ هذا ما يوضحه لناالمجلسي في بحار الأنوار:
"وتفسير فرات وإن لم يتعرض الأصحاب لمؤلفه بمدح ولا قدح ، لكن كون أخباره موافقة لما وصل إلينا من الأحاديث المعتبرة وحسن الضبط في نقلها مما يعطى الوثوق بمؤلفه وحسن الظن به ، وقد روى الصدوق رحمه الله عنه أخبارا بتوسط الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي . وروى عنه الحاكم أبو القاسم الحسكاني في شواهد التنزيل وغيره ."(57)
ومعروف أن ما ذكره لا يفيد في شيء من الناحية العلمية في معرفة صاحب التفسير غلا تحديد فترة حياته بشكل تقريبي ومن روع, ولكن الغريب مع كل هذه الجهالة يعتبر التفسير من التفاسير الذي يعتمد عليها بشكل كبير, وهذا لا يقبل لأن هذا التفسير هو تفسير بالرواية , ويتكلم عن امور حساسة جدا , والأغرب أ ن هذا التفسير يروي امر غريبا ألا وهو :
"8 564 - 1 - قال : حدثنا أبو القاسم الحسني [ أ : الحسيني ] قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي قال : حدثنا جعفر بن محمد الفزاري قال : حدثنا محمد بن الحسين - يعني الصائغ - قال : حدثنا أيوب عن إبراهيم بن أبي البلاد : عن سدير الصيرفي قال : إني لجالس بين يدي أبي عبد الله عليه السلام أعرض عليه مسائل أعطانيها أصحابنا إذ عرضت بقلبي مسألة فقلت له : مسألة خطرت بقلبي الساعة ، قال : وليس في المسائل ؟ قلت : لا ، قال : وما هي ؟ قلت : قول أمير المؤمنين عليه السلام : إن أمرنا صعب مستصعب لا يقربه إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان ؟ فقال : نعم إن من الملائكة مقربين وغير مقربين ومن الأنبياء مرسلين وغير مرسلين ومن المؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين ، وإن أمرنا [ أ ، ب : أمركم ] هذا عرض على الملائكة فلم يقربه إلا المقربون وعرض على الأنبياء فلم يقربه إلا المرسلون وعرض على المؤمنين فلم يقر به إلا المخلصون ."(58)
وهذه الرواية يزعم فيها ان فهم كلام الأئمة بزعمهم لا يستطيعه الناس كلهم . والأغرب انه يبين أن الإقرار بأمر الولاية لم يتحقق حتى لبعض الملائكة والنبيين عليهم السلام , وهذا خلاف معتقد الإثني عشرية ,وهو يوجب ان الأنبياء هم كفار الآخرة وفقا لقول الإثني عشرية أن منكر الولاية مسلم الدنيا كافر الآخرة .
ومع هذا يوجد رواية اخرى على خلاف هذه الرواية . اذا انها تزعم ان الكل قد أقر بتلك الولاية المزعومة , إلا يونس بن متى , فانه عوقب على انكاره الولاية وحبس في بطن الحوت حتى اقر بها :
"359 - 1 - فرات [ بن إبراهيم الكوفي . ب . قال : حدثنا محمد بن أحمد . ر ، أ . بن إبراهيم الكوفي . أ ] معنعنا : عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده [ ر : آبائه ] عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ان الله تبارك وتعالى عرض ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام على أهل السماوات وأهل الأرض فقبلوها ما خلا يونس بن متى فعاقبه الله وحبسه في بطن الحوت لانكاره ولاية أمير المؤمنين [ علي بن أبي طالب عليه السلام . ر ] حتى قبلها . قال أبو يعقوب ! فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين لانكاري ولاية علي بن أبي طالب [ عليه السلام . ب ، ر ] . قال أبو عبد الله : فأنكرت الحديث فأعرضته ! على عبد الله بن سليمان المدني فقال لي : لا تجزع منه فان [ أمير المؤمنين . ر ] علي بن أبي طالب عليه السلام خطب هنا بالكوفة فحمد الله تعالى وأثنى عليه فقال في خطبته : فلولا انه كان من المقرين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون فقام إليه فلان بن فلان وقال : يا أمير المؤمنين إنا سمعنا الله [ يقول . ب ] : ( فلولا انه كان من المسبحين ) [ 143 / الصافات ] فقال : اقعد يا بكار فلولا انه كان من المقرين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون . إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون * لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون * لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون "(59).
وهذا يبين ان الاعتماد على روايات الكتاب . والمشكلة تعظم عندما نعلم ان اغلب الاحاديث محذوفة السند ويوضع بدل السند معنعنا . وكم رجل حذف ومن الذي حذف وهل هو متصل ام لا لايعرف , اضف لذلك ان المؤلف نفسه مجهول . فما يقال في أسانيد هذا التفسير : ظلمات بعضها فوق بعض , ومن الامثلة عن بتر الاسانيد وحذفها التي لا يعرف ايضا من حذفها للاختصار او لأمر آخر هذا كله لو كان يوجد تفسير له اصلا .
وهذه امثلة :
في اول تفسير سورة آل عمران يشير الى ان السند سيأتي لاحقا في اية أخرى !! :
1-"51 - وباسناده الآتي في ذيل الآية 157 من هذه السورة عن أبي جعفر عليه السلام."(60)
2-." 56 - 31 - فرات قال : حدثني محمد بن إبراهيم الفزاري معنعنا : عن أبي مسلم الخولاني قال : دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على فاطمة الزهراء عليها السلام وعائشة وهما يفتخران"(61)
3-"فرات قال : حدثني الحسين بن سعيد معنعنا : عن بريدة رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله علي [ بن أبي طالب . ر ] [ عليه السلام . ب ، ر ] "(62)
4-" فرات قال : حدثني الحسن [ ن : الحسين ] بن علي بن بزيع معنعنا : عن أبي رجاء العطاردي قال : لما بايع الناس لأبي بكر دخل أبو ذر"(63)
5-"5 - [ وبالاسناد المتقدم آنفا عن ابن عباس ] :"(64)
6-"85 - [ وبالاسناد المتقدم آنفا عن ابن عباس ] :"(65)
7 -"20 - [ وبالسند المتقدم في ح 11 عن ابن عباس ] : وقوله : ( واركعوا . . . ) انها نزلت في رسول الله صلى الله عليه [ وآله وسلم . ن ] وعلي بن أبي طالب عليه السلام [ خاصة . ن ] وهما أول من صلى وركع . واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين 45"(66)
8- "23 - [ وبالسند المتقدم في ح 12 عن أبي جعفر الباقر عليه السلام ] :"(67)
9-"3 - [ وبالسند المتقدم في ح 21 عن ابن عباس ] وقوله [ تعالى . ر ] : [ والذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية )"(68)
ولو كانت الرواية التي يشارةإليهاها هي قبل الرواية مختصرة السند لا يضر ولكن الأمر يتعدى ذلك الى صفحات احيانا , وفي المثال الأول . السند حذف من الرواية المتقدمة, وهي في أول سورة آل عمران , وأحيل السند الى سند في أخر السورة تقريبا .
والتفسير على خلاف التفاسير الإثني عشرية , يذكر أغلب الروايات من التفسير عن ابن عباس رضي الله عنه , وقد سبقت الإشارة إلى أن ذلك مذموما في مذهب الإثني عشرية في الرواية المذكورة في تفسير الصافي , والغريب ان اغلبها عن الكلبي ,ابن مهران !!!

يتبع تفسير فرات*********************************************************************************************************
56-تفسير فرات الكوفي - ص 621
57-بحار الأنوار - المجلسي - ج 1 - ص 37
58-تفسير فرات الكوفي - ص 428 -427
59-تفسير فرات الكوفي- ص 264 - 265
60-تفسير فرات الكوفي - ص 77
61-.تفسير فرات الكوفي- ص 80
62-تفسير فرات الكوفي - ص 80
63-تفسير فرات الكوفي - ص 81
64-تفسير فرات الكوفي - ص 99
65-تفسير فرات الكوفي - ص 99
66-تفسير فرات الكوفي - ص 59
67-تفسير فرات الكوفي - ص 60
68-تفسير فرات الكوفي - ص 71
 
القران وتفسيره عند الشيعة الامامية الاثني عشرية

القران وتفسيره عند الشيعة الامامية الاثني عشرية

السلام عليكم ورحمة الله
وجزاكم الله خيراعلى هذا الموضوع الهام ، ثم إذا سمح لي أستاذي الفاضل في طرح تسأل وإن كان ليس داخلا في صلب الموضوع ، علي أجد الفائدة فيه : وهو متعلق بالانحرافات التفسيرية عند الإمامية الإثني عشرية ، هل لهم مستند لغوي بشواهد شعرية ، في بعض هذه المعتقدات ؟
أرجو الإفادة ، وبارك الله فيكم .
 
أخي ضياء الدين , بارك الله فيك . لا يوجد من أهل الاسلام من ينكر أن لسان العرب هو ما يفهم به القران والشيعة الاثني عشرية لا ينكروا ذلك وتجد الاشارة لذلك في مقدمة بعض التفاسير . ولكن عند التحقيق فانهم يزعموا ان القران له ظاهر وباطن والباطن هو حقيقته , وهو الذي لا نصل له إلا بالإمام المعصوم .
اما هل استشهدوا باللغة على مذهبهم فإن ذلك ان حصل فانما يحصل على سبيل التقية لان أصل مذهبهم يمنع التفسير من غير المعصوم فيكون ذلك من باب المجاراة والجدل . كإستدلالهم بأحاديث أهل السنة في التفسير . ولا أعرف انهم استدلوا على بدعهم بشيء من الاشعار .وقد يكون فاتني شيء لم أطلع عليه .
***************************************تتمة عن تفسير فرات بن ابراهيم الكوفي*********************************************

ونضع هنا نسق مما سبقت الاشارة اليه :
" - 25 - فرات قال : حدثنا الحسين بن الحكم [ قال : حدثنا حسن بن حسين قال : حدثنا حبان عن الكلبي عن أبي صالح . ح ] : عن ابن عباس [ رضي الله عنه في يوم أحد . ن ] في قوله [ تعالى . ر ] ( ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا [ يغشى طائفة منكم . ح ] ) [ الآية . أ ، ب ، ح ] نزلت في علي [ بن أبي طالب عليه السلام . ن ] غشية النعاس يوم أحد . إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان 155 [ تقدم في الحديث التاسع عن ابن عباس فلا حظ ] ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم 157 84 - 21 - فرات قال : حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا : عن أبي جعفر [ عليه السلام . أ ] قال : سألته عن هذه الآية ( ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم ) قال : قال : أتدرون ما سبيل الله ؟ قال : قلت : لا والله [ إلا . ب ، أ ] أن أسمعه منك . فقال [ أ : قال : ] سبيل الله علي [ بن أبي طالب . ر ] وذريته ومن قتل في ولايته قتل في سبيل الله ومن مات في ولايته مات في سبيل الله . الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم 172 85 - [ وبالاسناد المتقدم آنفا عن ابن عباس ] : وقوله : ( الذين استجابوا والرسول من بعد ما أصابهم القرح ) . يعني الجراحة ( للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم ) [ قال . أ ] : نزلت في علي [ بن أبي طالب . ر ] [ عليه السلام . ح ، ر ، أ ] وتسعة نفر [ معه . ح ، ر ] بعثهم رسول الله صلى الله عليه [ وآله وسلم . ن ] في أثر أبي سفيان حين ارتحل فاستجابوا لله ولرسوله [ ح : ورسوله صلى الله عليه . ب : وللرسول ] ."(69)
وامثلة ذلك في الكتاب كثيرة , ولكن الأهم من ذلك أن هذا التفسير يتكلم عن التحريف , وأغلب من يزعم التحريف يستدل بروايات الكتاب , ومع هذا فانه يوجد رواية في عدم التحريف وردت وهي :
351"- 2 - فرات قال : حدثني الحسين بن سعيد معنعنا : عن سعد بن طريف قال : كنت جالسا عند أبي جعفر عليه السلام فجاء [ ه . ر ] عمرو بن عبيد فقال [ له . ر ، ب ] : أخبرني عن قول الله [ تعالى . ر ] : ( ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ) قال له أبو جعفر [ عليه السلام . أ ، ب ] : [ قد أخبرك . ر ، ب ] ان التوبة والايمان والعمل الصالح لا يقبل [ ب : لا يقبله . ر : لا يقبلها ] إلا بالاهتداء [ و . أ ، ب ] أما التوبة فمن الشرك بالله وأما الايمان فهو التوحيد لله وأما العمل الصالح فهو أداء الفرائض ، وأما الاهتداء فبولاة الامر ونحن هم . ‹ صفحة 258 › وأما قوله : ( ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ) فإنما على الناس أن يقرؤا القرآن كما أنزل فإذا احتاجوا إلى تفسيره فالاهتداء بنا وإلينا يا عمرو ."(70)
والمشكلة ان هذه الرواية سبقت برواية تتكلم عن التحريف :
"ن في ذلك لآيات لأولي النهى 54 و 128 348 - 4 - فرات قال : حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا : عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله [ تعالى . ر ] : ( إن في ذلك لآيات لأولي النهى ) : قال : نحن والله أولي النهى ونحن قوام الله على خلقه وخزانه على دينه ، نخزنه ونستره ونكتم به من عدونا كما اكتتم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى أذن الله [ له . ب ] في الهجرة وجهاد المشركين ، فنحن على منهاج رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يأذن الله تعالى باظهار دينه بالسيف وندعو الناس إليه ونضربهم عليه عودا كما ضربهم عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدءا ."(71)
وكما يلاحظ أن التفسير من أوله لآخره يقوم على أن فضائل القران نزلت في علي رضي الله عنه . وفي أهل بيته . كما ان موضوع التقية . والزعم أن الروايات التي تدل على حفظ ما بين أيدينا هو من هذا الباب .وسيأتي الرد على هذا الأمر بعد بيان أقوال مفسري الشيعة .
وأختم برواية تبين القول في الولاية فيقول :
"- فرات قال : حدثنا عبيد بن كثير معنعنا : عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال : قال الله [ تعالى . ر ] في كتابه : ( وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ) قال : والله لو أنه تاب وآمن وعمل صالحا ولم يهتد إلى ولايتنا ومودتنا ويعرف فضلنا ما أغنى عنه ذلك شيئا ."(72)
وأفظع من تحريف المعاني القول بأن القران نزل بعضه على علي:
" - فرات قال : حدثني محمد بن عيسى بن زكريا الدهقان معنعنا : عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال : دخلت على رسول الله صلى الله ‹ صفحة 129 › عليه وآله وسلم وهو يقرء سورة المائدة فقال : اكتب . فكتبت حتى انتهيت إلى هذه الآية : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) ثم أتى [ ب ( خ ل ) : ان ] رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخفق برأسه كأنه نائم وهو يملي [ علي . أ ، ب ] بلسانه حتى فرغ من آخر السورة [ خ ل : سورة المائدة ] ثم انتبه فقال لي : اكتب فأملا علي من الموضع الذي خفق عندها فقلت : ألم تمل علي حتى ختمتها فقال : الله أكبر ذلك الذي أملا عليك جبرئيل [ عليه السلام . ر ] [ ثم قال علي عليه السلام . أ ، ر ] فأملا علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ستين آية وأملى علي جبرئيل أربعا وستين آية ."(73)
وهذه الرواية من أقبح ما يرويه الرافضة وتشير الى نزول جزء من القؤان على علي رضي الله عنه بإملاء جبريل عليه السلام .
ومن روايات التحريف هذه الرواية :
" - فرات قال : حدثني جعفر بن محمد بن مروان [ قال : حدثني أبي قال : حدثنا عمر بن الوليد . ش ] : عن محمد بن الفضيل الصيرفي قال : سألت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام عن قول الله تبارك وتعالى : ( والتين والزيتون ) قال : التين الحسن والزيتون الحسين . فقلت : قوله : ( وطور سينين ) قال : إنما هو طور سيناء ، قلت : فما يعني بقوله : طور سينا ؟ قال : ذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام . قال : قلت : ( وهذا البلد الأمين ) ؟ قال : ذاك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو [ ش ، ر : ومن ] سبلنا [ ب : سبيلنا ] آمن الله به الخلق في سبيلهم ومن النار إذا أطاعوه ، قلت : قوله : ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) ؟ قال : ذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وشيعته ( فلهم أجر غير ممنون ) . قال : قلت : قوله : ( فما يكذبك بعد بالدين ) ؟ قال : معاذ الله لا والله ما هكذا قال تبارك وتعالى ولا كذا أنزلت قال : إنما قال : فما [ ب : فمن ] يكذبك بعد بالدين [ والدين أمير المؤمنين ] أليس الله بأحكم الحاكمين ."(74)
والغريب ان أمثال هذه الروايات هي التي يشهرها علماء وخطباء الشيعة الإثني عشرية في مجالسهم وكتبهم . فكيف يكون مثل هذا التفسير معتمد وفيه ما ذكرت من حيث :
1- المؤلف مجهول و الرواة كذلك , واسانيد الاحاديث أغلبها مبتورة , والاخبار كلها آحاد.
2- أغلب الروايات فيه عن ابن عباس وليست عن الأئمة . وبعضها تفسير ابن عباس كما في تفسير سورة الناس .
3- أحد المصادر الرئيسية لروايات التحريف .
4- يبطل آيات القران اذ انه يفسرها على انها فضائل لعلي رضي الله عنه. والأمر يتعدى الفضائل الى القصص القرآني .
5- يروي عن ابن عباس وغيره من الصحابة علا خلاف مذهب الاثني عشرية . اذ ان المتقدمين لا يرون الا عن أهل البيت , والمتأخرين يستشهدون بروايات أهل السنة من كتب أهل السنة في فضائل أهل البيت . اما الرواية فإن مذهب الإثني عشرية أن القرآن لا يفسره الا المعصوم .
6- يروي رواية تدلل أن كلام الأئمة لا يفهم الا من الخواص .
7- فيه روايات تخالف مذهب الإثني عشرية في بعضها أن علي رضي الله عنه خاتم الوصيين .(75)

***************************************************************************************************************************
69- تفسير فرات الكوفي - ص 98 - 99
70-تفسير فرات الكوفي - ص 257 - 258
71-تفسير فرات الكوفي - ص 256
72-تفسير فرات الكوفي - ص 258
73- تفسير فرات الكوفي ص 128 - 129
74- تفسير فرات الكوفي -ص 578
75- هذا القول ليس في تفسير فرات وحده بل روي في العديد من كتب الشيعة , ووجه مخالفته لمذهب الاثني عشرية . هو ان الإثني عشرية يعتقدون أ، الثاني عشر وهو محمد بن الحسن العسكري هو خاتم الموصيين.
 
القران وتفسيره عند الشيعة الامامية الاثني عشرية

القران وتفسيره عند الشيعة الامامية الاثني عشرية

السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خيرا استاذي الكريم ، وأشكر لك جميل اهتمامك ، وزادك الله بسطة في علمك ، وبارك فيك ، ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 
ومن التفاسير التي يشار اليها بالبنان عندهم: تفسير نور الثقلين :
وهو لعبد علي بن جمعة العروسي الحويزي .المتوفى سنة 1112 هجريا . وهو تفسير يجمع الأخبار دون ابداء المفسر اي تعليق . فيجمع الروايات ولا يطرح ما يشير الى التحريف بل يثبته:
"6 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب وقرأ الباقر عليه السلام أنتم خير أمة أخرجت للناس بالألف إلى آخر الآية نزل بها والأوصياء من ولده عليهم السلام . 327 - في تفسير علي بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قرأت على أبى عبد الله عليه السلام ( كنتم خير أمة ) فقال أبو عبد الله عليه السلام خير أمة تقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين ابني علي عليه السلام : فقال القارى : جعلت فداك كيف نزلت فقال : ( كنتم خير أئمة أخرجت للناس ) الا ترى مدح الله لهم ( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) ؟ . 328 - في تفسير العياشي أبو بصير عنه قال : قال : انما أنزلت هذه الآية على محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيه وفى الأوصياء خاصة ، فقال : كنتم خير أئمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) هكذا والله نزل بها جبرئيل وما عنى بها الا محمدا وأوصياءه صلوات الله عليهم . 329 - عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) قال : يعنى الأمة التي وجبت لها دعوة إبراهيم عليه السلام ، فهم الأمة التي بعث الله فيها ومنها ، واليها ، وهم الأمة الوسطى ، وهم خير أمة أخرجت للناس ."(76)
ومن ذلك نلاحظ ان الشيعة الإثني عشرية لا يتورعوا عن التفسير الباطني حتى لو طعنوا في القرآن .وهذه الرواية وأمثالها تجدها في مصادر روايات التفسير من كتب الإثني عشرية ,والأغرب أن يكون ذالك في تفسير القرآن , والامر لا يتوقف عند التفسير , وتحريف الكلم عن مواضعه , بل تعداه الى اكثر من ذلك , ويأبى ان يختم جمعه للأخبار إلابروايات التحريف ليدلل عن عقيدته فيروي في أخر تفسيره التالي :
14" - في تفسير علي بن إبراهيم باسناده إلى أبى بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي صلوات الله عليه : يا علي القرآن خلف فراشي في الصحف الحرير والقراطيس فخذوه وأجمعوا ولا تضيعوه كما ضيع اليهود التوراة ، فانطلق على صلوات الله عليه فجمعه في ثوب اصفر ثم ختم عليه في بيته وقال : لا ارتدى حتى اجمعه فإنه عليه السلام كان الرجل ليأتيه فيخرج إليه بغير رداء حتى جمعه ."(77)
وهذا الحديث مشهور في كتب الشيعة الاثني عشرية . يظهر القصد منه ما يرويه من بعد ذلك :
"15 - قال : وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لو أن الناس قرؤا القرآن كما انزل الله عز وجل ما اختلف اثنان ."(78)
يقصد أن القرآن الذي بين أيدينا يختلف عن ذلك الذي جمعه علي رضي الله عنه . وأن سبب الإختلاف هو أن القرآن لا يقرأ كما أنزله الله عز وجل . وهذا كذب بين ومعارض لكلام الله عز وجل , فالناس ليسوا في العلم سواء والقرآن منه متشابه يقول الله عز وجل :"هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ"(79)] , ثم ان الله عز وجل بين في كتابه اسباب الخلاف في كلام العزيز الحكيم في أكثر من آية من كتابه .
ثم يورد رواية يبين ان القران غير كامل بزعمهم :
" 16 - وباسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال : ما أحد من هذه الأمة جمع القرآن الا وصى محمد صلوات الله عليهما ."(80)
وهذا التفسير يجمع روايات التفسير من كتب الشيعة . والغريب ان المؤلف لا يتدخل بل يروي المتناقض ولا يدلل على شيء من الترجيح بين الأخبار, مثال ذلك يذكر في تفسيره :أن أصحاب الأعراف هم أهل البيت . ثم يروي انهم الذين استوت حسناتهم وسيئآتهم.
"130 - في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قال : انا يعسوب المؤمنين ، وانا أول السابقين وخليفة رسول رب العالمين ، وانا قسيم الجنة والنار وأنا صاحب الأعراف . 131 - عن هشامعن أبي جعفر عليه السلام قال : سئلته عن قول الله عز وجل : " و على الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم " ما يعني بقوله : وعلى الأعراف رجال ؟ قال : ألستم تعرفون عليكم عرفا على قبايلكم لتعرفون من فيها من صالح أو طالح ؟ قلت : بلى قال : فنحن أولئك الرجال الذين يعرفون كلا بسيماهم ."(81)
"137 - في أصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عن سليم مولى طربال قال حدثني هشام عن حمزة بن الطيار قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : الناس على ستة قسام قال : قلت : تأذن ان اكتبها ؟ قال : نعم ، قلت : ما اكتب ؟ قال : اكتب أصحاب الأعراف ، قال : قلت : وما أصحاب الأعراف ؟ قال : قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فان أدخلهم النار فبذنوبهم ، وان أدخلهم الجنة فبرحمته والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة ."(82).
ولكن الغريب أنه روى رواية لمسلم , ولم يرجع للأصل بل نقلها من أحد التفاسير الشيعية , وكان
5" - وقال أنس : بينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى اغفاء ثم رفع رأسه متبسما فقلت : ما أضحك يا رسول الله ؟ قال : أنزلت على آنفا سورة فقرأ سورة الكوثر ، ثم قال : أتدرون ما الكوثر ؟ قلنا : الله ورسوله اعلم ، قال : فإنه نهر وعدنيه ربى عليه خير كثير ، هو حوضي ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد نجوم السماء فيختلج القرن منهم فأقول : يا رب أمتي ؟ فيقال : انك لا تدرى ما أحدثوا بعدك أورده مسلم في الصحيح ".(83)
هذه الرواية نقلها من مجمع البيان للطبرسي, فنقله محرفا كما هو وقد أوردت النص الصحيح في الهامش من صحيح مسلم.
. لذا فهذا تفسير بالرواية عن أهل البيت الأحاديث الواردة في كتب الشيعة . وله نفس الخصائص لتفاسير الشيعة حيث :
- يقول بالتحريف
-يفسر القران انه نزل في أهل البيت وأعداء أهل البيت
وان أهل البيت هم من يفسر القرآن.
- روايات آحاد ومتناقضة .دون ترجيح المؤلف.


فهذه أكثر تفاسير الشيعة الإثني عشرية شهرة قديما وحديثا. ممن التزموا التفسير على منهج الشيعة والجامع بينها هو القول بتحريف القران , وان القران لا يفسره الا أهل البيت . وكل الأخبار فيها أخبار آحاد . وأغلب التفاسير تنقل عن القمي والعياشي وفرات . والقمي طعن بعض الشيعة في نسبة أجزاء منه . والعياشي روي عن نسخة في السوق بلا اجازة . وفرات مجهول أصلا . والغريب هذه الكتب هي أكثر الكتب ينقل منها الشيعة التفسير . وهي التي تروي التحريف . وان القران نزل في أهل البيت ولا يستطيع تفسيره غيرهم. اما تفسير الصافي فانه أضاف بعض الروايات في آيات لم يرد فيها تفسير عن أهل البيت . وكذلك فانه اختصره في تفسير الأصفى . اما تفسير نور الثقلين فانه اهتم بجمع الروايات الواردة عن أهل البيت .
وان شاء الله سأستعرض تفاسير لشيعة اثني عشرية ولكنها لم تلتزم بمنهج هذه التفاسير.

********************************************************************************************************

76-:"تفسير نور الثقلين - ج 1 - ص 382 - 383
77-تفسير نور الثقلين - ج 5 - ص 726
78-تفسير نور الثقلين - ج 5 - ص 726 - 727
79- سورة[آل عمران الأية 7
80-تفسير نور الثقلين - ج 5 - ص 727
81-تفسير نور الثقلين - ج 2 - ص 33
82-تفسير نور الثقلين - ج 2 - ص 34 - 35
83-تفسير نور الثقلين - ج 5 - ص 680 - 681 ويوجد تحريف عن صحيح مسلم
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ أَخْبَرَنَا الْمُخْتَارُ بْنُ فُلْفُلٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ح و حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَاللَّفْظُ لَهُ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ الْمُخْتَارِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ
بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ أَظْهُرِنَا إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا فَقُلْنَا مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ فَقَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ }
ثُمَّ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ فَقُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ هُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ رَبِّ إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي فَيَقُولُ مَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَتْ بَعْدَكَ(صحيح مسلم - (ج 2 / ص 364))
 
بعد استعراض تفاسير الإمامية الإثني عشرية التي كان يغلب عليها النقل عن أهل العصمة عندهم نجد أنها ليست سمة كل تفاسيرهم ,بل قديما وحديثا ألف الإثني عشرية تفاسير على غرار تفاسير أهل السنة .
واتسمت هذه التفاسير بطريقة غريبة وهي سرد الأقوال وأدلتها ثم بعد ذلك نسبة قول الإثني عشرية لأهل البيت وترجيحه . وقد لا يساق لذلك القول دليل كما سيق ونوقش في باقي الأقوال وإنما يكتفى بنسبة القول الى من ينسب اليه من المعصومين عندهم .
وهذه التفاسير هي على غرار كتب الفقه التي الفها الإثني عشرية والتي ذكروا أقوال أهل السنة كالحلي وغيره . وهذه التفاسير أغلبها لا تتعرض لما تتعرض له تفاسير المأثور عندهم من أقوال غريبة , وكأنها موجة لأهل السنة لإستراج محبتهم . وإلا فبعضها تجده في أبواب من التفسير يتعرض لنصرة مذهبه أكثر مما يتعرض للتفسير ,كما سأبين إن شاء الله تعالى.


مجمع البيان للطبرسي. وهو لابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي توفي سنة (547)هجريا
ومن يتتبع التفسير من المقدمة يجد أن الكاتب قد ذكر اقوالا عن غير المعصومين عندهم على أن ذلك ناديا ما يحث في التفاسير التي سبق استعراضها . فلم نجد منهم من ينقل عن الصحابة إلا القليل كما في تفسير فرات بن ابراهيم الكوفي عندما ذكر روايات عديدة عن ابن عباس رضي الله عنه,مع أن بعضها كتفسير الصافي للفيض الكاشاني قد استهجن من المسلمين أخذهم وسؤالهم التفسير للصحابة وقد ذكر منهم ابن مسعود .

وفي مقدمة التفسير يذكر أن القول بعدم الزيادة والنقصان ليس هو أمر مرفوض ناقلا كلاما عن الشريف المرتضى حيث يقول :
"ومن ذلك: الكلام في زيادة القرآن ونقصانه فإنه لا يليق بالتفسير. فأما الزيادة فيه: فمجمع على بطلانه. وأما النقصان منه: فقد ررى جماعة من أصحابنا، وقوم من حشوية العامة، أن في القرآن تغييرا أو نقصانا، والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه، وهو الذي نصره المرتضى، قدس الله روحه، واستوفى الكلام فيه غاية الاستيفاء في جواب المسائل الطرابلسيات، وذكر في مواضع أن العلم بصحة نقل القرآن......
ج1ص42و43

وحقيقة نجد أنالقليل من الإثني عشرية من لا يعتقدون التحريف وما سبق سرده يوضح ذلك .

يتبع........


و
 
وفي مقدمة التفسير نجد الطبرسي قد تكلم عن عد الآيات وكما هو منهج الإثني عشرية فإن ترجيحه لعد دون آخر هو من ما يتعلق بمذهبهم ولما نقل العد الكوفي في رواية عن علي رضي الله عنه رجحها دون غيرها , فنجده يقول:
"[ الفن الأول ]: قي تعداد أي القرآن، والفائدة في معرفتها: إعلم أن عدد أهل الكوفة أصح الأعداد وأعلاها إسنادا، لأنه ماخوذ عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وتعضده الرواية الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم"(1)ونجده كذلك في المقدمة تكلم عن إعجاز القران ورده الى الفصاحة والبديع والصرفة فقال:"والصرفة: وهو ان الله تعالى صرف العرب عن معارضته، وسلبهم العلم الذي به يتمكنون من مماثلته، في نظمه وفصاحته"(2),والطبرسي يتتبع القراءات ويذكرها ولا ينكرها وقد أشار في المقدمة الى أن الأئمة قبلت القراءات .

يتبع...............








1- تفسير الطبرسي ج1 ص36 (المقدمة )
2-تفسير الطبرسي ج1 ص42 . ورد الإعجاز الى الصرفة مذهب لا يليق بالقران , ومعنى ذلك أن الله سلب منهم قدرتهم على معارضتهم ,وهذا سبب عجزهم , وهذا الكلام مردود لأنه من المعلوم أن العرب لم تستطع مثله في الجاهلية ,وهم من كانوا يتبارون بنظم الشعر والخطب ويتباهون بفصاحتهم وبلاغتهم , فلو كان من جنس مقدورهم لما كان له ذلك الأثر على قلوبهم ,وأما القران فلا تقتصر آياته على البلاغة والفصاحة بل تعدته لعدة أمور منها أثره في النفوس وخلوه من الأخطاء مطلقا وصدقه في القصص وما يخبر الناس عنه من أحوال دنياهم ..., والله تعالى أعلم.
 
جزاك الله خيرا يا أخي الفاضل على هذا الموضوع المهم وشكرا لك فقد أفدتني كثيرا والخطأ لا يسلم من أحد وهذه الملاحظات الخفيفة مغمورة إن شاء الله في بحور هذه الفوائد الجليلة قال الشاعر: كفى المرء نبلا أن تعد معائبه وشكرا لك مرة أخرى
 
جزاك الله خيرا يا أخي الفاضل على هذا الموضوع المهم وشكرا لك فقد أفدتني كثيرا والخطأ لا يسلم من أحد وهذه الملاحظات الخفيفة مغمورة إن شاء الله في بحور هذه الفوائد الجليلة قال الشاعر: كفى المرء نبلا أن تعد معائبه وشكرا لك مرة أخرى
واياكم أخي الكريم , وعذري بضيق الوقت فللموضوع تتمة إن قدر الله لي وبعده اراجعه مرة أخرى .
 
عودة
أعلى