القراءة بقراءة غير التي اعتاد عليها المصلون

إنضم
23/04/2003
المشاركات
805
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:

فعندي سؤال وهو:

من أراد أن يقرأ في الصلاة بقراءة غير التي اعتاد عليها أهل بلدة هل يلزمه ، أو ينبغي له ، أو يستحسن له أن يخبرهم قبل ذلك أم لا ؟

أو يقال: الأفضل له ألا يقرأ بقراءة غير التي اعتادوها ، لكي لا يشوش عليهم.

أو يقال: إن القراءة بقراءة غير التي اعتادوها مطلوبة لمن يحسن ذلك ، وتكون تعليما لهم، ونشرا للعلم فيهم ، ورفعا للجهل عنهم.

في نظري القاصر أن القول الأخير أقوى وأولى ، وإخبارهم فيه مصلحة لكي لا يظن خطؤة .

نريد رأي المشايخ ، ومن وجد نقلا عن الأئمة فليبادر به مشكورا.

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله.
 
بسم الله

السؤال:
هل يجوز قراءة القرآن في الصلاة برواية ورش، علما بأنا تداولنا القراءة برواية حفص عن عاصم؟
الجواب :
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه . وبعد:

القراءة برواية ورش عن نافع صحـيحة مـعتبرة في نفسـها لدى علماء القراءات، لكن القراءة بـها لمن لم يعـهدها، بل عـهد غـيرها كالقراءة برواية حفص -مثلا- تثير بلبلة في نفوس المأمومين، فتترك القراءة بها لذلك، أما إذا كان القارئ بها في صلاته منفردا، فيجوز لعدم المانع.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه، وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
(عضو) عبد الله بن قعود
(عضو) عبد الله بن غديان
(نائب رئيس اللجنة) عبد الرزاق عفيفي
(الرئيس) عبد العزيز بن باز

http://www.qurancomplex.org/qfatwa/display.asp?f=40&l=arb&ps=subFtwa
 
قال الإمام ابن مفلح الحنبلي ( ت 763 هـ ) في الفروع 1 / 423 :
" وفي المذهب : وتكره قراءة ما خالف عرف البلد " .
 
بارك الله في الأخ د. إبراهيم الدوسري لنقله قول ابن مفلح

وما زلت أذكر يوم أن أنهى أحد الشباب من بلدتنا دراسة علم القراءات في السعودية وعاد ليؤم الناس في المسجد، وقرأ بقراءة غير القراءة التي يقرؤها أهل البلدة، وهي قراءة حفص، فما كان منهم بعد الصلاة إلا أن قاموا بالإستهزاء به وبسبّه وبأنه أتاهم بقرآن جديد من السعودية !!!
 
بسم الله الرحمن الرحيم
ومما يجري في هذا المهيع ، أنني سمعت غير واحد يذكر أن الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله عندما كان في الرياض ، دخل إلى المسجد الكبير في وسط الرياض ، فتأخر الإمام فتقدم الشيخ الأمين لإمامة الناس - وكانت صلاة جهرية - فنسي الشيخ رحمه الله أنه في الرياض ، وقرأ بقراءة نافع المدني رحمه الله. لا أدري هل قرأ برواية ورش عنه ، أم برواية قالون.
فساء ذلك بعض المأمومين ممن لا يعرفون نافعاً ولا الشيخ الشنقيطي . وإنما يعرفون أن آية سورة الفاتحة (مالك يوم الدين) وليس (ملك يوم الدين) !
فلما سلم الشيخ رحمه الله من الصلاة ، التفت إلى الناس وشرع في التسبيح والتهليل بعد الصلاة. فجاءه أحد كبار السن ممن ساءهم ما سمعوه منه ، وعدوه زلة لا تغتفر ، وعبثاً بالقرآن لا يسعهم السكوت عنه. فجلس إلى الشيخ أو حدثه واقفاً ، وقال وهو غاضب : ما هذه القراءة التي سمعتك تقرأها في الصلاة ؟
فقال الشيخ الشنقيطي : هذه قراءة نافع.
فقال الرجل - سامحه الله - بلهجته :(الله لا ينفعك أنت وإياه)! ثم تركه وذهب.
فأدرك الشيخ رحمه الله أنه قد فات عليه أنه يصلي بأناس لم يألفوا هذه القراءة ، وكان درساً للشيخ رحمه الله يذكره دائماً لطلابه.
وقد حدثني أحد الزملاء عن أحد الأئمة المتقنين للقراءات في إحدى مدن السعودية ، أنه يصر على أن يقرأ بالقراءات وهو يؤم أناساً من كل الطبقات ، فيقرأ مرة بقراءة حفص ، ومرة بقراءة خلف ، وهكذا. فنفر منه الناس ، وشكوه إلى المسؤلين. فلا يزيده ذلك إلا إصراراً على فعله هذا.
فما كان من الناس إلا أن تركوه ، وذهبوا إلى المساجد المجاورة ، وبعضهم من جيران المسجد الأقربين ، ويتركه ويذهب إلى غيره ، ولا يكاد يخلو هذا الإمام الفاضل كل مرة من رجل عابر يستنكر قراءته لمخالفتها لعرف البلد.
فالأمر في هذا يحتاج إلى نوع من الحكمة ، وليس كل ما يعلم يقال. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
 
الحمد لله

إذا ما فائدة تعلم القراءات ؟
لتكون متداولة بين طلبة العلم فقط !!

العامي يتبع العالم ، كما يتعلمون العلم يتعلمون القراءة .

أما إذا أعملنا ترك مالم يعتاده الناس ، فحينها تهجر كثيرا من السنن.

ومن قال: إن معظم العامة بهذه المثابة ؟
الذي يشاهده ويلمسه الجميع أن العامة إذا وثقوا بعلم الرجل قبلوا منه ، وإن لم يعرفوه ، أولم يثقوا بعلمه لم يقبلوا منه بل ربما جهلوه وبدعوه .

في قصة الجامع الكبير: لو الذي قراء في الجامع الكبير مكان العلامة الشنقيطي العلامة ابن باز ، هل سينكر هذا العامي عليه ؟!
مع ملاحظة أنه لم ينكر إلا شخص واحد.

اليوم ولله الحمد الناس خف عنهم الجهل ، والعلم انتشر ومنذ سنوات طوال وفي إذاعة القرآن في السعودية برنامج القراءات (الطلاب الذين في المدينة) ويقرأ الطلاب فيه بالقراءات العشر ، وهو يبث ويسمعه معظم الناس ولا يستغرب.

أضف إليه التلاوات في إذاعة القرآن مثل:
الحصري لورش
أبو سنينة ، والحذيفي لقالون
قارئ نسيت اسمه كان يقرأ لقنبل
والمنشاوي وعبد الباسط لهم قراءة لغير حفص كانت تذاع ، وغيرهم.

وأهم من هذا كله أنه في الحرمين يقرأ الأئمة براوية حفص ، ويصلي خلفهم المسلمون من كل مكان ،والذي لا يحضر إلى مكة يسمعهم بعدة وسائل كالمذياع ،والتلفاز ،و.. وهولاء المسلمون منهم من يقرأ للسوسي عن أبي عمرو كأهل الريف في السودان والصومال وغيرها ، ومنهم يقرأ لقالون وهم أهل تونس وليبيا وغيرهم ، ومنهم من يقرأ لورش وهم أهل الجزائر والمغرب وموريتانيا وغيرهم ،ومنهم من يقرأ لابن كثير وهم بعض سكان الولايات السوفيتية السابقة (1) وغير ذلك ، ولم يقع من هولاء ولله الحمد استنكار لقراءة أئمة الحرم برواية حفص
ولم يراع عوام هولاء فتنوع لهم القراءة مثلا ، فلماذا نراعى غيرُهم، ولا نراعيهم!!
ــــــــــــــــــــــ
(1) أخبرني بذلك أحد المشايخ المقرئين أنه رأى بعض أهل تلك البلاد يقرأون لابن كثير.
 
بارك الله بالأخ عبدالله الحسني وبتعليقه النفيس

وإتماما للقصة التي ذكرتها أعلاه، فإنه بعد سنة أو سنتين، وبعد جهد مشكور قام به هذا الشاب في بلدتنا، من تعليم القرآن وإنشاء حلقات لذلك، إلى بيان علم القراءات للناس وتوضيحه لهم، فلقد أصبح أهل بلدتنا هم من يطلبون منه التنويع في القراءات، ولقد أتم ولله الحمد في مسجد البلدة ختم القرآن على ثلاث أو أربعة قراءات للآن

فالمطلوب ألا يبادر الشخص بتلاوة قراءة مخالفة لقراءة أهل البلد قبل أن يثقوا به وبعلمه وبفضله.

وفق الله الجميع لما فيه الخير والسداد
 
شكرا لك أخي على تمام القصة وليتها جاءت كاملة ،

إذًا هذا نموذج عملي لما تقدم ذكره ، وأذكر أن الشيخ أحمد الطويل قال كلاما نحو هذا
 
الذي أعلمه هو :

أن هذه المسألة إنما هي جزئية تندرج تحت قاعدة الموازنة بين المصالح والمفاسد .

ومرجع ذلك هو لاجتهاد القارئ مراعيا في ذلك المكان والزمان والأحوال والأعيان .

ولذا لا يمكن حصرها في قول واحد لا ثاني له .
 
هل تهجر السنن خوفاً من افتتان العوام ؟
كنا قبل زمن ليس بالبعيد السائد في بلادنا هو المذهب الحنبلي ، ولم يكن العلماء وطلبة العلم يعرفون في تحرير المسائل سوى المذهب ، وحينما بدأ الانفتاح في تحرير المسائل واتباع الدليل وكان ذلك تقريباً على يدي الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله واجهت دعوته رفضاً ومصادمة قوية من طلبة العلم فضلاً عن العوام ، حتى رفعوا به للملك فيصل رحمه الله ، وحصل أشياء يطول ذكرها وهي مسطرة في ترجمة الشيخ ، ثم بعد ذلك انتشر العلم وبدأ الناس يعرفون الخلاف في المسائل الفقهية ، وأصبح تحرير المسائل واتباع الدليل هو الذي يتميز به المحقق من غيره .
وفي وقتنا هذا هناك بعض المسائل والسنن التي لم تكن معروفة لدى عامة الناس وحينما أثيرت لاقت بعض الانتقادات وما لبث الناس أن اعتادوا عليها ، مثل رفع الإصبع في التشهد ، وهيئة ومكان وضع اليدين حال الوقوف في الصلاة ، وترك السكوت بين قراءة الفاتحة والسورة التي تليها للإمام في الصلاة الجهرية وغيرها .
وهكذا في مسألة القراءات لو انتشرت بين العامة فإنها مع مرور الوقت ستصبح أمراً مألوفا ، إذ المسألة تحتاج فقط إلى اعتياد من قبل العامة مع الثقة بالقارئ ، ومع مرور الوقت سيدرك الجميع أن الكل قرآناً ، والله الموفق .
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:

فعندي سؤال وهو:

من أراد أن يقرأ في الصلاة بقراءة غير التي اعتاد عليها أهل بلدة هل يلزمه ، أو ينبغي له ، أو يستحسن له أن يخبرهم قبل ذلك أم لا ؟

أو يقال: الأفضل له ألا يقرأ بقراءة غير التي اعتادوها ، لكي لا يشوش عليهم.

أو يقال: إن القراءة بقراءة غير التي اعتادوها مطلوبة لمن يحسن ذلك ، وتكون تعليما لهم، ونشرا للعلم فيهم ، ورفعا للجهل عنهم.

في نظري القاصر أن القول الأخير أقوى وأولى ، وإخبارهم فيه مصلحة لكي لا يظن خطؤة .

نريد رأي المشايخ ، ومن وجد نقلا عن الأئمة فليبادر به مشكورا.

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله.

[align=center]شكر الله سعيكم ، وحاشى رأيكم من القصور

يبدو لي أنّ المسألة أخلاقية

أي أنها تعتمد على حدس الإمام للتوازن بين معهود الناس
و"عرفهم" ، ورغبته في تعليمهم

فإذا كان المسجد مشهورا بإقراء القراءات

أو كان أئمته يختمون بروايات مختلفة ، فإن الناس لا يعترضون

إلا أنّ بعض المارين كانوا يستغربون أحيانا فربما سأل بعضهم جاره أو

لم يُبَلْ بل مضى لسبيله..

(بين قوسين) وإذا كان الشيخ بمثل مكانتكم فلا عليه ما فعل لأن اسمه

الكريم حجة تؤذن بالتسليم والطاعة ، وكذلك حال من كان له بعض

مالكم من معرفة الناس وإقرارهم.

وأحسبُ أنه قد حصل تقدم كبير في وعي الناس بالقراءات بسبب

التطور الهائل في وسائل الاتصال ونشاط القراء أيضا. فنحن ولله الحمد والمنة

نشهد نشاطا مشهودا في القراءات يذكرنا بجزيرة الأندلس في القرن الخامس

أيام أبي عمر الطلمنكي ومكي بن أبي طالب القيسي وأبي عمروٍ الداني وابني شريح والباذش

وهو علم لذيذ يعطي نكهة لا يُملّ مذاقها للثقافة والعلوم الإسلامية

وكنت لا أعدل بالجلوس في مسجد فيه حنين القراء قعودي في أي مكانٍ آخر

وأودّ أن أستغلّ هذه الفرصة لأدلّ منْ لم يتيسّر له تعلم القراءات على موقعين

يمكنه أن يتعلم بتقليد أيّ من الشيوخ القراء كالشيخ الحصري والشيخ عبدالباسط

والشيخ الحذيفي وغيرهم .من أراد تعلّم القراءات فليعلم أنه علم تطبيقي يُمكن تعلُّمه

بيُسْر كبير بمنّ الله وكرمه

بأن يخصص لنفسه كل يوم درساً من القرآن بإحدى الروايات

من أحد هذين الموقعين
هنا
أو من هنا
فإتقانه للتلاوة يُسهِّل عليه مستقبلا أخذ الإجازة إذا احتاج إليها

أما إن كان ممن من الله عليه بتعلم القراءات فيمكنه استماع

الروايات وهو يسوق سيارته فإنه أدعى إلى عدم نسيان العلم

ولستُ أعدِل بالقعود للتدريس فضلاً بعد قول رسول الله صلى الله

عليه وسلم "خيرُكم من قرأ القرآن وأقرأه" وحين قرئ هذا الحديث

بلفظ خيركم من تعلم القرآن وعلمه أمام أبي عبدالرحمن السلمي قال:
"هذا الذي أقعدني هذا المقعد"

وكان قد أقرأ القرآن أربعين سنة في مسجد الكوفة

أعتذر عن الاسترسال طمعا لا أنكره بأجر الدلالة على الخير

والله من وراء القصد
[/align]
 
عودة
أعلى