القراءات في كتب الحديث ؟

إنضم
26/12/2005
المشاركات
96
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم ، وبعد :

أيها الاخوة الكرام : نظراً لحاجتنا جميعاً لدراسة أسانيد القراءات الشاذة في كتب الحديث ، والتي هي مبثوثة في كتب السنة ، وتوضيح ما إذا كانت قراءة لفظية ، أو قراءة شاذة ، أو ما يسمى بالقراءة التفسيرية ، أو قد يكون ذلك خطأ من الناسخ أو الطابع ، أو ما إلى ذلك .
والقراءة الشاذة كما هو معلوم بحر لا ساحل له وغور لا قاع له ، وبما أنها كذلك لم يستطع أحد أن يحيط بجميع القراءات الشاذة ، وحسب علمي فإن الدراسة للقراءات الشاذة في كتب الحديث أو القراءات بشكل عام قليلة جداً ، وممن ظهر له جهد في ذلك الشيخ الدكتور / المعصراوي ،حيث أخرج له كتاباً بعنوان : (( القراءات الواردة في كتب السنة )) وطبع مع كتاب (( جزء فيه قراءات النبي صلى الله عليه وسلم للدوري )) ، وهناك بعض الملاحظات التي كتبها الفقير إلى الله على الكتاب خلال الاطلاع عليه ، فارتأيت أن أدرس كتب الحديث بداية بكتب الصحيح ، وقد يكون مشروع ناجح إن شآء الله ، وقد كانت هذه الفكرة لديّ بعد استشارة شيخي واستاذي الشيخ الدكتور / عبد السلام المجيدي.
فالبداية بطرق القراءة الشاذة ثم طرق القراءة المتواترة ،ثم شرح ذلك ، وأرفقت جدول يبين الطرق في تلك القراءات ويسهلها ، مع إرفاق ملف وورد على هذا الملتقى المبارك .
وهذه مقدمة عن اشتمال السنة على القراءات ،أسأل الله أن يمن علينا بكرمه ، وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ، ويجعله في ميزان حسناتنا يوم القيامة ، إنه سميع مجيب .

(( القراءات في كتب الحديث واشتمال السنة عليها )) :
هناك صلة وثيقة بين كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن بين هذه الصلة اشتمال كتب السنة على كثرتها وتنوعها على نصوص تتعلق بالقراءات سواء ما يتعلق بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها ، أم ما يتعلق بفضله ، وآداب تلاوته ، وتعلمه ، وتعليمه ، وغير ذلك .
ومن أمثلة ذلك :
1ـ مسند الإمام أحمد بن حنبل ، فقد اشتمل على نصوص كثيرة جداً تتعلق بالقراءات( ).
ومن هذه النصوص ما أخرجه بسنده( ) عن أنس بن مالك : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأها : (( وَكَتَبْنَا عليهم فيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنُ بِالْعَيْنِ )) [المائدة : 45] ، نَصَبَ {النَّفْسَ }، وَرَفَعَ { الْعَيْنُ}
2ـ صحيح الإمام البخاري تضمن نصوصاً كثيرة تتعلق بالقراءات ، وذلك في كتاب التفسير( ) ، وكتاب فضائل القرآن ( ) من كتاب الجامع الصحيح .
ومن هذه النصوص ما سيذكره الباحث في ثنايا هذه الدراسة .
3ـ صحيح الإمام مسلم اشتمل على نصوص كثيرة تتعلق بالقراءات ، أوردها في كتاب صلاة المسافرين وقصرها ، وبوب عليها النووي( ) الأبواب التالية :
ـ باب فضائل القرآن وما يتعلق به ( ).
ـ باب الأمر بتعهد القرآن وكراهة قول نسيت آية كذا وجواز قول أنسيتها( ).
ـ باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن( ) .
ـ باب نزول السكينة لقراءة القرآن ( ).
ـ باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف وبيان معناه( ).
ـ باب ترتيل القراءة واجتناب الهذ( ) .
ـ باب ما يتعلق بالقراءات( ) .
ومن هذه النصوص ما سيذكره الباحث في ثنايا هذه الدراسة .
4ـ كما عقد الإمام أبو داود في سننه كتاباً في القراءات أسماه (( كتاب الحروف والقراءات ))( ) ويشتمل على أربعين حديثاً .
5ـ وعقد الإمام الترمذي في سننه كتاباً للقراءات ( ) تضمن أحد عشر باباً اشتملت على ثلاثة وعشرين حديثاً .
وسوف يقف الناظر على هذه النصوص الحديثية المتعلقة بالقراءات في موضعها من الدراسة ، ويلاحظ على النصوص الواردة في كتب السنة المتعلقة بالقراءات الملاحظات التالية :
أولاً : أن جميع ما ورد فيها جاء مروياً بالسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو إلى أحد الصحابة رضي الله عنهم .
ثانياً : أن النصوص المنقولة في كتب الحديث منها الصحيح ومنها المردود ـ هذا بالنظر إلى العموم ، أما النظر إلى البخاري ومسلم فكل الروايات التي نقلها الباحث حول القراءات في كتابيهما صحيحة ـ .
ثالثاً : أن القراءات التي نقلتها كتب الحديث فيها جملة من القراءات صحيحة السند مخالفة لرسم المصحف كما اشتملت على نقل بعض القراءات المتواترة .
رابعاً : تضمنت كتب السنة نصوصاً كثيرة تتعلق بآداب التلاوة ، ونصوصاً أخرى برسم المصحف ، كما اشتملت على نصوص تتعلق بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها ، وغير ذلك من النصوص التي لها علاقة وصلة بالقرآن والقراءات .
خامساً : خلت كتب السنة من توجيه هذه الروايات ؛ لأنها كتب رواية تسند الأحاديث والآثار إلى قائليها مرفوعة أو موقوفة أو غير ذلك .
والمعول عليه في قبول هذه الروايات الواردة في كتب السنة أو ردها هو تلك الضوابط الثلاثة التي شرطها العلماء والتي سبق الإشارة إليها مراراً وتكراراً.
ومن تلك القراءات :

القراءة الأولى : (( وما أوتوا من العلم )):

للقراءة الشاذة عدة طرق كلها صحيحة :
1ـ وكيع .
أخرجها البخاري 9/166(7456) ، مسلم 8/128(7162) ، أحمد 1/389(3688) و1/444(4248) .
2ـ عبد الواحد بن زياد .
أخرجها البخاري 1/43(125) و 9/167(7462) ، الشاشي في مسنده 1/423، البغوي في تفسيره 3/134.
3ـ حفص بن غياث .
أخرجها البخاري 6/108(4721) ، مسلم 8/128(7161).
4ـ عيسى بن يونس .
أخرجها البخاري 9/119(7297) ، مسلم 8/128(7162) ، الترمذي في سننه (3141) ، النسائي في السنن الكبرى (11235) .
أربعتهم ( وكيع ، وعبد الواحد بن زياد ، وحفص بن غياث ، وعيسى بن يونس ) رووه عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، وخالفهم ابن إدريس عن الأعمش كما في هذه الطريق الخامسة.
5ـ عبد الله بن إدريس .
أخرجها مسلم 8/129(7163) ، أحمد 1/410(3898) .
عن الأعمش ، عن عَبْداللهِ بن مُرَّة ، عن مسروق ، عن عبد الله.
• أما القراءة المتواترة : (( وما أوتيتم )) فلها عدة طرق كذلك وهي كالتالي:
1ـ وكيع .
أخرجها البخاري 6/2713 ( 7018 ) ، مسلم 4/2152 ( 2794) ، أحمد 1/389 ( 3688 ) و 1/444 ( 4248 ) البزار في مسنده 4/344 ( 1529 ) ، ابن أبي عاصم في السنة 1/263 ( 592 ) ، ابن أبي شيبة في مسنده 1/155 ( 215 ) ، وأبو يعلى في مسنده 9/267 ( 390 ) ، الطبري في تفسيره 17/541.
2ـ حفص بن غياث .
أخرجها البخاري 4/1749( 4444 )، مسلم 4/2152 ( 2794) .
3ـ عيسى بن يونس .
أخرجها مسلم 4/2152( 2794) ، الترمذي 5/304(3141 ) ، النسائي في السنن الكبرى 6/383 ( 11299 ) ، ابن حبان في صحيحه 1/299 ( 97 ) ، البيهقي في الأسماء والصفات 1/457 ( 418 ) ، أبو نعيم في الدلائل 1/287 ( 242 ) .
4ـ علي بن مسهر .
أخرجها البزار في المسند 4/335 ( 1529 ) ، الواحدي في أسباب النزول 1/197.
5ـ عبد العزيز بن مسلم .
أخرجها ابن أبي عاصم في السنة 1/263 ( 593 )
6ـ القاسم بن معن .
أخرجها الطبراني في المعجم الصغير ( الروض الداني ) 2/187(1300) ، الطبري 17/542.
ستتهم ( وكيع ، وحفص بن غياث ، وعيسى بن يونس ، وعلي بن مسهر ، وعبد العزيز بن مسلم ، والقاسم بن معن ) عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله.
قال في الفتح 1/224 : " وإسناد الأعمش إلى منتهاه مما قيل أنه أصح الأسانيد ".
7ـ عبد الله بن إدريس .
أخرجها مسلم 4/2153 ( 2794 ) ، أحمد 1/410( 3898 ) ، ابن حبان في صحيحه 1/299( 97 ) ، البزار في المسند 5/332 ( 1955 ) ، ابن أبي عاصم في السنة 1/263 ( 593 ) ( 594 )
عن الأعمش ، عن عَبْداللهِ بن مُرَّة ، عن مسروق ، عن عبد الله.
قال البزار " وهذا الحديث لا نعلم رواه أحداً عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله إلا ابن إدريس وغير ابن إدريس يرويه عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله " مسند البزار 5/332.
وذكرت هذه الأسانيد بأن الأعمش لم يكن بالمنفرد في سماع هذا الخبر من عبد الله بن مرة دون غيره.
وقال ابن حجر : قول الأعمش : " هكذا في قراءتنا " ـ أي أوتيتم ـ رواية الكشميهني ، وفي رواية غيره : " كذا في قراءتنا " يعني { أوتوا }بصيغة الغائب ، وليست هذه القراءة في السبعة ولا في المشهورة في غيرها ، وقد أغفلها أبو عبيد في كتاب القراءات له من قراءة الأعمش . فتح الباري 1/224وينظر: عمدة القاري 2/201.
وقال النووي : " هكذا هو فى بعض النسخ { أوتيتم } على وفق القراءة المشهورة وفى أكثر نسخ البخارى ومسلم { وما أوتوا من العلم إلا قليلاً} " شرح مسلم 17/137..
وذكر مسلم الاختلاف في هذه اللفظة عن الأعمش فرواه وكيع على القراءة المشهورة ، ورواه عيسى بن يونس عنه {وما أوتوا } صحيح مسلم 4/2152.
وقد سبق ذكر اختلاف الرواة عن الأعمش فيها ، وبيان الطرق التي رويت عن طريقها تلك اللفظة سواء المتواترة أو المشهورة . ومما يوضح ذلك أكثر الجدول المرفق الذي وضعه الفقير إلى الله في آخر هذه القراءة .
ومما يؤيد القراءة الشاذة قول الأعمش : " هكذا في قراءتنا " .
وعقب شيخنا الدكتور /عبد السلام المجيدي بقوله : " هذا اللفظ لا يدل على الاستغراب ".
وقال الألباني : " الظاهر أن للأعمش فيه إسنادين " ظلال الجنة 1/322.
والاسنادان هما :
الأول : الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله .
والثاني : الأعمش ، عن عَبْداللهِ بن مُرَّة ، عن مسروق ، عن عبد الله.
وهذان الاسنادان هو مدار جميع الطرق الواردة في القراءة المتواترة ، والقراءة الشاذة .
وقال القاضي عياض : " اختلف المحدثون فيما وقع من ذلك ، فذهب بعضهم إلى أن :
الإصلاح على الصواب ، واحتج أنه إنما قصد به الاستدلال على ما سيقت بسببه ، ولا حجة إلاَّ في الصحيح الثابت في المصحف ، وقال قوم : تترك على حالها وينبه عليها ؛ لأن من البعيد خفاء ذلك على المؤلف ومن نقل عنه وهلم جرا فلعلها قراءة شاذة ، قال عياض هذا ليس بشيء ؛ لأنه لا يحتج به في حكم ولا يقرأ في صلاة " عمدة القاري 2/201.
وقال ابن حجر : " وهي مشهورة عن الأعمش أعنى بلفظ {وما أوتوا } ولا مانع أن يذكرها بقراءة غيره وقراءة الجمهور : { وما أوتيتم }. فتح الباري 8/404.
و{ أوتيتم } هي رواية الأكثرين ، وهي القراءة المشهورة ؛ لكن القراءة الشاذة { أوتوا } وردت في نسخ كثيرة من صحيح البخاري ومسلم وكتب السنن .
وعند الباحث عدة نسخ من صحيح البخاري ومسلم : جميع تلك النسخ التي بين يدي الباحث ذكرت القراءة الشاذة ما عدا نسخة واحدة من صحيح البخاري وهي التي طبعتها دار ابن كثير ، ودار اليمامة ( بيروت سنة 1407هـ ـ 1987م ط الثالثة ، بتحقيق : مصطفى ديب البغا ) لم تذكر غير القراءة المتواترة ، وهذا مما يؤيد كلام الإمام النووي المتقدم .
ومن خلال العرض السابق لا يستطيع المرء الجزم باللفظة التي قرأ بها ابن مسعود ، وقال عنها الأعمش : " هكذا في قراءتنا " ، ولم يبق لترجيح ذلك إلا الرجوع إلى الأصل وهو : قراءة الجمهور ؛ وسبب الترجيح :
ـ رجوع ثلاثة من القراء السبعة إلى ابن مسعود ، فلو قرأها ابن مسعود كما ذُكر في الشاذة لنقلت إلينا ، كيف ينقلون ( تجري تحتها الأنهار ) بدون ( من ) في سورة براءة ، ولم ينقلوا هذه اللفظة !
فما تأويل (( وما أوتوا )) إذن ، يحتمل ما يلي :
1) خطأ النساخ ، ويدل عليه قول الإمام النووي المتقدم .
2) التفسير .
3) يحتمل وهو الأضعف أنها قراءة شاذة .
 
الأخوة الكرام ـ حفظكم الله ـ
وبعد انقطاع عن هذا الملتقى المبارك بسبب السفر إلى الكويت ، نعود من جديد لعرض القراءات الشاذة المسندة وغير المسندة في كتب الحديث :
فنقول وبالله التوفيق :
2ـ (( الحي القيام ))
قوله سبحانه وتعالى : { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم } [ آل عمران : 2] .
عَنْ طَاوُسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَهَجَّدَ مِنْ اللَّيْلِ قَالَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ أَنْتَ الْحَقُّ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ الْحَقُّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ خَاصَمْتُ وَبِكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ " قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ : قَالَ قَيْسُ بْنُ سَعْدٍ وَأَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ طَاوُسٍ : قَيَّامُ ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ{ الْقَيُّومُ }: الْقَائِمُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ، وَقَرَأَ عُمَرُ : {الْقَيَّامُ } ، وَكِلَاهُمَا مَدْحٌ ".( ).
القراءات الواردة في ذلك :
قرأ عامة القراء العشرة : { الْحَيُّ الْقَيُّوم }.
وقرأ عمر بن الخطاب( )، وعثمان بن عفان( )، وابن مسعود( )، وأبيّ بن كعب ( )، وابن عمر( )،والأعمش( )، والحسن بن سعيد المطوعي ( )، وابن أبي عبلة ( )، وعلقمة( )، وإبراهيم النخعي( )، وأصحاب عبد الله بن مسعود ( )، وزيد بن علي( )، وجعفر بن محمد ، وأبي رجاء بخلاف ( ): { الحيُّ القَيَّام } بالألف.
ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم ( ).
وقرأ ابن مسعود أيضاً ( )، وعلقمة بن قيس( ) ، وأبو رزين( ): { الْحَيُّ الْقَيِّم }، بالياء والتشديد .
وقرأ الحسن البصري : { الحَيَّ القَيّومَ } بالنصب ( ) ، وقرأها كذلك أبو رجاء العطاردي ( )،على إضمار أعني( ).
وقرئ : { القائم } ( ).
دراسة الأسانيد :
القراءة الشاذة : (( القيام )) :

• لها عدة طرق عن عمر رضي الله عنه :
1ـ سفيان بن عيينة
أخرجها سعيد بن منصور في سننه 3/1029 ( 486 ) .
2ـ هارون بن موسى
أخرجها الحاكم في المستدرك 7/265 ( 3092 ) وقال : " هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه " ، أبو عبيد في فضائل القرآن 2/45 ( 489 ) .
3ـ يحيى بن سعيد القطان
أخرجها ابن أبي داود في المصاحف (ص161 ـ 162) .
4ـ عبد الله بن إدريس
أخرجها ابن أبي داود في المصاحف (ص 162 ) .
أربعتهم ( سفيان ، هارون ، يحيى ، عبد الله بن إدريس ) رووه عن محمد بن عمرو بن علقمة ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن أبيه ، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقرأ : { الحي القيام } .
ومحمد بن عمرو بن علقمة هو ابن وقاص الليثي الذي عليه مدار هذه الطرق ، وهو صدوق له أوهام . التقريب 2/119 ، فيكون سنده حسن لذاته لحال محمد بن عمرو ؛ لكنه قد توبع كما سيأتي ، فيكون صحيحاً لغيره .
فقد تابع محمد بن عمرو : محمد بن إسحاق بن يسار ، كما أخرجه ابن أبي داود في المصاحف ( ص 162 ) ، والبيهقي في شعب الإيمان 5/98 ( 1951 ) ، فرواه عبد الله بن إدريس ، عن محمد بن إسحاق ، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب ، عن أبيه ، عن عمر به .
وأخرجه الدوري في جزء قراءات النبي صلى الله عليه وسلم ص 146 ( 27 ) من طريق يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق .
وسندهما ضعيفان ؛ لأن ابن إسحاق مدلس ، كما في التقريب 2/54 ، ولم يصرح هنا بالسماع .
ولهذه القراءة طرق أخرى عن عمر :
1ـ سليمان بن عتيق ، عن عمر .
أخرجه ابن أبي داود في المصاحف ( ص 163 ) .
وسليمان بن عتيق " صدوق " كما في التقريب 1/389. فيكون سنده صحيح ؛ لأن له متابعات كما في الطرق السابقة ، والآتية .
2ـ الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ذباب ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمر .
أخرجها ابن أبي داود في المصاحف (ص 162 ).
والحارث صدوق يهم كما في التقريب 1/175 . وسنده صحيح أيضاً ؛ لأن له متابعات أيضاً ، كما في الطرق المذكورة .
3ـ سفيان الثوري ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ( أو غيره ) عن عمر .
أخرجها ابن أبي داود في المصاحف ( ص163 ـ 164 ).
إسناده فيه ضعف فمجاهد لم يسمع من عمر ، وشك ابن أبي نجيح هل هو مجاهد أو غيره مؤثر في صحة الإسناد أيضاً ؛ ولكن يشهد له ما تقدم .
4ـ الحكم بن ظُهَير ، عن السدي ، عن عمرو بن ميمون ، عن عمر .
أخرجها سعيد بن منصور في سننه 3/1030 ( 487 ) .
5ـ ابن الزبير ، عن الحكم بن ظهير ، به مثله.
أخرجه ابن أبي داود في المصاحف ( ص 163 ) .
وإسناد الطريق الرابعة والخامسة ضعيف جداً ؛ لشدة ضعف الحكم بن ظهير وهو ( متروك الحديث ) كما في التقريب 1/231 .
ومن خلال عرض طرق الحديث يتبين للباحث أن القراءة صحيحة عن عمر رضي الله عنه ؛ إلا أنها شاذة .
• أما عن ابن مسعود رضي الله عنه :
فقد رواه سعيد بن منصور في سننه 3/1031 ( 489 ) ، والطبراني في المعجم الكبير 9/151 ( 8690 ) من طريق أبي إسحاق الكوفي ، عن أبي خالد الكناني ، عن ابن مسعود : " أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا: الْحَيُّ الْقَيَّامُ" . وفي سنده أبو خالد الكناني غير معروف ، لم يجد الباحث من ترجم له ، قال عنه الهيثمي : " رواه الطبراني وفيه : أبو خالد ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات " مجمع الزوائد 7/154.
ولعل الهيثمي لم يعرف أن أبا إسحاق الكوفي هو عبد الله بن ميسرة ، بل ظنه آخر ثقة ، وأبو إسحاق هو عبد الله بن ميسرة الحارثي ، أبو ليلى الكوفي ، أو الواسطي ، ضعيف ، كان هشيم يكنيه أبا إسحاق وأبا عبد الجليل وغير ذلك يدلسه . التقريب 1/539 ـ 540 .
وسنده ضعيف ، فيه أبو خالد الكناني ، لم يجد الباحث من ترجم له ، فإن كان ثقة فالإسناد ضعيف لضعف أبي إسحاق الكوفي ، وإن كان ضعيفاً فالإسناد ضعيف جداً لهاتين العلتين .
وعلى هذا فلا يصح نسبة القراءة إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ؛ لأن الإسناد إليه ضعيف.
• أما عن إبراهيم النخعي :
فقد أخرجه سعيد بن منصور في سننه 3/1031 من طريق مغيرة بن مقسم ، عن إبراهيم ، أنه كان يقرأ ... وسنده ضعيف ، فمغيرة بن مقسم ثقة متقن ، إلا أنه يدلس ، لا سيما عن إبراهيم النخعي ، وهذا من روايته عنه . التقريب 2/208.
• أما عن علقمة بن قيس :
فقد أخرجه الطبري في تفسيره 6/155، وأبو عبيد في فضائل القرآن حديث رقم (490) من
طريق الأعمش ، وهي طريق صحيحة فالأعمش هو سليمان بن مهران ، وهو ثقة حافظ ،
وعارف بالقراءات . التقريب 1/392.
• أما عن الأعمش :
فقد أخرجه ابن أبي داود في المصاحف 1/244 رقم (262) من طريق عبد الله بن سعيد ومحمد
بن الربيع ، قالا : حدثنا أبو نعيم ، قال : سمعت الأعمش قرأ ... والحديث صحيح عن الأعمش .
 القراءة الشاذة (( الحَيُّ القَيِّم )) بالياء والتشديد
• عن علقمة بن قيس :
أخرجها الطبري في تفسيره 6/155 ( 6545 ) من طريق عثام بن علي قال، حدثنا الأعمشُ، عن إبراهيم، عن أبي معمر قال، سمعت علقمة يقرأ:"الحيّ القيِّم".
وعثام بن علي " صدوق " كما في التقريب 1/655. وقد تابعه وكيع كما في الطريق الآتية
وأخرجها الطبري أيضاً 6/155 ( 6546 ) من طريق وكيع ، عن الأعمش مثله .
وهذه القراءة صحيحة عن علقمة بن قيس .
 القراءة الشاذة (( الحَيَّ القَيّومَ )) :
• عن الحسن البصري :
أخرجها سعيد بن منصور في سننه 3/1032 ، قال : أخبرنا هشيم ، قال : أخبرنا يونس
وعوف ، عن الحسن أن كان يقرأ ...
وسنده صحيح إلى الحسن البصري ، لكن من طريق يونس بن عبيد، وأما طريق عوف الأعرابي ، فالخوف أن يكون هشيم دلسه تدليس العطف ، فإنه لم يصرح بالسماع من عوف ، وهشيم كثير التدليس والإرسال الخفي . التقريب 2/269.
وسبب ترجيح طريق يونس ؛ لأن هشيم أروى الناس عن يونس كما روى ذلك عبد الله بن أحمد عن أبيه . التهذيب 11/55.
• أما عن أبي رجاء العطاردي ( عمران بن مِلْحان ) :
فقد أخرجها سعيد بن منصور في سننه 3/1032 ( 491 ) من طريق هشيم ، قال : أخبرني أبو الأشهب ، عن أبي رجاء به .
وسنده صحيح ؛ حيث قد صرح هشيم بالسماع من أبي الأشهب جعفر بن حيان .
وفي نسخة ( الدار السلفية ـ الهند ـ 1403هـ ـ 1982م ، الطبعة : الأولى ، تحقيق : حبيب الرحمن الأعظمي ) ذكرت القراءة المتواترة فقط وهي : (( الحيُّ القيومُ )) عن الحسن البصري ، وأبي رجاء العطاري .

 القراءة المتواترة : (( الحيُّ القيومُ )) :
لقد وردت القراءة المتواترة في ثنايا الأحاديث المبثوثة في كتب الصحاح والسنن وغيرهما ، وهي كثيرة جداً ، نذكر من طرق تلك الأحاديث ما يلي :
1ـ محمد بن بكر
أخرجها أحمد في مسنده 6/461 .
2ـ أبو عاصم النبيل
أخرجها الدارمي ( 3392 ) ، وعبد حميد في مسنده 1/456 (1578 ) .
3ـ عيسى بن يونس
أخرجها الترمذي في سننه 5/517 ( 3478 ) وقال : " هذا حديث حسن صحيح " ، وأبو داود في سننه 2/80 ( 1496 ) ، وابن ماجه في سننه 2/1267 ( 3855 ) ، وابن أبي شيبة في المصنف 8/308 ( 85 ) ، وأبو عبيد في فضائل القرآن 1/190 ( 176 ) .
4ـ مكي بن إبراهيم
أخرجها ابن أبي حاتم في تفسيره 1/509 ( 1416 ) و 2/398 .
أربعتهم ( محمد بن بكر ، وأبو عاصم النبيل ، وعيسى بن يونس ، ومكي بن إبراهيم ) عن عبيد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وآله سلم قال : اسْمُ الله الأَعْظَمُ في هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) وَفَاتِحَةِ آلِ عِمْرَانَ:( الم الله لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) .
فهذا نص من النبي صلى الله عليه وسلم في إثبات القراءة المتواترة { الحي القيوم } في هذا الحديث .
وفي سنده شهر بن حوشب وهو صدوق ، كثير الإرسال والأوهام . التقريب 1/423.
كما أن فيه عبيد الله بن أبي زياد وهو ليس بالقوي . التقريب 1/632.
وحسنه الألباني في صحيح أبي داود ( 1469 ) ، وفي صحيح الترمذي ( 3478 ) ، وفي صحيح ابن ماجه ( 3855 ) ، وفي صحيح الترغيب والترهيب 2/130 ( 1642 ) .
وحسنه الألباني ـ والله أعلم ـ ؛ لأن له شاهد من حديث أبي أمامة يتقوى به عند ابن ماجه ( 3856 ) ، والطحاوي في مشكل الآثار 1 / 63 ، والحاكم 1 / 506 ، وسنده حسن.
وهذا نصه : عن أبي أمامة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : « إن اسم الله الأعظم لفي ثلاث سور من القرآن : في سورة البقرة ، وآل عمران ، وطه » فالتمستها فوجدت في سورة البقرة آية الكرسي : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) ، وفي سورة آل عمران : ( الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، وفي سورة طه : ( وعنت الوجوه للحي القيوم ) .
5ـ (1) عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي
أخرجها مسلم في صحيحه 2/199 ( 1837 ) ، وأبو داود في سننه 2/72 ( 1460 ) ، وعبد بن حميد في مسنده 1/72 ( 178 ) ، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني 5/276 ( 1644 ) .
6ـ (2) سفيان الثوري
أخرجها أحمد في مسنده 5/141 ( 21601 ) ، وعبد الرزاق في مصنفه 3/370 ( 6001 ) ، والطبراني في المعجم الكبير 1/197 ( 526 ) .
7ـ (3) يزيد بن هارون
أخرجها الحاكم في المستدرك 12/248 ( 5331 ) وقال : " هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه " .
8ـ (4) إسماعيل بن إبراهيم
أخرجها أبو عبيد في فضائل القرآن 1/381 ( 342 ) .
أربعتهم ( عبد الأعلى السامي ، وسفيان ، ويزيد ، وإسماعيل بن إبراهيم ) عن سَعِيد بن إياس الجُرَيْرِي ، عن أَبي السَّلِيل ، عن عَبْد الله بن رَبَاح الأنصاري ، عن أبي كعب رضي الله عنه ، قالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
( أَبَا الْمُنْذِرِ ، أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، مَعَكَ أَعْظَمُ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، ثُمَّ قَالَ : أَبَا الْمُنْذِرِ ، أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ ، عَزَّ وَجَلَّ ، مَعَكَ أَعْظَمُ ؟ قُلْتُ :اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)...الخ .
وهذه الطرق الأربع أسانيدها صحيحة .
9ـ محمد بن جعفر
أخرجها أحمد في مسنده 5/85 ( 20864 ) .
عن عثمان بن غياث ، عن أَبي السَّلِيل ، عن عَبْد الله بن رَبَاح الأنصاري ، عن أبي كعب رضي الله عنه .
وهذا سند صحيح .
10ـ (1) وكيع
أخرجها أحمد في مسنده 5/178 ( 21879 ) .
11ـ (2) يزيد بن هارون
أخرجها أحمد في مسنده 5/179 ( 21885 ) ، وابن أبي شيبة في المصنف 1/340 ( 3423 ) و14/ 116 ( 35933 ) .
12ـ (3) جعفر بن عون
أخرجها النسائي في سننه 8/275 ، و في السنن لكبرى ( 7891 ) .
ثلاثتهم ( وكيع ، ويزيد بن هارون ، وجعفر بن عون ) عن عبد الرَّحْمن بن عبد الله المسعودي ، عن أبي عُمر الدمشقي ، عن عُبيد بن الخشخاش ، عن أبي ذر..... قُلْتُ : فَأَيُّ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ، عَزَّ وَجَلَّ ، عَلَيْكَ أَعْظَمُ ؟ قَالَ : ? اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ?...الخ .
وفي هذه الطرق أبو عمر الدمشقي وهو " ضعيف " التقريب 2/440.
13ـ (1) معان بن رفاعة
أخرجها أحمد 5/265( 22644 ) .
قال حدثني علي بن يزيد ، عن القاسم أبي عبد الرحمن ، عنْ أَبِي أُمَامَةَ .............. قَالَ : قُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، أَيُّمَا نَزَلَ عَلَيْكَ أَعْظَمُ ؟ قَالَ : ( اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ )....الخ
ومعان بن رفاعة ضعيف . تهذيب التهذيب 10/181.
14 ـ (2) عثمان بن أبي عاتكة
أخرجها الطبراني في الدعاء 1/283 ( 250 ) ، وأبو عبيد في فضائل القرآن 1/384 ( 345 ) ، والفريابي في فضائل القرآن 1/50 ( 46 ) عن علي بن يزيد ، عن القاسم ـ أبي عبد الرحمن ـ ، عن أبي أمامة ، رضي الله عنه ، عن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ....حتى يقرأ هذه الآية ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) ...الخ .
وسنده ضعيف ؛ لأن عثمان بن أبي عاتكة ضعيف في روايته عن علي بن يزيد ، كما في التقريب 1/660، وهذا من روايته عنه
15ـ (1) حَجَّاج بن محمد المصيصي
أخرجها أبو داود ( 4003 ) .
16ـ (2) سعيد بن سالم القداح
أخرجها البخاري في التاريخ الكبير 8/430 .
وسعيد بن سالم " صدوق يهم ، ورمي بالإرجاء " التقريب 1/354.
17ـ (3) مسلم بن خالد
أخرجها الطبراني في المعجم الكبير 1/430 ( 992 ) .
ومسلم بن خالد هو المخزومي ، مولاهم المكي المعروف بالزنجي صدوق كثير الأوهام . التقريب 2/178 .
ثلاثتهم ( حجاج المصيصي ، وسعيد القداح ، ومسلم بن خالد ) عن ابن جُرَيْج ، قال : أخبرني عُمَر بن عَطَاء ، أن مَوْلًى لابن الأَسْقَع ، رجلُ صِدْقٍ ، أخبره ، عن ابن الأسقع ،... فسأله رجل : أي آية في القرآن أعظم ، قال : ( الله لا اله الا هو الحي القيوم ) ... الخ .
وعمر بن عطاء هو ابن أبي الخُوار " ضعيف " التقريب 1/724 .
و( مولى ابن الأسقع ) وصفه عمر بن عطاء بالصدق ، وقال المنذري : مولى بن الأسقع مجهول . عون المعبود 11/25 .
عن ( ابن الأسقع ) ذكر بن أبي حاتم عن أبيه أن بن الأسقع هذا فيمن لا يعرف اسمه
( باب تسمية من روى عنه العلم ممن عرفوا بأسماء آبائهم دون ان تذكر أسماؤهم )
وقال فيه : ابن الأسقع البكري من أصحاب الصفة ، مديني له صحبة وذكر له هذا الحديث . الجرح والتعديل 9/315.
وذكر الحافظ أبو القاسم الدمشقي أنه واثلة بن الأسقع .
وذكر هذا الحديث في ترجمة واثلة بن الأسقع وقال : هو واثلة بغير شك لأنه من بني ليث بن بكر بن عبد مناة ، ومن أهل الصفة . تاريخ دمشق 62/348 . وينظر : تهذيب الكمال 34/423 ، تقريب التهذيب 12/311 ، عون المعبود 11/25.
وقال الألباني : " إنه صحيح " صحيح أبي داود ( 4003 ) .
وصححه الألباني للشواهد التي سبق ذكرها ، وقد يكون المتن صحيحاً ، والسند ضعيفاً ، فهو صحيح لشواهده التي تدل على قوله : أي آية أعظم ... والسند هنا ضعيف .
18ـ (1) هلال بن بشر البصري
أخرجها ابن خزيمة في صحيحه ( 2424 ) .
19ـ (2) إبراهيم بن يعقوب
أخرجها النسائي في السنن الكبرى ( 10729 ) .
20ـ (3) السري بن خزيمة
أخرجها البيهقي في الدعوات الكبير 1/381 ( 337 )
ثلاثتهم ( هلال ، وإبراهيم ، والسري بن خزيمة ) عن عثمان بن الهيثم ، مؤذن مسجد الجامع ، حدَّثنا عوف ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ ............إلى وله " فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَهَا : ( اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ) ".
وأخرجها البُخاري تعليقًا (2311 و3275 و5010) قال : وقال عُثْمَان بن الهَيْثَم ، أبو عَمْرو ، حدَّثنا عَوْف ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ : وَكَّلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ... ، فذكره.
والسري بن خزيمة وثقه الحاكم وقال: " هو شيخ فوق الثقة " سير أعلام النبلاء 13/245.
وهذه الطرق الثلاث صحيحة .
21ـ حرب بن شداد
أخرجها الحاكم في المستدرك 5/130 ( 202 ) ، وقال : " هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه " ، عن يحيى بن أبي كثير ، حدثني الحضرمي بن لاحق ، عن محمد بن عمرو بن أبي بن كعب ، عن جده أبي بن كعب رضي الله عنه .... قال : تقرأ آية الكرسي من سورة البقرة ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) ...الخ .
وهذا الحديث إسناده حسن .
22ـ يونس بن كبير
أخرجها البيهقي في شعب الإيمان 5/152 ( 2070 ) ، والدوري في جزء قراءات النبي صلى الله عليه وسلم ص 146 ( 27 ) عن محمد بن إسحاق ، عن عبد الرحمن بن حاطب ، عن أبيه ، قال سمعت عمر يقرأ : { الحي القيام } ، وحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ ( الحي القيوم ) .
وسنده ضعيف ؛ لأن ابن إسحاق مدلس ، كما في التقريب 2/54 ، ولم يصرح هنا بالسماع .
وغير ذلك من الطرق المبثوثة الموجودة في كثير من الأحاديث ، في كتب الصحاح والسنن .
ومما سبق فإن أغلب الطرق المذكورة في هذه القراءة المتواترة صحيحة .
وقد تبين من خلال العرض السابق أن هناك اختلافاً في النسخ التي ذكرت القراءة المتواترة أو الشاذة ، فمثلاً سبق أن في بعض نسخ سنن سعيد بن منصور ذكرت القراءتين المتواترة والشاذة ، فنسخة ( الدار السلفية ـ الهند ـ 1403هـ ـ 1982م ، الطبعة : الأولى ، تحقيق : حبيب الرحمن الأعظمي ) ذكرت القراءة المتواترة فقط وهي : (( الحيُّ القيومُ )) عن الحسن البصري ، وأبي رجاء العطاري
وكذا في بعض نسخ أبي عبيد ( الحي القيام ) ، وفي بعضها : (( القيوم )) ، ذكر ذلك محقق الكتاب ، وأثبت : (( القيوم )).
قال أبو عبيد : " أما القراء بعد من أهل الحرمين مكة والمدينة وأهل المصرين الكوفة
والبصرة وأهل الشام ومصر وغيرهم من القراء فقرءوها : ( القيوم ) لا اختلاف بينهم
فيه أعلمه ، وكذلك القراءة عندنا ، لموافقة الكتاب ولما عليه الأمة ، وإن كان لذينك
الوجهين في العربية مخرج " نقله عنه الحاكم في المستدرك 7/265.
وقال الطبري : " والقراءة التي لا يجوز غيرها عندنا في ذلك، ما جاءت به قَرَأة المسلمين نقلا مستفيضًا، عن غير تشاعُر ولا تواطؤ، وراثةً، (1) وما كان مثبتًا في مصاحفهم، وذلك قراءة من قرأ، "الحي القيُّومُ " تفسير الطبري 6/155.
 
الذي اعلمه ان هناك رسالة دكتوراة في كلية الشريعة في جامعة اليرموك حول هذا الموضوع وهي لا زالت لم تناقش فيما اعلم
 
وللفقير إلى الله ـ كاتب هذه الكلمات ـ بحث في ذات العنوان ، ولولا السفر حال بين مناقشة الرسالة لنوقشت منذ زمن ، وإن شآء الله ستكون المناقشة في بداية العام القادم .
نسأل الله تعالى التوفيق لما يحبه ويرضاه ، ويجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
 
ما شاء الله.. تبارك الله
نفعكم الله ونفع بكم...
 
الموضوع دقيق جدا جزاك الله خيرا
و كنت اود ان اسأل , القراءة الشاذة , لو ثبتت في الصحيحين او احدهما
هل تعتبر قرانا صحيح النسبة الي الرسول - صلى الله عليه و سلم - ام كونها شاذة يجعلها ليست من القران ؟

و كل عام و انت بخير
 
جزاكم الله خيراً ، وبارك الله فيكم جميعاً .

والأخ / مسافر من شأن استفسارك عن
القراءة الشاذة , لو ثبتت في الصحيحين او احدهما
هل تعتبر قرانا صحيح النسبة الي الرسول - صلى الله عليه و سلم - ام كونها شاذة يجعلها ليست من القران ؟

كنت فصلت المسألة بإسهاب في رسالتي التي سأناقش فيها قريباً ، وسأرفعها على هذا الملتقى المبارك إن شآء الله تعالى .
 
كنت فصلت المسألة بإسهاب في رسالتي التي سأناقش فيها قريباً ، وسأرفعها على هذا الملتقى المبارك إن شآء الله تعالى .

الذي اعلمه ان هناك رسالة دكتوراة في كلية الشريعة في جامعة اليرموك حول هذا الموضوع وهي لا زالت لم تناقش فيما اعلم
هل من أخبار عن تلك الرسائل ؟ وما هي عناوينها ؟
 
لكني أتساءل هل هذه المقدمة بأعلى هي لكم أم للدكتور المعصراوي، فهناك تطابق في اللفظ في بعض المواضع ؟ فلم أفهم من السياق هل هذا تعليق منكم على كلامه أم أنه جزء من رسالتكم؟
وهل هناك زيادة في مادة رسالتكم على تلك الأحاديث التي أوردها الدكتور في كتابه؟
 
حبذا لو يفيدنا الأخ الشيخ سلطان الفقيه برسالته فالموضوع شيق ومهم
 
عودة
أعلى