جزاكم الله خيرا دكتور احمد الخطيب
انه بحث دقيق وكاشف لخلفية نصر ابو زيد المنهجية
جزاكم الله خيرا عن الإسلام والمسلمين.
اتمنى ان يصدر هذا النص في كتاب مع نص للدكتور ابراهيم عوض عن نصر حامد ابو زيد ايضا وفيه تطرق ايضا الى موضوع ارتباط الوحي-في تخرص نصر حامد واشباهه- بالرائج المشاع في الثقافة وانه وان تفرد بمايسمى وحيا الا انه أخذ من المعرفي الثقافي الاسطوري -زعم -مما كان رائجا عن اتصال السعراء بالجن واتصال الكهان ، وأقتبس من عرضكم لفكرة نصر ابو زيد التالي
فظاهرة الوحي أو القرآن كانت جزءاً من مفاهيم الثقافة العربية آنذاك، فالعربي كان يدرك أن الجني يخاطب الشاعر ويلهمه شعره، ويدرك أن العراف والكاهن يستمدان نبوءاتهما من الجن، لذلك فإنه لا يستحيل عليه أن يصدّق بملك ينزل بكلام على بشر.
ولقد قمت ببحث طويل عن هذه المسألة مع مسائل أخرى في نقد جديد لنصر حامد ابو زيد لم يُنشر بعد(وضعته جانبا الى حين) لإنشغالي بمواضيع أخرى.
ان بحثكم هذا يادكتور ينبغي أن يعرض ولو وحده ولو في كراسة صغيرة ليلتقطه القاريء العادي والمتخصص ،العلماني والإسلامي من معارض الكتاب وهو نص ليس بالطويل فيمل ولابالقصير المخل بل هو وازن موزون ،وقاهر لفكرة حداثية طُبقت على القرآن العظيم ومادرى اهلها ان قراءتهم قزمية ضحلة لامكان لها من الإعراب في عالم الرسالات السماوية وولا وجود لها في النصوص المنزلة الرحمانية، فضلا عن ان أول خلل فيها هو انها لاتعطي اي اهتمام لما تقوله النصوص ولالما اراده الكاتب للنص الأدبي او قصده ولالحقيقة قول القائل لما كتب ووضعه في كتاب ، (بل تزعم تلك الأفكار الحديثة أن الكاتب(للرواية او النص الأدبي، لايدري بتركيبة ماكتب وكأنه كتب وهو نائم(أو أن اللاشعور الجمعي هو الذي دفعه للكتابة وهو لايدري تماما مايكتب كما زعم مونتجري واط عن النبي!)، اوكأن النبي لايدري بما أنزل عليه أو أن الثقافة التي لايعرف تطورها -زعموا-، وقد صنعت رموز واسماء حكاها بلامعرفة بأصولها الثقافية المنتجة مجتمعيا، ولايعرف سر تكونها-بحسب تصورهم المغلوط للتكون والتطور- وتعقد تشكلها في اللغة هي من كونت جُملا كتبها واسماء ذكرها وقصص حكاها،ولايدري أنها كلها تشكلت في الثقافة فهي منها لا من فوق!!-هكذا يوحون- وان ماكتبه ليس حقيقة كما تصور هو!!!، بإعتبار انه هو الذي كتب القرآن بزعمهم!) ان اهم امر عند هؤلاء هو ان القاريء الحديث هو المتكلم وحده ، المفسر، المؤول، المفكك للمستويات(داخل اللغة وماتحمله من ثقافة ومعارف تشكلت مع التاريخ في رموز وعلامات بحسب مناهجهم(اركون- ابو زيد على سبيل المثال)!) فالقاريء الحديث يعلم-بزعمه -خط سير هذه المعارف (الاسطورية!) وتعقد سيرها التاريخي،وانبثاقها المتدرج في الوعي والثقافة، وتشكلها في اللغة ومستوياتها داخل الكلمات والألفاظ اللغوية،ولذلك فإن القاريء من امثال نصر حامد ابو زيد يحكم(بسلطته التفسيرية المادية بحسب خاصية مذهبه!) بإلغاء مايُعرض عليه مما كُتب ويعتبرها اما انها لاتقول شيئا أو ماتقوله ظاهريا ليس بشيء!، او تعرض زيفا لفظيا على السطح او تشف الألفاظ عن امور اخرى يعرفها هؤلاء بزعمهم ومنهم فرويد وريكور وغيرهما، يلغي ظاهر الألفاظ وحقائقها ليثبت قوله هو ويضع أفقه هو، ونظرته للغة والتاريخ والوحي والغيب ومايسميه الرمز والعلامة..إلخ، ولو كان في ذلك مخالفة للمكتوب وحقيقته، وارتباطه بقائله او كاتبه أو منزله، ولو ادى ذلك الى طمس وتحريف وتبديل وتغيير في المعاني والحقائق، وهي على كل حال نظرة هيمنة متعالية (أو سلطة بحسب تعبيرهم) أعرضت اولا عن المؤلفين لصالح القراء ، وعن الكتاب لصالح المتصفحين للكتب من قراء العالم والكون والنصوص (القراء الماديون الإختزاليون)بالنظرة السطحية العلمانية الجديدة ، وكأنه هذه النوعية الجديدة من القراء يقرؤون نصوصا صينية او يابانية لاتعنيهم دلالاتها ولامعاني حروفها،ولا مصدر بيانها، فالمهم هو ان تدع القاريء الحديث يتكلم عنها كيفما شاء، ولو طبقنا مفهوم هذه القراءة (لكتاب)على الرؤية (لشخص أو عين أو ذات)كما لو اشار احدهم على الصيني صغير العينين قليل الحجم واللحم، بأنه أشقر واسع العينين طويل القامة عريض المنكبين لغته الأصلية هي اللاتينية الفصحى ، غير عابيء بما يراه أمامه (صيني ضيق العينين قصير القامة اسود الشعر..إلخ) بل غير عابي بمايقال له من علماء الأعراق والأجناس عن الصيني وصورته في التاريخ القديم والحديث!، ، ومالنا بهؤلاء من حاجة فالعوام تعرف الفروقات بالبديهة والضرورة بلاشقشقة كلام ولاتوغل في الوصف! ، ومع ذلك فمازال اصحاب القراءة المعاصرة يرون الرجل الصيني اشقر العينين والرجل الأسكندنافي من اقزام الاسكيمو!، ان المهم عندهم هي نظرهم وسلطتهم على كل شيء!(ويبدو انها مأخوذة من المركزية الأوروبية لكن انعكست على الثقافة وفي نظريات عابثة!)، المهم هو رؤية القاريء أو مايتخيله(نظره!) بصرف النظر عن ماهو موجود في(الخارج)!، لو صح التعبير.
سيقول لك احدهم ليس الأمر بهذه السذاجة فنحن نقرأ القرآن من خلال رؤية معاصرة تكشف مستوياته الداخلية-هكذا قال نصر ابو زيد وهو يقول ان سورة الجن تنفي وجود الجن، وذلك في كتابه النص، السلطة، الحقيقة، وتكلم هناك عن المستويات!!!) وتراكيبة المتراكمة من المعارف الاسطورية المتعددة وهذا هو معنى مفهوم القاريء وافقه المعاصر في قراءته للنص، ونقول لهم: من أي المذاهب وبأيها تقرؤون؟ فليست كل المذاهب تقرأ نفس القراءة ، وعلى ذلك يمكن لقاريء جديد في عصر تالي أن يقرأ النص المعين كما لو انه يقرؤه بنظارة تعكس النص بصورة مختلفة تماما في خيالات الناظر كما لو انه رأي الرجل الصيني من خلال النظارة الأحدث التي تعرض لا الصورة الحقيقية ولكن الخيال المضحك عنها!فيراه كأنه فيل: فيصيح: فيل، بل هو دبابة، بل ذبابة، بل إمرأة ثخينة، بل جبال الألب!، هو ليس صيني وإنما متصينن!.. وهكذا تخرج النظارات المدهشة علينا بصيني ليس له وجود الا في الأذهان المتخرصة او اللاهية الضاحكة!
انها خيالات القراء التابعة لنظرتهم للحياة وهناك نظرات نفسية(انظر نظرية فرويد ونظرته للبشرية الأولى واساطيره عنها!) ونظرات اجتماعية(علم الاجتماع الغربي وفيها مايهدم بعضها بعضا بصورة فاضحة جدا، ومنها الماركسية والمثالية والهيجلية ..إلخ)
جزاكم الله خيرا عن الإسلام والمسلمين.