الأخ عبد الرحمن السديس - حفظه الله -
الأخ عبد الرحمن السديس - حفظه الله -
قال محمد بن صالح : سمعت رجلاً يقول لأبي عمرو : كيف تقرأ { لا يعذب عذابه أحد * ولا يوثق وثاقه أحد } ؟ , قال : { لا يعذِّب عذابه أحد } - بالكسر - , فقال له الرجل : كيف وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم { لا يعذَّب عذابه أحد } - بالفتح - ؟ فقال أبو عمرو : لو سمعت الرجل الذي قال : (سمعت النبي صلى الله عليه وسلم) ما أخذت عنه , وتدري لم ذاك ؟! لأني أتهم الواحد الشاذ إذا كان على خلاف ما جاءت به العامة .أ.هـ جمال القراء للسخاوي 1/235 , وعقب السخاوي رحمه الله على ذلك بقوله :
وقراءة الفتح ثابتة أيضاً بالتواتر , وقد تواتر الخبر عند قوم دون قوم , وإنما أنكرها أبو عمرو لأنها لم تبلغه على وجه التواتر . أ.هـ
أقول وما أنكره أبو عمرو البصري هو قراءة الكسائي .
وهذا هو جواب ما يُورد على أنه طعن من ابن جرير رحمه الله في ما تواتر من القراءات , فقد تتواتر القراءة عند قوم دون قوم , وليس مثل ابن جرير من يطعن في ما تواتر من القرآن والسنة , وانظر كلامه على نفس آية سورة الفجر السابقة فقد ذكر إجماع قرأة قراء الأمصار على الفتح , ثم ذكر قراءة الكسائي بفتح الذال والثاء , وأنه قرأها كذلك ( اعتلالاً منه بخبر رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قرأه كذلك - واهي الإسناد ) ثم ذكره بإسناده .
فالقراءة لم تثبت عند ابن جرير الطبري , كما أنها لم تثبت عند أبي عمرو البصري , رحمة الله عليهما , وكلاهما من أئمة القراءة وعلمائها .
ولا بد أن تستحضر في هذا الموضوع دائماً أن:
ابن جرير انتهى من إملاء تفسيره سنة ( 290هـ ) , وتوفي سنة ( 310هـ ) , وابن مجاهد وهو أحد تلاميذ الطبري سبّع السبعة نحو سنة ( 300هـ ) ولم يسبقه إلى ذلك أحد كما هو معلوم . والله الموفق .
وأدلك والإخوة القراء على رسالة لطيفة قيمة لـ د/ عبد الفتاح شلبي , بعنوان :
" الاختيار في القراءات منشؤه ومشروعيته وتبرئة الإمام الطبري من تهمة إنكار القراءات المتواترة .
طبع معهد البحوث بجامعة أم القرى .