اسمحو لي سادتي بإضافة بسيطة على ما تفضلتم به لتبيان أن ليس كل زيادة وردت في القرآن الكريم تعتبر قراءة تفسيرية فهناك زيادات وردت في بعض النسخ التي كتبت بين يدي أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه لم ترد في نسخ أخرى مما كتب بين يديه:
فمن ضمن الأوجه السبعة التي اختارها الإمام أبو الفضل الرازي وغيره وهو القول الراجح الفصل في بيان معنى الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن الكريم :
الاختلاف بالزيادة والنقصان :
كقوله تعالى في سورة البقرة : (وقالوا اتخذ الله ولدا)وفي آل عمران ( وسارعوا إلى مغفرة) وفي التوبة ( والذي اتخذوا مسجدا ) بالواو وبغير واو , وفي آل عمران ( بالزبر وبالكتاب) بالباء وبغير الباء , وفي يس ( وما عملته أيديهم ) بالهاد وبغير هاء . وفي الشورى : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبتم أيديكم ) بالفاء وبغير فاء, وفي الزخرف (ما تشتهيه الأنفس) بهاء وبغير هاء, وفي التوبة ( وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ) بغير (من) وهي قراءة الجمهور ما عدا ابن كثير , وهما قراءتان متواترتان وافق كل منهما رسم المصحف الإمام , فإن زيادتها وافقت رسم المصحف المكي وحذفها وافق غيره. وفي سورة يوسف ( قال يا بشراي هذا غلام ) قرئ بزيادة الياء المفتوحة بعد الألف وقرئ بحذفها , وفي سورة الحديد ( فإن الله هو الغني) بـ(هو) وبغيرها , وكذا ( الداع إذا دعان) في البقرة و( الكبير المتعال) في الرعد و(يوم يأت) في هود و( ما كنا نبغ) في الكهف و( إذا يسر) في الفجر وما شابه ذلك في مواضع كثيرة من القرآن الكريم .
أما قراءة ابن مسعود ( والذكر والأنثى) بدلا من (وما خلق الذكر والأنثى) وقراءة ابن عباس ( وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا) بزيادة صالحة وإبدال كلمة (أمام) من كلمة( رواء) فقراءتان آحاديتان لا يثبت بمثلها قرآن .
ويشبهها في الآحادية زيادة لفظ(أنثى) في قوله تعالى في سورة (ص) " وله تسع وتسعون نعجة أنثى ) .
وزيادة لفظ ( وكان كافرا) في قوله تعالى :" وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين وكان كافرا.
وزيادة لفظ : ( صلاة العصر) في قوله تعالى في البقرة " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر" فهذه الزيادات جميعا أدرجت على سبيل التفسير والإيضاح ولا سبيل إلى عدها حرفا من الأحرف السبعة ولو أثبتها ابن مسعود رضي الله عنه في مصحفه الخاص , وما إلى ذلك من الأمثلة التي ذكرها الإخوة سابقا وغيرها مما هو من قبيل القراءات التفسيرية .
بقي بيان حكم القراءات التفسيرية
لا يجوز القراءة بها في الصلاة إطلاقا أما خارج الصلاة فيجوز للتعليم فقط ما بيان أن الزيادات ليس ألفاظا من القرآن