القرآن كلام الله ، إشكال.

إنضم
08/09/2008
المشاركات
50
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الرياض
عندما يأتي نص في القرآن على لسان أحد ما . مثلا في الآية الكريمة (فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم ) ،وقوله تعالى (فقال أنا ربكم الأعلى ) .هل فعلا فرعون قال أنا ربكم الأعلى بهذه الصيغة أي نفس الكلمات أما أنه قال مثلا (أنا الرب العالي ) ثم عند مجيئ الخبر في القرآن أخبر الله بكلام فرعون على لسانه سبحانه . وهكذا في ( عجوز عقيم ) هل قالت نفس الكلام أم بما معناه كأن تقول مثلا (طاعنة في السن لا ُأنجب ) ...

وكل آية تتحدث عن شخصية معينة هل الكلام الذي في القرآن هو نفس الكلام الذي قالته تلك الشخصية أم أنه بمعناه والله عزوجل يقوله على لسانهم .
 
في الأمثلة التي مثلت بها لا يرد هذا الإشكال لأن امرأة أبينا إبراهيم عليه السلام لم تكن عربية، وكذلك فرعون لم يكن عربيا، وترجمة الكلام من لغة إلى أخرى إنما يراد بها بيان المعنى الذي أراده المتكلم بكلامه، وهذا يمكن أن يعبر عنه بعدة ألفاظ.

فلو تكلم أعجمي بكلام وترجم لنا كلامه أكثر من مترجم بألفاظ تعبر عن المعنى الذي أراده فإنهم مصيبون وإن تنوعت عباراتهم.
 
لقد كانوا أعاجم، سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم، وزوجته، وكذاك فرعون اللعين، لم يكن منهم واحد عربي قط، فكلامهم كان بلغات أعجمية، (إما عبرية أو آرامية والله أعلم)، والله سبحانه وتعالى أنزل القرآن بلسان عربي مبين، لكن الكلام العربي يروي لنا معنى ما قيل في اللغات الأعجمية، لا كما قيلت العبارات في اللغات الأعجمية بنفس الأحرف ونفس التراكيب، وإلا لما صار القرآن عربيا.
أما قولكِ: "أخبر بكلام فرعون على لسانه سبحانه". فإن الله سبحانه وتعالى لا يُنسب له اللسان، لأنه جل جلاله صفاته توقيفية، أي ما وردت في القرآن والسنة الصحيحة فقط، إلا أن يكون الضمير في "لسانه" عائد إلى فرعون اللعين، فالعبارة عندئذ صحيحة، وهكذا أظن بكِ، ولكن وجب التنويه لأن النص يوهم خلاف الصحيح.
وأما ((أنا ربكم الأعلى))، هل تقابل ((أنا الرب العالي))؟ فالجواب: أن هناك فرقا بين العبارتين، فالأعلى تعني أنه أعلى أصحاب العلو، أما الرب العالي فيجوز أن يكون من هو في علوه أو من هو أعلى منه، ففرعون قد قال لبني إسرائيل: ((أنا ربكم الأعلى))، ولكن بلغتهم.
وسأمثل لك العبارتين باللغة الإنجليزية:
أنا ربكم الأعلى = I am your Lord, the Most High
أنا الرب العالي = I am your Lord, the High
ففرق بين العبارتين، فالأولى تدل على أنه أعلى من جميع ما سواه، وأما الثانية فتحتمل أنه أعلى من جميع ما سواه، وتحتمل أن هناك من هو في مثل علوه.
والله تعالى أعلى وأعلم.
 
في الأمثلة التي مثلت بها لا يرد هذا الإشكال لأن امرأة أبينا إبراهيم عليه السلام لم تكن عربية، وكذلك فرعون لم يكن عربيا، وترجمة الكلام من لغة إلى أخرى إنما يراد بها بيان المعنى الذي أراده المتكلم بكلامه، وهذا يمكن أن يعبر عنه بعدة ألفاظ.

فلو تكلم أعجمي بكلام وترجم لنا كلامه أكثر من مترجم بألفاظ تعبر عن المعنى الذي أراده فإنهم مصيبون وإن تنوعت عباراتهم.

نفع الله بكم هذا بالنسبة للأمثلة المذكورة. لكن الإشكال مازال ففي الآية الكريمة (إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) هل الرسول-صلى الله عليه وسلم - قال (لاتحزن إن الله معنا ) نفس الجملة أم أنها بمعناها . وقوله( أنؤمن كما ءامن السفهاء ) هل المنافقون قالوا كلمة (السفهاء ) أم غيرها لكن توافقها في المعنى .والأمثلة أكثر من أن تحصى.
 
لقد كانوا أعاجم، سيدنا إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم، وزوجته، وكذاك فرعون اللعين، لم يكن منهم واحد عربي قط، فكلامهم كان بلغات أعجمية، (إما عبرية أو آرامية والله أعلم)، والله سبحانه وتعالى أنزل القرآن بلسان عربي مبين، لكن الكلام العربي يروي لنا معنى ما قيل في اللغات الأعجمية، لا كما قيلت العبارات في اللغات الأعجمية بنفس الأحرف ونفس التراكيب، وإلا لما صار القرآن عربيا.
أما قولكِ: "أخبر بكلام فرعون على لسانه سبحانه". فإن الله سبحانه وتعالى لا يُنسب له اللسان، لأنه جل جلاله صفاته توقيفية، أي ما وردت في القرآن والسنة الصحيحة فقط، إلا أن يكون الضمير في "لسانه" عائد إلى فرعون اللعين، فالعبارة عندئذ صحيحة، وهكذا أظن بكِ، ولكن وجب التنويه لأن النص يوهم خلاف الصحيح.
وأما ((أنا ربكم الأعلى))، هل تقابل ((أنا الرب العالي))؟ فالجواب: أن هناك فرقا بين العبارتين، فالأعلى تعني أنه أعلى أصحاب العلو، أما الرب العالي فيجوز أن يكون من هو في علوه أو من هو أعلى منه، ففرعون قد قال لبني إسرائيل: ((أنا ربكم الأعلى))، ولكن بلغتهم.
وسأمثل لك العبارتين باللغة الإنجليزية:
أنا ربكم الأعلى = I am your Lord, the Most High
أنا الرب العالي = I am your Lord, the High
ففرق بين العبارتين، فالأولى تدل على أنه أعلى من جميع ما سواه، وأما الثانية فتحتمل أنه أعلى من جميع ما سواه، وتحتمل أن هناك من هو في مثل علوه.
والله تعالى أعلى وأعلم.

رفع الله قدركم. تنبيهك سديد لكنها واضحة عندي فعندما أقول (أخبرالله بكلام فرعون على لسانه سبحانه ) أي أخبر الله بكلام فرعون على لسانه أي فرعون سبحانه أي الله . هكذا أظنها تستقيم فالضمير في لسانه يعود لفرعون وفي سبحان لله ولاأدري هل يستقيم ذلك في اللغة .وقولك أن فرعون قال بلغته (أنا ربكم الأعلى ) يورد إشكالا عندي كيف نقول أن القرآن كلام الله ثم يكون فيه كلاما من كلام البشر.

ولاأشك أن صدوركم أوسع من بيوتكم لقبول تساؤلي .بارك الله فيكم جميعا.
 
أختي الفاضلة، القرآن كله كلام الله تعالى، فالله تعالى حين تكلم عن قصة فرعون مع موسى صلى الله عليه وسلم، قال تعالى في سورة النازعات: (( هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) )).
فلا إشكال في أن يقص الله تعالى ما وقع من قول موسى عليه السلام لفرعون، وما قاله فرعون لموسى، وقد قال جل جلاله: ((نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين)).
الله سبحانه وتعالى تكلم بالقرآن كله، ومن ضمن القرآن الذي هو كلام الله، قصّ الله على نبيه صلى الله عليه وسلم الحوار (الكلام) الذي دار بين موسى عليه السلام وفرعون.
وكذلك الحوار بين الرجل صاحب الجنة وصاحبه في سورة الكهف، ونظائر هذه المحاورات في القرآن كثير، ليس هذا موضع بسطها، لكن يجب عدم التنطع في هذه المسائل، فالقرآن كلام الله كله، ومن ضمن ما تكلم الله به ونزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ما كان من حوارات بين أهل الأمم السابقة وأهل الجنة والنار يوم القيامة وغير ذلك.
ولا أدري أين الإشكال في هذا؟ أي أن يتكلم الله تعالى بما دار بين موسى عليه السلام وفرعون؟
والله أعلى وأعلم.
 
الأخوة الكرام
الأخوات الكريمات

أولاً: هناك معنى قائم في النفس يريد أن يوصله المتكلم، إما عن طريق المكتوب أو الملفوظ أو الإشارة... وكل ذلك قول.
ثانيا: قد يخفق الإنسان في تبليغ المعنى لقصور في بلاغته ومن هنا لا تكون الألفاظ أو الإشارات معبرة عن المعنى المراد قوله.
ثالثاً:العبرة للمعنى المراد تبليغه وليس للفظ القاصر عن تبليغ المعنى. فالذي قال:" اللهم أنت عبدي وأنا ربك" قُبِل منه لأنه أخطأ من شدة الفرح، كما ورد في الحديث الشريف. فالقول الحقيقي لهذا الرجل:" اللهم أنت ربي وأنا عبدك".
رابعاً:كلما كان الشخص أبلغ كلما كانت ألفاظه أقرب إلى مراده.
خامساً:وعليه فإن كلام الله يأتي مطابقا لمراد المتكلم، ولكنه ليس بلفظ للمتكلم.
 
السلام عليكم و رحمة الله
ما أشرت إليه اختي الفاضلة حول من يتكلم في القرآن الكريم، و هل صياغة الكلام تكون مباشرة من المتكلم ام انها تخضع لتعديلات، تحيلنا إلى آدوات نقل الخطاب في اللغة، باعتبار أن القرآن جاء لسانا عربيا.
من بين القصص الاكثر سردا في القرآن الكريم قصة موسى عليه السلام و بني إسرائيل. في كل مرة، تختلف طريقة السرد و نقل الكلام، و هنا إعجاز لغوي لا يمكن أن يأتي بمثله بشرأو غيره. و الله سبحانه تعالى يعلم الغيب و ما تخفي النفوس، و هو أدرى سبحانه و تعالى بما تخرج من أفواه الناس من كلمات، لانه عز وجل يعلم أصل هذه الكلمات: الفكرة التي في العقل، و الاحساس الذي في الصدر. و ليس الله بظلام للعبيد. فما ينقله سبحانه عن فرعون، أو المنافقين، أو غيرهم، إنما هو نقل ما في عقولهم و صدورهم، و الله أعلم.
 
الأخوة الكرام تكلموا بأسلوب علمى بديع بارك الله فيهم

وأحب ان اشارك بشىء من التفصيل وهو لايرقى الى مستوى طرح اخوانى لكن ربما يكون نافعا لمن هم مثلى من صغار طلبة العلم

مثال ولله المثل الأعلى

لو ان اديبا من ارباب الفصاحة والبلاغة شاهد او سمع مشادة وشجارا بين اثنين من السوقة تبادلا فى الشجار اقبح عبارات السباب واللعان واراد ان يسطر هذا الاديب ماسمعه فى مقالة له طبعا لن يستعمل هذه الالفاظ السوقية الفاحشة بل سينقل المشاجرة وماقيل فيها بأسلوبه الرصين وبالتالى اعجاب القراء لن يكون بالسوقة والرعاع انما بهذا الاديب الذى حول السب واللعان وطعن الاعراض واتهام الامهات ونحوه مما قاله السوقة حوله الى مقالة بديعة تنفر من الخلق السىء والقول البذىء

مثال آخر
لو ان اجنبيا اشار لعربى انه شديد الظمأ او الجوع وسمعه رجل من العوام سيقول بالعاميه

الراجل ده عطشان وشكله جعان (جوعان بلهجتنا المصريه )

اما لو نقل لغوى اديب فصيح اشارة الرجل ورطانته الى العربية فسوف يسحر السامع بروعة وجمال العبارة
وايضا لن ينسب احد من العقلاء روعة العبارة للاجنبى انما هى للفصيح البليغ

وكذلك فالقرآن الكريم ملىء بعبارات وحوارات جرت من شخصيات كثيرة بلغتهم وحين قصها علينا مولانا سبحانه قصها بهذا الاعجاز البديع بل ان القرآن نقل اقوالا لغير البشر كالنملة والهدهد والجن والشيطان
كل تكلم بالطريقة التى اودعها الله فيه ليتعامل مع بنى جنسه وقصها مولانا علينا فى كتاب عربى مبين

هذا جهد المقل وان اخطأت فقومونى والله تعالى اعلم
 
عزيزتي أم أحمد أخشى أن تفتحي على نفسك باب لا حاجة لكِ فيه..

بارك الله في حرصك..

نفع الله بكم . إذا رأيتُ أني فتحتُ لنفسي بابا لاحاجة لي فيه أغلقته وإذا احتجت لمزيد من الفهم فتحته فلا مجال للخوف.
 
أختي الفاضلة، القرآن كله كلام الله تعالى، فالله تعالى حين تكلم عن قصة فرعون مع موسى صلى الله عليه وسلم، قال تعالى في سورة النازعات: (( هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) )).
فلا إشكال في أن يقص الله تعالى ما وقع من قول موسى عليه السلام لفرعون، وما قاله فرعون لموسى، وقد قال جل جلاله: ((نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين)).
الله سبحانه وتعالى تكلم بالقرآن كله، ومن ضمن القرآن الذي هو كلام الله، قصّ الله على نبيه صلى الله عليه وسلم الحوار (الكلام) الذي دار بين موسى عليه السلام وفرعون.
وكذلك الحوار بين الرجل صاحب الجنة وصاحبه في سورة الكهف، ونظائر هذه المحاورات في القرآن كثير، ليس هذا موضع بسطها، لكن يجب عدم التنطع في هذه المسائل، فالقرآن كلام الله كله، ومن ضمن ما تكلم الله به ونزله على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ما كان من حوارات بين أهل الأمم السابقة وأهل الجنة والنار يوم القيامة وغير ذلك.
ولا أدري أين الإشكال في هذا؟ أي أن يتكلم الله تعالى بما دار بين موسى عليه السلام وفرعون؟
والله أعلى وأعلم.

بارك الله فيكم . إذا تكلم الله بمادار بين موسى وفرعون مثلاً-أو غيرهما- وكان الكلام الذي تكلم به موسى عليه السلام هو ماقاله الله أي نفس الكلمات و الذي تكلم به فرعون كذلك.فكأن الله نقل لنا الكلام كما هو أي كلام بشر فكيف يكون القرآن كله كلام الله وفيه كلاما من كلام البشر .هذا إذا كان مايقص في القرآن يتكلمه الله كماهو .أما إن كان مايقص في القرآن يأتي أبلغ وأفصح مما حدث فهنا يزول المشكل.
 
الأخوة الكرام
الأخوات الكريمات

أولاً: هناك معنى قائم في النفس يريد أن يوصله المتكلم، إما عن طريق المكتوب أو الملفوظ أو الإشارة... وكل ذلك قول.
ثانيا: قد يخفق الإنسان في تبليغ المعنى لقصور في بلاغته ومن هنا لا تكون الألفاظ أو الإشارات معبرة عن المعنى المراد قوله.
ثالثاً:العبرة للمعنى المراد تبليغه وليس للفظ القاصر عن تبليغ المعنى. فالذي قال:" اللهم أنت عبدي وأنا ربك" قُبِل منه لأنه أخطأ من شدة الفرح، كما ورد في الحديث الشريف. فالقول الحقيقي لهذا الرجل:" اللهم أنت ربي وأنا عبدك".
رابعاً:كلما كان الشخص أبلغ كلما كانت ألفاظه أقرب إلى مراده.
خامساً:وعليه فإن كلام الله يأتي مطابقا لمراد المتكلم، ولكنه ليس بلفظ للمتكلم.

رفع الله قدركم . اتضح الأمر لي كثيرا وزال اللبس . نفع الله بكم .
 
السلام عليكم و رحمة الله
ما أشرت إليه اختي الفاضلة حول من يتكلم في القرآن الكريم، و هل صياغة الكلام تكون مباشرة من المتكلم ام انها تخضع لتعديلات، تحيلنا إلى آدوات نقل الخطاب في اللغة، باعتبار أن القرآن جاء لسانا عربيا.
من بين القصص الاكثر سردا في القرآن الكريم قصة موسى عليه السلام و بني إسرائيل. في كل مرة، تختلف طريقة السرد و نقل الكلام، و هنا إعجاز لغوي لا يمكن أن يأتي بمثله بشرأو غيره. و الله سبحانه تعالى يعلم الغيب و ما تخفي النفوس، و هو أدرى سبحانه و تعالى بما تخرج من أفواه الناس من كلمات، لانه عز وجل يعلم أصل هذه الكلمات: الفكرة التي في العقل، و الاحساس الذي في الصدر. و ليس الله بظلام للعبيد. فما ينقله سبحانه عن فرعون، أو المنافقين، أو غيرهم، إنما هو نقل ما في عقولهم و صدورهم، و الله أعلم.

بارك الله فيكم على الإيضاح . فإن إختلاف طريقة السرد ونقل الكلام لفتة رائعة تؤكد على ماقاله الأخ أبوعمرو البيراوي أن الله يتكلم بمراد المتكلم لا بلفظ المتكلم.
 
الأخوة الكرام تكلموا بأسلوب علمى بديع بارك الله فيهم

وأحب ان اشارك بشىء من التفصيل وهو لايرقى الى مستوى طرح اخوانى لكن ربما يكون نافعا لمن هم مثلى من صغار طلبة العلم

مثال ولله المثل الأعلى

لو ان اديبا من ارباب الفصاحة والبلاغة شاهد او سمع مشادة وشجارا بين اثنين من السوقة تبادلا فى الشجار اقبح عبارات السباب واللعان واراد ان يسطر هذا الاديب ماسمعه فى مقالة له طبعا لن يستعمل هذه الالفاظ السوقية الفاحشة بل سينقل المشاجرة وماقيل فيها بأسلوبه الرصين وبالتالى اعجاب القراء لن يكون بالسوقة والرعاع انما بهذا الاديب الذى حول السب واللعان وطعن الاعراض واتهام الامهات ونحوه مما قاله السوقة حوله الى مقالة بديعة تنفر من الخلق السىء والقول البذىء

مثال آخر
لو ان اجنبيا اشار لعربى انه شديد الظمأ او الجوع وسمعه رجل من العوام سيقول بالعاميه

الراجل ده عطشان وشكله جعان (جوعان بلهجتنا المصريه )

اما لو نقل لغوى اديب فصيح اشارة الرجل ورطانته الى العربية فسوف يسحر السامع بروعة وجمال العبارة
وايضا لن ينسب احد من العقلاء روعة العبارة للاجنبى انما هى للفصيح البليغ

وكذلك فالقرآن الكريم ملىء بعبارات وحوارات جرت من شخصيات كثيرة بلغتهم وحين قصها علينا مولانا سبحانه قصها بهذا الاعجاز البديع بل ان القرآن نقل اقوالا لغير البشر كالنملة والهدهد والجن والشيطان
كل تكلم بالطريقة التى اودعها الله فيه ليتعامل مع بنى جنسه وقصها مولانا علينا فى كتاب عربى مبين

هذا جهد المقل وان اخطأت فقومونى والله تعالى اعلم

جهد مبارك . نفع الله بك .
 
بسم1
اطلعت ، على ماشارك به الاخوة ، جوابا على اسئلة الاخت / امل السويلم
وتواصل الاخذ والرد
الي أن قالت ( قال بلغته - تعنى فرعون - (أنا ربكم الأعلى ) يورد إشكالا عندي كيف نقول أن القرآن كلام الله ثم يكون فيه كلاما من كلام البشر.
وقفت طويلا اتمعن في قولها هذا ، ثم بدا لي انه سؤال يتعلق بمسألة عقديه وهو الايمان بالقضاء والقدر ولايمكن الاجابة على هذا السؤال ، اجابة شافية الا بفهم مسائل القضاء والقدر وعليه اهيب بجميع الاخوة والاخوات بالنظر في كتاب ابن القيم ( شفاء العليل ) .
بعض المسائل - مختصره من كتاب ابن القيم رحمه الله تعالى
المسألة الاولى:القرآن كلام الله سبحانه وكلامه صفة من صفاته وصفات الخالق وذاته لم تدخل في المخلوق فإن الخالق غير المخلوق فليس ههنا تخصيصا البتة بل الله سبحانه بذاته وصفاته الخالق وكل ما عداه مخلوق وذلك عموم لا تخصيص فيه بوجه إذ ليس إلا الخالق والمخلوق والله وحده الخالق وما سواه كله مخلوق
المسألة الثانية : اقوال وافعال العباد هي خلق الله سبحانه وتعالى ، قال البخاري: سمعت عبيد الله بن سعيد يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول: "ما زلت أسمع أصحابنا يقولون أفعال العباد مخلوقة" قال البخاري: "حركاتهم وأصواتهم وأكسابهم وكتابتهم مخلوقة - قال البخاري: وحدثنا عمرو بن محمد حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن طاووس عن ابن عمر: "كل شيء بقدر حتى وضعك يدك على خدك .
المسألة الثالثة :افعال العباد واقوالهم تضاف إليهم فعلا وكسبا لا ينفي إضافتها إليه سبحانه خلقا ومشيئة فهو سبحانه الذي شاءها وخلقها وهم الذين فعلوها وكسبوها حقيقة فلو لم تكن مضافة إلى مشيئته وقدرته وخلقه لاستحال وقوعها منهم إذ العباد أعجز وأضعف من أن يفعلوا ما لم يشأه الله ولم يقدر عليه ولا خلقه
المسألة الرابعة : التفرقة بين الارادة القدرية الكونية والاراده الشرعية الدينيه ، فارادته الخلقيه القدريه القهريه لايخرج منها احد ، فالله هو خالق كل شي ، يدخل فيها الاقوال فلايقولوا الا ماشاء ولايقع في ملكه الا ماشاء ، ويشترك في ذلك المؤمن والكافر ،فالانسان ولسانه ومنطقه هو لله ، فاذا احب الله عبدا وفقه لقول مايحبه واثابه عليه واذا ابغض الله عبدا انطقه بما يكرهه وعاقبه عليه .
المسالة الخامسة: والقدر عند اهل السنة هو قدرة الله تعالى وعلمه ومشيئته وخلقه فلا يتحرك ذرة فما فوقها إلا بمشيئته وعلمه وقدرته فهم المؤمنون بلا حول ولا قوة إلا بالله على الحقيقة إذا قالها غيرهم على المجاز إذ العالم علويه وسفليه وكل حي يفعل فعلا فإن فعله بقوة فيه على الفعل وهو في حول من ترك إلى فعل ومن فعل إلى ترك ومن فعل إلى فعل وذلك كله بالله تعالى لا بالعبد ويؤمنون بأن من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأنه هو الذي يجعل المسلم مسلما والكافر كافرا والمصلي مصلي.
المسالة السادسة : ويثبتون (أهل السنة ) مع ذلك قدرة العبد وإرادته واختياره وفعله حقيقة لا مجازا وهم متفقون على أن الفعل غير المفعول كما حكاه عنهم البغوي وغيره فحركاتهم واعتقاداتهم أفعال لهم حقيقة وهي مفعولة لله سبحانه مخلوقة له حقيقة والذي قام بالرب عز وجل علمه وقدرته ومشيئته وتكوينه والذي قام بهم هو فعلهم وكسبهم وحركاتهم وسكناتهم فهم المسلمون المصلون القائمون القاعدون حقيقة وهو سبحانه هو المقدر لهم على ذلك القادر عليه الذي شاءه منهم وخلقه لهم ومشيئته وفعله بعد مشيئته فما يشاؤن إلا أن يشاء الله وما يفعلون إلا أن يشاء الله .
المسالة السابعة : في تنزيه القضاء الإلهي عن الشر - قال الله تعالى: {قل اللهم قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فتناولت الآية ملكه وحده وتصرفه وعموم قدرته وتضمنت أن هذه التصرفات كلها بيده وأنها كلها خير فسلبه الملك عمن يشاء وإذلاله من يشاء خير وإن كان شرا بالنسبة إلى المسلوب الذليل فإن هذا التصرف دائر بين العدل والفضل والحكمة والمصلحة لا تخرج عن ذلك وهذا كله خير يحمد عليه الرب ويثنى عليه به كما يحمد ويثنى عليه بتنزيهه عن الشر وأنه ليس إليه كما ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يثني على ربه بذلك في دعاء الاستفتاح في قوله: "لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس إليك أنابك وإليك تباركت وتعاليت"
اذا تبين ذلك فالجواب لسوالك - انشاء الله - يكون كتالي
قول فرعون - فيما اخبرنا المولى عزوعلا عنه ( انا ربكم الاعلى )
فهذا القول لفرعون فعلا وكسبا ، وليس خلقا ومشيئه ولابد هنا من التفرقه
وقول فرعون هذا ملك لله من جهة الخلق والمشيئه وينسب الي صفة من صفاته عزوعلا ، وهي ارادته الكونيه القدرية النافذه ابتداء ، فقد كتب الله مقادير كل شي قبل خلق السماء والارض بخمسين الف سنة ، فما قال وما فعل العبد هو ملك لله واخبار لنا عن ارادته الكونيه وخذلانه لفرعون بعدله ،فكل فعل وقول اخبرنا الله عنه سواء كان من مؤمن ام كافر فهو لله خلقه وشاءه ابتداء .فاكتسب هذا الحرمان والخذلان بعدله واكتسب ذاك الايمان والتوفيق بمحبته و رحمته. مراجعة المسألة الثانية، الثالثة و الرابعة

فالقران كله كلام الله الخالق، الدائر بين ارادته الكونيه وارادته ومحبته الشرعيه ولاينسب لمخلوق منه شي .

والله اعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم1
بسم1
اطلعت ، على ماشارك به الاخوة ، جوابا على اسئلة الاخت / امل السويلم
وتواصل الاخذ والرد
الي أن قالت ( قال بلغته - تعنى فرعون - (أنا ربكم الأعلى ) يورد إشكالا عندي كيف نقول أن القرآن كلام الله ثم يكون فيه كلاما من كلام البشر.
وقفت طويلا اتمعن في قولها هذا ، ثم بدا لي انه سؤال يتعلق بمسألة عقديه وهو الايمان بالقضاء والقدر ولايمكن الاجابة على هذا السؤال ، اجابة شافية الا بفهم مسائل القضاء والقدر وعليه اهيب بجميع الاخوة والاخوات بالنظر في كتاب ابن القيم ( شفاء العليل ) .
بعض المسائل - مختصره من كتاب ابن القيم رحمه الله تعالى
المسألة الاولى:القرآن كلام الله سبحانه وكلامه صفة من صفاته وصفات الخالق وذاته لم تدخل في المخلوق فإن الخالق غير المخلوق فليس ههنا تخصيصا البتة بل الله سبحانه بذاته وصفاته الخالق وكل ما عداه مخلوق وذلك عموم لا تخصيص فيه بوجه إذ ليس إلا الخالق والمخلوق والله وحده الخالق وما سواه كله مخلوق
المسألة الثانية : اقوال وافعال العباد هي خلق الله سبحانه وتعالى ، قال البخاري: سمعت عبيد الله بن سعيد يقول سمعت يحيى بن سعيد يقول: "ما زلت أسمع أصحابنا يقولون أفعال العباد مخلوقة" قال البخاري: "حركاتهم وأصواتهم وأكسابهم وكتابتهم مخلوقة - قال البخاري: وحدثنا عمرو بن محمد حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن طاووس عن ابن عمر: "كل شيء بقدر حتى وضعك يدك على خدك .
المسألة الثالثة :افعال العباد واقوالهم تضاف إليهم فعلا وكسبا لا ينفي إضافتها إليه سبحانه خلقا ومشيئة فهو سبحانه الذي شاءها وخلقها وهم الذين فعلوها وكسبوها حقيقة فلو لم تكن مضافة إلى مشيئته وقدرته وخلقه لاستحال وقوعها منهم إذ العباد أعجز وأضعف من أن يفعلوا ما لم يشأه الله ولم يقدر عليه ولا خلقه
المسألة الرابعة : التفرقة بين الارادة القدرية الكونية والاراده الشرعية الدينيه ، فارادته الخلقيه القدريه القهريه لايخرج منها احد ، فالله هو خالق كل شي ، يدخل فيها الاقوال فلايقولوا الا ماشاء ولايقع في ملكه الا ماشاء ، ويشترك في ذلك المؤمن والكافر ،فالانسان ولسانه ومنطقه هو لله ، فاذا احب الله عبدا وفقه لقول مايحبه واثابه عليه واذا ابغض الله عبدا انطقه بما يكرهه وعاقبه عليه .
المسالة الخامسة: والقدر عند اهل السنة هو قدرة الله تعالى وعلمه ومشيئته وخلقه فلا يتحرك ذرة فما فوقها إلا بمشيئته وعلمه وقدرته فهم المؤمنون بلا حول ولا قوة إلا بالله على الحقيقة إذا قالها غيرهم على المجاز إذ العالم علويه وسفليه وكل حي يفعل فعلا فإن فعله بقوة فيه على الفعل وهو في حول من ترك إلى فعل ومن فعل إلى ترك ومن فعل إلى فعل وذلك كله بالله تعالى لا بالعبد ويؤمنون بأن من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأنه هو الذي يجعل المسلم مسلما والكافر كافرا والمصلي مصلي.
المسالة السادسة : ويثبتون (أهل السنة ) مع ذلك قدرة العبد وإرادته واختياره وفعله حقيقة لا مجازا وهم متفقون على أن الفعل غير المفعول كما حكاه عنهم البغوي وغيره فحركاتهم واعتقاداتهم أفعال لهم حقيقة وهي مفعولة لله سبحانه مخلوقة له حقيقة والذي قام بالرب عز وجل علمه وقدرته ومشيئته وتكوينه والذي قام بهم هو فعلهم وكسبهم وحركاتهم وسكناتهم فهم المسلمون المصلون القائمون القاعدون حقيقة وهو سبحانه هو المقدر لهم على ذلك القادر عليه الذي شاءه منهم وخلقه لهم ومشيئته وفعله بعد مشيئته فما يشاؤن إلا أن يشاء الله وما يفعلون إلا أن يشاء الله .
المسالة السابعة : في تنزيه القضاء الإلهي عن الشر - قال الله تعالى: {قل اللهم قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فتناولت الآية ملكه وحده وتصرفه وعموم قدرته وتضمنت أن هذه التصرفات كلها بيده وأنها كلها خير فسلبه الملك عمن يشاء وإذلاله من يشاء خير وإن كان شرا بالنسبة إلى المسلوب الذليل فإن هذا التصرف دائر بين العدل والفضل والحكمة والمصلحة لا تخرج عن ذلك وهذا كله خير يحمد عليه الرب ويثنى عليه به كما يحمد ويثنى عليه بتنزيهه عن الشر وأنه ليس إليه كما ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يثني على ربه بذلك في دعاء الاستفتاح في قوله: "لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس إليك أنابك وإليك تباركت وتعاليت"
اذا تبين ذلك فالجواب لسوالك - ان بسم1شاء الله - يكون كتالي
قول فرعون - فيما اخبرنا المولى عزوعلا عنه ( انا ربكم الاعلى )
فهذا القول لفرعون فعلا وكسبا ، وليس خلقا ومشيئه ولابد هنا من التفرقه
وقول فرعون هذا ملك لله من جهة الخلق والمشيئه وينسب الي صفة من صفاته عزوعلا ، وهي ارادته الكونيه القدرية النافذه ابتداء ، فقد كتب الله مقادير كل شي قبل خلق السماء والارض بخمسين الف سنة ، فما قال وما فعل العبد هو ملك لله واخبار لنا عن ارادته الكونيه وخذلانه لفرعون بعدله ،فكل فعل وقول اخبرنا الله عنه سواء كان من مؤمن ام كافر فهو لله خلقه وشاءه ابتداء .فاكتسب هذا الحرمان والخذلان بعدله واكتسب ذاك الايمان والتوفيق بمحبته و رحمته. مراجعة المسألة الثانية، الثالثة و الرابعة

فالقران كله كلام الله الخالق، الدائر بين ارادته الكونيه وارادته ومحبته الشرعيه ولاينسب لمخلوق منه شي .

والله اعلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
عودة
أعلى