القرآن كائن حي ؟؟؟

إنضم
02/06/2003
المشاركات
514
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .

ما رأيكم بقول من قال :

" القرآن كائن حي يقبل إليك ويدبر " ؟ فلقد ذكرها احد المؤلفين وفقه الله وعفا عنه .
 
هذه الكلمة موهمة ولذا لا بد من الاستفصال عن مراد المتكلم فإن كان يريد انه مخلوق فباطل إذ هذا مذهب المعتزلة والقرآن منزل غير مخلوق كما هو مذهب أهل السنة والحماعة ودلت عليه الأدلة .
وإن كان يريد ان يقرأ القرآن ما دام قلبه خاشعأ أو أنه يريد حفظ القرآن ,إذ انه يتفلت فلا بد من تعاهده ولعل هذا مراده او نحو هذا وليتك ذكرت كل كلامه .
وعلى كل فينبغي ترك هذه الكلمة لما فيها من الإيهام والله أعلم .
 
استفسار

استفسار

جزا الله الأخ احمد على هذا الرد
ونرجو من المشائخ الفضلاء بحث المسألة جيدا والكنابة في ذلك
وشكرا
 
بسم الله الرحمن الرحيم
لعله يريد معنى عميقا استنبطه من قوله تعالى
{ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [الأعراف:204]
فاستمعوا فعل متعد بذاته ولا يحتاج إلى حرف الجر ولكن إذا أريد الطاعة عداها باللام وهذا من لطائف التعبير في آيات اللطييف الخبير عز وجل فكأن القرآن إنسان مدرك متشخص يأمر وينهى والمؤمن يتفاعل معه فيطيع أوامره وينتهي عن نواهيه ويخاف زواجره والله العالم
 
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

أظن أن السؤال الأجمل هو ما المقصود بالحياة. قد يكون المعنى ميتافيزيكي وجودي و هو معنى كلي أول ما يتبادر إلى الذهن عند تذكر هذا المعنى هو عدم استقلاليته أي كون الحياة شيء و الشيء مخلوق، لكن هناك تعاريف أخرى للحياة و هي تعاريف علمية مفتوحة. الفرق هو أن التعريف الأول للإعتقاد و الثاني للتدبر و التفسير و الوصف، و التعريف الثاني جزئي و متعدد، و التعدد هذا يوضح كيف يلتقي و يغاير المعنى الوجودي مع المعنى العلمي و الذي نفهمه من الآية المقدسة {لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين}.
الكافر و المؤمن كلاهما كائنين حيين بالمعنى الكلي.
و الكافر حي بمعنى علمي (طبيعي) لكنه غير حي بمعنى علمي آخر (إيماني).

إذا أخذنا إحدى التعاريف العلمية ثم قمنا بتجريدها عن الكيفية فيمكن وصف القرآن بالحياة كونه يتفاعل مع محيطه (مؤمن بالقرآن ينتمي إلى هذا المحيط، و أسرة تسير وفق قيم القرآن أيضا و هكذا) حيث أنه يؤثر و هذا التأثير حقيقي، و يتأثر أيضا لكن هذا التأثير الثاني ذاتي غير حقيقي (كقول القائل: القرآن يشكو الهجران).

ما رأيك؟

و الله أعلم
 
و هذه بعض الأمثلة توضح معنى محتمل "القرآن حي":

«لقد مرَّت عليَّ أوقات وأنا أقرأ القرآن، وأكون على وشك الاستسلام، أشعر أنَّ ‏كلمات المؤلف – صوته – تغمرني، وأنَّ الله هو الذي يكلِّمني من خلال هذا ‏الكتاب. ولا أرتبك إن قلت: إني كنت أتأثر بحيث تنهمر دموعي على وجنتي في ‏مناسبات عديدة، وأشعر أني في حضرة قوة هائلة ورحمة غامرة. كانت اللحظات ‏الروحية هذه تأخذني دائما على حين غرَّة. وكنت أحاول مقاومتها، وإبعادها عني، ‏ولكنها كانت أقوى من أن تقاوم، وكانت مؤثرة جدا بحيث لا يمكن دفعها، لذلك ‏كانت مقاومتي تضعف أكثر كلما توغَّلت في النص أكثر»‏
Dr. Jeffrey Lang - أستاذ رياضيات: ملحد أسلم.

«والله إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وإن أسفله لمغدق وما يقول هذا بشر»‏[
الوليد بن مغيرة - بياني لغوي عربي​
 
واضح من هذا التعبير أن قائله يريد معنى مجازياً يدل به على أثر القرآن الكريم على قلب قارئه، مصداق قوله تعالى: (ولو أن قرآنا سُيِّرت به الجبال أو قُطِّعت به الأرض أو كُلّم به الموتى) أي: لكان هذا القرآن، وغيرها من الآيات الدالة على تأثير القرآن الكريم الذي تفرد به عن غيره من الكلام حتى كان نوعا من أنواع إعجازه.. والله أعلم.​
 
بسم الله
القرآن كلام الله وهو صفة من صفاته - جل في علاه - والكلام في الصفات فرع من الكلام عن الذات
فإذا كان الله حي فكلامه حي

والله تعالى أجل وأعلم
 
التعديل الأخير:
من قرأ الكتاب يجد أن المقصود أن القرآن مثل الكائن الحي له قلب ينبض وبناء هندسي متقن لا تنتهي عجائبه ويتفاعل مع قارئه تفاعلا مثمر فلا يمل منه والكاتب لا يتطرق لمسألة خلق القرءان ولا يلتفت إلى قضيه عفى عنها الدهر وقد يكون أصدق توضيح للمقصود هو ما قاله الوليد ابن المغيرة في القرءان أن أعلاه لمثمر وان أدناه لمغدق وأنه يعلو ولا يعلى عليه
 
اما القول إنه لا يجوز استخدام هذه التعبيرات فقد روى الإمام أحمد في الزهد عَنْ وَهْبٍ قَالَ: " قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ : يَا رَبِّ ، إِنَّهُمْ يَسْأَلُونَنِي كَيْفَ كَانَ بَدْؤُكَ؟ قَالَ: ( فَأَخْبِرْهُمْ أَنِّي الْكَائِنُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَالْمُكَوِّنُ لِكُلِّ شَيْءٍ ، وَالْكَائِنُ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ )
والحي صفة الله ويجوز أن نقول الله كائن حي وهو الخالق بذاته وصفاته اما القرآن فهو كلام الله وصفته لا خالق ولامخلوق منه بدأ وإليه يعود والله اعلم
 
عودة
أعلى