القرآن الكريم والمادة الكونية المظلمة

إنضم
13 يناير 2006
المشاركات
245
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، الأخوة الفضلاء ، أسأل الله ان أستفيد من علمكم في هذا المنتدى المبارك ، وكنت قد كتبت هذا البحث المختصر قبل زمن ، وأرجو أن يكون فيه مــا يفيد :

القرآن الكريم والمادة المظلمة (Dark Matter)

القرآن يشير إلى ان الظلمة التي تملأ أرجاء الكون عبارة عن نوع من أنواع المادة. وقد أشار إلى هذه الحقيقة علماء فيزيائيون كبار أمثال: ستيفن هوكنج وروجر بنروز وباحثون فلكيون أمثال جي إيناستو و وأي كاسك و وإي سار وجمع كثير من العلماء. وفي شرح للعملية التي شجعت على الإقرار بوجود هذه المادة يقول جي إيناستو بأن بداية الإكتشاف كانت عن طريق قياس كتل المجرات وذلك باستعمال طريقتين: الأولى قياس كتلة المجرة كجسم واحد يدور ومع دورانه تزداد كتلته والثانية بقياس الأجرام النيرة فيها كل على حدة ثم جمع كتلها إلى بعضها البعض ، وبعد هذه المحاولات كانت المفاجأة حيث وجدوا فرقا في مقدار الكتلة بين المقدارين الناتجين من كل من الطريقتين ، وفسروا هذا فقالوا: هذا غريب جدا...لا يمكن أن يكون هناك حل إلا شيئا واحدا وهو وجود مادة غير مرئية تملأ هذه الفراغات تسببت في إحداث فرق الكتلة . ومن ثم أسموا هذه المادة "المادة السوداء أو المظلمة" (Dark Matter) ثم تعارف العلماء بعد ذلك على أن "الظلمة" الموجودة في الفضاء والمحيطة بالأرض ليست نتيجة للفراغ وفقاً للإعتقاد السائد ان الفراغ يورث الظلمة...وإنما هي ناتجة عن نوع من التكدس والتجانس لمادة سوداء كونت هذه الظلمة التي نراها. وقد انتظم في هذا السلك علماء آخرون أشهرهم أوورت حيث اكتشف بين عامي 1932 و1965 وجود هذه المادة محيطة بالشمس وكل من كيبتيان وجينز و لندبلاد عام 1922 حيث اكتشف هؤلاء الثلاثة أن نفس المادة تملأ مساحات شاسعة من مجرتنا وكذلك العالم زويكي حيث أعلن في عام 1933 أن هذه المادة تملأ المساحات التي بين المجرات وعرفت بإسم (Extragalactic dark matter) أي المادة المظلمة التي تملأ ما بين المجرات .

وإشارة القرآن إلى هذه الحقيقة تأتي في معرض الوعيد للكفار الذين كابروا وكذبوا وذلك في سورة يونس حيث يصور فيها حالهم يوم القيامة. يقول تعالى:"والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" والشاهد من الآية هو قوله تعالى:"قطعاً من الليل مظلما" وبما أن العلم الحديث يؤكد أن الظلمة التي نراها ما هي إلا شكلا من أشكال المادة تسمى المادة السوداء، فإن القرآن يزيد هذه الحقيقة تأكيداً بوصف الظلمة على أنها قابلة لأن تكون "قِطَعًا" ولا يقبل الشيء ان يكون قطعاً إلا إذا كان محسوساً ملموساً له جرم وهيئة ومقدار. ولذلك قال ابن جرير الطبري رحمه الله:" القول في تأويل قوله تعالى : { كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما } يقول تعالى ذكره : كأنما ألبست وجوه هؤلاء الذين كسبوا السيئات قطعا من الليل , وهي جمع قطعة" (انتهى كلامه رحمه الله) ثم ذكر بعد ذلك أن هذه القراءة –أي "قطعاً" بفتح الطاء- هي قراءة عامة قراء الأمصار . ولهذا لا يعقل أن يعبر عن "الفراغ المحض أو اللاشيء" بأنه قطع وأنه قابل للتجزئة ولذلك أتبعت الآية بقوله :"مظلما" فهي صفة لهذا الموجود الذي هو الليل ، وفي اللغة "من" تأتي للتبعيض ولا يتبعض الشيء إلا إذا كان له مادة او هيئة ليقبل التفرق والتبعض ولا يكون فراغاً.
ومما يؤكد ان الظلمة التي نراها ما هي إلا شكلاً من أشكال المادة قوله تعالى:"وأغطش ليلها" قال ابن عباس رضي الله عنه " أغطش ليلها " أظلمه وكذا قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وجماعة كثيرون . وقال ابن جرير الطبري أيضاً : (وقوله: "وأغطش ليلها" يقول تعالى ذكره: وأظلم ليل السماء، فأضاف الليل إلى السماء لأن الليلَ غروب الشمس، وغروبُها وطلوعها فيها، فأُضيف إليها لما كان فيها.." ولهذا كانت إشارة ابن جرير- رحمه الله - هنا إشارة لطيفة ودقيقة عندما نبه على إضافة الليل إلى السماء ومن قبل ذلك غطش الليل فلما كان الليل هو المغطوش كانت السماء كذلك لأن الليل صفة لماهيتها ولأن الأصل في السماء الدنيا الظلمة لا الإنارة والسطوع كما هو معلوم. ولوكانت ساطعة منيرة لما كان هناك ليلا نسكن فيه.

وعند الراغب الأصفهاني في مفردات ألفاظ القرآن "أغطش" أي: "جعله مظلما" . وعلى هذا لوكان الليل مظلما بذاته لما جعله الله مظلماً ولما احتاج الليل إلى أن يغطشه سبحانه وتعالى. ومن ذلك نفهم أن الظلمة مجعولة ولها كم وهيئة ولكن عدم قدرتنا على رؤية هذه الظلمة على نحو متجسد واضح كرؤيتنا للأجسام الأخرى ناتج عن عدم قابلية هذه المادة لخاصية انعكاس الضوء ولو كانت قابلة لذلك لأنار الكون وشع كما ذكره غير واحد من علمائهم مثل أولبر وغيره وكما هو واضح بالدليل العقلي ، حتى قال العالم دي دبليو سياما عن العلم الذي يدرس هذا المجال:"كان يسمى هذ العلم فلك العالم الخفي" ولذلك لو شع الكون وأنار لما كان عندنا ليل نسكن فيه وننام. فكان من حكمة الله تعالى ان "أغطش" الليل أي جعله مظلماً بعد أن لم يكن مظلما. ومن هذا ندرك عظمة القسم في قوله تعالى:"فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون" حيث أن هذه المادة داخلة في مالا نبصره وهذه المادة تملأ قدراً عظيماً من مساحات الكون مما يجعل هذا القسم من أعظم القسم ، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء ، عالم الغيب والشهادة ، لا إله إلا هو، العزيز الحكيم.
 
معلومات قيمة بورك فيك وفي علمك ، ويبدو أنك متخصص في الفيزياء.
 
الأخ الفاضل عبدالله الشهري كأنك تقول ان المادة السوداء dark matter هي سبب الظلمة في الكون .. لكن المعروف عنها ان لا لون لها بل لا يمكن ادراكها الا بطرق غير مباشرة كما اشرت انت في مقالتك ..
هل من مصدر يشرح هذه النقطة بتفصيل اكثر ؟
 
بــارك الله فيكما وزادكما من فضله ،

أخي الكشاف ، في الحقيقة - لكي لا يتشبع ابن آدم بما لم يعط - أنا أحب القراءة في الفيزياء ولست متخصصا ، ونصيحتي لكل طالب علم أن يتزود من العلوم النافعة قدر ما يستطيع فإن زيادة العلم تأتي على قدر زيادة الهمة ، وقد قال الإمام القرافي - رحمه الله تعالى - في كتابه الذخيرة (5 / 502 ) : ( وكم يخفى على الفقهاء والحكام الحق في كثير من المسائل بسبب الجهل بالحساب والطب والهندسة ، فينبغي لذوي الهمم العلية أن لا يتركوا الإطلاع على العلوم ما أمكنهم ذلك . فلم أر في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام) أ.هـ.

أخي عبدالله حسن ، سؤال في محله ، وظلمة الكون لا تخرج عن احتمالين :

1- أن تكون غير مخلوقة ، وبالتبع غير مجعولة ، فيكون العدم من أصله أسودا ، هكذا في ماهيته.
2- ان تكون مجعولة ، ولها حقيقة مــادية ، فيقتضي ذلك ان العدم مجرد عن الصفة ، وذلك ان الموجودات "ذوات" و "أعراض" ، والعدم يلزم منه وجوباً انتفاء وجود الذات وهذا لزوماً يوجب عدم الأعراض كذلك ، واللون عرض قائم بالذات ، وهكذا.

والثاني هو الصواب لدلالة النقل والعقل عليه. اما مسألة ما إذا كانت هذه المــادة المظلمة التي تكلم عنها العلماء هي ذاتها السبب في ظلمة الكون ، فهذا ما أرجحه.

ولقد ظن الناس أن ظلمة الكون ناشئة عن العدم ، وهذه مفارقة عظيمة ، إذ كيف يكون للعدم لون يُرَى ويشــاهد ؟

ثم إن الأدلة من كتاب الله عز وجل قد دلت على امتلاء كل جزء من أجزاء هذا الكون بمادة بناء ، كما يفهم من قوله تعالى (والسماء بنيناها بأيد * وإنا لموسعون) ، وكما في قوله تعالى (الذى خلق السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام) ، وغيرها من الأدلة كثير.
 
{ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }: السبق القرآنى فى الإشارة إلى " المادة السوداء "

{ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }: السبق القرآنى فى الإشارة إلى " المادة السوداء "

لمزيد من المعرفة :
أقامت الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة : المؤتمر العالمي السابع للإعجاز العلمي في القرآن والسنة
و كان مما عرض فيه موضوع :

" المادة السوداء في منظور القرآن الكريم "
بحث مقدم من د. أنيس الراوي
والبحث كاملا مرفق بهذه الصفحة ( في الرابط أدناه ) ،
- و يوجد على شكل ملف وورد word في أعلى يسار تلك الصفحة ،

و بالضغط عليه ينفتح ذلك الملف بصفحاته

http://www.nooran.org/H/H2/1.htm
 
[align=center]بحث طويل وماتع وفيه فوائد علمية جيدة ، أحسنت على إطلاعي عليه ، وقد كنت أعلم أن هناك من كتب في نفس الموضوع [align=center]ولكني انبه على أن بحثي المختصر أعلاه فيه إشـــارة لطيفة - هكذا أحسب والله الموفق - إلى المادة الكونية المظلمة عن طريق استدلال مختلف واستنباط مغاير ، ويتضح ذلك مباشرة بالمقارنة بين البحثين ، وهذا لتجنب أي التباس قد ينشأ من كتابة الباحث د. أنيس الراوي في نفس الموضوع ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.[/align][/align]
والبحث على ملف وورد هنــا لمن شاء تحميله.
 
استدلال في حاجة إلى تدقيق و تحقيق و توثيق

استدلال في حاجة إلى تدقيق و تحقيق و توثيق

عبدالله الشهري قال:
[ولكني انبه على أن بحثي المختصر أعلاه فيه إشـــارة لطيفة - هكذا أحسب والله الموفق - إلى المادة الكونية المظلمة عن طريق استدلال مختلف واستنباط مغاير ، .

_______________________________________________
أخى الكريم :

قلتم :

[[ ثم إن الأدلة من كتاب الله عز وجل قد دلت على امتلاء كل جزء من أجزاء هذا الكون بمادة بناء ، كما يفهم من قوله تعالى (والسماء بنيناها بأيد * وإنا لموسعون) ، وكما في قوله تعالى ( الذى خلق السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام) ، وغيرها من الأدلة كثير ]] .
- ما وجه الدلالة من الآيتين على ما ذكرته آنفا ؟
- و هل ذلك " الفهم " يعتد به بحيث يعد " دليلا " معتبرا علما و شرعا ؟

أحسب أن هذا و ذاك في حاجة إلى تدقيق و تحقيق و توثيق ، ليكون الاستدلال في موضعه و الاحتجاج في محله ، صونا للقرآن الكريم و سموا به
 
بارك الله فيك ، أخي الكريم أراك اقتبست من كلامي عن مضمون البحث "الأصلي" ، إذاً فهو عن البحث المدرج أعلاه ، ولذلك كي تتفهم مرادي بهذا الاقتباس ارجع - فضلاً لا أمراً جزاك الله خيرا - للبحث نفسه ، كما لا يخفى.

أما الجواب على سؤالك :

- ما وجه الدلالة من الآيتين على ما ذكرته آنفا ؟

فلفظ "البناء" يعني عدم خلوها من المادة التي خلقها الله تعالى ، وخلقها الله "بأيد" أي بقوة ، قال صاحب الشمقمقية في زهر الأفنان:

[align=center]وهب لأيديهن أيــداً ولها = = متناً متيناً ما خلا عن مــصدق[/align]

أي وهب لأيديهن قوة تتمكن بها - أي الإبل - من السير.

ويؤيده قوله تعالى (أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها و زيناها و مالها من فروج)

والآية كما ترى فيها تقرير بالإثبات و توكيد بالنفي ، فهي "مبنية" ، بنص الآية ، ولما كان هناك مجال لتوهم وجود فراغات أو صدوع في هذا البناء المحكم أزال هذا الوهم المحتمل بقوله (ومالها من فروج) ، وبالتالي فكل جزء من أجزاء الكون مليء بمادة البناء هذه ، ولكن انبه على التفريق بين مادة البناء واللون "الأسود" الذي تحدثت عنه في بحثي ، وبه صار الليل مظلما ، إذ هو عرض قائم بهذه المادة البنائية التي لا يعلم حقيقتها إلا الله ، وإن كان لها تعلق بموضوع القوى الماسكة للكون بقدرة الله تعالى ، (يسميها العلماء : القوى الأربع: النووية الضعيفة ، والنووية القوية ، والقوة الجاذبية ، والقوة الكهرومغناطيسية ...ولها تفصيل آخر ، لو بينته لأخرجنا عن الموضوع الأصلي)


أما وجه الدلالة من قوله تعالى ( الذى خلق السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام)
فهو قوله (وما بينهما) ، و "ما" هنا إما أن تكون "ما" المصدرية أو "ما" الموصولة ، وفي كلٍّ فالمعنى في نهاية المطاف يشمل كل شيء بين السماوات والأرض ، بما في ذلك مادة البناء ، ولفظ "البناء" كما لا يخفى لفظ استعمله القرآن في أكثر من موضع.
أما الجواب على سؤالك :

- و هل ذلك " الفهم " يعتد به بحيث يعد " دليلا " معتبرا علما و شرعا ؟

وأنا بدوري أقول: متى كان الفهم لوحده يعتد به كدليل شرعي ؟ أليس الدليل الشرعي شيء والفهم شيء آخر ، وبالتالي المقابلة بينهما مقابلة بين ما لا يقبل المقابلة من الأساس ، كما هو معلوم لمن كان له أدنى حظ من النظر. وكأني بك تقول: هل ذلك "الدليل العقلي" - لأن الفهم دليل عقلي في الحقيقة - يعتد به بحيث يعد "دليلا" معتبرا علما وشرعا؟! ومثلك لا يخفى عليه مافي الجمع بين هذين المفهومين من التضاد ، ولو كان مجرد جمع بين "خلافان" ، كما يذكره الأصوليون مثل ابن النجار في مختصر التحرير وغيره ، لساغ التساؤل ولا إشكال.

ولكن يبقى الأمرالآخروهو : أن يعتد به (أي الفهم) كدليل علمي (أي عقلي) ، لا شرعي ، ففي هذه الحالة هذا ممكن ، ومادام الأمر متعلق بمسألة الفهم بالدرجة الأولى ، فإن سؤالك ينسحب أيضاً على كل مافي البحث الذي أحلتني عليه كذلك ، للفاضل د. أنيس الراوي ، وإلا فما الذي يجعل فهمه بمنأى عن هذا التساؤل ؟

وأما قولك - ايها الفاضل - :

أحسب أن هذا و ذاك في حاجة إلى تدقيق و تحقيق و توثيق ، ليكون الاستدلال في موضعه و الاحتجاج في محله ، صونا للقرآن الكريم و سموا به

بارك الله فيك وزادك الله حرصا ، ولكن قولك "هذا وذاك" أيضاً كلام مبهم يحتاج إلى تدقيق وتحقيق ، فما هو هذا وذاك في عرف أهل العلم ، وما ضابطه ، وقيده ؟ ومع ذلك أخي الفاضل لا أخفيك أن عبارتك أشعرتني بأني أقوم بعمل يضاد صون القرآن ، وأني أقوم بما يمس سموه ، فهل شعوري هذا صحيـــــح أخي الكريم ؟

أخي ، أنا أرحب بالمداخلات العلمية ، أي تبين لي مكان الغلط في المعلومة العلمية (العقلية) أو الشرعية ، وذلك بالنص والتحديد ، ثم تقدم دليلك العقلي وكذا الشرعي وكذا اللغوي ، أما أن نقول هل فهمك يافلان من الناس دليل شرعي يعتد به ، وهل ، وهل ؟ فهذا جوابه معروف ، مسلم به ، قبل أن يطرح مثل هكذا سؤال.

ولذلك فتساؤلك :
ما وجه الدلالة من الآيتين على ما ذكرته آنفا ؟
أقول تساؤلك هذا هو التساؤل الصحيح ، الدال على الرغبة في استيضاح الجواب ومعرفة أصل الفكرة. وهو النوع من التساؤلات الذي يذكي المدارسة وتبادل المعرفة ، وهو أكثر فائدة من تساؤلك الثاني:
و هل ذلك " الفهم " يعتد به بحيث يعد " دليلا " معتبرا علما و شرعا ؟
 
أخي الكريم عبدالله الشهري : حياك الله بين إخوانك في ملتقى أهل التفسير ، وأسأل الله لكَ وللجميع مزيداً من التوفيق والسداد. ويعجبني حرصك وعنايتك بالعلم الشرعي مع تخصصك في دراسة اللغة الانجليزية كما يبدو لي من توقيعك ، ومن أخذ العلم بحقه ، وأتاه من أبوابه فتح الله عليه بما يشاء.
والكلام الذي نقلتَهُ - مشكوراً - عن الإمام القرافي كلامٌ جميلٌ ، وليتنا ننتفع به ، وقد كان الإمام شهاب الدين أبو العباس أحمد بن إدريس القرافي (ت684هـ) - مع إمامته في الفقه والاستنباط وغيره من علوم الشريعة - أحد البارعين النوادر في صناعة الساعات الفلكية ، وقد ذكر في كتابه الثمين (نفائس الأصول في شرح المحصول) 1/108 وهو يبحث في فصل (الكلام في اللغات) عن الدلالة الصوتية : هل مجرد الصوت يدل على صاحبه ؟
فبين أنه لا يكفي أن نسمع الصوت فنقول : إنه لا بد من شخص صاحب لهذا الصوت ، لأن الصوت يصنع في غير الإنسان.
ثم قال :(بلغني أن الملك الكامل ، صُنع له شمعدان - وهو عمود طويل من نحاس ، له مراكز يوضع عليها الشمع للإنارة - كلما مضى من الليل ساعةٌ انفتح باب منه ، وخرج منه شخصٌ يقف في خدمة الملك ، فإذا انقضت عشر ساعات ، طلع الشخص على أعلى الشمعدان ، وقال : صبح الله السلطان بالخير والسعادة ، فيعلم أن الفجر قد طلع.
وقد عملتُ أنا - أي القرافي - هذا الشمعدان ، وزدت فيه أن الشمعة يتغير لونها كل ساعة ، وفيه أسدٌ تتغير عيناه من السواد الشديد إلى البياض الشديد ، إلى الحمرة الشديدة ، في كل ساعة لها لونٌ ، وتسقط حصاتان من طائرين ، ويدخل شخصٌ ويخرج شخص غيره ، ويغلق باب ويفتح بابٌ ، فإذا طلع الفجر طلع الشخصُ على أعلى الشمعدان ، وإصبعه على أذنه يشير إلى الأذان ، ولكني عجزتُ عن صنعة الكلام ، ثم صنعت صورة حيوان يمشي ويلتفت يميناً ويساراً ، ويصفر ولا يتكلمُ).أ.هـ.
قال الشيخ عبدالفتاح أبو غدة رحمه الله تعليقاً على كلام القرافي في كتابه [صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل ص28] : وهذا ذكاءٌ خارقٌ عجيب فريد من الإمام القرافي ، في اليد الصناع ، والذهن المبدع ، مع الإمامة في أصعب العلوم : الأصول والفقه ، رحمة الله تعالى عليه). وأحال في الحاشية إلى بحوث توسعت في هذا الباب فذكر منها :
- التصوير عند العرب للأستاذ أحمد تيمور باشا رحمه الله.
- قطرات الدمع فيما ورد في الشمع لابن طولون الدمشقي.
- (علماء فنانون : الإمام القرافي) للأستاذ عبدالمجيد وافي. نشر في مجلة الوعي الكويتية في عددها 40 من السنة الرابعة 1388هـ.
وأما استدلالك على ما تفضلت به من الإشارة إلى المادة السوداء التي ترى أنها المكونة للظلام الدامس الذي يحيط بالكون ونرى بعضه ، فأراك قد وفقت في ذلك ، وشرحت بما يكفي في نظري القاصر ، لكن ما تزال مثل هذه القضايا - ما دام للنظر فيها مجال - ميداناً واسعاً للحوار والأخذ والرد بين العلماء والباحثين ، حتى تكتمل الصورة ، ويزول اللبس الذي يعرض ، ولا سيما مع شدة الحرج في القطع بالقول الصحيح في تفسير آية من آيات القرآن تحتمل هذا القول وغيره ، وهذا ما دعا الأخ ابن رشد للتذكير بما قال.
وفقكم الله للحق ، ونفعنا جميعاً بالعلم.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وإن لم يكن هذا موضوعنا يا أبا عبد الله ولكن أليس تصوير ذوات الأرواح بالمحرم ؟

قوله- أي القرافي -: ثم صنعت صورة حيوان يمشي ويلتفت يميناً ويساراً ، ويصفر ولا يتكلمُ).أ.هـ.
دمتم لمحبكم في الله
أمين
 
حياك الله أخي العزيز أمين وجميع الإخوة في مونستر
هذا السؤال توجهه للقرافي رحمه الله ، والرأي فيه معروف لديكم ، لكن لعله دفعه حبُّ الاختراعِ والتصنيع ، فذهل عن الحكم ، أو لعله احتال للخروج من النهي ، بأن صوره بصورة غير مكتملة بطريقة أو بأخرى والله أعلم ، لكن الموضوع الأصلي هو فكرة القدرة العلمية على الاختراع والتصنيع لمخترعات يظن البعض أنها حكر على ما يسمى الآن المجتمعات الصناعية في الغرب والشرق ، وأن المسلمين ليس لهم مشاركة فيها.ولا أظن هذا يخفى عليك.
 
بورك فيك يا أبا عبدالله وإنها والله لنعمة عظيمة أن يوفق المرء للجمع بين العلم الشرعي والدنيوي

نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم

دمتم لمحبكم في الله
أمين
 
[align=center]أسعدتني تعقيباتكم النافعة ، وإضافاتكم المفيدة ، ومن أهل العلم : ابن رشد ، وعبدالرحمن الشهري ، وأمين الشريف ، وسائر المشاركين نستفيد ونتعلم ونعلم.

أما مكــانة القرافي - رحمه الله - فإنك لو تأملت فترة حياته لوجدتها معاصرة لأوج الازدهار العلمي والعمراني لحضارة المسلمين ، لا سيما الأندلس ، واستتباع ترجمة الكتب والعلوم الأجنبية - غضاً للطرف عما في بعضها من الدخن - في عهد كل من المأمون والمعتصم بالله ، بل أضف إلى ذلك أن فترة حياته قد واكبت عصراً كثرت فيه النزاعات السياسية والاجتماعية آنذاك ، ومع ذلك لم يصرفه حال أمته عن العمل للحاضر وصناعة النجاح ، بعكس الحال اليوم - إلا ما ندر - ، الناس قد أشغلتهم أحوال الأمة بالأسى والتأسف عن العمل والجــــــد. [/align]
 
عبدالله الشهري قال:
والشاهد من الآية هو قوله تعالى:"قطعاً من الليل مظلما" وبما أن العلم الحديث يؤكد أن الظلمة التي نراها ما هي إلا شكلا من أشكال المادة تسمى المادة السوداء، فإن القرآن يزيد هذه الحقيقة تأكيداً بوصف الظلمة على أنها قابلة لأن تكون "قِطَعًا" ولا يقبل الشيء ان يكون قطعاً إلا إذا كان محسوساً ملموساً له جرم وهيئة ومقدار. ولذلك قال ابن جرير الطبري رحمه الله:" القول في تأويل قوله تعالى : { كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما } يقول تعالى ذكره : كأنما ألبست وجوه هؤلاء الذين كسبوا السيئات قطعا من الليل , وهي جمع قطعة" (انتهى كلامه رحمه الله) ثم ذكر بعد ذلك أن هذه القراءة –أي "قطعاً" بفتح الطاء- هي قراءة عامة قراء الأمصار . ولهذا لا يعقل أن يعبر عن "الفراغ المحض أو اللاشيء" بأنه قطع وأنه قابل للتجزئة ولذلك أتبعت الآية بقوله :"مظلما" فهي صفة لهذا الموجود الذي هو الليل ، وفي اللغة "من" تأتي للتبعيض ولا يتبعض الشيء إلا إذا كان له مادة او هيئة ليقبل التفرق والتبعض ولا يكون فراغاً.
.

----------------------------------------------------------
الأخ عبد الله الشهرى

هوّّّّن على نفسك و لا تغضب من دعوتى لك - و لكل من يحاول أو يجتهد فى تلمس وجود إشارات إلى المعارف الحديثة في القرآن الكريم - بالتدقيق و التحقيق و التوثيق ، فكل ذلك من أسس التأصيل العلمى لمسائل ما يسمى ب " الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم " ، و كذا الأمر فيما سماه د أنيس الراوى في بحثه ب " السبق القرآنى " ، و قد عقدت " هيئة الإعجاز العلمى في القرآن الكريم و السنة النبوية " عدة مؤتمرات ، صدر عنها توصيات و قرارات و ضوابط لذلك التأصيل .
هذا من ناحية ،

و من ناحية أخرى فقد تلطف كاتب هذا في تنبيهك لمراجعة ما كتبته في مقالتك الأصلية ، و لكنك قابلت لطف القول بخشن الرد في مسألة علمية تتعلق بالاستدلال بالقرآن الكريم ،

أما و قد بدر منك هذا ، فسأصارحك بأن ما استشهدت به - من الآية :{ قطعا من الليل مظلما } - لا دلالة فيه على ما استدللت له ، من وجود " المادة السوداء " في الكون ، و هذا لا ينفى وجود المستدل له ( و هو القول بوجود المادة السوداء ) ، و إنما ينفى صحة الاستدلال ،
و سبب عدم صحة ذلك الاستدلال هو عدم صحة ذلك النقل للتفسير المذكور :

- و قد بنيت استدلالك على ما قاله ابن جرير الطبرى ( رحمه الله ) في تفسير تلك الآية أو ذلك الجزء منها - و هو إمام كبير و جليل ، و كتابه كذلك عمدة المفسرين - و لكن سقطت منه - أو أسقطت - كلمة لو بقيت و ذكرت لبطل ذلك الاستدلال ،
* و هناك فرق بين صحة المحتج له و بين صحة الاحتجاج نفسه . فلا يلزم من خطأ الاحتجاج عدم صحة المحتج له .
فقد نقل قول الطبرى هكذ
 
الأخ الكريم عبدالله الشهري :
"أن العلم الحديث يؤكد أن الظلمة التي نراها ما هي إلا شكلا من أشكال المادة تسمى المادة السوداء، "

ما مصدرك في هذه العبارة ؟ من من العلماء أشار الى هذا الرأي ؟

كيف تفسر تعاقب الليل و النهار هل بحلول وغياب المادة السوداء ؟

حتى ان كنت تتكلم عن الكون الخارجي بعيدا عن طبقات الغلاف الجوي فلا أدري من من العلماء المتخصصين في هذه الابحاث يتفق معك
 
[align=right]
عبدالله حسن قال:
الأخ الكريم عبدالله الشهري :
"أن العلم الحديث يؤكد أن الظلمة التي نراها ما هي إلا شكلا من أشكال المادة تسمى المادة السوداء، "

ما مصدرك في هذه العبارة ؟ من من العلماء أشار الى هذا الرأي ؟

كيف تفسر تعاقب الليل و النهار هل بحلول وغياب المادة السوداء ؟

حتى ان كنت تتكلم عن الكون الخارجي بعيدا عن طبقات الغلاف الجوي فلا أدري من من العلماء المتخصصين في هذه الابحاث يتفق معك

جزاك الله خيرا ، أخي الكريم ، هذا هو البحث مرة أخرى بتوثيقاته ومصادره ، وهي فرصة كذلك للأخ ابن رشد أن يتحقق من توثيقي:

[align=center]القرآن الكريم والمادة المظلمة (Dark Matter)[/align]
[align=center]القرآن يشير إلى ان الظلمة التي تملأ أرجاء الكون عبارة عن نوع من أنواع المادة. وقد أشار إلى هذه الحقيقة علماء فيزيائيون كبار أمثال: ستيفن هوكنج(1) وروجر بنروز(2) وباحثون فلكيون أمثال جي إيناستو و وأي كاسك و وإي سار(3) وجمع كثير من العلماء. وفي شرح للعملية التي شجعت على الإقرار بوجود هذه المادة يقول جي إيناستو بأن بداية الإكتشاف كانت عن طريق قياس كتل المجرات وذلك باستعمال طريقتين: الأولى قياس كتلة المجرة كجسم واحد يدور ومع دورانه تزداد كتلته والثانية بقياس الأجرام النيرة فيها كل على حدة ثم جمع كتلها إلى بعضها البعض ، وبعد هذه المحاولات كانت المفاجأة حيث وجدوا فرقا في مقدار الكتلة بين المقدارين الناتجين من كل من الطريقتين ، وفسروا هذا فقالوا: هذا غريب جدا...لا يمكن أن يكون هناك حل إلا شيئا واحدا وهو وجود مادة غير مرئية تملأ هذه الفراغات تسببت في إحداث فرق الكتلة (4). ومن ثم أسموا هذه المادة "المادة السوداء أو المظلمة" (Dark Matter) ثم تعارف العلماء بعد ذلك على أن "الظلمة" الموجودة في الفضاء والمحيطة بالأرض ليست نتيجة للفراغ وفقاً للإعتقاد السائد ان الفراغ يورث الظلمة...وإنما هي ناتجة عن نوع من التكدس والتجانس لمادة سوداء كونت هذه الظلمة التي نراها. وقد انتظم في هذا السلك علماء آخرون أشهرهم أوورت حيث اكتشف بين عامي 1932 و1965 وجود هذه المادة محيطة بالشمس وكل من كيبتيان وجينز و لندبلاد عام 1922 حيث اكتشف هؤلاء الثلاثة أن نفس المادة تملأ مساحات شاسعة من مجرتنا وكذلك العالم زويكي حيث أعلن في عام 1933 أن هذه المادة تملأ المساحات التي بين المجرات وعرفت بإسم (Extragalactic dark matter) أي المادة المظلمة التي تملأ ما بين المجرات (5) .

وإشارة القرآن إلى هذه الحقيقة تأتي في معرض الوعيد للكفار الذين كابروا وكذبوا وذلك في سورة يونس حيث يصور فيها حالهم يوم القيامة. يقول تعالى:"والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" (6) ، والشاهد من الآية هو قوله تعالى:"قطعاً من الليل مظلما" وبما أن العلم الحديث يؤكد أن الظلمة التي نراها ما هي إلا شكلا من أشكال المادة تسمى المادة السوداء، فإن القرآن يزيد هذه الحقيقة تأكيداً بوصف الظلمة على أنها قابلة لأن تكون "قِطَعًا" ولا يقبل الشيء ان يكون قطعاً إلا إذا كان محسوساً ملموساً له جرم وهيئة ومقدار. ولذلك قال ابن جرير الطبري رحمه الله:" القول في تأويل قوله تعالى : { كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما } يقول تعالى ذكره : كأنما ألبست وجوه هؤلاء الذين كسبوا السيئات قطعا من الليل , وهي جمع قطعة" (انتهى كلامه رحمه الله) ثم ذكر بعد ذلك أن هذه القراءة –أي "قطعاً" بفتح الطاء- هي قراءة عامة قراء الأمصار(7). ولهذا لا يعقل أن يعبر عن "الفراغ المحض أو اللاشيء" بأنه قطع وأنه قابل للتجزئة ولذلك أتبعت الآية بقوله :"مظلما" فهي صفة لهذا الموجود الذي هو الليل ، وفي اللغة "من" تأتي للتبعيض ولا يتبعض الشيء إلا إذا كان له مادة او هيئة ليقبل التفرق والتبعض ولا يكون فراغاً.
ومما يؤكد ان الظلمة التي نراها ما هي إلا شكلاً من أشكال المادة قوله تعالى:"وأغطش ليلها" قال ابن عباس رضي الله عنه " أغطش ليلها " أظلمه وكذا قال مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وجماعة كثيرون (8) .

وقال ابن جرير الطبري أيضاً : (وقوله: "وأغطش ليلها" يقول تعالى ذكره: وأظلم ليل السماء، فأضاف الليل إلى السماء لأن الليلَ غروب الشمس، وغروبُها وطلوعها فيها، فأُضيف إليها لما كان فيها.." ولهذا كانت إشارة ابن جرير- رحمه الله - هنا إشارة لطيفة ودقيقة عندما نبه على إضافة الليل إلى السماء ومن قبل ذلك غطش الليل فلما كان الليل هو المغطوش كانت السماء كذلك لأن الليل صفة لماهيتها ولأن الأصل في السماء الدنيا الظلمة لا الإنارة والسطوع كما هو معلوم.
وعند الراغب الأصفهاني في مفردات ألفاظ القرآن "أغطش" أي: "جعله مظلما" (9). وعلى هذا لوكان الليل مظلما بذاته لما جعله الله مظلماً ولما احتاج إلى أن يغطشه سبحانه وتعالى. ومن ذلك نفهم أن الظلمة مجعولة ولها كم وهيئة ولكن عدم قدرتنا على رؤية هذه الظلمة على نحو متجسد واضح كرؤيتنا للأجسام الأخرى ناتج عن عدم قابلية هذه المادة لخاصية انعكاس الضوء ولو كانت قابلة لذلك لأنار الكون وشع كما ذكره غير واحد من علمائهم مثل أولبر وغيره وكما هو واضح بالدليل العقلي ، حتى قال العالم دي دبليو سياما عن العلم الذي يدرس هذا المجال:"كان يسمى هذ العلم فلك العالم الخفي" (10) ولذلك لو شع الكون وأنار لما كان عندنا ليل نسكن فيه وننام. فكان من حكمة الله تعالى ان "أغطش" الليل أي جعله مظلماً بعد أن لم يكن مظلما. ومن هذا ندرك عظمة القسم في قوله تعالى:"فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون" حيث أن هذه المادة داخلة في مالا نبصره وهذه المادة تملأ قدراً عظيماً من مساحات الكون مما يجعل هذا القسم من أعظم القسم ، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء ، عالم الغيب والشهادة ، لا إله إلا هو، العزيز الحكيم.[/align]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- Hawking, S. (1992) A Brief History of Time, Bantam press.
2- Penrose, R. (1999) The Emperor’s New Mind, Oxford University Press.
3- J. Einasto et al. (1990), Observational Evidence for Dark Matter, edited by Mark Srendnicki (1990), Particle Physics & Cosmology: Dark Matter, Current Physics Sources and Comments, Vol. 6, North-Holland-Amsterdam. Oxford. New York. Tokyo. p. 22
4- المصدر السابق
5- D. W. Sciama (1993) Modern Cosmology and the Dark Matter Problem, Cambridge University Press, p. 1, 2,3,9.
6 - يونس: 27
7- جامع البيان عن تأويل آي القرآن (12/168-169).
8- تفسير القرآن العظيم لابن كثير (8/316) ط، دار طيبة / تحقيق سامي السلامة.
9- الراغب الأصفهاني ، معجم مفردات الفاظ القرآن.
10- D. W. Sciama (1993) Modern Cosmology and the Dark Matter Problem, Cambridge University Press, p. 1.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[align=center]أما بالنسبة لجوابك أخي ابن رشد ، فلم تبين لي كيف أن اقتباسي لكلام ابن جرير كان ناقصاً ، والله المستعان.[/align]

[align=center]ولكن - للتوضيح أكثر - اعلم ان ابن جرير - رحمه الله - قال ((...واختلفت القراء في قراءة قوله تعالى : { قطعا } فقرأته عامة قراء الأمصار : { قطعا } بفتح الطاء على معنى جمع قطعة , وعلى معنى أن تأويل ذلك : كأنما أغشيت وجه كل إنسان منهم قطعة من سواد الليل)) ، إلى أن قال - رحمه الله - ((والقراءة التي لا يجوز خلافها عندي قراءة ذلك بفتح الطاء , لإجماع الحجة من قراء الأمصار على تصويبها وشذوذ ما عداها)). [/align]

[align=center]وهنا كما ترى ، ردّ ابن جرير قراءة من قرأ بتسكين الطاء ، وعليه ، هذا رد منه للمعنى الزماني المجرد ، ثم قرر- رحمه الله - تصويبه المعنى الحسي الملموس للظلمة بترجيحه للقراءة التي فيها فتح الطاء ، وهو الأمر الذي أيدت به استنتاجي ، والله الموفق.[/align]
 
أخي الشهري: ما أبحث عنه هو مصدر هذه العبارة:
"ثم تعارف العلماء بعد ذلك على أن "الظلمة" الموجودة في الفضاء والمحيطة بالأرض ليست نتيجة للفراغ وفقاً للإعتقاد السائد ان الفراغ يورث الظلمة...وإنما هي ناتجة عن نوع من التكدس والتجانس لمادة سوداء كونت هذه الظلمة التي نراها"
هي اولا الاساس الذي يقوم عليه مقالك و انت تستند عليها في تفسير ايات من كتاب الله

كما انها ان صحت فلها من الاهمية العلمية الشيء الكبير و من المتوقع ان تكون قد احدثت ضجة كبيرة فهي تغير من مفاهيم البصريات و لا اخفيك اني غير مرتاح لها و لي رغبة في القراءة في المصادر التي تنقل عنها ..هل في شيء من المصادر التي ذكرتها مناقشة لهذه النقطة ؟

و قد تبين لي بعد كتابة سؤالي الاخير انك قد رددت على سؤالي في ردك رقم (4) و ذكرت ان هذا فقط هو ما ترجحه .. فلا يزال السؤال قائما من من ائمة هذا الشأن يقر بما تقوله ؟
 
التناقض فى الكلام ، و الخطأ في الاستدلال لا يلزم منه عدم صحة الأمر في ذاته

التناقض فى الكلام ، و الخطأ في الاستدلال لا يلزم منه عدم صحة الأمر في ذاته

عبدالله الشهري قال:
والشاهد من الآية هو قوله تعالى:"قطعاً من الليل مظلما" وبما أن العلم الحديث يؤكد أن الظلمة التي نراها ما هي إلا شكلا من أشكال المادة تسمى المادة السوداء،

........و من هذا ندرك عظمة القسم في قوله تعالى:"فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون" حيث أن هذه المادة داخلة في مالا نبصره وهذه المادة تملأ قدراً عظيماً من مساحات الكون مما يجعل هذا القسم من أعظم القسم ، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء ، عالم الغيب والشهادة ، لا إله إلا هو، العزيز الحكيم.
-------------------------------------------------------

* سبحانه جلَ شأنه و تعالى ذكره ، المنزه كلامه عن مثل هذا التناقض ، فهل أقسم - سبحانه بما لا نبصره - و هى المادة السوداء - حيث " أن هذه المادة داخلة في مالا نبصره " - على ما أثبت العلم أننا نبصره - حيث إن " العلم الحديث يؤكد أن الظلمة التي نراها ما هي إلا شكلا من أشكال المادة تسمى المادة السوداء " ؟؟

* و نلفت النظر إلى أنه لا يلزم من خطأ الاستدلال عدم صحة الأمر المستدل له .
و هناك تعقبات أخرى لما ورد بالاستدلال ،

و لا غضاضة في المراجعة و لا في التعقب في مسائل العلم عند أهل العلم ، و كذا ينبغى أن يكون الحال فى طلابه و محبيه من باب أولى .

* و أما حقيقة قول ابن جرير فسأنقلها لاحقا ، و هى ترد الاستدلال من أصله ،

و لكن أريد جوابا على التناقض المذكور آنفا ، فهو إن تقرر كاف وحده فى إبطال ذلك الاستدلال .

_ و لم أدع القول بعدم وجود المادة السوداء - فقد أحلت على بحث معتبر ، مقدم لمؤتمر عالمي للإعجاز العلمي في القرآن الكريم - و لكني بيَنت عدم صحة ذلك الاستدلال
 
أخي عبدالله حسن ، وفقك الله ، هذه العبارة التي ذكرت لك مقررة في القرآن الكريم ، في الآية التي نقلت كلام الطبري عليها. فهي مقررة من قبل القرآن قبل كل شيء ، ولم لا يكن لدينا السبق في معرفة هذا من القرآن قبل أن يعرفه غيرنا. وأما بالنسبة لما يؤيد هذه المعلومة ، فهو موجود في المراجع التالي ، ويبقى عليك الاطلاع - وخاصة المرجع الثالث- والمراجع بعيدة عني الآن لأني كنت قد استفدت منها في مكتبة جامعة نوتنغهام عندما كنت أدرس فيها ، وانا الآن في السعودية.

1- Hawking, S. (1992) A Brief History of Time, Bantam press.
2- Penrose, R. (1999) The Emperor’s New Mind, Oxford University Press.
3- J. Einasto et al. (1990), Observational Evidence for Dark Matter, edited by Mark Srendnicki (1990), Particle Physics & Cosmology: Dark Matter, Current Physics Sources and Comments, Vol. 6, North-Holland-Amsterdam. Oxford. New York. Tokyo. p. 22
===============

أما بالنسبة لأخي ابن رشد ، فاشكره على حرصه على تنزيه القرآن والدفاع عنه وصونه من عبث العابثين وكيد الكائدين...الخ.

أخي ابن رشد / نعم أوفقك أنه تناقض فيما يبدو لك ، ولو كنت أعلم أنه متناقضا لما كتبته بهذه الطريقة.

أخي عند حديثي عن جانب عدم "إبصار" هذه المادة فأنا أتحدث عن إبصار حقيقتها ، وكنهها ، لأن الناظر لا يرى إلا ظلاماً فيحسب هذا ناتجاً عن الفراغ لوحده ، وليس كل فراغ يلازمه ظلمه ضرورة. إذاُ ففي هذا الجانب حديثي عن مادة الظلمة.

أما الجانب المرئي فهو اللون ، وهو العرض ، وفرق بين إدراك مادة الشيء ولونه ، أو قل إبصار العرض وإبصار الذات القائم بها العرض ، زذلك أن اللون في الحقيقة عبارة عن موجات كهرومغناطيسية بأطوال متفاوتة ، أما المادة نفسها فليست موجات كهرومغناطيسية في أصل حقيقتها ، فوجب التفريق ، ولذا فليس كل ما يبصرلونه ، تبصر مادته ، كما في هذه القضية. ولذلك سماها العالم دي دبليو سياما عن العلم الذي يدرس هذا المجال:"كان يسمى هذ العلم فلك العالم الخفي" ، كما أوردت في المشاركة الأصلية.

[align=center]وبانتظار نقلك لكلام الطبري...الذي طــــــــــال انتظاره[/align]
 
[align=center]قلت أخي ابن رشد :

* سبحانه جلَ شأنه و تعالى ذكره ، المنزه كلامه عن مثل هذا التناقض ، فهل أقسم - سبحانه بما لا نبصره - و هى المادة السوداء - حيث " أن هذه المادة داخلة في مالا نبصره " - على ما أثبت العلم أننا نبصره - حيث إن " العلم الحديث يؤكد أن الظلمة التي نراها ما هي إلا شكلا من أشكال المادة تسمى المادة السوداء " ؟؟

وأنا أقول سبحان من فاوت بين العقول والأفهام ، والحمد لله الذي سخر للدفاع عن القرآن وصونه من هو أولى وأكفأ من العلماء الربانيين والأئمة المخلصين المشهورين.

وهذا يذكرني بكلام لشيخ الاسلام ابن تيمية - في كتاب المنطق من مجموع الفتاوى - عن تفاوت الناس في الفهم حسب عدد المقدمات ، فمنهم من يفهم من مقدمة واحدة ، ومنهم بعد مقدمتين ، ومنهم من يحتاج إلى مقدمات كثيرة لتحصيل النتيجة.

أخي : كيف حملك عقلك على استنتاج أن "مالا نبصره" هو نفسه "المادة السوداء" ؟

مـع أني قلت أن المادة السوداء "داخلة" فيما لا نبصره ، ولم أجعل "مالا نبصره" هي "المادة السوداء" ، كما جعلتها أنت ، ويمكن أي قاريء أن يتأكد من صحة كلامي عند الرجوع للبحث الأصلي (الذي ينقصه التدقيق ، والتحقيق ، والتوثيق ! )

و المادة غير اللون ، كما أن الصفة غير الموصوف ، كما أوضحت سابقا ، وتفاديا للتكرار.[/align]
 
الاخ الفاضل عبدالله الشهري جزاك الله كل خير..

المرجع الاول قرأته و ليست فيه اشارة الى علاقة المادة السوداء بالظلمة التي نراها .. و عندما تتيسر لي الفرصة اطلع ان شاء الله على المرجعين الثاني و الثالث ..

أما الاعتماد على ايات كتاب الله فقط كمرجع لهذه النقطة فلا يصح فالايات لم تذكر المادة السوداء صراحة ..ماذا ان كان سبب الظلمة مادة اخرى او تركيب اخر مثلا .. كما اننا عندها لا نستطيع ان نصنف هذا البحث مع مواضيع ( الاعجاز العلمي).

على كل حال أسأل الله ان يثيبك على جهدك و اخلاصك و حسن نيتك و جزاك الله كل خير ..
 
حياك الله ، ورزقنا الله وإياك الفتح في كل علم نافع.

أما الاعتماد على ايات كتاب الله فقط كمرجع لهذه النقطة فلا يصح فالايات لم تذكر المادة السوداء صراحة

نعم ، وكذلك أكثر أبحاث الإعجاز العلمي ، لو تأملت أخي الفاضل ، ليس عليها دليل صريح يذكر الظواهر العلمية بأسماءها ، ويبينها بتفاصيلها المتعارف عليها في أعراف المجامع العلمية.

..ماذا ان كان سبب الظلمة مادة اخرى او تركيب اخر مثلا

يبقى احتمالاً ، يفتقر إلى ما يعززه ، ولو بدليل ظني على أقل تقدير.

.. كما اننا عندها لا نستطيع ان نصنف هذا البحث مع مواضيع ( الاعجاز العلمي).

نعم ، هذا البحث غير مقدم للحصول على اعتماد هيئة الاعجاز العلمي ، ولكن على أقل تقدير أرجو قبوله كبحث يستحق القراءة ، ويفتح الأعين على جانب آخر من وجوه الاستنباط. ومع ذلك فقد عرضته على أكثر من شخص فكان فيهم المؤيد ، والمعارض ، والمتردد ، وهذا أمر طبيعي ، مادام الكل يحترم وقتي ويقدر جهدي في إعداد هذا البحث. فأنا أخي لم أقض الساعات في إعداده ، وفي بلاد الغربة ، وعلى كثرة شغل، ليأتي من يرده رمياً ، ويدعّ به دعّاً ، دون تفصيل وتروٍّ.

وأحسن الله إليك أخي ، وإذا وجدت جديد او وقفت على معلومة علمية مفيدة ، فراسلني بها إن شئت على الخاص ، لتجنب إطالة المشاركات هنا ، أو افعل ما تراه مناسبا لك .
 
عودة
أعلى