د.عبدالرحمن الصالح
New member
القارئ الشيخ عبدالرشيد الصوفي
وجدت الشيخ عبدالرشيد بن علي صوفي القطري الصومالي حفظه الله تعالى ووفقه لكل خير في الشبكة قبل نحو ثماني حِجج فاجتذبني إليه بصوته العذب وقراءته السهلة الميسرة
ومنذ أن عرفته وهو قارئي المفضل الذي لا أكاد أستمع إلى سواه باستثناء الشيخ الحصري في بعض الأحيان بسبب أننا حُصَريون منذ طفولتنا ولا نحب العقوق. فالشيخ الحصري معلم الأجيال تتلمذ عليه المسلمون منذ خمسين سنة وتأثر به المرتلون على طول الأعصار .
فما سرّ تميُّز الشيخ عبدالرشيد صوفي؟
[سيمر بنا بعد قليل أنه في بعض تسجيلاته الاخيرة ، وهي قليلة في كثير خيره، قد تأثر بنقد لُصقاء العلم الجدد من القراء الذين يبالغون في تفخيم المستعلي وترقيق المستفل حتى تستدير شفاههم وتعوج افواههم عند نطق القاف والخاء مما وددنا أن يربأ بنفسه عن تلكم الهنات المبتدَعة من قبل أغرار القراء، وأن يستمر على طريقته العلمية السهلة الميسرة المحافظة على الطبيعة وهو والحق يقال لم ينزل إلى مستواهم لكن بدا على بعض تسجيلاته الأخيرة هذا التعمُّل] وقد حدا بي إلى إفراد هذه الملاحظة مظنّةُ أن يطلع الشيخُ نفسه على تسليط الضوء عليه في ملتقى يضم أهل الاختصاص فتكون ملاحظة نريد منه أن يحافظ على طريقته الأصلية الرائعة الواثقة من نفسها، وأن المبالغة في التمسك بما يظنه أغرار العلم من العلم ليست من العلم في شيء وهي تنافي سر تميز الشيخ نفسه. وهذه ملاحظة لا تغض من قدر الشيخ ولا بركة أدائه وجماله، ففي الاستماع للتلاوات تتعدد الأذواق والمشارب ، ، ولكن وفقا للقواعد العامة في الأصوات اللغوية المحافظة على قاعد السهولة والطبيعية التي هي أليق بالعلم وأقرب كانت محافظة الشيخ عليها هي سر من أسرار تميزه.
فليس تفخيم حروف الاستعلاء فوق طبيعتها الفخمة بذاتها من العلم في شيء، ولا ترقيق الحروف المستفلة فوق طبيعتها الرقيقة بذاتها من العلم في شيء، ولا التغافل عن أن الحروف تتأثر بالمجاورة في الترقيق والتفخيم من العلم في شيء، وقد قلت في مقال كان لي من ورائه هدف ظهر في هذا الملتقى المبارك بعنوان (أوهام في علم التجويد) أن كل من زاد على طريقة الشيخ الحصري في قضية الترقيق والتفخيم فقد أفرط ويكاد من نقص عن طريقة الشيخ الحصري رحمه الله أن يكون قد فرَّط.
هذه محاولة لاستجلاء تميز هذا القارئ الذي يشكل مدرسة مستقلة بذاتها في التلاوة.
أول ما يمتاز به هو أن أحكام التلاوة لديه ليست غاية في نفسها بل هي وسيلة ضبط فحسب فإذا بدت مراعاتها ظاهرة صارت عيبا خفيا أو ظاهراً بحسب درجة التعمُّل، لأن تحوّل الوسيلة إلى غاية عيب في ذاته. فإن قال قائل فالشيخ الحصري قد بلغ في الإتقان غايته ومخارج حروفه وصفاته رصينة متقنة قلنا نعم ولا ريب الشيخ الحصري يمثل مدرسة والشيخ عبدالرشيد صوفي يمثل مدرسة بإزائها، فالشيخ الحصري خلاصة ألف سنة من أجيال القراء والتالين تركزت فيه واجتمعت آثار الحضارة وإتقان الصنعة. لكن الشيخ عبدالرشيد صوفي لم ينطلق من هذا المنطلق وهذا ما سوّغ لنا ان نعده مدرسة بحد ذاتها رغم أنها متأسسة على المدرسة الحصرية بالأساس فأين نجد معالم هذه المدرسة في تلاوات الشيخ صوفي؟
قد تقدم أن الأحكام لديه وسيلة لا غاية حتى إني رأيت من يعدون الأحكام غاية في نفسها يعدون عليه الحركات ويحاولون محاكمته إلى فهومهم لما تعلموه في مختصرات التلاوة. أعني حين نشرع بالحديث عن القراء في بعض المساجد في وقفات أو ما بعد الصلاة.
هؤلاء يشبهون من بعض الوجوه من دخلوا ميدان الدين وهم أغرار جدد تزببوا وهم حصارم، وبقُوا في أماكنهم لانَّهم لا يَمكلون من صبر أبي الفتح على العلم ما يجعلهم يلزمون أبا علي أربعين سنة [حين مرّ أبو علي الفارسي بالموصل ووجد أبا الفتح ابن جني يقرئ كتاب سيبويه في أحد مساجدها وهو ابن 17 سنة قال له : تزببت وأنت حصرم، قال ابو الفتح فلزمت أبا علي أربعين سنة، ولذلك كانت مؤلفات أبي الفتح خالدة على الأجيال تشهد لصدق قوله
وجدت الشيخ عبدالرشيد بن علي صوفي القطري الصومالي حفظه الله تعالى ووفقه لكل خير في الشبكة قبل نحو ثماني حِجج فاجتذبني إليه بصوته العذب وقراءته السهلة الميسرة
ومنذ أن عرفته وهو قارئي المفضل الذي لا أكاد أستمع إلى سواه باستثناء الشيخ الحصري في بعض الأحيان بسبب أننا حُصَريون منذ طفولتنا ولا نحب العقوق. فالشيخ الحصري معلم الأجيال تتلمذ عليه المسلمون منذ خمسين سنة وتأثر به المرتلون على طول الأعصار .
فما سرّ تميُّز الشيخ عبدالرشيد صوفي؟
[سيمر بنا بعد قليل أنه في بعض تسجيلاته الاخيرة ، وهي قليلة في كثير خيره، قد تأثر بنقد لُصقاء العلم الجدد من القراء الذين يبالغون في تفخيم المستعلي وترقيق المستفل حتى تستدير شفاههم وتعوج افواههم عند نطق القاف والخاء مما وددنا أن يربأ بنفسه عن تلكم الهنات المبتدَعة من قبل أغرار القراء، وأن يستمر على طريقته العلمية السهلة الميسرة المحافظة على الطبيعة وهو والحق يقال لم ينزل إلى مستواهم لكن بدا على بعض تسجيلاته الأخيرة هذا التعمُّل] وقد حدا بي إلى إفراد هذه الملاحظة مظنّةُ أن يطلع الشيخُ نفسه على تسليط الضوء عليه في ملتقى يضم أهل الاختصاص فتكون ملاحظة نريد منه أن يحافظ على طريقته الأصلية الرائعة الواثقة من نفسها، وأن المبالغة في التمسك بما يظنه أغرار العلم من العلم ليست من العلم في شيء وهي تنافي سر تميز الشيخ نفسه. وهذه ملاحظة لا تغض من قدر الشيخ ولا بركة أدائه وجماله، ففي الاستماع للتلاوات تتعدد الأذواق والمشارب ، ، ولكن وفقا للقواعد العامة في الأصوات اللغوية المحافظة على قاعد السهولة والطبيعية التي هي أليق بالعلم وأقرب كانت محافظة الشيخ عليها هي سر من أسرار تميزه.
فليس تفخيم حروف الاستعلاء فوق طبيعتها الفخمة بذاتها من العلم في شيء، ولا ترقيق الحروف المستفلة فوق طبيعتها الرقيقة بذاتها من العلم في شيء، ولا التغافل عن أن الحروف تتأثر بالمجاورة في الترقيق والتفخيم من العلم في شيء، وقد قلت في مقال كان لي من ورائه هدف ظهر في هذا الملتقى المبارك بعنوان (أوهام في علم التجويد) أن كل من زاد على طريقة الشيخ الحصري في قضية الترقيق والتفخيم فقد أفرط ويكاد من نقص عن طريقة الشيخ الحصري رحمه الله أن يكون قد فرَّط.
هذه محاولة لاستجلاء تميز هذا القارئ الذي يشكل مدرسة مستقلة بذاتها في التلاوة.
أول ما يمتاز به هو أن أحكام التلاوة لديه ليست غاية في نفسها بل هي وسيلة ضبط فحسب فإذا بدت مراعاتها ظاهرة صارت عيبا خفيا أو ظاهراً بحسب درجة التعمُّل، لأن تحوّل الوسيلة إلى غاية عيب في ذاته. فإن قال قائل فالشيخ الحصري قد بلغ في الإتقان غايته ومخارج حروفه وصفاته رصينة متقنة قلنا نعم ولا ريب الشيخ الحصري يمثل مدرسة والشيخ عبدالرشيد صوفي يمثل مدرسة بإزائها، فالشيخ الحصري خلاصة ألف سنة من أجيال القراء والتالين تركزت فيه واجتمعت آثار الحضارة وإتقان الصنعة. لكن الشيخ عبدالرشيد صوفي لم ينطلق من هذا المنطلق وهذا ما سوّغ لنا ان نعده مدرسة بحد ذاتها رغم أنها متأسسة على المدرسة الحصرية بالأساس فأين نجد معالم هذه المدرسة في تلاوات الشيخ صوفي؟
قد تقدم أن الأحكام لديه وسيلة لا غاية حتى إني رأيت من يعدون الأحكام غاية في نفسها يعدون عليه الحركات ويحاولون محاكمته إلى فهومهم لما تعلموه في مختصرات التلاوة. أعني حين نشرع بالحديث عن القراء في بعض المساجد في وقفات أو ما بعد الصلاة.
هؤلاء يشبهون من بعض الوجوه من دخلوا ميدان الدين وهم أغرار جدد تزببوا وهم حصارم، وبقُوا في أماكنهم لانَّهم لا يَمكلون من صبر أبي الفتح على العلم ما يجعلهم يلزمون أبا علي أربعين سنة [حين مرّ أبو علي الفارسي بالموصل ووجد أبا الفتح ابن جني يقرئ كتاب سيبويه في أحد مساجدها وهو ابن 17 سنة قال له : تزببت وأنت حصرم، قال ابو الفتح فلزمت أبا علي أربعين سنة، ولذلك كانت مؤلفات أبي الفتح خالدة على الأجيال تشهد لصدق قوله
وحلو شمــــــــــائلِ الأدب منيف مراتب الحســــب
له كلف بما كلفـــــــــــت به العلماء مِ العــــرب
فإن أصبح بلا نســـــــب فعلمي في الورى نسبي
على أني أءول إلـــــــى قروم ســــــــــــادة نُجُب
قياصرة إذا نطقـــــــوا أرم الدهـــــر ذو الخُطُب]
له كلف بما كلفـــــــــــت به العلماء مِ العــــرب
فإن أصبح بلا نســـــــب فعلمي في الورى نسبي
على أني أءول إلـــــــى قروم ســــــــــــادة نُجُب
قياصرة إذا نطقـــــــوا أرم الدهـــــر ذو الخُطُب]
ولذلك يبسطون ألسنتهم بالنكير على كل من لم يفهموا مقاصده ومراميه،
الأمر الثاني عند الشيخ صوفي حبه للقراءات التي درسها في معهد القراءات بمصر وسعيه لإشاعتها عبر الشبكة ونسأل الله أن يطيل في عمره حتى يقرأ لكل راو من رواة العشرة بختمة ، فهو من أكابر ميسري القراءات أمام الناس لهذا العصر.
دور القراءات.
هل للقراءات دورٌ في أسباب تميزه التي شعرت بها فكان قارئي المفضل منذ ثماني سنين .
لا شك أن اختياره للقراءة بروايات متعددة دور في تجدده على الزمان، لكن الشيخ قد سجل للسوسي عن أبي عمرو ثلاث ختمات في كل منها جمالية ولمسات قراءة ليست في الأخرى، مما يسترعي التوقف عند هذه النقطة فهي لعمري دليل على أنه متميز متمكن.
وحسب القارئ اليوم أن يكون واثقا من نفسه وطريقته غير عابئ بما يقوله أو يجده آخرون عليه في أنفسهم.
هذا وفي كل قراء القرآن بركة ولكل مزية ليست للآخر ولكن الملصقين بفن التلاوة وعلم الآداء قد كثروا وإن الذوق العام بحاجة إلى حماية من التشويه الذي تمارسه الأهواء على هذا العلم المبارك الذي يشكّل هوية الأمة وجوهر ثقافتها.
وإلى القارئ الشيخ عبدالرشيد بن علي صوفي تحياتي ودعواتي له بالصحة المستديمة والإشادة الخاصة من محب له ، منقاد لطريقته الأخاذة في الأداء.
الأمر الثاني عند الشيخ صوفي حبه للقراءات التي درسها في معهد القراءات بمصر وسعيه لإشاعتها عبر الشبكة ونسأل الله أن يطيل في عمره حتى يقرأ لكل راو من رواة العشرة بختمة ، فهو من أكابر ميسري القراءات أمام الناس لهذا العصر.
دور القراءات.
هل للقراءات دورٌ في أسباب تميزه التي شعرت بها فكان قارئي المفضل منذ ثماني سنين .
لا شك أن اختياره للقراءة بروايات متعددة دور في تجدده على الزمان، لكن الشيخ قد سجل للسوسي عن أبي عمرو ثلاث ختمات في كل منها جمالية ولمسات قراءة ليست في الأخرى، مما يسترعي التوقف عند هذه النقطة فهي لعمري دليل على أنه متميز متمكن.
وحسب القارئ اليوم أن يكون واثقا من نفسه وطريقته غير عابئ بما يقوله أو يجده آخرون عليه في أنفسهم.
هذا وفي كل قراء القرآن بركة ولكل مزية ليست للآخر ولكن الملصقين بفن التلاوة وعلم الآداء قد كثروا وإن الذوق العام بحاجة إلى حماية من التشويه الذي تمارسه الأهواء على هذا العلم المبارك الذي يشكّل هوية الأمة وجوهر ثقافتها.
وإلى القارئ الشيخ عبدالرشيد بن علي صوفي تحياتي ودعواتي له بالصحة المستديمة والإشادة الخاصة من محب له ، منقاد لطريقته الأخاذة في الأداء.
والله الحسْب