القارئ عبدالرشيد صوفي

إنضم
27/04/2006
المشاركات
751
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
مكة المكرمة
القارئ الشيخ عبدالرشيد الصوفي
وجدت الشيخ عبدالرشيد بن علي صوفي القطري الصومالي حفظه الله تعالى ووفقه لكل خير في الشبكة قبل نحو ثماني حِجج فاجتذبني إليه بصوته العذب وقراءته السهلة الميسرة
ومنذ أن عرفته وهو قارئي المفضل الذي لا أكاد أستمع إلى سواه باستثناء الشيخ الحصري في بعض الأحيان بسبب أننا حُصَريون منذ طفولتنا ولا نحب العقوق. فالشيخ الحصري معلم الأجيال تتلمذ عليه المسلمون منذ خمسين سنة وتأثر به المرتلون على طول الأعصار .
فما سرّ تميُّز الشيخ عبدالرشيد صوفي؟
[سيمر بنا بعد قليل أنه في بعض تسجيلاته الاخيرة ، وهي قليلة في كثير خيره، قد تأثر بنقد لُصقاء العلم الجدد من القراء الذين يبالغون في تفخيم المستعلي وترقيق المستفل حتى تستدير شفاههم وتعوج افواههم عند نطق القاف والخاء مما وددنا أن يربأ بنفسه عن تلكم الهنات المبتدَعة من قبل أغرار القراء، وأن يستمر على طريقته العلمية السهلة الميسرة المحافظة على الطبيعة وهو والحق يقال لم ينزل إلى مستواهم لكن بدا على بعض تسجيلاته الأخيرة هذا التعمُّل] وقد حدا بي إلى إفراد هذه الملاحظة مظنّةُ أن يطلع الشيخُ نفسه على تسليط الضوء عليه في ملتقى يضم أهل الاختصاص فتكون ملاحظة نريد منه أن يحافظ على طريقته الأصلية الرائعة الواثقة من نفسها، وأن المبالغة في التمسك بما يظنه أغرار العلم من العلم ليست من العلم في شيء وهي تنافي سر تميز الشيخ نفسه. وهذه ملاحظة لا تغض من قدر الشيخ ولا بركة أدائه وجماله، ففي الاستماع للتلاوات تتعدد الأذواق والمشارب ، ، ولكن وفقا للقواعد العامة في الأصوات اللغوية المحافظة على قاعد السهولة والطبيعية التي هي أليق بالعلم وأقرب كانت محافظة الشيخ عليها هي سر من أسرار تميزه.
فليس تفخيم حروف الاستعلاء فوق طبيعتها الفخمة بذاتها من العلم في شيء، ولا ترقيق الحروف المستفلة فوق طبيعتها الرقيقة بذاتها من العلم في شيء، ولا التغافل عن أن الحروف تتأثر بالمجاورة في الترقيق والتفخيم من العلم في شيء، وقد قلت في مقال كان لي من ورائه هدف ظهر في هذا الملتقى المبارك بعنوان (أوهام في علم التجويد) أن كل من زاد على طريقة الشيخ الحصري في قضية الترقيق والتفخيم فقد أفرط ويكاد من نقص عن طريقة الشيخ الحصري رحمه الله أن يكون قد فرَّط.
هذه محاولة لاستجلاء تميز هذا القارئ الذي يشكل مدرسة مستقلة بذاتها في التلاوة.
أول ما يمتاز به هو أن أحكام التلاوة لديه ليست غاية في نفسها بل هي وسيلة ضبط فحسب فإذا بدت مراعاتها ظاهرة صارت عيبا خفيا أو ظاهراً بحسب درجة التعمُّل، لأن تحوّل الوسيلة إلى غاية عيب في ذاته. فإن قال قائل فالشيخ الحصري قد بلغ في الإتقان غايته ومخارج حروفه وصفاته رصينة متقنة قلنا نعم ولا ريب الشيخ الحصري يمثل مدرسة والشيخ عبدالرشيد صوفي يمثل مدرسة بإزائها، فالشيخ الحصري خلاصة ألف سنة من أجيال القراء والتالين تركزت فيه واجتمعت آثار الحضارة وإتقان الصنعة. لكن الشيخ عبدالرشيد صوفي لم ينطلق من هذا المنطلق وهذا ما سوّغ لنا ان نعده مدرسة بحد ذاتها رغم أنها متأسسة على المدرسة الحصرية بالأساس فأين نجد معالم هذه المدرسة في تلاوات الشيخ صوفي؟
قد تقدم أن الأحكام لديه وسيلة لا غاية حتى إني رأيت من يعدون الأحكام غاية في نفسها يعدون عليه الحركات ويحاولون محاكمته إلى فهومهم لما تعلموه في مختصرات التلاوة. أعني حين نشرع بالحديث عن القراء في بعض المساجد في وقفات أو ما بعد الصلاة.
هؤلاء يشبهون من بعض الوجوه من دخلوا ميدان الدين وهم أغرار جدد تزببوا وهم حصارم، وبقُوا في أماكنهم لانَّهم لا يَمكلون من صبر أبي الفتح على العلم ما يجعلهم يلزمون أبا علي أربعين سنة [حين مرّ أبو علي الفارسي بالموصل ووجد أبا الفتح ابن جني يقرئ كتاب سيبويه في أحد مساجدها وهو ابن 17 سنة قال له : تزببت وأنت حصرم، قال ابو الفتح فلزمت أبا علي أربعين سنة، ولذلك كانت مؤلفات أبي الفتح خالدة على الأجيال تشهد لصدق قوله​
وحلو شمــــــــــائلِ الأدب منيف مراتب الحســــب
له كلف بما كلفـــــــــــت به العلماء مِ العــــرب
فإن أصبح بلا نســـــــب فعلمي في الورى نسبي
على أني أءول إلـــــــى قروم ســــــــــــادة نُجُب
قياصرة إذا نطقـــــــوا أرم الدهـــــر ذو الخُطُب]​
ولذلك يبسطون ألسنتهم بالنكير على كل من لم يفهموا مقاصده ومراميه،
الأمر الثاني عند الشيخ صوفي حبه للقراءات التي درسها في معهد القراءات بمصر وسعيه لإشاعتها عبر الشبكة ونسأل الله أن يطيل في عمره حتى يقرأ لكل راو من رواة العشرة بختمة ، فهو من أكابر ميسري القراءات أمام الناس لهذا العصر.
دور القراءات.
هل للقراءات دورٌ في أسباب تميزه التي شعرت بها فكان قارئي المفضل منذ ثماني سنين .
لا شك أن اختياره للقراءة بروايات متعددة دور في تجدده على الزمان، لكن الشيخ قد سجل للسوسي عن أبي عمرو ثلاث ختمات في كل منها جمالية ولمسات قراءة ليست في الأخرى، مما يسترعي التوقف عند هذه النقطة فهي لعمري دليل على أنه متميز متمكن.
وحسب القارئ اليوم أن يكون واثقا من نفسه وطريقته غير عابئ بما يقوله أو يجده آخرون عليه في أنفسهم.
هذا وفي كل قراء القرآن بركة ولكل مزية ليست للآخر ولكن الملصقين بفن التلاوة وعلم الآداء قد كثروا وإن الذوق العام بحاجة إلى حماية من التشويه الذي تمارسه الأهواء على هذا العلم المبارك الذي يشكّل هوية الأمة وجوهر ثقافتها.
وإلى القارئ الشيخ عبدالرشيد بن علي صوفي تحياتي ودعواتي له بالصحة المستديمة والإشادة الخاصة من محب له ، منقاد لطريقته الأخاذة في الأداء.​
والله الحسْب​
 
أخي الكريم الدكتور/ عبد الرحمن الصالح : جَميلٌ جداً أن أشارككَ الذَّوقَ في استعذاب هذا القارئِ إلى غايةِ ما يبلغهُ أهلُ السماعِ من الاستلذاذِ .
وبقيَ موضُوعُ التفخيم والترقيقِ والمُبالغةِ فيهما إفراطاً وتفريطاً فهو ليس ينضبطُ أبداً بالشكل النَّظري الماثل في الكتابة النَّقديةِ أو الوصفيَّةِ تهويناً وتهويلاً , وموازينهُ الدَّقيقةُ لا يُمكِنُ أن تنضبطَ إلا بالمشافهة والمُجالسَة والمواجَهَةِ وهذا ما يجعلُ النقاشَ النَّظريَّ فيه خديجاً دائماً, ولكلٍّ من الفريقينِ وجهةٌ وُلِّيَـها وهذا ما يجعلُ ورودَ موضوعكَ الزاهرةَ يحولُ دونها العوسجُ المتركِّزُ في وصفِ (الأغرار) فلا أسهلَ على مَن تعنِيهم بهِ مِن أن يردُّوهُ بنفسهِ أو يزيدوا عليهِ أضعافاً مُضاعفةً ولا يخدِمُ كل ذلك أصل المُشكلة بشيءٍ , وتقبل فائق احترامي وتقديري.
 
ولا التغافل عن أن الحروف تتأثر بالمجاورة في الترقيق والتفخيم من العلم في شيء،

أضم تذوقي إلى تذوق د. عبد الرحمن الصالح، والشيخ محمود الشنقيطي لاستعذاب قراءة الشيخ عبد الرشيد الصوفي حفظه الله، ولكني أفهم من هذه العبارة المقتبسة عدم التخلص من تأثر الحروف بعضها من بعض ترقيقاً وتفخيماً، وأن تأثر بعضها ببعض لا يعد من أخطاء التلاوة، ولو الأخطاء الخفية.
وأحمد الله أني لم أسمع شيئاً من عدِّ الحركات على الشيخ ومحاولة محاكمته إلى فهومهم لما تعلموه في مختصرات التلاوة.
 
اللهم احفظ القارئ الشيخ عبد الرشيد بن علي صوفي
وثبِّتْه
ووفِّقْه لكلِّ خيرٍ
يا ربَّ العالَمين
آمين.
 
أشكر الأخوين الكريمين على مرورهما ومشاركتهما.
أضم تذوقي إلى تذوق د. عبد الرحمن الصالح، والشيخ محمود الشنقيطي لاستعذاب قراءة الشيخ عبد الرشيد الصوفي حفظه الله، ولكني أفهم من هذه العبارة المقتبسة عدم التخلص من تأثر الحروف بعضها من بعض ترقيقاً وتفخيماً، وأن تأثر بعضها ببعض لا يعد من أخطاء التلاوة، ولو الأخطاء الخفية.
وأحمد الله أني لم أسمع شيئاً من عدِّ الحركات على الشيخ ومحاولة محاكمته إلى فهومهم لما تعلموه في مختصرات التلاوة. [/RIGHT]
أما العبارة التي استوقفت الأخ المليجي فأعتذر عن ورودها بصيغة غامضة وهي تعني أنه لا يسوغ تطبيق ما يُقرأ في وصف الحروف مفردةً ، دون مراعاة المجاورة، فقد سمعت أحد التالين ذات يوم يقرأ كلمة {بصير} بباء تكاد تذوب رقة وصاد تكاد تنبعج غِلظاً ، وهذا ليس من العلم في شيء، فقاعدة أن الحروف المستعلية مفخمة لا تعني جواز المبالغة في تفخيمها بل تعني أنها فخمة بذاتها لأنها مستعلية فلا فرق بين (ذ) و(ظ) إلا بالاستعلاء ولا بين (ز) و(صاد حمزة المشمومة زايا) إلا بالاستعلاء ، وكذلك قاعدة أن الحروف المستفلة كلها مرققة لا تعني جواز المبالغة في ترقيقها بل الحذر من تفخيمها، باستثناء اللام حين تستعلي وتغَلّظ وأحكام الراء الخاصة بين ترقيق وتفخيم.
وكان الشمس ابن الجزري رحمه الله قد أولى اهتمامه لهذه القضية وأكد عليها في مختصراته ومنظوماته ومطولاته، ومن أحذق الناس لها فيما سمعنا خلال ثلاثين سنة الشيخ الحصري رحمه الله. ولذلك قلت إن من زاد على الشيخ الحصري في هذا الأمر فقط أفرط ومن نقص عنه فقد فرّط لأن القصد مطلوت ولا يحسن بخس المعلمين الكبار حقوقهم.
وأول ما نشأت هذه البدعة في التلاوة هنا في المملكة ثم سهل الله تعالى التسجيل وتسرّع من رأى من نفسه حسنا في الصوت إلى التسجيل ويوجد سبب آخر وهو أن جيل كبار القراء المصريين لم يخلف أمثاله فشاعت هذه البدعة الخفية وقانا الله شرهافي ضمن ما شاع من بدع.
ونحن حين ضمنّا مقالنا المادح للشيخ الجليل عبدالرشيد صوفي حفظه الله تعالى ، المبين عن فضله وتميزه ، [حين ضمناه] نقد هذه البدعة عند أغرار القراء كان قصدنا أن يُنتبه إليها قبل أن يتأثر بهم ويخرج لنا تلاوة يخالف فيها طريقته الرائعة سعيا منه لإرضائهم وقد أصبحوا تيارا في بعض الأماكن. والعلم يزكو بالنقد البناء الهادف لا بالمجاملات والآراء الشعرية التي تسعى إلى غلق المعنى على مكانتها.
والله من وراء القصد​
 
فقد سمعت أحد التالين ذات يوم يقرأ كلمة {بصير} بباء تكاد تذوب رقة وصاد تكاد تنبعج غِلظاً ، وهذا ليس من العلم في شيء، فقاعدة أن الحروف المستعلية مفخمة لا تعني جواز المبالغة في تفخيمها بل تعني أنها فخمة بذاتها لأنها مستعلية فلا فرق بين (ذ) و(ظ) إلا بالاستعلاء ولا بين (ز) و(صاد حمزة المشمومة زايا) إلا بالاستعلاء ، وكذلك قاعدة أن الحروف المستفلة كلها مرققة لا تعني جواز المبالغة في ترقيقها بل الحذر من تفخيمها
الخطأ في الكلمة المذكورة ـ كما لاحظتُه من كثير ممن شُرِّفت بقراءتهم عليَّ ـ هو إمالة فتحة الباء إمالة يسيرة ظنًّا منهم أن هذا هو الترقيق المطلوب، فالخطأ إذاً هو وقوعهم في إمالة لا بالمبالغة في الترقيق؛ إذ إن الترقيق مرتبة واحدة وليست له مراتب ـ من وجهة نظري ـ فلا يُتصوَّر أن يُبالَغ فيه، بدلالة أننا لا نسمع في الحرف المكسور والمضموم مبالغة في الترقيق لعدم قبوله للإمالة، والخلاص من هذه المشكلة مطالبة المتعلِّم أن يفتح الحرف فتحاً خالصاً مع ترقيقه، والحق يقال: بأن وقوع الخطأ في تفخيم حروف الاستفال بسبب مجاورتها للمستعلية أكثر من الخطأ بإمالتها، فينبغي أن ينبه الشيوخ المقرئون تلاميذهم على هذه الأخطاء الخفية لتلافيها، لا أن يقتصر تركيزهم على الإظهار والإدغام والأحكام المشهورة.
أما حرف الصاد من هذه الكلمة فالخطأ فيه من جانبين:
الأول: إعدامها من الإطباق والاستعلاء بحيث تنطق مرققةً تماماً، وهو الأكثر انتشاراً من الخطأ الثاني.
الثاني: المبالغة في تفخيمها، مع أنها مكسورة، فحقُّها أن تكون في أدنى مراتب التفخيم.
 
وفيك بارك الله.
إنها مصراوية خالصة .... للدعابة.
وبالمناسبة متى ستواصل الكلام على حصر مواضع الخلاف؟ .... وقد سابقتُ بذكر (بارئكم ويأمركم) وأخواتهما، وأحبُّ إفادتك في الموضوع.
 
وفيك بارك الله.
إنها مصراوية خالصة .... للدعابة.
وبالمناسبة متى ستواصل الكلام على حصر مواضع الخلاف؟ .... وقد سابقتُ بذكر (بارئكم ويأمركم) وأخواتهما، وأحبُّ إفادتك في الموضوع.
حفظك الله يا شيخ أحمد، بالنسبة لحصر مواضع الخلاف سأواصله بإذن الله قريباً، وقد انقطعت عن الملتقيات كلها في الأيام الماضية لمدة شهر وأيام بسبب سفر، وسأطلع إن شاء الله على موضوعكم المتعلق بـ(بارئكم ويأمركم) لأستفيد منه.
 
لا فوض فوك ولا عاش شانئوك

لا فوض فوك ولا عاش شانئوك

أخي الكريم الدكتور/ عبد الرحمن الصالح
أولا:- أشكركم على هذه الروح العالية التي إن دلت على شيء فإنما تدل على التذوق السليم للقراءة الأخاذة والتي يتمتع بها شيخنا الشيخ عبد الرشيد زاده الله فضلا ورفعة، وبما أن الموضوع يتعلق بطرح التكلف والابتعاد عن التنطع في الأداء الذي حذر منه علماؤنا الأجلاء أمثال الامام السخاوي في النونية والمحقق ابن الجزري في المقدمة حتى قال فيها رضي الله عنه : -
مكمَِّلا من غير ما تكلف باللطف في النطق بلا تعسف
فإنني أبشركم بأن الشيخ عبد الرشيد صوفي -بحكم قربي منه - لا يستسيغ هذا النوع من الأداء المتكلف ولا يمكن أن يتسلل إلى قراءته، فهو ينحدر من مدرسة عريقة في القرآن، فوالده هوالشيخ المبارك الشيخ على صوفي رحمه الله شيخ القراء في القرن الأفريقي وطالما سمعته وهو يشيد بأداء الشيخ الحصري رحمه الله، بل والتقيا في حياتهما في مصر فتطارحا في مسائل من هذا الفن ،
و الشيخ لم ولن يكون يوما من الأيام ممن همه الوحيد إقامة الحروف وإهمال الجوانب الأساسية الاخرى للقراءة كالتدبر والتذوق الجمالي،
 
عودة
أعلى