الفوائد المنتقاة من كتاب ( الشاهد الشعري ) للشيخ عبد الرحمن الشهري

أبو مالك العوضي

فريق إشراف الملتقى المفتوح
إنضم
12 أغسطس 2006
المشاركات
737
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
هذه هي الفوائد المنتقاة من رسالة الدكتوراه
لفضيلة الدكتور عبد الرحمن بن معاضة الشهري:​

( الشاهد الشعري في تفسير القرآن )
( أهميته وأثره ومناهج المفسرين في الاستشهاد به )​

أضعها هنا بعد أن أذن لي الشيخ عبد الرحمن بكتابتها ونشرها
وأرجو أن يستفيد منها الجميع. علماً أن الكتاب قد طبع في دار المنهاج بالرياض وقد سبقت الإشارة إلى ذلك في هذا الموضوع
صدر حديثاً كتاب (الشاهد الشعري في تفسير القرآن الكريم) لعبدالرحمن الشهري

أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي
 
سأبدأ إن شاء الله بذكر بعض الفوائد المهمة قبل غيرها.
ثم أعقب بجميع الفوائد المنتقاة على ترتيب الكتاب.

24
والذين حاولوا معرفة أولية الشعر الجاهلي ربطوه بحرب البسوس / التي دارت رحاها بين بكر وتغلب منذ أوائل القرن الخامس الميلادي، حيث ترجع إليها أقدم مجموعة من الشعر العربي التي تستند إلى مصادر صحيحة نسبيا، لشعراء مشهورين في تاريخ العرب الأدبي

36
والحديث عن الشعر في كل ما ورد في القرآن يتحدث عن الشاعر وليس عن الشعر، ولذلك قال ابن العربي في تفسير قوله تعالى: {وما علمناه الشعر وما ينبغي له إن هو إلا ذكر وقرآن مبين}: هذه الآية ليست من عيب الشعر، كما لم يكن قوله تعالى: {وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك} من عيب الخط.

50
فإذا اقتضت البلاغة في نظر المفسر أن يحمل مثل هذه الكلمات على معنى غير المعنى المعروف لدى الجمهور من العرب احتاج إلى الاستشهاد بشعر العرب أو نثرها، بحيث تكون دلالته على هذا المعنى الذي ذهب بالآية / أو اللفظة المفردة إليه واضحةً، حتى لا يتردد في قبول التفسير من لم يقف على أن هذه الكلمة قد تستعمل عند العرب في غير المعنى المشهور الذي يعرفه غالب العرب.

92
بنونا بنو أبنائنا وبناتنا = بنوهن أبناء الرجال الأباعد
فهو شاهد عند النحويين على أن المبتدأ والخبر إذا تساويا تعريفا وتخصيصا يجوز تأخير المبتدأ إذا كان هناك قرينة معنوية على تعيين المبتدأ ....
وشاهد عند البلاغيين على أنه جاء على عكس التشبيه ....
/ وشاهد عند الفقهاء والفرضيين في بابي الوصية والانتساب للآباء دون الأمهات ...


111
وأما في البادية المنقطعة فيحتج بشعر شعرائها حتى نهاية القرن الرابع الهجري، تقديرا لبداوتهم وبعدهم عن تأثير اللحن، فترى أهل العربية يحتجون بشعر ابن ميادة وأبي نخيلة الراجز وأبي حية النميري وابن هرمة وكلهم بدوي فصيح، ولا يحتجون بمن عاصرهم من شعراء المدن مثل بشار بن برد والوليد بن يزيد وأبي نواس وأبي تمام والبحتري؛ لأنهم من أبناء المدينة والحضارة.



114
وإما أن يكون الفارابي قد ذهب بهذا التحديد مذهبا اجتماعيا فلسفيا، وأنه كان ينبغي أن يكون عمل أهل العربية على ذلك، لا أنه هو الذي وقع فعلا، وذلك أن الفارابي اشتهر بكونه فيلسوفا ولم يكن من أهل اللغة المعروفين بها، وكتابه (الألفاظ والحروف) شرح لكتاب (ما بعد الطبيعة) لأرسطو.
 
10
وهو [القرطبي] أوسع كتب التفسير التي درستها إيرادا للشعر لتأخره واطلاعه على شواهد المتقدمين.

61
وإيراد النحويين للشواهد الشعرية للمولدين من باب التمثيل والاستئناس وتوضيح القاعدة ليس إلا

63
[كلام نفيس في الحاشية عن شرح شواهد سيبويه للنحاس:
الكتاب المطبوع مختصر جدا، وفيه شواهد كثيرة ليست من شواهد سيبويه، وهو مخالف لما وصفه العلماء من الغزارة وسعة المسائل والفوائد، مما دفع الدكتور خالد عبد الكريم جمعة إلى التشكيك في كونه الكتاب الأصلي لابن النحاس [كذا] الذي شرح به شواهد سيبويه، وإنما هو في أحسن الأحوال مختصر فيه إخلال واختلاف بقلم أحد النساخ]

100
العلماء كانوا يعيبون كثيرا من أشعار المتقدمين من شعراء الجاهلية ومن بعدهم كما تراه في كتاب (الموشح) للمرزباني، وفي صدر كتاب (الوساطة) للجرجاني.

120
وربما اتهم النحويون بوضع بعض الشواهد الشعرية تأييدا لما يذهبون إليه .... /
حذر أمورًا ...
وادعى [أبان] اللاحقي تدليس هذا البيت على سيبويه .... وأقدم من رد هذا الشاهد هو المبرد فقد قال عنه: وهذا بيت موضوع محدث. غير أن السيرافي دافع عن هذا الشاهد فقال: وقد زعم قوم أن أبا يحيى اللاحقي حكى أن سيبويه سأله عن شاهد في إعمال فَعِلٍ فعمل له البيت، وإذا حكى أبو يحيى مثل هذا عن نفسه ورضي بأن يخبر أنه قليل الأمانة، وأنه اؤتمن على الرواية الصحيحة فخان، لم يكن مثله يقبل قوله، ويعترض به على ما قد أثبته سيبويه. وهذا الرجل أحب أن يتجمل بأن سيبويه سأله عن شيء، فخبر عن نفسه بأنه فعل ما يبطل الجمال، ويثبت عليه عار الأبد. ومن كانت هذه صورته بعد في النفوس أن يسأله سيبويه عن / شيء.

148
والحق أن الشاهد الذي لم يعرف قائله إذا صدر ممن يحتج بقوله أو رواه عالم ثقة صح الاستشهاد به، وقد استشهد الأصمعي برجز مشكوك في نسبته للأغلب العجلي ثم قال: إن لم يكن له فهو لغيره ممن هو ثبت أو ثقة.

149
كما قال ابن سلام: وليس يشكل على أهل العلم زيادة الرواة ولا ما وضعوا، ولا ما وضع المولدون. وإنما عضّل بهم أن يقول الرجل من أهل البادية من ولد الشعراء، أو الرجل ليس من ولدهم، فيشكل ذلك بعض الإشكال.
 
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

150
[ابن السيد] فإنا رأينا كثيرا من المفسرين للأبيات المستشهد بها قد غلطوا في معانيها حين لم يعلموا الأشعار التي وقعت فيها؛ لأن البيت إذا انفرد احتمل تأويلات كثيرة.

152
[تصحيح مهم لخطأ في مطبوعة مجاز القرآن]

153
حتى قال المازني للأصمعي متعجبا من سعة حفظه: إنك لتحفظ من الرجز ما لا يحفظه أحد! فقال الأصمعي: إنه كان همنا وسدمنا.

154
قال محمد بن المنكدر ... ما كنا ندعو الرواية إلا رواية الشعر، وما كنا نقول هذا يروي أحاديث الحكمة إلا عالم.

154
[ناصر الأسد] فالقول إذن بأمية الجاهلية فرض واهم يجب أن نسقط جميع ما ترتب عليه من نتائج باطلة

155
رواية اللغة رواية علمية نشأت أول ما نشأت على أيدي القراء والمفسرين

155
وكانت رسل بني أمية تأتي قتادة كل يوم من الشام إلى البصرة يسألونه عن معنى بيت من الشعر فيفسره لهم.

156
يقول شعبة بن الحجاج: كنت أختلف إلى ابن أبي عقرب فأسأله عن الفقه ويسأله أبو عمرو بن العلاء عن العربية، فنقوم وأنا لا أحفظ حرفا مما سأله، ولا يحفظ حرفا مما سألته.

157
يقول الخليل بن أحمد: دفنا الشعر واللغة والفصاحة اليوم، فقيل له: وكيف ذاك؟ فقال: هذا حين انصرفنا من دفن رؤبة بن العجاج.

158
وقد أدرك أبو عبيدة رؤبة بن العجاج وسأله عن قوله:
فيها خطوط من بياض وبهق كأنه في الجلد توليع البهق
حيث قال: قلت لرؤبة: إن كانت خطوط فقل كأنها، وإن كان سواد وبلق فقال: كأنهما. فقال: كأن ذاك –ويلك- توليع البهق.

159
وهذا المصدر المباشر [في رواية الشعر] لم أجد له أثرا ظاهرا إلا في كتابي (مجاز القرآن) لأبي عبيدة و(معاني القرآن) للفراء

160
وقد قسم الباحثون رواة الشعر إلى ست طبقات: الرواة العلماء، والشعراء الرواة، ورواة القبيلة ورواة الشاعر ورواة مصلحين للشعر ورواة وضاعين.

162
يروي أبو عبيدة مباشرة عن أبي عمرو بن العلاء فهو أكبر شيوخه وأوثقهم وقد لازمه ملازمة طويلة وانتفع بعلمه كثيرا .... وكانت كتبه التي كتب عن العرب الفصحاء قد ملأت بيتا له إلى قريب من السقف.. وكانت عامة أخباره عن أعراب أدركوا الجاهلية.

164
وبلغ من استقصائه [أبي عبيدة] لرواية الشعر أنه أصبح يطلق أحكاما واثقة على الشعر تدل على تبحره في معرفته وحفظه، كقوله في تفسير (التفث): ولم يجئ فيه شعر يحتج به.

165
ويقول الفراء لمن سأله عن كتاب أبي عبيدة: لو حمل إلي أبو عبيدة لضربته عشرين في كتاب المجاز.

166
وأما الإمام الطبري فقد روى الشعر عن كثير من العلماء الرواة كثعلب إمام الكوفيين في النحو، غير أنه لم يصرح باسمه في تفسير، وهذا أمر مستغرب.

168
[البغدادي] وقد وقع الإجماع من النقاد على أنه لم يتفق في اختيار المقطعات أنقى مما جمعه أبو تمام في كتاب الحماسة

170
وخاصة مفسرو القرن الخامس ومن بعدهم، فقد اعتمدوا على ما دونه الطبري وأبو عبيدة والفراء اعتمادا كليا، حتى إنك لا تكاد تجد جديدا وإن وجدت لم تجد قاعدة جديدة بنيت عليه، وإنما هي شواهد داعمة للشواهد المعروفة.
 
183
وأختم بالإشارة إلى أهمية الرجوع لمصادر الشعر الجاهلي والإسلامي في العصر الراهن وانتزاع الشواهد اللغوية والنحوية منها والاستدلال بها على قواعد ومسائل لم يسبق للمتقدمين الاستشهاد بها أو دعم المسائل القديمة بشواهد إضافية دون الاقتصار على شواهد المتقدمين التي أصبحت مملة عند بعض الطلاب.

189
يقول ياقوت في ترجمة أبان [بن تغلب]: صنف كتاب الغريب في القرآن وذكر شواهده من الشعر، فجاء فيما بعد عبد الرحمن بن محمد الأزدي الكوفي، فجمع من كتاب أبان ومحمد بن السائب وأبي روق عطية بن الحارث، فجعله كتابا فيما اختلفوا فيه وما اتفقوا عليه، فتارة يجيء كتابُ أبان مفردا وتارة يجيء مشتركا على ما عمله عبد الرحمن.

192
أغفل أبو عبيدة أصولا تفسيرية أخرى كان الإجماع منعقدا عليها عند المفسرين من قبل كالعناية بتفسير السلف ....
وقد تعقبه الطبري في كثير من المواضع التي فسر فيها القرآن الكريم، ووصفه بأنه ممن ضعفت معرفته بتأويل أهل التأويل، وقلت روايته لأقوال السلف من أهل التفسير.

192
الماوردي ... قد حمل بعض المتورعة هذا / الحديث [من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ] على ظاهره وامتنع من أن يستنبط معاني القرآن باجتهاده، ولو صحبتها الشواهد ولم يعارض شواهدها نص صريح. وهذا عدول عما تعبدنا بمعرفته من النظر في القرآن واستنباط الأحكام منه كما قال تعالى: لعلمه الذين يستنبطونه منهم.

192
[عبد الصمد بن الفضل الرقاشي] فلم يحفظ من المنثور عشره، ولا ضاع من الموزون عشره

195
ومن الملحوظ أن السلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم بقليل كانوا يكتفون بإيراد الشاهد من الشعر دون الحاجة لشرحه للسائل، وهذا يعود إلى أن فهم الشعر كان أمرا شائعا في تلك الطبقات حتى قال عمر : كان الشعر علم قوم لم يكن لهم علم أصح منه.

199
وهذا الاستقصاء الدقيق لمعاني المخمصة في الشعر العربي والمعنى المناسب منها لدلالة اللفظة في الآية الكريمة عليه حسنُ بصر من الطبري بالتفسير والشعر معا، بل إن شرحه لبيت النابغة أوفى من شرح شارح الديوان.

200
[الطبري] وأما الطلح فإن معمر بن المثنى كان يقول: هو عند العرب شجر عظام، كثير الشوك ... وأما أهل التأويل من الصحابة والتابعين فإنهم يقولون: إنه الموز.
 
[FONT=&quot]200[/FONT]
[FONT=&quot]ولكن الطبري عاب أبا عبيدة بذلك [الاعتماد على اللغة دون السلف] في مواضع كثيرة من تفسيرة، وقد كثرت تعقبات الطبري لأبي عبيدة في فهمه للشواهد الشعرية.[/FONT]
[FONT=&quot]....[/FONT]
[FONT=&quot]فتعقبه الطبري بقوله: وكان بعض من لا علم له بأقوال السلف من أهل التأويل، ممن يفسر القرآن برأيه على مذهب كلام العرب، يوجه / معنى قوله: {وفيه يعصرون} إلى وفيه ينجون من الجدب والقحط بالغيث ....[/FONT]
[FONT=&quot]وذلك تأويل يكفي من الشهادة على خطئه خلافُه قولَ جميع أهل العلم من الصحابة والتابعين.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]207[/FONT]
[FONT=&quot]يعتني المفسرون في كتب التفسير بتوجيه القراءات القرآنية ... وهذه المواضع من أكثر المواضع التي يلجأ فيها المفسرون إلى دعم ما يذهبون إليه من الآراء بالشواهد الشعرية ولا سيما النحوية منها.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]209[/FONT]
[FONT=&quot]وقد ظهر اهتمام المفسرين بالشعر في فهم الدلالة اللغوية للألفاظ القرآنية مبكرا منذ بدء التفسير، فقد كان المفسرون من علماء اللغة الذين يحصرون على حفظ الشعر وقراءة الدواوين ودراستها حتى ذكر الواحدي أنه درس اللغة ودواوين الشعراء على شيخه العروضي ....[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]211[/FONT]
[FONT=&quot]وقد قال أبو هلال العسكري وهو يعدد فضائل الشعر: من ذلك أيضا أن الشواهد تنزع من الشعر، ولولاه لم يكن على ما يلتبس من ألفاظ القرآن وأخبار الرسول شاهد.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]212[/FONT]
[FONT=&quot]فكان الطعن في هذا الشعر طعنا في لغة القرآن، وطعنا في شواهدها التي عول عليها المفسرون.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]213[/FONT]
[FONT=&quot]الأول: شعر صحيح لا سبيل إلى الشك فيه:[/FONT]
[FONT=&quot]وهو الذي أجمع العلماء الثقات على صحته، وفقا لخبرتهم بهذا الشعر، وكانوا كثيرا ما يعتمدون على حسهم الشعري النقدي الذي اكتسبوه بعد معاناة شاقة في جمع تلك المادة ودراستها[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]214[/FONT]
[FONT=&quot]... فمن أين علم ذو الرمة أن ليس من قولك [أي بلال بن أبي بردة] قال: عرف كلام الجاهلية من كلام أهل الإسلام، ولذلك ذهب ابن سلام إلى أن ما اتفق عليه العلماء فليس لأحد أن يخرج منه.[/FONT]
 
[FONT=&quot]215[/FONT]
[FONT=&quot]ولذلك يقول ابن سلام: وفي الشعر مصنوع مفتعل موضوع كثير لا خير فيه، ولا حجة في عربيته ... وقد تداوله قوم من كتاب إلى كتاب، لم يأخذوه عن أهل البادية ولم يعرضوه على العلماء وليس لأحد إذا أجمع أهل العلم والرواية الصحيحة على إبطال شيء منه أن يقبل من صحيفة ولا يروي عن صحفي.[/FONT]
[FONT=&quot]وهذا القسم قد محصه العلماء وأسقطوه من المصنفات منذ العصور المتقدمة، ومن ذلك أن ابن هشام (ت 218هـ) قد أخذ على عاتقه مهمة تنقية سيرة ابن إسحاق مما شابها فتعقب ابن إسحاق ونقد الشعر الذي أورده وبين الفاسد الموضوع وأسقطه، وأوضح نقد العلماء له وذكر الروايات الصحيحة.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]216[/FONT]
[FONT=&quot]الثالث: شعر مختلف فيه ...[/FONT]
[FONT=&quot]وهذا الضرب قد يبدو كثيرا غير أن الدراسات المتأنية قد أثبتت أنه ضئيل جدا إذا ما قورن بما وثقه العلماء الأثبات والرواة العدول.[/FONT]
[FONT=&quot]...[/FONT]
[FONT=&quot]وقد اجتهد بعض الباحثين في جمع كل ما رمي بالوضع أو الانتحال في الشعر فلم يظفر إلا بعدد قليل من الأبيات ولم يسلم له أكثرها.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]217[/FONT]
[FONT=&quot]كان للمفضل الضبي الكوفي (ت 168هـ) والأصمعي (ت 216هـ) سبق في نقد الرواة الكذابين وبيان ما كذبوا فيه، غير أن أول من بحث هذه القضية بحثا مستفيضا هو محمد بن سلام الجمحي (ت 231هـ) وعزا أسباب الوضع إلى عاملين أساسيين: العصبية القبلية والرواة الوضاعين.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]218[/FONT]
[FONT=&quot]وقد بين ما أضافه القرشيون في شعر شعرائهم فطولوا قصيدة لأبي طالب في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر ما حمل على حسان بن ثابت[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]218[/FONT]
[FONT=&quot]بدأ نقد الرواة الكذابين بما قاله المفضل الضبي الكوفي الذي نقد حماد الراوية وبين أكاذيبه وكذلك فعل الأصمعي حين نقد خلفا الأحمر[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]219[/FONT]
[FONT=&quot]وقال يونس بن حبيب: العجب ممن يأخذ عن حماد، وكان يكذب ويلحن ويكسر.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]220[/FONT]
[FONT=&quot]ونقد ابن النديم ابنَ إسحاق كذلك فقال: ويقال كان يُعمل له الأشعار ويؤتى بها ويسأل أن يدخلها في كتابه السيرة فيفعل، فضمن كتابه من الأشعار ما صار به فضيحة عن رواة الشعر.[/FONT]
 
[FONT=&quot]220[/FONT]
[FONT=&quot]فإن من / التجاوز على الحق والخروج على أصول البحث العلمي الغلو في تقدير المنحول والمبالغة فيه اعتمادا على فرضيات لم تثبت ولم تصح تاريخيا، ومن الخطأ الفاحش أيضا أن تؤخذ فكرة الانتحال مركبا ذلولا لدفع كل ما يغمض على الدرس.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]221[/FONT]
[FONT=&quot]وذكر ابن سلام أن خلاد بن يزيد الباهلي قال لخلف بن حيان أبي محرز وكان خلاد حسن العلم بالشعر يرويه ويقوله – بأي شيء ترد هذه الأشعار التي تروى؟ قال له: هل فيها ما تعلم أنت أنه مصنوع لا خير فيه؟ قال: نعم، قال: أفتعلم في الناس من هو أعلم بالشعر منك؟ قال: نعم، قال: فلا تنكر أن يعلموا من ذلك أكثر مما تعلم أنت.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]222[/FONT]
[FONT=&quot]على أن هؤلاء جميعا لم يبلغوا في نظرية الانتحال من الشك والإسراف ما بلغه مرجليوث[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]227[/FONT]
[FONT=&quot]كانت مقالة مرجليوث حافزا لكتابات كثيرة ... فكان المستشرقون أنفسهم هم الذين ردوا عليه وناقشوا نظرياته ودحضوا مزاعمه ... وكان أول المستشرقين الذين ردوا على افتراضات مرجليوث هو تشارلس ليال[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]228[/FONT]
[FONT=&quot][ليال] وفي العصور التي لا تستخدم فيها الكتابة إلا في المدن ولأغراض خاصة يعنى بالذاكرة عناية كبيرة.[/FONT]
[FONT=&quot]...[/FONT]
[FONT=&quot]ومثل هذه الظواهر مألوفة في كل مكان، ولكننا حين نختبر القصائد ذاتها نجد قدرا كبيرا من الشخصية الذاتية يكفينا للقول بأنها في معظمها من عمل المؤلفين المنسوبة إليهم، فالمعلقات السبع مثلا كلها قصائد ذوات ذاتية ومزايا عالية، وتقدم لنا شخصيات شديدة التميز .... ومن إفراط الخيال أن نظن أن معظم القصائد المنسوبة لهم منحولة في عصر متأخر.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]229[/FONT]
[FONT=&quot]من أهمها كتاب (نقد كتاب في الشعر الجاهلي) لمحمد فريد وجدي، وكتاب (الشهاب الراصد) لمحمد لطفي جمعة، وكتاب (نقض كتاب في الشعر الجاهلي) لمحمد الخضر حسين ... وفصول من كتاب (تحت راية القرآن) لمصطفى صادق الرافعي، وفصول من كتاب (مصادر الشعر الجاهلي) لناصر الدين الأسد.[/FONT]
[FONT=&quot].... فمنها العلمي الدقيق المتزن مثل كتاب النقد التحليلي للغمراوي، وهو أوفاها وأشملها، ويأتي بعده ما كتبه محمد الخضر حسين ثم بقية الردود.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]231[/FONT]
[FONT=&quot]ويقول الخضري معقبا على ذلك: (نعم قد اتضح بنفي البعد في الأولى وعدم المانع في الأخريين وما علمنا بمنطق في العالم يكتفي في إقامة البرهان على عدم صحة خبر من الأخبار بأنه لا يبعد ضده أو أنه لا مانع من ضده).[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]233[/FONT]
[FONT=&quot][الخضر حسين] أنكر المؤلف نظرية العزلة العربية حين رآها تعترض ما أراده من أن للجاهليين اتصالا بالعالم الخارجي، وود في هذا الفصل أن تستقيم له لأنها تؤيد نظرية عدم التقارب بين لغات القبائل العربية.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]235[/FONT]
[FONT=&quot][محمد لطفي جمعة] والحقيقة أن عرب الجاهلية كانوا يعتقدون بالجن ... ولم تكن أمة سامية أو آرية تخلو من الاعتقاد بالجن أو الأرواح الخيرة والشريرة.[/FONT]
 
237
عكرمة قال: ما سمعت ابن عباس فسر آية من كتاب الله عز وجل إلا نزع فيها بيتا من الشعر، وكان يقول: إذا أعياكم تفسير آية من كتاب الله فاطلبوه في الشعر، فإنه ديوان العرب.

237
وقد كان في إثارة هذه القضية [انتحال الشعر] خير كبير، فقد استقر الأمر على ضوء الدراسات الحديثة على تأصيل الشعر الجاهلي، ونفي المبالغة في وصمه بالانتحال والوضع

241
[ابن تيمية] مما ينبغي أن يعلم أن القرآن والحديث إذا عرف تفسيره من جهة النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتج في ذلك إلى الاستدلال بأقوال أهل اللغة ولا غيرهم.

241
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أباح لهم أن يفهموا القرآن لأن الآلة كانت متحصلة لهم وصوب لهم خطأهم فيما يخطئون فيه، دون أن يلوم أحدا منهم أو يؤاخذه على فهمه

242
قال أبو عبيدة: إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين .. فلم يحتج السلف ولا الذين أدركوا وحيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يسألوا عن معانيه لأنهم كانوا عرب الألسن، فاستغنوا بعلمهم به عن المسألة عن معانيه.

244
أما الخلفاء فأكثر من روي عنه منهم علي بن أبي طالب، والرواية عن الثلاثة نزرة جدا، وكأن السبب في ذلك تقدم وفاتهم، فلا يحفظ عن أبي بكر رضي الله عنه في التفسير إلا آثار قليلة جدا لا تكاد تجاوز العشرة.

245
أما ابن مسعود فروي عنه أكثر مما روي عن علي ....
وأما أبي بن كعب فعنه نسخة كبيرة يرويها أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عنه، وهذا إسناد صحيح.

246
وقد روي عن ابن عباس أنه سأل تلاميذه عن معنى الحرج في قوله تعالى: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} وقال: إذا تعانيتم في شيء من القرآن فانظروا في الشعر، فإن الشعر عربي، ثم دعا ابن عباس أعرابيا فقال: ما الحرج؟ قال: الضيق، قال: صدقت.

248
[الشاطبي] العرب لا ترى الألفاظ تعبدا عند محافظتها على المعاني، وإن كانت تراعيها أيضا، فليس أحد الأمرين عندها بملتزم، بل قد تبني على أحدهما مرة وعلى الآخر أخرى، ولا يكون ذلك قادحا في صحة كلامها واستقامته.

260
وذكر السيوطي في كتابه (الوسائل في مسامرة الأوائل) أن أول من صنف في / غريب القرآن أبو عبيدة معمر بن المثنى أخذ ذلك من أسئلة نافع بن الأزرق لابن عباس.

261
يعد المعجم الكبير للإمام أبي القاسم الطبراني أشهر كتب الحديث التي نقلت هذه المسائل [نافع بن الأزرق].

265
وهي [نشرة الدكتور محمد الدالي] أوثق نشرات المسائل من حيث العناية بالنص وخدمته، لا من حيث إسنادها الذي رويت به فهو موضوع كما سيأتي الحكم عليه في موضعه ولم ينبه المحقق إلى ذلك.

274
وزاد فيها محمد بن السائب الكلبي وزاد غيره حتى بلغت ثلاثمائة وثمانين مسألة، فأصل هذه المسائل ثابت غير أن أكثر أسانيدها ضعيف لا يوثق به

278
وقد طبعت مسائل نافع بن الأزرق من رواية الطستي ... والروايات التي في هذه المطبوعة بلغت سبع روايات وأربعمائة رواية، والإسناد ... ضعيف جدا.

284
وهذا كله يرجح أن جامع هذه المسائل الذي أخرج هذه المطبوعة وسماها مسائل الإمام الطستي لم يحقق النسخة المخطوطة لمسائل الطستي المحفوظة في دار الكتب المصرية برقم 166 مجاميع، وربما لم يطلع عليها.
...
ومن أدلة عدم اطلاعه على هذه المخطوطة ذكره لمسائل ليست في مخطوطة مسائل الطستي، وإهماله لمسائل ضمن المخطوطة لم يذكرها في المطبوعة.

 
عودة
أعلى