أبو الهمام البرقاوي
New member
السلام عليكم ورحمة اللهِ وبركاته.
هذا الكتابُ من تأليفِ الشيخ / أبي فهر السلفي، ورفْعِ مَن رفعَ اللهُ درجتَه فساهَمَ في رفعِ الكتبِ(الأخ المساهم)، ومن تصويرِ من زرَعَ اللهُ في قلبه حبَّ العلماءِ وطلبة العلم(الأخ أبو زارع المدني)، نحسبُهم ولا نزكيهم.
وأحببتُ انتخاب هذا الكتاب؛ لما أعلم من شيخنا أبي فهر السلفي اهتمامًا وإحاطةً بجميع ما ألف في كل فنٍّ مستقل، ومن ذلك " علم المنهجية " فظنِّي به أنُّه حوى جميع أو جل ما ألف في الباب، ثم بمعرفته الواقعية في تدريسه كما ذكر، أخرج هذا الكتاب.
وانتخابي هذا دعايةٌ لمن لم يقرأ الكتاب، فيقرأه، ولمن قرأ الكتاب، فيراجعه بهذا المنتخب، نسأل الله إصلاح السرائر، وأن يوفقنا إلى حسن النيِّة.
(2) أجمعَ المصلُحون أن غيابَ المنهجية، وفساد طرقِ التعليم هو العاملُ الأكبر في فساد حياتِنا العلمية في أيّام الناس هذه (ص 6).
(3) أغلبُ طلابِ العلم في هذه الأيامِ، ممن ابتلاهم اللهُ بالحيرة والتخبّط، فاليوم منهجٌ، وغدًا غيره، بالعشي كتاب، وبالصبح آخر، وهكذا تخبّط مستمرٌ.
(4) ما ليس فيها تنميةٌ، ولا تطوير للمادة، وليس فيها ترقٍّ، كالتوسِّع في شرح الكتاب الواحد، وحفظ متون يغني بعضها عن بعض، أو للفهمِ على الحفظ، أو للحفظِ على الفهمِ، وتخصص كاذبٍ قاصر، وتفنّن مدّعى مشتت لا جماع له، وتغيير الكتب ورصِّها، وتغيير للمنهجية، والقراءة مع كل زيارة للمكتبات، وكضياع الأوقات في مجالس الحوار ومناظرة في الواقع تأكل الوقت أكلا من رأس مال فقيرٍ ضعيف، تفنى به الهمة، إن لم يُكسبهُ تعالمًا وتنفخًا.
(5) منزلةُ هذا الكتاب من السلسلة الأم، منزلة المدخل المختصر لها (8ص).
(6) في الكتابِ خططٌ وهي (أ) جوابٌ عن الأسئلة الشائعة التي لم أرها مجابٌ عنها (ب) إثارةُ الذهنِ بتحريك بعض الأفكار في عملية تطوير وتصليح للتعليم الديني (ج) انتخاب بعض الأفكار المعينة على الترقي في الطلب (د) عرض لأشهر برامج التعليم وانتخاب أفضلها (هـ) سرد قوائم للقراءة والمطالعة في كل علم (ص8).
(7) مختارات من كتب " أدب الطلب " الأول: تذكرة السامع والمتكلم في أدبِ العالم والمتعلم، لابن جماعة الكناني، بتعليق محمد هشام الندوي، دار رمادي.
قال بعضُهم لابنه (( يا بني! لأن تتعلم بابًا من الأدب أحبّ إلي تتعلم سبعين بابًا من أبوابِ العلم)) (ص13).
قال يحيى بن معاذ ((لو كان الدّنيا تِبرًا يفنى، والآخرة خزفًا يبقى، لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبرِ الفاني، فكيف والدنيا خزف فانٍ، والآخرة تبرٌ باقٍ؟!))
قال محمد بن الحكم (( سألتُ الشافعي عن المتعة، كان فيها طلاق، أو ميراث، أو نفقةٌ تجب، أو شهادة؟ فقال: والله ما دري! .. يقول المؤلف: واعلم أن قول المسؤول – لا أدري – لا يضع من قدره كما يظن بعض الجهلة، بل يرفعه؛ لأنه دليل عظيم على عظم محلة، وقوّة دينه، وتقوى ربه، وطهارة قلبه، وكمال معرفته، وحسن تثبته، وإنما يأنف من قول " لا أدري " مَن ضعُفت ديانته، وقلت معرفته، لأنه يخاف من سقوط أعين الحاضرين، وهذه جهالة ورقّة دين، وربما يشهر خطؤه بي الناس فيقع فيما يفرّ منه، ويصتف عندهم بما احترز عنه، وقد أدّب الله العلماءَ بقصة موسى مع الخضر عليهما السلام، حين لم يرد موسى عليه السلام العلم إلى الله تعالى لما سُئِل : هل أحدٌ في الأرضِ أعلمُ منك؟ )).
(( لو لم يكن للعالم إلا طالبٌ واحدٌ ينتفع الناس بعلمه وعلمه وهديه وإشارته، لكفاه ذلك الطالب عند الله تعالى فإنه لا يتصل شيء من علمه إلى أحد فينتفع به، إلا كان له نصيب من الأجر)).
(( اجتماع حديث " إذا مات ابنُ آدم انقطع عمله إلا من ثلاث .. " أما الصدقة: فإقراؤه إياه العلم، وانتفاعه به، وأما العلم المنتفع به فظاهر؛ لأنه كان سببًا لإيصال ذلك العلم إلى كل من انتفع به، وأما الدعاء الصالح له فالمعتاد المستقرأ على ألسنة أهل العلم والحديث قاطبةً من الدعاء لمشايخهم وأئمتهم، وبعضُ أهلِ العلم يدعون لكل من يذكر عنه شيءٌ من العلم، وربما يقرأ بعضهم الحديث بسنده، فيدعو لجميع رجال سنده، فسبحان من اختص من شاء بعاده بما شاء من جزيل عطاءه)) (ص17)-- أليس (عباده)؟
(( على الطالب أن يحذر في ابتداءِ أمرِه من الاشتغال في الاختلاف بين العلماء، أو بين الناس مطلقًا في العقليات والسمعيّات، فإنه يحيّر الذهن، ويدهش العقل، بل يتقن أولا كتابًا في فنّ واحد، أو كتبًا في فنون إن كان يحتمل ذلك، على طريقة واحدة يرتضيها له شيخه، فإن كانت طريقة شيخه نقل المذاهب والاختلاف، ولم يكن له رأي واحد .. قال أبو حامد الغزالي ((فليحذر منه فإن ضرره أكثر من نفعه)) ... أما إذا تحققت أهليته، وتأكدت معرفته، فالأولى أن لا يدع فنّا من العلوم الشرعية، إلا نظر فيه، فإن ساعده القدَر وطولُ العمر على التبحّر فيه فذاك، وإلا فقد استفاد منه ما يخرج به عدواة الجهل بذلك العلم))(ص19).
(( وليحذر من نظر نفسه بعين الجمال الاستغناء عن المشايخ، فإن ذلك عين الجهل وقلة المعرفة، وما يفوته أكثر مما يحصله، قال سعيد بن جبير: لا يزال الرجل عالمًا بما تعلم، فإذا ترك التعلم وظنّ أنه قد استغنى، أسوأ جهل ما يكون)).(20)
(( وكما لا ينبغي للطالب أن يستحي من السؤال، فكذلك لا يستحي من قوله " لم أفهم" إذا سأله الشيخ؛ لأن ذلك يفوت عليه مصلحته العاجلة والآجلة، أما العاجلة: فحفظ المسألة، ومعرفتها، واعتقاد الشيخ فيه الصدق والورع والرغبة، والآجلة: سلامته من الكذب والنفاق، واعتياده للتحقيق ))(ص20)
(( على الطالب أن يرغِّب بقيّة الطلبة في التحصيل، ويدلهم على مظانّه، ويصرف عنهم الهموم المشغلة، ويهوّن عليهم مؤنته، ويذاكرهم بما حصله من القواعد والفوائد والغرائب، وينصحهم بالدين، فبذلك يستنير قلبه، ويزكو علمه، ومن بخل عليهم، لم يثبت علمه، وإن ثبت لم يثمر، وقد جرّب ذلك جماعة من السلف، ولا يفخر عليهم، او يعجب بجودة ذهنه، بل يحمد الله تعالى على ذلك، ويستزيد منه بدوام شكره)) (ص20).
(8) الكتاب الثاني (( اقتضاءُ العلمِ العملُ )) للخطيب البغدادي، بتحقيق محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف.
قيل: العلم والد، والعمل مولود، والعمل ثمرة، وليس يعدّ عالمًا من لم يكن بعلمه عاملًا (ص21).
قال يوسف بن الحسين: في الدنيا طغيانان، طغيان العلم، وطغيان المال، والذي ينجيك من طغيان العلم العبادة، والذي ينجيك من طغيان المال الزهد) (21)
قال أحمد: سبل العلم مثل سبل المال، إنّ المالَ إذا ازداد ازدادت زكاتُه(22).
(9)الكتابُ الثالث (( الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع )) للخطيب البغدادي، بتحقيق محمود الطحان، مكتبة العارف في مجلدين.
قال سفيانُ بن عيينة: إن أنا عملت بما أعلم فأنا أعلم الناس، وإن لم أعمل بما أعلم فليس في الدنيا أحدٌ أجهل مني (22)
قال عاصمٌ بن عاصم البيهقي: بتّ ليلةً عند أحمدَ بن حنبل، فجاء بالمال فوضعه، فلما أصبح نظر إلى المال فإذا هو كما كان،فقال: سبحان الله! رجل يطلب العلم لا يكون له وردٌ من الليل. (ص22)
عن أبي عمرو بن حمدان قال : سمعت أبي يقول = كنت في مجلس أبي عبد الله المروزي، فحضرت صلاة الظهر، فأذّن أبو عبد الله، فخرجتُ من المسجد، فقال: يا أبا جعفر إلى أين؟ قلت: أتطهر للصلاة قال: كان ظني بك غير هذا، يدخل عليك وقت الصلاة وأنت على غير طهارة! (ص23)
عن نافعٍ قال: سألت ابنَ عمر رضي الله عنه عن قول النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم بارك لأمتي في بكورها " قال في طلب العلم، والصف الأول (ص23)
قال قتادةُ: من حدّث قبل حينه، فقد افتُضح في حينه.(ص23).
قال عبد الله بن المعتزّ: جهل الشاب معذور، وعلمُه محقور.(ص23)
المجلد الثاني = كان عبد الملك بن مروان يقول : اللحنُ في الرجلِ السريِّ كالجدري في الوجه.(ص24)
قال عوف ابنُ النعمان: لأن أموت عطشان أحب إلي من أن أخلف لموعد.(ص24)
عن هشام بن سالم: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد : القلوب ترب، والعلم غرسها، والمذاكرة ماؤها، فإذا انقطع عن التربِ ماؤها جفّ غُرسها.(26)
(10)الكتاب الرابع " تعظيم الفتيا " قرأه وعلّق عليه ووثق نصوصه وخرّج أحاديثه مشهور بن حسن آل سلمان، مكتبة التوحيد.
بلغني – القائل ابن الجوزي – عن بعض مشايخنا أنّه أفتى رجلًا من قريةٍ بينه وبينها أربعةُ فراسخ، فلما ذهب الرجل تفكر، فعلم أنّه أخطأ، فمشى إليه فأعلمه أنه أخطأه، فكان بعد ذلك إذا سئل عن مسألةٍ توقّف، وقال: ما فيّ قوة أمشي أربع فراسخ.(ص26)
عن مالك بن أنس قال: حدّثني ربيعة، قال قال لي ابنُ خلدة -وكان نِعْم القاضي- " يا ربيعة! أراك تفتي الناس، فإذا جاء جاء رجل يسألك فلا يكن همك أن تخرجه مما وقع فيه، وليكن همّك أن تتخلص مما سألك عنه.(ص27).
(11) الكتاب الخامس (( كتابُ العلم )) لأبي خيثمة زهير بن حرب النسائي، خرج أحاديثه وعلق عليه محمد ناصر الدين الألباني.
عن عون بن عبد الله قال : قلتُ لعمر بن عبد العزيز يقال: إن استطعتَ أن تكون عالمًا، فكن عالمًا، فإن لم تستطع فكن متعلّمًا، فإن لم تكن متعلّما فأحبهم، فإن لم تحبّهم فلا تبغضهم، فقال عمر: سبحان الله! لقد جعل الله عزوجل له مخرجًا!.(ص27).
عن ابن عباس قال : وجدتُ عامةَ علم رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذا الحيّ من هذا الأنصار، إن كنت لأقيل عند بابِ أحدِهم، ولو شئت أن يؤذن لي لأذن، ولكن أبتغي بذلك طيبَ نفسه. (ص27).
هذا الكتابُ من تأليفِ الشيخ / أبي فهر السلفي، ورفْعِ مَن رفعَ اللهُ درجتَه فساهَمَ في رفعِ الكتبِ(الأخ المساهم)، ومن تصويرِ من زرَعَ اللهُ في قلبه حبَّ العلماءِ وطلبة العلم(الأخ أبو زارع المدني)، نحسبُهم ولا نزكيهم.
وأحببتُ انتخاب هذا الكتاب؛ لما أعلم من شيخنا أبي فهر السلفي اهتمامًا وإحاطةً بجميع ما ألف في كل فنٍّ مستقل، ومن ذلك " علم المنهجية " فظنِّي به أنُّه حوى جميع أو جل ما ألف في الباب، ثم بمعرفته الواقعية في تدريسه كما ذكر، أخرج هذا الكتاب.
وانتخابي هذا دعايةٌ لمن لم يقرأ الكتاب، فيقرأه، ولمن قرأ الكتاب، فيراجعه بهذا المنتخب، نسأل الله إصلاح السرائر، وأن يوفقنا إلى حسن النيِّة.
الفوائدُ المنتخبةُ من كتاب " السبل المرضية لطلب العلوم الشرعيّة " .
(1) الأسباب المعنية على طلب العلم (أ) توفيق الله تبارك وتعالى (ب) اتباع المنهجية الصحيحة في الطلب (ج) الهمة العالية (د) الظروف المحيطة بالطلب من التفرغ، وتوفر المشايخ، والقدرة المادية (هـ) الاستعداد الفطري وتوفر الملكة( ص6).
(2) أجمعَ المصلُحون أن غيابَ المنهجية، وفساد طرقِ التعليم هو العاملُ الأكبر في فساد حياتِنا العلمية في أيّام الناس هذه (ص 6).
(3) أغلبُ طلابِ العلم في هذه الأيامِ، ممن ابتلاهم اللهُ بالحيرة والتخبّط، فاليوم منهجٌ، وغدًا غيره، بالعشي كتاب، وبالصبح آخر، وهكذا تخبّط مستمرٌ.
(4) ما ليس فيها تنميةٌ، ولا تطوير للمادة، وليس فيها ترقٍّ، كالتوسِّع في شرح الكتاب الواحد، وحفظ متون يغني بعضها عن بعض، أو للفهمِ على الحفظ، أو للحفظِ على الفهمِ، وتخصص كاذبٍ قاصر، وتفنّن مدّعى مشتت لا جماع له، وتغيير الكتب ورصِّها، وتغيير للمنهجية، والقراءة مع كل زيارة للمكتبات، وكضياع الأوقات في مجالس الحوار ومناظرة في الواقع تأكل الوقت أكلا من رأس مال فقيرٍ ضعيف، تفنى به الهمة، إن لم يُكسبهُ تعالمًا وتنفخًا.
(5) منزلةُ هذا الكتاب من السلسلة الأم، منزلة المدخل المختصر لها (8ص).
(6) في الكتابِ خططٌ وهي (أ) جوابٌ عن الأسئلة الشائعة التي لم أرها مجابٌ عنها (ب) إثارةُ الذهنِ بتحريك بعض الأفكار في عملية تطوير وتصليح للتعليم الديني (ج) انتخاب بعض الأفكار المعينة على الترقي في الطلب (د) عرض لأشهر برامج التعليم وانتخاب أفضلها (هـ) سرد قوائم للقراءة والمطالعة في كل علم (ص8).
(7) مختارات من كتب " أدب الطلب " الأول: تذكرة السامع والمتكلم في أدبِ العالم والمتعلم، لابن جماعة الكناني، بتعليق محمد هشام الندوي، دار رمادي.
قال بعضُهم لابنه (( يا بني! لأن تتعلم بابًا من الأدب أحبّ إلي تتعلم سبعين بابًا من أبوابِ العلم)) (ص13).
قال يحيى بن معاذ ((لو كان الدّنيا تِبرًا يفنى، والآخرة خزفًا يبقى، لكان ينبغي للعاقل إيثار الخزف الباقي على التبرِ الفاني، فكيف والدنيا خزف فانٍ، والآخرة تبرٌ باقٍ؟!))
قال محمد بن الحكم (( سألتُ الشافعي عن المتعة، كان فيها طلاق، أو ميراث، أو نفقةٌ تجب، أو شهادة؟ فقال: والله ما دري! .. يقول المؤلف: واعلم أن قول المسؤول – لا أدري – لا يضع من قدره كما يظن بعض الجهلة، بل يرفعه؛ لأنه دليل عظيم على عظم محلة، وقوّة دينه، وتقوى ربه، وطهارة قلبه، وكمال معرفته، وحسن تثبته، وإنما يأنف من قول " لا أدري " مَن ضعُفت ديانته، وقلت معرفته، لأنه يخاف من سقوط أعين الحاضرين، وهذه جهالة ورقّة دين، وربما يشهر خطؤه بي الناس فيقع فيما يفرّ منه، ويصتف عندهم بما احترز عنه، وقد أدّب الله العلماءَ بقصة موسى مع الخضر عليهما السلام، حين لم يرد موسى عليه السلام العلم إلى الله تعالى لما سُئِل : هل أحدٌ في الأرضِ أعلمُ منك؟ )).
(( لو لم يكن للعالم إلا طالبٌ واحدٌ ينتفع الناس بعلمه وعلمه وهديه وإشارته، لكفاه ذلك الطالب عند الله تعالى فإنه لا يتصل شيء من علمه إلى أحد فينتفع به، إلا كان له نصيب من الأجر)).
(( اجتماع حديث " إذا مات ابنُ آدم انقطع عمله إلا من ثلاث .. " أما الصدقة: فإقراؤه إياه العلم، وانتفاعه به، وأما العلم المنتفع به فظاهر؛ لأنه كان سببًا لإيصال ذلك العلم إلى كل من انتفع به، وأما الدعاء الصالح له فالمعتاد المستقرأ على ألسنة أهل العلم والحديث قاطبةً من الدعاء لمشايخهم وأئمتهم، وبعضُ أهلِ العلم يدعون لكل من يذكر عنه شيءٌ من العلم، وربما يقرأ بعضهم الحديث بسنده، فيدعو لجميع رجال سنده، فسبحان من اختص من شاء بعاده بما شاء من جزيل عطاءه)) (ص17)-- أليس (عباده)؟
(( على الطالب أن يحذر في ابتداءِ أمرِه من الاشتغال في الاختلاف بين العلماء، أو بين الناس مطلقًا في العقليات والسمعيّات، فإنه يحيّر الذهن، ويدهش العقل، بل يتقن أولا كتابًا في فنّ واحد، أو كتبًا في فنون إن كان يحتمل ذلك، على طريقة واحدة يرتضيها له شيخه، فإن كانت طريقة شيخه نقل المذاهب والاختلاف، ولم يكن له رأي واحد .. قال أبو حامد الغزالي ((فليحذر منه فإن ضرره أكثر من نفعه)) ... أما إذا تحققت أهليته، وتأكدت معرفته، فالأولى أن لا يدع فنّا من العلوم الشرعية، إلا نظر فيه، فإن ساعده القدَر وطولُ العمر على التبحّر فيه فذاك، وإلا فقد استفاد منه ما يخرج به عدواة الجهل بذلك العلم))(ص19).
(( وليحذر من نظر نفسه بعين الجمال الاستغناء عن المشايخ، فإن ذلك عين الجهل وقلة المعرفة، وما يفوته أكثر مما يحصله، قال سعيد بن جبير: لا يزال الرجل عالمًا بما تعلم، فإذا ترك التعلم وظنّ أنه قد استغنى، أسوأ جهل ما يكون)).(20)
(( وكما لا ينبغي للطالب أن يستحي من السؤال، فكذلك لا يستحي من قوله " لم أفهم" إذا سأله الشيخ؛ لأن ذلك يفوت عليه مصلحته العاجلة والآجلة، أما العاجلة: فحفظ المسألة، ومعرفتها، واعتقاد الشيخ فيه الصدق والورع والرغبة، والآجلة: سلامته من الكذب والنفاق، واعتياده للتحقيق ))(ص20)
(( على الطالب أن يرغِّب بقيّة الطلبة في التحصيل، ويدلهم على مظانّه، ويصرف عنهم الهموم المشغلة، ويهوّن عليهم مؤنته، ويذاكرهم بما حصله من القواعد والفوائد والغرائب، وينصحهم بالدين، فبذلك يستنير قلبه، ويزكو علمه، ومن بخل عليهم، لم يثبت علمه، وإن ثبت لم يثمر، وقد جرّب ذلك جماعة من السلف، ولا يفخر عليهم، او يعجب بجودة ذهنه، بل يحمد الله تعالى على ذلك، ويستزيد منه بدوام شكره)) (ص20).
(8) الكتاب الثاني (( اقتضاءُ العلمِ العملُ )) للخطيب البغدادي، بتحقيق محمد ناصر الدين الألباني، مكتبة المعارف.
قيل: العلم والد، والعمل مولود، والعمل ثمرة، وليس يعدّ عالمًا من لم يكن بعلمه عاملًا (ص21).
قال يوسف بن الحسين: في الدنيا طغيانان، طغيان العلم، وطغيان المال، والذي ينجيك من طغيان العلم العبادة، والذي ينجيك من طغيان المال الزهد) (21)
قال أحمد: سبل العلم مثل سبل المال، إنّ المالَ إذا ازداد ازدادت زكاتُه(22).
(9)الكتابُ الثالث (( الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع )) للخطيب البغدادي، بتحقيق محمود الطحان، مكتبة العارف في مجلدين.
قال سفيانُ بن عيينة: إن أنا عملت بما أعلم فأنا أعلم الناس، وإن لم أعمل بما أعلم فليس في الدنيا أحدٌ أجهل مني (22)
قال عاصمٌ بن عاصم البيهقي: بتّ ليلةً عند أحمدَ بن حنبل، فجاء بالمال فوضعه، فلما أصبح نظر إلى المال فإذا هو كما كان،فقال: سبحان الله! رجل يطلب العلم لا يكون له وردٌ من الليل. (ص22)
عن أبي عمرو بن حمدان قال : سمعت أبي يقول = كنت في مجلس أبي عبد الله المروزي، فحضرت صلاة الظهر، فأذّن أبو عبد الله، فخرجتُ من المسجد، فقال: يا أبا جعفر إلى أين؟ قلت: أتطهر للصلاة قال: كان ظني بك غير هذا، يدخل عليك وقت الصلاة وأنت على غير طهارة! (ص23)
عن نافعٍ قال: سألت ابنَ عمر رضي الله عنه عن قول النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم بارك لأمتي في بكورها " قال في طلب العلم، والصف الأول (ص23)
قال قتادةُ: من حدّث قبل حينه، فقد افتُضح في حينه.(ص23).
قال عبد الله بن المعتزّ: جهل الشاب معذور، وعلمُه محقور.(ص23)
المجلد الثاني = كان عبد الملك بن مروان يقول : اللحنُ في الرجلِ السريِّ كالجدري في الوجه.(ص24)
قال عوف ابنُ النعمان: لأن أموت عطشان أحب إلي من أن أخلف لموعد.(ص24)
عن هشام بن سالم: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد : القلوب ترب، والعلم غرسها، والمذاكرة ماؤها، فإذا انقطع عن التربِ ماؤها جفّ غُرسها.(26)
(10)الكتاب الرابع " تعظيم الفتيا " قرأه وعلّق عليه ووثق نصوصه وخرّج أحاديثه مشهور بن حسن آل سلمان، مكتبة التوحيد.
بلغني – القائل ابن الجوزي – عن بعض مشايخنا أنّه أفتى رجلًا من قريةٍ بينه وبينها أربعةُ فراسخ، فلما ذهب الرجل تفكر، فعلم أنّه أخطأ، فمشى إليه فأعلمه أنه أخطأه، فكان بعد ذلك إذا سئل عن مسألةٍ توقّف، وقال: ما فيّ قوة أمشي أربع فراسخ.(ص26)
عن مالك بن أنس قال: حدّثني ربيعة، قال قال لي ابنُ خلدة -وكان نِعْم القاضي- " يا ربيعة! أراك تفتي الناس، فإذا جاء جاء رجل يسألك فلا يكن همك أن تخرجه مما وقع فيه، وليكن همّك أن تتخلص مما سألك عنه.(ص27).
(11) الكتاب الخامس (( كتابُ العلم )) لأبي خيثمة زهير بن حرب النسائي، خرج أحاديثه وعلق عليه محمد ناصر الدين الألباني.
عن عون بن عبد الله قال : قلتُ لعمر بن عبد العزيز يقال: إن استطعتَ أن تكون عالمًا، فكن عالمًا، فإن لم تستطع فكن متعلّمًا، فإن لم تكن متعلّما فأحبهم، فإن لم تحبّهم فلا تبغضهم، فقال عمر: سبحان الله! لقد جعل الله عزوجل له مخرجًا!.(ص27).
عن ابن عباس قال : وجدتُ عامةَ علم رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذا الحيّ من هذا الأنصار، إن كنت لأقيل عند بابِ أحدِهم، ولو شئت أن يؤذن لي لأذن، ولكن أبتغي بذلك طيبَ نفسه. (ص27).