الفرق بين(نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهَا)و( نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهِ)

إنضم
22/04/2010
المشاركات
1,136
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الاردن -- مدينة اربد
سؤال للمدارسة:
يقول الدكتور فاضل صالح السامرائي في كتابه أسرار البيان في التعبير القرآني:
قال الله تعالى في سورة النحل: {نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهِ} [النحل: 66] وقال في سورة المؤمنون: {نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهَا} [المؤمنون: 21].
وسبب ذلك أن الكلام في آية النحل على إسقاء اللبن من بطون الأنعام. واللبن لا يخرج من جميع الأنعام بل يخرج من قسم من الإناث. وأما في آية (المؤمنون) فالكلام على منافع الأنعام من لبن وغيره، فقد قال بعد قوله: {نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهَا} [المؤمنون: 21]: {وَلَكُمْ فيِهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} [المؤمنون: 21].
فهل هذه الذي ذهب اليه الدكتور السامرائي صحيح؟؟ وبارك الله بكم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى :
((( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ ))) (سورة النحل)
((( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ))) ( سورة المؤمنون )
ما الفرق ؟
الآية الأولى خصصت اللبن بالذكر ، يا ترى هل هناك شراب آخر .
قال ابن عطية:
« الفرث » ما ينزل إلى الأمعاء" أهـ
وهل في ذكر محل المنطقة التي يخرج منها اللبن من الأنعام فائدة ؟
ذكرني كل ذلك بالجمل وبخالد ابن الوليد رضي الله عنه عندما استخدم سنام الجمل ، فشرب جنده منه لإنجاح خطتهم العسكرية ، والمنطقة التي يوجد فيها السنام بعيدة عن ممرات الفرث عكس اللبن ، والله أعلم وأحكم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى :
((( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ ))) (سورة النحل)
((( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ))) ( سورة المؤمنون )
ما الفرق ؟
الآية الأولى خصصت اللبن بالذكر ، يا ترى هل هناك شراب آخر .
قال ابن عطية:
« الفرث » ما ينزل إلى الأمعاء" أهـ
وهل في ذكر محل المنطقة التي يخرج منها اللبن من الأنعام فائدة ؟
ذكرني كل ذلك بالجمل وبخالد ابن الوليد رضي الله عنه عندما استخدم سنام الجمل ، فشرب جنده منه لإنجاح خطتهم العسكرية ، والمنطقة التي يوجد فيها السنام بعيدة عن ممرات الفرث عكس اللبن ، والله أعلم وأحكم.
بارك الله بك أختنا أم عبد الله . ولكن لماذا ذكر في الآية الأولى ( في بطونه ) وفي الآية الثانية (في بطونها)وكلا اللفظين عن الأنعام؟؟؟؟
أي أنها ذكرت بالتذكير مرة وفي التأنيث مرة.
 
هذا يدل على أن المعرفة اللغوية شرط للفهم، ولكن المعرفة باللغة لا تكفي لفهم صحيح ودقيق.
مما في بطونه: الكلام هنا عن اللبن (الحليب) وكيف يتكوَّن. ومعلوم أنه لا بد من ماء الذكر حتى يمكن تصنيع الحليب في الأنثى، وهذا يعني أن الحليب يُكوِّنه الذكور والإناث؛ يبدأ في الذكور وينتهي في الإناث.
وبما أن التذكير في اللفظة يشمل الذكر والأنثى والتأنيث يخص الإناث كان التذكير أبلغ ويلفت الانتباه إلى الحقيقة التي ذكرناها.
أما عندما كان الكلام حول السقاية بعيداً عن الخوض في كيفية تصنيع الحليب ناسب التأنيث، لأن السقاية تكون مما يخرج من الإناث.
 
- الأخ أبا عمر الهلالي أيدك الله: هلا ذكرت لنا أين ذكر ما تفضلت به ابن جماعة والأنصاري.
- من جهة اللغة يمكن القول أن عود الضمير على الجنس يمكن أن يكون بالمذكر والمؤنث، فبالمذكر من جهة المجموع وبالمؤنث من جهة الأصل.
- القول أن للذكر دخل في تكوين الحليب ذكره بعض الأطباء البيطريين ورد الضمير بالتذكير في آية النحل إلى ما في بطون ذكور الأنعام وهو النطفة وجعل لها مدخلا في تكوين الحليب (اللبن)، وهذا من جهة اللغة مردود لأنه لا ذكر للنطفة في الآية حتى يعود الضمير عليها، ومردود من جهة علوم الطب، فالذكور لا تقرب الإناث في الأنعام إلا في فترة محددة في السنة، ولكن ممكن أن يكون وجود الذكر مع الإناث له دور في تولد اللبن وقد فصلت في هذه المسألة في كتابي (التفسير والإعجاز العلمي ضوابط وتطبيقات) حيث جعلت التطبيقات في تفسير سورة النحل.
- كلام الأستاذ الدكتور فاضل حفظه الله من حيث سياق الآيتين صحيح وهو واضح.
 
-
- كلام الأستاذ الدكتور فاضل حفظه الله من حيث سياق الآيتين صحيح وهو واضح.
لا تتعجل أخي مرهف . أظن أن هناك بعض الأقوال تدحض ما قاله الدكتور السامرائي. وانا أنتظر الأخوة لاكتمال مداخلاتهم لأجيب دفعة واحدة على جميع الردود إن شاء الله.
 
- الأخ أبا عمر الهلالي أيدك الله: هلا ذكرت لنا أين ذكر ما تفضلت به ابن جماعة والأنصاري.
قال ابن جماعة ( ت 733) في كشف المعاني :
إن المراد في آية النحل البعض ، وهو الإناث خاصة ، فرجع
الضمير إلى البعض المقدر ، ودليله تخصيص الآية "باللبن "
وهو في الإناث خاصة.
وأية سورة المؤمنين : عامة للجميع بدليل قوله تعالى : (ولكم فيها منافع) الآيات.
فعمّ الذكر والأنثى كما عمهما لفظ الإنسان قبله.

كشف المعاني : ص 123 دار المنار .
وذكره ايضا الانصاري في فتح الرحمن ص 158 دار الكتب العلمية
وذكر في درة التنزيل ايضا .
 
قال ابن جماعة ( ت 733) في كشف المعاني :
إن المراد في آية النحل البعض ، وهو الإناث خاصة ، فرجع
الضمير إلى البعض المقدر ، ودليله تخصيص الآية "باللبن "
وهو في الإناث خاصة.
أخي أبو عمر
إذا كان الضمير يعود الى الإناث خاصة كما ذكر ابن جماعة . فكيف تفسر ورود كلمة بطونه وهي مذكر؟؟؟ وهل الضمير الذي يعود الى البعض المقدر يُصاغ بصيغة المؤنث؟؟؟؟ وهل هذا هو ديدن العربية وأساليبها؟؟؟
 
لا تتعجل أخي مرهف . أظن أن هناك بعض الأقوال تدحض ما قاله الدكتور السامرائي. وانا أنتظر الأخوة لاكتمال مداخلاتهم لأجيب دفعة واحدة على جميع الردود إن شاء الله.

وأنا أقول لك: لا تتعجل أخي تيسير.
فالدكتور فاضل السامرائي والدكتور مرهف السقا كل منهما أعلم مني ومنك باللغة أولا، وبخصوص هذه الآية ثانيا.
ولم يدَّعِ أحد منهما أن الآية لا تحتمل غير هذا القول حتى ننكر عليهما ونطالبهما بعدم التعجل، فغاية ما في الأمر هو أنهما ذكرا ما يريانه صحيحا، وهذا حق أي أحد من أهل العلم والتخصص.

وقد ذكرت في بداية الموضوع أن الموضوع للمدارسة، والمدارسة تعني: الأخذ والرد بعلم وفهم واستيعاب وأدب.
فأرجو أن نبقى في هذه الدعوة التي أشكرك حقا على إثارتها.
 
قال ابن عاشور:

" وإفراد ضمير الأنعام في قوله تعالى: { مما في بطونه } مراعاة لكون اللفظ مفرداً لأن اسم الجمع لفظ مفرد، إذ ليس من صيغ الجموع، فقد يراعى اللفظ فيأتي ضميره مفرداً، وقد يراعى معناه فيعامل معاملة الجموع، كما في آية سورة المؤمنين (21)
{ نسقيكم مما في بطونها } " ا.هـ.
 
أليس يضطرب السياق في سورة المؤمنون إذا قيل : " نسقيكم مما في بطونه ولكم فيها منافع .. ومنها تأكلون " ؟.
لأن السياق في المؤمنون يذكر مع نتاج البطون سائر المنافع التي تأتي بها الأنعام ، وأشياء أخرى مما يخرج من بطون الأنعام ، معروفة في السنة وفي كتب الطب العربي ، فهو سياق مشترك ، يصلح معه الضمير ( ها ) التي يصح أن يطلق على ما يجاوز الاثنين ، ويدل على التنوع والكثرة .
أما سياق النحل فهو مخصوص في اللبن ليس غير ومكان درّه وخلوصه فناسبه العود بضمير الوحدة ( الهاء المفردة) : ( بطونه ) .
ومثلها سياق سورة الزخرف :
( والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقربين ).
فالمنفعة الحاصلة من الفلك والأنعام واحدة في الجميع على اختلاف الأنواع ، وهي الركوب ، فناسب العود بالضمير الواحد .
ومثلها :
( ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه )
فالحكمة واحدة في جميع الأنواع المختلفة ، وهي اختلاف الألوان ، فناسب العود بالضمير الواحد .
والله أعلم !

 
أخي الفاضل الدكتور مرهف
السلام عليك أولاً وكل التقدير والأدب لك ولأمثالك من أهل العلم الذين نستظل بظلهم . فما نحن إلا اوعية لنقل ما تفيضون من علم وحكمة وخلق.
وثانياً عندما قلت لك على رسلك أو لا تتعجل فلم أكن أعني البتة أن كلام الدكتور السامرائي خطأ ولكني عنيت أن هناك كثير من الأقوال في المسألة وإن كلامه ليس قطعياً بل فيه نظر.
في الحقيقة أن هذه المسألة كما ذكرت تحتوي على أقوال كثيرة بعضها هزيل وبعضها حري أن يُسمع ويفهم.
قال ابن عربي في أحكام القرآن: في هذه الآية ثَلَاثُ مَسَائِلَ : الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : قَوْلُهُ : { وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ } : فَجَاءَ الضَّمِيرُ بِلَفْظِ التَّذْكِيرِ عَائِدًا عَلَى جَمْعِ مُؤَنَّثٍ .
وَأَجَابَ الْعُلَمَاءُ عَنْ ذَلِكَ بِسِتَّةِ أَجْوِبَةٍ : الْأَوَّلُ : قَالَ سِيبَوَيْهِ : الْعَرَبُ تُخْبِرُ عَنْ الْأَنْعَامِ بِخَبَرِ الْوَاحِدِ ، وَمَا أَرَاهُ عَوَّلَ عَلَيْهِ إلَّا فِي هَذِهِ الْآيَةِ .
وَهَذَا لَا يُشْبِهُ مَنْصِبَهُ ، وَلَا يَلِيقُ بِإِدْرَاكِهِ .
الثَّانِي : قَالَ الْكِسَائِيُّ : مَعْنَاهُ نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِ مَا ذَكَرْنَا ، وَهَذَا تَقْدِيرٌ بَعِيدٌ لَا يُحْتَاجُ إلَيْهِ .
الثَّالِثُ : قَالَ الْفَرَّاءُ : الْأَنْعَامُ وَالنِّعَمُ وَاحِدٌ ، وَالنَّعَمُ مُذَكَّرٌ ، وَلِهَذَا تَقُولُ الْعَرَبُ : هَذَا نَعَمٌ وَارِدٌ ، فَرُجِعَ إلَى لَفْظِ النَّعَمِ الَّذِي هُوَ مَعْنَى الْأَنْعَامِ ، وَهَذَا تَرْكِيبٌ طَوِيلٌ مُسْتَغْنًى عَنْهُ .
الرَّابِعُ : قَالَ الْكِسَائِيُّ أَيْضًا : إنَّمَا يُرِيدُ نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِ بَعْضِهِ ، وَهُوَ الَّذِي عَوَّلَ عَلَيْهِ أَبُو عُبَيْدَةَ ، فَإِنَّهُ قَالَ : مَعْنَاهُ نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِ أَيُّهَا كَانَ لَهُ لَبَنٌ مِنْهَا .
الْخَامِسُ : أَنَّ التَّذْكِيرَ إنَّمَا جِيءَ بِهِ لِأَنَّهُ رَاجِعٌ عَلَى ذِكْرِ النَّعَمِ ؛ لِأَنَّ اللَّبَنَ لِلذَّكَرِ مَنْسُوبٌ ؛ وَلِذَلِكَ قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّ اللَّبَنَ لِلْفَحْلِ حِينَ { أَنْكَرَتْهُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِي حَدِيثِ أَفْلَحَ أَخِي أَبِي الْقُعَيْسِ ؛ فَقَالَتْ : إنَّمَا أَرْضَعَتْنِي الْمَرْأَةُ وَلَمْ يُرْضِعْنِي الرَّجُلُ .فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إنَّهُ عَمُّك فَلْيَلِجْ عَلَيْك } .
السَّادِسُ : قَالَ الْقَاضِي الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ : إنَّمَا يَرْجِعُ التَّذْكِيرُ إلَى مَعْنَى الْجَمْعِ ، وَالتَّأْنِيثُ إلَى مَعْنَى الْجَمَاعَةِ ، فَذَكَّرَ فِي آيَةِ النَّحْلِ بِاعْتِبَارِ لَفْظِ الْجَمْعِ الْمُذَكَّرِ ، وَأَنَّثَ فِي آيَةِ الْمُؤْمِنِ بِاعْتِبَارِ تَأْنِيثِ لَفْظِ الْجَمَاعَةِ ، وَيَنْتَظِمُ الْمَعْنَى بِهَذَا التَّأْوِيلِ انْتِظَامًا حَسَنًا .
أما الدكتور عبد الكريم الخطيب فله قول معتبر حول هذه المسألة ذكرها في كتابه التفسير القرآني للقرآن فقال:
يقول المفسرون : إن الأنعام ، تجى ء فى اللغة بمعنى المفرد ، كما تستعمل جمعا .. وقد استعملت فى آية النحل بمعنى المفرد ، واستعملت فى آية « المؤمنون » الاستعمال الآخر الذي لها ، وهو الجمع!! ويأتون لهذا بكثير من الشواهد اللغوية للاستعمالين ..
والقول بأن « الأنعام » لفظ مفرد ، مثل ثوب « أخلاق » ونطفة (أمشاج) قول متهافت لا يراد منه إلا الخروج من هذا الموقف بين يدى الآية الكريمة ، وتسوية نظمها على أية صورة!! فالقرآن الكريم لم يستعمل لفظ « الأنعام » مرة واحدة بمعنى المفرد ، على كثرة ما ورد فيه من ذكر هذا اللفظ فى مواضع شتى .. فمن ذلك :
«وَ أُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ » .. (30 : الحج)
التفسير القرآني للقرآن ، ج 7 ، ص : 319
«وَ الَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَ يَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ » ..
(12 : محمد) « فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ » .. (118 : النساء) « وَ الْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْ ءٌ وَ مَنافِعُ وَ مِنْها تَأْكُلُونَ » (5 : النحل) « كُلُوا وَ ارْعَوْا أَنْعامَكُمْ » .. (54 : طه) « مَتاعاً لَكُمْ وَ لِأَنْعامِكُمْ » .. (33 : النازعات) هذا هو بعض ما ورد فى القرآن الكريم من ذكر الأنعام .. وقد استعملت استعمال الجمع غير العاقل ، فعاد إليها الضمير مفردا مؤنثا .. كما أضيفت إليها « الآذان » جمعا .. وكما أضيفت هى إلى الناس هكذا « أنعامكم » وليس بمعقول أن يرعى الناس جميعا بهيمة واحدة!! والذي نراه فى مجى ء الضمير فى آية النحل مفردا مذكرا ، على غير ما يقتضيه الاستعمال اللغوي ، هو أن الحيوان الذي يشرب لبنه ، ويؤكل لحمه ، هو الحيوان المجترّ ، بخلاف الحيوان الذي له لبن ، ولكن لا يحل شرب لبنه ، ولا أكل لحمه ، وهو غير مجترّ ، كالكلب ، والخنزير.و الحيوان المجترّ ، له خاصية فى جهازه الهضمى .. فله معدة ، وله معى ، وله كرش ، يختزن فيه الطعام ، وبعيد مضغة مجترا .. بخلاف الحيوان غير المجتر فإنه ليس له هذا « الكرش » الذي يختزن فيه الطعام ..
ومن هنا يبدو الحيوان المجتر وكأنه لا يحمل بطنا واحدا كسائر الحيوانات ، بل يحمل بطونا .. المعدة ، والمعى ، والكرش ، الذي هو أشبه بمجموعة من البطون ..
ومن هنا أيضا جاء النظم القرآنى : « نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ » مشيرا إلى الحيوان المجتر.
التفسير القرآني للقرآن ، ج 7 ، ص : 320
 
رد ابن العربي على سيبويه غير سديد ، لأن سيبويه ساق الآية مثالاً لا استقصاء ، على أن العرب تجعل الجمع واحداً ، فتعيد عليه ضمير الواحد .
ويقصد سيبويه رحمه الله إذا كان المعنى المجموع متحداً غير مشترك ومختلط بأنواع مختلفة= فالعرب تعامله معاملة الواحد ، ونحن نعلم أن الأنعام ثمانية أزواج ، وكونها كلها تنتج اللبن فهذا هو المعنى المتحد .
وكذلك قول الخطيب بأن ( بطونه ) إشارة إلى المجتر ، لأنه لا علاقة للإسقاء بالاجتراء ، ولم يقل أحد بأن للشاة بطوناً ، لكن بطن واحدة .
 
رد ابن العربي على سيبويه غير سديد ، لأن سيبويه ساق الآية مثالاً لا استقصاء ، على أن العرب تجعل الجمع واحداً ، فتعيد عليه ضمير الواحد .
ويقصد سيبويه رحمه الله إذا كان المعنى المجموع متحداً غير مشترك ومختلط بأنواع مختلفة= فالعرب تعامله معاملة الواحد ، ونحن نعلم أن الأنعام ثمانية أزواج ، وكونها كلها تنتج اللبن فهذا هو المعنى المتحد .
وكذلك قول الخطيب بأن ( بطونه ) إشارة إلى المجتر ، لأنه لا علاقة للإسقاء بالاجتراء ، ولم يقل أحد بأن للشاة بطوناً ، لكن بطن واحدة .
سدد الله خطاك أخي عصام وزادك علماً . وقد نقلت لكم جميع الأقوال أو معظمها في هذه المسألة . ونحن نستأنس دوماً برأيك في العربية . آنسك الله بجواره أنت وكل الأخوة المعقبين . وبارك الله بكم أجمعين .
 
أليس يضطرب السياق في سورة المؤمنون إذا قيل : " نسقيكم مما في بطونه ولكم فيها منافع .. ومنها تأكلون " ؟.
لأن السياق في المؤمنون يذكر مع نتاج البطون سائر المنافع التي تأتي بها الأنعام ، وأشياء أخرى مما يخرج من بطون الأنعام ، معروفة في السنة وفي كتب الطب العربي ، فهو سياق مشترك ، يصلح معه الضمير ( ها ) التي يصح أن يطلق على ما يجاوز الاثنين ، ويدل على التنوع والكثرة .
أما سياق النحل فهو مخصوص في اللبن ليس غير ومكان درّه وخلوصه فناسبه العود بضمير الوحدة ( الهاء المفردة) : ( بطونه ) .
ومثلها سياق سورة الزخرف :
( والذي خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقربين ).
فالمنفعة الحاصلة من الفلك والأنعام واحدة في الجميع على اختلاف الأنواع ، وهي الركوب ، فناسب العود بالضمير الواحد .
ومثلها :
( ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه )
فالحكمة واحدة في جميع الأنواع المختلفة ، وهي اختلاف الألوان ، فناسب العود بالضمير الواحد .
والله أعلم !

وأضيف :
اللبن في كل الأنعام ذو لون واحد ، وهو اللون الأبيض ، واختلاف طعمه لا يكاد يظهر ؛ بخلاف الأعسال وثمرات النخيل والأعناب وما يتخذ منها من السَّكَر والرزق الحسن ، فمختلفة الألوان والطعوم .
فالأنعام وإن اختلفت أنواعها فقد اتحدت بطونها جميعاً في إخراج اللبن واحد اللون والطعم ، كأنها شيء واحد / نَعْم واحد ذو بطون يخرج من بين فرث ودم لبناً واحداً خالصاً سائغاً ...
وهذا - والله أعلم - من أسرار الإتيان بضمير الواحد في قوله : (((بطونه))) في النحل .
 
عودة
أعلى