الفرق بين كلمة (الله)، وكلمة (رب العالمين) في قوله تعالى: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَم

إنضم
05/07/2014
المشاركات
305
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
العمر
56
الإقامة
مصر
لماذا أكثر أدعية السنة مصدرة بكلمة اللهم ونحو ذلك،
وأكثر أدعية القرآن مصدرة بكلمة ربي ونحو ذلك؟


الفرق بين كلمة (الله)، وكلمة (رب العالمين)
في قوله تعالى: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}



سبق لنا أن تناولنا التوسل بالألوهية والربوبية في القرآن[1]،
وملخص ذلك أن أدعية الأنبياء في القرآن الكريم أكثرها توسل بالربوبية وحدها،
ويندر خلاف ذلك.

وإذا راجعنا أدعية السنة من كتاب الدعوات في صحيح البخاري رحمه الله،
أو كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للألباني رحمه الله،
أو غير ذلك من كتب السنة الصحيحة، سنجدها على العكس من أدعية القرآن،
وهي كالآتي:

1- أغلب هذه الأدعية مصدرة بكلمة (اللهم)، أو نحو ذلك مما هو توسل بالألوهية وحدها.
2- وبعضها توسل بالألوهية والربوبية معا، في نحو: ((سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي))[2]،
أو في سيد الاستغفار: ((اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ...))[3]، وغير ذلك، ولكن هذا القسم أقل من القسم الأول.
3- ويندر أن يكون الدعاء في السنة توسل بالربوبية وحدها، في نحو: ((باسمك ربي وضعت جنبي))[4]،

وذلك كله على العكس من أدعية القرآن.

وكذلك، فأدعية التنزيه والتعظيم التي تخلو من سؤال أكثرها توسل بالألوهية وحدها،
مثل: (الحمدُ للهِ)، و(سبحانَ اللهِ)، و(لا إلهَ إلَّا اللهُ)، و(الله أكبر)[5].

والسبب في ذلك، والله أعلم: أن الألوهية أعم من الربوبية،
فتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية وليس العكس[6].

وبيان ذلك أنك إذا قلت سبحان الله أكمل من أن تقول سبحان ربي،
لأن لفظ الجلالة الله يتضمن استحقاقه للعبادة وحده،
ويتضمن كذلك الاعتراف بتفرده بالملك والأمر والخلق.

فإن قال قائل نحن نقول في أدعية السجود والركوع والرفع من الركوع:
(سبحان ربي العظيم)، و(ربنا لك الحمد)،
و(سبحان ربي الأعلى)[7]، ونحو ذلك.

نقول والله أعلم، أن (ربنا لك الحمد) مقام شكر،
وقولنا: (اللهم ربنا لك الحمد)، مقام شكر ومدح، وكلاهما ثابت وصحيح،
فالأول شكر على النعم التي أنعم الله علينا،
أما الثاني مدح وشكر للنعم وللصفات الأزلية والفعلية جميعا،
كما مر معنا[8].

أما قولنا سبحان ربي العظيم، وسبحان ربي الأعلى،
فهذا من باب الجمع بين الألوهية والربوبية،
فاسم الله العظيم والأعلى متضمنان مقام الألوهية،
لأن العظيم والأعلى ليس في أفعاله فقط، بل في ذاته وصفاته وأفعاله جميعا.

فإن قال قائل كيف يكون الأكمل مقام الألوهية،
والأنبياء أكثر دعوتهم كانت بألفاظ: (ربي)، و(ربنا)، ونحو ذلك.

نقول: إن الأفضل لمن كانت حاله تطابق الأحوال التي حكاها القرآن عن الأنبياء،
الأفضل له أن يهتدي بهديهم،
فالتائب من المعصية يقول كما قال آدم عليه السلام،
والذي يريد الولد يقول كما قال زكريا عليه السلام، وعلى هذا فقس.

وكل طلب له أسباب معلومة لتحصيله، فالأفضل فيه أن نتوسل فيه بالربوبية فقط،
لأن أكثر الحاجات التي يطلبها السائلون لها أسباب يربي بها ربنا عباده،
فناسب أن نسأله أن ييسر لنا الأسباب لصلاح أحوالنا.

أما أدعية السنة فأكثرها بألفاظ الألوهية؛
لأن الرسول الكريم معلم لأمة كاملة ولأحوال كثيرة، فناسب أن يدعو بالأعم،
لأن الرسول الكريم معلم لأمة كاملة ولأحوال كثيرة، فناسب أن يدعو بالأعم،
فيشمل مقامات الألوهية والربوبية معا.

أما هنا في قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين} فنحن نعظم العظيم،
ثم نسأل فنقول: {اهدنا الصراط المستقيم} نطلب الهداية نيتوسل بالألوهية والربوبية معا،

فالهداية إذا كانت هداية توفيق فهي من الله وحده، يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم،
فناسب أن يدعو بالألوهية،
وإذا كانت هداية إرشاد فمن أسبابها اتباع الكتاب والسنة وأقوال العلماء الربانين وغير ذلك،
فناسب أن يدعو بالربوبية.
وعلى هذا فنحن في الفاتحة نسأل الهداية بجميع أنواعها:
هداية التوفيق وهداية الإرشاد



---------الروابط والهوامش
[1] يراجع موضوع بعنوان: (http://vb.tafsir.net/tafsir41677/).
[2] في صحيح البخاري قال: كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول في ركوعهِ وسجودهِ: (( سبحانك اللهم ربَّنا وبحمدِك، اللهم اغفرْ لي)).
[3] في صحيح البخاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيِّدُ الاستغفارِ: اللَّهمَّ أنتَ ربِّي ، لا إلَهَ إلَّا أنتَ ، خَلقتَني وأَنا عبدُكَ...)).
[4] في صحيح البخاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أوى أحدُكُم إلى فِراشِهِ ... ثمَّ يقولُ : باسمِكَ ربِّي وَضعتُ جَنبي وبِكَ أرفعُهُ ...)).
[5] في صحيح الجامع للألباني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحَبُّ الكلامِ إلى اللهِ تعالَى أربعٌ : سُبحانَ اللهِ، و الحمدُ للهِ، و لا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبَرُ، و لا يَضرُّكَ بِأيِّهِنَّ بدأْتَ)).
[6] أجاب الشيخ العثيمين عن سؤال يقول: (كيف كانت "لا إله إلا الله" مشتملة على جميع أنواع التوحيد؟)، وكان في جوابه: (وهو [أي توحيد الألوهية] متضمن لتوحيد الربوبية)، رابط الفتاوي السؤال رقم 18 (http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17973.shtml).
أما الربوبية تستوجب وتستلزم الألوهية ولكن لا تتضمنها.

[7] في صحيح مسلم قال: عن حذيفة بن اليمان قال: صلَّيتُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ ليلةٍ ... ثم ركع فجعل يقول " سبحانَ ربيَ العظيمِ " فكان ركوعُه نحوًا من قيامِه ... ثم سجد فقال " سبحان ربيَ الأعلى ... وفي حديثِ جريرٍ من الزيادةِ : فقال " سمع اللهُ لمن حمده . ربَّنا لك الحمدُ " .
[8] يراجع موضوع: ( http://vb.tafsir.net/tafsir41539/#.VLDe9dKUd0g ).
 
السلام عليكم ورحمة الله
مقتضی كلامك أن أدعية السنة أشمل وأعم وأكمل من أدعية القرآن الكريم أليس كذلك
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك ونفع بك،،

أدعية السنة أشمل من حيث الحالات فأدعية القرآن لأحوال مخصوصة، أما أدعية السنة الغالب عليها أنها لأحوال كثيرة.

هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فأدعية السنة تستخدم ألفاظ أعم من أدعية القرآن لأن التوسل بالألوهية أعم من التوسل بالربوبية.

ومن جهة الكمال فالدعاء بالقرآن أكمل إذا توافق حالك مع حال الدعاء بالقرآن، ودعاء السنة أكمل إذا توافق حالك مع حال الدعاء بالسنة، أما إذا كان حالك لم يرد بخصوصه نص، فندعو بالربوبية أن ييسر لك الله أسباب تحصيل المطلوب، فإذا انقطعت بك السبل ولا تعرف لذلك سبب لتحصيله فادعو الألوهية، والله تعالى أعلم،،،
 
ماذا لو قال المسلم : اللهم اهدني إلى صراطك المستقيم أو دعا بدعاء من عنده يطلب به حاجة من الله تعالى فهل هو أكمل أم الدعاء بآي القرآن (نصاً) أكمل إذا كان يواطيء تلك الحاجة ؟؟
 
ومن جهة الكمال فالدعاء بالقرآن أكمل إذا توافق حالك مع حال الدعاء بالقرآن، ودعاء السنة أكمل إذا توافق حالك مع حال الدعاء بالسنة، أما إذا كان حالك لم يرد بخصوصه نص، فندعو بالربوبية أن ييسر لك الله أسباب تحصيل المطلوب، فإذا انقطعت بك السبل ولا تعرف لذلك سبب لتحصيله فادعو الألوهية، والله تعالى أعلم،،،

جزاك الله خيرا، وبارك الله فيك،،،
 
برأيي حفظك الله عدم صواب ما ذهبت إليه فاالدعاء في القرآن أشمل وأكمل وأوثق الدعاءولذلك ادلة كثيرة سبق ان دونتها في بحث بسيط نشر هنا قبل فترة قصيرة ، وقد لا حظت خلو ما تفضلت به من اي دليل لا من قرآن ولا سنة فلم تورد ما يثبت ما ذهبت إليه ، فهلا دللت على ما قلت وفقك الله ؟
 
بارك الله فيك، ونفع بك،

بالفعل فكل ما أذهب إليه خطأ يحتمل الصواب،

وكلنا متعبدون بالدليل،

أما أدعية القرآن فهي جاءت في سياق الحكاية، لمواقف محددة معينة، ونحن يحسن بنا إذا وقعنا في نفس المواقف أن ندعو بهذه الكلمات التي علمها لنا ربنا في القرآن.

وكل أدعية الأنبياء في القرآن من هذا القبيل إلا النادر،

يقول إبراهيم عليه السلام وهو يرفع القواعد من البيت: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (البقرة : 127 )

ويقول زكريا عليه السلام: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} (آل عمران : 38 )

وهكذا ستجد أن جل أدعية الأنبياء جاءت في سياق الحكاية والقصص، لموقف معين.

وقلنا أن من وافق حاله أحد هذه الأحوال فالأفضل والأكمل أن يدعو بما دعى به الأنبياء.

إذا كان هذا خطأ، فأحب أن أسمع تعليقك لأستفيد منه، وإن كنت توافقني على ذلك، فسأستكمل الأدلة.

وجزاك الله خيرا،،،
 
[h=6]بسم1[/h][h=6]أخي الحبيب
أول المآخذ هو تقديم السنة على القرآن ، فكيف يقدم ظني الثبوت على قطعي الثبوت ، فالسنة وإن وجد الصحيح إلا أنه لا يرقى لصحة كتاب الله ، وبالتالي فالأصل هو القول بما في كتاب الله فإن تناقض او تعارض مافي الكتاب مع المرويات أيا كانت درجة صحتها فإن الكتاب هو المقدم في ذلك وسبق ان نشرت بحثا عن أسرار الدعاء ارجع فيه لكتاب الله تعالى
[/h]وقد حررته وأضفت إليه ما سأورده في معرض رد ما تفضلت به واثبات عكسه فأقول وبالله التوفيق:

[h=6] الفرق في الدعاء بين افتتاحه بقول (ربِّ) والدعاء بقول (اللََهُمَّ)
[/h] [h=6]إن دلالة الدعاء بالاسم الرباني هو من أظهر الأدعية في كتاب الله فنجد أنه تعالى في كتابه إذا دُعي لتحقيق طلب فإن الدعاء بتضمن أيضاً اسمه الموافق المحقق لتلك الصفة المطلقة فإن دعي بالرزق ختم الدعاء بأسماء ذات دلالة على الرزق والكرم (الرزاق الكريم) وعلى سبيل المثال إذا طلب من ربنا جلت قدرته التوبة والمغفرة فتجد الآية ختمت الدعوة بالتأكيد على صفتي التوبة والرحمة مثلا فيقول تعالى:[/h] [h=6]{ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [البقرة:128][/h] [h=6]وهذا يقودنا لدلالة هامة مؤيدة لمحصلة هذا البحث وهي أن الدعاء بالاسم المناسب لحال الداعي وطلبه أقرب في الإجابة وأصح في الإتيان.[/h] [h=6]فنقول بناءً على ذلك بأن اسم الجلالة “الله” متعلق بإلوهيته واستحقاقه بالعبادة دون سواه وتفرده بالصفات الأزلية المطلقة فهذا الإسم العظيم هو مناط التنزيه والتسبيح والتعظيم والتمجيد أكثر من كونه مناط الدعاء والطلب ، واسمه تعالى (الربّْ) مناط الربوبية والعناية بخلقه ورعايتهم بالرزق والشفاء والحفظ والمغفرة ، وعليه فإن الدعاء بالربوبية إنما يكون لسؤال قضاء الحوائج ، والدعاء بالإلوهية إنما يكون للتنزيه والتمجيد والتعظيم ، مصداق ذلك في كتاب الله تعالى إذ مرت بنا في هذا البحث آيات الدعاء بالربوبية متعلقة بحاجة المخلوق بينما سنرى كيف أن الدعاء بإلوهيته تعالى إنما وردت على سبيل التنزيه والتعظيم والتمجيد ولم ترد للطلب :[/h] [h=6]{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [آل عمران:26][/h] [h=6]فلم تتضمن الآية سؤال الله بأن يحقق أمراً بل تضمنت تمجيده سبحانه وبيان مطلق قدرته وحكمه وسعة ملكه ، ويؤمر المؤمن بقول مضمون هذه الآية على سبيل تمجيد الله وتعظيمه لاستذكار مطلق قدرته جل جلاله.[/h] [h=6]{ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [يونس:10][/h] [h=6]وهذا سياق دعاء أهل الجنة ، فلا شك أن الجنة دار جزاء وليست دار تكليف ، وحاجات أهل الجنة متحققة بدون دعاء ولهذا جعلها لأهلها ولا يلزم أهل الجنة دعاء الله لتحقيق مرادهم بل أن تمنيهم لما يشاؤون كافٍ لتحققه ، ويبقى التسبيح والتنزيه الحمد لله جل جلاله ، فيبين لنا تعالت ذاته أنهم لم يعودوا بحاجة للدعاء بالربوبية لتحقيق مرادهم في الجنة فكان دعائهم كله تنزيه وتمجيد وحمد.[/h] [h=6]{ قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } [الزمر:46][/h] [h=6]ولو اطلعنا على السياق لرأينا كيف أنه لبيان قدرة الله وعلوه سبحانه ، وهذه الآية لم تتضمن دعاء لله جل جلاله بل الجلي فيها أن الدعاء بالإلوهية أتت في سبيل تنزيه الله وبيان مطلق قدرته وحكمه وعلمه بالغيب والشهادة.[/h] [h=6]{ وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [الأنفال:32][/h] [h=6]وهذا قول كفار قريش ولم تكن هذه الدعوى تتضمن مقتضى الربوبية والرعاية والحفظ كان الدعاء بالإلوهية غير متحقق فلم يمطر الله عليهم حجارة ولم يأتيهم بعذاب وهذا من أظهر الدلائل على عدم تحقق الدعاء بالإلوهية.[/h] [h=6]{ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ } [المائدة:114][/h] [h=6]وهنا إذ تضمن الدعاء الألوهية في سبيل التعظيم فقد كان الدعاء بالنداء (ربَّنا) في سبيل الطلب ولذلك حقق الله دعاء عبده عيسى عليه السلام وحقق المعجزة بقدرته المطلقة .[/h] [h=6]وبالتالي فإن الله تعالى لم يترك في كتابه أمراً إلا بيَّنه لعباده ومنه الدعاء وصيغته الذي لم يذكر في كتاب الله سرداً وإخباراً فقط بل ليستن المؤمن به ويدعو باركانه ليتحقق طلبه ويجاب إلى حاجته.
[/h]
والله تعالى أعلم وأحكم وصل اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم
 
أول المآخذ هو تقديم السنة على القرآن ، فكيف يقدم ظني الثبوت على قطعي الثبوت ، فالسنة وإن وجد الصحيح إلا أنه لا يرقى لصحة كتاب الله ، وبالتالي فالأصل هو القول بما في كتاب الله فإن تناقض او تعارض مافي الكتاب مع المرويات أيا كانت درجة صحتها فإن الكتاب هو المقدم

بارك الله فيك،،،

أنت صنعت خلاف من لا خلاف،

وبدون قصد تشكك في السنة كلها،

فإن كنت لا تشكك في السنة ولكنك تشكك في حديث ما، فهات الحديث أبين لك أنه ليس هناك تعارض أصلا، وإنما التعارض في ظنك،،،

وجزاك الله خيرا،،،
 
أنا لا اشكك في السنة رعاك الله ومعاذ الله أن يكون ذلك مني
أنا أشكك في قولك وابين تعارضه مع كتاب الله وارجو ان تقرأ ما يتلو اقتباسك وما كان مضمون الاقتباس الا لأبين لك أنه إن كان سبب ما ذهبت إليه هو بسبب ما قرأت في المأثور فالقرآن ألزم لك ثم سقت لك الدليل .
فلعلك حفظك الله تطلع على ما تضمنه البحث وما الحقته به هنا وإن وجدت ما يبطله فهذا مما ارجوه لاتراجع عن القول الخطأ بطيب نفس
اجزل الله لكم المثوبة
 
إذا كنت لا تشكك في السنة،

فما وجه كلامك، (وبالتالي فالأصل هو القول بما في كتاب الله فإن تناقض او تعارض مافي الكتاب مع المرويات أيا كانت درجة صحتها فإن الكتاب هو المقدم في ذلك)

ما الداعي الذي جعلك تصيغ هذه العبارات،،،

أرجو أن تراجع نفسك،،،

ثم أنت كلت لموضوعي بالخطأ دون إشارة لموضع ذلك الخطأ،

فلما أخذت أسرد لك الموضوع نقطة نقطة، تجاوزت ذلك، وأعرضت عن السؤال،

(
إذا كان هذا خطأ، فأحب أن أسمع تعليقك لأستفيد منه، وإن كنت توافقني على ذلك، فسأستكمل الأدلة)

وأحلتني على موضوعك،،،

ليس هكذا تكون المناظرات،،،
 
السلام عليكم
فتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية وليس العكس[6].
أشكلت علي وابراهيم عليه السلام ، قال إن الله يأت بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فاستدل بالربوبية ،على الإلهية ،وقبلها استدل على الربوبية بالإحياء والإماتة
الرب والإله والخالق والمعبود واحد .
ربوبية الخلق قاصرة في التصرف والنفقة ... الخ مما يشارك فيه غيره من المربوبين بالربّ الخالق والمالك والمدبر والرزاق والخلق لله وهو الرب ومن دون تعقيد أسماء الله الحسنى تتفاضل واسم
الله على مارجحه كثير من المتأخرين أعظمها ​والله أعلم

 
بارك الله فيك،

من حيث الاستدلال فما ذهبت إليه صحيح فنحن نستدل على وجود ووحدانية الله بآثار ربوبيته، وهذا كثير في القرآن الكريم، ولا شك أن اسم الله أعظم أسماء الله سبحانه وتعالى، ولكن الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى، عبارة عن كيفيات كثيرة، لو التزمت السنة في ذلك لكان أوقع، كما سجلنا ذلك في موضوع الاسم الأعظم في البسملة.
 
بسم1​
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من أبرز المآخذ على ما تفضلت به اخي الكريم ما يلي :
لماذا أكثر أدعية السنة مصدرة بكلمة اللهم ونحو ذلك،
وأكثر أدعية القرآن مصدرة بكلمة ربي ونحو ذلك؟
وهذا سؤال خاطئ ينطوي على خلل في فهم الفرق بين (ربِّ) واستخدامها على سبيل النداء ، وبين (ربِّي) واستخدامها على سبيل الإضافة ، فإن وجد هذا الخلل وجب اعادة بناء المقال برمته فلا يوجد دعاء في القرآن تم افتتاحه بكلمة (ربي) وباعتقادي أن ذلك الفهم كافٍ للتوقف عن التوغل أكثر.



الفرق بين كلمة (الله)، وكلمة (رب العالمين)
في قوله تعالى: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
ووجه المقارنة مبهم فالله علم ، ورب العالمين نعت فعن ماذا تبحث واي فرق تريد أن تصل إليه ؟ هل تبحث عن تفصيل جملة (الحمدلله) كما يقترن بلفظ الجلالة الله من لوازم التعظيم والتمجيد والحمد ، وما يقترن بنعته تعالى في (رب العالمين) من لوازم قدرته وحفظه ورزقه وغفرانه لعباده ؟؟ أم غير ذلك ؟


فإن قال قائل كيف يكون الأكمل مقام الألوهية،
والأنبياء أكثر دعوتهم كانت بألفاظ: (ربي)، و(ربنا)، ونحو ذلك.
وهنا في هذا الموضع من مقالكم وفقكم الله وفي مواضع أخرى تكرر الخلط بين (ربِّ ، ربَّنا) كنداء من جهة وبين (ربِّي) على سبيل الإضافة .
أما أدعية السنة فأكثرها بألفاظ الألوهية؛
لأن الرسول الكريم معلم لأمة كاملة ولأحوال كثيرة، فناسب أن يدعو بالأعم،
لأن الرسول الكريم معلم لأمة كاملة ولأحوال كثيرة، فناسب أن يدعو بالأعم،
فيشمل مقامات الألوهية والربوبية معا.
والقرآن الكريم علم النبي صل الله عليه وسلم فحريٌّ بنا أن نتعلم منه واشتمل على أدعية الألوهية والربوبية وتبين من سياق الآيات متى تستعمل أدعية مفتتحة بالنداء (ربِّ ، ربَّنا) وبين الأدعية المفتتحة بقوله (اللَّهُمَّ).

أما أدعية القرآن فهي جاءت في سياق الحكاية، لمواقف محددة معينة، ونحن يحسن بنا إذا وقعنا في نفس المواقف أن ندعو بهذه الكلمات التي علمها لنا ربنا في القرآن.

وكل أدعية الأنبياء في القرآن من هذا القبيل إلا النادر،
وكثير من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم وردت على سبيل الحكاية فيروي الصحابي بأنه صلى الله عليه وسلم إذا وقع في أمر دعا بكذا ، ولا شك بأن الحكاية التي تروى في كتاب الله لا تغير النص البتة فعندما يقول ربنا جلت قدرته

{ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } [الأعراف:151]
يعني بأن موسى عليه السلام قال ذلك حرفياً وليس لمجرد الحكاية فكان هذا الدعاء بالغ الأهمية إذ حكاه ربنا جلت قدرته وافتتحه موسى بنداء ربه بـ (رَبِّ ) .

فرأيي أن إقحام المقارنة بين القرآن والسنة فتقدم على القرآن أو يفاضل بين الدعائين خطأ بالغ لا ينبغي من الأساس ووجه المقارنة بين كلام الله وبين غيره من كلام البشر مقارنة فاسدة ، فأرجو من جنابكم تقبل رأي اخيكم وإن كنت قد فهمت شيء من قولكم خطأ لقصور في فهمي فأرجو تبيانه ، وتقبل الله منا منكم صالح القول والعمل وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
 
فرأيي أن إقحام المقارنة بين القرآن والسنة فتقدم على القرآن أو يفاضل بين الدعائين

أعتقد أنني أخيرا توصلت لمربط الفرس، أنك لا تستسيغ المقارنة بين القرآن والسنة،

لذلك ذهبت يمينا ويسارا، وحيرتني معك،

يا أخي قولنا أن جل أدعية الأنبياء في القرآن توسل بالربوبية،

وأن جل أدعية السنة توسل الألوهية،

هذا حق لا يماري فيه إلا مجادل، والأدلة على ذلك كثيرة جدا،

إذا كنت توافق على هذا القدر فلنا أن نكمل أما أن أكمل معك ولا أعرف ما وجهت معارضتك.

أما كلامك حول رب المضافة ورب الدعاء فإنا أعطيك أمثلة من القرآن توضح الخطأ غير المقصود، فأستسمحك عذارا،،

فإن كنت توافقني على أن أدعية القرآن تباين أدعية السنة، فيمكننا أن نكمل بإذن الله،

أما إن كنت تظن أن المقارنة بين القرآن والسنة تنقص من أحدهما فهذا باطل بالكلية، وغير موجود إلا في ظنك فقط،
 
السلام عليكم بارك الله فيك القضية قضية اختلاف تنوع فقط والله أعلم ولكن هناك أدعية أكمل وأتم وكان رسولنا صلى الله عليه وسلم كما قالت أمنا عائشة العفيفة الطاهرة الصديقة بنت الصديق يتأول القرآن كما تأول عند نزول النصر "فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا " فقال في ركوعه وسجوده ...سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي"

أما بخصوص اللهم وربي وربنا ويالله وغيرها من الأدعية وأكثر ماكان يدعو به الأنبياء فكل هذا يؤدي إلى قصد واحد ولكن بعضها أكمل في السياق من بعض والله أعلم
 
نصيحة الجدال بين المسلمين يكون بحب إظهار الحق سواء أظهرت أنت أوغيرك ... ولكن كلنا نهدف في النهاية إلى التعلم ولكم في سلفكم إسوة حسنة وتعلمون كلام الشافعي ..الغاية عبادة الله ثم هذا العلم مفاده التقرب إلى الله كل شيئ من الله وإليه وما أوتيتم من العلم إلا قليلا قصة الخضر وموسى فيها آيات وهي مبسوطة في كتاب التفسير للبخاري
العلم الحقيقي ماأورث الخشية والعمل وماسواه فوسواس الشياطين أقصد العلم الشرعي قال الله قال رسوله قال الصحابة ..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
فرأيي أن إقحام المقارنة بين القرآن والسنة فتقدم على القرآن أو يفاضل بين الدعائين خطأ بالغ لا ينبغي من الأساس ووجه المقارنة بين كلام الله وبين غيره من كلام البشر مقارنة فاسدة ، فأرجو من جنابكم تقبل رأي اخيكم وإن

كنت قد فهمت شيء من قولكم خطأ لقصور في فهمي فأرجو تبيانه ، وتقبل الله
منا منكم صالح القول والعمل وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم


القرآن والسنة الكتاب والحكمة هل خالف الرسول القرآن هذا كفر صريح
هل دعى رسولنا دعاء شركي هذا كفر هل يعلم أويفهم أحد من الناس القرآن كما فهمه الرسول صلى الله عليه وسلم لا والذي فطر السماء
الرسول صلى الله عليه وسلم معلم للناس قال تعالى :"وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما" من سورة النساء
لافرق بين القرآن والسنة من حيث التشريع مصدران يتعلم منهما على السواء وهل كانت السنة إلا شارحة للقرآن والسلام عليكم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل صابر
ربما لم تصل الفكرة كما أردتها فمعاذ الله أن أرمي بالتعارض بين القرآن وصحيح السنة فلا شك في كفر القائل بذلك فلا يمكن أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بما يعارض التنزيل البتة.
ووجه اعتراضي أن يتم تجميد الدعاء القرآني باعتباره ورد (على سبيل الحكاية) وكانه غير صالح للاستخدام مقارنة بالدعاء النبوي الوارد في السنة النبوية ، وأن الدعاء النبوي أعم وأشمل وروي ليتبع وليس على سبيل الاخبار والحكاية وهذا ما فهمته من مجمل مقال الأخ الكريم ، فهنا حق أن أعترض لأن المقارنة بين وجاهة وقوة ونفاذ الدعاء النبوي مقابل الدعاء القرآني قول فاسد فالمقارنة صارت بين القرآن الذي هو قطعي الثبوت وبين السنة النبوية التي فيها ماهو ظني الثبوت وماهو قطعي الثبوت فلا يقدم المفضول على الفاضل والموثوق على الأوثق ، وبرأيي أن دراسة الصيغ القرآنية في الدعاء ، والصيغ الحديثية أولى بدون الدخول في مقارنة وتقديم وتأخير.
والله من وراء القصد وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
 
الأخوة الأفاضل المشاركين والمتابعين،،،

لكم مني كل تحية واحترام،

هناك حقائق واضحة لا تحتاج إلى دليل،،،

وأنا أقول أن أدعية القرآن متنوعة تنوعا كبيرا،

لكن أدعية الأنبياء - أقول الأنبياء - الغالب فيها أنها في سياق قصة، وليست كأدعية السنة الغالب فيها أنها تعليم تصلح لمواقف كثيرة، فالرسول الكريم في أدعية الصلاة مثلا لم يقل من كان مذنبا فليدع بكذا ومن كان يريد الولد فليدع بكذا، بل هي تعليم لأمة كاملة في مواقف عديدة.

أدعية الأنبياء في القرآن تأتي في سياق قصة وأحوال وقع فيها الأنبياء فعلمهم الله دعاء ثم استجاب لهم هذا الدعاء.

فأدعية الأنبياء متى تقال؟ تقال إذا ألم بك حال كحالهم.

أما أدعية السنة فهو تعليم نلتزم به في كل يوم إذا كان من الأدعية الدورية، أو في كل صلاة إذا كان من أدعية الصلاة، وقد يكون لأحوال مخصوصة، كأدعية الأنبياء، نحو أدعية النوم، وغير ذلك.

هذه حقائق لا تحتاج لنقاش كثير.

يبقى توجيه ذلك، أكثر الأئمة توجه ذلك على أن أدعية التنزيه أنسب لها ألفاظ الألوهية، وأدعية الطلب والسؤال أنسب لها ألفاظ الربوبية، وهذا مخالف لما جاء في السنة.

بفضل الله نحن لنا توجيه مخالف لذلك،

فإن قال قائل أن ذلك تقول على الله، نقول أن هذا من التدبر الذي أمرنا به.

ونقول أن كل دعاء ارتبط بأسباب معلومة، فالأفضل أن يدعى به بأدعية الربوبية، ولسان حالنا يقول يا رب يسر لي أسباب تحصيل ذلك.

وكل دعاء ارتبط بأسباب غير معلومة، أو ليس له سبب أصلا، أو لا نعرف له سببا فإننا ندعو بالألوهية وحدها.

وهناك أحوال ندعو بالألوهية والربوبية معا، مثل طلب الهداية (في الفاتحة)، وطلب الحماية (المعوذات)، وغير ذلك.

أما دليل ذلك هو الاستقراء، وهات أي دعاء أبين لك ذلك.

وعلى هذا فأكثر الدعاء يكون توسلا بالربوية وحدها، لأن الكون يسير بأسباب معلومة.

وكل أدعية التنزيه إلا النادر يكون بالألوهية، لأنه أعم وأكمل، فأنت عندما تقول سبحان الله، فتشمل تنزيهه لأفعاله، وتشمل تنزيهه لصفاته، بخلاف سبحان ربي، فهذا فهذا تنزيهه لأفعاله دون صفاته.

والله تعالى، أعلى وأعلم،،،
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعل كلام الشيخ بن القيم يوضح سر المسألة ويفصل النزاع،
قال رحمه الله في بدائع الفوائد (2 692) ط المجمع: نقلا من الشاملة (2 193)
«وتأمل كيف صدر الدعاء المتضمن للثناء والطلب بلفظة "اللهم كما في سيد الاستغفار "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك" رواه البخاري والترمذي والنسائي الحديث وجاء الدعاء المجرد مصدرا بلفظ الرب نحو قول المؤمنين: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا} وقول آدم: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا} وقول موسى: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} وقول نوح: {رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ} وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بين السجدتين: "رب اغفر لي رب اغفر لي" صحيح وسر ذلك أن الله تعالى يسأل بربوبيته المتضمنة قدرته وإحسانه وتربيته عبده وإصلاح أمره ويثنى عليه بإلهيته المتضمنة إثبات ما يجب له من الصفات العلى والأسماء الحسنى وتدبر طريقة القرآن تجدها كما ذكرت لك فأما الدعاء فقد ذكرنا منه أمثلة وهو في القرآن حيث وقع لا يكاد يجيء إلا مصدرا باسم الرب وأما الثناء فحيث وقع فمصدر بالأسماء الحسنى وأعظم ما يصدر به اسم الله جل جلاله نحو: {الحمد لله} حيث جاء ونحو: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ} وجاء: {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ} ونحوه {سبح لله ما في السموات وما في الأرض} حيث وقعت ونحو: {تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} ، {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} : {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ} ونظائره وجاء في دعاء المسيح: {اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ} فذكر الأمرين ولم يجيء في القرآن سواه ولا رأيت أحدا تعرض لهذا ولا نبه عليه سر عجيب دال على كمال معرفة المسيح بربه وتعظيمه له فإن هذا السؤال كان عقيب سؤال قومه له: {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ} فخوفهم الله وأعلمهم أن هذا مما لا يليق أن يسأل عنه وأن الإيمان يرده فلما ألحوا في الطلب وخاف المسيح أن يداخلهم الشك إن لم يجابوا إلى ما سألوا بدأ في السؤال باسم {اللَّهُمَّ} الدال على الثناء على الله بجميع أسمائه وصفاته ففي ضمن ذلك تصوره بصورة المثني الحامد الذاكر لأسماء ربه المثني عليه بها وأن المقصود من هذا الدعاء وقضاء هذه الحاجة إنما هو أن يثني على الرب بذلك ويمجده به ويذكر آلاءه ويظهر شواهد قدرته وربوبيته ويكون برهانا على صدق رسوله فيحصل بذلك من زيادة الإيمان والثناء على الله أمر يحسن معه الطلب ويكون كالعذر فيه فأتى بالاسمين اسم الله الذي يثني عليه به واسم الرب الذي يدعي ويسأل به لما كان المقام مقام الأمرين فتأمل هذا السر العجيب ولا يثب عنه فهمك فإنه من الفهم الذي يؤتيه الله من يشاء في كتابه وله الحمد» ا ه كلامه رحمه الله

 
بسم الله الرحمن الرحيم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الأخ العزيز/ شوقي، بارك الله فيك ونفع بك، وجمعني وإياك في مستقر رحمته

وجزاك الله خيرا كثيرا على هذا النقل المبارك،

وجزى الله إمامنا الإمام ابن القيم أجرا كبيرا عظيما، ونفع بعلمه الكثير إلى يوم الدين،

* * * يقول الإمام: (وجاء الدعاء المجرد مصدرا بلفظ الرب)، وكلامه رحمه الله منقوض بما جاء في السنة فلو راجعنا كتاب الدعوات من صحيح البخاري، نجد الآتي:
- وَكَانَ يَقُولُ فِى دُعَائِهِ « اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِى قَلْبِى نُوراً ، وَفِى بَصَرِى نُوراً ، وَفِى سَمْعِى نُوراً ، وَعَنْ يَمِينِى نُوراً ، وَعَنْ يَسَارِى نُوراً ، وَفَوْقِى نُوراً ، وَتَحْتِى نُوراً ، وَأَمَامِى نُوراً ، وَخَلْفِى نُوراً ، وَاجْعَلْ لِى نُوراً »، وهذا دعاء مجرد من الثناء والتمجيد.
- « اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ »، وهذا دعاء مجرد من الثناء والتمجيد.
- « اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِى عَامِرٍ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ ذَنْبَهُ »، وهذا دعاء مجرد من الثناء والتمجيد.
- كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَاهُ رَجُلٌ بِصَدَقَةٍ قَالَ « اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ فُلاَنٍ » . فَأَتَاهُ أَبِى فَقَالَ « اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِى أَوْفَى »، وهذا كذلك.
- « اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ وَاجْعَلْهُ هَادِياً مَهْدِيًّا »، وهذا كذلك.
- « اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ ، وَبَارِكْ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتَهُ »
- « اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا »
- « اللَّهُمَّ الرَّفِيقَ الأَعْلَى »
- اللَّهُمَّ أَحْيِنِى مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْراً لِى ، وَتَوَفَّنِى إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْراً لِى »
- اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ ... [ في أكثر من حديث]
- اللَّهُمَّ فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ فَاجْعَلْ ذَلِكَ لَهُ قُرْبَةً إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ »
- « اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ ، وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ »
- اللَّهُمَّ إِنِّى أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ جَبَلَيْهَا مِثْلَ مَا حَرَّمَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِى مُدِّهِمْ وَصَاعِهِمْ »
- اللَّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّى خَطَايَاىَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ ، وَنَقِّ قَلْبِى مِنَ الْخَطَايَا ، كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ ، وَبَاعِدْ بَيْنِى وَبَيْنَ خَطَايَاىَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ »
- « اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ ، كَمَا حَبَّبْتَ إِلَيْنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ ، وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الْجُحْفَةِ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِى مُدِّنَا وَصَاعِنَا »
- اللَّهُمَّ أَمْضِ لأَصْحَابِى هِجْرَتَهُمْ ، وَلاَ تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ
- اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا
- « اللَّهُمَّ أَعِنِّى عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ »
- « اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْساً وَأْتِ بِهِمْ »
- « اللَّهُمْ اغْفِرْ لِى مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ »

هذه الأحاديث نماذج تدل على أن التوسل بالألوهية غالب على أحاديث الرسول صلى الله عليه سلم، وتنقض ما ذهب إليه الإمام، وهذا موجود في كل كتب السنة، وهو كثير لا يماري فيه أحد، إلا إذا كان رحمه الله يقصد خصوص الدعاء في القرآن دون الدعاء على وجه العموم.

* * * يقول رحمه الله: (وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بين السجدتين: "رب اغفر لي رب اغفر لي").
وهذا حديث صحيح لكن الاستشهاد به ضعيف لأنه ورد بصيغة الألوهية أيضا، ومن ذلك:
- كانَ النَّبيُّ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ - يقولُ بين السَّجدتينِ: اللَّهمَّ اغفِر لي، وارحَمني، واهدِني، وعافِني، وارزُقْني، صححه الألباني في صحيح الترمذي وغيره.

* * وأكثر أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي طلب فيها المغفرة كانت توسلا بالألوهية، ومن ذلك:
- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ « الْمَلاَئِكَةُ تُصَلِّى عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِى مُصَلاَّهُ الَّذِى صَلَّى فِيهِ ، مَا لَمْ يُحْدِثْ ، تَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ »، صحيح البخاري.
- كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِى رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ « سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى »، صحيح البخاري.
- عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ ... ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى . أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ »، صحيح البخاري.
- « اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ »، صحيح البخاري.
- اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعُبَيْدٍ أَبِى عَامِرٍ »، صحيح البخاري.
- « اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِى فَإِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ »، صحيح البخاري.
- اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى وَارْحَمْنِى وَأَلْحِقْنِى بِالرَّفِيقِ الأَعْلَى »، صحيح البخاري.
- لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى ، اللَّهُمَّ ارْحَمْنِى ، إِنْ شِئْتَ . لِيَعْزِمِ الْمَسْأَلَةَ ، فَإِنَّهُ لاَ مُكْرِهَ لَهُ »، صحيح البخاري.
- « اللَّهُمْ اغْفِرْ لِى مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ »، صحيح البخاري.
- قال قُلْ : اللهم !اغفرْ لي وارحمْني واهدِني وارزقْني، صحيح مسلم.
- اللهمَّ ! اغفِرْ لأهلِ بقيعِ الغَرْقدِ، صحيح مسلم.
- قال : قولي : اللَّهمَّ ! اغفرْ لي وله، صحيح مسلم.
- ثم يكون من آخرِ ما يقولُ بين التشهُّدِ والتَّسليمِ " اللهمَّ ! اغفرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ . وما أسررتُ وما أعلنتُ . وما أسرفتُ . وما أنت أعلمُ به مِنِّي . أنت المُقدِّمُ وأنت المُؤخِّرُ . لا إله إلا أنتَ "، صحيح مسلم.
- أذنَب عبدٌ ذنبًا . فقال : اللهمَّ ! اغفِرْ لي ذنبي، صحيح مسلم.
- اللهم اغفر لي ذنبي كله . دقه وجله . وأوله وآخره . وعلانيته وسره، صحيح مسلم.
- وصلَّى على جنازةٍ ) يقول " اللهمَّ ! اغفرْ له وارحمْه، صحيح مسلم.

* * * يقول الإمام رحمه الله: (وسر ذلك أن الله تعالى يسأل بربوبيته المتضمنة قدرته وإحسانه وتربيته عبده وإصلاح أمره).
وهذا منقوض بأن السنة جاءت بعكس ما ذهب إليه، فأكثر السؤال الذي سأله النبي صلى الله عليه وسلم كانت بألوهيته دون ربوبيته، كما مثلنا من صحيح البخاري، ولو راجعت أي كتاب في ذلك لتوصلت بسهولة لنقض هذه القاعدة.

* * * يقول رحمه الله: (ويثنى عليه بإلهيته المتضمنة إثبات ما يجب له من الصفات العلى والأسماء الحسنى).
وهذا كلام جيد صحيح عظيم، لكن يحتاج لتفصيل فلماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يعظم ربه ويثني عليه في أقرب ما يكون العبد من ربه فيقول سبحان ربي العظيم، سبحان ربي الأعلى، فإنك لو علمت لماذا عدل صلى الله عليه وسلم عن الألوهية إلى الربوبية ستعلم القاعدة التي توصلك إلى متى تتوسل بالألوهية وحدها ومتى تتوسل بالربوبية حدها ومتى تجمع بينهما، ومتى تقدم هذا على هذا والعكس.

* * * يقول رحمه الله: (وأما الثناء فحيث وقع فمصدر بالأسماء الحسنى وأعظم ما يصدر به اسم الله جل وجلاله نحو: ...، وجاء {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ}).
لم يشر رحمه الله لماذا هنا قال سبحان ربك ولم يقل سبحان الله كما يمثل لذلك، فهذه الآية تخالف قاعدته.

* * * يقول رحمه الله: (بدأ في السؤال باسم اللَّهُمَّ الدال على الثناء)، الكلام عن قوله تعالى: {اللهم ربنا...}.
هذا كلام جميل لكن عند التطبيق ضعيف جدا، فكل الأنبياء لم يفعلوا فعل نبي الله عيسىعليه السلام، وعيسىعليه السلام نفسه في غير هذا الموضع لم يسأل الله بالألوهية مع الربوبية، والرسول الكريم أكثر أدعيته بالألوهية دون الربوبية، فكلامه جميل لكن لا يستقيم مع كل الأدلة.

أجزل الله لإمامنا الكبير الثواب العظيم، ورحمه رحمه واسعة، فقد خلف لنا علما نافعا، أسأل الله بأنه لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الحي القيوم أن لا يقطع أجره مادامت السماوات والأرض، أن يجزل له العطاء إنه هو البر الرحيم.
 
عذرا أخي محمد لكني أظنك لم تفقه كلام الشيخ بن القيم ولم تفهم قصده،
فاقرأه مرة أخرى وتريث ولا تستعجل بالرد فالأحاديث التي استخرجتها أنت ببحث سريع في الشاملة أوغيرها، قد رواها هو بأسانيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم ودرس شروحها على مشايخه ومنهم شيخ الإسلام بن تيمية كما لا يغيب عنك.
فقولك:
(وكلامه رحمه الله منقوض ... ) و(لكن الاستشهاد به ضعيف ... ) و(وهذا منقوض بأن السنة جاءت بعكس ما ذهب إليه، ...) و(هذا كلام جميل لكن عند التطبيق ضعيف جدا ...)، دليل على عدم فهمك لكلامه وهوالقائل في آخر كلامه: "فتأمل هذا السر العجيب ولا يثب عنه فهمك فإنه من الفهم الذي يؤتيه الله من يشاء في كتابه وله الحمد".
وأكرر : لا تستعجل واقرأ بتؤدة وتريث وتأن، فهذا كلام شيخ من شيوخ الإسلام الذين ذكرت أنت في أول كلامك: (وإذا كانت هداية إرشاد فمن أسبابها اتباع الكتاب والسنة وأقوال العلماء الربانين ) وليس كلام مثلي ومثلك.
أسال الله أن ييسر لنا الفهم ويرزقنا التوفيق إنه سميع مجيب.
 
أخي وعزيزي / شوقي

نصيحتك مشكورة ونسأل الله الشكور، أن تكون مأجورة،

وإذا كان الله قد قيد لنا أمثال الإمام لهدايتنا،

فهو رضي الله عنه مأجور على كل حال، ونحن نؤجر على اتباع الدليل والحق،

فإن الحق أحق أن يتبع، والحق أحب إلينا من كل البشر إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم،،،

بارك الله فيك، ونفع بك،،،
 
تعقبني بعض المتابعين بارك الله فيهم أجمعين في المشاركة رقم 1
عند قولي: (

quote_icon.png
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معتزجمعة

أما قولنا سبحان ربي العظيم، وسبحان ربي الأعلى،
فهذا من باب الجمع بين الألوهية والربوبية،
فاسم الله العظيم والأعلى متضمنان مقام الألوهية،
لأن العظيم والأعلى ليس في أفعاله فقط، بل في ذاته وصفاته وأفعاله جميعا.



).

فقد عقب بقوله: ولكن بقي سؤال ملح إذا سلمنا أن هذا مقام توسل بالألوهية والربوبية معا، ومقام شكر ومدح، فبقي السؤال لماذا أظهر لفظ الربوبية دون الألوهية؟

أقول وبالله التوفيق،
1- أدعية الركوع والسجود الغالب فيها الجمع بين مقام الألوهية ومقام الربوبية،
فتقول سبحان ربي العظيم والأعلى في ذاته وصفاته وأفعاله، وتقول سبحوح قدوس رب الملائكة والروح، وتقول سبحان ذي الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة، وغير ذلك.
2- هذه الأدعية تكون بلفظ الغائب وهذا إذا كان المقام مقام تعظيم فقط، إما إذا كان مقام تعظيم وطلب فإنها تكون بلفظ المخاطب، فتقول سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي.
3- أدعية السجود والركوع لها خصوصية عن باقي الأدعية وهي أن الرسول نهى عن قراءة القرآن عند الركوع والسجود فكان من هديه أن يدعو بأدعية القرآن ويتأول القرآن أي يغير في النص فيجعل النص من عنده وليس من لفظ الله سبحانه وتعالى حتى لا يكون كمن يقرأ القرآن وهو راكع أو وهو ساجد، ومن فائدة ذلك أيضا أن من يغير لفظ القرآن يعمل قلبه في النص وهذا يخرجه من كونه يدعو بقلب لاه خاصة وأنه حافظ، بل هذا الإعمال يتحتم عليك أن تكون داعيا بقلب واع، ومن فائدة ذلك أيضا أن الدعاء بلفظ القرآن لا يناسب أحوال الدعاء لأن القرآن له قدسية والدعاء مطلوب على كل حال نائما أو قائما أو مستلقيا، على جنابة أو غير ذلك.

وإجابة سؤال هذا السائل الكريم نقول وبالله التوفيق لأن في الركوع والسجود نلحظ مقامات مختلفة وهي: مقام التعظيم ومقام الشكر ومقام القرب، فإذا لاحظنا التعظيم فمقام الألوهية أليق به، وإذا لاحظنا مقام القرب والشكر، فإن مقام الربوبية أليق به، لذلك روعي حال الداعي، في اللفظ وأتي بلفظ آخر يجمع المقامين.

والله تعالى أعلى وأعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم,
اخى الحبيب المعتز بالله.
شكر الله لك وعلمك مالم تكن تعلم ورفع لك ذكرك.
الله هو الخالق البارئ المصور ويرزق الارواح ولايكون ذلك لغيره وان تأله الناس غيره.
والرب يرزق الابدان ويمنع الضر ويغفر للمسيئ.
والمربى فى حق الله ينظف الهواء والدماء والماء ولايفعل ذلك ابن ادم.
فاذا لم يتألهه كل الناس فهو ربهم كلهم قهرا, لهذا قال رب العالمين.
أما دعاء القرأن برب فهو الاعلى والاجدر.
واما دعاء النبى محمد ب اللهم فسببه ان العرب لم تعرف غير النداء بهذا ومنه قولهم:
وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ الأنفال (32).
ولم يرد دعاء واحدا فى القرأن بصيغة اللهم أو الله غير هذا.
والدعاء ب رب هو الاصح ويدعى به فى الخاص والعام.
 
نسيت ان اذكر دعاء عيسى ابن مريم:
قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ. المائدة (114)
وهو دعاء خلط فيه عيسى الرزق مع المعجزة.
فرب البيت يستطيع الرزق مالا أو بشراء طعام. لكنه لايستطيع ان يقول كن فيكون الطعام بين يديه لان هذا معجزة وأية لايستطيع عليها سوى الله. لذلك اتى عيسى بكلا الكلمتين: رب فى طلب الرزق وهو الطعام. ثم قوله "اللهم" فى طلب نزول الطعام من السماء امام اعين حواريه.
 
الأخ العزيز/ إسلام

بارك الله فيك، وفي تفكر في آيات الله،

لكن لي ملاحظات لعلك تنظر فيها فأستفيد منك، ونفيد غيرنا من المتابعين،
تقول:
واما دعاء النبى محمد ب اللهم فسببه ان العرب لم تعرف غير النداء بهذا ومنه قولهم:
وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ الأنفال (32).
ولم يرد دعاء واحدا فى القرأن بصيغة اللهم أو الله غير هذا.
والدعاء ب رب هو الاصح ويدعى به فى الخاص والعام.

أما قولك: ان العرب لم تعرف غير النداء، فآيات القرآن واضحة في أنهم كانوا يعرفون الدعاء باللهم وبغيره، قال تعالى: {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ} (صـ : 16 )، وغير ذلك من الآيات كثير. وكانوا يحلفون برب الكعبة ورب كذا وكذا وهذا كثير موجود في أشعارهم، ونقل الله من أقوالهم الدالة على ذلك كثير جدا، وخاطبهم الرسول الكريم في القرآن والسنة بالربوبية كثيرا، كما خاطبهم بالألوهية.

وأما قولك لم يرد في القرآن غير هذا الدعاء، فقد ورد على لسان ذي النون عليه السلام الدعاء بالألوهية وحدها قال تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (الأنبياء : 87 )، وورد في دعاء التنزيه قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (آل عمران : 26 )
وقال سبحانه: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (يونس : 10 )
وقال تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} (الزمر : 46 ).

وقد تفضلت أنت ووضحت سبب أن عيسى ابن مريم جمع في دعائه بين التوسل بالألوهية والربوبية، فهو عليه السلام لما كان نزول المائدة من السماء لا يعلم لها أسبابا فدعى بالألوهية ولما كان الرزق له أسباب لتحصيله دعى بالربوبية، فكأن لسان حاله يقول يسر لي يا رب أسباب نزول هذه المائدة إن كان لها سبب لنزوله، وإن كان ليس لها سبب فارزقنا هذه المائدة بدون أسباب،

وأما دعاء ذي النون عليه السلام فلأنه لا يعلم لنجاته من سبب يقوم به وهو في هذه الظلمات فدعا رب الأسباب أن ينجيه من هذا الغم، ولا يعلم للنجاة من أسباب فيطلب أسباب النجاة.

وأما قولك أن الدعاء بالربوبية هو الأصح، فهذا كلام مغلوط جدا لأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهو أعلم بالله من غيره، كان الغالب عليه الدعاء بالألوهية ولو كان الدعاء بالربوبية هو الأصح لكان صلى الله عليه وسلم أحرص عليه من غيره، وقد أوتي صلى الله عليه وسمل جوامع الكلم فلا يفوته مثل ذلك، وإنما يقال أن الدعاء بالألوهية له مقامات والدعاء بالربوبية له مقامات والدعاء بهما جميعا له مقامات، والدعاء بالربوبية وحدها هو الأكثر والغالب، فإذا علمنا أسباب تحصيل الطلب وهو الأكثر والغالب، ولسان حالنا يقول يا رب يسر لي أسباب تحصيل الرزق أو الولد أو النجاح أو غير ذلك مما نعلم له أسبابا، والذي يدعو بالألوهية في مقام الربوبية فهذا نوع من التواكل لأنه يطلب أن يرزقه الله بمطلوبه، دون النظر إلى الأسباب ودون أن يبذل جهده في تحصيل هذا المطلوب، فإذا توسل بالربوبية لتحصيل المطلوب وألح في الدعاء واستفرغ كل طاقته في طلب أسباب ذلك فله عندئذ أن يتوسل بالألوهية والربوبية معا، وإذا كان المطلوب له أسباب ظاهرة وأسباب خفية كطلب المغفرة (سيد الاستغفار)، وكطلب الحماية من الشرور (المعوذات) فإنه يتوسل كذلك بالألوهية والربوبية معا، وإذا جهل أسباب تحصيل ذلك فله أن يتوسل بالألوهية وحدها، والله تعالى أعلى وأعلم،

وجزاك الله خيرا على هذه الإضافات الماتعة،،،
 
لماذا أكثر أدعية السنة مصدرة بكلمة اللهم ونحو ذلك،
وأكثر أدعية القرآن مصدرة بكلمة ربي ونحو ذلك؟


الفرق بين كلمة (الله)، وكلمة (رب العالمين)
في قوله تعالى: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}



سبق لنا أن تناولنا التوسل بالألوهية والربوبية في القرآن[1]،
وملخص ذلك أن أدعية الأنبياء في القرآن الكريم أكثرها توسل بالربوبية وحدها،
ويندر خلاف ذلك.

وإذا راجعنا أدعية السنة من كتاب الدعوات في صحيح البخاري رحمه الله،
أو كتاب صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم للألباني رحمه الله،
أو غير ذلك من كتب السنة الصحيحة، سنجدها على العكس من أدعية القرآن،
وهي كالآتي:


1- أغلب هذه الأدعية مصدرة بكلمة (اللهم)، أو نحو ذلك مما هو توسل بالألوهية وحدها.
2- وبعضها توسل بالألوهية والربوبية معا، في نحو: ((سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي))[2]،
أو في سيد الاستغفار: ((اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ...))[3]، وغير ذلك، ولكن هذا القسم أقل من القسم الأول.
3- ويندر أن يكون الدعاء في السنة توسل بالربوبية وحدها، في نحو: ((باسمك ربي وضعت جنبي))[4]،
وذلك كله على العكس من أدعية القرآن.

وكذلك، فأدعية التنزيه والتعظيم التي تخلو من سؤال أكثرها توسل بالألوهية وحدها،
مثل: (الحمدُ للهِ)، و(سبحانَ اللهِ)، و(لا إلهَ إلَّا اللهُ)، و(الله أكبر)[5].

والسبب في ذلك، والله أعلم: أن الألوهية أعم من الربوبية،
فتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية وليس العكس[6].

وبيان ذلك أنك إذا قلت سبحان الله أكمل من أن تقول سبحان ربي،
لأن لفظ الجلالة الله يتضمن استحقاقه للعبادة وحده،
ويتضمن كذلك الاعتراف بتفرده بالملك والأمر والخلق.

فإن قال قائل نحن نقول في أدعية السجود والركوع والرفع من الركوع:
(سبحان ربي العظيم)، و(ربنا لك الحمد)،
و(سبحان ربي الأعلى)[7]، ونحو ذلك.

نقول والله أعلم، أن (ربنا لك الحمد) مقام شكر،
وقولنا: (اللهم ربنا لك الحمد)، مقام شكر ومدح، وكلاهما ثابت وصحيح،
فالأول شكر على النعم التي أنعم الله علينا،
أما الثاني مدح وشكر للنعم وللصفات الأزلية والفعلية جميعا،
كما مر معنا[8].

أما قولنا سبحان ربي العظيم، وسبحان ربي الأعلى،
فهذا من باب الجمع بين الألوهية والربوبية،
فاسم الله العظيم والأعلى متضمنان مقام الألوهية،
لأن العظيم والأعلى ليس في أفعاله فقط، بل في ذاته وصفاته وأفعاله جميعا.

فإن قال قائل كيف يكون الأكمل مقام الألوهية،
والأنبياء أكثر دعوتهم كانت بألفاظ: (ربي)، و(ربنا)، ونحو ذلك.

نقول: إن الأفضل لمن كانت حاله تطابق الأحوال التي حكاها القرآن عن الأنبياء،
الأفضل له أن يهتدي بهديهم،
فالتائب من المعصية يقول كما قال آدم عليه السلام،
والذي يريد الولد يقول كما قال زكريا عليه السلام، وعلى هذا فقس.

وكل طلب له أسباب معلومة لتحصيله، فالأفضل فيه أن نتوسل فيه بالربوبية فقط،
لأن أكثر الحاجات التي يطلبها السائلون لها أسباب يربي بها ربنا عباده،
فناسب أن نسأله أن ييسر لنا الأسباب لصلاح أحوالنا.

أما أدعية السنة فأكثرها بألفاظ الألوهية؛
لأن الرسول الكريم معلم لأمة كاملة ولأحوال كثيرة، فناسب أن يدعو بالأعم،

لأن الرسول الكريم معلم لأمة كاملة ولأحوال كثيرة، فناسب أن يدعو بالأعم،
فيشمل مقامات الألوهية والربوبية معا.

أما هنا في قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين} فنحن نعظم العظيم،
ثم نسأل فنقول: {اهدنا الصراط المستقيم} نطلب الهداية نيتوسل بالألوهية والربوبية معا،

فالهداية إذا كانت هداية توفيق فهي من الله وحده، يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم،
فناسب أن يدعو بالألوهية،
وإذا كانت هداية إرشاد فمن أسبابها اتباع الكتاب والسنة وأقوال العلماء الربانين وغير ذلك،
فناسب أن يدعو بالربوبية.
وعلى هذا فنحن في الفاتحة نسأل الهداية بجميع أنواعها:
هداية التوفيق وهداية الإرشاد




---------الروابط والهوامش
[1] يراجع موضوع بعنوان: (http://vb.tafsir.net/tafsir41677/).
[2] في صحيح البخاري قال: كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقول في ركوعهِ وسجودهِ: (( سبحانك اللهم ربَّنا وبحمدِك، اللهم اغفرْ لي)).
[3] في صحيح البخاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيِّدُ الاستغفارِ: اللَّهمَّ أنتَ ربِّي ، لا إلَهَ إلَّا أنتَ ، خَلقتَني وأَنا عبدُكَ...)).
[4] في صحيح البخاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أوى أحدُكُم إلى فِراشِهِ ... ثمَّ يقولُ : باسمِكَ ربِّي وَضعتُ جَنبي وبِكَ أرفعُهُ ...)).
[5] في صحيح الجامع للألباني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحَبُّ الكلامِ إلى اللهِ تعالَى أربعٌ : سُبحانَ اللهِ، و الحمدُ للهِ، و لا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبَرُ، و لا يَضرُّكَ بِأيِّهِنَّ بدأْتَ)).
[6] أجاب الشيخ العثيمين عن سؤال يقول: (كيف كانت "لا إله إلا الله" مشتملة على جميع أنواع التوحيد؟)، وكان في جوابه: (وهو [أي توحيد الألوهية] متضمن لتوحيد الربوبية)، رابط الفتاوي السؤال رقم 18 (http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_17973.shtml).
أما الربوبية تستوجب وتستلزم الألوهية ولكن لا تتضمنها.

[7] في صحيح مسلم قال: عن حذيفة بن اليمان قال: صلَّيتُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ ليلةٍ ... ثم ركع فجعل يقول " سبحانَ ربيَ العظيمِ " فكان ركوعُه نحوًا من قيامِه ... ثم سجد فقال " سبحان ربيَ الأعلى ... وفي حديثِ جريرٍ من الزيادةِ : فقال " سمع اللهُ لمن حمده . ربَّنا لك الحمدُ " .
[8] يراجع موضوع: ( http://vb.tafsir.net/tafsir41539/#.VLDe9dKUd0g ).

الاستاذ المعتز بالله محمد، جزاك الله خيرا على الموضوع فهو في غاية الاهمية،أرسل رابط فيه تعزيز بعض ما جئت به و أيضا معلومات إضافية أخرى


https://www.alukah.net/sharia/0/140307/
 
عودة
أعلى