الفرق بين قوله تعالى ( يعملون ) وقوله ( يفعلون)

إنضم
26 يونيو 2011
المشاركات
8
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
بسم الله والصلاة والسلام على خير خلق الله وآله وصحبه ومن والاه اما بعد
فإنه يشكل عليّ التفريق بين قوله تعالى ( يعملون ) وقوله ( يفعلون )
وكذلك قوله ( نزلت ) وقوله ( انزلت )
فإخترت طرح هذا الموضوع في هذا الملتقى المتخصص بالتفسير وعلومه .
اسأل الله ان يجزي القائمين عليه خير الجزاء إنه سميع مجيب
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
قال تعالى: في سورة هود: {فلا تبتئس بما كانوا يفعلون}، وقال في سورة يوسف: {فلا تبتئس بما كانو يعملون}.
فالفرق بين الفعل والعمل هو أن الفعل عام والعمل خاص، والصنع أخص منهما ؛ فالفعل ينسب إلى العاقل وإلى غيره ، وربما ينسب إلى الجمادات، وأما العمل فقلما ينسب إلى غير العاقل؛ وسمع منه البقر العامل، واليعملة للناقة السريعة أو العاملة اشتق لها اسمها من العمل.
قال الراغب الأصبهاني في مفردات القرآن: الفعل: التأثير من جهة مؤثر وهو عام لما كان بإجادة أو غير إجادة ولما كان بعلم أو غير علم وقصد أو غير قصد ولما كان من الإنسان والحيوان والجمادات والعمل مثله والصنع أخص منهما، والفرق بين الفعل والعمل : أن العمل إيجاد الأثر في الشيء . يقال: فلان يعمل الطين خزفا ويعمل الخوص زنبيلا والأديم سقاء . ولا يقال: يفعل ذلك لأن فعل الشيء عبارة عما وجد في حال كان قبلها مقدورا سواء كان عن سبب أو لا؛ الفعل قد ينسب إلى الحيوانات التي يقع منها فعل بغير قصد وقد ينسب إلى الجمادات والعمل قلما ينسب إليهما. اهـ من المفردات بتصرف.
وعلى هذا فلعل السر في الفرق بين التعبير في الآيتين المذكورتين- والله أعلم- أن الفعل في الآية الأولى نسب إلى قوم نوح وهم كفار، والكفار أشبه بالدواب والجماد.. وقد جاء هذا المعنى في القرآن الكريم كثيرا، فمن ذلك قول الله تعالى: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ . {الأنفال55}، وفي قوله تعالى: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ. { الأعراف179}، فلذلك نسب إليهم الفعل لتشبيههم بالدواب والحيوان وما لا يعقل.
وفي الآية الثانية نسب العمل- الذي هو من شأن العقلاء غالبا- لإخوة يوسف لأنهم كانوا مؤمنين.
والله أعلم.
 
الاخ الكريم
العمل يشمل القول والفعل: " لم تقولون ما لا تفعلون"؟
الفعل تأثير. والعمل يمكن ان يكون مجرد امتناع، ويمكن أن يكون مجرد نية.....ألخ.
 
أتمنى التوضيح أكثر

فأنا أسعى لحفظ القرآن ، و لكني أكثر الخلط عند التسميع و الاستذكار بين هذين الفعلين " يعملون - يفعلون "
" .......... لبئس ما كانوا يعملون "
"..............لبئس ماكانوا يفعلون "
:............و باطل ما كانوا يعملون "

آمل الإجابة مع كل الشكر سلفاً



 
الاخ عبد الرحيم الدي يظهر من كلام الراغب والدي يدل عليه الاستقراء أنه بين الفعل والعمل عموم وخصوص فتجد العمل أعم من ووجه و أخص من وجه كدلك هوالفعل، فهدا الدي يظهر من كلام الراغب فيما سقته من كلامه ؛لا كما قالت العمل عام والفعل خاص فحسب والله اعلم.
وانظر الى ابن فارس اد يقول في معجمه العين والميم والام اصل واحد يدل صحيح وهو عام في كل فعل يفعل ،ويقو ل فمادة فعل الفاء والعين والام أصل صحيح يدل على احداث شئ من عمل و غيره
 
قد يكون لفظ "فعل" محتملا لمجموع أعمال ، فمن باب الاختصار يعبر عن هذه الأعمال بلفظ " الفعل"
كقوله تعالى: " فإن لم تفعلوا ــ ولن تفعلوا ــ فاتقوا النار..." ، فالفعل هنا يحمل الدلالة على الإتيان بما يشبه القرآن، والإتيان بالشهداء الذين يشهدون على ذلك ......
والله أعلم.
 
و يبقى السؤال إخوتنا :
كيف نفرق عند تسميع الآيات القرآنية بين ما يختم بقوله " يعملون " ، و بين ما يختم بــ " يفعلون "
فاللسان يسبق بإحداهما و يحصل اللبس ..فهل من فيصل للتوضيح و تلافي الإشكال
لعل الدكتور عبد الرحمن الشهري أو الدكتور عمر المقبل يفيداننا بهذا الشأن
و جزاكم الله خيرا

 
عودة
أعلى