علي حسين خلاف
New member
بسم1
في هذا الموضوع أضع بين أيديكم وجها محتملا للفرق بين كلمتي "القرآن والكتاب" في الاصطلاح القرآني .
إن كل رسول أرسلة الله جاء بمعجزة هى الدليل على صدق ما أخبر به من أمور الغيب وهذه المعجزة هي الطريق التي تؤدي بالناس إلى الإيمان بتلك الغيبيات والأمور العقدية كتوحيد الله والبحث وكون هذا الرسول رسولا من قبل الله.
أيضا فإن الناس إن هم آمنوا وصدقوا بهذه المعجزة فإنه يأتي إليهم بمنهج فيه الأحكام التي فرضها الله عليهم من الحلال والحرام الخ . فمثلا : موسىعليه السلام معجزته العصا ومنهجه التوراة وعيسى عليه السلام معجزته ما كان من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص الخ ومنهجه الأنجل.
كذلك الأمر في الرسالة الخاتمة ، إن الله أنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم معجزة ومنهجا ، إلا أن هذه المعجزة وهذا المنهج هما شىء واحد وهو كلام الله .
ويمكن ملاحظة أن القرآن إن أراد المعجزة أطلق كلمة "القرآن" ، بينما إن أراد ما نزل على النبي من حيث كونه منهجا وأحكاما أطلق عليه كلمة "الكتاب" .
والعلة اللغوية في ذلك أن كلمة القرآن كأنها اسم للصنعة التي أبدعها الله وأعجز العرب بها ، أما كلمة الكتاب فلا يخفى ما في معنى "كتب" مما يدل على الفرض والحكم .
ولما كانت التوراة والإنجيل تحتوي على الأحكام والمنهج فقط دون المعجزة فإنها تسمى كتبا ولا تسمى قرائين.
وهذه أمثلة واضحة جدا على ذلك:
= القرآن:-
- {وَمَا كَانَ هَٰذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ اللَّهِ } أي إن هذه المعجزة لا يقدر عليها إلا الله.
- {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } أي على أن يأتوا بمثل هذه المعجزة.
= الكتاب:-
- {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ} أي أنزلنا إليك المنهج والأحكام.
- {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ} أي أنزلنا إليك المنهج والأحكام.
ويمكن للزملاء الكرام اقتراح أيات معينة لمناقشتها وفق هذا التصور ، إذ أنه يوجد عشرات الآيات التي وردت فيها هاتان الكلمتان.
والله تعالى أعلم