الفرق بين النعمة والنعيم

إنضم
09/09/2010
المشاركات
178
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الهند
زملائي في هذه الملتقى الكريم

أريد المساعدة في معرفة من تطرق إلى الفرق بين النعمة والنعيم، وجزاكم الله خيرا
 
السلام عليكم
حياك الله..
أراها والله أعلى وأعلم..
نعمة مفرد نِعَم ونِعَم جزء من نعيم وهو إسم الصفه لقوله تعالى: (فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ) [سورة الواقعة : 89] إذ النعيم هنا وصف لجنة..
والله من وراء القصد..
 
أثابك الله
النعيم ليس في موضع الصفة، وفي الآية هو مضاف إلى الجنة وليس وصف للجنة، وأرجو كذلك تتبع مواضع أخرى في القرآن الكريم.
 
النعمة : مؤقتة منقطعة ظاهرة دنيوية للكافر والمؤمن
النعيم : دائم متصل (مقيم) ظاهر وباطن اخروي للمؤمن دون غيره
والله اعلى واعلم
 
النعمة : مؤقتة منقطعة ظاهرة دنيوية للكافر والمؤمن
النعيم : دائم متصل (مقيم) ظاهر وباطن اخروي للمؤمن دون غيره
والله اعلى واعلم

أثابك الله
ولكن ماذا نقول في قوله تعالى: ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ[التكاثر:8]
 
الفرق بين النعمة والنعيم في القرآن الكريم

الفرق بين النعمة والنعيم في القرآن الكريم

من إفادات فضيلة الشيخ محمد أمانة الله الإصلاحي حفظه الله ورعاه

أفادني حفظه الله أن النعمة تطلق على المنحة والعطية، أي ما أنعم الله، والنعمة أنواع، فالحياة نعمة والهداية نعمة، والرسول نعمة والقرآن نعمة.
بينما النعيم يطلق على الرفاهية ورغد العيش. فالنعيم أيضا نعمة من نعم الله الكثيرة. وكل نعيم نعمة وليس كل نعمة نعيم.
فالجنة نعمة، ومن أوصاف الجنة أنه دار نعيم، أي فيها من رغد العيش والرفاهية والراحة الكثير الكثير حتى يرى أثر ذلك بكل وضوح على الوجوه. قال تعالى: تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ[المطففين:24]
كما أفادني رعاه الله أن فعل أنعم أليق بالنعمة، بينما فعل نعّم أليق بالنعيم. فقوله تعالى فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ [الفجر:15] فإنه يشير إلى النعيم.وقوله تعالى: إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ [الزخرف:59] يشير إلى النعمة.
وقوله تعالى ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ [التكاثر:8]، يشبهه في المعنى قوله تعالى: فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ. لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ[الأنبياء:12 ، 13]
فهناك نعيم الدنيا، وهناك نعيم الجنة، وشتان بينهما. ولله الحمد.
 
النعمة والنعيم

النعمة والنعيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وكافة المرسلين وعباده الصالحين

قلوب المؤمنين قلوب مطمئنة عامرة بالمحبة ، وما الحب الا شعور مسترسل يعتريه تعظيم بيقين
وانه استغراق في طبائع الحسن والجمال بما أودع الله بحكمته في خلقه لتتزكى النفوس وتحيا مهجها اليه
وهذا الوجد طبع في أعماق الوجدان فترى المحبين يصغون بملئ نفوسهم واستشعارهم ما شمله هذا الخلق
البديع من أصوات وبدائع وعجائب خلقه فمن حفيف شجر وخرير ماء وترنم طائر وتنعم ظل فوجدوا ذلك حقا
شاهد بوحدانية الله دال على أنه سبحانه ليس كمثله شيء وهذا الحب ميزة الانسان وسر أودعه الله في القلوب
فيبقى العبد في مراعاة سره من خواطر نفسه ، فليس للمحب وحبيبه بين
وانما هو نطق عن شوق ووصف عن ذوق فمن ذاق عرف ، فالهيبة تخرس اللسان عن الاخبار فما ثم الا دهشة
دائمة وحيرة لازمة وقلوب هائمة وأسراركاتمة والمحبة بدولتها الصارمة في القلوب حاكمة ، فهو الذي تعرف
لكل شيء في بيان الصفات وبعنايته كان الوصول فكم حير كمال قدسه ذي لب في تيه الأفكار وكم جمعت قلوب
تنافرت بمعرفة صفة من له نور الكمال فلا يكون في ملكه الا ما سبق به علمه فيما سبق من تقدير وقضاء حتم الذي لا راد لحكمه وخير مسعى مزكى لعباده أن يكون مخللا برضاه وبنور هذا العهد كان خلقهم في شهود النعيم من جنات صفاته ، فكم هو متعال هذا المحبوب بعظيم صفاته وعزة المحبوب انما انتشأت من علمه بكمال ذاته وبدائع جمال صفاته وما انفرد به من نعوت الجلال والجمال والكمال دون افتقار الى غيره أواحتياج الى سواه ، وانما وفاء المحبين صون قلوبهم عن الاتساع لغير المحبوب ، فمن أعجب أحوال المحبة أن يصون المحبوب قلب عبده المحب فلا يلتفت لسوى محبوبه وفاء لوده وحفظا لعهده فلا يخص بأسراره سواه ولا ينيل غيره ما ينيله من تقريبه واصطفائه -
أوليائي تحت قبائي لا يعرفهم غيري - فسر هذه الصفة يكمن في مشاهدة الأرواح لهذا النعيم من جنات صفات رضوانه في الميثاق الأول فكان لزاما أن يسألوا عنه والله أكرم أن يسألهم عن نعيم فان وهو الذي خلقهم ثم رزقهم ، فأسبغ على مقربيه من نعيم تأييدها وبشراها في دنياهم لتطيب نفوسهم وأرواحهم بروحها وتتزكى باشراقاتها ، جعلها الله صلة عامرة بأنور المحبة بينه وبين عباده المقبلين عليه بصدق محبتهم لينظر الى ما ارتقت اليه القلوب قربا ومحبة ، كما أن هذه الصفة لا تليق الا بالله عز وجل وما الجمال الا مظهر اللطف والرحمة ، فشدة ظهور الجمال يسمى جلالا ، والجلال صفة العظمة والكبرياء والمجد والسناء وهذا الجمال لشدة ظهوره يجده المحبون الواصلون لطفا من روحه تسبغهم بهيبة اشراقاتها الموصولة وتزكيهم فتنشرح صدورهم ويصبحوا مستغرقين في شهود ذات عظمة ربهم لأن الحق أراد أن يرى العبد يعبده لذاته وانها والله لحكمة متعالية بها تتآلف القلوب وتتنزل اللطائف ويسمو بها العرفان .
 
النعمة والنعيم 2

النعمة والنعيم 2

النعمة والنعيم 2

فالكافر هو محجوب عن ربه وهو لا زال في دنياه لا يتنعم بايمانه وشكره ونزعت السعادة من روحه أما المؤمن فقد كشف الله على قلبه ونعم روحه وسره فهو غير محجوب عنه وهو في دنياه


وفي الآخرة لما ينزع الغطاء فالمؤمن في قرب غير محجوب عنه علت وجهه نضرة النعيم لأنه آمن وصدق وابتهج ، أما الكافر فهو محجوب لأنه آثر الكفر على الايمان ووجهه مسود لأنه آثر الضلالة على الهدى
فالوجوه اذن ناضرة غمرها الحسن والنور والابتهاج الى ربها بقربها منعمة فرحة مسرورة

سمعت ولية صالحة قول الله تعالى ( ان أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وأزواجهم ) الآية ، فقالت مساكين أهل الجنة هم في شغل فاكهون ، فرد عليها عارف بالله بعدما فهم القصد من قولها ، وقال ليس ما قالت وما فهمته هذه الأمة الصالحة ، فهم في شغل أعظم منعمة أرواحهم بما يسعدهم وهم في قرب اللقاء وغمرته
بفرحهم وسعادتهم وهم قريروا العين بما أسعدهم مولاهم وقال هذا العارف بالله وأنها والله هي المسكينة وأنها ما فهمت القصد من الآية

فهذه الولية الصالحة فهمت قصدا آخر غير الحق لما ظنت أن المؤمنين في شغل وأزواجهم بما حق لهم من جزاء لكن المشهد الحق له اكتمال غير ذلك فالمؤمن منعم بما هو أكبر ألا هو نعيم مشاهدة الذات والصفات ، حيث تغمرهم الأنوار فترى في وجوههم نضرة النعيم وتقديم المجرور من قوله تعالى (وجوه ناضرة الى ربها ناظرة) الآية ، ( إلى ربها ) الآية ، على عامله للاهتمام بهذا العطاء العجيب وليس للاختصاص لأنهم ليرون بهجات كثيرة في الجنة وما أكبر من نعيمها .

وهذا المعنى الحق يقربنا الى أنوار اليقين لأن من أعمر قلبه حب الله فهو في قربه منعم غمرته الأنوار والألطاف وهو في سعادة ونعيم لا يوصف قال تعالى ( فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ ) الآية ، فهذا وصف للمتقين سماعهم ومنتهى حالهم فى السماع وهم فى روضة شهود الأنس سمعوا بأرواحهم القدسية وعقولهم فى الملكوتية سماع الحق من نفسه فتنعمت أرواحهم بفيوضات المحبة ونعيم المشاهدة فان الله بجوده وجلاله يطيب أوقات محبيه بكل لسان فى الدنيا وكل صوت حسن فى الآخرة ، جاء فى تفسير قوله تعالى( فى روضة يحبرون) الآية ، اذا أخذ فى السماع لم يبق فى الجنة شجرة الا وردت بما يبهج الأرواح المنعمة فتزدهي أنوارا ، ( يُحْبَرون : يُسرّون، يقال: حبره، إذا سرّه سروراً تهلّل به وجهه، وظهر فيه أثره وقيل ( يحبرون) أي يكرمون والتعبير بالمضارع للإيذان بتجدد السرور لهم ففي كل ساعة يأتيهم ما يسرون به من متجددات الملاذ والمتع وأنواعها المختلفة وفاخر درجاتهم فى منازل الوصال الفرح بمشاهدة الله والسر بقربه وطيب العيش بمسامع كلامه أو خطابه ينعمهم الحق بنفسه أبد الآبدين فى روح وصاله وكشف جماله فابتداء أحوالهم فى صباح الأزل تنزيه القدم وفى مساء الأبد قدس البقاء بقوله ( فَسُبْحَانَ ٱللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ) الآية ، أى اذا طلع فى قلوبكم صبح مشرق الأزل فكونوا بنعت التنزيه فى طلب عيشكم بالمشاهدة ومزيد وأنتم تروا جلال ذاته وأنوار صفاته وفى المفردات يفرحون حتى يظهر عليهم حبار نعميهم .
 
عودة
أعلى