الفرق بين السنة والعام

إنضم
02/04/2003
المشاركات
1,760
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
السعودية
الموقع الالكتروني
www.tafsir.org
عقد السهيلي في كتابه "الروض الأنف" فصلاً بيّن فيه الفرق بين السنة والعام ، فقال :

[align=center]فصل [/align]

وقال سنين ولم يقل أعواما ، والسنة والعام وإن اتسعت العرب فيهما ، واستعملت كل واحد منهما مكان الآخر اتساعا ، ولكن بينهما في حكم البلاغة والعلم بتنزيل الكلام فرقا ، فخذه أولا من الاشتقاق فإن السنة من سنا يسنو إذا دار حول البئر والدابة هي السانية فكذلك السنة دورة من دورات الشمس وفد تسمى السنة دارا ، ففي الخبر : إن بين آدم ونوح ألف دار أي ألف سنة هذا أصل الاسم ومن ثم قالوا : أكلتهم السنة فسموا شدة القحط سنة قال الله سبحانه ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين [ الأعراف 13 ]

ومن ثم قيل أسنت القوم إذا أقحطوا ، وكأن وزنه أفعتوا ، لا أفعلوا ، كذلك قال بعضهم وجعل سيبويه التاء بدلا من الواو فهي عنده أفعلوا ، لأن الجدوبة والخصب معتبر بالشتاء والصيف وحساب العجم إنما هو بالسنين الشمسية بها يؤرخون وأصحاب الكهف من أمة عجمية والنصارى يعرفون حديثهم ويؤرخون به فجاء اللفظ في القرآن بذكر السنين الموافقة لحسابهم وتمم الفائدة بقوله وازدادوا تسعا ليوافق حساب العرب ، فإن حسابهم بالشهور القمرية كالمحرم وصفر ونحوهما وانظر بعد هذا إلى قوله تزرعون سبع سنين دأبا [ يوسف 47 ] الآية ولم يقل أعواما ، نفيه شاهد لما تقدم غير أنه قال ثم يأتي من بعد ذلك عام ولم يقل سنة عدولا عن اللفظ المشترك فإن السنة قد يعبر بها عن الشدة والأزمة كما تقدم

فلو قال سنة لذهب الوهم إليها ; لأن العام أقل أياما من السنة وإنما دلت الرؤيا على سبع سنين شداد وإذا انقضى العدد فليس بعد الشدة إلا رخاء وليس في الرؤيا ما يدل على مدة ذلك الرخاء ولا يمكن أن يكون أقل من عام والزيادة على العام مشكوك فيها ، لا تقتضيها الرؤيا ، فحكم بالأقل وترك ما يقع فيه الشك من الزيادة على العام فهاتان فائدتان في اللفظ بالعام في هذا الموطن وأما قوله وبلغ أربعين سنة فإنما ذكر السنين وهي أطول من الأعوام لأنه مخبر عن اكتهال الإنسان وتمام قوته واستوائه فلفظ السنين أولى بهذا الموطن لأنها أكمل من الأعوام

وفائدة أخرى : أنه خبر عن السن والسن معتبر بالسنين لأن أصل السن في الحيوان لا يعتبر إلا بالسنة الشمسية لأن النتاج والحمل يكون بالربيع والصيف حتى قيل ربعي للبكير وصيفي للمؤخر قال الراجز

إن بني صبية صيفيون

أفلح من كان له ربعيون


فاستعمله في الآدميين فلما قيل في الفصيل ونحوه ابن سنة وابن سنتين قيل ذلك في الآدميين وإن كان أصله في الماشية لما قدمنا ،

وأما قوله وفصاله في عامين فلأنه قال سبحانه يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج [ البقرة 189 ] فالرضاع من الأحكام الشرعية وقد قصرنا فيها على الحساب بالأهلة وكذلك قوله يحلونه عاما ويحرمونه عاما ولم يقل سنة لأنه يعني شهر المحرم وربيع إلى آخر العام ولم يكونوا يحسبون بأيلول ولا بتشرين ولا بينير ، وهي الشهور الشمسية

وقوله سبحانه فأماته الله مائة عام إخبار منه لمحمد - صلى الله عليه وسلم - وأمته وحسابهم بالأعوام والأهلة كما وقت لهم سبحانه وقوله سبحانه في قصة نوح فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما [ العنكبوت 140 ] قيل إنما ذكر أولا السنين لأنه كان في شدائد مدته كلها إلا خمسين عاما منذ جاءه الفرج وأتاه الغوث ، ويجوز أن يكون الله - سبحانه - علم أن عمره كان ألفا ، إلا أن الخمسين منها ، كانت أعواما ، فيكون عمره ألف سنة تنقص منها ما بين السنين الشمسية والقمرية في الخمسين خاصة لأن خمسين عاما بحساب الأهلة أقل من خمسين سنة شمسية بنحو عام ونصف فإن كان الله سبحانه قد علم هذا من عمره فاللفظ موافق لهذا المعنى ، وإلا ففي القول الأول مقنع والله أعلم بما أراد فتأمل هذا ، فإن العلم بتنزيل الكلام ووضع الألفاظ في مواضعها اللائقة بها يفتح لك بابا من العلم بإعجاز القرآن وابن هذا الأصل تعرف المعنى في قوله تعالى : في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة [ المعارج 4 ] .

وقوله تعالى : وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون [ الحجر : 47 ] وأنه كلام ورد في معرض التكثير والتفخيم لطول ذلك اليوم والسنة أطول من العام كما تقدم فلفظها أليق بهذا المقام . ) انتهى كلام السهيلي
 
على أنه يستدرك على ما قالوه بما ورد في كثير من الأحاديث النبوية من استعمال " السنة " في غير ما ادعوه ، و في كلا الأخبار الشرعية و في الأحكام ،
ومن ذلك ما جاء في " صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ " ، كِتَابُ الشَّهَادَاتِ ، بَابُ بُلُوغِ الصِّبْيَانِ وَشَهَادَتِهِمْ :


2549 حدثنا عبيد الله بن سعيد ، حدثنا أبو أسامة ، قال : حدثني عبيد الله ، قال : حدثني نافع ، قال : حدثني ابن عمر رضي الله عنهما : " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضه يوم أحد ، وهو ابن أربع عشرة سنة ، فلم يجزني ثم عرضني يوم الخندق ، وأنا ابن خمس عشرة سنة ، فأجازني " ، قال نافع فقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو خليفة ، فحدثته هذا الحديث فقال : " إن هذا لحد بين الصغير والكبير ، وكتب إلى عماله أن يفرضوا لمن بلغ خمس عشرة " *

- و كذا جاء في " صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ " ، كِتَابُ بَدْءِ الخَلْقِ ، بَابُ مَا جَاءَ فِي صِفَةِ الجَنَّةِ وَأَنَّهَا مَخْلُوقَةٌ :


3106 حدثنا محمد بن سنان ، حدثنا فليح بن سليمان ، حدثنا هلال بن علي ، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة ، واقرءوا إن شئتم وظل ممدود ولقاب قوس أحدكم في الجنة خير مما طلعت عليه الشمس أو تغرب " *

" صَحِيحُ الْبُخَارِيِّ " ، كِتَابُ أَحَادِيثِ الأَنْبِيَاءِ ، بَابُ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا :


3212 حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا عبد الواحد ، حدثنا الأعمش ، حدثنا إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، قال : سمعت أبا ذر رضي الله عنه ، قال : قلت يا رسول الله ، أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال : " المسجد الحرام " قال : قلت : ثم أي ؟ قال " المسجد الأقصى " قلت : كم كان بينهما ؟ قال : " أربعون سنة ، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله ، فإن الفضل فيه " *



ففي تفسيره " الجامع لاحكام القرآن " ، قال الإمام القرطبي في تفسير الآية ( 36 ) من سورة التوبة :
_______________________________


{ إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ } .
قوله تعالى: { إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ ٱللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَات وَٱلأَرْضَ مِنْهَآ أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }.

فيه ثمان مسائل:

الأُولى ـ قوله تعالى: { إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ } جمع شهر. فإذا قال الرجل لأخيه: لا أُكلمك الشهور؛ وحلف على ذلك فلا يكلمه حولاً؛ قاله بعض العلماء. وقيل: لا يكلمه أبداً. ابن العربيّ: وأرى إن لم تكن له نية أن يقتضي ذلك ثلاثة أشهر؛ لأنه أقلّ الجمع الذي يقتضيه صيغة فُعول في جمع فَعْل. ومعنى { عِندَ ٱللَّهِ } أي في حكم الله وفيما كتب في اللوح المحفوظ. { ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً } أعربت «ٱثنا عشر شهراً» دون نظائرها؛ لأنّ فيها حرف الإعراب ودليله. وقرأ العامة «عَشَر» بفتح العين والشين. وقرأ أبو جعفر «عَشْر» بجزم الشين. { فِي كِتَابِ ٱللَّهِ } يريد اللوح المحفوظ. وأعاده بعد أن قال «عِنْدَ اللَّهِ» لأن كثيراً من الأشياء يوصف بأنه عند الله، ولا يقال إنه مكتوب في كتاب الله؛ كقوله:
{ إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ }
[لقمان: 34.]

الثانية ـ قوله تعالى: { يَوْمَ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَات وَٱلأَرْضَ } إنما قال «يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ» ليبيّن أن قضاءه وقدره كان قبل ذلك، وأنه سبحانه وضع هذه الشهور وسماها بأسمائها على ما رتّبها عليه يوم خلق السموات والأرض، وأنزل ذلك على أنبيائه في كتبه المنزلة. وهو معنى قوله تعالى: { إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً }. وحكمها باقٍ على ما كانت عليه لم يُزِلها عن ترتيبها تغييرُ المشركين لأسمائها، وتقديمُ المقدّم في الاسم منها. والمقصود من ذلك اتباعُ أمر الله فيها ورفضُ ما كان عليه أهل الجاهلية من تأخير أسماء الشهور وتقديمها، وتعليق الأحكام على الأسماء التي رتّبوها عليه؛ ولذلك قال عليه السلام في خطبته في حَجّة الوداع: " أيها الناس إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض " على ما يأتي بيانه. وأن الذي فعل أهل الجاهلية من جعل المحرّم صفراً وصفرٍ محرّماً ليس يتغيّر به ما وصفه الله تعالى. والعامل في «يوم» المصدر الذي هو «في كتاب الله»، وليس يعني به واحد الكُتُب؛ لأن الأعيان لا تعمل في الظروف. والتقدير: فيما كتب الله يوم خلق السموات والأرض. و «عند» متعلق بالمصدر الذي هو العِدّة، وهو العامل فيه. و «في» من قوله: «فِي كِتَابِ اللَّهِ» متعلقة بمحذوف، هو صفة لقوله: «ٱثْنَا عَشَرَ». والتقدير: اثنا عشر شهراً معدودةً أو مكتوبة في كتاب الله. ولا يجوز أن تتعلق بِعدّة لما فيه من التفرقة بين الصلة والموصول بخبر إنّ.

الثالثة ـ هذه الآية تدلّ على أن الواجب تعليق الأحكام من العبادات وغيرها إنما يكون بالشهور والسنين التي تعرفها العرب، دون الشهور التي تعتبرها العجم والروم والقِبط وإن لم تزد على اثني عشر شهراً؛ لأنها مختلفة الأعداد، منها ما يزيد على ثلاثين ومنها ما ينقص، وشهور العرب لا تزيد على ثلاثين وإن كان منها ما ينقص، والذي ينقص ليس يتعيّن له شهر، وإنما تفاوتها في النقصان والتمام على حسب اختلاف سير القمر في البروج.

-
 
سقطت بعض الكلمات و الجمل الرابطة بين بعض أجزاء الكلام ، و لم أتمكن من التعديل لفوات الوقت المسموح به من إدارة الملتقى ،
فمعذر ة
 
قال العسكري في الفروق اللغوية ص131 :
الفرق بين العام والسنة: أن العام جمع أيام والسنة جمع شهور ، ألا ترى أنه لما كان يقال أيام الزنج قيل عام الزنج ، ولما لم يقل شهور الرنج لم يقل سنة الرنج ، ويجوز أن يقال : العام يفيد كونه وقتا لشئ ، والسنة لا تفيد ذلك ، ولهذا يقال : عام الفيل ولا يقال سنة الفيل ، ويقال في التاريخ سنة مائة وسنة خمسين ولا يقال عام مائة وعام خمسين إذ ليس وقتا لشئ مما ذكر من هذا العدد ، ومع هذا فإن العام هو السنة والسنة هي العام وإن اقتضى كل واحد منهما ما لا يقتضيه الآخر مما ذكرناه ، كما أن الكل هو الجمع والجمع هو الكل وإن كان الكل إحاطة بالأبعاض والجمع إحاطة بالأجزاء.

1394 الفرق بين العام والسنة(1): قال ابن الجواليقي(2): ولا يفرق(3) عوام الناس بين السنة والعام ويجعلونهما بمعنى.ويقولون لمن سافر في وقت من السنة أي وقت كان إلى مثله: عام، وهو غلط، والصواب ما أخبرت به عن أحمد بن يحيى(4) أنه قال: السنة من أول يوم عددته إلى مثله، والعام لا يكون إلا شتاء وصيفا.وفي التهذيب(5) أيضا: العام: حول يأتي على شتوة وصيفة.وعلى هذا فالعام أخص من السنة.وليس كل سنة عاما.

فإذا عددت من يوم إلى مثله فهو سنة وقد يكون فيه نصف الصيف، ونصف الشتاء.والعام لا يكون إلا صيفا أو شتاء متوالين.انتهى.

ولقد كنت قرأت أن العام يطلق على الخصب والنماء والخير ، والسنة تُطلق على الجدب والشر ، ولهذا تقول العرب أصابتنا سنة ولا تقول أصابنا عام ، وقال تعالى : ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ، وقال عن نوح عليه السلام : ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عالماً ، فعبر عن المدة التي لبث فيها نوح في قومه بالسنين ، والفترة التي تلتها بالعام لما فيها من الخير على نوح والدعوة ، وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم (( اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف )) .
 
استشكال!!

استشكال!!

القول بان الف سنة الا خمسين عاما على ما قيل ان السنة للشدة والعام للرخاءأُشكل علي من عدة وجوه :
***** الاول ان هذا التقسيم يلزم ما لا يلزم من تحديد عمر نوح عليه السلام . قال القرطبي رحمه الله تعالى :
وأختلف في مبلغ عمره.
فقيل: مبلغ عمره ما ذكره الله تعالى في كتابه.
قال قتادة: لبث فيهم قبل أن يدعوهم ثلثمائة سنة ودعاهم ثلاثمائة سنة، ولبث بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة.
وقال ابن عباس: بعث نوح لاربعين سنة، ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وعاش بعد الغرق ستين سنة حتى كثر الناس وفشوا.
وعنه أيضا: أنه بعث وهو ابن مئتين وخمسين سنة، ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين، وعاش بعد الطوفان مائتي سنة.
وقال وهب: عمر نوح ألفا وأربعمائة سنة.
وقال كعب الاحبار: لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وعاش بعد الطوفان سبعين عاما فكان مبلغ عمره ألف سنة وعشرين عاما.
وقال عون بن شداد: بعث نوح وهو ابن خمسين وثلاثمائة سنة، ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وعاش بعد الطوفان ثلثمائة سنةوخمسين سنة، فكان مبلغ عمره ألف سنة وستمائة سنة وخمسين سنة ونحوه عن الحسن.
قال الحسن: لما أتى ملك الموت نوحا ليقبض روحه قال: يا نوح كم عشت في الدنيا ؟ قال: ثلثمائة قبل أن أبعث، وألف سنة إلا خمسين عاما في قومي، وثلثمائة سنة وخمسين سنة
بعد الطوفان.
قال ملك الموت: فكيف وجدت الدنيا ؟ قال نوح: مثل دار لها بابان دخلت من هذا وخرجت من هذا.
وروى من حديث أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما بعث الله نوحا إلي قومه بعثه وهو ابن خمسين ومائتي سنة فلبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما وبقي بعد الطوفان خمسين ومائتي سنة فلما أتاه ملك الموت قال يا نوح يا أكبر الانبياء ويا طويل العمر ويا مجاب الدعوة كيف رأيت الدنيا قال مثل رجل بنى له بيت له بابان فدخل من واحد وخرج من الآخر " وقد قيل: دخل من أحدهما وجلس هنيهة ثم خرج من الباب الآخر.
وقال ابن الوردى: بنى نوح بيتا من قصب، فقيل له: لو بنيت غير هذا، فقال: هذا كثير لمن يموت، وقال أبو المهاجر: لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما في بيت من شعر، فقيل له: يا نبى الله ابن بيتا فقال: أموت اليوم [ أو ] أموت غدا.
وقال وهب بن منبه: مرت بنوح خمسمائة سنة لم يقرب النساء وجلا من الموت.
وقال مقاتل وجويبر: إن أدم عليه السلام حين كبر ورق عظمه قال يا رب إلى متى أكد وأسعى ؟ قال: يا أدم حتى يولد لك ولد مختون.
فولد له نوح بعد عشرة أبطن، وهو يومئذ ابن ألف سنة إلا ستين عاما.
وقال بعضهم: إلا أربعين عاما.
والله أعلم.
القرطبي 332 -333/13
وقال ابن الجوزي في زاد المسير :
قوله تعالى : { فلَبِثَ فيهم ألفَ سنةٍ إِلاَّ خمسينَ عاماً } اختلفوا في عُمُر نوح على خمسة أقوال .
أحدها : بُعث بعد أربعين سنة ، وعاش في قومه ألف سنة إِلا خمسين عاماً يدعوهم ، وعاش بعد الطوفان ستين سنة ، رواه يوسف بن مهران عن ابن عباس .
والثاني : أنَّه لبث فيهم ألف سنة إِلا خمسين عاماً ، وعاش بعد ذلك سبعين عاماً ، فكان مبلغ عُمُره ألف سنة وعشرين سنة ، قاله كعب الأحبار .
والثالث : أنهُ بعث وهو ابن خمسين وثلاثمائة ، فلبث فيهم ألف سنة إِلا خمسين عاماً ، ثم عاش بعد ذلك خمسين وثلاثمائة ، قاله عون بن أبي شداد .
والرابع : أنَّه لبث فيهم قبل أن يدعوهم ثلاثمائة سنة ، [ ودعاهم ثلاثمائة سنة ] ولبث بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة ، قاله قتادة . وقال وهب ابن منبِّه : بُعث لخمسين سنة .
والخامس : أنَّ هذه الآية بيَّنت مقدار عُمُره كلِّه ، حكاه الماوردي .
فان قيل : ما فائدة قوله { إِلاَّ خمسينَ عاماً } ، فهلاَّ قال : تسعمائة وخمسين!
فالجواب : أنَّ المراد به تكثير العدد ، وذِكْر الألف أفخم في اللفظ ، وأعظم للعدد .
قال الزجاج : تأويل الاستثناء في كلام العرب : التوكيد ، تقول : جاءني إِخوتك إِلا زيداً ، فتؤكِّد أَنَّ الجماعة جاؤوا ، وتنقص زيداً . واستثناء نصف الشيء قبيح جداً لا تتكلَّم به العرب ، وإِنما تتكلَّم بالاستثناء كما تتكلم بالنقصان ، تقول : عندي درهم ينقُص قيراطاً ، فلو قلت : ينقُص نصفه ، كان الأَولى أن تقول : عندي نصف درهم ، ولم يأت الاستثناء في كلام العرب إِلاَّ قليل من كثير .
ج5 ص71
وقال الفخر الرازي :
فكل الأقولا على خلاف ذلك . وثبوته بقول امر لا يلزم .
المسألة الثانية : قال بعض العلماء الاستثناء في العدد تكلم بالباقي ، فإذا قال القائل لفلان علي عشرة إلا ثلاثة ، فكأنه قال علي سبعة ، إذا علم هذا فقوله : { أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً } كقوله تسعمائة وخمسين سنة ، فما الفائدة في العدول عن هذه العبارة إلى غيرها؟ فنقول قال الزمخشري فيه فائدتان إحداهما : أن الاستثناء يدل على التحقيق وتركه قد يظن به التقريب فإن من قال : عاش فلان ألف سنة يمكن أن يتوهم أن يقول : ألف سنة تقريباً لا تحقيقاً ، فإذا قال إلا شهراً أو إلا سنة يزول ذلك التوهم ويفهم منه التحقيق الثانية : هي أن ذكر لبث نوح عليه السلام في قومه كان لبيان أنه صبر كثيراً فالنبي عليه السلام أولى بالصبر مع قصر مدة دعائه وإذا كان كذلك فذكر العدد الذي في أعلى مراتب الأعداد التي لها اسم مفرد موضوع ، فإن مراتب الأعداء هي الآحاد إلى العشرة والعشرات إلى المائة والمئات إلى الألف ، ثم بعد ذلك يكون التكثير بالتكرير فيقال عشرة آلاف ، ومائة ألف ، وألف ألف .
12/135 تفسير الرازي
****الثاني ورود خلاف ذلك في القران : فان كانت سنين تكذيب قوم نوح ذكرت سنين في الاية فان سنين النسيء سميت اعواما:
إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ
فليس خلاف حال بين عام تحليلهم له ولا عام تحريمهم له انهم كانوا على ضلال كضلال قوم نوح .
وقال تعالى :
أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ
فليس عامهم هذا مما يقال كما قيل.

وفي قصة يوسف عليه السلام قال تعالى عن قول يوسف:"قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ" اما الشداد فقد وصفهم بذلك دون سنين :
" ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ" وان كان وصف عام الخير بالعام" ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ"

وقد وصف أخبر الله عن مبيت أهل الكهف بالسنين "فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا",وقوله تاعالى "وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا" وبصاحب القرية اعوام "أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
وهذا الوصف لا يتناسب مع ما ذكر :
وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
وكان مبيت موسى عليه السلام سنين زوج فيها وأمن من قومه فهي خير عليه :
إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْسًا فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الْغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا
فهل يستقيم التفريق بين العام والسنة بتلك الطريقة ؟
 
لطفي الزغير قال:
....................................................................................
ولقد كنت قرأت أن العام يطلق على الخصب والنماء والخير ، والسنة تُطلق على الجدب والشر ، ولهذا تقول العرب أصابتنا سنة ولا تقول أصابنا عام ، وقال تعالى : ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ، وقال عن نوح عليه السلام : ولبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عالماً ، فعبر عن المدة التي لبث فيها نوح في قومه بالسنين ، والفترة التي تلتها بالعام لما فيها من الخير على نوح والدعوة ، وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم (( اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف )) .

* * * * *


جاء في " المستدرك على الصحيحين " :
[8592] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان بن كامل المرادي ثنا عبد الله بن وهب أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن شرحبيل بن يزيد عن أبي علقمة عن أبي هريرة رضي الله عنه ولا أعلمه إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يبعث إلى هذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها .
 
ليتكم فصلتم الكلام في المشاركة الأولى ليتضح المقصود أكثر ، فلم يظهر لي المراد من كلام السهيلي ، ثم زاد الأخ مجدي أبو عيشة الموضوع إرباكاً بكثرة اقتباساته ، وصعوبة فهم كلامه . ليت الإخوة المشرفين يحررون مثل هذه المشاركات حتى تكون ذات جدوى . فمجرد القص واللصق لا يوصل المراد في بعض الأحيان ، فليت أبا مجاهد يعيد التحرير للمسألة.
 
خي
ليس قصا و لصقا مجردا - كما يشغب البعض في الرد في ملتقيات أخرى !
و إنما هو نقل عن أحاديث صحاح من قول رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و كلامه من أفصح و أحسن الكلام يلغة العرب ، و قد استعمل الكلمتين بمعنى واحد في الإخبار عن الأحكام الشرعية و كذا الأخبار منها ، فكان هذا حجة و أي حجة في أنهما _ أي : السنة و العام - مترادفتان ،
و إن كثر استعمال أحدهما في موضع ما فهذا لا ينفي صحة استعمال اللفظ الآخر فيه ،
ما دام ثبت الترادف .

_ و قد اكتفى - كاتب هذا - بذكر الخبر النبوي بلفظ " السنة " فيما محله الفرح و الفرج ، و هو تجديد ما اندرس من أمر الدين ، فقال عليه الصلاة و السلام : " إن الله يبعث إلى هذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها " ،

فاستعملت السنة فيما هو خير و يسر ، و هذا أمر بيّن ، تغني فيه الإشارة عن العبارة
و هو تعقب للقول باستعمالها فيما هو جدب و شر ،
فتأمله بروية ، يتبين لك المراد من غير عناء إن شاء الله

* و إنما يكون " القص و اللصق " إذا كان النقل مجرد رصّ للكلام ،
و هل الاستدلال و الاحتجاج إلا نقل كلام في محل الاستشهاد و موضعه ؟

و قد تكون الإشارة في أحيان كثيرة أبلغ من العبارة ،
فتأمله
 
( و العام : السنة ) . [ مختار الصحاح ]

( و العام : السنة ) . [ مختار الصحاح ]

و جاء في " مختار الصحاح " :

( ع و م :

العَوْمُ السِباحة وبابه قال يُقال العوْم لا يُنسى وسير الإبل والسفينة عوْم أيضا ،
و العَامُ السنة ، و عَاوَمَهُ مُعاوَمَةً كما تقول مُشاهرة....) .

* * *

و عليه ،

ف " السنة " و " العام " : كلمتان مترادفتان في لغة العرب .
 
الأخ فهد وفقه الله الى كل خير
مداخلتي عن الربط في المداخلة الثانية والتي تكلمت عن الفرق بين العام والسنة

وقد وجدت كلاما في الفرق بين السنة والعام في الفروق اللغوية لابو هلال العسكري "1393 الفرق بين العام والسنة: أن العام جمع أيام والسنة جمع شهور ألا ترى أنه لما كان يقال أيام الرنج قيل عام الرنج ولما لم يقل شهور الرنج لم يقل سنة الرنج ويجوز أن يقال العام يفيد كونه وقتا لشئ والسنة لا تفيد ذلك ولهذا يقال عام الفيل ولا يقال سنة الفيل ويقال في التاريخ سنة مائة وسنة خمسين ولا يقال عام مائة وعام خمسين إذ ليس وقتا لشئ مما ذكر من هذا العدد ومع هذا فإن العام هو السنة والسنة هي العام وإن اقتضى كل واحد منهما ما لا يقتضيه الآخر مما ذكرناه كما أن الكل هو الجمع والجمع هو الكل وإن كان الكل إحاطة بالابعاض والجمع إحاطة بالاجزاء.

1394 الفرق بين العام والسنة:قال ابن الجواليقي:ولا يفرق عوام الناس بين السنة والعام ويجعلونهما بمعنى.ويقولون لمن سافر في وقت من السنة أي وقت كان إلى مثله: عام، وهو غلط، والصواب ما أخبرت به عن أحمد بن يحيى أنه قال: السنة من أول يوم عددته إلى مثله، والعام لا يكون إلا شتاء وصيفا.وفي التهذيب أيضا: العام: حول يأتي على شتوة وصيفة.وعلى هذا فالعام أخص من السنة.وليس كل سنة عاما.

فإذا عددت من يوم إلى مثله فهو سنة وقد يكون فيه نصف الصيف، ونصف الشتاء.والعام لا يكون إلا صيفا أو شتاء متوالين.انتهى."


أقول: وتظهر فائدة ذلك في اليمين والنذر، فإذا حلف أو نذر أن يصوم عاما لا يدخل بعضه في بعض إنما هو الشتاء والصيف، بخلاف ما لو حلف ونذر سنة."
 
مجدي ابو عيشة قال:
1394 الفرق بين العام والسنة:قال ابن الجواليقي:ولا يفرق عوام الناس بين السنة والعام ويجعلونهما بمعنى............انتهى."


."

----------------------------------------------------------------
- لا أحسب أن صاحب " مختار الصحاح " من " عوام الناس " ، و قد قال فيه :

( و العَامُ : السنة ) .

فهما كلمتان مترادفتان ، و بمعنى واحد ،
كما قال من هو من أهل الاختصاص
 
ولا الجوهري كذلك الذي نقل عنه الرازي ما تفضلت به ولا أظنه قصد أحد منهم , ولكن ما الرد على ما قاله ابن الجواليقي وهو من العلماء الذين لهم قدر معروف في لغة العرب وعلومها؟
 
الإخوة الأفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا لم ترد لفظة (عام) جمعاً في القرآن الكريم ؟
في حين أن المفردات الزمنية الواردة في الكتاب العزيز جاءت مفردة وجمعاً (مثل : يوم - أيام . شهر - شهور - أشهر . سنة - سنين) .

ودمتم للحقّ أهلاً ..
 
وردت كلمة ( عام ) بصيغة الجمع : ( أعوام ) في الحديث القدسي - أي : من قول الله عزَ و جلَ - الذي أخرجه الْحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ الْعَسْقَلَانِيِّ في " الْمَطَالِبُ الْعَالِيَةُ ، كِتَابُ الْحَجِّ ، بَابُ النَّدْبِ إِلَى الْحَاجِّ كُلَّ خَمْسَةِ أَعْوَامٍ :

( قال أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا خلف بن خليفة ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبيه ، عن أبي سعيد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله عز وجل قال : إن عبدا أصححت له جسمه ، وأوسعت عليه في المعيشة ، يمضي عليه خمس أعوام لا يفد إلي لمحروم " وقال أبو يعلى ، حدثنا أبو بكر ، بهذا . وقال عبد الرزاق ، أنا سفيان الثوري ، عن العلاء بن مسيب ، به . قلت : اختلف فيه على العلاء ) .

- و القرآن الكريم و الحديث القدسي كلاهما قول الله جلَ ذكره .
 
قال مالك في الموطأ:
"قَالَ مَالِك الْأَمْرُ عِنْدَنَا فِي قَسْمِ الصَّدَقَاتِ أَنَّ ذَلِكَ لَا يَكُونُ إِلَّا عَلَى وَجْهِ الْاجْتِهَادِ مِنْ الْوَالِي فَأَيُّ الْأَصْنَافِ كَانَتْ فِيهِ الْحَاجَةُ وَالْعَدَدُ أُوثِرَ ذَلِكَ الصِّنْفُ بِقَدْرِ مَا يَرَى الْوَالِي وَعَسَى أَنْ يَنْتَقِلَ ذَلِكَ إِلَى الصِّنْفِ الْآخَرِ بَعْدَ عَامٍ أَوْ عَامَيْنِ أَوْ أَعْوَامٍ فَيُؤْثَرُ أَهْلُ الْحَاجَةِ وَالْعَدَدِ حَيْثُمَا كَانَ ذَلِكَ وَعَلَى هَذَا أَدْرَكْتُ مَنْ أَرْضَى مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قَالَ مَالِك وَلَيْسَ لِلْعَامِلِ عَلَى الصَّدَقَاتِ فَرِيضَةٌ مُسَمَّاةٌ إِلَّا عَلَى قَدْرِ مَا يَرَى الْإِمَامُ"
باب أخذ الصدقة ومن يجوز أخذه منها
وفي سنن ابي داود
"بَاب تَفْسِيرِ أَسْنَانِ الْإِبِلِ ""قَالَ أَبُو دَاوُد سَمِعْتُهُ مِنْ الرِّيَاشِيِّ وَأَبِي حَاتِمٍ وَغَيْرِهِمَا وَمِنْ كِتَابِ النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ وَمِنْ كِتَابِ أَبِي عُبَيْدٍ وَرُبَّمَا ذَكَرَ أَحَدُهُمْ الْكَلِمَةَ قَالُوا يُسَمَّى الْحُوَارُ ثُمَّ الْفَصِيلُ إِذَا فَصَلَ ثُمَّ تَكُونُ بِنْتُ مَخَاضٍ لِسَنَةٍ إِلَى تَمَامِ سَنَتَيْنِ فَإِذَا دَخَلَتْ فِي الثَّالِثَةِ فَهِيَ ابْنَةُ لَبُونٍ فَإِذَا تَمَّتْ لَهُ ثَلَاثُ سِنِينَ فَهُوَ حِقٌّ وَحِقَّةٌ إِلَى تَمَامِ أَرْبَعِ سِنِينَ لِأَنَّهَا اسْتَحَقَّتْ أَنْ تُرْكَبَ وَيُحْمَلَ عَلَيْهَا الْفَحْلُ وَهِيَ تَلْقَحُ وَلَا يُلْقَحُ الذَّكَرُ حَتَّى يُثَنِّيَ وَيُقَالُ لِلْحِقَّةِ طَرُوقَةُ الْفَحْلِ لِأَنَّ الْفَحْلَ يَطْرُقُهَا إِلَى تَمَامِ أَرْبَعِ سِنِينَ فَإِذَا طَعَنَتْ فِي الْخَامِسَةِ فَهِيَ جَذَعَةٌ حَتَّى يَتِمَّ لَهَا خَمْسُ سِنِينَ فَإِذَا دَخَلَتْ فِي السَّادِسَةِ وَأَلْقَى ثَنِيَّتَهُ فَهُوَ حِينَئِذٍ ثَنِيٌّ حَتَّى يَسْتَكْمِلَ سِتًّا فَإِذَا طَعَنَ فِي السَّابِعَةِ سُمِّيَ الذَّكَرُ رَبَاعِيًا وَالْأُنْثَى رَبَاعِيَةً إِلَى تَمَامِ السَّابِعَةِ فَإِذَا دَخَلَ فِي الثَّامِنَةِ وَأَلْقَى السِّنَّ السَّدِيسَ الَّذِي بَعْدَ الرَّبَاعِيَةِ فَهُوَ سَدِيسٌ وَسَدَسٌ إِلَى تَمَامِ الثَّامِنَةِ فَإِذَا دَخَلَ فِي التِّسْعِ وَطَلَعَ نَابُهُ فَهُوَ بَازِلٌ أَيْ بَزَلَ نَابُهُ يَعْنِي طَلَعَ حَتَّى يَدْخُلَ فِي الْعَاشِرَةِ فَهُوَ حِينَئِذٍ مُخْلِفٌ ثُمَّ لَيْسَ لَهُ اسْمٌ وَلَكِنْ يُقَالُ بَازِلُ عَامٍ وَبَازِلُ عَامَيْنِ وَمُخْلِفُ عَامٍ وَمُخْلِفُ عَامَيْنِ وَمُخْلِفُ ثَلَاثَةِ أَعْوَامٍ إِلَى خَمْسِ سِنِينَ وَالْخَلِفَةُ الْحَامِلُ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ وَالْجَذُوعَةُ وَقْتٌ مِنْ الزَّمَنِ لَيْسَ بِسِنٍّ وَفُصُولُ الْأَسْنَانِ عِنْدَ طُلُوعِ سُهَيْلٍ قَالَ أَبُو دَاوُد وَأَنْشَدَنَا الرِّيَاشِيُّ إِذَا سُهَيْلٌ آخِرَ اللَّيْلِ طَلَعْ
فَابْنُ اللَّبُونِ الْحِقُّ وَالْحِقُّ جَذَعْ
لَمْ يَبْقَ مِنْ أَسْنَانِهَا غَيْرُ الْهُبَعْ
وَالْهُبَعُ الَّذِي يُولَدُ فِي غَيْرِ حِينِهِ"
الحديث المعروف بالحج كل خمسة أعوام لمن استطاع وهو أصح من رواية الاربعة أعوام
عن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « قال الله : إن عبدا صححت له جسمه ، ووسعت عليه في المعيشة يمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم »
قال رؤبة :
أشكو إليك شدة المعيش ... وجهد أعوام نتفن ريشي

ومن اساس البلاغة :
"ومن المجاز: فلان صلب في دينه وصلب. وهو صلب المعاجم. وصليب العود. وقد تصلب لذلك وتشدد له: ومشى في صلابة من الأرض. ويقال للأراضي التي لم تزرع زماناً: إنها لأصلاب منذ أعوام، وقد صلبت منذ أعوام. وعربيٌّ صليب: خالص النسب. قال أميّة:
ويعرفنا ذو رأيها وصليبها"1/264
وفي كتاب العين للخليل بن احمد:
"والحِلْوُ: حَفٌّ صغيرٌ يُنْسَجُ به، وشبّه الشّماخ لسان الحمار به فقال:
قُوَيْرحُ أعوامٍ كأنّ لسانَه ... إذا صاح حِلْوٌ زلّ عن ظَهْر مِنْسَجِ"1/233
وفي جمهرة اللغة :"وأعوام الرَّمادة: أعوام جَدْبٍ تتابعت على الناس في أيام عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، سُمّيت بذلك لأنها جعلت الأرض رماداً."1/399

وفي القاموس المحيط :"العَوْمُ السِّباحَةُ، وسَيْرُ الإِبِلِ والسَّفينَة. والعُومَةُ، بالضم دُوَيبَّةٌ ج كصُردٍ. والعامُ السَّنَةُ
ج: أعْوامٌ، وسِنُونَ عُوَّمٌ، كرُكَّعٍ: تَوْكيدٌ، والنهار. وعاومَتِ النَّخْلَةُ: حَمَلَتْ سَنَةً، ولم تَحْمِلَ سنَةً، كعَوَّمَتْ، و فلاناً: عامَلَهُ بالعامِ. والمُعاوَمَةُ المَنْهِيُّ عنها: أن تَبِيعَ زَرْعَ عامِكَ، أو هو أن تَزِيدَ على الدَّيْنِ شيئاً وتُؤَخِّرَهُ. والعامَةُ: هامَةُ الراكِبِ إذا بَدا لَكَ في الصَّحْراءِ، أو لا يُسَمَّى عامَةً حتى يكونَ عليه عِمامَةٌ، وكَوْرُ العِمامَةِ، والطَّوْفُ الذي يُرْكَبُ في الماءِ."3/263
وفي لسان العرب"( عوم ) العامُ الحَوْلُ يأْتي على شَتْوَة وصَيْفَة والجمع أَعْوامٌ لا يكسَّرُ على غير ذلك وعامٌ أَعْوَمُ على المبالغة قال ابن سيده وأُراه في الجدب كأَنه طال عليهم لجَدْبه وامتناع خِصْبه وكذلك أَعْوامٌعُوَّمٌ وكان قياسه عُومٌ لأَن جمع أَفْعَل فُعْل لا فُعَّل ولكن كذا يلفظون به كأن الواحد عامٌ عائمٌ وقيل أَعوامٌ عُوَّمٌ من باب شِعْر شاعر وشُغْل شاغل وشَيْبٌ شائبٌ وموْتٌ مائتٌ يذهبون في كل ذلك إلى المبالغة فواحدها على هذا عائمٌ قال العجاج من مَرِّ أَعوام السِّنينَ العُوَّم من الجوهري وهو في التقدير جمع عائم إلا أَنه لا يفرد بالذكر لأَنه ليس بإسم وإنما هو توكيد قال ابن بري صواب إنشاد هذا الشعر ومَرّ أََعوام وقبله كأَنَّها بَعْدَ رِياحِ الأَنجُمِ وبعده تُراجِعُ النَّفْسَ بِوَحْيٍ مُعْجَمِ وعامٌ مُعِيمٌ كأعْوَم عن اللحياني وقالوا ناقة بازِلُ عامٍ وبازِلُ عامِها قال أَبو محمد الحَذْلمي قامَ إلى حَمْراءَ مِنْ كِرامِها بازِلِ عامٍ أَو سَديسِ عامِها ابن السكيت يقال لقيته عاماً أَوّلَ ولا تقل عام الأَوّل وعاوَمَهُ مُعاوَمَةً وعِواماً استأْجره للعامِ عن اللحياني وعامله مُعاوَمَةً أَي للعام وقال اللحياني المُعَاوَمَةُ أن تبيع زرع عامِك بما يخرج من قابل قال اللحياني والمُعاومة أَن يَحِلَّ دَيْنُك على رجل فتزيده في الأَجل ويزيدك في الدَّين قال ويقال هو أَن تبيع زرعك بما يخرج من قابل في أعرض المشتري وحكى الأَزهري عن أَبي عبيد قال أَجَرْتُ فلاناً مُعاوَمَةً ومُسانَهَةً وعاملته مُعاوَمَةً كما تقول مشاهرةً ومُساناةً أَيضاً والمُعاوَمَةُ المنهيُّ عنها أَن تبيع زرع عامك أَو ثمر نخلك أَو شجرك لعامين أَو ثلاثة وفي الحديث نهى عن بيع النخل مُعاومةً وهو أَن تبيع ثمر النخل أَو الكرم أَو الشجر سنتين أَو ثلاثاً فما فوق ذلك ويقال عاوَمَتِ النخلةُ إذا حَمَلتْ سنة ولم تحْمِلْ أُخرى وهي مُفاعَلة من العام السَّنةِ وكذلك سانََهَتْ حَمَلتْ عاماً وعاماً لا ورَسَمٌ عامِيٌّ أَتى عليه عام قال مِنْ أَنْ شجاك طَلَلٌ عامِيُّ ولقِيتُه ذاتَ العُوَيمِ أَي لدُنْ ثلاث سنِين مضت أو أَربع قال الأَزهري قال أَبو زيد يقال جاورت بني فلان ذاتَ العُوَيمِ ومعناه العامَ الثالثَ مما مضى فصاعداً إلى ما بلغ العشر ثعلب عن ابن الأَعرابي أَتيته ذاتَ الزُّمَينِ وذاتَ العُوَيم أَي منذ ثلاثة أَزمان وأَعوام وقال في موضع آخر هو كقولك لَقِيتُه مُذْ سُنَيَّاتٍ وإنما أُنِّث فقيل ذات العُوَيم وذات الزُّمَين لأنهم ذهبوا به إلى المرّة والأَتْيَةِ الواحدة قال الجوهري وقولهم لقِيتُه ذات العُوَيم وذلك إذا لقيته بين الأَعوام كما يقال لقيته ذات الزُّمَين وذات مَرَّةٍ وعَوَّمَ الكَرْمُ تَعويماً كثر حَمْله عاماً وقَلَّ آخر وعاوَمتِ النخلةُ حَمَلتْ عاماً ولم تحْمِل آخر وحكى الأَزهري عن النضر عِنَبٌ مُعَوِّم إذا حَمَل عاماً ولم يحمل عاماً وشَحْمٌ مُعَوِّم أَي شحم عامٍ بعد عام قال الأَزهري وشَحْمٌ مُعَوِّم شحمُ عام بعد عام قال أَبو وجزة السعدي تَنادَوْا بِأَغباشِ السَّواد فقُرِّبَتْ عَلافِيفُ قد ظاهَرْنَ نَيّاً مُعَوِّما أَي شَحْماً مُعَوِّماً وقول العُجير السَّلولي رَأَتني تَحادبتُ الغَداةَ ومَنْ يَكُن فَتىً عامَ عامَ الماءِ فَهْوَ كَبِيرُ فسره ثعلب فقال العرب تكرّر الأَوقات فيقولون أَتيتك يومَ يومَ قُمْت ويومَ يومَ تقوم والعَوْمُ السِّباحة يقال العَوْمُ لا يُنْسى وفي الحديث عَلِّموا صِبْيانكم العَوْم هو السِّباحة وعامَ في الماء عَوْماً سَبَح ورجل عَوَّام ماهر بالسِّباحة وسَيرُ الإبل والسفينة عَوْمٌ أَيضاً قال الراجز وهُنَّ بالدَّو يَعُمْنَ عَوْما قال ابن سيده وعامَتِ الإبلُ في سيرها على المثل وفرَس عَوَّامٌ جَواد كما قيل سابح وسَفِينٌ عُوَّمٌ عائمة قال إذا اعْوَجَجْنَ قلتُ صاحِبْ قَوِّمِ بالدَّوِّ أَمثالَ السَّفِينِ العُوَّمِ "12/431
 
عودة
أعلى