الفرق بين أيقن واستيقن في القرآن الكريم

إنضم
9 سبتمبر 2010
المشاركات
178
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الهند
من إفادات فضيلة الشيخ أمانة الله الإصلاحي حفظه الله ورعاه:

لم يفرق علماء اللغة بين أيقن واستيقن، مع أن بينهما فرق كبير من حيث المعنى دقيق من حيث التنبه له.

يأتي فعل أيقن ومشتقاته في القرآن الكريم لكسب اليقين واختيار اليقين، بينما يأتي فعل استيقن ومشتقاته بمعنى حصول اليقين من غير كسب. فالإيقان أقرب إلى الإيمان، وليس كذلك الاستيقان، ويتوجه المدح للموقنين وليس للمستيقنين. والتأمل في الآيات التي وردت فيها هاتان الكلمتان يكفي لتوضيح الفرق. ولله الحمد.
 
السلام عليكم ورحمة الله -دكتور / محي الدين غازي - ملاحظتي : هي عدم اتضاح الفرق لدي بين الكلمتين - ففي لسان العرب (ملخصا ) هما لغة واحدة

في مادة اليقين : اليَقِينُ: العِلْم وإزاحة الشك وتحقيقُ الأَمر،وقد أَيْقَنَ يُوقِنُ إيقاناً، فهو مُوقِنٌ، ويَقِنَ يَيْقَن يَقَناً، فهو يَقنٌ. واليَقِين: نَقيض الشك، والعلم نقيضُ الجهل، تقول عَلِمْتُه يَقيناً.ويَقِنْتُ الأَمْرَ، بالكسر؛ ابن سيده: يَقِنَ الأَمرَ يَقْناً ويَقَناً وأَيْقَنَه وأَيْقَنَ به وتَيَقَّنه واسْتَيْقَنه واسْتَيْقَن به وتَيَقَّنْت بالأَمر واسْتَيْقَنْت به كله بمعنى واحد، وأَنا على يَقين منه،

أستيقن الصيغه الصرفيه (استفعل ) تدل على معنى زائد - طلب اليقين والتحول من حالة الي اخرى - ودلالتها على ثبوت اليقين الحقيقي حتى مع زيادة المعنى (الطلب ،التحول ). والله اعلم .
امثلة من التنزيل
1 - قوله تعالى ( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فانظر كيف كان عاقبة المفسدين (14)} النمل .يقول ابن كثير في تفسيره ( وجحدوا بها" أي في ظاهر أمرهم " واستيقنتها أنفسهم " أي علموا في أنفسهم أنها حق من عند الله ولكن جحدوها وعاندوها وكابروها " ظلما وعلوا " ) انتهى. فالاستيقان هنا (علمهم بدون شك صحة الايات )
2- وقوله تعالى (وما جعلنا اصحاب النار الا ملائكة وما جعلنا عدتهم الا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين اوتوا الكتاب ويزداد الذين امنوا ايمانا ولا يرتاب الذين اوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا اراد الله بهذا مثلا ) المدثر31. يقول ابن كثير في تفسيره ( " ليستيقن الذين أوتوا الكتاب " أي يعلمون أن هذا الرسول حق فإنه نطق بمطابقة ما بأيديهم من الكتب السماوية المنزلة على الأنبياء قبله وقوله تعالى " ويزداد الذين آمنوا إيمانا " أي إلى إيمانهم بما يشهدون من صدق إخبار نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم " ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون ) انتهى

والحمد لله رب العالمين.
 
أثابك الله
أرجو أن تتأمل أكثر في الآيات التي وردت فيها هاتان الكلمتان من غير الاعتماد الكلي على ما قيل فيه.
وعلى أية حال، هل يصح أن يجتمع الجحود والإيقان في شخص واحد، كما اجتمع الجحود والاستيقان في الأشخاص المذكورين في الآية؟
ذكر القرآن الكريم الإيقان في مواضع كثيرة وكلها في موضع مدح مثل الإيمان، ولكن لم يذكر الاستيقان في موضع مدح ولم ينسبه إلى المؤمنين.
وذلك لأن الاستيقان يحصل من غير كسب واختيار والإيقان عمل اختياري مثل الإيمان. فالمستيقن مجبور على اليقين، والموقن اختار اليقين في مقابل الجحود والارتياب.
والكفار بعد بلوغ الحجة إليهم مستيقنون وليسوا موقنين.
 
السلام عليكم
نعم اليقين غير الاستيقان
ولكن لماذا قلت أن الاستيقان هو يقين من غير كسب ؟ ، بالرغم من أن صيغة استفعل تدل على طلب واجتهاد لتحصيل المطلوب .
فى الآية 14 النمل.. الاستيقان حصل بارادة منهم .... ظلما وعلوا
وفى المدثر 31 " ليستيقن " الاستيقان مراد أن يحصلوه بارادتهم بناءا على علمهم بعدة أصحاب النار .
وكذلك فى قوله تعالى :" وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَٱلسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا ٱلسَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ " الجاثية 32 .... لم يحصل عندهم يقين سواء بكسب أو من غير كسب
 
أثابك الله
في سورة النمل المعنى جحدوا بها ظلما وعلوا مع أن اليقين حصل لديهم.
وفي سورة المدثر أيضا المقصود ليحصل لديهم اليقين، مع أن الإيمان يزيد لدى المؤمنين وليس لديهم لأنهم من الجاحدين. ولكن لتتم الحجة بحصول اليقين.
وأما سورة الجاثية: فالمقصود أنهم قالوا لم يحصل لدينا يقين وإنما فقط الظن ولذا لا نؤمن بأن الساعة حق.
أرجو المزيد من التأمل، فإن معنى الطلب غير لازم لباب الاستفعال.
ولله الحمد
 
السلام عليكم
وأما سورة الجاثية: فالمقصود أنهم قالوا لم يحصل لدينا يقين وإنما فقط الظن ولذا لا نؤمن بأن الساعة حق.
إذن ... على المعنى الذى قلت به .... لم يحصل لديهم يقين بغير كسب فقد نفوا الاستيقان ، وإذن - على المعنى الذى تقول به أيضا - لم تُقام عليهم الحجة .
لا ياسيدى الحجة تُقام بالبلاغ
والذين استيقنوا فعلوا ذلك لأنهم فى شك ... وظلوا هكذا ولم يحصل عندهم يقين ... ولا بد من درجة اليقين كى يُقبل الايمان
والذين لم يستيقنوا فقد أنكروا مابلغوا به أو كذبوه ، ولم يكلفوا أنفسهم التيقن منه والبحث عن اليقين فيه فقالوا " ماندرى مالساعة ...... " ولم يسألوا عن أدلة أو ماشابه فيكونوا مستيقنين بمعنى باحثين عن يقين ،أو أنهم يظلون فى حال الظن وإذا قيل لهم ... فلتستيقنوا .... يقولون لا لن نفعل !
الخلاصة أن المستيقن هو من لم يبلغ اليقين لأنه إما مكذب أو شاك أو ظان ... ولابد من اليقين كى يُقبل الايمان
أما المؤمن .. يأتيه البلاغ يستيقنه فيتيقنه فيؤمن
والله اعلم
 
اعذرني يا أخي إن قلت إنك تتسرع في الرد من غير التأمل في الكلام.
معنى الآية أنهم عندما يقال لهم إن وعد الله حق وإن الساعة لا ريب فيها، يجادلون ويثيرون الشكوك بدلا من الإيمان والإذعان، ويقولون لا نؤمن بالساعة لأنه لم يحصل لدينا يقين، وإنما الظنون. وهذا طبعا كلام المشركين الذين يجحدون وإن حصل لديهم اليقين.
 
السلام عليكم

نسأل عن تفاصيل هذا النوع من اليقين - الذى هو من غير كسب - ... من يكسبهم هذا النوع ؟، وما الفائدة منه ؟ ، وهل وجوده ضرورى لحصول النوع الاختيارى؟ ، وهل عدم وجوده يُبرأ الشخص من عدم الايمان؟ ولماذا يظل البعض جاحدين رغم حصوله عندهم ؟ ..
وهذا طبعا كلام المشركين الذين يجحدون وإن حصل لديهم اليقين.
وكيف نقيس هذا المعنى لغويا : هل استقام ... أى قام بغير كسب منه ....
هل استطعم ... أى طعم بغير كسب منه ؟

بارك الله فيك
 
أحسنت يا أخي الكريم في أسئلتك الأخيرة. وأقدر اهتمامك بالموضوع.
الحقيقة إن المشركين والكافرين يعيشون في تناقض عجيب، فإن الآيات الكونية والنفسية، وأدلة الوحي وبراهينها، توجد لديهم اليقين بصدق ما جاء به الوحي، ولكنهم بدلا من أن يوقنوا كالمؤمنين، يجحدون ويكفرون. وهذا اليقين الموجود لدى كل جاحد بلغته الدعوة ونداء الفطرة سوف يكون حجة عليه يوم القيامة.

هذا، ولا يلزم من وجود خاصية ما في فعل الاستيقان وجوده في جميع أفعال باب الاستفعال. فمعنى استقام غير معنى استسقى.
 
لم يفرق علماء اللغة بين أيقن واستيقن، مع أن بينهما فرق كبير من حيث المعنى دقيق من حيث التنبه له.
يأتي فعل أيقن ومشتقاته في القرآن الكريم لكسب اليقين واختيار اليقين، بينما يأتي فعل استيقن ومشتقاته بمعنى حصول اليقين من غير كسب. فالإيقان أقرب إلى الإيمان، وليس كذلك الاستيقان، ويتوجه المدح للموقنين وليس للمستيقنين. والتأمل في الآيات التي وردت فيها هاتان الكلمتان يكفي لتوضيح الفرق. ولله الحمد.
نعم ، هذا صحيح ، بارك الله فيك
وأؤيدك تماماً فى ضرورة التفرقة بين الإيقان والاستيقان ، فهذا ملحظ دقيق قد غاب عن أكثر المتدبرين
فالإستقراء البيانى لمواضع ذكر اللفظين فى القرآن يهدينا بالفعل إلى أن الإيقان يكون نابعاً من الذات المفكرة الواعية ، على العكس من الاستيقان ، والذى لا دخل للإرادة فيه ، وبالتالى يكون أقل درجة من الإيقان
وعندى دليل قوى على صحة هذا المعنى ، ذلك هو قوله تعالى عن الحكمة من جعل عدة زبانية سقر تسعة عشر : " ليستيقن الذين أوتوا الكتاب " ، فقد جاء عقبه مباشرة قوله تعالى : " ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب "
فلو كان الاستيقان يفيد اليقين التام لما كان للعبارة الأخيرة معنى ، ولما صح عطفها على العبارة الأولى
فهذا العطف قد أفاد أن انتفاء الريب متقدم فى الرتبة على الاستيقان ، ولو كان الاستيقان مرادفاً للتيقن أو الإيقان لما احتاج إلى تأكيده بنفى الريب ، وإلا لكان هذا لغواً من القول ، حاشا لله
والعجيب أن بعض المفسرين قد عكسوا الأوضاع هاهنا ، بقولهم عن الاستيقان أنه يعنى قوة اليقين، وأن السين والتاء فيه للمبالغة ( أنظر تفسير ابن عاشور )
والذى أراه أن هذا القول غير سديد ويجانب الصواب ، وربما توهم القائلون به أن هذا يُبنَى على قاعدة " زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى " ويشهد لذلك تعليلهم لزيادة السين والتاء ، ولكن فى هذا نظر ، لأن زيادة المعنى لا تستلزم حتماً أن تدل على المبالغة أو الشدة والدرجة ، بمعنى أنها لا تقتصر على الكم من دون الكيف ، فزيادة المعنى لا تدل فحسب على درجة الفعل وشدته ، بل قد يراد بها التوسع فى كيفياته
وعندى من الأدلة ما يفيد أن استيقان أهل الكتاب فى آية المدثر إنما يدل على أنهم لم يكونوا على يقين تام من عدة زبانية سقر ، وأنهم كانوا مترددين بين أن تكون عدتهم " تسعة عشر " أو أن تكون " عشرين " ، وذلك بناءًا على شواهد قوية استنبطوها من التوراة ولكن كان تفسيرهم لهذه الشواهد يشوبه بعض اللبس ، وقد بدا لى أنهم كانوا يرجحون العدد الأول " تسعة عشر " ، ولكن دون أن يجزموا بكونه هو الأصح من دون العدد الآخر
أى أن هذا العدد " تسعة عشر " كان مجرد استنباط أو ترجيح يفتقر إلى نص إلهى قاطع يؤكده ويدعمه مقابل العدد الآخر ، فجاءهم القرآن مؤكداً أن ما رجحوه أخيراً هو الصحيح بالفعل ، وأن عدد الزبانية هو تسعة عشر وليس عشرين ، ومن هنا نفهم لماذا قال الله تعالى : " ليستيقن الذين أوتوا الكتاب " ثم أعقبه مؤكدا وجازما بقوله : " ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب " وذلك حتى يبث فى نفوسهم الطمأنينة إلى صحة ترجيحهم ويمحو منها كل شك
أقول : عندى أدلة قوية على صحة هذا التحليل ، مع بيان كامل ومفصل عن الحكمة والسر فى جعل عدة الزبانية تسعة عشر تحديداً ، لا أكثر ولا أقل
وآمل أن أنشر هذا البحث قريباً ، وكنتُ قد أعلنت عنه فى مشاركة سابقة ، ولكنى لم أتمكن من نشره فى حينه لظروف قاهرة ، فاللهم يسّر وأعن
وختاماً أتوجه لأخى الدكتور محي الدين غازى بالتحية والتقدير ، وذلك لدفاعه الصلب عن الفكرة التى نقلها لنا ، وبيانه الرائع لموجبات صحتها فى معرض رده على ناقديه من الأخوة الأفاضل
والله الموفق
 
السلام عليكم
الدلالة اللغوية يجب أن تكون هى الحاكمة
وصيغة استفعل ... تفيد معنى الطلب
ولقد بحثت فوجدت مقالا فى مجلة العربى الكويتية للدكتور مصطفى الجوزو
هذا جزء منه
ومعنى التحويل أو التصيير (أو الجَعْل والاتّخاذ، وفق مصطلح المجمع) ملحوظ في كثير جداً من الأفعال المصوغة على تلك الزنة؛ وقد أورد المجمع أمثلة منها تحتمل النقاش، ونذكر هنا أمثلة أخرى نعتقدها مناسبة، وهي: استأْخَذَ، أي جعل نفسه أخيذاً، أي أسيراً (وصار للفعل معنى: استكان)، ومثله فعل استأسَرَ؛ ومنه استبدله: جعله بَدلاً؛ واستبضعه: جعله بضاعة؛ واسترقّه: جعله رقيقاً؛ واستجدّه: جعله جديداً، الخ. وبذلك يكون القدماء قد عوّلوا، في «استهدف»، على معنى الصيرورة، وعوّل المعاصرون على معنى التصيير أو التحويل. ولعلّ بوسعنا أن نُلحق بأفعال التصيير والتحويل المعروفة كل فعل على صيغة « استَفْعَلَ » يحتمل هذه الدلالة.
وقد يكون لـ« استَفْعَلَ » دلالة «جَعَلَ» الأخرى التي بمعنى وضَعَ أو ما يقاربه، ومن ذلك فعل استَتَكَّ: أي جعل التِكّة (الرِباط) في السروال؛ واستَثْفَرَ: أي جعل الرجلُ إزارَه، أو الحيوانُ ذنبَه، بين فخذيه؛ واسترمثَ في ماله: أي جعل فيه بقيّة، الخ.
أمّا معنى النسبة أو اعتقاد الصفة، فنحن نقترح له تسمية أخرى هي الرؤية أو الحكم، فحين نقول: استحسن الناقد القصيدة أو استجادها، فمعنى ذلك أنّه وجدها، أي رآها أو عدّها، حسنة أو جيّدة، أو حكم عليها بالحسن أو الجودة. وحين نقول في أيّامنا: استلطف فلانٌ فلانة، فمعنى ذلك أنّه رآها لطيفة فمال إليها؛ وحين نقول استجهله، فمعنى ذلك أنّه رآه جاهلاً، أو حكم عليه بالجهل. وهذه الدلالة التي لم يجعلها المجمع بين الدلالات القياسيّة، هي من أشيع دلالات الاستفعال وأكثرِها استعمالاً، ونجد بعضها في المصطلحات الفقهية، نحو: استحسن، واستحبّ، واستحلّ، واستحرَم.
لكنّ المجمع أشار إلى دلالة أخرى لـ« استَفْعَلَ » هي الحينونة والدنو، على اعتبارهما طلباً مجازيّاً؛ وهو ممّا لم يسجله الزميل أميل؛ ويُريد المجمع نحو: استحْصَدَ الزرعُ، أي حان له أن يُحصد؛ وإن كان «اللسان» جعل هذا المعنى لفعل أحصَدَ، وجعل لفعل استحصد معنى: دعا إلى حصاده؛ واستَجَزَّ القمحُ، أي حان له أن يُجزّ، أي يُحصد؛ واسترمّ البناءُ، أي حان له أن يُرمّ ويُصلح؛ وإن كان ابن سيده جعل لفعل استرمَّ معنى: دعا إلى إصلاحه. فأصل المعنى هو الدعوة، أي الطلب، والمجاز هو الحينونة؛ لكن معنى الدعوة يبدو الأقرب، وهو أيضاً مجاز، في بعض العبارات، لأنّ مثل الزرع والحائط لا يدعو ولا يطلب.
وجعلوا لـ« استَفْعَلَ »، فوق ذلك، معنى المطاوعة، ومعنى صيغِ: فَعَل وتفعّلَ وأفعلَ؛ فالمطاوعة نحو: أدّبَه فاستأدب، ومعناه فتأدّب؛ ونحو: استقرّ وقرّ، ونحو: استكبر وتكبّر، واسترجع وترجّع؛ أي قال: «إنّا لله وإنّا إليه راجعون». وفي كل ذلك نظر؛ فليست المطاوعة واحدة، والأوزان لا يرادف بعضها بعضاً؛ فقد يكون للتعدية بالهمزة، مثلاً، معنى غير معنى التعدية بالتشديد؛ فعَظََّمَ، مثلاً، غير أَعْظَمَ؛ ونقول: صدَّق، في الصِدق، ولا نقول: أَصدقَ، إلاّ في صداق المرأة. ومعنى المَقَرّ: مكانُ الثبات، لكنّ المستقَرّ يعني محلّ الإقامة الطويلة فيه؛ وقد فسّر القرطبيّ العبارة القرآنيّة «عذاب مستقِرّ» بعذاب دائم في الدنيا والآخرة؛ ويُفهم من آية «إلى رَبِّكَ يَوْمَئذٍ المُسْتَقَرُّ» معنى المقرّ النهائيّ. وتكبّر الرجل: تكلّفَ، في كلامه وسلوكه، إظهار ما يدلّ على عظمته وعلوّ شأنه؛ واستكبرَ: عدَّ نفسَه الأكبر والأعظم. ويمكن إدخال صيغة استكبر في معنى الرؤية أو الحكم، لأنّ فيها حُكماً على الذات بالعظمة.
 
عودة
أعلى