العلاقة بين صناعة التفسير وعلوم آلات التفسير أو "شجرة التفسير".

إنضم
25/01/2011
المشاركات
49
مستوى التفاعل
7
النقاط
8
الإقامة
مصر
الحمد لله وكفى ، وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى، وعلى مَن اتبعهم وبآثارهم اقتفى.
فهذه مسألة مهمة تعرضت لها في بحث: "
الفروق في صناعة التفسير مقدمات التصنيف ونماذج التطبيق" أردت أن أظهرها في هذا الملتقى الطيب لعل الله تعالى ينفع بها.
1-التفسير الصحيح هو الثمرة الناضجة لشجرة ذات جذور قوية تمكن شجرتها من الثبات في مواجهة عواصف الأهواء والشبهات،
هذه الجذور القوية –ونريد بها آلات التفسير- هي جزء غير مرئي من الشجرة؛ لأن طالب العلم يحصلها قبل العمل في هذه الصناعة أو قبل الممارسة التفسيرية، لكن أثرها ظاهر وواضح لا يخفى على ذي بصيرة، ومن هذا قول شيخ الإسلام ابن تيمية في الثعلبي (رحمهما الله تعالى): "والثعلبي هو في نفسه كان فيه خير ودين، وكان حاطب ليل، ينقل ما وجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع"([1])، فهذا تنبيه من الإمام تقي الدين إلى أهمية علم الحديث دراية في تكوين المفسر.

2-والأصول والقواعد والأدلة التفصيلية هي الأجزاء المرئية من الشجرة أثناء الممارسة التفسيرية، فالأصول كساق الشجرة، والقواعد كفروعها التي تحمل الأوراق والثمار، والأدلة التفصيلية كأوراقها في كونها سببًا لحياة الثمرة ونضارتها، وبحوث التفسير أو أصحاب حواشي التفسير إنما يناقشون هذه الأصول والقواعد وأدلة المفسر التفصيلية، فيردون استدلاله بحديث لضعفه، أو يوردون على تفسيره معارضة آية أخرى ... إلى غير ذلك من وجوه الاعتراض على الاستدلال للتفسير؛ لهذا قلنا: إن هذا الجزء من الشجرة هو المرئي؛ لأنه هو الذي يظهر في نقاش المفسرين، وفي اعتراض بعضهم على بعض.

3- التفسير المستثمر من هذه الشجرة هو جزء من الجزء المرئي منها، ولا يمكن أن يكون هو إياها، فإذا استخرجنا التفسير المستثمر كما في المختصرات ليحفظه الطلاب، أو ليقرأه المؤمنون فهو معرفة من المعارف بالنسبة للمتلقي لهذا المختصر؛ أما الاختصار نفسه فهو بلا شك داخل في حدود صناعة التفسير؛ لهذا يمدح أو يذم فاعله .

4-ونضارة الثمار تعبر عن صحة وسلامة الشجرة، كما أن فساد الثمرة يكون لأمراض بالشجرة؛ لهذا تجد تأويلات الباطنية ثمرتها كأنها رءوس الشياطين.

5-أهل صناعة التفسير هم مَن يعتنون بهذه الشجرة كلها لتخرج الثمرة سليمة ناضرة، والذين لا يعرفون التفسير كصناعة، ويرونه معرفة من المعارف = لا يرون من هذه الشجرة إلا ثمرتها.

فإذا ظهرت العلاقة بين صناعة التفسير وعلوم آلات التفسير علمت أن صناعة التفسير هي نهاية الفقه في الدين.




([1]) يراجع: مجموعة الفتاوى، لشيخ الإسلام ابن تيمية (13/ 354).
 

المرفقات

عودة
أعلى