العلاقة بين الإيمان والتقوى

إنضم
22/12/2016
المشاركات
36
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
44
الإقامة
مصر
الإيمان هو الاعتقاد بالغيب والحقائق المثبتة بالقرآن الكريم ومنها الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر .

والإيمان درجات ، فيقول الله تعالى : "وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا " ( الأنفال 1 ) . ولا يوجد إنسان كامل الإيمان ، فمن أسماء الله تعالى ، اسم الله المؤمن .

و التقوى هي إتباع سبيل النجاة في الدنيا والآخرة واجتناب سبيل الهلاك في الدنيا والآخرة . وقد بينا تعريف التقوى في القرآن في مقال سابق .

والتقوى درجات ، ويتضح ذلك في قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " ( آل عمران 102 ) . فأعلى درجات التقوى هي أن تسلم وجهك لله .

وقد جاء الأمر بالتقوى في كتاب الله موجهاً للناس كافة وذلك في قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ " ( الحج 1 ) .

لذا فلا علاقة بين الإيمان والتقوى فقد يكون الإنسان على درجة كبيرة من الإيمان وهو ليس على درجة من التقوى . وقد يكون الإنسان على درجة كبيرة من التقوى وهو ليس على درجة من الإيمان .

ويتضح ذلك في قوله تعالى " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ " ( الأعراف 96 ) . وهنا استخدم العطف بين الإيمان والتقوى في الجملة الشرطية , والذي يفيد المغايرة بين الإيمان والتقوي . فلو أن أهل القرى آمنوا ولم يتقوا لا يتحقق جواب الشرط . ولو أنهم اتقوا ولم يؤمنوا لا يتحقق جواب الشرط . فلكي تفتح البركات من السماء والأرض يجب على أهل القرى أن يؤمنوا ويتقوا .

ولو أن التقوى درجة من درجات الإيمان لكان النص كالآتي : " ولو أن أهل القرى آمنوا ثم اتقوا ... " .

وتم عطف الإيمان على التقوى في الجملة الشرطية في أكثر من موضع في القرآن الكريم منها قوله تعالى : " إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ " ( محمد 36 ) .

كما يتضح ذلك أكثر في قوله تعالى " أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ " ( يونس 62 - 63 ) . فمن صفات أولياء الله الجمع بين الإيمان والتقوى . وفي الآية الكريمة كانت التقوى سابقة علي الإيمان ، لأن الله تعالى استخدم صيغة الماضي في عبارة " وَكَانُوا يَتَّقُونَ " بعد ذكر الإيمان .

وقد يكون الإيمان سابق علي التقوى ، ويتضح ذلك في الأمر بالتقوى الموجة للمؤمنين في قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ " ( آل عمران 102 ) .

وعموماً قد يجمع الإنسان بين درجات التقوى و درجات الإيمان ، وقد تكون التقوى سابقة علي الإيمان ، وقد يكون الإيمان سابق على التقوى .

ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .

هذا وبالله التوفيق .

محمد عبد الرحيم الغزالي
 
بسم1​
جزاكم الله كل خير أخي محمد ، ومن الجميل إعمال العقل وفهم هذه المعاني بصورة دقيقة مع تحليل الرابط بين كل مفهوم والآخر ، وقد أختلف مع جنابكم حول بعض ما تفضلتم به :
التقوى : هو إتيان اوامر الله من العبادات والأعمال المشروعة للعبد وترك المنهيات والمحرمات.
وﻻ يمكن أن يتحقق التقوى دون إيمان ، فالإيمان هو الحافز والدافع للقيام بتلك الأعمال وترك المنهيات ، ولو أن عاملا عابداً حقق مفهوم العبادات والمنهيات ولكن قلبه خـلا من الايمان فهذا هو عين النفاق وعليه فلا تقوى بلا إيمان أبداً ، وهذا المفهوم عقلي بدهي ولكنه منصوص عليه في كتاب الله ، فلا تجد التقوى في القرآن إلا كان متلازماً وتالياً للإيمان فﻻ يقدم التقوى على الإيمان لأنه كما اسلفنا نفاق ، وﻻ يمكن أيضاً تحقق الإيمان بلا تقوى إذأن علامة تحقق الإيمان للعبد هو تحقق التقوى .
ويؤيد ذلك القول حديث نبوي شريف : حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنِ اللَّيْثِ، عَنْ مُدْرِكٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً ذَاتَ شَرَفٍ يَرْفَعُ الْمُسْلِمُونَ إِلَيْهَا رُءُسَهُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ»
فالزنا والسرقة وسواها من المنهيات يعد في إتيانها انعدام للإيمان ، وهي أعمال في حد ذاتها نافية ومناقضة للتقوى ، ﻻ نختلف أن الإيمان يزيد وينقص ويذهب ويعود ولكن في حين ارتكاب المعصية وفي حين غياب التقوى يغيب الإيمان أيضاً ، ويمكن القول أن الإيمان عمل قلبي ناتجه التقوى وهو عمل الجوارح فما دام التقوى ناتج الإيمان فﻻ ايمان دون تقوى وﻻ تقوى دون إيمان.
أرجو أن يكون المقصد في ذلك بيِّناً لحضرتكم ، وفقكم الله وسدد امركم والسلام عليكم
 
العبادات من صلاة وصوم وحج وغيرها من العبادات ، هي سبيل الإنسان للتقوي ، وذلك في قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " ( البقرة 21 ) .
ولكن العبادة ليست تقوى في حد ذاتها ، لأن التقوى جاءت معطوفة علي العبادة ، في قوله تعالى : " وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ " ( العنكبوت 16 ) .

وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
 
بسم الله الرحمن الرحيم،

بارك الله فيكما،

ولكن هذا الاجتهاد غير صالح وينبغي أن نجمع النصوص بدقة،

وليس كل عطف يقتضي المغايرة، وإذا كان يقتضي المغايرة فإن لفظ الإيمان ولفظ التقوى، يختلف معناهما من نص إلى آخر، وكل نص نتعامل معه بدقة.

فإذ وجد نص سبق فيه الإيمان العمل كان المقصود أصل الإيمان الذي لا يقبل العمل إلا به،

فمثلا الذي يصلي ولا يؤمن بالله، أو يؤمن بالله ولكن لا يؤمن بأن الله سيجازيه على هذا العمل، أو نحو ذلك، فهذا لا يقبل منه العمل،
وذلك مصداقا لقوله تعالى: {هُدًۭى لِّلْمُتَّقِينَ {٢} ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰة}
وقوله صلى الله عليه وسلم من صام إيمانا واحتسابا، المعنى أن يكون معه إيمان، يقبل معه الصوم، ولا يقصد هنا إيمانا كاملا.


وإذا جاء الإيمان مقترنا باليقين فيقصد به اكتمال الإيمان.

قال تعالى: {وَٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِٱلْءَاخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ {٤}}

وقد يقصد بالإيمان الاحسان، قال تعالى: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ {١٣٣} ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِى ٱلسَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلْكَٰظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ ۗ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ {١٣٤}}

فهذه الأعمال تسمى إيمانا لأن أصحابها اكمل إيمانهم ثم رفعتهم هذه الأعمال إلى درجة المحسنين.

والإيمان يطلق على عمل القلب وعمل الجوارح، إما التقوى يطلق على عمل القلب فقط،

والذين استكملوا الإيمان ووصلوا لدرجة اليقين يتفاضلون عند الله بشيء وقر في قلوبهم وهو التقوى.

فأبو بكر رضي الله عنه أفضل من عمر رضي الله عنه بشيء وقر في قلبه، وهكذا باقي المؤمنين يتفاضلون بشيء وقر في قلوبهم.

قال تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ}

والأنبياء كذلك يتفاضلون بالتقوى،

ومنازل الإيمان أقل من منازل الإحسان

والتقوى تنقل الكافر من الكفر إلى الإسلام وتنقل المسلم من الإسلام إلى الإيمان وتنقل المؤمن من الإيمان إلى الإحسان وهكذا حتى يصل العبد إلى درجة الصديقين.

والتقوى تعظم الأجر.

وحقيقة التقوى هي مخافة مقام الله التي تدفع القلب إلى نوايا كثيرة فإن عملها أجر أجرا مضاعفا، وزاده الله هدى، وإن لم يعمل بها أجر أجرا كبيرا، والله أعلم.

وهذه النوايا تجتمع في نهي النفس عما يغضب الله، ونهي النفس إلى التقهقر، فالصديقين مثلا يحملون هم الأمة، فتأتيه نفسه تأمره بالتأخر فينهى نفسه عن النزول إلى منازل أقل وهكذا...

قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ {٤٠} فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِىَ ٱلْمَأْوَىٰ {٤١}}

فالمسلم حتى يحافظ على إسلامه ينبغي عليه أن يحافظ على الفرائض وينهى نفسه التي تريد التأخر عن ركب الإسلام، وينهى نفسه عن الكفر والشرك.

والله تعالى أحكم وأعلى وأعلم،،،

وجزاكم الله خيرا،،،
 
جزاكم الله خيرا أيضا التقوى لايفسر بعمل # التقوى هو أن تجعل بينك وبين عذاب الله شيئ من العمل تجعل حاجز تحتمي به من العذاب فأي عمل تعمله ويامرك الله به يقول لك عسى أن يكون هذا العمل لك وقاية وحماية وقد لا يصل إلى درجه الوقايه لكنه في الحقيقه عمل صالح والله اعلم
 
عودة
أعلى