العقاب الرباني للقرى، وجدال الملحدين

إنضم
01/02/2016
المشاركات
707
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
الإقامة
مصر
قديما وحديثا، تحدى بعض الكفار بعض المؤمنين بـ "إنزال العقاب الرباني"، كوسيلة عملية لإثبات صدق الوحي الذي ادعى المؤمنون تلقيه.
لكن، إن حدث العقاب فعلا، قالوا: كارثة طبيعية، وإن لم يحدث قالوا: هذا دليل يؤيدنا (!!)
وهنا يظهر تناقض الفكر الإلحادي، إذ يمكن ببساطة أن نسأل الملحدين:
كيف يمكن التمييز بين العقاب الطبيعي وفوق الطبيعي، ما دام الثاني سيحدث - بداهة - في الطبيعة، وفي البيئة، مستخدما أدواتها، فتنهار قمة الجبل مثلا على قرية هندية هندوسية كانت تضطهد قرية مسلمة أخرى لأن أهلها لا يقدسون البقرة، أو ينفجر بركان فجأة في القرن الميلادي الأول في إيطاليا بعد أن جاهر أهلها بالزنا بدرجة تكاد تكون غير مسبوقة، (بومبي Pompeii)، فيختنق أهلها في أماكنهم وتظل جثثهم محفوظة في التراب "عبرة للآخرين" حسب رأي المؤمنين؟

هل يجوز للملحد أن يقول: "عدم استجابة الإله لتحدي كفار قريش، بإنزال عقاب يفنيهم، هو دليل على عدم وجود الإله"، بينما عندما ينزل عقاب فعلي بقرية أو بلد فإنه يسارع بنفي أي تدخل إلهي في الأمر؟! بل ويميل لتفسير قصص المعجزات القديمة تفسيرا طبيعيا، كانحسار الماء أيام موسى، أو أن تحول النيل لدم لا بد وأن يكون طميا أحمر. (وكأن المزارعين المصريين لا يعرفون بديهيات مثل طمي الفيضان، تقوم عليها حياتهم من آلاف السنين قبل موسى!)

لو حدثت كارثة اليوم مثل بومبي في المنطقة المشهورة بتصوير الأفلام الإباحية في كاليفورنيا، أو سقطت صخرة فضائية أخرى على روسيا (كما حدث في الماضي عدة مرات وفاقت قوتها الانفجارات النووية).. كيف يمكن للملحد اعتبار أن "عدم سقوطها على الصين وإسرائيل أيضا" هو دليل على عدم وجود العقابات الربانية، بينما في نفس الوقت ينظر لسقوطها على روسيا بأنه "ليس دليلا" على وجود العقابات الربانية؟!
ما دام في الحالتين لن يعترف الملحد بفكرة العقاب الرباني، سواء حدثت كارثة أو لم تحدث، فكيف يكتب صفحات طويلة عن موضوع "التحدي بإنزال العقاب" بينما إيمانه الشخصي لن يتغير؟
ما المعيار الموضوعي عند الملحد للتمييز بين الكوارث الطبيعية وبين العقاب الإلهي الجماعي؟
 
اعتقد ان الرضوخ لحوار الملحد في أي موضوع غير مسألة وجود الله تعالى هو ضرب من العبث واللعب في ملعبه بقواعده وشروطه.
فأي شبهة يلقيها الملحد ينبغي ان تكون الاجابة لنتفق على وجود الخالق أولا ليتسنى لنا الحديث في سواه.
 
الملحد يطلب العقاب الإلهي كوسيلة للإثبات لإنه يظن أنه لن يحدث ، وهذا منطق متعصب للإلحاد لا يقتنع صاحبه إلا بعد فوات الأوان ، أما عن ما حدث للأقوام السابقين فهو لن يعتبر بما حدث لهم بسبب إقتناعه بعدم وجود الإله ، ومن لا يؤمن بوجود الله لا يؤمن بوجود عقابه ، ومن يؤمن أن الآيات الكبرى في الكون موجودة بالصدفة سيؤمن أن الكوارث التي أصابت الأمم تحدث بشكل عشوائي .
إذاً المشكلة بالنسبة إلى الملحد هي إعوجاج منطقه من البداية وليس إفتقاره إلى الدليل المناسب .
 
عودة
أعلى