محمد سلامة المصري
Member
قديما وحديثا، تحدى بعض الكفار بعض المؤمنين بـ "إنزال العقاب الرباني"، كوسيلة عملية لإثبات صدق الوحي الذي ادعى المؤمنون تلقيه.
لكن، إن حدث العقاب فعلا، قالوا: كارثة طبيعية، وإن لم يحدث قالوا: هذا دليل يؤيدنا (!!)
وهنا يظهر تناقض الفكر الإلحادي، إذ يمكن ببساطة أن نسأل الملحدين:
كيف يمكن التمييز بين العقاب الطبيعي وفوق الطبيعي، ما دام الثاني سيحدث - بداهة - في الطبيعة، وفي البيئة، مستخدما أدواتها، فتنهار قمة الجبل مثلا على قرية هندية هندوسية كانت تضطهد قرية مسلمة أخرى لأن أهلها لا يقدسون البقرة، أو ينفجر بركان فجأة في القرن الميلادي الأول في إيطاليا بعد أن جاهر أهلها بالزنا بدرجة تكاد تكون غير مسبوقة، (بومبي Pompeii)، فيختنق أهلها في أماكنهم وتظل جثثهم محفوظة في التراب "عبرة للآخرين" حسب رأي المؤمنين؟
هل يجوز للملحد أن يقول: "عدم استجابة الإله لتحدي كفار قريش، بإنزال عقاب يفنيهم، هو دليل على عدم وجود الإله"، بينما عندما ينزل عقاب فعلي بقرية أو بلد فإنه يسارع بنفي أي تدخل إلهي في الأمر؟! بل ويميل لتفسير قصص المعجزات القديمة تفسيرا طبيعيا، كانحسار الماء أيام موسى، أو أن تحول النيل لدم لا بد وأن يكون طميا أحمر. (وكأن المزارعين المصريين لا يعرفون بديهيات مثل طمي الفيضان، تقوم عليها حياتهم من آلاف السنين قبل موسى!)
لو حدثت كارثة اليوم مثل بومبي في المنطقة المشهورة بتصوير الأفلام الإباحية في كاليفورنيا، أو سقطت صخرة فضائية أخرى على روسيا (كما حدث في الماضي عدة مرات وفاقت قوتها الانفجارات النووية).. كيف يمكن للملحد اعتبار أن "عدم سقوطها على الصين وإسرائيل أيضا" هو دليل على عدم وجود العقابات الربانية، بينما في نفس الوقت ينظر لسقوطها على روسيا بأنه "ليس دليلا" على وجود العقابات الربانية؟!
ما دام في الحالتين لن يعترف الملحد بفكرة العقاب الرباني، سواء حدثت كارثة أو لم تحدث، فكيف يكتب صفحات طويلة عن موضوع "التحدي بإنزال العقاب" بينما إيمانه الشخصي لن يتغير؟
ما المعيار الموضوعي عند الملحد للتمييز بين الكوارث الطبيعية وبين العقاب الإلهي الجماعي؟
لكن، إن حدث العقاب فعلا، قالوا: كارثة طبيعية، وإن لم يحدث قالوا: هذا دليل يؤيدنا (!!)
وهنا يظهر تناقض الفكر الإلحادي، إذ يمكن ببساطة أن نسأل الملحدين:
كيف يمكن التمييز بين العقاب الطبيعي وفوق الطبيعي، ما دام الثاني سيحدث - بداهة - في الطبيعة، وفي البيئة، مستخدما أدواتها، فتنهار قمة الجبل مثلا على قرية هندية هندوسية كانت تضطهد قرية مسلمة أخرى لأن أهلها لا يقدسون البقرة، أو ينفجر بركان فجأة في القرن الميلادي الأول في إيطاليا بعد أن جاهر أهلها بالزنا بدرجة تكاد تكون غير مسبوقة، (بومبي Pompeii)، فيختنق أهلها في أماكنهم وتظل جثثهم محفوظة في التراب "عبرة للآخرين" حسب رأي المؤمنين؟
هل يجوز للملحد أن يقول: "عدم استجابة الإله لتحدي كفار قريش، بإنزال عقاب يفنيهم، هو دليل على عدم وجود الإله"، بينما عندما ينزل عقاب فعلي بقرية أو بلد فإنه يسارع بنفي أي تدخل إلهي في الأمر؟! بل ويميل لتفسير قصص المعجزات القديمة تفسيرا طبيعيا، كانحسار الماء أيام موسى، أو أن تحول النيل لدم لا بد وأن يكون طميا أحمر. (وكأن المزارعين المصريين لا يعرفون بديهيات مثل طمي الفيضان، تقوم عليها حياتهم من آلاف السنين قبل موسى!)
لو حدثت كارثة اليوم مثل بومبي في المنطقة المشهورة بتصوير الأفلام الإباحية في كاليفورنيا، أو سقطت صخرة فضائية أخرى على روسيا (كما حدث في الماضي عدة مرات وفاقت قوتها الانفجارات النووية).. كيف يمكن للملحد اعتبار أن "عدم سقوطها على الصين وإسرائيل أيضا" هو دليل على عدم وجود العقابات الربانية، بينما في نفس الوقت ينظر لسقوطها على روسيا بأنه "ليس دليلا" على وجود العقابات الربانية؟!
ما دام في الحالتين لن يعترف الملحد بفكرة العقاب الرباني، سواء حدثت كارثة أو لم تحدث، فكيف يكتب صفحات طويلة عن موضوع "التحدي بإنزال العقاب" بينما إيمانه الشخصي لن يتغير؟
ما المعيار الموضوعي عند الملحد للتمييز بين الكوارث الطبيعية وبين العقاب الإلهي الجماعي؟