ناصر عبد الغفور
Member
بسم الله الرحمن الرحيم
الذي دفعني للمشاركة بهذا المنشور مناقاشات بعض الأعضاء الكرام حول مسألة أثارتها صاحبة منشور (غفر الله لها) تقرر فيه أن كل من اعتقد بألوهية عيسى عليه السلام أو أنه ابن الله أو يعتقد بالتثليت، فلا يعتبر من أهل الكتاب ولا يجوز أن نقول عنه أنه من أهل الكتاب.
وللأسف مجرد إطلالة على بعض آيات القرآن الكريم ترد هذا الزعم ردا وتدحضه دحضا وتنسفه نسفا...
يقول الله جل في علاه وتقدس في سماه:" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171)"-النساء-.
فمن الذين سموهم (أهل الكتاب) رغم ضلالهم وكفرهم واعتقادهم بأولوهية عيسى عليه السلام أو أنه ابن الله وقولهم بالتثليت؟ أليس الله؟
من الذي نهاهم عن الغلو الذي أوصلهم لهذه الدرجة من الكفر حتى رفعوا عيسى عليه السلام إلا مقام الألوهية؟ أليس الله؟
الله تعالى يسميهم ويصفهم بأنهم (أهل الكتاب) رغم كل تلك الكفريات ورغم كل تلك الضلالات، وصاحبة المنشور تصرح بأنه لا يجوز أن نسميهم (أهل الكتاب) لأنهم كفروا غلوا.
من الذي نصدق إذا؟ ربنا الذي يقول عن نفسه:" ومن أصدق من الله قيلا" ، " ومن أصدق من الله حديثا"، أم صاحبة المنشور؟؟؟
والله إني لأستغرب من بعض المنشورات التي تخالف بشكل صريح الكتاب والسنة وما أجمع عليه أهل الملة.
ولعل الإشكال الذي وقع للأخت صاحبة المنشور أن وصف (أهل الكتاب) لا يجب أن يدخل فيه إلا المحق الذي آمن بالتوراة أو الإنجيل، أما من كفر فلا يجوز أن يدخل في هذا الوصف.
والحقيقة أنه لا إشكال، وذلك لأن لفظ (أهل الكتاب) يشمل المؤمنين منهم والكافرين.
يقول تعالى:" لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73)"-المائدة-.
فالله سبحانه حكم عليهم بالكفر في هذه الآيات وغيرها، ومع ذلك نادهم ب(أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم...)...
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:( لا تطروني كما أطرت النصارى أبن مريم فإنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله )
وبما كان الإطراء (أي الغلو)؟ أليس بادعائهم أن عيسى عليه السلام هو الله أو هو ابن الله –تعالى الله علوا كبيرا عن ذلك-، ورغم ذلك لم يخرجهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وصف (النصارى).
وفي الحقيقة لا أريد الإطالة لأن الأمر في غاية الوضوح.
وقد استغربت كثيرا من طرح الأخت لهذا الموضوع وكيف سمحت لنفسها بمجادلة أمر مسطر في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
فأسال الله تعالى أن يبصر صاحبة المنشور وأن يجعل لها فرقانا وأن يهديها وإيانا إلى الحق.
ونصيحة لصاحبة المنشور: اعلمي اختي أنه بهذا النوع من المنشورات قد تلقي بالشبه حول بعض المسلمات أو بعض الأمور الواضحة في كتاب ربنا جل جلاله، فمثلا: قولك بأن كل من يعتقد بتلك الكفريات لا يدخل في (أهل الكتاب)، هذا يلزم منه تحريم طعامهم الذي أحل الله لنا كما في قوله تعالى:" وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ"، وكذلك يلزم منه بطلان الزواج منهم مع أن الله أباحه " وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ" –المائدة-.
ألا تخافين أن يشملك قول الله تعالى :" وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا"-الأنعام:21-؟
ألا تخافين من قوله تعالى:" قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)"-الأعراف-؟
حذاري حذاري أختي ولا يغرنك ما يسمى بحرية الفكر وحرية التعبير...
فإن هناك حدودا على العاقل الذي يروم السلامة ويخشى الندامة ألا يتعداها...( وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ).
اللهم إني قد بلغت فاللهم اشهد.
e4b4796,P0?�
العجاب ممن يخرج القائلين بتأليه عيسى -عليه السلام- أو بالتثليت من (أهل الكتاب)؟
الذي دفعني للمشاركة بهذا المنشور مناقاشات بعض الأعضاء الكرام حول مسألة أثارتها صاحبة منشور (غفر الله لها) تقرر فيه أن كل من اعتقد بألوهية عيسى عليه السلام أو أنه ابن الله أو يعتقد بالتثليت، فلا يعتبر من أهل الكتاب ولا يجوز أن نقول عنه أنه من أهل الكتاب.
وللأسف مجرد إطلالة على بعض آيات القرآن الكريم ترد هذا الزعم ردا وتدحضه دحضا وتنسفه نسفا...
يقول الله جل في علاه وتقدس في سماه:" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (171)"-النساء-.
فمن الذين سموهم (أهل الكتاب) رغم ضلالهم وكفرهم واعتقادهم بأولوهية عيسى عليه السلام أو أنه ابن الله وقولهم بالتثليت؟ أليس الله؟
من الذي نهاهم عن الغلو الذي أوصلهم لهذه الدرجة من الكفر حتى رفعوا عيسى عليه السلام إلا مقام الألوهية؟ أليس الله؟
الله تعالى يسميهم ويصفهم بأنهم (أهل الكتاب) رغم كل تلك الكفريات ورغم كل تلك الضلالات، وصاحبة المنشور تصرح بأنه لا يجوز أن نسميهم (أهل الكتاب) لأنهم كفروا غلوا.
من الذي نصدق إذا؟ ربنا الذي يقول عن نفسه:" ومن أصدق من الله قيلا" ، " ومن أصدق من الله حديثا"، أم صاحبة المنشور؟؟؟
والله إني لأستغرب من بعض المنشورات التي تخالف بشكل صريح الكتاب والسنة وما أجمع عليه أهل الملة.
ولعل الإشكال الذي وقع للأخت صاحبة المنشور أن وصف (أهل الكتاب) لا يجب أن يدخل فيه إلا المحق الذي آمن بالتوراة أو الإنجيل، أما من كفر فلا يجوز أن يدخل في هذا الوصف.
والحقيقة أنه لا إشكال، وذلك لأن لفظ (أهل الكتاب) يشمل المؤمنين منهم والكافرين.
يقول تعالى:" لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (72) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (73)"-المائدة-.
فالله سبحانه حكم عليهم بالكفر في هذه الآيات وغيرها، ومع ذلك نادهم ب(أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم...)...
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:( لا تطروني كما أطرت النصارى أبن مريم فإنما أنا عبد فقولوا : عبد الله ورسوله )
وبما كان الإطراء (أي الغلو)؟ أليس بادعائهم أن عيسى عليه السلام هو الله أو هو ابن الله –تعالى الله علوا كبيرا عن ذلك-، ورغم ذلك لم يخرجهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وصف (النصارى).
وفي الحقيقة لا أريد الإطالة لأن الأمر في غاية الوضوح.
وقد استغربت كثيرا من طرح الأخت لهذا الموضوع وكيف سمحت لنفسها بمجادلة أمر مسطر في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
فأسال الله تعالى أن يبصر صاحبة المنشور وأن يجعل لها فرقانا وأن يهديها وإيانا إلى الحق.
ونصيحة لصاحبة المنشور: اعلمي اختي أنه بهذا النوع من المنشورات قد تلقي بالشبه حول بعض المسلمات أو بعض الأمور الواضحة في كتاب ربنا جل جلاله، فمثلا: قولك بأن كل من يعتقد بتلك الكفريات لا يدخل في (أهل الكتاب)، هذا يلزم منه تحريم طعامهم الذي أحل الله لنا كما في قوله تعالى:" وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ"، وكذلك يلزم منه بطلان الزواج منهم مع أن الله أباحه " وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ" –المائدة-.
ألا تخافين أن يشملك قول الله تعالى :" وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا"-الأنعام:21-؟
ألا تخافين من قوله تعالى:" قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)"-الأعراف-؟
حذاري حذاري أختي ولا يغرنك ما يسمى بحرية الفكر وحرية التعبير...
فإن هناك حدودا على العاقل الذي يروم السلامة ويخشى الندامة ألا يتعداها...( وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ).
اللهم إني قد بلغت فاللهم اشهد.
e4b4796,P0?�
التعديل الأخير: