الطمأنينة

Amara

New member
إنضم
03/02/2009
المشاركات
576
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
يقول الله تعالى : الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب..
ويقول تعالى : وإذ قال إبراهيم رب ارني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم..

فهل أن مشاهدة العيان من ذكر الله ؟

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
لا ليست كذلك . . لا تدل الاية على المعنى الرياضي الذي ذكرت
فذكر الله = اطمئنان القلب
ورؤية ابراهيم عليه السلام لمثال احياء الموتى = اطمئنان القلب
وهذا من باب عين اليقين والا فهو مؤمن لكنه اراد ان يزداد ايمانه قال سبحانه: وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين.
اما اذا اردت ان العمل الصالح ذكر مثل قوله سبحانه : فاسعوا الى ذكر الله فهذا ممكن تطلقه على اعمال دون اسجلاب الايتين والتوفيق بنهما رياضيا لتصل لهذا المعنى
على كل حال معادلة خاطئة
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب خالد خلدني وخلدك الله في الفردوس،
ذكرني قولك : لا ليست كذلك . . لا تدل الاية على المعنى الرياضي الذي ذكرت..
بقول الإمام مالك رضي الله عنه، فيما يروى، وقد جاءه رجل وسأله: أرأيت أنني كنت أسير في الطريق، فوجدت دجاجة ميتة ودست عليها، فخرج منها بيضة، فأخذت البيضة، فسقطت فخرج منها كتكوت، هل يجوز أن أذبحه وآكله ؟ فقال له الإمام مالك: أعراقي أنت ؟ فقال الرجل: نعم، فقال الإمام مالك: هذا فعل أبي حنيفة، وقال: سلوا عن ما يقع، لا تسألوا عما لا ينفع.
ولكنك سيدي لم تسألني : ارياضي أنا ؟
وأجبتني مباشرة بلا.. ربما لعلمك أني أدرس الرياضيات.. وهذا صحيح..
لكني هنا أدرس عنكم أنتم.. وقد غاب عنك..
أنا هنا تلميذ هذا الملتقى.. وكل من يعلمني كلمة فهو أستاذ لي..
وأنا أشكرك على التوضيح.. ومع ذلك بقيت أسئلة في ذهني ما أراني كتبتها وساكتبها..
ولست فيها مثل الرجل الذي أتى مالكا فقال له : أرأيت إذا قال رجل لرجل: يا حمار، ماذا يفعل به ؟ قال: يجلد تأديباً، فقال له: أرأيت إذا قال له يا حصان؟ فقال: تجلد تأديباً لأنك عراقي. فإني أخاف أن يجلد الرياضي تأديبا كما جلد العراقي..
الأول : أن الآية ما ذكرت سيدنا ابراهيم بنقص في الإيمان بل بثبات ذلك الإيمان.. وهو قوله تعالى : أولم تؤمن قال بلى.. ودلت الآية أيضا على أن طلب ابراهيم هو طمأنينة القلب.. أما أنت فقلت : أراد أن يزداد إيمانه.. فهل ازدياد الإيمان هو طمأنينة القلب أو سبب لها والطمأنينة متفرعة عنه ؟ فكان طلبه القليل دالا على طلبه ما هو أكبر منه ؟ أم أن الأصل إذا اطمأن القلب زاد الإيمان ؟ والتالي فالطلب أكبر من زيادة الإيمان وإنما وصولا إلى مرحلة اليقين كما في قوله تعالى : وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين..
والثاني : لماذا هنا قال : وليكون من الموقنين ولم يقل من المؤمنين ؟ أو من المؤمنين حقا ؟
ولماذا لما سأل ابراهيم ربه أن يريه كيف يحي الموتى أجابه تعالى بسؤاله : أولم تؤمن ؟
ولم يجب سيدنا موسى كذلك حين طلب منه فقال : أرني أنظر إليك ؟

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
ذكرني سؤال أخي عمارة بارك الله فيه بمقال كنت قد نشرته في مجلة الفرقان في العدد السبعين في شهر ذي القعدة لعام 1428ه بعنوان "رؤية الذكر" بلاغة آية {الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعاً}، ومن المناسب جداً أن أعرضه على صفحات هذا الملتقى المبارك لمزيد الفائدة.
"لماذا قال الله تعالى: {وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضاً * الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري..} [الكهف:100-101] ولم يقل: الذين كانت أسماعهم في غطاء عن ذكري؟
وهل الأعين ترى الذكر لتغطى عنه؟
وهل الذكر شيء مرئي أو مسموع؟
إن الذكر هو نتيجة أعمال قلبية وفكرية وأخرى بدنية، ولا يأتي الذكر هكذا دون إعمال للقلب والفكر؛ إذن هناك عمل فكري وقلبي ينتج عنه الذكر، هذا أمر.
الأمر الآخر أن العمل القلبي والفكري لا يأتي دون إعمال الحواس التي توصل المشاهدات إلى القلب والفكر، وبالتالي لا بد من وجود حواس تقوم بهذه المهمة، إذن الذكر ينتج عن القلب، والقلب يعمل من خلال الحواس التي توصل له المشاهدات، والمشاهدات الكونية هي محل نظر قلوب العباد في التوصل إلى معرفة الله تعالى والتقرب إليه.
فأعين الكافرين التي هي وسيلة إيصال المشاهدات الكونية إلى القلب في غطاء، وهذا الغطاء - الذي هو صنيع الكافرين - هو المانع من ذكر الله سبحانه وتعالى.
وهنا لا بد من التنبيه على أمر، وهو أن كثيراً من الكافرين هم الذين يشاهدون الكون بأدق تفاصيله، فكيف تكون أعينهم في غطاء؟
نعم هم يشاهدون الكون لكنهم يشاهدونه لا باعتبار التفكر والتدبر والتوصل إلى معرفة الله، وإنما يشاهدونه باعتبار المتعة والترفيه والتسلية والاكتشافات العلمية، وهذه المشاهدات لا توصل إلى الذِّكْر ألبتة؛ ففرق بين نظر البصر ونظر البصيرة.

فالغطاء إذن منصب على الأعين التي لا تبحث عن رؤية الحق ومعرفته من خلال دلائله الكونية، وبعبارة أخرى عندما يريد الإنسان أن يرفع هذا الغطاء ليرى فسيتحقق مطلوبه؛ فالذِّكْر إذن يُرى من خلال النظر في الدلائل، فمن نظر في الكون نظر تدبر وتفكر فسيذكر الله تعالى {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران:191].

وعند ذلك نعي معنى رؤية الذِّكْر المذكورة في الآية، وهذه الآية دليل قائم بحد ذاته على معرفة الصانع سبحانه من خلال النظر والتفكر، وأن من أراد ذلك وصل وبلغ المنتهى، ومن رفض فإنه عند ذلك لن يستطيع سماع الذكر كما قال تعالى: {وكانوا لا يستطيعون سمعاً}.

فمن بحث ونظر استطاع سماع الحق، ومن امتنع ووضع عينه في غطاء فلن يستطيع سماع الحق؛ لأنه رفض أولى مقدماته وهي النظر لأجل التفكر والتدبر.
ويكأني بالآية تصيح بالناس: إنكم لن تسمعوا الحق حتى تبلغوا مراحل الجهد والتعب والاجتهاد في التفكر والتدبر؛ فعند ذلك ستستمعون وستستجيبون استجابة واعية راشدة؛ فهذا شرط هذا، وهذا نتيجة هذا، ولله الأمر من قبل ومن بعد.



 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
أخي الحبيب خالد خلدني وخلدك الله في الفردوس،
الأول : أن الآية ما ذكرت سيدنا ابراهيم بنقص في الإيمان بل بثبات ذلك الإيمان.. وهو قوله تعالى : أولم تؤمن قال بلى.. ودلت الآية أيضا على أن طلب ابراهيم هو طمأنينة القلب.. أما أنت فقلت : أراد أن يزداد إيمانه.. فهل ازدياد الإيمان هو طمأنينة القلب أو سبب لها والطمأنينة متفرعة عنه ؟ فكان طلبه القليل دالا على طلبه ما هو أكبر منه ؟ أم أن الأصل إذا اطمأن القلب زاد الإيمان ؟ والتالي فالطلب أكبر من زيادة الإيمان وإنما وصولا إلى مرحلة اليقين كما في قوله تعالى : وكذلك نري ابراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين..
والثاني : لماذا هنا قال : وليكون من الموقنين ولم يقل من المؤمنين ؟ أو من المؤمنين حقا ؟
ولماذا لما سأل ابراهيم ربه أن يريه كيف يحي الموتى أجابه تعالى بسؤاله : أولم تؤمن ؟
ولم يجب سيدنا موسى كذلك حين طلب منه فقال : أرني أنظر إليك ؟
يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
زادكم الله أدباً وعلماً:
طمانينة القلب كانت عند أبينا إبراهيم عليه وعلى نبيّنا الصّلاة والسّلام غيبيّة؛ فطلب من ربّه ومولاه سبحانه أن يضيف إليها طمأنينة أخرى عينيّة! فأكرمه ربّه ومولاه فأجابه.
والله تعالى أعلم وأحكم.
أكرمنا الله تعالى وإيّاكم وأجابنا عمّا يزيد إيماننا غيباً وعيناً .. يا ربّ.​
 
هل ازدياد الإيمان هو طمأنينة القلب أو سببب لها والطمأنينة متفرعة عنه ؟
والثاني : لماذا هنا قال : وليكون من الموقنين ولم يقل من المؤمنين ؟ أو من المؤمنين حقا ؟

اتصور ان ما ذكرته من المعاني - الايمان وطمأنينة القلب - مفردات تعود لاصل واحد فاذا زاد الايمان اطمأن القلب وطمأنينة القلب معنى يحصل له بسبب الايمان وكماله فالاشياء التي تزيد الايمان تزيد من طمأنينة القلب
اما اليقين فهو منزلة عليه من منازل الايمان اراد الله لعباده الوصول اليها وعلمهم سبيلها وارشد سيدنا ابراهيم عليه السلام لذلك وكشف له ملكوت السموات فاطلع على شيئ عظيم من خلق الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : سلو الله اليقين والمعافاة.
اللهم اصلح احوالنا واغفر لنا ولوالدين والمسلمين
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الاخ العزيز دكتور المثنى عبدالفتاح ماهو تفسير الذكر في قولة تعالى : {وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضاً * الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري..} [الكهف:100-101]

لماذا لايكون الذكر في الاية الكريمة هو القران .
 
* تأمل دقيق ورقيق ذلك الذي أمتعتنا به يا د.المثنى... وفقك الله ورعاك.
* أخي الكريم خالد رمضان حواركم راق حقا, فبارك الله فيكم.
* د. عمارة (حفظك الله ورعاك) شكرا لهذا الطرح الماتع, وكأني بك تود إثارته لتعطينا تصوراً ما يجول بخاطرك... ونحن في انتظار وجهة نظرك.
بارك الله فيكم جميعا ونفع بكم.
 
في تفسير ابن أبي حاتم: "عن قَتَادَة فِي قَوْله: {الَّذين كَانَت أَعينهم فِي غطاء عَن ذكري وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سمعا} قَالَ: كَانُوا عميا عَن الْحق فَلَا يبصرونه صمًّا عَنهُ فَلَا يسمعونه
في تفسير ابن كثير: "{الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري} أي: تعاموا وتغافلوا وتصاموا عن قبول الهدى واتباع الحق، كما قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين} وقال هاهنا: {وكانوا لا يستطيعون سمعا} أي: لا يعقلون عن الله أمره ونهيه".
في تفسير البغوي: "{الذين كانت أعينهم في غطاء} أي: غشاء و"الغطاء": ما يغطى به الشيء ويستره {عن ذكري} يعني: عن الإيمان والقرآن، وعن الهدى والبيان. وقيل: عن رؤية الدلائل. {وكانوا لا يستطيعون سمعا} أي: سمع القبول والإيمان، لغلبة الشقاوة عليهم. وقيل: لا يعقلون وقيل: كانوا لا يستطيعون أي: لا يقدرون أن يسمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يتلوه عليهم لشدة عداوتهم له، كقول الرجل: لا أستطيع أن أسمع من فلان شيئا لعداوته".
في "زاد المسير": "قوله تعالى: الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ يعني: أعين قلوبهم فِي غِطاءٍ أي: في غفلةٍ عَنْ ذِكْرِي أي: عن توحيدي والإِيمان بي وبكتابي وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً هذا لعداوتهم وعنادهم وكراهتهم ما يُنْذَرون به".
في "التفسير القيم": "هذا يتضمن معنيين:
أحدهما: أن أعينهم في غطاء عما تضمنه الذكر من آيات الله، وأدلة توحيده، وعجائب قدرته.
والثاني: أن أعين قلوبهم في غطاء عن فهم القرآن وتدبره، والاهتداء به. وهذا الغطاء للقلب أولا، ثم يسري منه إلى العين"
 
جوز المفسرون أن يكون المقصود بالذكر في الآية الكريمة القرآن، ولكن هذا التجويز مرجوح غير راجح لأمور:
أولاً: وهو خاص باللفظ القرآني، فقال تعالى: {أعينهم} ولم يقل أبصارهم، وقال: {في غطاء}، أي ستار ومانع من رؤية المحسوسات، فحمل الكلام على أن المقصود رؤية الدلائل الكونية أولى من حمله على الآيات القرآنية، فحمل الكلام على ظاهره أولى من صرفه وتأويله بغير دليل، فكيف إذا ذكر ما يشير إلى عدم الانتفاع من الآيات القرآنية كما سيأتي.
ثانياً: وهو خاص في الآية، أن الله سبحانه وتعالى قال: {الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري}، والغطاء ستار يحجب عن الأعين رؤية المبصرات، ولما كانت هذه المبصرات من شأنها أن تقود الإنسان إلى التفكر والتدبر والتذكر ولم تؤدي هذا الغرض استبان لنا أنهم انصرفوا عن ذكر الله تعالى، ثم إن لحاق الآية وهو قوله تعالى: {وكانوا لا يستطيعون سمعاً} يدل على أن المقصود بالسمع سماع الآيات القرآنية، وتكون الرؤية للآيات الكونية، يقول الشوكاني: "أي كانت أعينهم في الدنيا في غطاء وهو ما غطى الشيء وستره من جميع الجوانب عن ذكري عن سبب ذكري وهو الآيات التي يشاهدها من له تفكر واعتبار فيذكر الله بالتوحيد والتمجيد فأطلق المسبب على السبب"، وقد ذكر الوجه الثاني وهو القرآن.
ثالثاً: جاءت كثير من الآيات الكريمة تبين أن عدم إعمال البصر في الآيات الكونية طريق الغفلة، قال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [179:الأعراف]، وقال تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} [17-20:النبأ]، فعدم الاعتبار والتفكر والتدبر عند النظر في خلق الله تعالى يعد غفلة عن الوصول إلى الحق الذي جاء به النبيون من ربهم، ويُعد كذلك انصرافاً عن ذكر الله الواجب، وإلا لما أقام عليهم النكير بعدم الاعتبار بما ذكر.
ونحن لا نجزم بشيء، وإنما هو ترجيح رأي على آخر، والأدلة هي التي تحكم في المسألة وتُحكمها، ولكلٍّ وجهة هو موليها، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
 
هنا أنقل كلاماً لشيخ الإسلام في "المقدمة": " فإن الذكر مصدر، والمصدر تارة يضاف إلى الفاعل وتارة إلى المفعول. فإذا قيل ذكر الله بالمعني الثاني كان ما يذكر به مثل قول العبد: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. وإذا قيل بالمعنى الأول كان ما يذكره هو وهو كلامه، وهذا هو المراد في قوله: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي}..."
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما


د. عمارة (حفظك الله ورعاك) شكرا لهذا الطرح الماتع, وكأني بك تود إثارته لتعطينا تصوراً ما يجول بخاطرك... ونحن في انتظار وجهة نظرك.
بارك الله فيكم جميعا ونفع بكم.
رعاك الله وبارك فيك..
أما الذكر فهو تنبيه القلب إلى صحيح القول وإلى كونه من مخلوقات الله.. ويكون ذلك إما مباشرة بالوحي بمعنى الالهام، وهذه لا تكون إلا للمؤمنين، أو بالجوارح أو بالعقل وهذه يشترك فيها الناس..
عن وابصة بن معبد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : (جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ نَعَمْ فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِنَّ فِي صَدْرِي وَيَقُولُ يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ). وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ ، وَالْإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَلَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ ، وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ).
فاستفتاء القلب هنا لا استفتاء الفؤاد.. لإن القلب هو مركز الحق والفؤاد موطن الهوى والميل.. فلا يطمئن القلب لغير الحق..
والطمانينة في القلب إما أن تكون بجهل الإنسان بالشيء والعلم يملؤ ذلك الفراغ الذي يحدثه الجهل فيثبته حتى يطمئن.. فتكون كل الطرق المؤدية للعلم طريقا لطمانينة القلب.. ومن ذلك المشاهدة والسماع والتفكر والتعقل.. فتكون هذه الطرق كلها أبوابا من ابواب الذكر.. لأنها تنبه القلب وتذكره.. لذلك نجد أن الله تعالى لما بين لابراهيم عليه السلام كيفية الخلق عيانا دعانا إلى أن ننظر فيها عيانا كذلك..
فقال تعالى : فلينظر الانسان مم خلق..
وقال : يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا..
وغيرها من الآيات الدالة على أطوار الخلق سواء خلق الانسان أو الكون في عمومه.. والدعوة لمشاهدتها عيانا ثم الوقوف على ما ينبه القلب من تلك المشاهدة بالتفكر والتدبر..
ونجده تعالى قد أمر سيدنا موسى عليه السلام بالنظر إلى الجبل فقال : انظر إلى الجبل.. وأمرنا بالنظر إلى الجبال.. فقال : وإلى الجبال كيف نصبت..
وحدثنا عن عصاه.. فإذا هي تفجر الحجر عيونا وتجعل في البحر طريقا يبسا.. فإذا الماء والصخر كالتوأمين يحمل أحدهما الآخر.. وإذا القلوب إما أن تكون قاسية فهي كالحجارة أو أشد قسوة أو فارغة لا تثبت على شيء كما الماء لا يشد بعضه أو مطمئنة إذا عرفت ربها وسكن بها الحق إليه..
ولعلك تنظر في قصة صالح عليه السلام وقومه مع الناقة حين امتحنهم بها.. وأرشدنا إلى النظر للإبل جميعا.. فقال تعالى : أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ؟
أو تنظر في قصة من قال فيهم الله تعالى : أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا.. ليسأل أهل القرآن النظر في السماء.. قال تعالى : وإلى السماء كيف رفعت..
فإنه في كل ذلك يرشدنا الله تعالى إلى طلب العلم الموصل إلى تنبيه القلب الدافع إلى الطمأنينة..

وتكون الطمأنينة في القلب أيضا بالالهام المباشر والوحي إليه إذا فرغ الفؤاد لاشتغال منه بشيء من الدنيا..
ومنه قوله تعالى : وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين..
والله تعالى أعلم

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما


د. عمارة (حفظك الله ورعاك) شكرا لهذا الطرح الماتع, وكأني بك تود إثارته لتعطينا تصوراً ما يجول بخاطرك... ونحن في انتظار وجهة نظرك.
بارك الله فيكم جميعا ونفع بكم.
رعاك الله وبارك فيك..
أما الذكر فهو تنبيه القلب إلى صحيح القول وإلى كونه من مخلوقات الله.. ويكون ذلك إما مباشرة بالوحي بمعنى الالهام، وهذه لا تكون إلا للمؤمنين، أو بالجوارح أو بالعقل وهذه يشترك فيها الناس..
عن وابصة بن معبد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : (جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ نَعَمْ فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِنَّ فِي صَدْرِي وَيَقُولُ يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ). وعن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْبِرُّ مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ ، وَالْإِثْمُ مَا لَمْ تَسْكُنْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَلَمْ يَطْمَئِنَّ إِلَيْهِ الْقَلْبُ ، وَإِنْ أَفْتَاكَ الْمُفْتُونَ).
فاستفتاء القلب هنا لا استفتاء الفؤاد.. وإنما القلب مركز الحق والفؤاد موطن الهوى والميل.. فلا يطمئن القلب لغير الحق..
والطمانينة في القلب إما أن تكون بجهل الإنسان بالشيء والعلم يملؤ ذلك الفراغ الذي يحدثه الجهل فيثبته حتى يطمئن.. فتكون كل الطرق المؤدية للعلم طريقا لطمانينة القلب.. ومن ذلك المشاهدة والسماع والتفكر والتعقل.. فتكون هذه الطرق كلها أبوابا من ابواب الذكر.. لأنها تنبه القلب.. لذلك نجد أن الله تعالى لما بين لابراهيم عليه السلام كيفية الخلق عيانا دعانا إلى أن ننظر فيها عيانا كذلك..
فقال تعالى : فلينظر الانسان مم خلق..
وقال : يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا..
وغيرها من الآيات الدالة على أطوار الخلق سواء خلق الانسان أو الكون في عمومه.. والدعوة لمشاهدتها عيانا ثم الوقوف على ما ينبه القلب من تلك المشاهدة بالتفكر والتدبر..
ونجده تعالى قد أمر سيدنا موسى عليه السلام بالنظر إلى الجبل فقال : انظر إلى الجبل.. وأمرنا بالنظر إلى الجبال.. فقال : وإلى الجبال كيف نصبت..
وحدثنا عن عصاه.. فإذا هي تفجر الحجر عيونا وتجعل في البحر طريقا يبسا.. فإذا الماء والصخر كالتوأمين يحمل أحدهما الآخر.. وإذا القلوب إما أن تكون قاسية فهي كالحجارة أو أشد قسوة أو فارغة لا تثبت على شيء كما الماء لا يشد بعضه أو مطمئنة إذا عرفت ربها وسكن بها الحق إليه..
ولعلك تنظر في قصة صالح عليه السلام وقومه مع الناقة حين امتحنهم بها.. وأرشدنا إلى النظر للإبل جميعا.. فقال تعالى : أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ؟
أو تنظر في قصة من قال فيهم الله تعالى : أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا.. ليسأل أهل القرآن النظر في السماء.. قال تعالى : وإلى السماء كيف رفعت..
فإنه في كل ذلك يرشدنا الله تعالى إلى طلب العلم الموصل إلى تنبيه القلب الدافع إلى الطمأنينة..

وتكون الطمأنينة في القلب أيضا بالالهام المباشر والوحي إليه إذا فرغ الفؤاد لاشتغال منه بشيء من الدنيا..
ومنه قوله تعالى : وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين..
والله تعالى أعلم

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
عودة
أعلى