الصلاة الوسطى وعلاقتها بالطلاق

إنضم
01/11/2012
المشاركات
169
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
القاهرة
قال الله عز وجل ( حَفِظُواْ عَلَى الصَّلَوَتِ وَالصَّلَوة الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلَّهِ قَنِتِينَ )
تأملت موضع هذه الآية الكريمة، وجعلت أقرأ فى تفسيرها فى كتب التفاسير ، فما بين شارح لها ومبين لسرها فى هذا الموضع ..
وقرأت كثيرا من التعليقات لأكثر الباحثين عن موضع هذه الآية ووجدته شيئا جميلا واجتهادا عظيما ..
ولكن لم يتطرق أحد من الباحثين ولا المفسرين فيما أعلم إلى هذه العلاقة القوية بين الصلاة الوسطى والطلاق ، خاصة وأن الآية قد اخترقت ربع الطلاق فى سورة البقرة وكان موضعها محط أنظار الباحثين المتأملين ..
ومعلوم أن العلماء قد اختلفوا فى كون الصلاة الوسطى ومع هذا الاختلاف أيضا فإن أكثر أهل العلم على أنها صلاة العصر وليس هذا مجال تأملى ، ولعل ماتأملته يثبت فعلا أنها صلاة العصر ..
إذا نرجع ونقول ( صلاة العصر وعلاقتها بالطلاق )

كنت أقرأ فى صحيح الإمام البخارى رحمه الله فى كتاب الصلاة - باب إثم من فاتته العصر
552_ حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : أخبرنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر رضى الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الذى تفوته صلاة العصر كأنما وُتِرَ أهلَه ومالَه "
قال أبو عبد الله ( يَتِرَكُمْ ) وَتَرْتُ الرَّجُلَ إذا قتلت له قتيلا أو أخذت له مالا . انفرد به البخارى
فتأمل منصفا ..
كيف ربط بين صلاة العصر وبين قطع الأهل والمال .. وكأن الله عز وجل يقول حافظ على الصلاة الوسطى ( العصر) وصلّها حتى أصل لك أهلك ومالك
ومعلوم أيضا أن الصلاة هى صلة بين العبد وربه والزواج صلة بين العبد وزوجه
فإذا وصلت هذه وصلت هذه وإذا قطعت هذه قطعت هذه
والمطلوب من المسلمين أن يحافظو على الصلوات الخمس وخاصة صلاة العصر لأن إثم تاركها يتعدى إلى غيره
وقد رأيت أن معظم حالات الطلاق بسبب التقصير فى الصلاة وخاصة صلاة العصر ، وجرب أن تلاحظ هذا الأمر فيمن حولك
ونصيحتى لمن أراد أن يطلق أن يراجع نفسه فى الصلاة الوسطى ويحاول أن لا تفوته تكبيرة الإحرام مع الجماعة فى الصف الأول فى المسجد وسترى يقينا
أن الله عز وجل سيصلح لك أهلك ويصل لك مالك .
البحث طويل جدا ولكنى رأيت أن أقدمه على صفحات هذا الملتقى المبارك بهذا الاختصار عل الله أن ينفعنى بمشاركة نستزيد منها علما وتأملا
والله أسأل أن يجعلنا من المحافظين على الصلاة كما يحب ويرضى اللهم آمين .
 
شوقتني جدا...فلو أتحفتني والإخوة بالبحث، والربط لطيف ، لكني بحاجة لمزيد من البسط كي أفهم وأقتنع.
 
أسأل الله لك التوفيق والسداد اخي الكريم لهذا الربط الملفت والملمح الرائع
 
قال الله عز وجل ( حَفِظُواْ عَلَى الصَّلَوَتِ وَالصَّلَوة الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلَّهِ قَنِتِينَ )
وقد رأيت أن معظم حالات الطلاق بسبب التقصير فى الصلاة وخاصة صلاة العصر .
أخي الفاضل مما لا شك فيه أن موقع الآية يدعو إلى التدبر، لكن الربط الذي أتيت به بعيد يرده الواقع ويرده الشرع :
-ليست كل حالات الطلاق بسبب التقصير في صلاة العصر ولقد طلق الصحابة وطلق الرسول عليه الصلاة والسلام، وطلق التابعون والسلف والخلف.
-الطلاق ليس عقاباً ربانياً، بل قضاءً شرعياً والله لا يبغض قضاء شرعياً قضاه، وقد يبغض قضاء كونياً كالزلازل والبراكين والمذابح والحروب.
-ليس في كل حالات الطلاق وتر للأهل والولد بل الوعد الرباني ب(يغن كلاً من سعته) دليل على أنه ليس كذلك.
-المتأمل في سياق الآيات يجد أن الأحكام تتعدى الطلاق إلى الزواج مجدداً(ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء) وهذه الآية لا توحي بوتر المال والولد بل توحي بعلاقة جديدة فيها سكن لم يتحقق في العلاقة القديمة فما رأيك؟؟
-تأملت في الآيات كثيراً لأعرف السر في موضع الآية وبدا لي والله أعلم أن السياق سياق أحكام، ومظنة التهاون في أحكام الطلاق وأحكام النفقة والزواج وارد لدخول هوى النفس، ولأن النساء الحلقة الأضعف؛ ولهذا جاء تذييل الآيات موحياً بالتهديد بمن يتهاون بأحكام الطلاق بدءاً من آية 228 (والله عزيز حكيم)(ومن يتعد حدود الله)(وتلك حدود الله يبينها)(واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم)(والله يعلم وأنتم لا تعلمون)(واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير)(والله بما تعملون خبير)(واعلموا ان الله يعلم ما في نفوسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم)(إن الله بما تعملون بصير) بعد كل هذا وحتى لا يظن أن هذه توجيهات أخلاقية أو اجتماعية تأتي آية الصلاة للفت الانتباه أن أحكام الله واحدة فكما هي في الصلاة هي في الطلاق فلا مبرر للتهاون في أحكام الطلاق التي شرعها الله.
هذا اجتهادي، وهذا ما هداني الله إليه عندما تأملت في موقع هذه الآية قبل سنوات خلت والله أعلم.
-ولا ننسى أن السياق المقامي وقت نزول الآيات كان سياق مجتمع لا يعد المرأة شيئاً، والحق أن الواقع يشهد تهاون العباد الزهاد في أحكام الطلاق ومجافاتهم للعدل مع نسائهم، والواقع كذلك يشهد بظلم من يقوم ليله ويصوم نهاره للمرأة والأطفال حين الطلاق.
 
جزى الله خيرا الأخت سهاد على هذه المشاركة وقد قرأت اجتهادك أثابك الله عليه ورزقك فيه الأجرين وهو كلام موفق فما المانع أن نضم التأملين فيحصل لنا المزيد من التدبر
ولكنى أتسائل هل قرأت البحث جيدا؟؟
من الذى قال أن كل حالات الطلاق بسبب عدم المحافظة على صلاة العصر
إننى ذكرت أن معظم الحالات ولم أقل كل ..
وكذلك لم أذكر أبدا أن الطلاق عقاب ربانى ولم ألمح بهذا من قريب أو بعيد ..
ولم أقل أيضا أن كل حالات الطلاق وتر للأهل والولد
يا أختنا الكريمة ليس الربط بعيد عن الواقع كما ذكرت بل إن معظم حالات الطلاق فى عصرنا هذا بسبب التقصير فى الصلاة عموما وصلاة العصر خصوصا وهذا ليس كلامى
بل هو قول الله عز وجل وقول رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكنت أتابع بعض الإحصاءات لحالات الطلاق المبكر- عند اأحد المسؤلين عن عقود الزواج -التى انتشرت مؤخرا وكنت أسأل الزوجين ..
هل تحافظان على الصلاة ؟؟
فكانت الإجابة لا بنسبة 64%
وعن صلاة العصر خصوصا بنسبة 87%
فما بين متخلف وبين تارك متهاون لدرجة أن دفاتر الطلاق لا تكاد تظل عند المأذون يوما أو يومين وتنتهى ليأتى بجديد واسألوا الموكلين بعقود الزواج
ثم لنتساءل!!
ما هى أحب الأعمال إلى إبليس ؟؟
عَنْ جَابِرٍ رضى الله عنه ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ ، فَأَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً أَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَجْلِسًا ، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ ، يَقُولُ : كَذَا وَكَذَا ، فَيَقُولُ : مَا صَنَعْتَ شَيْئًا ، ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ ، فَيَقُولُ : مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِهِ ، فَيَقُولُ : نِعْمَ أَنْتَ أَنْتَ ، فَيُدْنِيهِ مِنْهُ " ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ
فهل إذا نجح الشيطان فى التفرقة بين الأهل هذا بعيد عن الشرع؟؟
وهل الواقع أن حالات الطلاق فى عصرنا تصدر من المستقيمين على السنة ؟؟
أنا أوافق على اجتهادك ولكنى لم أذهب بعيدا أبدا عن هذا التأمل
فتأملى منصفة ..
 
فتأملى منصفة ..
جزاك الله خيراً أخي، وقد تأملت منصفة كما نصحتني وأعود فأقول إن ما تقوله صحيح مئة بالمئة لكنه ليس موضع النقاش، نقاشنا هو لماذا جاءت آية الأمر بالمحافظة على الصلاة عموماً والصلاة الوسطى خصوصاً في سياق أحكام الطلاق؟ وبالرغم من ان الأمر اجتهادي وفيه سعة إلا أنه لا زال يحتاج دليلاً مرجحاً، وأفضل الأدلة المرجحة السياق، فهل جاء في السياق ما يشير أننا بصدد التخفيف من حالات الطلاق؟؟الذي جاء في السياق الآليات الإجرائية للطلاق، والأحكام المصاحبة للطلاق من نفقة وعدة وخطبة بعده، والأمر بتقوى الله في هذا الإجراء المؤلم لأطراف عدة، والأمر بالدقة بتنفيذ الأحكام.
وهذا لا يعني بحال أن الإحصائيات التي ذكرتها غير صحيحة لكنها لا تعد دليلاً على ما ذكرت، ومما لا شك فيه أن تلبيس إبليس كبير في موضوع الخلافات الزوجية كبير لكن الحديث عن دلالة السياق ومناسبة الآية، وهذا أمر مختلف.
حتى أزيد الأمر وضوحاً قد تكون المحافظة على الصلاة تقلل حالات الطلاق وهذا أمر يحتاج إلى إثباته إحصائياً، لكن القول بأن سبب ورود الآية هنا هو ذلك يحتاج إلى دليل من داخل النص، ويبقى الأمر اجتهادي لعل الله يفتح على آخرين بأسباب أخرى.
 
بارك الله في أخي إسماعيل وفي جميع المداخلين الكرام .
تأملتُ الملمح الذي أشرتم إليه ، وهي لفتة كريمة وبديعة ، وخصوصاً ربطها بالحديث النبوي في وتر الأهل والمال لمن تخلف عن صلاة العصر . ولكن دعوى أن ورود الآية في سياق آيات الطلاق إشارة إلى علاقة التخلف عن صلاة العصر خصوصاً والصلوات عموماً بكثرة حالات الطلاق دعوى تحتاج إثبات بشكل أدق ، قد يكون البحث الموسع مشتملاً عليها ، وهي إن صحت لفتة جميلة ، ولكن ذلك لا يعني - ولم أرك قد ادعيته في بحثك - قصر الحكمة من ورود الآية في هذا السياق على هذا ، بل قد تتعدد الحِكَمُ من ورود هذه الآية الكريمة وسط آيات الطلاق ، وقد أشار المفسرون إلى بعضها كما تفضلتم في صدر موضوعكم . والملحوظات التي أوردتها الباحثة سهاد قنبر ملحوظات جديرة بالتأمل في إعادة التدقيق في سياق الآيات وإرجاع النظر في الآيات مرة بعد مرة لعلها تظهر لنا حكمٌ أخرى قد تكون أظهر في علة ورود هذه الآية في هذا السياق عن الطلاق وأحكامه .
 
رجعت إلى سياق آيات البقرة مرة أخرى وارتأيت أموراً وليت أهل التخصص يشاركوننا لأن علم المناسبات وإن كان اجتهادياً لكن مع توقيفية ترتيب الآيات فهو كأنه يتحدث عن مراد الله لهذا فهو لصيق بالتفسير ولا يعتد بمرجحات من خارج النص وإن كانت حديثاً نبوياً إلا في حال نص الرسول عليه الصلاة والسلام على هذه العلاقة كما نص على ان الشرك هو الظلم، ولا مانع أن يستأنس بالحديث إن كان هناك مرجحات من داخل النص بمعنى أنه دليل ثانوي وإليكم ما وصلت له من السياق:
-آية الصلاة لم تخترق آيات الطلاق ولم تأت في وسطها بل جاءت في آخر سلسلة من الأحكام وكان آخرها الطلاق ولم يأت بعدها من الأحكام إلاآيتين: الأولى حكم السكنى والنفقة للمتوفى عنها زوجها وهذه الآية على رأي الجمهور منسوخة بأحكام الميراث، والثانية (وللمطلقات متاع بالمعروف) وهذه آية فيها تأكيد على حكم سبق آية الصلاة وهو( ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره) وهذا التأكيد لقول رجل من المسلمين عندما نزلت ومتعوهن : إن أردت فعلت، وإن لم أرد لم أفعل فجاء التأكيد، وهذا يترتب عليه أن آية الأمر بالصلاة جاءت خاتمة لسلسلة من الأحكام .
- المتتبع للسياق يجد أن هذه الأحكام في سورة البقرة بدأت بأحكام القتال، ثم الحج، النفقة، ثم عودة إلى أحكام القتال، ثم تحريم الخمر، ثم أحكام اليتامى، فأحكام النكاح، والمحيض، والمباشرة، ثم أحكام الأيمان، وبعدها تأتي أحكام الإيلاء والطلاق، ثم الرضاع ، وعدة الوفاة، والخطبة،وحكم المطلقة قبل الدخول، ثم يأت ختام هذا الكم الكبير من الأحكام بحكم المحافظة على الصلاة والصلاة الوسطى، ثم حكم هذه الصلاة في الخوف.
-هذا التطواف السريع في السياق يغير طبيعة السؤال ويجعله لماذا ختمت الأحكام بالصلاة ولم يبدأ بها؟ أقول والله أعلم: إن هذه الأحكام قد تشق على المسلمين ففي آية الصلاة إرشاد بأن الصلاة والصلاة الوسطى فيها إعانة على التزام أحكام الله ومنها الالتزام بالتشريع الرباني فيما يخص الطلاق والنفقة، وهذا يشبه بوجه (واستعينوا بالصبر والصلاة) ويعضد هذا تذييل الآية (وقوموا لله قانتين) ومعلوم أن كل قنوت في القرآن معناه الطاعة.
-الآيتان بعد آية الصلاة لم تدرجا في الأحكام لأن إحداهن منسوخة والأخرى ليست حكماً بل تأكيد على حكم وتستند على المعروف أي العرف، والأمر بحاجة لمزيد نظر وبحث.
 
جزاك الله خيرا فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهرى على تعليقك الجميل وأنا أوافقك الرأى
وجزاك الله خيرا أختنا سهاد قنبر على ما تفضلت به واعتنيت بالبحث
 
إلماحات جيدة من أخينا إسماعيل ، أتمنى أن أطلع على البحث كاملا ..
في بادئ الأمر ظننت أول ما قرأت العنوان أنه سيلمح إلى تأثير هرمون الأدرينالين ، والذي يرتفع آخر النهار ، ويؤدي إلى التوتر مما قد يكون سببا نفسيا في الخلاف بين الزوجين ..
ولصلاة العصر جماعة تأثير عجيب على ضبط هذا الهرمون ..

كما كان لي مع مداخلات أختنا سهاد الموفقة نوع توارد خواطر في كثير منها ، وليس بينهما اختلاف إلا من باب التنوع لا التضاد ..
 
أعجبني كلام للسيد قطب يرحمه الله في ظلاله عند وقوفه على ههذ الآية يقول : "وفي هذا الجو الذي يربط القلوب بالله، ويجعل الإحسان والمعروف في العشرة عبادة لله، يدس حديثاً عن الصلاة- أكبر عبادات الإسلام- ولم ينته بعد من هذه الأحكام. وقد بقي منها حكم المتوفى عنها زوجها وحقها في وصية تسمح لها بالبقاء في بيته والعيش من ماله، وحكم المتاع للمطلقات بصفة عامة- يدس الحديث عن الصلاة في هذا الجو، فيوحي بأن الطاعة لله في كل هذا عبادة كعبادة الصلاة، ومن جنسها، وهو إيحاء لطيف من إيحاءات القرآن. وهو يتسق مع التصور الإسلامي لغاية الوجود الإنساني في قوله تعالى: «وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» . واعتبار العبادة غير مقصورة على الشعائر، بل شاملة لكل نشاط، الاتجاه فيه إلى الله، والغاية منه طاعة الله:
«حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ. فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالًا أَوْ رُكْباناً. فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَما عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ» ا . هـ .
فالمسألة على ما يبدو مسألة إشعار أن هذا الدين العظيم, يجعل من الحياة بكل أطيافها ميدانا فسيحا لتقرير معنى العبادة, سواء ما كان منها حالات اجتماعية كالنكاح والطلاق والرجعة والعدة, أو ما كان منها حالات تعبدية بحتة كالصلاة فكلها عبادة لله تعالى ..
ذلك ليتناول المسلم حياته بالجدية التي يتناول بها صلاته, فلا يكون من جهة حافظا لصلاته حريصا عليها ومن جهة متخذا آيات الله هزوا, إذ يمسك ضرارا, أو يطلق تشفيا, أو لا ينصف في النفقة, أو لا يحرص على رد المطلقة لزوجها إن ظنا أن يقيما حدود الله, أو تراه يضار والدة بولدها, أو تلقاها تضار مولود له بولده, وأن يسلم ما يؤتي بالمعروفو وأن لا يواعد سرا, الخ ..
كل تلك الجوانب يجب أن يتناولها المسلم بجدية وأمانة كجدية تناولنا للصلاة وأمانة الحفاظ عليها لأننا متعبدون لله تعالى بكل ذلك كما أننا متعبدون لله تعالى بالمحافظة على الصلوات ..
هذا ما عرض لي لحظة طالعت تعليقاتكم سادتي الأفاضل والله الموفق والهادي
جزيتم خيرا على ما قدمتم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد، فالموضوع جدير بالتأمل والتدبر ، فما زالت هناك حكم خفية ، نسأل الله أن يرزقنا من فضله .
وفي نفس الموضوع أقترح هذا للاستئناس :

أمر الله بأشياء ووضع لها حلولا عند الخوف من العواقب :
أمر بالزواج ، وعند تعذر المعاشرة مع الزوجة وأرادت الطلاق يكون الحل : {...فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ...}[البقرة : 229]
وأمر بالحفاظ على الصلاة فإن تعذر : {فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَاناً فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ}[البقرة:239]
وأمر بالقسط في اليتامى فإن تعذر : {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ ...}[النساء:3]
وأمر بالعدل بين النساء ، فإن تعذر : {...َفإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ [النساء:3]

والله أعلم وأحكم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
من أول زيارة لي لهذا المنتدى وجدت هذا الموضوع امامي وأسمحوا لي أن تكون أول مشاركة من خلاله
وسأقتبس جزء بسيط من بحث لي لم ينتهي عن (الصلاة الوسطى)
ومن ضمن المواضيع التي تطرقت لها علاقة الآييتين التي جاءت عن الصلاة بسياق قضايا الطلاق ومما ذكرت ما يلي
الرابط بين السياق والآيتين
بالنظر في سياق الآيات من الآية (226 إلى 240) نجد أنها تتضمن أحكام وأعطى الله الأطراف المعنية بالقضية حرية اختيار القرار
فلاحظ الكلمات (فَإِنْ فَاءُوا , وَإِنْ عَزَمُوا , إِنْ أَرَادُوا, فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ , فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ , لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ, فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا , وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ , إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ )

فهي تشير بأن القرار يعود لأطراف القضية ولهم حرية الأختيار
ثم تأتي الآيتين قبل نهاية السياق بالأمر بالمحافظة على الصلوات وطريقة أدائها في حال الأمن والخوف وبصيغة الأمر وخلوها من أي مفردة تشير لحرية الأختيار
ليبين الله بان أمر الصلاة عائد له سبحانه وحده ولا يحق لأحد أن يقرر كيف يصلي الفرض ومتى بل وفق ما يريده الله زمانناً وأداءً
ولذا أتت الآية الثانية لتؤكد أهمية أداء الصلاة في وقتها رجالاً أو ركباناً وعدم تأخيرها رغم ظروف القتال
هذا والله أعلم ,,​
 
السلام عليكم
من اللطيف اضافة التالي من كتاب نظم الدرر
ولما ذكرت أحكام النساء وشعبت حتى ضاق فسيح العقل بانتشارها وكاد أن يضيع في متسع مضمارها مع ما هناك من مظنة الميل بالعشق والنفرة بالبغض الحامل على الإحن والشغل بالأولاد وغير ذلك من فتن وبلايا ومحن يضيق عنها نطاق الحصر ويكون بعضها مظنة للتهاون بالصلاة بل وبكل عبادة اقتضى الحال أن يقال: يا رب! إن الإنسان ضعيف وفي بعض ذلك له شاغل عن كل مهم فهل بقي له سعة لعبادتك؟ فقيل: {حافظوا}
 
أضف الى ذلك كلام الشيخ خالد
*لماذا وردت آية الحفاظ على الصلاة بين آيات الطلاق؟(الشيخ خالد الجندي)
قال تعالى في سورة البقرة (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238))
العلماء وقفوا متعجبين لماذا ذكرت الصلاة والحفاظ عليها بين آيات الأحوال الشخصية والأقوال اختلفت بين:
أن الذي لا يحافظ على صلاته لن يحفظ زوجته وهذه اشارة لكل أبٍ يتقدم لابنته خاطب أن يتحرى أنه لا يضيع الصلاة أو رب العالمين من قلبه لأنه بهذا يطمئن أن هذا الرجل لن يضيّع ابنته. قال عمر بن الخطاب: إذا كان المرء للصلاة مضيّعاً فلغيرها أضيع. فمن ليس فيه خير لربّه فكيف يكون فيه خير لغيره؟
 
عودة
أعلى