الصفوية تطل بأعناقها من امريكا

مذ قرأت الترجمة وقبل حصولي على الكتاب ورأيت ترجمة الإسلام إلى (submission) عرفت مايريدون .
وعندما حصلت على الكتاب واستمعت إلى محاضرات الدكتور لامبارد تأكد ما استنتجته مسبقاً .
هم أرادوا بذلك أن الإسلام ليس ناسخاً للديانات ماقبله، وهو أمر مفهوم ، فكل الكتاب عُمل لكي "يسحب البساط من المتشددين " على حسب قولهم ، فحشروا في هذا الكتاب الغث والسمين على أنه "تراث إسلامي" والإسلام منه براء ، حتى أنهم أضافوا تفاسير لكبار أئمة الشيعة الذي يصرحون بمليء الفم أن القرآن "تم تحريفه " كتفسير القمي مثلاً وحشروه بهذا الكتب على أنه "تراث إسلامي " ، وهذا بالطبع غير صحيح، ولو كان الكتاب يعكس أكاديمية حقيقة لوضعوا تفاسير الخوارج .
خلف هذا العمل أجندة تريد نبذ التطرف لكنهم للأسف انحازوا للطرف الآخر وهو ما أنتج مفاهيم جديدة لا يقول بها أحد .
كان الواجب عليهم أن يترجموها (Islam) وهو الدين الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم لاغيره .
لو كان معناها (الخضوع لله الذي يندرج تحت أي دين تريد ) فكل الآيات التي تقرع اليهود والنصارى ماكان لها معنى .
ولم تكن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لليهود والنصارى لها معنى كذلك.

عندما يقرأ القاريء للترجمة أن من "يبتغ غير الخضوع لله دينا فلن يقبل منه " سيفهم أنه بإمكانه عمل أي شيء مخالف للشريعة التي أتى بها محمد صلى الله عليه وسلم وأن ذلك مقبول من منظور القرآن طالما أنه خاضع لله . وهذا بالطبع غير صحيح ولم يقل به أحد.
إذ أن حقيقة الخضوع والانقياد لله عز وجل هي باتباع الشريعة التي أنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم .


==========
على كل حال :
هناك غموض في تقديم الصفحة .
لماذ سقط هذا التعليق في الصورة ؟
هذا شيء
؟؟
الرجل كان قد طلب (الترجمة ) .
 
العرض الذي تفضل به الأخ عبدالله لا يزال غير واضح، وماعلى المحسنين من سبيل، ومن جانبي أشكره على سعيه وأعفيه من أي عرض زائد على ماقام بعرضه جزاه الله خيرا.
أما ترجمة الإسلام في هذا الكتاب فهي ترجمة مغرضة جاءت بها أهواء واضعيها ولم تبن على اللغة العربية لغة القرآن ولا على أصول التفسير التي اجتمع عليها أهل هذا العلم، وتعجب من الحاملين على أهل التفسير- الذين يترجمون اللفظ القرآني بلفظ يدل على المراد منه في لغة أخرى لا بالترجمة الحرفية للفظ - محتجين بأن الترجمة التي ليست للفظ كما ورد في القرآن كلفظة روح القدس هي ترجمة محرفة ويرون أن الترجمة اللفظية هي الروح المقدسة وأنها هي الترجمة الأمينة ويعدون الترجمة بجبريل تحريفا ترجميا!
ثم تراهم يلجؤون لما كانوا ينهون عنه حين يترجمون لفظة الإسلام في قوله تعالى :(ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه) فيترجمون الإسلام هنا بالخضوع، ضاربين بكلامهم الأول عرض الحائط حين لم يخدم أهوائهم ، فيالله العجب من حالهم وسؤ أضغانهم.
ذكر القاضي عبدالجبار الهمذاني المتوفى سنة ٤١٥ في دلالة قوله عز وجل:( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه )
وقال رحمه الله:
يدل على أن الدين هو الإسلام وأن الإيمان والإسلام واحد، لأنه لابد من القول بأن الإيمان يقبل منه، فلو كان الدين والإيمان غير الإسلام لدخلا في باب مالا يقبل منه، فإذا يجب أن يكونا الإسلام. ويدخل في ذلك جميع الواجبات والطاعات، كانت من أفعال الجوارح أو أفعال القلوب. والإسلام في هذا الموضع هو الشرعي لا اللغوي، لأنه لو كان المراد به الاستسلام والخضوع لكان في أعماله ما يجب أن يقبل لا محالة، كالصلاة وغيرها.
وليس لأحد أن يقول : إنما بين أن غير الإسلام لا يقبل فمن أين أن الإسلام مقبول؟ وذلك لأن الغرض بالكلام أن يبين مفارقة الإسلام لغيره في القبول، فلو كان الإسلام لا يقبل لبطل هذا الغرض!
انتهى كلامه.
 
قال الرازي رحمه الله في مفاتيح الغيب :
ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}.
اعلم أنه تعالى لما قال في آخر الآية المتقدمة {ونحن له مسلمون} (آل عمران: 84) أتبعه بأن بين في هذه الآية أن الدين ليس إلا الإسلام، وأن كل دين سوى الإسلام فإنه غير مقبول عند الله، لأن القبول للعمل هو أن يرضى الله ذلك العمل، ويرضى عن فاعله ويثيبه عليه، ولذلك قال تعالى: {إنما يتقبل الله من المتقين}(المائدة: 27) ثم بين تعالى أن كل من له دين سوى الإسلام فكما أنه لا يكون مقبولا عند الله، فكذلك يكون من الخاسرين، والخسران في الآخرة يكون بحرمان الثواب، وحصول العقاب، ويدخل فيه ما يلحقه من التأسف والتحسر على ما فاته في الدنيا من العمل الصالح وعلى ما تحمله من التعب والمشقة في الدنيا في تقريره ذلك الدين الباطل واعلم أن ظاهر هذه الآية يدل على أن الإيمان هو الإسلام إذ لو كان الإيمان غير الإسلام لوجب أن لا يكون الإيمان مقبولا لقوله تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه} إلا أن ظاهر قوله تعالى: {قالت الاعراب ءامنا قل لم تؤمنوا ولاكن قولوا أسلمنا} (الحجرات: 14) يقتضي كون الإسلام مغايرا للإيمان ووجه التوفيق بينهما أن تحمل الآية الأولى على العرف الشرعي، والآية الثانية على الوضع اللغوي.

 
قال البيضاوي رحمه الله :
" ومن يبتغ غير الإسلام دينا " أي غير التوحيد والإنقياد لحكم الله.
" فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " الواقعين في الخسران، والمعنى أن المعرض عن الإسلام والطالب لغيره فاقد للنفع واقع في الخسران بإبطال الفطرة السليمة التي فطر الناس عليها، واستدل به على أن الإيمان هو الإسلام إذا لو كان غيره لم يقبل.
والجواب إنه ينفي قبول كل دين يغايره لا قبول كل ما يغايره، ولعل الدين أيضاً للأعمال.

 
قال ابن عرفة: والظاهر حمله على دين الإسلام المحمدي؛ لأن الشرط يقتضي الاستقبال، وليس بعد نزول الآية من دين الإسلام إلا الملة المحمدية.
 
قال السعدي رحمه الله: أي: من يدين لله بغير دين الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده، فعمله مردود غير مقبول، لأن دين الإسلام هو المتضمن للاستسلام لله، إخلاصا وانقيادا لرسله فما لم يأت به العبد لم يأت بسبب النجاة من عذاب الله والفوز بثوابه، وكل دين سواه فباطل.
 
قال ابن عطية رحمه الله :
ثم حكم تعالى في قوله { ومن يبتغ } الآية بأنه لا يقبل من آدمي ديناً غير دين الإسلام، وهو الذي وافق في معتقداته دين كل من سمي من الأنبياء، وهو الحنيفية السمحة، وقال عكرمة: لما نزلت قال أهل الملل للنبي صلى الله عليه وسلم: قد أسلمنا قبلك ونحن المسلمون، فقال الله له: فحجهم يا محمد وأنزل عليه:
{ ولله على الناس حج البيت }
[آل عمران: 97] فحج المسلمون وقعد الكفار، وأسند الطبري عن ابن عباس أنه قال: نزلت
{ إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر }.
 
قال الطبراني:
ومعناهَا: مَن يطلبُ دِيناً غيرَ دِين الإسلام فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ مَا أقامَ عليهِ؛ أي لن يُثابَ ولن يُثنَى عليهِ.
 
قال أبوالسعود رحمه الله :
والمعنى أن المعرض عن الإسلامَ والطالبُ لغيره فاقدٌ للنفع واقعٌ في الخسران بإبطال الفطرةِ السليمةِ التي فُطر الناسُ عليها وفي ترتيب الرد والخُسران على مجرد الطلبِ دَلالةٌ على أن حالَ من تديّن بغير الإسلام واطمأنّ بذلك أفظعُ وأقبحُ. واستُدل به على أن الإيمانَ هو الإسلامُ إذْ لو كان غيرَه لم يقبل، والجوابُ أنه ينفي قَبولَ كلِّ دينٍ يُغايرُه لا قبولَ كل ما يغايرُه.
 
قال البغوي رحمه الله:
قوله: { ومَنْ يَبْتَغِ غيرَ الإِسلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ } ، نزلت في اثني عشر رجلاً ارتدّوا عن الإِسلام وخرجوا من المدينة وأتوا مكة كفاراً، منهم الحارث بن سويد الأنصاري، فنزل فيهم { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإِسْلَـٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ }.
 
قال السمرقندي رحمه الله :
قوله { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإِسْلَـٰمِ دِينًا } ، قال الكلبي: نزلت في شأن مرثد بن أبي مرثد وطُعْمَة بن أَبَيْرق ومقيس بن صبابة، والحارث بن سُوَيد وكانوا عشرة، وقال [مقاتل]: كانوا اثني عشر، وقال الضحاك، يعني لا يقبل من جميع الخلق من أهل الأديان ديناً غير دين الإسلام، ومن يتدين غير الإسلام ديناً { فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ } " أي من المغبونين " لأنه ترك منزله في الجنة، واختار منزله في النار.
 
الإخوة بارك الله فيكم ، باستطاعتكم تنزيل الصورة في أجهزتكم وتكبيرها وتدويرها بالطريقة التي تشاءون .
الآية رقمها ٨٥ ، والتعليق يبدأ برقم الآية
وكما هو واضح بالصورة ، فالتعليق يبدأ بعرض موجز(لبعض) المفسرين ويشير لذلك
باختصارت ، فمثلاً (Q) إشارة إلى أن هذا مذكور في تفسير القرطبي.
وهكذا إلى أن ينتهي بقول المترجم والمؤلف ، وهو هنا وفي هذه السورة هو قول الدكتور (لمبارد ) .
 
في أيلول عام 1960 م أفادت أنباء القاهرة : أن إسرائيل قد قامت بطبع مائة ألف نسخة من القرآن الكريم ، وقد أدخلت عليها التحريف ، وذلك بإحداث أكثر من ألف خطأ مطبعي ولفظي متعمد ، في طبعة محرفة للقرآن ، وقد تم توزيع هذه النسخ المحرفة في جملة من البلدان الآسيوية والإفريقية ، كالمغرب ، وغانا ، وغينيا ، ومالي ، ودول أخرى . وقد اكتشفت سفارة الجمهورية العربية المتحدة في المغرب هذه المحاولة الأثيمة ، فأشعرت بذلك السلطات في القاهرة ، وبعثت إليها ببعض النسخ المحرفة .
وكان من أبرز مظاهر التحريف المهمة الآتي :
- حذف كلمة « غير » لينقلب المعنى عكسيا من قوله تعالى :
( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) .


المصدر : جريدة الأهرام القاهرية عدد : 28 ديسمبر 1960 + مجلة آخر ساعة ، عدد : 11 يناير 1961 م ، للمقارنة .
 
فانظر يارعاك الله كيف أنهم كانوا يعلمون أن المراد في الآية دين الإسلام فحاولوا تمرير تحريفهم لهذه الآية بحذف كلمة (غير) ليؤدي الكلام إلى معنى معاكس !
وحين كشف المسلمون ذلك التحريف في وقت قصير جدا بتوفيق من الله تعالى وحفظه لكتابه قام أولوا النهى من المسلمين بجمع تلك النسخ وحرقها، فلما أبطل الله مكرهم في ذلك الزمان لجأوا اليوم إلى حرف معنى كلمة (الإسلام) في هذه الآية وذلك بترجمتها بما لا يعني دين الإسلام !
وكما لم تنطلي على المسلمين في ذلك الزمان محاولاتهم تحريف كتاب الله في بعض ألفاظه، فهيهات هيهات أن ينطلي هذا التحريف الترجمي على مسلمي هذا الزمان .
 
و إياك

ومن الترجمات التي وجدت الغربيين يثنون عليها خيرا
ترجمة الدكتور طريف الخالدي (دار البطريق ) فهم يفضلونها على ترجمة الدكتور محمد عبد الحليم ( اوكسفورد )
 
منذ فترة طويلة لم أتصفح الصفحة الخاصة بترجمات القران الانجليزية في موقع ويكيبيديا، و تصفحت الموقع اليوم للاطلاع على معلومات عن ترجمة طريف الخالدي التي أشار اليها الأخ عبدالله السبيعي في المشاركة رقم (٦٨).
https://en.m.wikipedia.org/wiki/English_translations_of_the_Quran
لاحظت ان عدد ترجمات القران الانجليزية في تزايد.
عدد الترجمات المذكورة في الموقع في القرن الحادي والعشرين من (٢٠٠٠ الى ٢٠١٥) اكثر من عشرين ترجمة.
اتمنى ان تتاح الفرصة لدراسة امور تتعلق بهذا الامر، مثل ، مستوى الترجمات ، الخلفيات العلمية و الدينية لأصحاب هذه الترجمات، الإضافات الإيجابية و السلبية لهذه الترجمات .
 
على الهامش (٢)
اضافة الى مشاركتي رقم (٢٥)،


بعد تحميل The Study Quran
الملاحظة الاولى : عدد صفحات الكتاب ٣٥٦٠
اذا كان الحكم إيجابيات و سلبيات كتاب عدد صفحاته اقل من ١٠٠٠ صفحةيحتاج الى دراسة تحتاج وقت كبير،
يا ترى كم من الوقت و الجهد يحتاج دراسة كتاب:
١- عدد صفحاته ٣٥٦٠
٢- الكتاب عن تفسير القران
٣- الكتاب بالانجليزية
 
أخي زمزم بيان

إذا كان لك عناية بتراجم القرآن إلى لسان الإنقليز فهناك ترجمة أخرى جديدة لم أر العرب يتكلمون عنها
وهي ترجمة الدكتور صافي قصقص عنوانها
The Qur'an: A Contemporary Understanding

و تقييمها عال جدا فقد نالت النجمات الخمس كلها كاملة في موقع أمازون
ولم استطع أن أطالعها ولكن الدكتور صافي متحمس جدا لها وصار يترجم منها إلى اللغات العالمية
ورأيت له مقابلة على اليوتيوب قال فيها - ما معناه - إن ترجمته موجهة في المقام الأول إلى الأمريكيين وأنه يريد بهذه الترجمة أن يدافع عن القرآن و عن المسلمين من تهمة الإرهاب التي يعانون منها في أمريكا
ويبقى تقييمها و الحكم عليها بعد أن نقرأها
 
اخي عبدالله السبيعي، جزاك الله خيرا
ترجمات القران كثيرة، واغلبها تقول انها "متميزة، وفيها إضافة" وغير ذلك.
الحكم على مدى جودة الترجمة يخضع لأمور عديدة، لكن من أهمها – حسب وجهة نظري – كمسلمة، وعلى منهج اهل السنة والجماعة،
ان من يقوم بالترجمة ينبغي ان يعرف العربية، والعلم الشرعي، والتفسير (هذه امثلة للأمور التي ينبغي ان يعلمها من يقوم بترجمة القران)، وغير ذلك.
هذه معلومات عن الدكتور صافي قصقص وترجمته،
الحياة - قصقص: أردت مواجهة الحملات على المسلمين بإعادة تقديم كتابهم المقدس
https://www.amazon.com/Quran-Contemporary-Understanding-Safi-Kaskas/dp/0986449407
 
لا زلت أقرأ في الكتاب على مهل شديد. ومقدمة الدكتور السيد حسين فيها من الغثاء ما الله به عليم، فقد أطنب في أن للقرآن معنيان ! معنى ظاهري وآخر باطني . وأن كتاب الجفر ربما يكون من قبيل المعنى الباطني للقرآن ....الخ ذلك الهذيان المتعتق بالنكهة الاثني عشرية والتي لا ترفع بالقرآن رأساً .

ما لفت نظري مؤخراً هو هذا النص في تفسير سورة النساء صفحة 267
وذلك في سياق شرح كون عيسى عليه السلام (كلمة من الله )
" He is also identified as God’s Word (see also 3:45; 19:34), an idea that has clear resonance with the Gospel tradition, where Jesus is identified as the ‘Word’ of God (see John 1). Christian and Islamic tradition, however, derive different theological conclusions from this appellation. In the Islamic context, the identification of Jesus as God’s Word does not preclude or overshadow his function as the bringer of the Gospel, which, like the Torah and the Quran, represent God’s Word and message to humanity…However, while all created beings are brought into existence through God’s Word, Christ alone is specifically identified as ‘a Word from God.’ Some might argue, therefore, that Jesus, by virtue of being identified as God’s Word, somehow participates (uniquely) in the Divine Creative Command, although this is not the traditional Islamic understanding.”

نعوذ بالله من هذا الخذلان ، بل الله يقول (أَلا له الخلق والأَمر تبارك اللَّه رب العالمين)
وهؤلاء جعلوا عيسى عليه السلام (مشاركاً لله ) !
ما أقبحه من كذب .
 
أخي عبدالله: أين الإشكال في كلام السيد حسين نصر؟
هو يشير إلى حقيقة واقعة وتتمثل في القراءة التجزيئية للقرآن وهي قراءة ممهدة للقراءة المذهبية التي تقوم - في هذه الحالة - بإخضاع النص لعقيدة من المعتقدات المسيحية، وحينها ستكتفي بـ "كلمة الله" إما بمعزل عن "ألقاها إلى مريم" و "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم" الخ.. وإما بتأويل النصوص الأخرى حول المسيح إبن مريم في ضوء "كلمة الله" بحجة أن المسيح عليه السلام تفرد بهذا الوصف الصريح، وهكذا.. وهذا طبعا مخالف للفهم الإسلامي الأصيل، كما صرح بذلك الدكتور حسين نصر. كما يمكن أن تقرأ أدي جرانث قراءة إسلامية أو هندوكية، لكن السؤال هل هذه القراءة الإسلامية أو الهندوسية لكتاب السيخ المقدس قراءة موافقة للفهومات السيخية الأصيلة (التقليدية)؟ وهل هي قراءة علمية تحترم الوحدة الموضوعية للنص وترابط السياقات الخاصة والعامة فيه الخ..؟

أما الظاهر والباطن فهي من الألفاظ المجملة وقد اتفق جميع المسلمين على اتصاف القرآن به، إلا أنهم إختلفوا في المعنى، ولا يمكن لهذا الكتاب The Study Quran أن يكون عملا أكاديميا في حالة إقتصاره على معان معينة دون غيرها.

وأخيرا ينبغي التركيز على الجوانب الإيجابية مع النقد العلمي الذي يسعى إلى الكشف عن المزايا والعيوب على حد سواء خاصة وأن هذا الكتاب فريد من نوعه، لا مثيل له، وأحسن عمل أكاديمي إلى حد الساعة؛ وعندما نقول أنه عمل أكاديمي فنحن نقول أنه لا يصلح للتلقين والتعليم المدرسي المذهبي، أي لا يصلح مثلا لمغربي مقيم في أمريكا يقول "أنا مسلم، أدين بدين الإسلام، وفق مذهب مالك في الفقه، ومدرسة الأشعري في الإعتقاد، ومسلك الجنيدي في التصوف"، لكن لطلبة العلم من المسلمين وغيرهم، وللباحثين، وللصحفيين خاصة في مجتمع غير إسلامي ومتعدد الثقافات والذي تعالت فيه أصوات غير بريئة ومتعصبة تريد أن تؤثر في الرأي العام بتلك الدعوى العريضة أن فهم البعض من فئات المسلمين هو الفهم الأصيل والوحيد للقرآن، وهذا غير صحيح بل في تاريخ الإسلام وحضارته وتراثه تعدد وتنوع وحركة وحياة! فمن يريد من الشيعة الإمامية في العالم الناطق بالإنجليزية أن يكتفي بتفسيرات الطبرسي والكوفي والقمي فعليه أن يبحث عن كتاب آخر أو يتوجه إلى المدارس والمراكز الشيعية هناك.. لذلك أختلف مع سماحة الدكتور شبير (Shabir Ally) الذي يرى أن من سلبيات الكتاب عدم الحسم أو عدم الفصل في بيان المعنى "الصحيح" وأنه يقوم بعرض المعاني والآراء دون الإختيار!!
 
الجفر والمعنى الباطني الذي يشير إليه ذلك الشيعي المحترق ليس موجوداً إلا في عقول المهرطقين وأذيالهم من الشيعة الصوفية المنحلة، ولا يمت للأكاديمية بصلة .

ذلك التعليق ليس من كلام ذلك الشيعي المحترق، بل هو من كلام الدكتورة دكاك . وليس له علاقة بالإسلام بصلة ، تقول(Participates) يارجل ! أليس هذا الشرك بعينه!؟
كيف يكون لعيسى عليه السلام اشتراك في قدرة الله على الخلق. وهل يعفيها من هذا القول الشنيع قولها (أنه تفسير ليس إسلامياً )؟ بل هو تفسير لا يمت للقرآن بصلة ، بل هو تفسير يدور حول مفهوم ذلك ( الكتاب ككل ) الذي جعل النصرانية واليهودية سواء بسواء مع دين الإسلام الحنيف ويأبى الله .

======
"[FONT=&quot]قد اتفق جميع المسلمين على اتصاف القرآن به"
[/FONT]
هذا تلبيس بالكلام ! بل لم يتفق المسلمين على ذلك . وهذا "الاتفاق" المزعوم يراد منه فتح الباب على مصراعيه لتفسير كلام الله على حسب الهوى والتشهي .

بقية كلامك عن (الأكاديمية ) هو ما انتقدته كثيراً في هذا المنتدى، الذي جعل من هذه الأكاديمية مطية للتعدي على ثوابت كثيرة في القرآن والسنة ! تلك الأكاديمية التي جعلت الدكتور جوزيف لمبارد - أحد محرري الكتاب ـ يقول أن القرآن لا يصرح بشركية عقيدة التثليث عند النصارى اليوم ! ألا قبحاً لها من " أكاديمية " .
 
بـ "كلمة الله" إما بمعزل عن "ألقاها إلى مريم" و "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم" الخ.. وإما بتأويل النصوص الأخرى حول المسيح إبن مريم في ضوء "كلمة الله" بحجة أن المسيح عليه السلام تفرد بهذا الوصف الصريح، وهكذا.. وهذا طبعا مخالف للفهم الإسلامي الأصيل، كما صرح بذلك الدكتور حسين نصر ...
أختلف مع سماحة الدكتور شبير (Shabir Ally) الذي يرى أن من سلبيات الكتاب عدم الحسم أو عدم الفصل في بيان المعنى "الصحيح" وأنه يقوم بعرض المعاني والآراء دون الإختيار!!
اخي شايب
النص المذكور يشأن عيسى وأنه ليس إله وهو
although this is not the traditional Islamic understanding
وترجمته
( على الرغم أن هذا ليس الفهم الإسلامي التقليدي )
وهذه عبارة ضعيفة جدا
فكان ينبغي أن يقول وهذا الفهم مخالف للقرآن ولأصول الإسلام بالضرورة
وأنا أوافق الدكتور شبير فينبغي أن تبين الأمور التي اتفقت عليها أمة المسلمين وليس تمييعها بهذا الشكل الباهت
 
أخي عبدالله: السيد حسين نصر ليس شيعيا بالمعنى المذهبي والطائفي، فضلا عن المعنى الجيوسياسي المعاصر. هو كما أعرفه أنا، وكما يعرفه المسلمون في شمال أمريكا، عندما يتم دعوته لإلقاء محاضرات، مسلم بلا طائفة (non-denominational muslim) حاله حال غالبية الأكاديميين المسلمين المشتغلين في العلوم الإجتماعية والإنسانية (humanities) هناك، أما عن توجهه في دراسات فلسفة الأديان فهو قريب من الفلسفة الإشراقية، وهذا ما يختلف فيه مع الشيعة (المدرسية) إن لم يكفره البعض منهم لهذا السبب، وقد كتب الفيلسوف الأمريكي المتشيع Muhammad Legenhausen مقالا نقديا يرد فيه على التعددية الدينية عند السيد نصر. وقد يصفه بعض الشيعة بأنه شيعي لكن حينها هو شيعي بالمعنى الحضاري أو شيعي بالثقافة مثل غالبية المسيحيين في الغرب هم مسيحيون بالثقافة ولادينيون بالعقائد.

تقول(Participates) يارجل !
ويقولون ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر! فما الإشكال؟ فليكن؛ المهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون. سيحاجج البعض منهم أن تفرد المسيح بصفة "كلمة الله" تعضيد لرؤية مسيحية ما! فليكن؛ المهم (إنه تفسير ليس إسلامياً).

ليس هناك "تلبيس بالكلام" وهذا الرد تسرع منك أخي الكريم بل أعي ما أقول أن الظاهر والباطن ليس محل خلاف، حتى عند (أهل الظاهر)، وإنما الإختلاف حصل في المعنى، وعندما تريد أن تؤلف ما يكشف الغطاء عن "التعددية التفسيرية/التأويلية" إلى جانب بذل اقصى الجهود للحفاظ على شيء من جمالية العبارة عند الترجمة، فلابد من الإشارة إلى معنى الباطن في الباطنية والغنوصية والتفسير بالإشارة مما ينتمى إلى نفس الدائرة: "الثقافة الإسلامية". الخطأ المحتمل هو أن تقوم في كتاب كهذا باصدار الأحكام، كأن تحكم على معنى معين للظاهر أو عليه، كذلك بالنسبة لمعنى الباطن.

وأخيرا، أين قال الدكتور جوزيف لمبارد أن القرآن لا يصرح بشركية التثليث في هذا الكتاب ؟
 
أخي السبيعي: أحسنت!

قبل أن أقرأ (نعوذ بالله من هذا الخذلان) كنت أظن أن أخي عبدالله سيوجه نقده في سياق خيانة العبارة لا الخيانة والخذلان، فالعبارة بالفعل غير دقيقة فهل هناك فهم إسلامي آخر "غير تقليدي" أطر المسيح عليه السلام؟ لابد من مراسلة المحرر للإستفار فربما أساء فهم بعض الإشارات الصوفية من قبيل "الكلمة هي الله متجليا" لأن التجلي مخلوق مثلما عندنا رؤية الله في المنام في صورة أو مظهر من مظاهر الجمال والجلال (الشاب الامرد مثلا) كلها تجليات والتجليات من عالم الخلق والأمر. لكن من الناحية الأخرى لا يجوز أن نتعامل مع الكتاب بتلك الطريقة التجزيئية حتى لا نرتكب نفس الخطأ الذي إرتبكه بعض المسيحيين من الذين يدعون وجود شهادة قرآنية للعقائد المسيحية اللاتوحيدية؛ أي لابد من إستقراء كل ما قيل في نفس الكتاب حول التفسيرات والتأويلات الإسلامية، فإن كان هناك فهم آخر "غير أصيل" فأين هو في الكتاب، وكيف ترجموا الآيات حول المسيح، وما هي التعليقات والملاحظات حول هذه الآيات .. الخ.
 
أخي السبيعي: أحسنت!

قبل أن أقرأ (نعوذ بالله من هذا الخذلان) كنت أظن أن أخي عبدالله سيوجه نقده في سياق خيانة العبارة لا الخيانة والخذلان...
ومادام الكلام حول الخذلان فإليك هذا التعليق اليسير
هناك قوم متحمسون ولكنهم مع حماسهم الشديد لا غيرة لديهم على الدين وإنما حماسهم الشديد له أسبابه التي جعلتهم يتحمسون
فهناك عربي هاجر إلى أمريكا و أخذ جنسيتهم وصار غنيا جدا . ثم بعدما نشر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف ترجمة الهلالي وخان و ذهبت المصاحف المترجمة إلى أمريكا حدث هجوم شديد من اليهود ومتعصبي النصارى على القرآن بسبب أن الهلالي وخان عند ترجمة الفاتحة عند آية غير المغضوب عليهم ولا الضالين أضافا مثل اليهود والنصارى فجن جنون اليهود و متعصبي النصارى وزاد حنقهم على القرآن و المسلمين
فخاف هذا العربي المسلم على نفسه وعلى أسرته و أتى للسعودية و احضر مترجمين عرب لترجمة القرآن على نفقته ثم احضر امريكيا نصرانيا ليحرر لغة الترجمة بحيث تكون صوابا لا ركاكة فيها
مع أن هذا العربي كان يستطيع أن يحضر مسلما أمريكيا يراجع الترجمة وهم كثيرون في أمريكا وبريطانيا ولكنه أحضر نصرانيا
عبت فعله هذا , فقال أحدهم مدافعا عنه : النصراني سيكون محايدا أكثر من المسلم في صياغة عبارات الترجمة !

لابد من مراسلة المحرر للإستفار فربما أساء فهم بعض الإشارات الصوفية من قبيل "الكلمة هي الله متجليا" .
لا أحب لك أن تساهم في تصحيح كتاب يميع حقيقة القرآن و رسالته الدعوية باسم الدراسة الإكاديمية المتجردة
فمن مصلحة الإسلام أن تكثر الأغلاط في هذا الكتاب حتى يسقط و يظهر عواره
وأخير كتاب The Study Quran هذا مع أنه جديد جدا وضخم جدا فقد تم توفيره مجانا للتحميل pdf وذلك حتى يتحقق له الانتشار الواسع , فليس الغرض منه إلى نشر هذه الأفكار
 
أخي السبيعي: أين الأغلاط في هذا الكتاب دون الإعتماد على إختيار مذهبي؟ ومنذ متى كان الهدف من الكتاب إبراز حقيقة القرآن ورسالته الدعوية (من وجهة نظر مذهبية أو مدرسية أو منهجية محددة) ليتسنى لنا الحديث عن تمييع هذه الحقيقة؟

الكتاب، أخي الكريم، ترجمة جديدة، إبداعية، من حيث أنها حاولت قدر المستطاع أن تتمسك بالظاهر مع نقل ما أمكن من الجانب الجمالي الأدبي إلى الإنجليزية، ولهذا السبب لا يمكن ترجمة هذا الكتاب إلى لغة أخرى. وإذا أراد الناطقون بالفرنسية مثلا من المشتغلين بالدراسات الإسلامية تأليف مثل هذا الكتاب فلا بد من فريق متعدد التخصصات: اللغة العربية وآدابها، الدراسات القرآنية والتفسير، الترجمة وفنونها، إضافة للفرنسية وآدابها وتاريخها وثقافتها. هذا من ناحية. ومن ناحية ثانية فيما يتعلق بالمقالات والتعليقات أو الملاحظات فإن الهدف من الكتاب هو مقدمة إلى إستكشاف التعددية التفسيرية والتأويلية في التراث الإسلامي، أي كيف فسر المسلمون القرآن عبر الأجيال..

هنا صفحة الكتاب The Study Quran: A New Translation and Commentary

THE STUDY QURAN is a historic and ground-breaking work, produced by a distinguished team of Islamic Studies scholars led by Seyyed Hossein Nasr. This scholarly yet accessible translation and commentary lets readers quickly and easily explore how Muslims have interpreted the Quran through the centuries to the present day.

لا مجال للمقارنة مع ترجمة خان والهلالي أو ترجمة ذيشان حيدر جوادي؛ لأن الكتاب ترجمة جديدة مع عرض تاريخي للفعل التفسيري، وليس بترجمة دعوية ومدرسية. يجب أن تفهم الفرق وترى الغاية من الكتاب وإلا كنت أنت في واد والكتاب في واد آخر.

فجن جنون اليهود و متعصبي النصارى وزاد حنقهم على القرآن و المسلمين
وهل الهدف من الترجمات الدعوية هو أن يجن جنونهم ويزيد حنقهم ؟ الإسلام محكوم عليه أنه لا يتمتع بحق الإحترام لأنه مليء بإزدراء الأديان والتحريض على الكراهية وو؛ فكيف يمكن عرض تلك التفسيرات "هم اليهود" و "مثل اليهود" و "النصارى" و "هم النصارى" و "مثل النصارى" .. في ظل تلك الأجواء.. هناك؟

هل خاف الرجل على نفسه وأسرته أم خاف على كرامة الإنسان وقيم التعايش السلمي وسمعة الإسلام ؟
 
وهل الهدف من الترجمات الدعوية هو أن يجن جنونهم ويزيد حنقهم ؟ الإسلام محكوم عليه أنه لا يتمتع بحق الإحترام لأنه مليء بإزدراء الأديان والتحريض على الكراهية وو؛ فكيف يمكن عرض تلك التفسيرات "هم اليهود" و "مثل اليهود" و "النصارى" و "هم النصارى" و "مثل النصارى" .. في ظل تلك الأجواء.. هناك؟

هل خاف الرجل على نفسه وأسرته أم خاف على كرامة الإنسان وقيم التعايش السلمي وسمعة الإسلام ؟
أخي الكريم شايب
أنا ضربت مثلا فحسب و ماقلت أني مؤيد لفعل الهلالي و خان لأن الله تعالى يقول :( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ) ./( النحل : 125 )
ولقد رأيت كثيرا من الغربيين الذين دخلوا في دين الله يقولون حرفيا : ( إن ما أعجبهم في الإسلام هو أنه واضح جدا ولا توجد مناطق رمادية إما أبيض أو أسود فلن تكون متحيرا ) و لك أن تستمع إلى كلامهم بنفسك https://www.youtube.com/watch?v=UYyWNblI4Ls
لذلك فمما نعيب به هذا الكتاب أنه لايجعل القرآن واضحا بل غامضا مستعصيا محتاجا إلى التاويلات البعيدة غير الظاهرة
وإذا نقلنا تفاسير الفرق الباطنية و الرافضة و غيرهم من أهل الزيغ والضلال , فنحن هنا سنشوش على القارىء الغربي الذي يبحث عن الحق وسيكون في حيرة من أمره , وهذا خلاف مقصد القرآن , فإن الله أنزل القرآن ليكون نورا للناس و سراجا يهتدون به , والشريعة حريصة على هذا التبليغ قال الله تعالى : ( وان أحدا من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ) ./( التوبة 6)
فالمقصود الأعظم من القرآن أن يخرج الناس من الضلال إلى الهدى ,وحينما يكون المؤلف مسلما فليس المنهج الإكاديمي عذرا يسوغ له الإنحراف عن مقصود القرآن , فتحري الحق خير من خلط الحق بالباطل بدعوى الأكاديمية
 
هنا سنشوش على القارىء الغربي الذي يبحث عن الحق وسيكون في حيرة من أمره
هم معادن أخي الكريم مثلهم مثل المسلمين هناك لكن منهم (الطبقة المستهدفة) من يبحث ويقرأ ويسأل ليجد الجواب على السؤال المطروح: كيف تم تفسير القرآن في "الثقافة الإسلامية"؛ هو بحث عن عرض تاريخي موجز للفعل التأويلي. ومنهم من يبحث عن ترجمة ظاهرية غير تأويلية .. ومن محاسن هذا الكتاب أنه يحوي المعاني في الترجمات الأخرى الحرفية والتأويلية والمختلطة، في الترجمة مع الملاحظات التي تمثل في مجموعها هذا العرض الذي نتحدث عنه. ومنهم من يسمع بشكل مكرر الدعوة إلى التخلي عن الأحكام التعميمية فيشرع في البحث عن إنعكاس التعددية على تفسير القرآن وتأويله.

فتحري الحق خير من خلط الحق بالباطل بدعوى الأكاديمية
كيف ذلك؟ خلط الحق بالباطل في هذا الكتاب هو أن تقول على الإمام القرطبي ما لم يقله في تفسيره، على سبيل المثال. أما أن يأتي الشيعي المذهبي ويقول الكتاب خلط ويحتوي على تأويلات غير شيعية إمامية إثناعشرية إخبارية خمينية إصلاحية..، أو يتفق مع فكرة الكتاب بينما يعترض على عدم الحسم في تحري الحق وإختيار المقصود عند الخمينية الجديدة، فسنقول له إبحث عن كتاب آخر لأن هذا الكتاب كما يعرف نفسه لا يعنيك، أو تفضل بكتاب من مثله، أو استئذن وحققه مع مقدمة وهوامش .. مما يوافق رؤيتك . والكتاب طبعا ليس في تفسير القرآن، والتفاسير كلها فيها خلط بين الغث والسمين..

هذا من الناحية الأكاديمية الصرفة ومن منظور إجتماعي فكري؛ أما من الناحية الشرعية والتفسيرية الدعوية والمذهبية..، فالكلام حول الكتاب يختلف.
 
"
خي عبدالله: السيد حسين نصر ليس شيعيا بالمعنى المذهبي والطائفي، فضلا عن المعنى الجيوسياسي المعاصر."
بل هو شيعي بالمعنى الطائفي فضلاً عما أسميته الجيوسياسي.
وأؤكد لك كذلك أن (التشيع والتصوف ) بشكل خاص هما كأمهما اليهودية! قلما دخلا في قلب امرء فخرجا منه.
وما عليك إلا أن ترى محاضراته في اليوتيوب. كذلك مقدمته في كتاب قرآن الدراسة . فالجفر لا علاقة له بالقرآن لا من قريب ولا من بعيد . ولا تهميشه قول علماء الإمامية الكبار- وهم صغار- بتحريف القرآن إلا انعكاساً لتشيعه .

==========
"
يقولون ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر! فما الإشكال؟ فليكن؛ المهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون. سيحاجج البعض منهم أن تفرد المسيح بصفة "كلمة الله" تعضيد لرؤية مسيحية ما! فليكن؛ المهم (إنه تفسير ليس إسلامياً)."
بالله عليك هل إيراد هذه الآية وقول المشركين هذا في القرآن الكريم هو نفسه مانحن بصدده وماننتقده ؟ هل هذه مقارنة منصفة ؟ سبحان الله !
===========
"
هذا الرد تسرع منك أخي الكريم بل أعي ما أقول أن الظاهر والباطن ليس محل خلاف، حتى عند (أهل الظاهر)، وإنما الإختلاف حصل في المعنى"
التفسر الباطني المعروف هو محل انتقاد إن لم يكن مخرجاً من الملة عند علماء الإسلام.
فكيف اتفق علماء المسلمين عليه ؟
==========
"
جانب بذل اقصى الجهود للحفاظ على شيء من جمالية العبارة عند الترجمة، فلابد من الإشارة إلى معنى الباطن في الباطنية والغنوصية والتفسير بالإشارة مما ينتمى إلى نفس الدائرة"
كلام غريب! مادخل الترجمة الجمالية بإلزامية التفسير الباطني الذي هو أقرب للكفر منه للإيمان ؟

ثم بالله عليك أين الأكاديمة في الموضوع ؟ وأين هي مبرراتها ؟
أنتم ترمون بالأحاديث التي وردت بأسانيد جياد هي كالذهب عرض الحائط! وترون أن
" التفسير " الذي خرج من رأس مهرطق هو ضرورة ولا بد منه!؟ سبحان الله !
ثم إن كان الموضوع طرح أكاديمي
لم لم يشيروا إلى القول الكفري عند علماء الإمامية أن القرآن الذي بين أيدينا (محرف) . كالقمي في مقدمته .
لماذا همشوا روايات في صحيح البخاري ومسلم عن سورة النجم ورأوا أن إيراد قصة الغرانيق هو المناسب ؟

=======
"
وأخيرا، أين قال الدكتور جوزيف لمبارد أن القرآن لا يصرح بشركية التثليث في هذا الكتاب ؟"
ٍقبل أن أجيبك ، هل ترى في قوله ضيراً طالما أنه قاله في محيط أكاديمي ؟فإن كانت الإجابة ( لا ) ، فلا يضرك ألّا تعرف .

 
أخي أحمد: كيف تعرفت على تشيعه المذهبي (الإلتزام الأصولي بأركان المعتقد) والطائفي (التعنت في الإنتماء للطائفة) والجيوسياسي (الإنتصار الحركي لولاية الفقيه والثورة وتصديرها) ؟

وأؤكد لك كذلك أن (التشيع والتصوف ) بشكل خاص هما كأمهما اليهودية! قلما دخلا في قلب امرء فخرجا منه.
ليس موضوعنا ولا حاجة لتغيير المراسلة حول الكتاب إلى مجادلات وتأكيدات حول موضوعات أخرى تتعلق بمقارنة الأديان والملل والنحل..

الجفر لا علاقة له بالقرآن لا من قريب ولا من بعيد
إذا تم تأويل القرآن في ضوء الجفر من خلال اللغة الرمزية التي تعتمد الحروف وقيمها العددية فإن لهذا التأويل علاقة واضحة بالكتاب بما أنه يحاول أن يقدم العرض التاريخي الموجز للفعل التأويلي؛ ومع ذلك تم تجاهل هذا الإتجاه الرمزي، واكتفى الرجل بتسجيل وجوده في مقدمته، لمن يريد أن يبحث أكثر.. (الصفحة 32 من المقدمة العامة). وإستبعاد هذا الإتجاه أمر قد يثير حفيظة المهتمين بالجفر والإعجاز الرقمي..!

هل هذه مقارنة منصفة ؟
المقارنة صحيحة إذ في بعض الأحيان لا حاجة للتطنيب والتفصيل وما شابه، وتكتفي بالإيجاز. المقالة بحث قصير في كيفية وصف القرآن للمسيح عليه السلام مع الإشارة إلى تفرده بكونه كلمة الله، الأمر الذي يدفع بالبعض إلى تأويلات مسيحية مذهبية على الرغم من مخالفتها لما إستقر عليه التفسيرالإسلامي الأصيل، فلا حاجة للبحث عن إبرة في كومة قش.

التفسر الباطني المعروف هو محل انتقاد
لا، ليس محل إنتقاد؛ التأويل الباطني (الغنوصي) هو المرفوض في التفسير والتحليل والعلوم الظاهرة... وليس محل نقد في كتاب يريد عرض الفعل التفسيري-التأويلي للقرآن في تاريخ الإسلام وثقافته. أي أن إستبعاده بالكلية معناه الإخلال بالهدف المنشود من الكتاب.

أنتم ترمون بالأحاديث
من تقصد بأنتم؟ نحن، من؟

" التفسير " الذي خرج من رأس مهرطق هو ضرورة ولا بد منه!؟
أحسنت أخي الكريم؛ لقد بدأت تفهم الغاية من الكتاب. التفاسير والتأويلات التي تنتمي إلى دائرة الثقافة الإسلامية ضرورية في كتاب كهذا، إما بتسجيل بعض المقتطفات منها، وإما من خلال الإكتفاء بالإشارة إلى وجودها، وهذا هو أضعف الإيمان.

ثم إن كان الموضوع طرح أكاديمي
لابد في الطرح الأكاديمي من موضوعية وواقعية كما أن هذا الطرح لم يرمي إلى تأليف جامع تاريخي يضم كل التفاسير والتأويلات للقرآن إلى جانب كل التصورات والمعتقدات والأفكار حول القرآن. نفترض مثلا أنهم ذكروا شيئا ما حول نسخ ما يسمى "رضاع الكبير" تلاوة وحكما .. إذن سأستغرب! لأن السؤال: ما القيمة الواقعية ؟ الواقعية والموضوعية تفضي في كثير من الأحيان إلى تهميش ما هو أصلا مهمش.

لماذا همشوا روايات في صحيح البخاري ومسلم عن سورة النجم ورأوا أن إيراد قصة الغرانيق هو المناسب ؟
بالنسبة لسورة النجم (الصفحة 1292) وقصة الغرانيق عليك أن تقرأ كذلك في سورة الحج (الصفحة 842) والإسراء (الصفحة 716)، لتكتمل الصورة؛ وثانيا الكتاب ليس في تفسير القرآن بصحيح البخاري، لكن سؤالك هذا يصح في حالة ورود تلك الروايات (أو التفسير بها للإعتراض على الغرانيق) في التفاسير المتقدمة، أو المذكورة هنا، ثم تم تجاهلها في هذا الكتاب.

هل ترى في قوله ضيراً ؟
تجيب على السؤال بسؤال آخر؟ لا يهم.
طبعا في كلامه ضير لأنه سيخالف منهجية الكتاب والهدف منه، وليس لأنه يخالف ما أعتقده أنا في شركية التثليث..
 
لن أعلق كثيراً ، لقد مللت من هذا .
لكن كيف ترى إجازة قول أن عيسى مشارك لله عزوجل في الخلق.
ولاترى إجازة قول أن العقيدة التي انتقدها القرآن ووصمها بالشرك ليست هي عقيدة النصارى اليوم .
ما الفرق ؟
كيف يكون القول الأول متماشياً مع منهجية الكتاب والقول الأخير لا يتماشى ؟

=========
ملاحظة : لم أقل أن الكتاب تفسير للقرآن بصحيح البخاري.
إنما التساؤل كان كيف يرمون بقصة نقلت بأسانيد صحيحة ومتصلة عن الصحابة في تفسير سجود المشركين عندما قرأ الرسول صلى الله عليه وسلم سورة النجم ، ويذهبون لقصة واهية متهالكة ويضعونها في الكتاب ؟ وبا الأخص أننا نتكلم في سياق "الطرح الأكاديمي " ؟
 
الأمر الذي يدفع بالبعض إلى تأويلات مسيحية مذهبية على الرغم من مخالفتها لما إستقر عليه التفسيرالإسلامي الأصيل
أخي شايب
هلا قلت : على الرغم من مخالفتها لما أجمع عليه المفسرون .
ذلك أن عبارة - مخالفتها ما استقر عليه التفسير الإسلامي - تشعر بوجود خلاف قبل ذلك , وليس هذا بصواب .
ولتوضيحه نسوق هذين :
صلاة التراويح كانت ركعاتها متفاوتة 23 أو 25 أو 27 , ثم استقر الأمر في عهد عمر على عشرين ركعة .
وكان هناك خلاف في جواز بيع أمهات الأولاد ثم استقر الأمر في عهد عمر على منع بيعهن .
كما أن عبارة مسيحية ليست سديدة , والصواب نصرانية , فالقرأن لايسميهم إلا النصارى , وكتب التراث طافحة بهذا الاسم , أما اسم المسيحيين فلفظة حديثة .
بقي لي سؤال أريد أن أعرف رأيك بشأنه :
الغربيون يجعلون من الأكاديمية مسوغا لنزع القداسة عن أي كتاب مقدس بما في ذلك القرآن , فهل علينا أن نقرهم على فعلتهم هذه ؟
عندما كنت طالبا في الجامعة أعطاني الدكتور مقالا منشورا في مجلة محكمة لبروفسور في مجال تخصصه , وقال لي أن أذكر إيجابياته وانتقده أيضا , فقلت له أنا مازلت طالبا لم أتخرج من الثانوية إلا قريبا , فكيف لي أن انتقد هذه البروفسور في مجال تخصصه !
فقال كل عمل مهما كان فلابد له من إيجابيات وسلبيات وعليك أن تستخرجها , فوجدت نفسي مجبرا على اختلاق السلبيات بالقوة حتى يتحقق المنهج الأكاديمي
فما رأيك أخي شايب في هذا المنهج الأكاديمي ؟
 
لن أعلق كثيراً ، لقد مللت من هذا .
طبعا ستمل لأنك تتناول الكتاب وكأنه شيء آخر غير ما أراد.
لكن كيف ترى إجازة قول أن عيسى مشارك لله عزوجل في الخلق.
ولاترى إجازة قول أن العقيدة التي انتقدها القرآن ووصمها بالشرك ليست هي عقيدة النصارى اليوم .
ما الفرق ؟
كيف يكون القول الأول متماشياً مع منهجية الكتاب والقول الأخير لا يتماشى ؟
فرق كبير جدا بين القولين فالقول الأول إشارة لما قد يفهمه البعض، والقول الثاني قال به المحرر نفسه - كما تقول أنت - وأنا أنتظر الإجابة على السؤال أين قال ذلك؟ إن قال به فقوله لا يتماشى مع بغية الكتاب إلا إذا نقله من تفسير إسلامي ما.

ملاحظة : لم أقل أن الكتاب تفسير للقرآن بصحيح البخاري.
إنما التساؤل كان كيف يرمون بقصة نقلت بأسانيد صحيحة ومتصلة عن الصحابة في تفسير سجود المشركين عندما قرأ الرسول صلى الله عليه وسلم سورة النجم ، ويذهبون لقصة واهية متهالكة ويضعونها في الكتاب ؟ وبا الأخص أننا نتكلم في سياق "الطرح الأكاديمي " ؟
سؤالك غير صحيح لأن الكتاب ليس في علم التفسير كي يقوم بالإختيار فيرمي هذه القصة ويترك تلك الرواية أو العكس؛ الكتاب كيف فهم المسلمون القرآن. مع ذلك هذا الكتاب في هذه الجزئية المتعلقة بالغرانيق، والتي خلقت زوبعة إعلامية سياسية هناك خاصة بعد فتوى الخميني في سلمان رشدي، أحسن من بعض كتب التفسير لأن هذا الكتاب ذكر القصة إلى جانب التشكيك فيها والإعتراض عليها.
 
أخي السبيعي:
هلا قلت : على الرغم من مخالفتها لما أجمع عليه المفسرون .
أنا أذكر الكلام كما نقل وليس كلامي (although this is not the traditional Islamic understanding).

فما رأيك أخي شايب في هذا المنهج الأكاديمي ؟
إختلاق السلبيات كما أفهم هذه العبارة كذب متعمد، فلا علاقة له بالأكاديمية، إلا إن كنت قد سقت الإختلاق بشكل إفتراضي أي تفترض أن المراد من كلام البروفيسور يلزم منه ما تعترض عليه وتراه من السلبيات، والنقد الأكاديمي علمي ومحايد وموضوعي.

الغربيون يجعلون من الأكاديمية مسوغا لنزع القداسة عن أي كتاب مقدس بما في ذلك القرآن , فهل علينا أن نقرهم على فعلتهم هذه ؟
نعم ولا، هذا يتوقف على الهدف من البحث الأكاديمي، وعموما نحن دائما نتفق مع الطرح الأكاديمي من حيث هو، أما النتائج المستخلصة فشيء آخر.
 
" فرق كبير جدا بين القولين فالقول الأول إشارة لما قد يفهمه البعض، والقول الثاني قال به المحرر نفسه - كما تقول أنت - وأنا أنتظر الإجابة على السؤال أين قال ذلك؟ إن قال به فقوله لا يتماشى مع بغية الكتاب إلا إذا نقله من تفسير إسلامي ما."

طالما هذا هو " الفرق الكبير " فلا يضرك عدم معرفة أين قال ذلك .

" سؤ
الك غير صحيح لأن الكتاب ليس في علم التفسير كي يقوم بالإختيار فيرمي هذه القصة ويترك تلك الرواية أو العكس؛ الكتاب كيف فهم المسلمون القرآن. "
؟؟؟



"
لأن هذا الكتاب ذكر القصة إلى جانب التشكيك فيها والإعتراض عليها."

غير صحيح .

عجباً عجباً !! اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك .




 
طالما هذا هو " الفرق الكبير " فلا يضرك عدم معرفة أين قال ذلك .
لنترك هل يضر أو لا يضرني؛ المهم أنه يضر هذا النقاش، فأين قال السيد لومبارد ذلك؟

غير صحيح .

عجباً عجباً !! اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك .
كيف ذلك أو ما الخطأ، ومما تتعجب ؟

هنا خلاصة تأويل الإمام الطبري:
فتأويل الكلام إذن: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تلا كتاب الله، وقرأ، أو حدث وتكلم، ألقى الشيطان في كتاب الله الذي تلاه وقرأه، أو في حديثه الذي حدث وتكلم {فينسخ الله ما يلقي الشيطان} يقول تعالى: فيذهب الله ما يلقي الشيطان من ذلك على لسان نبيه ويبطله.

كما حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس: {فينسخ الله ما يلقي الشيطان} فيبطل الله ما ألقى الشيطان.

حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: أخبرنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: {فينسخ الله ما يلقي الشيطان} نسخ جبريل بأمر الله ما ألقى الشيطان على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، وأحكم الله آياته.

وقوله: {ثم يحكم الله آياته} يقول: ثم يخلص الله آيات كتابه من الباطل الذي ألقى الشيطان على لسان نبيه {والله عليم حكيم} بما يحدث في خلقه من حدث، لا يخفى عليه منه شيء {حكيم} في تدبيره إياهم وصرفه لهم فيما شاء وأحب.

أين ذكر الإمام الطبري أن القصة رويت بأساليب متضاربة ومتهافتة، ولماذا لم ينقل الروايات الأخرى التي تظهر التضارب والتهافت؟ وأين تلك الرويات التي وصلت الإمام البخاري ولم يذكرها؟ ولماذا لم يحقق أو يذكر تعليق أهل التحقيق كما فعل الإمام الرازي في تأويله للآية عندما قال:
هذا رواية عامة المفسرين الظاهريين، أما أهل التحقيق فقد قالوا: هذه الرواية باطلة موضوعة واحتجوا عليه بالقرآن والسنة والمعقول. أما القرآن فوجوه: ..

؟

أنا أؤكد لك أن الكتاب هذا في هذه الجزئية، ذات حظوة خاصة هناك تتعلق بسلمان رشدي والهالة الإعلامية التي صاحبت ترهاته، أحسن من تفسير الطبري، وتفاسير أخرى .. فما الإشكال عندك أنت ؟ (طبعا هنا نفترض أن القصة موضع شبهة).

وأكرر مرة أخرى نحن هنا في ملتقى علمي أكاديمي، ولسنا في ساحة منتديات العقائد والفرق والردود، فانتبه إلى أسلوبك في التواصل!
 
قمت بدراسة ترجمة the study Quran لسورتي الفاتحة والبقرة وأول سورة آل عمران ((((فقط))) وقارنتها بعدد من الترجمات فوجدت أن هذه الترجمة تكاد لا تختلف عن ترجمة بكتول إلا في مواضع قليلة جدا، كما أني وجدتها تنقل عن بكتول مصطلحاته في الغالب، وتكاد لا تخرج عن أسلوب بكتول في البناء اللغوي إلا في النادر.
وعليه لا تظهر لي إضافة معتبرة تقدمه هذه الترجمة مما لا يجعل لها عندي أهمية تذكر.
ولذلك قررت أن أتوقف عن دراستها عند أول سورة آل عمران.
وصلى الله وسلم على النبي المصطفى وآله.
 
ويلزمني التنبيه إلى أني أهملت الشروح والتعليقات التي وضعها المترجمون في الحواشي، ولم أدخلها في الدراسة لكثرتها وطولها الزائد ولتكرر الأفكار فيها التي هي محل جدل عقيم عند الغربيين ..
ولو كنت لمست أهمية للترجمة في أصلها لربما أوليت تلك الحواشي عناية مني وقمت بدراستها، لكني زهدت في أصل العمل فلم أتشجع لبذل الوقت والجهد في دراسة تلك الحواشي والتعليقات أسفلها، وإن عد البعض هذه الحواشي أساس وغرض المؤلف.
 
تنبيه هذا التعليق يخص ترجمة معاني القران في كتاب The Study Quran و لا يتعرض لتفسير الايات ولا التعليقات التي في أسفل الترجمة.
ارجع الى هذه المواقع
The Quranic Arabic Corpus - Word by Word Grammar, Syntax and Morphology of the Holy Quran
Qur'an
من اجل مقارنة ترجمات القران
وكتاب The Study Quran


النتيجة التي وصلت لها،
غالب الترجمات متشابه في الأسلوب الأساسي للترجمة ( الترجمة الحرفية تغلب عليها)، باستثناء بعض الترجمات مثل ترجمة Muhammad Sarwar.
مثال
اية ١١ / سورة الرعد
مرجع الضمير في ( له معقبات...) يوجد اكثر من قول للعلماء في مرجع الضمير.
Sahih International: For each one are successive [angels] before and behind him who protect him by the decree of Allah. Indeed, Allah will not change the condition of a people until they change what is in themselves. And when Allah intends for a people ill, there is no repelling it. And there is not for them besides Him any patron.


Pickthall: For him are angels ranged before him and behind him, who guard him by Allah's command. Lo! Allah changeth not the condition of a folk until they (first) change that which is in their hearts; and if Allah willeth misfortune for a folk there is none that can repel it, nor have they a defender beside Him.


Yusuf Ali: For each (such person) there are (angels) in succession, before and behind him: They guard him by command of Allah. Allah does not change a people's lot unless they change what is in their hearts. But when (once) Allah willeth a people's punishment, there can be no turning it back, nor will they find, besides Him, any to protect.


Shakir: For his sake there are angels following one another, before him and behind him, who guard him by Allah's commandment; surely Allah does not change the condition of a people until they change their own condition; and when Allah intends evil to a people, there is no averting it, and besides Him they have no protector.


Muhammad Sarwar: Everyone is guarded and protected on all sides by the order of God. God does not change the condition of a nation unless it changes what is in its heart. When God wants to punish a people, there is no way to escape from it and no one besides God will protect them from it.


Mohsin Khan: For each (person), there are angels in succession, before and behind him. They guard him by the Command of Allah. Verily! Allah will not change the good condition of a people as long as they do not change their state of goodness themselves (by committing sins and by being ungrateful and disobedient to Allah). But when Allah wills a people's punishment, there can be no turning back of it, and they will find besides Him no protector.


Arberry: he has attendant angels, before him and behind him, watching over him by God's command. God changes not what is in a people, until they change what is in themselves. Whensover God desires evil for a people, there is no turning it back; apart from Him, they have no protector.
الترجمات اعلاه اختارت قول واحد وهو ان الضمير يرجع الى الانسان.
والله اعلم
 
وقد عن لي أن أنظر في ترجمة هذا المؤلف ( بفتح اللام)لمعنى قوله تعالى { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى ٱلصَّلٰوةِ فٱغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى ٱلْمَرَافِقِ وَٱمْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى ٱلْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَٱطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىۤ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّنَ ٱلْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَٱمْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِّنْهُ مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
حيث أن للصفويين من أدعياء التشيع لآل البيت رأي خالفوا فيه أهل السنة حين قرروا عدم غسل الرجلين وحملوا المعنى على المسح !!
فوجدت هذه الترجمة المذكورة أعلاه حقيقة على هذا المنهج.
قال الشنقيطي رحمه الله :
قوله تعالى: { وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى ٱلْكَعْبَينِ }.
في قوله { وَأَرْجُلَكُمْ } ثلاث قراآت: واحدة شاذة، واثنتان متواترتان.
أما الشاذة: فقراءة الرفع، وهي قراءة الحسن. وأما المتواترتان: فقراءة النصب، وقراءة الخفض.
أما النصب: فهو قراءة نافع. وابن عامر، والكسائي، وعاصم في رواية حفص من السبعة، ويعقوب من الثلاثة.
وأما الجر: فهو قراءة ابن كثير، وحمزة، وأبي عمرو، وعاصم، في رواية أبي بكر.
أما قراءة النصب: فلا إشكال فيها لأن الأرجل فيها معطوفة على الوجوه، وتقرير المعنى عليها: فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق، وأرجلكم إلى الكعبين وامسحوا برؤوسكم.
وإنما أدخل مسح الرأس بين المغسولات محافظة على الترتيب، لأن الرأس يمسح بين المغسولات، ومن هنا أخذ جماعة من العلماء وجوب الترتيب في أعضاء الوضوء حسبما في الآية الكريمة.
وأما على قراءة الجر: ففي الآية الكريمة إجمال، وهو أنها يفهم منها الاكتفاء بمسح الرجلين في الوضوء عن الغسل كالرأس، وهو خلاف الواقع للأحاديث الصحيحة الصريحة في وجوب غسل الرجلين في الوضوء والتوعد بالنار لمن ترك ذلك، كقوله صلى الله عليه وسلم: " ويل للأعقاب من النار ".
اعلم أولاً أن القراءتين إذا ظهر تعارضهما في آية واحدة لهما حكم الآيتين، كما هو معروف عند العلماء، وإذا علمت ذلك فاعلم أن قراءة { وأرْجُلكُمْ } بالنصب صريح في وجوب غسل الرجلين في الوضوء، فهي تفهم أن قراءة الخفض إنما هي لمجاورة المخفوض مع أنها في الأصل منصوبة بدليل قراءة النصب، والعرب تخفض الكلمة لمجاورتها للمخفوض، مع أن إعرابها النصب، أو الرفع.
وما ذكره بعضهم من أن الخفض بالمجاورة معدود من اللحن الذي يتحمل لضرورة الشعر خاصة، وأنه غير مسموع في العطف، وأنه لم يجز إلا عند أمن اللبس، فهو مردود بأن أئمة اللغة العربية صرحوا بجوازه.
وممن صرح به الأخفش، وأبو البقاء، وغير واحد.
ولم ينكره إلا الزجاج، وإنكاره له - مع ثبوته في كلام العرب، وفي القرآن العظيم - يدل على أنه لم يتتبع المسألة تتبعاً كافياً.
والتحقيق: أن الخفض بالمجاورة أسلوب من أساليب اللغة العربية، وأنه جاء في القرآن لأنه بلسان عربي مبين.
فمنه في النعت قول امرئ القيس:[TABLE="class: TextArabic"]
[TR]
[TD]كأن ثبيرا في عرانين ودقه[/TD]
[TD] [/TD]
[TD]كبير أناس في بجاد مزمل[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
بخفض " مزمل " بالمجاورة، مع أنه نعت " كبير " المرفوع بأنه خبر " كأن " وقول ذي الرمة:[TABLE="class: TextArabic"]
[TR]
[TD]تريك سنة وجه غير مقرفة[/TD]
[TD] [/TD]
[TD]ملساء ليس بها خال ولا ندب[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
إذ الرواية بخفض " غير " ، كما قاله غير واحد للمجاورة، مع أنه نعت " سنة " المنصوب بالمفعولية.
ومنه في العطف قول النابغة:[TABLE="class: TextArabic"]
[TR]
[TD]لم يبق إلا أسير غير منفلت[/TD]
[TD] [/TD]
[TD]وموثق في حبال القد مجنوب[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
بخفض " موثق " لمجاورته المخفوض، مع أنه معطوف على " أسير " المرفوع بالفاعلية.
وقول امرئ القيس:[TABLE="class: TextArabic"]
[TR]
[TD]وظل طهاة اللحم ما بين منضج[/TD]
[TD] [/TD]
[TD]صفيف شواءٍ أو قدير معجل[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
بجر " قدير " لمجاورته للمخفوض، مع أنه عطف على " صفيف " المنصوب بأنه مفعول اسم الفاعل الذي هو " منضج " والصفيف: فعيل بمعنى مفعول وهو المصفوف من اللحم على الجمر لينشوي، والقدير: كذلك فعيل بمعنى مفعول، وهو المجعول في القدر من اللحم لينضج بالطبخ.
وهذا الإعراب الذي ذكرناه هو الحق، لأن الإنضاج واقع على كل من الصفيف والقدير، فما زعمه " الصبان " في حاشيته على " الأشموني " من أن قوله " أو قدير " معطوف على " منضج " بتقدير المضاف أي وطابخ قدير الخ ظاهر السقوط، لأن المنضج شامل لاوي الصفيف، وطابخ القدير.
فلا حاجة إلى عطف الطابخ على المنضج لشموله له، ولا داعي لتقدير " طابخ " محذوف.
وما ذكره العيني من أنه معطوف على " شواء " ، فهو ظاهر السقوط أيضاً. وقد رده عليه " الصبان " ، لأن المعنى يصير بذلك: وصفيف قدير، والقدير لا يكون صفيفاً.
والتحقيق: هو ما ذكرنا من الخفض بالمجاورة، وبه جزم ابن قدامة في المغني.
ومن الخفض بالمجاورة في العطف قول زهير:[TABLE="class: TextArabic"]
[TR]
[TD]لعب الزمان بها وغيرها[/TD]
[TD] [/TD]
[TD]بعدي سوافي المور والقطر[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
بجر " القطر " لمجاورته للمخفوض مع أنه معطوف على " سوافي " المرفوع، بأنه فاعل غير.
ومنه في التوكيد قول الشاعر:[TABLE="class: TextArabic"]
[TR]
[TD]يا صاح بلغ ذوي الزوجات كلهم[/TD]
[TD] [/TD]
[TD]أن ليس وصل إذا انحلت عرى الذنب[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
بجر " كلهم " على ما حكاه الفراء، لمجاورة المخفوض، مع أنه توكيد " ذوي " المنصوب بالمفعولية.
ومن أمثلته في القرآن العظيم في العطف - كالآية التي بصددها - قوله تعالى:
{ وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ ٱللُّؤْلُؤِ ٱلْمَكْنُونِ }
[الواقعة: 22-23]، على قراءة حمزة، والكسائي.
ورواية المفضل عن عاصم بالجر لمجاورته لأكواب وأباريق، إلى قوله:
{ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ }
[الواقعة: 21] مع أن قوله:
{ وَحُورٌ عِينٌ }
[الواقعة: 22] حكمه الرفع: فقيل، إنه معطوف على فاعل " يطوف " الذي هو
{ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ }
[الواقعة: 17].
وقيل: هو مرفوع على أنه مبتدأ خبره محذوف دل المقام عليه.
أي: وفيها حور عين، أو لهم حور عين.
وإذن فهو من العطف بحسب المعنى.
وقد أنشد سيبويه للعطف على المعنى قول الشماخ، أو ذي الرمة:[TABLE="class: TextArabic"]
[TR]
[TD]بادت وغير آيهن مع البلا[/TD]
[TD] [/TD]
[TD]إلا رواكد جمرهن هباء[/TD]
[/TR]
[TR]
[TD]ومشجَّج أما سواء قذاله[/TD]
[TD] [/TD]
[TD]فبدا وغيب ساره المعزاء[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
لأن الرواية بنصب " رواكد " على الاستثناء، ورفع مشجج عطفاً عليه، لأن المعنى لم يبق منها إلا رواكد ومشجج، ومراده بالرواكد أثافي القدر، وبالمشجج وتد الخباء، وبه تعلم أن وجه الخفض في قراءة حمزة، والكسائي هو المجاورة للمخفوض، كما ذكرنا خلافاً لمن قال في قراءة الجر: إن العطف على أكواب، أي يطاف عليهم بأكواب، وبحور عين، ولمن قال: إنه معطوف على جنات النعيم، أي هم في جنات النعيم، وفي حورٍ على تقدير حذف مضاف أي في معاشرة حور.
ولا يخفى ما في هذين الوجهين، لأن الأول يرد، بأن الحور العين لا يطاف بهن مع الشراب، لقوله تعالى:
{ حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي ٱلْخِيَامِ }
[الرحمن: 72].
والثاني فيه أن كونهم في جنات النعيم، وفي حور ظاهر السقوط كما ترى، وتقدير ما لا دليل عليه لا وجه له.
وأجيب عن الأول بجوابين، الأول: أن العطف فيه بحسب المعنى، لأن المعنى: يتنعمون بأكواب وفاكهة ولحم وحور. قاله الزجاج وغيره.
الجواب الثاني: أن الحور قسمان: 1: - حور مقصورات في الخيام، 2: - وحور يطاف بهن عليهم، قاله الفخر الرازي وغيره، وهو تقسيم لا دليل عليه، ولا يعرف من صفات الحور العين كونهن يطاف بهن كالشراب، فأظهرها الخفض بالمجاورة، كما ذكرنا.
وكلام الفراء وقطرب، يدل عليه، وما رد به القول بالعطف على أكواب من كون الحور لا يطاف بهن يرد به القول بالعطف على
{ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ }
[الواقعة: 17]، في قراءة الرفع، لأنه يقتضي أن الحور يطفن عليهم كالولدان، والقصر في الخيام ينافي ذلك.
وممن جزم بأن خفض { وَأَرْجُلَكُمْ } لمجاورة المخفوض البيهقي في (السنن الكبرى)، فإنه قال ما نصه: باب قراءة من قرأ { وَأَرْجُلَكُمْ } نصباً، وأن الأمر رجع إلى الغسل وأن من قرأها خفضاً، فإنما هو للمجاورة، ثم ساق أسانيده إلى ابن عباس، وعلي، وعبد الله بن مسعود، وعروة بن الزبير، ومجاهد وعطاء والأعرج وعبد الله بن عمرو بن غيلان، ونافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القارئ، وأبي محمد يعقوب بن إسحاق بن يزيد الحضرمي أنهم قرأوها كلهم: { وأرجلكم } بالنصب.
قال: وبلغني عن إبراهيم بن يزيد التيمي أنه كان يقرؤها نصباً، وعن عبد الله بن عامر اليحصبي، وعن عاصم برواية حفص، وعن أبي بكر بن عياش من رواية الأعشى، وعن الكسائي، كل هؤلاء نصبوها.
ومن خفضها فإنما هو للمجاورة، قال الأعمش: كانوا يقرأونها بالخفض، وكانوا يغسلون، اهـ كلام البيهقي.
ومن أمثلة الخفض بالمجاورة في القرآن في النعت قوله تعالى
{ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ }
[هود: 84] بخفض { مُحِيطٍ } مع أنه نعت للعذاب. وقوله تعالى:
{ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ }
[هود: 26]، ومما يدل أن النعت للعذاب، وقد خفض للمجاورة، كثرة ورود الألم في القرآن نعتاً للعذاب. وقوله تعالى:
{ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ }
[البروج: 21-22] على قراءة من قرأ بخفض { محفوظ } كما قاله القرطبي ومن كلام العرب " هذا جحر ضب خرب " بخفض خرب لمجاورة المخفوض مع أنه نعت خبر المبتدأ. وبهذا تعلم أن دعوى كون الخفض بالمجاورة لحناً لا يتحمل إلا لضرورة الشعر باطلة، والجواب عما ذكروه من أنه لا يجوز إلا عند أمن اللبس هو أن اللبس هنا يزيله التحديد بالكعبين، إذ لم يرد تحديد الممسوح، وتزيله قراءة النصب، كما ذكرنا: فإن قيل قراءة الجر الدالة على مسح الرجلين في الوضوء هي المبينة لقراءة النصب بأن تجعل قراءة النصب عطفاً على المحل.
لأن الرؤوس مجرورة بالباء في محل نصب على حد قول ابن مالك في الخلاصة:[TABLE="class: TextArabic"]
[TR]
[TD]وجر ما يتبع ما جر ومن[/TD]
[TD] [/TD]
[TD]راعى في الاتباع المحل فحسن[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
وابن مالك وإن كان أورد هذا في " إعمال المصدر " فحكمه عام، أي وكذلك الفعل والوصف كما أشار له في الوصف بقوله:[TABLE="class: TextArabic"]
[TR]
[TD]واجرر أو انصب تابعِ الذي انخَفَض[/TD]
[TD] [/TD]
[TD]كمبتغي جاه وما لا من نهض[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
فالجواب أن بيان قراءة النصب بقراءة الجر - كما ذكر - تأباه السنة الصريحة الصحيحة الناطقة بخلافه، وبتوعد مرتكبه بالويل من النار بخلاف بيان قراءة الخفض بقراءة النصب، فهو موافق لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه قولاً وفعلاً.
فقد أخرج الشيخان في صحيحيهما، عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما.
قال: تخلَّف عنَّا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرةٍ سافرناها فأدركنا، وقد أرهقتنا الصلاة صلاة العصر ونحن نتوضأ، فجعلنا نمسح على أرجلنا، فنادى بأعلى صوتِه: " أسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار " ، وكذلك هو في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها، أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: " أسبغوا الوضوء، ويلن للأعقاب من النَّار " وروى البيهقي والحاكم بإسناد صحيح عن عبد الله بن حارث بن جزء، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ويل للأعقاب، وبطون الأقدام من النار " وروى الإمام أحمد، وابن ماجه، وابن جرير، عن جابر رضي الله عنه أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال:" ويل للأعقاب من النار ".
وروى الإمام أحمد عن معيقيب، أن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: " ويل للأعقاب من النار " وروى ابن جرير عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ويل للأعقاب من النار " ، قال: فما بقي في المسجد شريف ولا وضيع إلا نظرت إليه يقلب عرقوبيه ينظر إليهما.
وثبت في أحاديث الوضوء عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان، وعلي وابن عباس ومعاوية وعبد الله بن زيد ابن عاصم، والمقداد بن معد يكرب " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غسل الرجلين في وضوئه، إما مرة أو مرتين أو ثلاثاً " على اختلاف رواياتهم.
وفي حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فغسل قدميه ". ثم قال: " هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به ".
والأحاديث في الباب كثيرة جداً، وهي صحيحة صريحة في وجوب غسل الرجلين في الوضوء، وعدم الاجتزاء بمسحهما.
وقال بعض العلماء: المراد بمسح الرجلين غسلهما. والعرب تطلق المسح على الغسل أيضاً، وتقول تمسَّحت بمعنى توضأت ومسح المطر الأرض أي غسلها، ومسح الله ما بك أي غسل عنك الذنوب والأذى. ولا مانع من كون المراد بالمسح في الأرجل هو الغسل، المراد به في الرأس المسح الذي ليس بغسل، وليس من حمل المشترك على معنييه، ولا عن حمل اللفظ على حقيقته ومجازه، لأنهما مسألتان كل منهما منفردة عن الأخرى مع أن التحقيق جواز حمل المشترك على معنييه، كما حققه الشيخ تقي الدين أبو العباس بن تيمية - رحمه الله - في رسالته في علوم القرآن، وحرر أنه هو الصحيح في مذاهب الأئمة الأربعة رحمهم الله، وجمع ابن جرير الطبري في تفسيره بين قراءة النصب والجر بأن قراءة النصب يراد بها غسل الرجلين، لأن العطف فيها على الوجوه والأيدي إلى المرافق، وهما من المغسولات بلا نزاع، وأن قراءة الخفض يراد بها المسح مع الغسل، يعني الدلك باليد أو غيرها.
والظاهر أن حكمة هذا في الرجلين دون غيرهما. أن الرجلين هما أقرب أعضاء الإنسان إلى ملابسة الأقذار لمباشرتهما الأرض فناسب ذلك أن يجمع لهما بين الغسل بالماء والمسح أي الدلك باليد ليكون ذلك أبلغ في التنظيف.
وقال بعض العلماء: المراد بقراءة الجر: المسح، ولكن النَّبي صلى الله عليه وسلم بين أن ذلك المسح لا يكون إلا على الخف.
وعليه فالآية تشير إلى المسح على الخف في قراءة الخفض، و المسح على الخفين - إذا لبسمها طاهراً - متواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يخالف فيه إلا من لا عبرة به، والقول بنسخه بآية المائدة يبطل بحديث جرير أنه بال ثم توضأ، ومسح على خفيه، فقيل له: تفعل هكذا؟ قال: نعم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بال، ثم توضأ، ومسح على خفيه، قال إبراهيم: فكان يعجبهم هذا الحديث، لأن إسلام جرير كان بعد نزول المائدة، متفق عليه.
ويوضح عدم النسخ أن آية المائدة نزلت في غزوة " المريسيع ".
ولا شك أن إسلام جرير بعد ذلك، مع أن المغيرة بن شعبة روى المسح على الخفين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة " تبوك " وهي آخر مغازيه صلى الله عليه وسلم.
وممن صرح بنزول آية المائدة في غزوة " المريسيع " ابن حجر في (فتح الباري)، وأشار له البدوي الشنقيطي في (نظم المغازي) بقوله في غزوة المريسيع:
[TABLE="class: TextArabic"]
[TR]
[TD]والإفك في قفولهم ونقلا[/TD]
[TD] [/TD]
[TD]أن التيمم بها قد أنزلا[/TD]
[/TR]
[/TABLE]
والتيمم في آية المائدة، وأجمع العلماء على جواز المسح على الخف الذي هو من الجلود، واختلفوا فيما كان من غير الجلد إذا كان صفيقاً ساتراً لمحل الفرض، فقال مالك وأصحابه: لا يمسح على شيء غير الجلد. فاشترطوا في المسح أن يكون الممسوح خفاً من جلود، أو جورباً مجلداً ظاهره وباطنه، يعنون ما فوق القدم وما تحتها لا باطنه الذي يلي القدم.
واحتجوا بأن المسح على الخف رخصة، وأن الرخص لا تتعدى محلها وقالوا: إن النَّبي صلى الله عليه وسلم لم يمسح على غير الجلد. فلا يجوز تعديه إلى غيره، وهذا مبني على شطر قاعدة أصولية مختلف فيها، وهي: " هل يلحق بالرخص ما في معناها، أو يقتصر عليها ولا تعدي محلها "؟
ومن فروعها اختلافهم في بيع " العرايا " من العنب بالزبيب اليابس، هل يجوز إلحاقاً بالرطب بالتمر أو لا؟.
وجمهور العلماء منهم الشافعي، وأبو حنيفة، وأحمد، وأصحابهم على عدم اشتراط الجلد، لأن سبب الترخيص الحاجة إلى ذلك وهي موجودة في المسح على غير الجلد، ولما جاء عن النَّبي صلى الله عليه وسلم من أنه مسح على الجوربين، والموقين.
قالوا. والجورب: لفافة الرجل، وهي غير جلد.
وفي القاموس: الجورب لفافة الرجل، وفي اللسان: الجورب لفافة الرجل، معرب وهو بالفارسية " كورب ".
وأجاب من اشترط الجلد بأن الجورب هو الخف الكبير، كما قاله بعض أهل العلم، أما الجرموق والموق، فالظاهر أنهما من الخفاف.
وقيل: إنهما شيء واحد، وهو الظاهر من كلام أهل اللغة. وقيل: إنهما متغايران، وفي القاموس: الجرموق: - كعصفور - الذي يلبس فوق الخف وفي القاموس أيضاً: الموق خف غليظ يلبس فوق الخف، وفي اللسان: الجرموق، خف صغير، وقيل: خف صغير يلبس فوق الخف، في اللسان أيضاً: الموق الذي يلبس فوق الخف، فارسي معرب. والموق: الخف اهـ.
قالوا: والتساخين: الخفاف، فليس في الأحاديث ما يعين أن النَّبي صلى الله عليه وسلم مسح على غير الجلد، والجمهور قالوا: نفس الجلد لا أثر له، بل كل خف صفيق ساتر لمحل الفرض يمكن فيه تتابع المشي، يجوز المسح عليه، جلداً كان أو غيره.
مسائل تتعلق بالمسح على الخفين
الأولى: أجمع العلماء على جواز المسح على الخفين في السفر والحضر. وقال الشيعة والخوارج: لا يجوز، وحكي نحوه القاضي أبو الطيب عن أبي بكر بن داود، والتحقيق عن مالك، وجل أصحابه، القول بجواز المسح على الخف في الحضر والسفر.
وقد روي عنه المنع مطلقاً، وروي عنه جوازه في السفر دون الحضر.
قال ابن عبد البر: لا أعلم أحداً أنكره إلا مالكاً في رواية أنكرها أكثر أصحابه، والروايات الصحيحة عنه مصرحة بإثباته، وموطأه يشهد للمسح في الحضر والسفر، وعليه جميع أصحابه، وجميع أهل السنة.
وقال الباجي: رواية الإنكار في " العتبية " وظاهرها المنع، وإنما معناها أن الغسل أفضل من المسح، قال ابن وهب: آخر ما فارقت مالكاً على المسح في الحضر والسفر. وهذا هو الحق الذي لا شك فيه، فما قاله ابن الحاجب عن مالك من جوازه في السفر دون الحضر غير صحيح، لأن المسح على الخف متواتر عن النَّبي صلى الله عليه وسلم، قال الزرقاني في شرح " الموطأ ": وجمع بعضهم رواته فجاوزوا الثمانين، منهم العشرة، وروى ابن أبي شيبة وغيره عن الحسن البصري، حدثني سبعون من الصحابة بالمسح على الخفين، اهـ.
وقال النووي في شرح " المهذب ": وقد نقل ابن المنذر في كتاب (الإجماع) إجماع العلماء على جواز المسح على الخف، ويدل عليه الأحاديث الصحيحة المستفيضة في مسح النَّبي صلى الله عليه وسلم في الحضر والسفر، وأمره بذلك وترخيصه فيه، واتفاق الصحابة، فمن بعدهم عليه. قال الحافظ أبو بكر البيهقي: روينا جواز المسح على الخفين عن عمر، وعلي، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، وحذيفة بن اليمان، وأبي أيوب الأنصاري، وأبي موسى الأشعري، وعمار بن ياسر، وجابر بن عبد الله، وعمرو بن العاص، وأنس بن مالك، وسهل بن سعد، وأبي مسعود الأنصاري، والمغيرة بن شعبة، والبراء بن عازب، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن سمرة، وأبي أمامة الباهلي، وعبد الله بن الحارث بن جزء، وأبي زيد الأنصاري رضي الله عنهم.
قلت: ورواء خلائق من الصحابة، غير هؤلاء الذين ذكرهم البيهقي، وأحاديثهم معروفة في كتب السنن وغيرها.
قال الترمذي: وفي الباب عن عمر، وسلمان، وبريدة، وعمرو بن أمية، ويعلى بن مرة، وعبادة بن الصامت، وأسامة بن شريك، وأسامة بن زيد، وصفوان بن عسال، وأبي هريرة، وعوف بن مالك، وابن عمر، وأبي بكرة وبلال، وخزيمة بن ثابت.
قال ابن المنذر: وروينا عن الحسن البصري، قال: حدثني سبعون من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمسح على الخفين.
قال وروينا عن ابن المبارك، قال: ليس في المسح على الخفين اختلاف، اهـ.
وقد ثبت في الصحيح من حديث المغيرة بن شعبة أنه صلى الله عليه وسلم مسح على الخف في غزوة تبوك، وهي آخر مغازيه صلى الله عليه وسلم، وثبت في الصحيح من حديث جرير بن عبد الله البجلي أن النَّبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخف، ولا شك أن ذلك بعد نزول آية المائدة كما تقدم، وفي سنن أبي داود أنهم لما قالوا لجرير: إنما كان ذلك قبل نزول المائدة، قال: ما أسلمت إلا بعد نزول المائدة.
وهذه النصوص الصحيحة التي ذكرنا تدل على عدم نسخ المسح على الخفين، وأنه لا شك في مشروعيته، فالخلاف فيه لا وجه له ألبتة.
المسألة الثانية: اختلف العلماء في غسل الرجل والمسح على الخف أيهما أفضل؟ فقالت جماعة من أهل العلم: غسل الرجل أفضل من المسح على الخف، بشرط أن لا يترك المسح رغبة عن الرخصة في المسح، وهو قول الشافعي، ومالك، وأبي حنيفة، وأصحابهم، ونقله ابن المنذر عن عمر بن الخطاب، وابنه رضي الله عنهما، ورواه البيهقي عن أبي أيوب الأنصاري.
وحجة هذا القول أن غسل الرجل هو الذي واظب عليه النَّبي صلى الله عليه وسلم في معظم الأوقات، ولأنه هو الأصل، ولأنه أكثر مشقة.
وذهبت طائفة من اهل العلم إلى أن المسح أفضل، وهو أصح الروايات عن الإمام أحمد، وبه قال الشعبي، والحكم، وحماد.
واستدل أهل هذا القوم بقوله صلى الله عليه وسلم في بعض الروايات حديث المغيرة بن شعبة: " بهذا أمرني ربي ".
ولفظه في سنن أبي داود " عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين، فقلت: يا رسول الله أنسيت؟ قال: " بل أنت نسيت. بهذا أمرني ربي عزَّ وجلَّ ".
واستدلوا أيضاً بقوله صلى الله عليه وسلم في حديث صفوان بن عسال الآتي إن شاء الله تعالى " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نمسح على الخفِّين " الحديث.
قالوا: والأمر إذا لم يكن للوجوب، فلا أقل من أن يكون للندب، قال مقيده عفا الله عنه: وأظهر ما قيل في هذه المسألة عندي، هو ما ذكره ابن القيم رحمه الله، وعزاه لشيخه تقي الدين رحمه الله، وهو أن النَّبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتكلف ضد حاله التي كان عليها قدماه، بل إن كانتا في الخف مسح عليهما، ولم ينزعهما، وإن كانتا مكشوفتين غسل القدمين، ولم يلبس الخف ليمسح عليه. وهذا أعدل الأقوال في هذه المسألة، اهـ.
ويشترط في الخف: أن يكون قوياً يمكن تتابع المشي فيه في مواضع النزول، وعند الحط والترحال، وفي الحوائج التي يتردد فيها في المنزل، وفي المقيم نحو ذلك، كما جرت عادة لابسي الخفاف.
المسألة الثالثة: إذا كان الخف مخرقاً، ففي جواز المسح عليه خلاف بين العلماء، فذهب مالك وأصحابه إلى أنه إن ظهر من تخريقه قدر ثلث القدم لم يجز المسح عليه، وإن كان أقل من ذلك جاز المسح عليه، واحتجوا بأن الشرع دل على أن الثلث آخر حد اليسير، وأول حد الكثير.
وقال بعض أهل العلم: لا يجوز المسح على خف فيه خرق يبدو منه شيء من القدم، وبه قال أحمد بن حنبل، والشافعي في الجديد، ومعمر بن راشد.
واحتج أهل هذا القول بأن المنكشف من الرجل حكمه الغسل، والمستور حكمه المسح، والجمع بين المسح والغسل لا يجوز، فكما أنه لا يجوز له أن يغسل إحدى رجليه ويمسح على الخف في الأخرى، لا يجوز له غسل بعض القدم مع مسح الخف في الباقي منها.
وذهب الإمام أبو حنيفة وأصحابه إلى أن الخرق الكبير يمنع المسح على الخف دون الصغير. وحددوا الخرق الكبير بمقدار ثلاثة أصابع.
قيل: من أصابع الرجل الأصاغر، وقيل: من أصابع اليد.
وقال بعض أهل العلم: يجوز المسح على جميع الخفاف، وإن تخرقت تخريقاً كثيراً ما دامت يمكن تتابع المشي فيها. ونقله ابن المنذر عن سفيان الثوري، وإسحاق، ويزيد بن هارون، وأبي ثور.
وروى البيهقي في السنن الكبرى عن سفيان الثوري أنه قال: امسح عليهما ما تعلقا بالقدم، وإن تخرقا، قال: وكانت كذلك خفاف المهاجرين والأنصار مخرقة مشققة، اهـ.
وقال البيهقي: قول معمر بن راشد في ذلك أحب إلينا، وهذا القول الذي ذكرنا عن الثوري، ومن وافقه هو اختيار الشيخ تقي الدين بن تيمية رحمه الله.
وقال ابن المنذر: وبقول الثوري أقول، لظاهر إباحة رسول الله صلى الله عليه وسلم المسح على الخفين قولاً عاماً يدخل فيه جميع الخفاف. اهـ، نقله عنه النووي، وغيره، وهو قوي.
وعن الأوزاعي إن ظهرت طائفة من رجله مسح على خفيه، وعلى ما ظهر من رجله. هذا حاصل كلام العلماء في هذه المسالة.
وأقرب الأقوال عندي، المسح على الخف المخرق ما لم يتفاحش خرقه حتى يمنع تتابع المشي فيه لإطلاق النصوص، مع أن الغالب على خفاف المسافرين، والغزاة عدم السلامة من التخريق، والله تعالى أعلم.
المسألة الرابعة: اختلف العلماء في جواز المسح على النعلين، فقال قوم: يجوز المسح على النعلين. وخالف في ذلك جمهور العلماء، واستدل القائلون بالمسح على النعلين بأحاديث، منها ما رواه أبو داود في سننه، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن وكيع، عن سفيان الثوري، عن أبي قيس الأودي، هو عبد الرحمن بن ثروان عن هزيل بن شرحبيل، عن المغيرة بن شعبة " أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح الجوربين والنعلين " قال أبو داود، وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث بهذا الحديث، لأن المعروف عن المغيرة، أن النَّبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين، وروى هذا الحديث البيهقي. ثم قال: قال أبو محمد: رأيت مسلم بن الحجاج ضعف هذا الخبر، وقال أبو قيس الأودي، وهزيل بن شرحبيل: لا يحتملان مع مخالفتهما الأجلة الذين رووا هذا الخبر عن المغيرة، فقالوا: مسح على الخفين، وقال: لا نترك ظاهر القرآن بمثل أبي قيس، وهزيل، فذكرت هذه الحكاية عن مسلم لأبي العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، فسمعته يقول: علي بن شيبان يقول: سمعت أبا قدامة السرخسي يقول: قال عبد الرحمن بن مهدي: قلت لسفيان الثوري: لو حدثتني بحديث أبي قيس عن هزيل ما قبلته منك، فقال سفيان: الحديث ضعف أو واه، أو كلمة نحوها، اهـ.
وروى البيهقي أيضاً عن عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال حدثت أبي بهذا الحديث، فقال أبي: ليس يُروى هذا إلا من حديث أبي قيس، قال أبي: إن عبد الرحمن بن مهدي، يقول: هو منكر، وروى البيهقي أيضاً عن علي بن المديني أنه قال: حديث المغيرة بن شعبة في المسح رواه عن المغيرة أهل المدينة، وأهل الكوفة، وأهل البصرة، ورواه هزيل بن شرحبيل عن المغيرة، إلا أنه قال: ومسح على الجوربين، وخالف الناس.
وروي أيضاً عن يحيى بن معين أنه قال في هذا الحديث: الناس كلهم يروونه على الخفين غير أبي قيس، ثم ذكر أيضاً ما قدمنا عن أبي داود من أن عبد الرحمن بن مهدي كان لا يحدث بهذا الحديث، لأن المعروف عن المغيرة أن النَّبي صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين، وقال أبو داود: وروي هذا الحديث أيضاً عن أبي موسى الأشعري، عن النَّبي صلى الله عليه وسلم، وليس بالقوي ولا بالمتصل، وبين البيهقي، مراد أبي داود بكونه غير متصل وغير قوي، فعدم اتصاله، إنما هو لأن راويه عن أبي موسى الأشعري هو الضحاك بن عبد الرحمن، قال البيهقي: والضحاك بن عبد الرحمن: لم يثبت سماعه من ابي موسى، وعدم قوته، لأن في إسناده عيسى بن سنان، قال البيهقي: وعيسى بن سنان ضعيف، اهـ.
وقال فيه ابن حجر في (التقريب): لين الحديث، واعترض المخالفون تضعيف الحديث المذكور في المسح على الجوربين والنعلين، قالوا: أخرجه أبو داود، وسكت عنه، وما سكت عنه فأقل درجاته عنده الحسن قالوا: وصححه ابن حبان، وقال الترمذي: حسن صحيح، قالوا: وأبو قيس وثقه ابن معين، وقال العجلي: ثقة ثبت، وهزيل وثّقه العجلي، وأخرج لهما معاً البخاري في صحيحه، ثم إنهما لم يخالفا الناس مخالفة معارضة، بل رويا أمراً زائداً على ما رووه بطريق مستقل غير معارض، فيحمل على أنهما حديثان قالوا: ولا نسلم عدم سماع الضحاك بن عبد الرحمن من أبي موسى، لأن المعاصرة كافية في ذلك كما حققه مسلم بن الحجاج في مقدمة صحيحه. ولأن عبد الغني قال في [الكمال]: سمع الضحاك من أبي موسى، قالوا: وعيسى بن سنان، وثقه ابن معين وضعفه غيره، وقد أخرج الترمذي في " الجنائز " حديثاً في سنده عيسى بن سنان هذا، وحسنه.
ويعتضد الحديث المذكور أيضاً بما جاء في بعض روايات حديث ابن عمر، الثابت في الصحيح.
انتهى كلام الشنقيطي رحمه الله .
وقد سقت كلامه هنا بتمامه لأبين وجه مخالفة هذه الترجمة الصريح لرأي أهل السنة في وجوب غسل الرجلين في الوضوء، وهذا ما ظهر بينا في هذه الترجمة حين اتبع المترجم الرأي المخالف لرأي أهل السنة في ذلك وانقاد لرأي أهل ملته فترجم المعنى إلى (وامسحوا على رؤوسكم وعلى أرجلكم إلى الكعبين)وقال :
and wipe your heads and your feet up to the ankles
وإن كان قد أشار في حاشيته إلى أن غسل الرجلين معنى وارد للآية، إلا أنه اختار أن يترجم المعنى بالمسح لا الغسل !!
 
عودة
أعلى