الصفوية تطل بأعناقها من امريكا

إنضم
05/01/2013
المشاركات
579
مستوى التفاعل
6
النقاط
18
العمر
63
الإقامة
تارودانت المغرب
نشر بالولايات المتحدة هذه الأيام (دراسات في القرآنThe Study Quran ) للكاتب الايراني سيد حسين نصر؛والمؤلف أحد أعمدة الفكر الصفوي المعاصر، اشتغل عام 1970 بأكاديمية رضا بهلوي للفلسفة ثم غادر ايران الى انجلترا في ثمانينيات القرن العشرين ومنها استقر في الولايات المتحدة الى اليوم حيث أكمل 83 سنة من عمره.
في كتاباته يسعى للتوفيق بين العقيدة النصيرية وتراث باطنية المنتسبين الى التصوف باعتبار هاتين النحلتين هما أصل (الدعوة الصفوية الحديثة) فأفنى عمره في خدمة ذلك بايران ثم في الغرب.وكتابه عن القرآن لا يخرج عن هذا المنحى،وقد أسرع الناشر الامريكي لاخراجه وأقام له دعاية واسعة خلال الأسبوع الفارط مستغلا تهافت الاعلام الغربي هذه الأيام على كل ما له علاقة بالاسلام وكتابه القرآن.
ففي هذه الدعاية -بالانجليزية-يتم الترويج لكون the study Quran هو وجهة نظر جديدة لفهم القرآن عند أهل السنة والشيعة معا تمثل فهما حديثا للآيات.
ولكون هذا المؤلف ليس له لقب علمي يتجمل به،فانه يردد خبر ترشيحه عام 1399هـ لجائزة الملك فيصل الخيرية من قبل احدى الجهات، ولما فشل في الظفر بها فانه لا زال يحلم بأنه الفائز بها لكن حرم من استلامها لكونه شيعيا !!!
(نالها آنذاك الباكستاني أبوالأعلى المودودي).
 
جزاك الله خيرا شيخنا الدكتور عبدالرزاق
حاولت الوصول إلى نسخة من المؤلف عن طريق صفحات ( الإنترنت ) ولم أفلح !
هل هي معروضة على النترنت للاطلاع عليها ، أم لا بد من شرائها ورقيا؟
 
وبالمناسبة فإن بعض وسائل الإعلام الغربية بدأت الترويج لهذه الترجمة بدافع سياسي بحت !!!
 
محمد عبد الله آل الأشرف :
أين قرأتم هذا الخبر ؟ وما هو الدافع السياسي ؟ هل يمكنكم توضيح ما كتبتم ، طبعا بإحالة دقيقة إلى المصادر ، كما أطلبها دائما . شكرا .
 
شكرا جزيلا .
في حقيقة الأمر لا أرى بأسا فيما قالا . الهدف المنشود لديهما تسهيل الاقتراب من القرآن ومعانيه في أمريكا . المسلمون هناك يواجهون مشاكل بسبب عدم معرفتهم اللغة العربية ( أنا شخصيا شاهدت شخصيات إماما كانوا أو غير ذلك ولم ينطق بكلمة عربية في اللقاءت ما عدا " الحمد لله" و"البسملة" و"إن شاء الله " في كلامه بالإنجليزية ) . ومن هنا لا أرى في كلامهما دافعا سياسيا ما .
 
في هذا الخبر القصير في الصحيفة لا أرى كلاما ينبغي رفضه
 
رفض علماء المسلمين المتقدمون منهم والمتأخرون توظيف الخوارج - المتقدمين منهم والمتأخرين- آي القرآن الكريم بأوجه من التفسير لا تصح وبتأول ليس مرادا يخدم مواقفهم السياسية والفكرية ، فدمغ القديم منها وزهق وسيدمغ القائم منها وسيزهق بإذن الله .
وأنا أرفض من جانبي محاولة الغرب أو غيره التجرأ على إصدار ترجمة لتفسير كتاب المسلمين وإن استعانوا بباحثين قدموا من بيئة ثقافة هذا النص المقدس (القرآن الكريم) إن ثبت أن هذه الترجمة ترجمة موجهة تخدم أهدافا سياسية لبعض حكومات ومؤسسات بعض الدول كما تروج لها بعض مؤسساتها الإعلامية ، ولكي لا يقول أحد بأن كلامي هنا صورة لما درج عليه المسلمون من أحكام مسبقة على أعمال لم يقرؤوها أو لم تصدر بعد ، قلت في سالف كلامي : ( إن ثبت أن هذه الترجمة ..) ، لأنني لم أقرأ هذه الترجمة بعد ولم أقف على شيء منها، وإنما أثار شكل ذلك الترويج حفيظتي كما أثار موضوع د. عبدالرزاق التوجس عندي منها.
وأنا أدعو أهل الإختصاص في مؤسسات المسلمين العلمية إلى الاطلاع على هذه الترجمة وبيان حالها للناس خاصة المسلمين منهم المقيمين في البلاد حيث صدرت !
والله المستعان وعليه التكلان .
 
الصفوية تطل بأعناقها من امريكا

محمد عبد الله آل الأشرف :
تقولون :

إن ثبت أن هذه الترجمة ترجمة موجهة تخدم أهدافا سياسية لبعض حكومات ومؤسسات بعض الدول كما تروج لها بعض مؤسساتها الإعلامية
هون عليك...أنا شخصيا لا أعلم بترجمة انبثقت من الدوائر العلمية الأكاديمية في الغرب وهي تخدم أهدافا سياسية وهي في تناول الناس اليوم . . الحكومات ، كما تقول ، والمؤسسات ( أي مؤسسات ؟) عندهم أشغال أخري كما هو معروف . ولا يمكن لأحد منع أي ترجمة ونشرها في الغرب ، ويمكن الاطلاع عليها للجميع .
بين يدي الترجمة الألمانية (مثلا) التي صدرت عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وأعود إليها إلى جانب الترجمة الاستشراقية التي تعتبر "الكلاسيكية" للمستشرقين Paret وإلى Bobzin أخيرا ، لكي أرى ما يقولون... ولا أجد أثرا واحدا في الثلاثة مما تخشاه من الأهداف السياسية .
 
رأيت أحد أشرس المنصرين يلوح به بيده ولم أعرف أنه تفسير باطني !
ولم يأخذون فهم القرآن من الشيعة وهم لم يرفعوا به رأساً قط ؟!
وبوتين هو الآخر يهدي مخطوطاً لحخامات إيران ؟ ومن قال أن للشيعة شأناً بالقرآن ؟ هم يتخرجون من الحوزات ولا يعرفون قراءة القرآن فضلاً عن علومه .
 
قال الدكتور موراني:" شكرا جزيلا .
في حقيقة الأمر لا أرى بأسا فيما قالا . الهدف المنشود لديهما تسهيل الاقتراب من القرآن ومعانيه في أمريكا . المسلمون هناك يواجهون مشاكل بسبب عدم معرفتهم اللغة العربية
"

سؤالي
:هل مثل "سيد حسين نصر"يقرب القرآن ومعاني القرآن في أمريكا؟؟؟
أنا قلت في مشاركتي الأولى أن الرجل تخصصه في فلسفة العلوم،ثم أفنى عمره بايران ثم في الغرب مع تراث النصيريين وباطنية المنتسبين للتصوف...

ولقد قلتها في هذا الملتقى أكثر من مرة:
جميع المعارف يقف على أبوابها محتسبون يدفعون عنها الدخلاء...أما القرآن فلا زلت أسمع أصواتا تدافع عن هؤلاء الدخلاء أمثال حسين نصر هذا...
وأضيف أنني لا أعلم أن سيد حسين يستطيع أن يقرأ القرآن بالعربية ويفهمه...وأمثاله كثر في أوربا وأمريكا...أحيل القراء الى ما كتبته منذ مدة عن صنوه (أمير معزي Mohammad-Ali Amir-Moezzi)الذي كنت نشرت عن كتابه (القرآن الصامت والقرآن الناطق Le Coran silencieux et le Coran parlant)المنشور 2011...
هؤلاء مجموعة من "الهراطقة" الذين ينفخ فيهم بالغرب...بدعوى أنهم يمثلون فهما آخر للقرآن وللاسلام بعيدا عن الفهم "الأرثوذكسي"بزعمهم...أي فهم أهل السنة القائم على أصول تفسير القرآن وليس على الأهواء والظنون. ..وصدق الله العظيم اذ قال عن أسلافهم من عرب الجاهلية (...ان يتبعون الا الظن وما تهوى الأنفس).
 
محرر لا مؤلف.
سيد حسين نصر مسلم متصوف أما تشيعه فتشيع ثقافي وبالإنتساب لا علاقة له بالتشيع الدوغمائي، والمتصوف في الغالب لا تجري عليه التصنيفات الدوغمائية فمهما حاولت لن تستطيع تصنيفه في هذه الزاوية ولا تلك، وما ينطبق عليه ينطبق على طه عبد الرحمان في المغرب و سيد محمد نقيب العطاس في ماليزيا، والثلاثة فلاسفة الإسلام في هذا العصر بلا منازع، وتجمعهم نفس الإهتمامات: نقد الحداثة، نقد النزعة المادية، أسلمة المعرفة المُعَلمَنَة، والرؤية التصوفية في النزعة الإسلامية الإنسانية. وقيمة ما يسطرون فكرية ثقافية فلسفية حضارية، لا علمية شرعية؛ إن قرأت له وأنت تظن أنه يكتب علمي شرعي، فالعيب فيك لا فيه، كمن يقرأ في ظلال القرآن وهو يظن أنه تفسير علمي شرعي فالعيب فيه لا في تلك الإطلالة الأدبية الإجتماعية الممزووجة بالثقافة الإسلامية العامة على الرسالة القرآنية.

أنا لم أقرأ هذا الكتاب لكن أعرف هذا الفيلسوف المسلم من خلال كتاباته الأخرى، ومحاضراته، وبالتالي لن تجد في كتابه عقيدة نصيرية ولا شيعية ولا إمامية ولا إثناعشرية ولا إسماعيلية، أما إهتمامه بالتراث التاريخي الشيعي فمن باب الإهتمام بالتراث الحضاري، مثله في هذا مثل عبد الرحمن بدوي اهتم بما هو اسلامي وغير اسلامي، ولا يمكن حصره بناء على عقيدة في صف هؤلاء ولا اولئك.

والأهم في تلك الدراسات الفكرية الفلسفية العميقة إختيار مقتطفات ينتصر فيها للقرآن، وما أكثرها، فما أكثر كتاباته ومقالاته ومحاضراته أيضا، لأنه يتكلم بأسلوب يفقهه أهل هذا الميدان، أو كما قال أستاذنا عبد الرحمن الشهري عندما نقل مقالة لأبو يعرب المرزوقي (وقد أحسن نقاش الجابري بنفس منقطه وأسلوبه في الحجاج والجدل) http://vb.tafsir.net/tafsir15868/#.VlVZ87-K5dg

رحم الله الشيخ محدث العصر الإمام الألباني لما قال "لكن أنا أعتقد أن السجن يُربّي بعض النفوس، ويُوقض بعض الضمائر، فكتب كلمات، يعني يكفي عنوانه الذي يقول: (لا إله إلا الله: منهج حياة)" وهو يعلق على دندنات سياسية محضة حول سيد قطب. وهذا ما نقول في أمثال سيد حسين نصر: يعني يكفي أنه يبين بلغة مفهومة لنخبة هو يتوجه إليها بالخطاب (ما عداهم من المسلمين وغير المسلمين عوام لا يعلمون كتبه إلا أماني) أن القرآن لا كتاب مثله يعلّم الإنسان ما الإنسان حتى يحقق الإنسان توازنه المادي الروحي، العقلي العملي، .. إن أراد، وإلا ليس لأحد على أحد بمسيطر.

أما صفوية وغير صفوية وهذه الأشياء: لا تعليق، فقط أتمنى أن تنحصر آثار هذه اللغة في الشرق الأوسط، ولا تتسرب إلى الخارج، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.

أخي الكريم محمد:
تلك الحجة بلا معنى، فالسياسة دائما حاضرة لكن أي سياسة؟ في بلجيكا مثلا قامت صحيفة يومية بتوزيع نسخا من القرآن الكريم على القراء مجانا؛ سياسة؟ نعم، لكن الهدف أعلن عنه: حاجة الناس لقراءة القرآن بدل الإكتفاء بالأحكام المسبقة وأن ليس في القرآن ما ينسب إليه من أحكام طائشة. وبالمناسبة: وزّعت أصح الترجمات التي لم ينتقدها باحث محلي في الترجمة والدراسات القرآنية إلا الهولندي سفيان سريجار من أصول إندونيسية، وقد بين مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في ملاحظات على رسالته أن نقده هذا ليس في محله. بل إني وجدت بعض الأخطاء في التفسير الميسر (منشورة هنا في هذا الموقع) لم أجدها في ترجمته. ومن ناحية أخرى: لا أستبعد السياسة في الموضوع فالتطرف بإسم الإسلام والتطرف بإسم الوطنية والديموقراطية (اليمين المتطرف وأمثاله) فلا أستبعد جهات معينة مناهضة للتطرف بشقيه الترويج لدراسة إسلامية مشرقة متحضرة. أم ترى أن عليها أن تروج لكتابات من سيذهب للجنة ومن سيدخل جهنم ومن يعذر بالجهل؟ مثل هذه الكتابات لن تروج في أغلب البلدان الإسلامية بله غير الإسلامية، فالتعقل أخي لا التحزب الدوغمائي، ونفسر كل ما يصدر ويؤلف بناء على "يقال أنه مغربي صوفي أشعري بودشيشي.." وهذه الميولات نحو تجريح وتعديل لا علاقه له بما وضع له هذا العلم أصلا: تجريح وتعديل من ينقل الدين، لا من يَفهم ويُفهم الدين. الأول بالجرح والتعديل، والثاني بالرد والمناظرة والحوار والنقد والتعليق إلى غير ذلك.

نسأل الله السلامة والعافية.
 
والمتصوف في الغالب لا تجري عليه التصنيفات الدوغمائية فمهما حاولت لن تستطيع تصنيفه في هذه الزاوية ولا تلك،
.
غير صحيح أخي الكريم . بل يمكن جداً، فالحربائية التي يظهر بها الصوفية تتكسر دائماً أمام القرآن والسنة وقول السلف .
ولكنه العور الذي يصيب ( بعض ) أبناء الإسلام عندما " ألهوا" البشر فأصبح الأقطاب بمقام الآلهة وفوق النقد . وهي كحكاية الملك الذي خُدع وخدع الناس أنه يلبس ثوباً لايُرى وهو في الحقيقة عريان ، حتى جاء طفل وقال أن الملك عريان .
 
أستاذي الأخ شايب
مالذي تريد أن تنصحني وتوجهني به ؟ لعلي أستفيد وأصلح من شأني، ولعلك تؤجر من الله ، سبحانه !
 
https://www.academia.edu/8065152/The_Study
_Quran_A_New_Translation_with_Notes_and_Commentary
وللجميع النظر والرأي فيه . أنا لم أقرأ من هذا الشخص سطرا واحدا وهو ، كما يبدو ، يعمل الآن في الجامعة الأمريكية في الشارقة .
 
في شرحه قال أن الكتاب يجمع التفاسير ( السنية والشيعية والصوفية ) !
وتفاسير الشيعة والصوفية في المجمل مشربها (التفسير الباطني ) حد الثمالة.
ولعل مقصده كان خيراً لكن رب مريد للخير لم يصبه، وبالأخص أنه يقول أن الكتاب هو محاولة للرد على الغرب بعرض " تراثنا " وليس ضروريا أن يكون الرد بشكل مباشر.
 
تعقيب ضروري

ورد في مشاركة السيد (شايب زاوشثتي):
1- أن سيد نصر حسين محرر لا مؤلف...
قلت:هب أنه محررفقط،من هم المذكورون أسفل اسمه في غلاف الكتاب:
- ( Caner Dagli) مدرس في كلية الصليب المقدس بأمريكا.
- ( Maria Dakak) مارية ماسي دكاك،مقيمة بأمريكا تهتم بالتشيع والتقاليد الصوفية.
- ( Joseph Lumbard)أمريكي مهتم بالتصوف تنقل بين الجامعة الأمريكية في القاهرة والجامعة الأمريكية في الشارقة...
- ( Mohammed Rustom) محمد رستم ايراني حديث التخرج من الجامعة 2009 أطروحته في التصوف...وأكثر هؤلاء يتطاولون للكلام عن القرآن فيما ينشر بأمريكا
سؤالي:ما الذي جمع بين هؤلاء؟؟؟
هل هو تقريب القرآن من الأمريكيين؟
ثم ما هي معرفتهم بالقرآن وعلومه؟؟؟
جماعة لا تعرف سوى أن (القرآن) يكتب بـ Q أو K...وليس بـ G أو L...

2- ثم قال السيد شايب أيضا:" سيد حسين نصر مسلم متصوف أما تشيعه فتشيع ثقافي وبالإنتساب لا علاقة له بالتشيع الدوغمائي، والمتصوف في الغالب لا تجري عليه التصنيفات الدوغمائية فمهما حاولت لن تستطيع تصنيفه في هذه الزاوية ولا تلك، وما ينطبق عليه ينطبق على طه عبد الرحمان في المغرب"
قلت:أولا سيد نصر ليس "متشيعا دوغمائيا" انما هو حامل عقيدة،و(الصفوية) لها جذور في تراث النصيرية وباطنية المتصوفة؛لذلك لم يكن غريبا أن يختار سيد حسين نصر أيام دراسته التتلمذ على السويسري (فريتجوف شيون)، والذي أعرفه منذ عقود عن هذا الرجل الذي ينسب الى الاستشراق أنه (غنوصي) حتى النخاع،ومن أراد التأكد فليقرأ ما كتبه عن "طبيعة محمد التناسخية" ضمن كتاب قديم له بعنوان (كيف نفهم الاسلام ص104 وما بعدها)...
واختيار سيد نصرلهذا الاستاذ لم يكن عبثا ولا بمحض المصادفة... الصفوية-ولا أقول التشيع-عندها مشرب معروف:
*العقيدة النصيرية.
* تراث باطنية المتصوفة.
سيد نصر وجد في فريتجوف أستاذا(أشرب في قلبه)الغنوصية فكان أفضل من يتتلمذ عليه طالب جاء وقتها من طهران يريد في دراسته خدمة مذهبه الصفوي.

وأخيرا من يدعي تشبيهه بالدكتور طه عبدالرحمن فقد جانب الحق الأبلج،أقول ذلك وقد عرفت د.عبدالرحمن عن قرب أيام دراستي الجامعية بالرباط قبل أكثر من ثلاثة عقود...
 
أخي الحبيب عبدالله:
الحق معك، هناك مشكلات في تيارات أو طرق محسوبة على الصوفية، والخطر معروف؛ عبّر عنه محمد حسين فضل الله، وهو يفسر {إياك نعبد وإياك نستعين}، بقوله: (.. إننا نحبّ أن نوجّه الانتباه إلى أنَّ التقاليد المتّبعة لدى العوام من المسلمين في تعظيم الأنبياء والأولياء وفي زيارة قبورهم قد تتخذ اتجاهاً خطيراً في خطّ الانحراف في التصوّر والممارسات، وذلك من خلال الجانب الشعوري الذي يترك تأثيره على الانفعالات الذاتية في الحالات المتنوّعة التي قد تدفع إلى المزيد من الممارسات المنحرفة في غياب الضوابط الفكرية التربوية). نسأل الله الهداية والتوفيق. لكن أخي أنا لم أقل صوفي، لكن متصوف، والفرق دقيق. أي عندما تقرأ لسيد حسين نصر، هو لن يجرك إلى صوفيات ولا باطنيات بالمفهوم الغنوصي، لأنه وهو يحاضر، كمفكر محلل، وكفيلسوف، لا داعية مبشر أو مفتي أو ناصح أو موجه، يتطرق في تحليلاته إلى القيم، لا الأحكام و لا المعتقدات، وعندما يحلل معتقدات السهرواردي مثلا، يكون تحليله هذا فلسفي نظري الهدف يكون نقل العبارة من سياق ثقافة أخرى إلى تعبير مفهوم في الثقافة الآنية، مما يسهل الربط بين الأفكار، وكذلك يفعل في محاضرة أو مقالة يعالج فيها فرضيات الإلحاد والحداثية والداروينية (في الفكر طبعا لا في الأحياء التطوري)، وغيرها من الفكرانيات، إذ لا فرق بين هذه وتلك.

بالنسبة للرابط إلى الفيديو مشكورا: لا أرى مشكل بل ترجمة من هذا النوع الجديد، تستحق الشكر والامتنان، بل مثيرة للإهتمام، والبحث، ونحن نستخدم الجامع التاريخي للتفسير الذي دشنته مبدع، وفيه تفاسير كل التيارات سنة وصوفية وشيعة وسلفية ومعتزلة وخوارج، وكل المدارس الفقهية العتيقة.. لا يهم، المهم القرآن الكريم بآياته المحكمة ومقاصده العليا، معروفة، والتأويل البعيد يعرفه الأمي قبل المتعلم، فضلا عن الباحث.. سمعته يتحدث عن مقدمة الترجمة بقلم سيد نصر، ما قاله في نظري دفاع عن الظاهرة الجمالية في القرآن، هذا عندي إنتصار للقرآن من غير شك.

أستاذنا المحترم آل الأشرف:
والله يا أخي الكريم النصيحة والتوجيه لي أولا ثم لغيري، من القرآن الكريم: التريث والتثبت. قضية تسيس المعرفة لا يتناطح فيها كبشان؛ مراكز ومؤسسات إنتاج المعرفة، وايجاد الحقول التي تمارس فيها المعرفة وتتطور، جزء من السياسة، لا يمكن أن تنفصل عن السياسة. لكن السؤال: أي سياسة؟ هذا السؤال الذي يفتح أول أبواب التريث والتثبّت، أما أن نقول سياسة هكذا ونكتفي، فبلا معنى، لأنها حاضرة، ولابد؛ المهم: اي نوع من السياسة، كيف .. إلى آخره. مغربي وطني باحث في الدراسات القرآنية مهتم بمبحث الترجمة، ممكن يقول: نحن مغاربة (بالمعنى الوطني الرسمي)، لا للتلاعب بمغربية أبناءنا في الخارج، نحن نريد ترجمة إن فيها تعليقات في الهامش يجب أن تكون سنة أشعرية في المعتقد، مالكية في الفقهيات، وجنيدية في السلوكيات. ثم يحتج ويقول: إنه أمر مراد، سياسة.!! نقول له ماذا؟ مهلا يا حبيبي، هذه الترجمة ليست من إصدار وزارتك أنت للأوقاف والشؤون الإسلامية، ثم جاليتك ماذا؟ كلام لا معنى له. هناك في أوروبا وأمريكا، مغاربة وغير مغاربة، ثم مغاربة لا علاقة له بالمغرب وطنيا إلا سياحيا فهو من الجيل الثالث .. الرابع. ثم المسلمون هناك من كل التوجهات والمدارس من السنية الكلاسيكية في أقصى اليمين إلى الإشراقية الغنوصية في أقصى اليسار، أضف إلى ذلك غير المسلمين. وأنت إفتح موقعك على الانترنيت، أو قم بنشر (من خلال نفس دار النشر) رسالة فيها تعليقات تصحح في الترجمة ما لا يتفق مع تمغربيتك لتساهم، وهذا ممكن.. أما أن تكتفي بـ: هذه سياسة، شيء مراد، كلام بلا معنى. فقط تشويش، ومحاولة لعب دور إعلامي بلا حدود. إنفجر بركان، نقل للناس "دخان كثيف في السماء"، والناس تعلق وتتساءل: إلغاء الرحلات الجوية، أو ماذا بعد؟

الله المستعان!
 
بارك الله فيك سيدي المحترم د. بن هرماس؛

بعض التعليقات للمشاركة، وإثراء الموضوع والإستفادة.

لن أتحدث باسهاب عن بعض الاخطاء المبنية على مغالطة الربط الظرفي، فالباحث المهتم بالدرس القرآني يسافر في بعثة ليكمل دراسة في أوربا مبحث مخطوطات المصاحف، علم الخطاطة والمخطوطات، من المنظور الأوروبي، إن لم يتتلمذ على يد فرانسوا ديروش أو آخر مثله، يروح لمن؟ بقايا تلاميذ محمد أركون، أو ماذا؟

سيد حسين نصر دارس للفلسفة، وجمع في الثقافة الإسلامية بين الاتجاهات الثلاثة المشائية والاشراق والحكمة المتعالية، ثم رأى أن المشائية بشقها العقلاني الرشدي امتدت في الغرب فدرس الفلسفة الغربية بشقيها القاروي (اوروبا) والتحليلي (امريكا)، قبل ذلك عرف ان الإشراقية تطورت وهيمنت عليها الحكمة المتعالية ووُطّنت إيراينا في قم، لكن أين ذهبت الإشراقية الكلاسيكية؟ إمتدت هي بدورها في الغرب، قديما من خلال الحركة الاسبينوزية، وآخرا عند فريجوف شوان الذي أسس مدرسة تعتبر امتداد اوروبي حقيقي للاشراقية، مدرسة لم تجد في الحركة الرومانسية بغيتها، وقامت لمناهضة تيار يسمى "البناؤون الأحرار".

ثم جاء الفرنسي عبدالواحد جينون جدد المدرسة ونحى بها الخط التقليدي. تلاميذها كثر والمتصوفون فيها متنوعون منهم الاقرب الى السنة يمينا، ومنهم الاقرب الى فرضية وحدة الوجود ووحدة الاديان الى غير ذلك يسارا؛ ومنهم مارتن لنكز مثلا الذي اعتمدنا عليه في جمعيتنا بشكل رئيسي قبل عام تقريبا في اصدار 3 كتب وزعت مجانا للتعريف بالاسلام والرد على اشهر الشبهات والمطاعن .. المهم كان من الطبيعي ان يهتم سيد حسين نصر بفريتجوف ..

لا علاقة للموضوع بصفوية ولا يحزنون، بل الرابط الصحيح ان فريتجوف كان وما زال أستاذ فريد من نوعه في مبحث "الظاهر الدينية" كما يسميها مالك بن نبي رحمه الله في الظاهرة القرآنية، أو ما يسمى "الانسان حيوان ديني" في علم الإناسة، ومن المعلوم ان فلسفة الدين مبحث من مباحث الفلسفة، وان لم يتتلمذ على المتفوق في هذا الميدان، وهو فريتجوف، تفوقه في الإشراقية والتصوف الفلسفي والفلسفة الشرقية تمام بتمام، يروح يتتلمذ على يد من؟ وإن لم يتتلمذ - وهو في أمريكا - على يد دى سانتيلا في تاريخ العلوم وفلسفة العلوم، يتتلمذ على يد من ؟ الرجل تتلمذ في مباحث الفلسفة وعلوم أخرى على يد شيوخ تلك التخصصات، مع فارق أن فريتجوف شيخ عالمي فيما ما ذكرت، كما كان الامام الالباني شيخ عالمي في علوم الحديث .. طبعا هذا لا يعني انه سيأخذ كل شيء عن شيوخه، والا اخذ الالحاد عن هذا، والوحدية عن ذاك، والواحدية عن الآخر، وهكذا .. هذا لا وجود له. الفرق الآخر ان فريتجوف كان حركي مربي صاحب دعوة الى جانب التدريس والتعليم واللقاءات، اما سيد حسين نصر مفكر فيلسوف باحث وناقد.. لا يمكن ان تتوقع منه محاضرة مخصصة لتعليم طلاسيم او معتقد من المعتقدات، او الالتفاف حول الامام المشروط في معرفة الله، او ان الفرقة الاسلامية هذه أو تلك معتقدها غير صحيح في هذا الأمر أو ذاك، ولا شيء من هذا القبيل، فكما قلت: هو ليس بداعية، ولا إمام، ولا شيخ، ولا مفتى .. الا ان كنا نتوقع مثلا من طه عبد الرحمان ان يكتب لنا او يحاضر لنا في السلوك البودشيشي وكيف يجب ان نعتقد في الله، او كيف نذكره .. وهذا محال منه لأنه فيلسوف مفكر باحث ناقد .. خطابه موجه للجميع، لا لطائفة أو طريقة صوفية أو تيار أو جماعة.

أنا لم أقرأ بعد الكتاب، وما توصلت إليه من معلومات إلى حد الآن في مصب التفاؤل، بل صراحة أتوقع نجاح كبير لهذا العمل، فالموسوعات مثلا تستهدف النخبة، اما الترجمة كهذه وبهذه الطريقة شيء آخر تماما هي للعامي والطالب والباحث: للجميع، وللمسلمين بكل توجهاتهم. شيء جميل. عمل جماعي. يعني اتساءل في الحقيقة: مجمع الملك فهد: كم من ترجمة لمعاني القرآن بالإنجليزية علّق عليها وراجعها؟ بدل مراجعة ترجمات فردية، واحدة تلو الأخرى، ارى العمل الجماعي أفضل، بمعنى فريق فيه متخصصون في الدراسات القرآنية وعلم التفسير، ومتخصصون في اللغة الإنجليزية والأدب الإنجليزي، ومتخصصون في الدراسات الانجلوساكسونية (تاريخ، ثقافة، اديان، فكر..) ثم متخصصون في علم الترجمة. فريق يعمل على إخراج ترجمة تنقل اصح المعاني، وقادرة على نقل الالفاظ الى الفاظ تقرب الى المعنى ظاهرا وجماليا واسلوبا .. ثم تعليقات تفسيرية في الهامش. هذا المهم.

والمهم أيضا: اين هذه الصفوية والنصيرية والباطنية الغنوصية في ترجمة معاني القرآن، وليس في الهوامش اذ فيها حسب ما جاء في الفيديو اعلاه تفسيرات منقولة عن الطبري، والسيوطي، وفخر الرازي، .. المهم في الترجمة: اين الاشكال؟ سمعت ترجمة سورة الفاتحة، وفي الحقيقة لا أسمع فيها أن معنى بسم في {بسم الله الرحمن الرحيم} هو: الباء كشف البقاءِ لأهل الفَنَاء والسين كشف سناء القدس لأهل الأنس والميم كشف الملكوت لأهل النعوت. لا. ولم أسمع أن الرحمن هو الحسين، ولا ان الرحيم هو الحسن، ولا شيء من هذا القبيل. فبدل ان نتكلم هذا صفوي وهذا نصيري وهذا مدرس كلية الصليب، يجب ان نعلم اين الاشكال الخطير الهدام في الترجمة، ثم في التعليقات الهامشية.. مدرس في كلية الصليب: هل علق على مثلا {بسم الله الرحمن الرحيم} بقول يقول فيه: هذه تقابل عندنا باسم الله الاب والابن والروح القدس، فاضاف الواو، واسقط عقيدة الصلب على القرآن ؟ ثم ما المانع ان يشارك استاذ في كلية الصليب يعرف الدراسات الكتابية جيدا وملم باللغة الانجليزية، وتوظيفها البياني الابداعي اللوترجي في التعبير عما هو ديني طقوسي؟ يقوم متخصص في الدرس القرآني يشرح له معنى "التقوى" و "الفسوق" مثلا، ويقول مدرس كلية الصليب: افضل الكلمات معنى ولفظا للتعبير عن محتوى ما شرحته لي في الانجليزية هو كذا كذا ..

الآن نحن بصدد الحديث عن "عمل جماعي" وخطورة تخلفنا في تشرب هذه الثقافة، اعني العمل الجماعي والعمل المؤسساتي، أشرت اليه منذ مدة، وبغضب وهجوم، وبشكل متكرر، حتى مللت، هنا نعم في مشاركات في هذا المنتدى .. انها ردة عن "يتدراسونه فيما بينهم" ونبذ هذه الحكمة النبوية وراء ظهورنا، وتفشي ظاهرة الانفراد، اضافة الى آفة التلقين والتقليد .. بما اننا في صدد الكلام عن عمل جماعي فلا معنى لسؤال: ما معرفته بالقرآن وعلومه. يكفي معرفته بعلوم الإنجليزية، يكفي معرفته بالعلوم الثقافية والتوظيف الثقافي الفني لللغة الإنجليزية، يكفي ان يدلو بدلوه في مجاله ان كان العلوم الدينية باللغة الإنجليزية .. إلى آخره. بل يكفي معرفته الاستقرائية بجميع الترجمات المتوفرة لمعاني القرآن بالإنجليزية.

وأخيرا: نعم طه المغربي والعطاس الماليزي وحسين الامريكي، فلاسفة الاسلام في هذا العصر بلا منازع، وتجمعهم حرفيا نفس الاهتمامات .. ويعرفون خطورة عَلمَنَة المعرفة، وينتقدون آفة التقليد (تقليد المتقدمين من داخل نفس المجال التداولي، وتقليد المتأخرين من مجال تداولي أجنبي)، ونقد واقع الحداثة، والانتصار لروح الحداثة، ومحاولة تأسيس إطار عام لقيام فلسفة إسلامية مخصوصة (مع الفرق ان طه عبد الرحمان أسس منطلقات مبنية على مفهوم القوامة لتأسيس فلسفية عربية مخصوصة، وهنا يختلف مع الماليزي والامريكي)، نقد الترجمة اللاواعية للنصوص الفكرية الفلسفية، اسلمة المعرفة كرد على علمنة الفلسفة فالثلاثة يدركون ان المسـألة صراع فكراني، ونقد الدهرانية (عند حسين نصر الطبعانية، وعند العطاس المادية الفيزيقية) .. كتب طه متوفرة بالعربية، العطاس وحسين بالإنجليزية، ومن يقرأ لهم بوعي لا يكاد يفصل بينهم، ونعم يجمعهم التصوف، لا بالمعنى الدوغمائي أو الباطني فهذا ما لن تجد له اي اثر يعبأ به .. ولا احد منهم يتكلم بالاسلوب العالم الصوفي ولا اسلوب عالم دين ولا اسلوب مفسر ولا اسلوب فقيه. اسلوبهم اسلوب خاص. ستكتب مثلا في الدرس القرآني، لكن باسلوب لا كاسلوب مالك بن نبي في الظاهرة، ولا باسلوب درّاز في النبأ، ولا باسلوب المثلث الإسلامي الفلسفي طه-حسين-العطاس، وكل ميسر لما خلق له. والحمد لله رب العالمين.
 
أخي شايب زاوشثتي
هل قرأت هذه الترجمة ؟
لا، جمعت بعض المعلومات من هنا وهناك، الروابط والفيديوهات في هذا الموضوع مثلا، أما هذه الترجمة الجديدة مع التعليقات فمتوقعة اقتحام السوق عندنا السابع عشر من الشهر المقبل. وقرأت عينات من ترجمة سورة يس وتلك التعليقات، فسورة العصر وتلك التعليقات .. لا أرى باطنية ولا صفوية ولا شيء من هذا القبيل.

خذ تلك الحروف المقطعة مثلا؛ في التعليقات لن تقرأ أي شيء غير موجود في تفاسير الجماعة.

مثلا لا أقرأ "ي س: يا من تحقق بينبوع بحر اليقين، وسبح فيه سالماً عن الانحراف والتلوين".

ولا أقرأ "والعصر: الوجود الأزلي الأبدي ودوامه السرمدي".

أما "الذين آمنوا وعملوا الصالحات" .. أيضا: لا أقرأ تعريف الايمان يتضمن الإقرار بالإمامة، ولا شيء أستفيد منه الايمان بمعنى معرفة إمام الزمان الذي يرشد إلى معاني الصالحات والحق والصبر في زمانه حسب ما يتلقاه من معرفة باطنية بالإلهام .. ولا شيء من هذا القبيل. مع العلم أن هذا حقهم. أقصد إذا شارك في العمل هذا سنة وشيعة وصوفية، وكان الهدف إلى جانب الترجمة، التعليقات التي تشير إلى فهومات الفرق الإسلامية للآيات، فمن حقهم أن يشيروا إلى مقتضيات الإيمان حسب ما ورد في تلك المدارس. فهذا عمل أكاديمي موجه للجميع، لا لتيار معين السنة والجماعة مثلا، وداخل هذا التيار فرقة معينة السلفية مثلا، وداخل السلفية ... من؟ نسأل الشيخ حاتم العوني؟ لا أدري، لكن في إنجلترا واحد داعية مشهور لا أذكر إسمه حتى لا نشخصن المثال، بمعنى هذه الترجمة ستدخل، ايه، ثم لابد ان تكون فيها أخطاء، هو عمل بشري، وسيقبل عليها الناس، اكيد خاصة مع هذه الهالة الإعلامية.. لكن هل سينتبه إليها هذا الشيخ ويقبل على دراستها وتحليلها، وتسجيل الملاحظات، ثم نشرها؟ هو أصلا لا يعرف حتى أسماء أشد الناس عداوة للاسلام هناك، ينشرون كل ساعة سموم وطعونات، فكيف بعمل أكاديمي من هذا النوع؟ لكن هذا الشيخ، الداعية، وقد افتتن به كثير من الشباب في أوروبا بأسرها، للأسف الشديد، هو لا يتوقف.. ربما ينام 3 ساعات في اليوم .. 21 ساعة يترصد أخطاء وانزلاقات وزلات وبدع و "شركيات" و "تكفيريات" و "خروجيات" و "قطبيات" و "إرجائيات" و "أهواء" .. من؟ لا أقول المسلمين، لا أقول أهل السنة، لا أقول أهل السنة والجماعة، بل أقول الدعوة السلفية نفسها! طبعا هو يصطاد الدعاة، والوعاظ، والأئمة، والعلماء ..

نحن عندنا مشكلة كبيرة جدا، فتنة حقيقية تأتي على الأخضر واليابس، وندندن هنا حول سيد حسين نصر الذي حاز على جائزة الإيسيسكو في الدراسات الإسلامية لعام 2006 بكتابه لب الإسلام، الى جانب طه عبدالرحمن بكتابه سؤال الأخلاق، وفيلسوف إيراني آخر...

قل لي: أنت في أمريكا مثلا، منخرط في النقاشات والمجادلات العقائدية الدينية، تحيط بك من كل جانب، في الكلية، والعمل، ووسائل الإعلام؛ تيارات إلحادية ولادينية وشكوكية وربوبية وعلمانية شمولية وحداثية ثورية .. أنت مسلم، تبحث عن مسلم مثقف، يفهم طبيعة هذه الصراع، ومنطلقات الفكرانيات، هل ستجد صفوي باطني غنوصي يشرح يبين يٌفهم يوضّح؟ مستحيل.

يجب ان ننزل الناس منازلهم، والتريث مع التبين في مسألة تصنيف الناس حسب معتقدات ينتسبون أو ينسبون إليها، هذا ما أردت. والمشاركة التالية في هذا الموضوع إن شاء الله ستكون بعد اقتناء الكتاب والقراءة فيه. سأبدأ بالمقدمة طبعا بسبب هجوم "غير مفهوم" على سيد حسين نصر، ومنها مباشرة الى سورة الانفال فسورة التوبة بسبب الرابط الذي وضعته أخي الحبيب في مشاركتك رقم 7، وبعدها قراءة الكتاب..

بارك الله فيكم.
 
الدكتور لمبارد قرأ الترجمة لسورة الفاتحة في شرحه . وهي ترجمة رائعة ولا أدري عن بقية السور فلم نقرأ الكتاب ، وشرح اقتضاباً آلية الترجمة التي اعتمدوها ،ومن ضمنها الحرص على إثبات ترتيب الكلمات في الترجمة كما هي في القرآن قدر المستطاع .
إلا أن المشكلة أن هذه ( الموسوعة ) تقدم مع الترجمة ( التفاسير كلها ) وعرضها للقاريء على أساس أنها ( تراث المسلمين ) من كل مشرب ، وهنا الخطورة . فتفاسير الصوفية هي أقرب للكفر منها للإيمان .
وتفاسير الشيعة في المجمل تقطر كفراً .
========
وبشكل عام جداً: قلبي لا يرتاح للإصدارات في الغرب . وكما أشير في cnn أن الكتاب هو استعادة القرآن من ( المتشددين ) ، وهنا تشعر بالخلل.
إذ أن المنهجية المعتمدة في الرد على ( الخوارج والمتشديين ) الآن أصبحت هي الركون للطرف الآخر من العصا. وليس الوسط ، فرأيت بعض المسلمين في الغرب - وهو دكتور - يسقط معنى آية الجزية عن أهل الكتاب ، لماذا كل هذا ؟ لإرضاء الغرب ؟ فالله أحق أن ترضوه . هم لن يرضوا حتى تتبعوا ملتهم .
لم نراهم يقدموا " اعتذاراً " واحداً على مجازرهم واحتلالهم لبلدان المسلمين التي أتوها لسرقة ثرواتها . أفنقدم لهم تنازلاً بحجم القرآن ؟ سبحان الله!
=========
لمن أراد أن يشتري الكتاب من هنا
http://harperone.hc.com/studyquran/
يوجد في ibook
 
على الهامش:


كتب شايب زاو شتي ،
( يجب ان ننزل النازل منازلهم، والتريث مع التبين في مسألة تصنيف الناس حسب معتقدات ينتسبون أو ينسبون إليها، هذا ما أردت.)
لا أميل الدخول في نقاشات تستخدم الإثارة لدعم الأفكار ، و اكتفيت بقراءة مقتطفات من المشاركات على هذا الرابط. لكن شدني ما كتبه اخي شايب عن التريث، و دفعني للمشاركة.
اكتب هذه الايام بحث عن احكام القتال في القران خاصة من سورة الأنفال ، و كمدخل للموضوع بدات بتعريف الجهاد بمفهومه الشامل في الاسلام و الذي يدور حول معنى بذل الجهد لتحقيق الأهداف ، أهداف شخصية، اجتماعية، ...
و خطر على بالي ان أشير في هذا الإطار ان السلام و الفهم يحتاج الى جهد و جهد و جهد... قد يفوق الجهد الذي الجهاد بمعنى القتال.
من المبادئ الاساسية في الحكم على الأشياء معرفتها،
و من المبادئ الاسياسية في الحكم على كتاب قراته، و السعي الايجابي لفهمه.
بهذه الطريقة يمكن ان نساهم في تحقيق السلام بمعناه الشامل و الذي من ضمنه فهم افكار الآخرين عن القران من اجل محاولة استخدام هذا الفهم في دعم الأفكار الصحيحة، و إيضاح و دحض الأفكار الخاطئة.
و الله اعلم
 
مشاهدة المرفق 9368
لمحة من الكتاب وتفسير ( إن الدين عند الله الإسلام ).
هل من ملاحظة ؟
شكر الله لك؛ كيف حصلت عليها ؟ ما شاء الله. هل تقصد ترجمة الإسلام بالإستسلام؟ كل شيء قيل هناك موجود في تفاسير الجماعة. ولا أقرأ أن الآية عائدة إلى أولوا العلم، الذين لهم شركة مع الملائكة في مظهر ماء التوحيد بالشهادة، ولهم اختصاص بالمشربية لماء التوحيد فشاهدوا حقيقة {لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ} الذي لا يشاهد عزته إلا عزته. ولا أن الإستسلام هنا هو التسليم لله و لأوليائه كما جاء في تفسير علي بن ابراهيم القمي.

في التعليق هناك ان الاسلام اسم الدين الذي جاء به جميع الأنبياء؛ وهذا صحيح. في تفسير ابن كثير ان الإسلام هو اتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين، حتى ختموا بمحمد صلى الله عليه وسلم. ثم وصف لحالة الاتباع او الانقياد لاي دين حق (رسالة الأنبياء) من خلال التسليم لارادة الله، وهذا صحيح ايضا. في تفسير البغوي: والإسلام هو الدخول في السلم وهو الانقياد والطاعة، يقال: "أسلم" أي "دخل في السلم واستسلم". وما جاء بعد ذلك هو مناقشة المراد من الإسلام في الآية، هل الإسلام هنا الدين بشكل عام، الدين الذي جاء به الأنبياء عليهم السلام وآخرهم محمد عليه الصلاة والسلام، أم الإستسلام هكذا؟ لا أدري ملابسات هذا السؤال ولا كيف تم التعامل معه، خاصة ونحن نسأل أتسليم هكذا من غير علم ؟ كيف الطريق لعلم من غير رسالة، وكيف الرسالة ان لم تكن حنيفية (لا يهودية لا نصرانية لا مشركة كما جاء في تفسير ابن المنذر) ؟ جاء في التعليق ان السؤال تم معالجته في مقالة جانبية وفي التعليق على آيات أخرى.

بالنسبة لترجمة معنى الإسلام في الآية.
ملاحظة أترجم هنا submission بمعنى التسليم/الإستسلام و surrender بمعنى الخضوع.

جاء في ترجمة Ahmed Ali: الإسلام - السلم/السلام أي peace هكذا.

Wahiduddin Khan : الإستسلام التام (complete submission
).

Ahmed Raza Khan: الاسلام - الاسم، أي Islam هكذا. وكذلك في ترجمات Arberry - Daryabadi - Hilali - Itani - Maududi - Mubarakpuri - Qarai -
Saheeh International - Sarwar - Shakir ..

أما Qaribullah و Darwish نقرأ: الإسلام - الإسم، لكن بين قوسين التسليم (
submission) هكذا. وكذلك فعل Yusuf Ali مع إضافة "لإرادة الله" (submission to His Will) هكذا.

Asad: الاسلام بمعنى الخضوع؛ وكذلك عند Pickthall لكن الأخير أضاف بين قوسين لإرادة الله وهداه.

خلاصة: لم يوفقوا في ترجمة الإسلام، لأن أحسن ترجمة هي ترجمة الأكثرية كما نرى، فكان عليهم ترجمة الإسلام بالإسم Islam هكذا، وفي التعليق ذكر المعاني الأخرى كالتسليم والانقياد والخضوع والطاعة والذلة والمسكنة والسلم .. إلى آخره.

أما إن كان المراد من هذا العمل هو إستعادة القرآن من المتطرفين سواء المحسوبين على الإسلام - الذين يفسرون آي القرآن تفسيرا عسكريا وسياسيا كما كتب وحيد الدين خان في "التفسير السياسي للدين" - أو من غير المسلمين الذين يتهمون نص القرآن بالتطرف والعنف، فإن أحسن ترجمة وظيفية للإسلام في الآية هي التي قدمها
Ahmed Ali أي الإسلام السلم-السلام وهذا حق لا باطل فيه فالتسليم الإيماني الصحيح ان يكون بحرية وسلام مع النفس والقلب، بطمأنينة، لا بإكراه، ولا من أجل غرض دنيوي فيكون نفاقا، ولا من أجل مصلحة أخروية، إذ المؤمن الحقيقي اشد حبا لله، يعبده لأنه أهل للعبادة، يستحقها، هو وحده لا غيره، لذلك ينسب للعارفة ربيعة البصرية قولها «لا عبدتك طمعا في الجنة ولا خوفا من النار، وإنما لوجهك الكريم» وهذا كلام لا يصح في العقيدة لأن الطمع والخوف عبادة، أما في التصوف فالكلام يعبر عن حقيقة معروفة لأهل هذا الشأن، لذلك لا يُقرأ كلام ربيعة في باب العقيدة بل في باب التصوف.

على اية حال، تلك ملاحظة سنسجلها، وسننشرها، فالكتاب هذا سيكون له شأن، فلابد من التعليق ونشر الملاحظات والإنتقادات من خلال شبكة الانترنيت ليعود إليها الباحث. وهذه ملاحظة غير كاملة لان التعليق في الهامش نفسه غير كامل إذ لابد من قراءة ترجمات تلك الآيات، والتعليق في الهوامش، إلى جانب تلك المقالة (The Quranic View of Sacred History and Other Religions) وهي موجودة على الويب، لكن ينبغي أن نقرأ قراءة تأويلية باستعمال «الدائرة الهرمنيوطيقية» لنصل إلى فكرة عامة حول المراد، وهذا يعني: نقرأ التعليق هذا كوحدة ضمن الكل (= المقالة + تعليق على ان الدين عند الله الاسلام + تعليق على أربع آيات أخرى) ثم الكل هذا ضمن الوحدات.

ثم اشارة قد تشفي غليل المنشغلين بالملاكمات الطائفية؛ لو كانت هناك صفوية (كلمة تاريخية وسياسية مؤدلجة في هذا الزمن لكن افهم منها التشيع الامامي الاثناعشري المتطرف)؛ أقول: لو هناك صفوية ما فيجب أن تدور حول هذه الآية ومثيلاتها ان الدين عند الله الاسلام، لأن المعروف في التشيع هذا، عند التيار الاخباري بالخصوص، ان المسلم غير الشيعي (مثل السنة والزيدية والاسماعيلية والصوفية الى آخره) هو مسلم في الدنيا فقط ويعامل معاملة المسلم في الظاهر اما في الآخرة فمن الكافرين؛ وعليه لا اسلام حقيقي دون الإقرار بالإمامة ثم الاستسلام لما جاء به الأئمة من بيان للدين .. إن لم تكن في هذه مثل هذه الآية فيجب ان تكون في تعليقات تدور حول ((الايمان)) .. أما إن لم توجد لا في تعليقات تدور حول الاسلام ولا في تعليقات تدور حول الايمان، فأين ستكون هذه الصفوية؟ ـــ هذا مع العلم أنه حقهم طبعا لكن بشرطين؛ الأول إضافة "هذا تفسير شيعي إمامي إثناعشري" أو "كما قال المؤول الشيعي الإمامي فلان" في التعليقات حتى لا يختلط الأمر عند الناس .. ويكون ذلك بمثابة {قالت الأعراب آمنا}؛ والثاني: ذكر تفسير الجمهور ويكون التعليق هذا هو المقابل أو بمثابة {قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا}.
 
تم حذف المشاركات (28-38) لمخالفتها قوانين الملتقى التي تمنع الشخصنة، ويرجى من جميع الزملاء الاستمرار في مراعاة حق الأخوّة فيما بينهم.
وما يزال شعارنا في الملتقى هو الالتقاء معاً لتدارس القرآن الكريم وعلومه في رباط من الأخوة والمناقشات العلمية.
وفقكم الله جميعاً لما يحب ويرضى
 
لي عودة .
==============
شدتني هذه العبارة!
"أما في التصوف فالكلام يعبر عن حقيقة معروفة لأهل هذا الشأن، لذلك لا يُقرأ كلام ربيعة في باب العقيدة بل في باب التصوف."
هذا بالضبط ما كنا نمجه في الصوفية ، ألا وهو (الحربائية )، فهذا الكلام لا يقبل عقيدة ولا غير ذلك. إنما هو هرطقة مردودة على أصحابها . ويكفي أن هذا الكلام ليس من الرسول صلى الله عليه وسلم في شيء ، لا هو ولا أصحابه .
والكلام لا يعبر عن حقيقة بل يعبر عن الباطل الذي يتضمخ به أصحاب هذا الشأن .
 
مجدداً
الكتاب كما هو الإعلان عنه في cnn هو محاولة "لاستعادة القرآن" من المتشددين.
فحشروا فيه كل شيء تحت مسمى " تراثنا " كمسلمين إلا تفاسير الخوارج!
فمن هنا تعرف أن العمل تفوح منه رائحة سياسية على أقل تقدير .

============
ترجمة الإسلام على أنها ( الخضوع ) هي ترجمة ليست سليمة، وكان الأولى وضع الاسم كما هو ( Islam) . ومن خلال الشرح يوضحون المعنى، ويضعون بين مزدوجين (submission ) وليس العكس كما فعلوا .

ولكن عندما تقرأ التعليق أسفل الصفحة يبطل العجب

وسأترجمه بالمعنى ولست خبيراً بالترجمة : قالوا
" الكثير من المسلمين يقولون أن هذه الآية تُظهر أن الدين الوحيد المقبول عند الله هو الإسلام المنزل والموحى للرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، لكن المعنى الأكثر شمولاً والمؤكد عليه من قبل الكثير عبر العصور هو أن الآية تشير للإسلام بمعنى الخضوع لله وليس المراد دين الإسلام ذاتاً. إدراكاً منهم للرسالة العريضة في أصل القرآن ؛ العديد من المفسرين لم يحصروا معنى الإسلام على الدين الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إلا أن عدداً منهم قد حصروا المعنى بالدين الذي أوحي به على النبي صلى الله عليه وسلم .وقد عملوا نفس الشيء والاستنتاج في آية(ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه ) " ثم أحال لمراجع للزيادة .

قلت : العبارة أعلاه توحي بشذوذ القول الآخر وآكدية القول الأول.
وهذا غير صحيح.
في الأساس ليس في المعنيين تضارب . فالإسلام هو دين جميع الرسل بمعنى الخضوع والانقياد لله على شرع ذلك النبي في زمانه . فلما جاء رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم فلن يقبل دين سوى الذي جاء به .
هل هناك شك في ذلك ؟
هل يريدون أن يتعبد الناس بشرع غير الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم؟
هل هذا مايريدون قوله ؟
============
لفتة :
وجدت أن بعض المؤلفين لذلك الكتاب في حالة تماهي مع (القادينيين ) ! ولا أدري هل حشروا تأويلات ذلك الدجال في ذلك الكتاب على أنها " تراث إسلامي " ؟
 
لا أريد أن أتدخل في مفهوم "الإسلام" لدى المسلمين اليوم . بل أشير إلى ما جاء في هذا العرض الموجز في س . ن . ن. ولم أجد فيه بأسا كما قلت ، غير أنّ س . ن . ن شيء والمفهوم الصحيح لدى المسلمين شيء آخر .
فالآية في سورة المائدة (ورضيت لكم الإسلام دينا) ليس في معناها إلا ما جاء عند الطبري : رضيت لكم الاستسلام لأمري ، والانقياد لطاعتي على ما شرعت لكم (!) من حدوده وفرائضه ومعالمه دينا ، يعني بذلك : طاعة منكم لي .
وفي مواضيع أخرى : الإسلام وهو الطاعة والخضوع (لله) .
ومن هنا : العبارة "الاسلام" ليس "إسما" كما يزعم البعض أعلاه .
وعند ترجمة هذه العبارة إلى اللغات الأخرى تبقى العبارة islam كما هو ، وتحتاج إلى التفسير .
فما جاء في رسائل النبي إلى القبائل مثل : أَسْلِمْ تَسْلَمْ فليس معناه إلا ما جاء هنا أعلاه : اخضع لله وأَطعه ...استسلم لأمر الله...فستسلم...
إذا: أين المشكلة ؟
 
"رضيت لكم الاستسلام لأمري ، والانقياد لطاعتي على ما شرعت لكم "
هذا العبارة لها مسمى ! هو ( الإسلام ) .
وكما قلت الأمر ليس فيه تضارب لدينا من الأساس .

===========
لا أريد أن أتدخل في مفهوم "الإسلام" لدى المسلمين اليوم
؟؟؟!!
 
وما جعل عليكم في الدين من حرج ) يقول : من ضيق ، يقول : جعل الدين واسعا ولم يجعله ضيقا . وقوله ( ملة أبيكم إبراهيم ) نصب ملة بمعنى : وما جعل عليكم في الدين من حرج ، بل وسعه ، كملة أبيكم ، فلما لم يجعل فيها الكاف اتصلت بالفعل الذي قبلها فنصبت ، وقد يحتمل نصبها أن تكون على وجه الأمر بها ، لأن الكلام قبله أمر ، فكأنه قيل : اركعوا واسجدوا والزموا ملة أبيكم إبراهيم .
وقوله (
هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ) يقول تعالى ذكره : سماكم يا معشر من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم المسلمين من قبل .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني علي ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله ( هو سماكم المسلمين ) يقول الله سماكم .
حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عطاء بن ابن أبي رباح ، أنه سمع ابن عباس يقول : الله سماكم المسلمين من قبل .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، وحدثنا الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرزاق جميعا; عن معمر ، عن قتادة ( [ ص:692 ] هو سماكم المسلمين ) قال : الله سماكم المسلمين من قبل .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله ( هو سماكم المسلمين ) قال : الله سماكم .
حدثنا القاسم قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد مثله .
حدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول ، في قوله ( هو سماكم المسلمين من قبل ) يقول : الله سماكم المسلمين .
وقال آخرون : بل معناه : إبراهيم سماكم المسلمين; وقالوا هو كناية من ذكر إبراهيم صلى الله عليه وسلم :
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ( هو سماكم المسلمين ) قال : ألا ترى قول إبراهيم ( واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ) قال : هذا قول إبراهيم ( هو سماكم المسلمين ) ولم يذكر الله بالإسلام والإيمان غير هذه الأمة ، ذكرت بالإيمان والإسلام جميعا ، ولم نسمع بأمة ذكرت إلا بالإيمان ، ولا وجه لما قال ابن زيد من ذلك ، لأنه معلوم أن إبراهيم لم يسم أمة محمد مسلمين في القرآن ، لأن القرآن أنزل من بعده بدهر طويل ، وقد قال الله تعالى ذكره (هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ) ولكن الذي سمانا مسلمين من قبل نزول القرآن وفي القرآن الله الذي لم يزل ولا يزال . وأما قوله ( من قبل ) فإن معناه : من قبل نزول هذا القرآن في الكتب التي نزلت قبله ، وفي هذا يقول : وفي هذا الكتاب .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله ( هو سماكم المسلمين من قبل ) وفي هذا القرآن .
[ ص: 693 ] حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، قال : قال ابن جريج ، قال مجاهد ( من قبل ) قال : في الكتب كلها والذكر ( وفي هذا ) يعني القرآن ، وقوله ( ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس ) يقول تعالى ذكره اجتباكم الله وسماكم أيها المؤمنون بالله وآياته من أمة محمد صلى الله عليه وسلم مسلمين ، ليكون محمد رسول الله شهيدا عليكم يوم القيامة ، بأنه قد بلغكم ما أرسل به إليكم ، وتكونوا أنتم شهداء حينئذ على الرسل أجمعين ، أنهم قد بلغوا أممهم ما أرسلوا به إليهم .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( هو سماكم المسلمين من قبل ) قال : الله سماكم المسلمين من قبل.

 
يبقى السؤال ماذا أرادوا هم بقولهم يوجد ( رأيين ) ؟
فبالنسبة لنا لا يوجد تضارب ، فقد شرحت معنى الإسلام وكونه دين جميع الأنبياء.

هل يريدون القول أنه يجوز التعبد بشرع غير الذي أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ؟
 
عبد الله الأحمد :
مجرد استفهام بعدم إرادة في توسيع الأمر ، وألحق إلى سؤالك أعلاه سؤالا آخر :
هل تريد أن تقول إنّ الأديان الأخرى قد نُسخت بما أُنزل على نبي الإسلام ؟
 
وهل في ذلك شك ؟
في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّار ) .
قال الإمام النووي رحمه الله : " َأَمَّا الْحَدِيثُ فَفِيهِ نَسْخُ الْمِلَلِ كُلِّهَا بِرِسَالَةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.."
 
مؤلف الترجمة سيد حسين نصر إيراني شيعي وله ابن اسمه ولي وكل منهما يحمل الجنسية الأمريكية وعملا في الدوائر السياسية الأمريكية .
مقدمات تنبيء عن ترجمة يصعب فكاكها من الفكر الشيعي وتأثير الدوائر السياسية الأمريكية.
ونحن في انتظار وصولها لدراستها والحكم عليها.
 
يقول الدكتور الباقري ( ويصل الطلب الى اقصى غاياته وهو الاجتهاد من دون أن يكون قد تعرف على علوم القرآن واسراره او اهتم به ولو على مستوى التلاوة وحسن الأداء إلا ما يتعلق باستنباط الاحكام الشريعة منه خلال التعرض لآيات الاحكام ودراستها من زوايا الفقهية وفي حدود العقلية والاصولية الخاصة) [كتاب ثوابت ومتغيرات الحوزة، صفحة 110]

ما علاقة هؤلاء بالقرآن ؟
 
لا أريد أن أتدخل في مفهوم "الإسلام" لدى المسلمين اليوم . بل أشير إلى ما جاء في هذا العرض الموجز في س . ن . ن. ولم أجد فيه بأسا كما قلت ، غير أنّ س . ن . ن شيء والمفهوم الصحيح لدى المسلمين شيء آخر .
فالآية في سورة المائدة (ورضيت لكم الإسلام دينا) ليس في معناها إلا ما جاء عند الطبري : رضيت لكم الاستسلام لأمري ، والانقياد لطاعتي على ما شرعت لكم (!) من حدوده وفرائضه ومعالمه دينا ، يعني بذلك : طاعة منكم لي .
وفي مواضيع أخرى : الإسلام وهو الطاعة والخضوع (لله) .
ومن هنا : العبارة "الاسلام" ليس "إسما" كما يزعم البعض أعلاه .
وعند ترجمة هذه العبارة إلى اللغات الأخرى تبقى العبارة islam كما هو ، وتحتاج إلى التفسير .
فما جاء في رسائل النبي إلى القبائل مثل : أَسْلِمْ تَسْلَمْ فليس معناه إلا ما جاء هنا أعلاه : اخضع لله وأَطعه ...استسلم لأمر الله...فستسلم...
إذا: أين المشكلة ؟

وهذا تفسير الامام الطبري للاسلام في سورة آل عمران نفسها التي قيل فيها "إن الدين عند الله الاسلام".
"( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ).
آل عمران (85).
القول في تأويل قوله : وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ،قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: ومن يطلب دينا غيرَ دين الإسلام ليدين به، فلن يقبل الله منه وهو في الآخرة من الخاسرين "، يقول: من الباخسين أنفسَهم حظوظَها من رحمة الله عز وجل.
وذُكر أنّ أهل كل ملة ادّعوا أنهم هم المسلمون، لما نـزلت هذه الآية، فأمرهم الله بالحج إن كانوا صادقين، لأن من سُنة الإسلام الحج، فامتنعوا، فأدحض الله بذلك حجتهم.
ذكر الخبر بذلك:
7356 - حدثني المثنى قال، حدثنا أبو حذيفة قال، حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح قال، زعم عكرمة: " ومن يبتغ غير الإسلام دينًا "، فقالت الملل: نحن المسلمون! فأنـزل الله عز وجل: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِع اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [سورة آل عمران: 97]، فحجَّ المسلمون، وقعدَ الكفار.
7357 - حدثني المثنى قال، حدثنا القعنبي قال، حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن عكرمة قال: " ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه "، قالت اليهود: فنحن المسلمون! فأنـزلَ الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم يحُجُّهم أنْ: ( لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ).
7358 - حدثني يونس قال، أخبرنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن عكرمة قال: لما نـزلت: " ومن يبتغ غير الإسلام دينًا " إلى آخر الآية، قالت اليهود: فنحن مسلمون! قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: غقل لهم إنْ: ( لِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا وَمَنْ كَفَرَ ) من أهل الملل فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ .
وقال آخرون: في هذه الآية بما:-
7359 - حدثنا به المثنى قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس قوله: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ إلى قوله: وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [سورة البقرة: 62]، فأنـزل الله عز وجل بعد هذا: " ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه."
 
الترجمة فيها بعض الملاحظات لا شك. ووجدت مؤخراً فيديو للمسمى سيد حسين نصر.
الغريب أنه في جوابه لأحد الأسئلة قال أن الكتاب يُعمل على ترجمته أو ترجم بالفعل للغة الفارسية و التركية
ثم بعد ذلك سيبدأون بالعربية ! ثم استهزأ وضحك ضحكة ساخرة ثم قال " الحمدلله أنه لا يوجد في الجمهور- يعني الذي يخاطبه في تلك الندوة - عرب، فالحالة الثقافية عندهم ليست على مايرام" أو كما قال.
============
روم وفرس وترك !
يريدون أن يعلموا العرب كيف يفهمون القرآن . فهم بنكهة صوفية باطنية ممزوج ومعتق
بشيعة اثني عشرية نتنة.
 
فيما يظهر من مشاركة الأخ عبدالله الأحمد الأخيرة فهو يمتلك نسخة عن هذه الترجمة .
فهل يتكرم علينا بعرض ترجمة هذا المؤلف لقوله تعالى : ( ومَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ).
 
لا للأسف ، لكن سأحصل عليها باذن الله. إنما مشاركاتي تأتي من مشاهدتي لعدد لا بأس به من محاضرات وندوات الدكتور جوزيف لمبارد عن هذا الكتاب .

في هذه المحاضرة تكلم عن هذه الجزئية (ومن يبتغ غير الإسلام ) باقتضاب الدقيقية ١٩:٤٣
https://www.youtube.com/watch?v=DzGXQkTsp1E

وفي آخر المحاضرة قال أنه لم يبحث بشكل كافٍ "هل الإسلام أتى ناسخاً للشرائع قبله أم لا " !!
وقبل يومين على ما أظن كانت هناك لجنة من كلية الزيتونة في أمريكا، قامت بدعوة الدكتور لمبارد لإلقاء كلمة عن الكتاب ثم أخد أسئلة من الجمهور ومن اللجنة العلمية .
بثت تلك المناقشة على الشبكة العنكبوتية بشكل مباشر.
وما شدني فيها هو سؤال الدكتور عطية عن تفسيرهم (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ) وعلي (مافهمت) من الدكتور عطية أن هناك درجة من التخفيض - إن صح التعبير- في تفسير تلك الآية وأنها لاتخاطب عقيدة ( التثليث ) بشكل مباشر عند النصارى.
فكان جواب الدكتور لمبارد أن عقيدة (التثليث ) معقدة جداً عند النصارى. انتهى
حتى اضطر الأستاذ عطية سؤاله مرة أخرى " هل القرآن ينفي ألوهية عيسى عليه السلام " ؟!!

وبشكل مجمل على ضوء هذه المحاضرات مافهمته أنهم يريدون تحويل الإسلام إلى إسلامٍ "غاندوي " كن صالحاً وابق على نصرانيتك.
 
هل تتكرم علينا بعرض ترجمة هذا المؤلف لقوله تعالى : ( ومَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ).
 
لا أخي ، هي ليست سطوراً عليها طامس، بل هي الكتابة التي خلف الورقة . فالكتاب وبحكم حجمه الضخم نسبياً، اضطروا لطباعتة بورق مخفف جداً بحيث أصبحت الورقة شبه شفافة تسمح لك برؤية الكتابة خلفها.
لهذا أنصح من يشتريه أن يجلده فهو عرضة للتمزق .
 
على كل حال :
هناك غموض في تقديم الصفحة .
بعد الطمس (وهو ليس طمسا) بل فراغ يليه تعليق على النص في موضعه . لماذ سقط هذا التعليق في الصورة ؟
هذا شيء . والشيء الآخر كما يلي :
الترجمة الألمانية للقرآن الصادرة عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف تذكر في الترجمة: (الإسلام) ، أي الكلمة الأصلية ، لكن باضافة الملحوظة في الحاشية ( لكم بالترجمة العربية) :
يعني : الخضوع لإرادة الله .
وهذا هو المفهوم للعبارة ، أو الفهم الصحيح لها ، كما جاء في عدد من التراجم بالانجليزية للنص: submission
[ ورضيتُ لكم الإسلام دينا ] ، الترجمة يمكن أن تكون على نفس الطريقة . مرة أخرى أتساءل : أين المشكلة ؟
 
عودة
أعلى