للشيخ سعيد الجابي أيادي بيضاء على أهل حماة لا ينساها له أهل المدينة ،ولد الشيخ في (1295هـ-1878م)ونشأ كغيره من الأطفال في الكتاتيب،حفظ كتاب الله وعدداً من الأحاديث الشريفة وشب عن الطوق وسعى لكسب الرزق فكان يكدح نهاراً في صباغة النسيج ،ويجعل من الليل فضاءه الرحب للعلم وظل على حاله حتى قارب الأربعين ،وصار قادراً على التفسيروأصبح ملماًبالمذاهب الاجتهادية وأصحابها وآرائها ،وقدر الله ان يقيم الشيخ في الأستانة لسنوات من حياته مما سمح له بلقاء الشيخ (محمد رشيد رضا )فتأثر بمنهجه في الإصلاح ،وعندما عاد الشيخ إلى حماة تزعم حركة الإصلاح الديني ،وعاش مشاكل مجتمعه فقد كان الجهل والظلم متفشياً ،والسلوك الخلاقي في أدنى مستوياته ،والصوفية منتشرة أيما انتشار ،والخرافات والبدع والشعوذات على أوجها فنذر الشيخ حياته على مدى ثلاثين عاماً للإصلاح الإجتماعي والديني،والانتصار للدين الحق وكان باكورة كتبه كتاب (النقد والتزييف)وكان رداً على كتاب (الدر اللطيف)لمؤلفه حسين الخطيب ،وقد رد الأحاديث الموضوعة والأباطيل التي جاءت في الكتاب بالأدلة العقلية والنقلية ،وقد أثار الكتاب ضجة كبيرة فأقبل عليه المنصفون، ونفر منه المعممون الدجالون وكتب شاعر العاصي بدر الدين الحامد قصيدة يمتدح الكتاب وصاحبه قال فيها:
يا أيها السادر المخدوع قم فلقد دعاك للعلم بعد الجهل داعيه
هذا"سعيد"ينادي في الذين عموا إن لم يلبوا...فكن ممن يلبيه
تجاهلو البدر في العليا ،فقل لهم : والله نجم الثريا لا يدانيه
بحر من العلم فياح ولا عجب إذا للآلئ ضاءت أنجماً فيه
أما الكتاب فسفر كله حكم وهل لهم مثله سفر يحاكيه
ما فيه إلا الهدى للناس أجمعهم لسيد الرسل يعزوه،ويرويه
أكرم به من كتاب فيه بغيتنا من الحقيقة يغزو لب تاليه
وبعد عام أتبعه الشيخ بكتاب (كشف النقاب عن أسرار السفور والحجاب)رد فيه على كتاب نظيرة زين الدين (السفور والحجاب )وكشف ما فيه من مغالطات وسفسطة،وفي 1350هـ كتب كتابه الرائع( التبيين في الرد على المبشرين )فضح فيه منهج المبشرين وخطرهم على العالم الإسلامي هذا الكتاب لم أستطع الحصول عليه وليتني أجد من يدلني عليه ،وتتابعت مؤلفات الشيخ ولا زال بعضها مخطوطاً عند ابنته في حماة .
كاد للشيخ اهل البدع المتصوفة مكائد كثيرة خرج منها منتصراً بفضل من الله ولعلي أقف لاحقاً مع الوظائف التي شغلها الشيخ والصعوبات التي تعرض لها في مسيرته الإصلاحية.
من المواقف التي تسجل للشيخ موقفه من المستشار الفرنسي عندما طلب المستشار من علماء حماة التنازل عن الجامع الكبير ليضمه إلى الكنيسة المجاورة فلم ينطق العلماء بحرف إلى ان قال احدهم :إن لنا شيخاً اسمه سعيد الجابي ،وهو وحده قادر على الموافقة وإعطاء الجواب وانصرفوا خائفين ،فاستدعى المستشار الفرنسي الشيخ سعيدوطلب منه الموافقة على ضم المسجد فأجابه بجراته المعهودة منه :"خذوه لكن بالثمن الذي أخذناه ،لقد أخذناه بالسيف وما تزال ضربات السيوف ظاهرة في أماكن متعددة من الجامع ودفعنا ثمنه بالدم"أعجب المستشار بجرأة الشيخ وصراحته وودعه وداعاً لائقاً للباب.
اعترافاً من أهل حماة بفضل الشيخ ووفاءوعرفاناً له قاموا بتشييد مسجد قبل سنوات قليلة في ضاحية البعث أطلقوا عليه اسم مسجد الشيخ سعيد الجابي ،هذا المسجد تم قصفه واحتلاله من الجيش السوري بعد اجتياح المدينة قبل يومين ،فوقع في نفسي أن أسطر هذه الكلمات وفاء لجدي الشيخ سعيد الجابي، ووفاء لمسجده،وتضامناً مع المدينة المنكوبة رفع الله عنها بلاءها .
يا أيها السادر المخدوع قم فلقد دعاك للعلم بعد الجهل داعيه
هذا"سعيد"ينادي في الذين عموا إن لم يلبوا...فكن ممن يلبيه
تجاهلو البدر في العليا ،فقل لهم : والله نجم الثريا لا يدانيه
بحر من العلم فياح ولا عجب إذا للآلئ ضاءت أنجماً فيه
أما الكتاب فسفر كله حكم وهل لهم مثله سفر يحاكيه
ما فيه إلا الهدى للناس أجمعهم لسيد الرسل يعزوه،ويرويه
أكرم به من كتاب فيه بغيتنا من الحقيقة يغزو لب تاليه
وبعد عام أتبعه الشيخ بكتاب (كشف النقاب عن أسرار السفور والحجاب)رد فيه على كتاب نظيرة زين الدين (السفور والحجاب )وكشف ما فيه من مغالطات وسفسطة،وفي 1350هـ كتب كتابه الرائع( التبيين في الرد على المبشرين )فضح فيه منهج المبشرين وخطرهم على العالم الإسلامي هذا الكتاب لم أستطع الحصول عليه وليتني أجد من يدلني عليه ،وتتابعت مؤلفات الشيخ ولا زال بعضها مخطوطاً عند ابنته في حماة .
كاد للشيخ اهل البدع المتصوفة مكائد كثيرة خرج منها منتصراً بفضل من الله ولعلي أقف لاحقاً مع الوظائف التي شغلها الشيخ والصعوبات التي تعرض لها في مسيرته الإصلاحية.
من المواقف التي تسجل للشيخ موقفه من المستشار الفرنسي عندما طلب المستشار من علماء حماة التنازل عن الجامع الكبير ليضمه إلى الكنيسة المجاورة فلم ينطق العلماء بحرف إلى ان قال احدهم :إن لنا شيخاً اسمه سعيد الجابي ،وهو وحده قادر على الموافقة وإعطاء الجواب وانصرفوا خائفين ،فاستدعى المستشار الفرنسي الشيخ سعيدوطلب منه الموافقة على ضم المسجد فأجابه بجراته المعهودة منه :"خذوه لكن بالثمن الذي أخذناه ،لقد أخذناه بالسيف وما تزال ضربات السيوف ظاهرة في أماكن متعددة من الجامع ودفعنا ثمنه بالدم"أعجب المستشار بجرأة الشيخ وصراحته وودعه وداعاً لائقاً للباب.
اعترافاً من أهل حماة بفضل الشيخ ووفاءوعرفاناً له قاموا بتشييد مسجد قبل سنوات قليلة في ضاحية البعث أطلقوا عليه اسم مسجد الشيخ سعيد الجابي ،هذا المسجد تم قصفه واحتلاله من الجيش السوري بعد اجتياح المدينة قبل يومين ،فوقع في نفسي أن أسطر هذه الكلمات وفاء لجدي الشيخ سعيد الجابي، ووفاء لمسجده،وتضامناً مع المدينة المنكوبة رفع الله عنها بلاءها .