الشهاب الخفاجي

إنضم
27 أكتوبر 2016
المشاركات
21
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
30
الإقامة
سورية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله أخوتي
قال الخفاجي رحمه الله: وأشار في الاحكام إلى دفعه
في تفسير سورة التوبة
ما المقصود بكلمة الاحكام ؟

وجزاكم الله خيرا
 
الاحتمالات :
1. احكام المنافقين (في تفسير البيضاوي)
2. للبيضاوي كتاب يحمل اسم الاحكام
3. احكام القرآن للامام القرطبي
4. احكام القرآن لفقيه مفسر آخر يستشهد به الشهاب
انت قرأت " العناية والكفاية " من الفاتحة الى براءة فما الاحتمال الاكثر ملاءمة والأصلح في معرفة المشار اليه ؟
 
هذه الاحتمالات تراود أي باحث ... وقد بحثت فيها جميعا فلم أهتد لمراده فلذا سألت أهل الخبرة في هذا الملتقى
جزاك الله خيرا
 
رائع، لكن هل هناك احتمالات اخرى؟ ما هي؟
لماذا ابعدت كل تلك الاحتمالات؟
هل ستعيد النظر في الحساب الذي قمت به لو حصلت على معلومة جديدة (العبارة بنفس اللفظ عند الآلوسي مثلا) ؟
 
بحسب الأخ الحبيب د. زهير ريالات في رسالته للماجستير " الشهاب الخفاجي ومنهجه في التفسير " فقد ورد ص82 منها أن من مصادر الشهاب في التفسير كتابي: " أحكام القرآن للجصاص وأحكام القرآن لابن العربي ".

وحين نبحث في تفسير الجصاص للآية نجد النص الآتي:
" رَوَى عبدالله بن مسعود قال : " جاهدهم بيدك فإن لم تستطع فبلسانك وقلبك فإن لم تستطع فاكفهرَّ في وجوههم " . وقال ابن عباس : " جاهد الكفار بالسيف والمنافقين باللسان " . وقال الحسن وقتادة : " جاهد الكفار بالسيف والمنافقين بإقامة الحدود ، وكانوا أكثر من يصيب الحدود " .


أما ابن العربي:

" فِيهَا ثَلَاثُ مَسَائِلَ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : [ الْمُجَاهَدَةُ ] : فِيهَا ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ :
الْأَوَّلُ : قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : جَاهِدْهُمْ بِيَدِك ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِك ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَطِّبْ فِي وُجُوهِهِمْ .
الثَّانِي : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : جَاهِدْ الْكُفَّارَ بِالسَّيْفِ ، وَالْمُنَافِقِينَ بِاللِّسَانِ .
الثَّالِثُ : قَالَ الْحَسَنُ : جَاهِدْ الْكُفَّارَ بِالسَّيْفِ ، وَالْمُنَافِقِينَ بِإِقَامَةِ الْحُدُودِ عَلَيْهِمْ . وَاخْتَارَهُ قَتَادَةُ ، وَكَانُوا أَكْثَرَ مَنْ يُصِيبُ الْحُدُودَ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : قَالَ عُلَمَاءُ الْإِسْلَامِ مَا تَقَدَّمَ ، فَأَشْكَلَ ذَلِكَ وَاسْتَبْهَمَ ، وَلَا أَدْرِي صِحَّةَ هَذِهِ الْأَقْوَالِ فِي السَّنَدِ . أَمَّا الْمَعْنَى فَإِنَّ مِنَ الْمَعْلُومِ فِي الشَّرِيعَةِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُجَاهِدُ الْكُفَّارَ بِالسَّيْفِ عَلَى اخْتِلَافِ أَنْوَاعِهِمْ ، حَسَبَ مَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ . وَأَمَّا الْمُنَافِقُونَ فَكَانَ مَعَ عِلْمِهِ بِهِمْ يُعْرِضُ عَنْهُمْ ، وَيَكْتَفِي بِظَاهِرِ إسْلَامِهِمْ ، وَيَسْمَعُ أَخْبَارَهُمْ فَيُلْغِيهَا بِالْبَقَاءِ عَلَيْهِمْ ، وَانْتِظَارِ الْفَيْئَةِ إلَى الْحَقِّ بِهِمْ ، وَإِبْقَاءً عَلَى قَوْمِهِمْ ، لِئَلَّا تَثُورَ نُفُوسُهُمْ عِنْدَ قَتْلِهِمْ ، وَحَذَرًا من سُوءِ الشُّنْعَةِ فِي أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ ؛ فَكَانَ لِمَجْمُوعِ هَذِهِ الْأُمُورِ يَقْبَلُ ظَاهِرَ إيمَانِهِمْ ، وَبَادِئَ صَلَاتِهِمْ ، وَغَزْوَهُمْ ، وَيَكِلُ سَرَائِرَهُمْ إلَى رَبِّهِمْ ، وَتَارَةً كَانَ يَبْسُطُ لَهُمْ وَجْهَهُ الْكَرِيمَ ، وَأُخْرَى كَانَ يُظْهِرُ التَّغْيِيرَ عَلَيْهِمْ .
وَأَمَّا إقَامَةُ الْحُجَّةِ بِاللِّسَانِ فَكَانَتْ دَائِمَةً ، وَأَمَّا قَوْلُ مَنْ قَالَ : إنَّ جِهَادَ الْمُنَافِقِينَ بِإِقَامَةِ الْحُدُودِ فِيهِمْ لِأَنَّ أَكْثَرَ إصَابَةِ الْحُدُودِ كَانَتْ عِنْدَهُمْ ، فَإِنَّهُ دَعْوَى لَا بُرْهَانَ عَلَيْهَا ، وَلَيْسَ الْعَاصِي بِمُنَافِقٍ ، إنَّمَا الْمُنَافِقُ بِمَا يَكُونُ فِي قَلْبِهِ مِنَ النِّفَاقِ كَامِنًا ، لَا بِمَا تَتَلَبَّسُ بِهِ الْجَوَارِحُ ظَاهِرًا ، وَأَخْبَارُ الْمَحْدُودِينَ يَشْهَدُ مَسَاقُهَا أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مُنَافِقِينَ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : قَوْله تَعَالَى { وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ } :
الْغِلْظَةُ نَقِيضُ الرَّأْفَةِ ، وَهِيَ شِدَّةُ الْقَلْبِ وَقُوَّتُهُ عَلَى إحْلَالِ الْأَمْرِ بِصَاحِبِهِ . وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي اللِّسَانِ ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : ( إذَا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَجْلِدْهَا الْحَدَّ وَلَا يُثَرِّبْ ) ".

لذا فالأرجح بأنه يقصد أحكام القرآن لابن العربي، والله أعلم.

أما رسالة الماجستير للدكتور زهير ريالات فتجدها كاملة هنا
https://tafsir.net/uploads/books/1782/6747.pdf

ووفقكم الله
 
استاذنا الدكتور الشريف :
قال ناشر حاشية الشهاب ان للبيضاوي مصنفات أخرى لم يذكرها الشهاب في ترجمته الموجزة للامام ومنها "مرصاد الإفهام إلى مبادئ الأحكام ".
وقال الامام عبد الله بن عمر البيضاوي في ظل تفسيره للآية الكريمة {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى} من سورة النساء: ( وَإِذَا كَانَ اتِّبَاعُ غَيْرِ سَبِيلِهِمْ مُحَرَّمًا كَانَ اتِّبَاعُ سَبِيلِهِمْ وَاجِبًا، لِأَنَّ تَرْكَ اتِّبَاعِ سَبِيلِهِمْ مِمَّنْ عَرَفَ سَبِيلَهُمُ اتِّبَاعُ غَيْرِ سَبِيلِهِمْ، وَقَدِ اسْتَقْصَيْتُ الْكَلَامَ فِيهِ فِي مِرْصَادِ الْأَفْهَامِ إِلَى مَبَادِئِ الْأَحْكَامِ ).

والسؤال: لماذا استبعاد هذا الاحتمال مع ما فيه من صلة بالامام الجصاص؟

ملاحظة: تكمن أهمية سؤال اخينا محمد نور حمص في ظاهرة معروفة عند اصحاب القراءات الفكرانية والقراءات المغرضة وهي ظاهرة التقويل، تقويل المفسر (مثلا) ما لم يقل. هل هو الجصاص ام القرطبي؟ انه القرطبي اذ أني مالكي حد النخاع، ولأننا في صراع شامل مع دولة الجيران التي تتبنى الحنفيه، نعمل بـ ( قصوا الشوارب وأعفوا اللحى )، فالاشارة لا محالة الى "احكام امامنا القرطبي" وقوله في هذه المسألة قول يفيد مصلحتنا الداخلية ويفيد صراعنا مع الجيران في الجانب الفكري الثقافي العلمي.
ضع التفكيكية أو التاريخانية أو فوضى اللامذهبية أو البنيوية أو ما شئت مكان ( المالكية ) وضع الأفكار المتناطحة في استنطاق التراث مكان ( الدولتين ).
يذهب إلى النص ويقول ان صاحب هذا النص يقصد كذا أو يشير إلى كذا. فعلها محمد أحمد خلف الله في كتابه " الفن القصصي في القرآن الكريم " عندما ذهب إلى التراث فوجد الامام فخرالدين الرازي يقول في تفسيره ( وَالْقَصَصُ هُوَ مَجْمُوعُ الْكَلَامِ الْمُشْتَمِلِ عَلَى مَا يَهْدِي إِلَى الدِّينِ، وَيُرْشِدُ إِلَى الْحَقِّ وَيَأْمُرُ بِطَلَبِ النَّجَاةِ ) فأخذ هذا الكلام ليؤسس عليه نظرية كاملة في أسطرة [mythologization] القصص القرآني، فكان ولابد من مناقشة هذا التقويل قبل السير نحو رفع الأسطرة .
إذا كان المسلم البكالوريوس أو الماجستير في التفسير لا يعرف إلى (( السبر والتقسيم )) سبيلا أو يعرف ولا يستطيع ان يبني بهما نظرية علمية يطئن اليها بسؤال اهل التحقيق والتوثيق والتدقيق - كما حاول محمد أحمد خلف الله عندما عرف ان كلام الرازي يحتمل احتمالات اخرى فذهب يستشهد بقول للامام محمد عبده - فكيف بالمسلم الملتزم العامي الدكتور في الطب ؟ بل كيف بالمسلم الطالب لعلم الشرع ؟
 
الشهاب الخفاجي

انا اول ما بحثت في الجصاص؛ لأني ظننت صاحبنا سيستشهد به لكونه قاضياً عثمانياً، ومقتضى ذلك أنه سيكون حنفياً - على الأغلب -، وسيضرب صفحاً عن الأحكام الواردة في المتن الذي يعد صاحبه من فقهاء الشافعية.

ولما لم أجد بغيتي، لجأت إلى رسالة الماجستير التي سبق الإشارة إليها وفتشت على عجل عن منهج الخفاجي في الاختيارات الفقهية فلم أجد، لأني وضعت احتمالاً بأنه قد يكون تحوّل عن مذهب الدولة الرسمي بعد تركه القضاء وتفرغه للتصنيف.

انتقلت للخطة ب
بحثت في مصادره لعلي أجده قد أشار للكتاب المفقود فلم أجد
كما تعجبت من استبعاد جامع القرطبي لأحكام القرآن من خانة المصادر المذكورة في تلك الرسالة! وعللت ذلك بأن الشهاب يبدو بأنه قد اكتفى بالشيخ الأصيل (ابن العربي)
فالقضاة بينهم " كيميا " مشتركة في الاستدلال،
وأقرب ما في كلام ابن العربي التي حولها يدندن الشهاب في رفض تفسير (جهاد المنافقين) بأنه " إقامة الحدود عليهم " بدليل ما ورد قرائن (يدفع) بها القضاة

والقرينة المشتركة بين ما قاله القاضيين: ابن العربي والشهاب: الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد أقام الحدود على غير المنافقين، بل إن ما ورد من أخبار على المحدودين زمن النبوة يشهد مساقها أنهم لم يكونوا منافقين.


والكرة الآن في ملعب الباحث (ليسبر ويقسم) ما يتقاطع مع كلام الشهاب فيما يختص بحكم (جهاد المنافقين) وبخاصة ما ورد عند الكتب المعتمدة للمذاهب الفقهية، ويبحث عن أقربها قواسم مشتركة مع رأي الشهاب، فلعله يجد إضاءات تساعده.

ملاحظة:
ضبطت كلمة (الأحكام) في طبعة دار الكتب العلمية ٤/ ٦٠٣ بالهمزة التحتانية (الإحكام).
 
اجاب الدكتور الشريف وافاد واجاد.

الكرة الآن في ملعبنا، اقول:
هذه العبارة الفقهية القضائية ( وأشار في الاحكام إلى دفعه ) ذكرها بالحرف هكذا الآلوسي المعروف بانتسابه للشافعية مع ميولات حنفية ثم الاجتهاد. والآلوسي عندما يذكر الامام البيضاوي يطلق عليه لقب ( الـقـاضـي ) هكذا، فحذف اللقب كما يحذف النعت لدلالة ظاهرة، فيكون نقل الهمزة حينها -ان صح الضبط- اختصارا على حركة الميم في المرصاد. لكن من جانب آخر ما الذي يمنع الاشارة البعيدة؟ يقول الدكتور يوسف الشامسي محقق تفسير العز بن عبد السلام الشافعي (وهو اختصار لتفسير الماوردي الشافعي) عند تفسير الآية {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين} التوبة : ( جاء في حاشية الأصل ... هذه الحاشية من كلام ابن العربي في أحكام القرآن ). يعني ابن العربي المالكي وليس ابن عربي الظاهري صاحب الفتوحات!

التزمت المنطق واللغة في عودة الاشارة على اقرب عامل هو الاصل، فذكرت الاحتمالات بهذا الترتيب:
1. احكام المنافقين (في تفسير البيضاوي) لا يوجد
2. للبيضاوي كتاب يحمل اسم الاحكام ان قلنا مفقود فعند من ؟
3. احكام القرآن للامام القرطبي يذكره الشهاب بالاسم في حاشيته اكثر من مرة
4. احكام القرآن لفقيه مفسر آخر يستشهد به الشهاب الجصاص الحنفي - ابن العربي داخل في الاحتمال الثالث - أو غيره فما الاحتمالات الاخرى؟

يجب حل المشكل دون العودة الى مقارنة فقهية كي لا نقع في حيص بيص اذ ان الذي يُظهر النفاق (والعبارة مشكلة منطقية) ليس بمنافق اصلا، وعليه لا يُتصور اختلاف ائمة المذاهب الفقهية في مسألة كهذه!
 
عزيزي شايب

لنلقي كرة أخرى بملعب الباحث..

من الممكن أن يعود كتاب الأحكام على البيضاوي (الشافعي)، بعد الإجابة عن الأسئلة التالية.

1) افتراضنا أن الشهاب كانت أحكامه الفقهية حنفيةً هل هو قائم على أدلة صحيحة؟
والإجابة عنه سهلة عند تتبع ترجيحاته في أشهر المسائل الخلافية بين الشافعية والحنفية.

2) هل لنشأته في مصر ودراسته على (القاضي) شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي، ومن ثم على الشيخ الزيادي (شيخ الشافعية في وقته) أثر في تكوين ملكته الفقهية على الأصول الشافعية؟

3) هل كانت الدولة العثمانية متسامحة في مخالفة القضاة للمذهب الحنفي قبل تقنين القوانين بمجلة الأحكام العدلية التي صدر القسم الأول منها سنة (1286هـ)؟

4) وإن كان الجواب عن السؤال الثالث سلبياً فهل سبب عزله عن القضاء في مصر مذهبي؟
 
ليس مكان الكرة في الملعب هكذا من غير تخصيص سيدي الفاضل ، بل في منطقة المرمى، بل ضربة جزاء.
فكرت فوصلت الى ظن هو ان تلك الاسئلة توجه عملية الترجيح في حالة لو كان في المسألة خلاف بين اصحاب المذاهب، وهذا بعيد جدا.
الامر الثاني هو ان الحنفي والشافعي خارج الملعب ان كانت الكرة التي لعبها الشهاب مالكية، ولماذا يلعبها اصلا ؟ اليس في الشافعية من قال ببطلان تفسير ظاهر المنطوق باقامة الحدود؟ المسألة الثالثة: الا تكون في الاشارة الى ابن العربي اشارة الى ما حكم عليه القرطبي بالغفلة عندما قال ( قُلْتُ : وَهَذِهِ غَفْلَةٌ مِنْ هَذَا الْإِمَامِ ; لِأَنَّهُ إِنْ ثَبَتَ الْإِجْمَاعُ الْمَذْكُورُ فَلَيْسَ بِمُنْتَقَضٍ بِمَا ذُكِرَ ; لِأَنَّ الْإِجْمَاعَ لَا يَنْعَقِدُ وَلَا يَثْبُتُ إِلَّا بَعْدَ مَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَانْقِطَاعِ الْوَحْيِ ، وَعَلَى هَذَا فَتَكُونُ تِلْكَ قَضِيَّةٌ فِي عَيْنٍ بِوَحْيٍ ، فَلَا يُحْتَجُّ بِهَا أَوْ مَنْسُوخَةٌ بِالْإِجْمَاعِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ ) سياق الكلام بعنوان اختلاف العلماء في إمساك النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل المنافقين مع علمه بنفاقهم.


اليس من الشافعية من رد تفسير ظاهر المنطوق باقامة الحدود؟
قال شيخ المعقول والمنقول في المفاتيح الكبيرة: ( وحمل الحسن جهاد المنافقين على إقامة الحدود عليهم إذا تعاطوا أسبابها. قال القاضي: وهذا ليس بشيء، لأن إقامة الحد واجبة على من ليس بمنافق ).
القاضي الذي يشير اليه فخر الدين هو عبد الجبار الشافعي.
وهذا هو قول الخازن الشافعي.
وهو قول الخطيب الشربيني الشافعي.
وهو قول الآلوسي الشافعي.

ربما فهمت لماذا جعل الشهاب اللاعبين الاحناف في الاحتياط لشبه اتفاقهم على حل المشكلة باقحام قيمتين خارجيتين في المعادلة:
- اقامة الحدود
- أكثر ما كانت الحدود يومئذ تصيب المنافقين
لكن ان يذهب الشهاب الى المالكي ليجد حلا لمشكلة تفسيرية في تعارض السنة مع ظاهر المنطوق عند نسخ الجهاد بالقتال حصرا [والأمر ليس كذلك]، وهو في الروضة الشافعية اذ المتن للقاضي البيضاوي الشافعي، فعل غريب جدا الا لـ {حاجة في نفس يعقوب قضاها}.
 
بحسب الأخ الحبيب د. زهير ريالات في رسالته للماجستير " الشهاب الخفاجي ومنهجه في التفسير " فقد ورد ص82 منها أن من مصادر الشهاب في التفسير كتابي: " أحكام القرآن للجصاص وأحكام القرآن لابن العربي ".

وحين نبحث في تفسير الجصاص للآية نجد النص الآتي:
" رَوَى عبدالله بن مسعود قال : " جاهدهم بيدك فإن لم تستطع فبلسانك وقلبك فإن لم تستطع فاكفهرَّ في وجوههم " . وقال ابن عباس : " جاهد الكفار بالسيف والمنافقين باللسان " . وقال الحسن وقتادة : " جاهد الكفار بالسيف والمنافقين بإقامة الحدود ، وكانوا أكثر من يصيب الحدود " .


أما ابن العربي:

" فِيهَا ثَلَاثُ مَسَائِلَ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : [ الْمُجَاهَدَةُ ] : فِيهَا ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ :
الْأَوَّلُ : قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : جَاهِدْهُمْ بِيَدِك ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِك ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَطِّبْ فِي وُجُوهِهِمْ .
الثَّانِي : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : جَاهِدْ الْكُفَّارَ بِالسَّيْفِ ، وَالْمُنَافِقِينَ بِاللِّسَانِ .
الثَّالِثُ : قَالَ الْحَسَنُ : جَاهِدْ الْكُفَّارَ بِالسَّيْفِ ، وَالْمُنَافِقِينَ بِإِقَامَةِ الْحُدُودِ عَلَيْهِمْ . وَاخْتَارَهُ قَتَادَةُ ، وَكَانُوا أَكْثَرَ مَنْ يُصِيبُ الْحُدُودَ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّانِيَةُ : قَالَ عُلَمَاءُ الْإِسْلَامِ مَا تَقَدَّمَ ، فَأَشْكَلَ ذَلِكَ وَاسْتَبْهَمَ ، وَلَا أَدْرِي صِحَّةَ هَذِهِ الْأَقْوَالِ فِي السَّنَدِ . أَمَّا الْمَعْنَى فَإِنَّ مِنَ الْمَعْلُومِ فِي الشَّرِيعَةِ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُجَاهِدُ الْكُفَّارَ بِالسَّيْفِ عَلَى اخْتِلَافِ أَنْوَاعِهِمْ ، حَسَبَ مَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ . وَأَمَّا الْمُنَافِقُونَ فَكَانَ مَعَ عِلْمِهِ بِهِمْ يُعْرِضُ عَنْهُمْ ، وَيَكْتَفِي بِظَاهِرِ إسْلَامِهِمْ ، وَيَسْمَعُ أَخْبَارَهُمْ فَيُلْغِيهَا بِالْبَقَاءِ عَلَيْهِمْ ، وَانْتِظَارِ الْفَيْئَةِ إلَى الْحَقِّ بِهِمْ ، وَإِبْقَاءً عَلَى قَوْمِهِمْ ، لِئَلَّا تَثُورَ نُفُوسُهُمْ عِنْدَ قَتْلِهِمْ ، وَحَذَرًا من سُوءِ الشُّنْعَةِ فِي أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ ؛ فَكَانَ لِمَجْمُوعِ هَذِهِ الْأُمُورِ يَقْبَلُ ظَاهِرَ إيمَانِهِمْ ، وَبَادِئَ صَلَاتِهِمْ ، وَغَزْوَهُمْ ، وَيَكِلُ سَرَائِرَهُمْ إلَى رَبِّهِمْ ، وَتَارَةً كَانَ يَبْسُطُ لَهُمْ وَجْهَهُ الْكَرِيمَ ، وَأُخْرَى كَانَ يُظْهِرُ التَّغْيِيرَ عَلَيْهِمْ .
وَأَمَّا إقَامَةُ الْحُجَّةِ بِاللِّسَانِ فَكَانَتْ دَائِمَةً ، وَأَمَّا قَوْلُ مَنْ قَالَ : إنَّ جِهَادَ الْمُنَافِقِينَ بِإِقَامَةِ الْحُدُودِ فِيهِمْ لِأَنَّ أَكْثَرَ إصَابَةِ الْحُدُودِ كَانَتْ عِنْدَهُمْ ، فَإِنَّهُ دَعْوَى لَا بُرْهَانَ عَلَيْهَا ، وَلَيْسَ الْعَاصِي بِمُنَافِقٍ ، إنَّمَا الْمُنَافِقُ بِمَا يَكُونُ فِي قَلْبِهِ مِنَ النِّفَاقِ كَامِنًا ، لَا بِمَا تَتَلَبَّسُ بِهِ الْجَوَارِحُ ظَاهِرًا ، وَأَخْبَارُ الْمَحْدُودِينَ يَشْهَدُ مَسَاقُهَا أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مُنَافِقِينَ .
الْمَسْأَلَةُ الثَّالِثَةُ : قَوْله تَعَالَى { وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ } :
الْغِلْظَةُ نَقِيضُ الرَّأْفَةِ ، وَهِيَ شِدَّةُ الْقَلْبِ وَقُوَّتُهُ عَلَى إحْلَالِ الْأَمْرِ بِصَاحِبِهِ . وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي اللِّسَانِ ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : ( إذَا زَنَتْ أَمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَجْلِدْهَا الْحَدَّ وَلَا يُثَرِّبْ ) ".

لذا فالأرجح بأنه يقصد أحكام القرآن لابن العربي، والله أعلم.

أما رسالة الماجستير للدكتور زهير ريالات فتجدها كاملة هنا
https://tafsir.net/uploads/books/1782/6747.pdf

ووفقكم الله
الله يجزيكم الخير
 
استاذنا الدكتور الشريف :
قال ناشر حاشية الشهاب ان للبيضاوي مصنفات أخرى لم يذكرها الشهاب في ترجمته الموجزة للامام ومنها "مرصاد الإفهام إلى مبادئ الأحكام ".
وقال الامام عبد الله بن عمر البيضاوي في ظل تفسيره للآية الكريمة {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى} من سورة النساء: ( وَإِذَا كَانَ اتِّبَاعُ غَيْرِ سَبِيلِهِمْ مُحَرَّمًا كَانَ اتِّبَاعُ سَبِيلِهِمْ وَاجِبًا، لِأَنَّ تَرْكَ اتِّبَاعِ سَبِيلِهِمْ مِمَّنْ عَرَفَ سَبِيلَهُمُ اتِّبَاعُ غَيْرِ سَبِيلِهِمْ، وَقَدِ اسْتَقْصَيْتُ الْكَلَامَ فِيهِ فِي مِرْصَادِ الْأَفْهَامِ إِلَى مَبَادِئِ الْأَحْكَامِ ).

والسؤال: لماذا استبعاد هذا الاحتمال مع ما فيه من صلة بالامام الجصاص؟

ملاحظة: تكمن أهمية سؤال اخينا محمد نور حمص في ظاهرة معروفة عند اصحاب القراءات الفكرانية والقراءات المغرضة وهي ظاهرة التقويل، تقويل المفسر (مثلا) ما لم يقل. هل هو الجصاص ام القرطبي؟ انه القرطبي اذ أني مالكي حد النخاع، ولأننا في صراع شامل مع دولة الجيران التي تتبنى الحنفيه، نعمل بـ ( قصوا الشوارب وأعفوا اللحى )، فالاشارة لا محالة الى "احكام امامنا القرطبي" وقوله في هذه المسألة قول يفيد مصلحتنا الداخلية ويفيد صراعنا مع الجيران في الجانب الفكري الثقافي العلمي.
ضع التفكيكية أو التاريخانية أو فوضى اللامذهبية أو البنيوية أو ما شئت مكان ( المالكية ) وضع الأفكار المتناطحة في استنطاق التراث مكان ( الدولتين ).
يذهب إلى النص ويقول ان صاحب هذا النص يقصد كذا أو يشير إلى كذا. فعلها محمد أحمد خلف الله في كتابه " الفن القصصي في القرآن الكريم " عندما ذهب إلى التراث فوجد الامام فخرالدين الرازي يقول في تفسيره ( وَالْقَصَصُ هُوَ مَجْمُوعُ الْكَلَامِ الْمُشْتَمِلِ عَلَى مَا يَهْدِي إِلَى الدِّينِ، وَيُرْشِدُ إِلَى الْحَقِّ وَيَأْمُرُ بِطَلَبِ النَّجَاةِ ) فأخذ هذا الكلام ليؤسس عليه نظرية كاملة في أسطرة [mythologization] القصص القرآني، فكان ولابد من مناقشة هذا التقويل قبل السير نحو رفع الأسطرة .
إذا كان المسلم البكالوريوس أو الماجستير في التفسير لا يعرف إلى (( السبر والتقسيم )) سبيلا أو يعرف ولا يستطيع ان يبني بهما نظرية علمية يطئن اليها بسؤال اهل التحقيق والتوثيق والتدقيق - كما حاول محمد أحمد خلف الله عندما عرف ان كلام الرازي يحتمل احتمالات اخرى فذهب يستشهد بقول للامام محمد عبده - فكيف بالمسلم الملتزم العامي الدكتور في الطب ؟ بل كيف بالمسلم الطالب لعلم الشرع ؟
جزاكم الله خيرا
 
أخي الاستاذ محمد نور حمص: إن الجواب هو ما اجاب به استاذنا الدكتور الشريف فهو الفقيه في درس التفسير ودرس التفاسير، واما تعليقاتي فمن باب التباحث والتدارس والاستشكال الذي يغذي طلب المزيد من القراءة والبحث، ليس إلا!
والذي نستفيده من مناقشات كهذه ان نتعرف على تقنيات القراءة واستراتيجيات البحث وفنون السؤال .. انطلاقا من المثال الذي جئت به مشكورا: ( أشار في الاحكام إلى دفعه ).

وجزاك الله خيرا.
 
عودة
أعلى