السنة والعام والحول والفروق الدقيقة بين معانيها في اللغة والقرآن

إنضم
09/09/2009
المشاركات
363
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على خاتم المرسلين .
أما بعد
فهذه مشاركة أود أن ينظر فيها المعنيون بالتفسير .
وهي محاولة لإثبات فروق دقيقة بين هذه الكلمات القرآنية الثلاثة :
العام والسنة والحول : ألفاظ تدل على الوحدة الزمنية المعروفة ، وبينها فروق :
السنة تتقيد بقيود ثلاثة ، إذا نقص منها واحد كانت عاماً.
فالسنة : تطلق إذا كانت معلومة المبدأ والمنتهى حساباً (من أول محرم إلى آخر ذي الحجة ) مثلاً .
ولا بد لانطباق السنة على العدد الذي تميزه أن يكون الفاعل الذي كانت السنة ظرفاً له حاضراً لظرفها حضوراً ما ، معانياً فيها شدة ما .
فإذا تخلف شيء من هذه القيود الثلاثة ( العدد / الحضور / الشدة ) فهو عام ؛ لأن العام أعم من السنة ، فلا يشترط له ما يشترط للسنة من تلك القيود .
وإذا عرف يوم المبدإ ويوم المنتهى من شهر من سنة إلى ما يقابله من نظيره في السنة التالية فهو حول ؛ لأن الحول من التحول ، فهو يتتبع الأيام ويتحول عنها إلى ما بعدها ، ومنه حول زكاة المال والنعم وحول المرضع والأرملة .
ولذا فالحول أخص من السنة باعتبار أن له بدءاً خاصاً من السنة المتعارفة عند الناس ومنتهىً خاصاً يناظره في القابل ، والسنة أخص من العام ؛ لأن السنة مقيدة بقيود تحرر منها لفظ العام ، كما سلف.
وعليه يقال للسنة : حول وعام ، ويقال : للحول عام . وجاء ذلك في كثير من المعجمات كالعين والتهذيب .
والأحسن أن لا يقال للسنة والحول عام ؛ تأسياً بالقرآن الكريم بإعمال هذه الفروق .

وتتناسق الآيات القرآنية على وفق هذا التقسيم :

فقد استثنيت الخمسين من الألف في (... إلا خمسين عاماً) بلفظ العام ، وإن كان بدء السياق ذكر السنة ( ألف سنة ) ؛ وذلك لتخلف الشدة في هذه الخمسين وغياب قومه عنه فيها .
وأما (عام فيه يغاث الناس) فلأنه غير معلوم المنتهى ، ولأن فاعل هذه الإغاثة ليسوا هم زارعي السنين الأولى (يُغاث) فهم غائبون عن فعل الإغاثة بلا شك، حاضرون للغوث أو الغيث نعم .
وأما ( فأماته الله مئة عام ) فلأنه لم يكن حيّاً حينها ، ولم يعانِ شدتها ؛ بخلاف (فلبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً ) ، فقد كانوا أحياء (وهم رقود).
وأما قوله ( وفصاله في عامين ) فلأنها هنا أدنى مدة الفصال لمن لم يرد أن يتم الرضاعة ، فهي لا تتم إلى حينها المذكور في قوله : (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ) وفي قوله : ( وحماله وفصاله ثلاثون شهراً ) ؛ ويكون النقص في مدة الفصال هذه : حولين ناقصين ثلاثة أشهر .
وقيل : عام الفيل وعام الرمادة ونحوه ؛ لأن الحدث لم يقع في السنة كلها ، ولو استغرقها لقيل سنة ( ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ) .
وقيل في حساب التاريخ : سنة ألف ؛ مثلاً ؛ لأنه محدد بدقة .
فانظر إلى المعاني المستفادة من ثلاثة ألفاظ ، قد يراها بعضهم مرادفات مسمىً واحد، ولكنها ليست كذلك .
يعبر عن تلك المعاني كلها في الانجليزية بلفظ واحد ليس غير : (year).
سبحان من عنده كل شيء بقدر !
والله تعالى أعلم .
 
الأخ الكريم عصام،

1. أراها محاولة طيبة ولكنها تحتاج إلى إثراء، لأنني شخصياً لم أجد فيها دليلاً يطمئن إليه القلب.
2. نعم هناك من يرى أن لفظة عام ترتبط الخير والسهولة وسرعة المرور، وهذا ملاحظ في اللفظة القرآنية.
3. ألا تلاحظ أن نصف ما ورد في القرآن الكريم من لفظة عام يتعلق بالسنة القمريّة. والنصف الآخر ملتبس.
 
الأخ الكريم عصام،

1. أراها محاولة طيبة ولكنها تحتاج إلى إثراء، لأنني شخصياً لم أجد فيها دليلاً يطمئن إليه القلب.
2. نعم هناك من يرى أن لفظة عام ترتبط الخير والسهولة وسرعة المرور، وهذا ملاحظ في اللفظة القرآنية.
3. ألا تلاحظ أن نصف ما ورد في القرآن الكريم من لفظة عام يتعلق بالسنة القمريّة. والنصف الآخر ملتبس.

أخي البيراوي ..
شكراً لتفاعلك معي وعلى تعليقك الكريم .

لو تأملت في القيود الثلاثة ( العدد والحضور والشدة ) وعرضتها معي على لفظتي السنة والعام أينما وقعتا لوجدت أن كلمة السنة تطلق إذا انطبقت عليها هذه القيود .
فإذا نقص قيد منها أطلق لفظ العام .

أما إطلاق العام على القمري وتحديده بنصف الوارد ، فأحسب أنه لادليل عليه ، إلا ما جاء في سورة الكهف (وازدادوا تسعاً) وجملة العدد ؛ أي 309 سنة قمرية ، ولا ريب ، وهي الأصل في حساب السنين ، في كتاب الله ، وقد توافقت مع الحساب الشمسي ؛ لحكمة يعلمها الله ، فأين النصف الملتبس ؟

وليس بلازم أن يكون العام أسرع مروراً ، فقد يكون غير معلوم المنتهى ، مثل : (عام فيه يغاث الناس) ، فهو عام طليق ، قد يسلم إلى عام رخاء آخر بعده ! .

ومن الإثراء أن الله ذكر في قصة موسى مدة أجرته في مدين أنها كانت ثماني حجج .
والحجج جمع حجة مرة واحدة من الحج ، أي سنة ؛ لأن الحج يقع مرة كل عام في شهر ذي الحجة ، ويقع في آخره ، فناسب أن يحسب به زمن تلك السنين ، وهو وارد في الشعر والنثر كثيراً .

وانظر إلى أنه احتسب المدة بالحجج ، وهي قمرية ؟.

وهذه حجة على أن التأريخ القمري - بالسنين أو الأعوام أو الحجج - كان الأقدم .


وجزاك الله خيراً .
 
الأخ الكريم عصام،
1. للتوضيح:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ..": واضح هنا أنها السنة القمرية لأن الحديث هنا عن الحج.
"وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ..": ومعلوم أن مدة الرضاعة تقدّر بالسنة القمرية.
"إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا..": ومعلوم أن التلاعب الذي مارسه أهل الجاهلية متعلق بالشهور القمرية.
فهذه أربعة أما الخمسة الباقية فليس هناك ما يدل أو ينفي أنها قمرية.
2. العام الذي يكثر فيه الخير يمر سريعاً. ومعلوم أن المعاناة تجعلنا نحس بمرور الوقت ثقيلاً.
3. صحيح أن الـ 300 سنة شمسية هي 309 سنة قمرية. وليس هناك من دليل على أنهم لبثوا 300 سنة شمسية لا في النصوص الإسلامية ولا في نصوص أهل الكتاب. ثم إن لفظة تسعاً تشير إلى أن المعدود مؤنث، أي سنة. أي لبثوا ثلاثمائة من السنين وازدادوا تسعاً من السنين. ولشيخي في هذه المسألة بحث مُفصّل.
 
الأخ الكريم عصام حفظه الله،

1. هذا اقتباس مختصر من بحث شيخي يفي بالمطلوب:"يذهب الكثير من أهل التفسير قديماً وحديثاً إلى القول بأن الـ 300 سنة شمسية هي 309 سنة قمرية مما يعني عندهم أن قوله تعالى:"وازدادوا تسعا ً" يقصد به تبيان الزيادة التي تحصل عند تحويل الـ 300 سنة شمسية إلى قمرية : (300× 365,2422 )÷ (354,367)=(309,2). وعندما نتكلم بلغة السنين لا يكون هناك وزن للأعشار القليلة التي تزيد عن (9) سنوات. ويمكن اعتبار قول المفسرين هذا مما يحتمله النص القرآني.

ولنا في "مركز نون" الملاحظات الآتية:

الـ 300 سنة شمسية هي (109572,66) يوما، في حين أن الـ 300 سنة قمرية هي (106310,1) يوما، وهذا يعني أن الفرق هو: (3262,56) يوماً. وهذا العدد من الأيام أقرب إلى أن يكون (9) سنوات شمسية، وليس (9) سنوات قمرية، مما يعني أن أصحاب الكهف لبثوا 300 سنة شمسية. أي 300 سنة قمرية مضافاً إليها (9) سنوات شمسية.فالعدد 300 هو هو، وتأتي الزيادة عن اختلاف مفهوم السنة الشمسية والقمرية وتكون هذه الزيادة عندها (9) سنوات شمسية.

2. "فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ ": هنا لا دليل على أنها سنة قمرية، ولكن لو تم التدبر على ضوء هذا الاحتمال فلربما تتكشف بعض أسرار هذا النص الكريم.
"أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ..": يمكن هنا ترجيح القول بالسنة القمرية لأن المخاطب هنا عرب الجزيرة الذين كانوا يستخدمون السنة القمرية.
" ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ": هنا لا يسهل البت في المسألة. ولكن من المعروف أن الموسم الزراعي يرتبط بالسنة الشمسيّة:"تزرعون سبع سنين".
"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا ..":وهذه الخامسة التي لا تتضح دلالتها على القمري. ولكن واضح هنا أن مفهوم سنة يختلف عن مفهوم سنة، لأنه لو قال سبحانه:"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ " لكان المعنى تاماً، أي إلا خمسين سنة. فلما قال:"إلا خمسين عاماً" دل ذلك على اختلاف مفهوم عام عن مفهوم سنة.
 
أخي الكريم أبا عمرو
حساب السنين في القرآن وفي السنة مبناه على ضبط منازل القمر ، وإدخال السنة الشمسية في الحساب هو ما يحتاج إلى دليل ، وليس العكس .
وصلوحية إطلاق العام على القمري والشمسي في واقع اليوم مخرج للعام الشمسي من البحث القرآني .
وذلك أن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً قمرياً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض ، وتبدأ بالأهلة التي هي مواقيت للناس والحج ..
وهذا صريح في أنه "في كتاب الله".
فكيف يحاد عنه إلى حساب ليس في كتاب الله .
والآيات التي ذكرت عدد السنين والحساب إما ذكرت الشمس والقمر تقدمة لذلك أو حذفتهما معاً ( هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق نفصل الآيات لقوم يعلمون ) فذكرتهما ، ( وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلاً ) فحذفتهما ، وأبقت الليل والنهار اللذان هما لازمان لهما أو مستلزمان .
وقد أعمل العلامة محمود باشا الفلكي حسابه في تاريخ البعثة ، فوجد أن حسابه يطرد مع التاريخ القمري إلى 90 سنة من قبل وفاته .
وقد رأيت أن الحجج كانت وحدة قياس السنين في عهد النبيء موسى عليه السلام .
ثم إن الحساب الشمسي حساب متخلف ، يعتمد على الكبس كل أربع سنين ، لكي يستقيم .
بخلاف الحساب القمري المعتمد على الرؤية أو إمكانها ، وهي منضبطة كل شهر .
والله أعلم .
 
الأخ الكريم عصام حفظه الله،

1. يذهب علماء الفلك إلى أن الشهر قمري والسنة شمسية. ومن هنا ليس هناك شهر شمسي. ولكن هناك سنة شمسية وسنة قمرية. ومن هنا نفهم قوله تعالى:"إنّ عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً...".
2. الصيام والزكاة والحج (الشعائر التعبدية) ترتبط دينياً بالشهور القمرية وبالتالي بالسنة القمرية، وما وراء ذلك من أمور الدنيا فمتروك للبشر لتقدير مصالحهم. ومن هنا نلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يضع لنا تقويماً، بل كان ذلك من فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
3. يقول سبحانه:" الشمس والقمر بحسبان". ويقول سبحانه:" الشمس والقمر حسباناً". فهي تجري بحساب منضبط، ومن هنا يعتمد الناس على هذا الانضباط في حسابهم.
4. قوله تعالى:"وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلاً": وآية النهار هنا هي الشمس.
5. وردت لفظة يوم مفردة في القرآن الكريم 365 مرة، وهذا أمر لافت، لأننا نتعامل مع كتاب العليم الخبير، فلا صُدف.
6. أما أيها أدق في الحساب فهو يتفاوت بتفاوت الغرض. ومن هنا نجد أن الالتزامات المادية وغيرها من أمور الدنيا يُفضّل الناس السنة الشمسية، لأن ذلك يرفع الخلاف. وهذا مقصد شرعي. أما الحساب القمري فأنت تشهد كل عام اختلافات حادة.
 
عندي تعقيب على كلام فضيلتك بحسب أرقام مشاركتك:

(1) مداراليوم والليلة فطرياً على الشمس ، وكذلك الأسبوع ، أما الشهر فقمري ؛ لأن علامته مختصة بالأرض ، لا كالشمس ، وكذلك السنة تبعاً لجمع الشهور الاثني عشر .
(2) أمر الشهور من الأمور المنصوص عليها ، وليس من الأمور الدنيوية المعفو عنها، فقد ذكر الله عدتها (اثنا عشر شهراً في كتاب الله)، ونصب عليها علامات ( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج )، ولم يستثن منها آجال الديون ولا عدة الطلاق والحمل والوفاة ، وهي قطعاً ليست من العبادات الخمس ( صوم زكاة حج ).
بل إن استدارة الزمان ( الواردة في حجة الوداع كما في البخاري ) هي توافق السنة القمرية العربية مع السنة اليهودية ، على ما حققه محمود باشا الفلكي، فبدآ منذئذ من يوم واحد ، وهي نقطة فاصلة في التاريخ البشري من النسيء والكبس إلى التوافق مع التاريخ الكوني (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض) .
(3) الحساب القمري لا يلغي الحساب الشمسي بل يعتمد عليه ويراعيه في أعمال اليوم والليلة والأسبوع وفي الكسوف والخسوف والشتاء والصيف وفي الاتساق الشهري الذي ينشأ عنه استهلال الهلال .
والعكس صحيح في الحساب الشمسي فهو يلغي الحساب القمري تماماً ، إلا في الظواهر الكونية كالمد والجز والخسوف ..
(4) تكامل آيتي الليل (القمر) وآية النهار (الشمس) هو الاعتدال المطلوب شرعاً ، أما إلغاء آية الليل (القمر) في الأمور الدنيوية ، فلا اعتبار به ، لأن القمر مخلوق قبل التقاويم وباق في ظروف الأمم الحاضرة والبادية .
(5) ورد لفظ اليوم مفرداً 444 مرة
وورداً مجموعاً 27 مرة
وورد مثنى 3 مرات .
(والنقل بتصرف عن المعجم المفهرس)
ولم أفهم كيف حُسب عدد مرات ورود ( اليوم ) في القرآن بـ 365 .
ولفظ ( يوم ) في القرآن لا يتخصص بمدلول واحد ؛ لأنه من الألفاظ المشتركة ، فتارة يكون من الأيام التي نعدّها ، وتارة يكون بحساب آخر يفوق قدرات البشر (وإن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون) (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) ( كل يوم هو شأن ) ، وتارة يوم القيامة الذي لا شمس فيه ولا شتاء !.
(6) اختلافات الناس في حساب رمضان وشوال.. ليس لإشكال في العلامات المنصوب ؛ القمر وهلاله ؛ فهي آية دالة على عظمة الخالق الذي أخبرنا أنه قدرها منازل متناهية الدقة ، تفوق أجزاء الثانية الواحدة من ملايين السنين ، كالكسوف والخسوف .
ولكن الاختلاف الواقع لأسباب كثيرة منها سياسي ، ومنها قصور العلم ، ومنها تخلف قومنا في علم الفلك ، وارتباكهم المذهل في استخدام آلات التقنية الحديثة ، وغلبة التقليد عليهم ، أكثر من التفهم ، ومنها إهمال قدر هذه الآية الباهرة .

وأظن أن سارحة الليل سرحت بنا .

بارك الله فيك .
 
الأخ الكريم عصام حفظه الله،
1. أعيد التذكير بأن الشهر عند علماء الفلك هو قمري، ولا وجود للشهر الشمسي في الفلك. وعلى أية حال فالسنة الشمسية كالقمرية تتألف من 12 شهراً. ولم نقل إن السنة القمرية ليست من مواقيت الناس الزمانية. ولكننا نقول والشمسية أيضاً.
2. كانت العرب في الجاهلية تتلاعب في الأشهر القمرية (النسيء). وفي حجة الوداع قام الرسول صلى الله عليه وسلم بضبط التوقيت. ولكن اللافت أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يضبط لنا بداية تقويم كما فعل عمر رضي الله عنه، مما يؤكد أن هذا من مهمة الناس استناداً إلى ما هو كوني.
3. نحن في العالم الإسلامي نستند إلى التقويم الشمسي والقمري ولا إشكال.
4. وردت كلمة (يوم، يوما) في القرآن الكريم 365 مرة، مع ملاحظة أن المعجم المفهرس قد أسقط كلمة واحدة أشار إليها في البداية. أما إذا أحصينا كلمات مثل (يومئذ) فسيختلف الإحصاء. وهذه مجرد ملاحظة لا يجوز تجاوزها ونحن نتعامل مع ألفاظ القرآن الكريم.
 
جزاك الله خيراً أخي الفاضل أبا عمرو على ما تفضلتم به فقد استفدت منكم كثيراً .
 
بحث طيب أخي عصام
والخوض فيه تعوزه الأدلة، وهو يبقى بحثا فلسفيا
وأرى إخراج لفظ الحول؛ فليس منه بسبيل، وهو مصطلح زكوي بحت
وبالمناسبة أعجبني مصطلح "صلوحية" بدل صلاحية
 
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) الحج
يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) السجدة
تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) المعارج

أين المعاناة من شدة هنا؟
 
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) الحج
يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) السجدة
تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) المعارج

أين المعاناة من شدة هنا؟
شكراً للمتابعة
شدة كل أمر بحسبه
يكفي من الشدة أن تعدها عدّا وتثبت الفروق الرياضية بين اليوم الواحد الذي يعادله ألف سنة بتمامها أو خمسين ألف سنة بتمامها !!
أليس هذا أمراً يحتاج إلى عدادين من تلاميذ إينشتاين ؟
 
بحث طيب أخي عصام
والخوض فيه تعوزه الأدلة، وهو يبقى بحثا فلسفيا
وأرى إخراج لفظ الحول؛ فليس منه بسبيل، وهو مصطلح زكوي بحت
وبالمناسبة أعجبني مصطلح "صلوحية" بدل صلاحية

بارك الله فيك أخي رصين على مرورك وتعليقك
ليس " الحول " دائماً زكوياً ؛ بدليل :
1= (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين)
2= (متاعا إلى الحول)
 
بَحثٌ قيم ومدارسة مفيدة ، وفقك الله أخي عصام وهداك للصواب والحق وكافة الإخوة المشاركين.
وأقترح - إتماماً للبحث - تتبع مواضع استخدام هذه العبارات في لسان العرب قبل نزول القرآن وأثناء نزوله فسيفيد البحث كثيراً إما موافقة وتأييداً، أو استدراكاً لبعض جوانب الدلالة اللغوية .
 
شكراً للمتابعة
شدة كل أمر بحسبه
يكفي من الشدة أن تعدها عدّا وتثبت الفروق الرياضية بين اليوم الواحد الذي يعادله ألف سنة بتمامها أو خمسين ألف سنة بتمامها !!
أليس هذا أمراً يحتاج إلى عدادين من تلاميذ إينشتاين ؟
حسناً أخي عصام وأين هو الرخاء في قوله تعالى:
أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126) فهل ترى في الفتنة رخاءً للكافرين؟؟
وأما قوله تعالى: حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ) فهل تظن أن أول أربعين سنة من عمر الإنسان فيها كد ومشقة؟؟ فأين إذاً هي حياة الرخاء والراحة في حياة الإنسان إن لم تكن في صباه وطفولته وقمة شبابه؟؟ أم هي في السبعين أو الثمانين من العمر؟؟
أكتفي بذلك الآن ولدي مزيد بانتظار ردكم
 
الاخ عصام حفظك الله من شر كل حاسد وظالم وشانئ
بحثك أعلاه يكشف عن جهد كبير بذل،وتدرجك في تبيان الفوارق لا يقف عليه الا من آتاه الله بصيرة وأحسب أنك منهم ولا نزكي على الله أحدا
والاختلاف في الافهام هي من طبائع البشر
وتمكن المتخصص من تخصصه هو غاية الابداع الانساني،وبحسب تجربتي الحياتية والمهنية المتواضعة فقد وجدت أنسانا يتخصصون في اللغة العربية ولكنهم لا يجيدون سوى الكسب الدنيوي رغم ان هذا التخصص بالذات من أهم التخصصات التي تفيد الدعوة الاسلامية ومن ملك ناصيتها"العربية" فقد آوتي خيرا كثيرا،وامتلك أدلة من القرآن والسنة لا يعرفها أو يعلمها كثير من الناس،ومن فقهها كان الى الله أقرب،فهي ترقق القلب وتخشّعه،وتذلل النفس امام عظمة الله وقدرته،وتوصل الى الفهم المستتر وراء عظمة خلق الخالق،وتكسر ما استعجم على الافهام من اسرار واعجاز فيما نرى ونسمع نقرأ...نقرأ كتاب الله المفتوح للعامة والخاصة
أسأل الله ان ينفع بك أُمة الاسلام وأن تكون دليل خير على عظمة هذا الدين،وأن يفتح لك مغاليق أسراره،وان يعنيك على سبر أغوار نفيس معجزاته،وأن يجعل علمك هذا نافعا يوم لا ينفع فيه الندم الامن أتى الله بعمل صالح متقبل،
حفظك الله ذخرا ومنارة للباحثين عن الحق المبين
وشكر الله لباقي الاخوة المتداخلين
 
حسناً أخي عصام وأين هو الرخاء في قوله تعالى:
أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126) فهل ترى في الفتنة رخاءً للكافرين؟؟
وأما قوله تعالى: حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ) فهل تظن أن أول أربعين سنة من عمر الإنسان فيها كد ومشقة؟؟ فأين إذاً هي حياة الرخاء والراحة في حياة الإنسان إن لم تكن في صباه وطفولته وقمة شبابه؟؟ أم هي في السبعين أو الثمانين من العمر؟؟
أكتفي بذلك الآن ولدي مزيد بانتظار ردكم

أخي الكريم تيسير
سؤالك هذا صادر عن المقصود .
فقد قلتُ في المشاركة رقم ( 1 ):
السنة تتقيد بقيود ثلاثة ، إذا نقص منها واحد كانت عاماً.
.....
فإذا تخلف قيد من هذه القيود الثلاثة ( العدد [له مبدأ ومنتهى] / الحضور [ يكون حياً حاضراً ]/ الشدة [شدة ما]) فهو عام ؛ لأن العام أعم من السنة ، فلا يشترط له ما يشترط للسنة من تلك القيود .
وأنت يا أخي جعلت الرخاء ملازماً للعام ، وليس بلازم ، بدليل ما ذكرتَ .
وهناك سبب ثان في آية التوبة : وهو أن الفتنة الواقعة على الكفار لا تستغرق السنة كلها ولذا قال : (في كل عام)، ولم يقل (كل عام) .
أما الشدة التي في الأربعين الأولى فظاهرة جداً من جهة أن الإنسان يكد ويجهد ويبتلى في رحلة حياته الأولى وبداياته المحرقة وانطلاقاته في مجالات الحياة التي يتحدد فيها اتجاهه في العلم والإيمان والعمل .. حتى يبلغ سن الرشد بعد المراهقة ويبلغ مرحلة الأشد بعد نعومة الأظفار .
قال الشاعر :
مضى ما مضى منك ، والأربعون رباً ، كل ما بعدها منحدر .
والانحدار هنا معناه احدار قوى الجسم بعد تكاملها وانحدار قوى العقل بعد استجماعها وانحدار قوى النفس بعد تصعدها ..
وانظر معي في الآية الثانية التي تذكر بلوغ الأشد ((( هو الذي خلقكم ... ثم لتبلغوا أشدكم ... ))) ، فبلوغ الأشد لا يأتي إلا بعد مخاض عسير يا أخي تيسير ..
وقال تعالى : (((إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه .. ))) ، وقال : (((يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا))) ، وقال (((لقد خلقنا الإنسان في كبد ))) .
وشاء الله أن يسأل الإنسان عن قمة شبابه تفصيلاً زيادة عن سؤاله عن عمره إجمالاً "وعن شبابه فيم أبلاه ؟".
لأن الشباب فترة تحدد أصعب اختيارات المرء كما لا يخفى !
ولو جربت تعليم الصبيان لكان حكمك غير ذلك .
إنها أربعون سنة كما قال الله جل وعلا .
 
الأخ الكريم عصام حفظه الله،

1. هذا اقتباس مختصر من بحث شيخي يفي بالمطلوب:"يذهب الكثير من أهل التفسير قديماً وحديثاً إلى القول بأن الـ 300 سنة شمسية هي 309 سنة قمرية مما يعني عندهم أن قوله تعالى:"وازدادوا تسعا ً" يقصد به تبيان الزيادة التي تحصل عند تحويل الـ 300 سنة شمسية إلى قمرية : (300× 365,2422 )÷ (354,367)=(309,2). وعندما نتكلم بلغة السنين لا يكون هناك وزن للأعشار القليلة التي تزيد عن (9) سنوات. ويمكن اعتبار قول المفسرين هذا مما يحتمله النص القرآني.

ولنا في "مركز نون" الملاحظات الآتية:

الـ 300 سنة شمسية هي (109572,66) يوما، في حين أن الـ 300 سنة قمرية هي (106310,1) يوما، وهذا يعني أن الفرق هو: (3262,56) يوماً. وهذا العدد من الأيام أقرب إلى أن يكون (9) سنوات شمسية، وليس (9) سنوات قمرية، مما يعني أن أصحاب الكهف لبثوا 300 سنة شمسية. أي 300 سنة قمرية مضافاً إليها (9) سنوات شمسية.فالعدد 300 هو هو، وتأتي الزيادة عن اختلاف مفهوم السنة الشمسية والقمرية وتكون هذه الزيادة عندها (9) سنوات شمسية.
قد أبطل هذا المعنى الذي ذهب اليه الكثير وليس شيخك فقط . ابطله الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لعدم وجود الدليل القائم عليه . وبسبب اعتماد أهل الفقه وأهل العد للسنة القمرية فقط في حساباتهم وفقههم.
 
رقود

رقود

أخي الفاضل الأستاذ عصام
مناقشة جميلة . ولكن ارجو أن تكون أكثر اقناعاً ودقة. فكلامك يقرأه كثير من المتخصصين.
لقد قلت في مشاركة سابقه في قوله تعالى(قال بل لبثت مئة عام) وفندت أن استخدام كلمة عام هنا لأن السنوات مرّت بسرعة ولم يشعر بطولها. ثم اتجهت الى نص قرآني آخر وقلت حول قوله تعالى( ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين) أن استخدام السنين هنا لأنهم كانوا رقود . ولا أدري ماذا قصدت بذلك رغم أن العزير حينما أفاق قال : لبثت يوماً أو بعض يوم . وأصحاب الكهف أيضاً رغم أنهم رقود قالوا أيضاً أنهم لبثوا يوماً أو بعض يوم. فكلاهما ظن أنه لبث فترة وجيزة بغض النظر للذي حصل معهم موت أو رقود أو حتى نوم. فالمهم أن السنين مرّت بحقة مرّ السحاب البارق السريع. فما رأيك؟؟؟
أما بالنسبة لتفنيدك لعمر الإنسان قبل الأربعين بأنه كله مشقة . فهذا أيضاً دليل قاصر لأن أجمل مافي حياة الأنسان مرحلة طفولته ولعبه واستمتاعه . وقد قمت أنت بشطبها واعتبارها من المنكدات . وهذا لا يوافقك عليه أحد. فما أجمل الطفولة وبرائتها ولعبها وضحكها وجمالها وسحرها البديع . وما أجمل أن يعيش الإنسان بلا التزامات وبلا كد اوعمل اوشغل أو ارتباط أو مشاكل أو هموم . ولا يكون ذلك إلا في مرحلة الطفولة التي شطبتها لتستحلب وتستجلب معنىً ربما يأتي اليك من غير هذا العناء ومن غير اعتداء على أجمل ما في حياة الإنسان. أرجو أن تحاول إيجاده وأنا معك دون أن نأتي على أجمل ما في حياتنا من سنين وأعوام وحجج . وبارك الله بعمرك أخي الحبيب.
 
أخي الفاضل الأستاذ عصام
مناقشة جميلة . ولكن ارجو أن تكون أكثر اقناعاً ودقة. فكلامك يقرأه كثير من المتخصصين.
لقد قلت في مشاركة سابقه في قوله تعالى(قال بل لبثت مئة عام) وفندت أن استخدام كلمة عام هنا لأن السنوات مرّت بسرعة ولم يشعر بطولها. ثم اتجهت الى نص قرآني آخر وقلت حول قوله تعالى( ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين) أن استخدام السنين هنا لأنهم كانوا رقود . ولا أدري ماذا قصدت بذلك رغم أن العزير حينما أفاق قال : لبثت يوماً أو بعض يوم . وأصحاب الكهف أيضاً رغم أنهم رقود قالوا أيضاً أنهم لبثوا يوماً أو بعض يوم. فكلاهما ظن أنه لبث فترة وجيزة بغض النظر للذي حصل معهم موت أو رقود أو حتى نوم. فالمهم أن السنين مرّت بحقة مرّ السحاب البارق السريع. فما رأيك؟؟؟
أما بالنسبة لتفنيدك لعمر الإنسان قبل الأربعين بأنه كله مشقة . فهذا أيضاً دليل قاصر لأن أجمل مافي حياة الأنسان مرحلة طفولته ولعبه واستمتاعه . وقد قمت أنت بشطبها واعتبارها من المنكدات . وهذا لا يوافقك عليه أحد. فما أجمل الطفولة وبرائتها ولعبها وضحكها وجمالها وسحرها البديع . وما أجمل أن يعيش الإنسان بلا التزامات وبلا كد اوعمل اوشغل أو ارتباط أو مشاكل أو هموم . ولا يكون ذلك إلا في مرحلة الطفولة التي شطبتها لتستحلب وتستجلب معنىً ربما يأتي اليك من غير هذا العناء ومن غير اعتداء على أجمل ما في حياة الإنسان. أرجو أن تحاول إيجاده وأنا معك دون أن نأتي على أجمل ما في حياتنا من سنين وأعوام وحجج . وبارك الله بعمرك أخي الحبيب.

يا أخي تيسير بارك الله فيك
العزير كان ميتاً طيلة مائة عام (أماته الله).. أما فتية الكهف فكانوا أحياء حاضرين (رقود). وما يستوي الأحياء ولا الأموات !! فكيف نغض النظر عن هذا الفارق الجوهري ؟؟
أما الحياة بلا التزامات فهي حياة البهائم ، ولا تكون حياة الإنسان المكرم في الإسلام كذلك .
وقد أوردت لك نصوصاً شرعيةً تذكر أن الإنسان قبل بلوغه الأشد مبتلى كادح ، فكيف تعترض على النص الشرعي الذي حكم أن الإنسان في دار بلاء منذ صرخة استهلاله ، لا يجوز في حقه العبث واللهو والاسترخاء ؟
ايت بنص على ما ذكرتَه:
لأن أجمل مافي حياة الأنسان مرحلة طفولته ولعبه واستمتاعه وقد قمت أنت بشطبها واعتبارها من المنكدات . وهذا لا يوافقك عليه أحد. فما أجمل الطفولة وبرائتها ولعبها وضحكها وجمالها وسحرها البديع . وما أجمل أن يعيش الإنسان بلا التزامات وبلا كد اوعمل اوشغل أو ارتباط أو مشاكل أو هموم . ولا يكون ذلك إلا في مرحلة الطفولة التي شطبتها لتستحلب وتستجلب معنىً ربما يأتي اليك من غير هذا العناء ومن غير اعتداء على أجمل ما في حياة الإنسان.
وهل تستمر الطفولة حتى الأربعين ؟؟ وهل اعتديت على طفل قط سائر يومي هذا ؟
ولم أجد عناء في إجراء النصوص على حقيقتها .. ولا زالت الطفولة في نظري جميلة رغم شقاوتها ورهقها وتمردها وبراءتها وصخبها وطيشها ..
وللإخوة المتخصصين أن يبدوا آراءهم إذا كان الكلام مخالفاً للحقيقة .
وقد يكون السكوت علامة رضىً .. قد يكون ...
وشكراً لك
 
انت ممتاز أخي الاستاذ . ولا تزعل وابتسم قبل الدخول وبعده:
وانا أيضاً لم اقل أن الأربعين الأولى في الحياة كلها طفولة ولكن هل تنكر أن أول 18 سنة منها كذلك؟؟؟ بل وفي هذه الأحيان لميوعة الشباب تستمر الطفولة عندهم الى الثلاثين عاماً . نحن نتكلم عن الشقاء المادي وليس الابتلاء الإنساني الذي أفهمه أنا وأنت. انسى موضوع المسلم وأنه يجب أن يكون مبتلىً في دينه . نحن نحاكم النص الآن على الأساس الإنساني لا الإيماني . فهل حياة الكفار في بلادهم حياة شقاء وجحيم؟؟؟على الأقل مرحلة الطفولة منها؟؟
نعود الى النص: (حتى إذا بلغ أربعين سنة) على حساب إفهامك لنا يجب أن تكون كلها جحيم ولم أرك تستثني طفولة منها ولا غيره ثم بعد ذلك تقول انك لست من المعتدين؟؟. وهل يشترط أن تنطق بها وقد استيقنها قلبك؟؟
اما بالنسبة للموت أو الرقاد . فنعم هناك تشابه بينهما بل وتشابه بين النوم وبينهما. ولا أظن ان قول الله تعالى غائب عن ذهنك 0 الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها) ولا أظن أيضاً أن قول النبي عليه الصلاة والسلام يفوت أمثالك من أهل العلم ( النوم أخو الموت) وتحياتي لك أخي الحبيب .
 
نقاشكم رائع جداً ، وأتمنى من الفاضل: عصام المجريسي أن يجعل هذا النقاش نواة لبحث يطبعه فيما بعد.
 
جزاكم الله خيراً بحث قيّم جداً استفدت منه ومن نقاشكم أيضاً أساتذتنا الكرام ،

عندي سؤال :

ولا بد لانطباق السنة على العدد الذي تميزه أن يكون الفاعل الذي كانت السنة ظرفاً له حاضراً لظرفها حضوراً ما ، معانياً فيها شدة ما .
فإذا تخلف شيء من هذه القيود الثلاثة ( العدد / الحضور / الشدة ) فهو عام ؛ لأن العام أعم من السنة ، فلا يشترط له ما يشترط للسنة من تلك القيود .

هل لكم أن تعطونا مثالاً يوضح معنى الحضور والشدة؟
وما المقصود بالفاعل الذي كانت السنة ظرفاً له؟

سامحونا ربما كان سؤالي غريباً ! لكني ما زلت مبتدئة .. وفي بداية رحلة طلب العلم
ومنكم نتعلم ونستفيد

جزاكم الله خيراً ..
 
أخي أبا أنس
لم أقل بأن ما قبل بلوغ الأشد جحيم ونكد كما تفضلت . ولكن الأشدّ له من اسمه نصيب ، ففيه شدة ما ، والشدة هي من أظهر معاني لفظ ( السنة ) كما تعلم من كلام العرب . يقولون : أسنت ومسنت يعني لقي شدة . وقال تعالى : (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ) ، وقال عليه السلام داعياً على مضر : " اللهم اجعلها عليهم سنيناً كسنين يوسف " ؛ فكيف نشطب الشدة والبأس من تصورنا للفظة السنة ؟ ألا ترى أن العرب هم من استعمل لفظ السَّنَة للجدب والقحط .
وميوعة الشباب لا تحتاج إلى نقاش هنا .
وقول النبيء ( النوم أخو الموت ) مثبت للفرق الفارق ، فلم يقل ( النوم هو الموت ) الذي يفهم منه التسوية بين الحالين من كل وجه . ونحن كلامنا في الفروق وليس في الجوامع .. فلا تلزمنا بحيدتك واستطرادك .
 
جزاكم الله خيراً بحث قيّم جداً استفدت منه ومن نقاشكم أيضاً أساتذتنا الكرام ،
عندي سؤال :
هل لكم أن تعطونا مثالاً يوضح معنى الحضور والشدة؟
وما المقصود بالفاعل الذي كانت السنة ظرفاً له؟

سامحونا ربما كان سؤالي غريباً ! لكني ما زلت مبتدئة .. وفي بداية رحلة طلب العلم
ومنكم نتعلم ونستفيد
جزاكم الله خيراً ..

الأخت حمامة الإسلام بارك الله فيك
فيما سلف بعض إجابة على أسئلتك .
والبقية :
بالاستقراء ذكر القرآن " السنة " ، وهي الظرف الزمني ، في حال نوم الفاعل أو المفعول وحضوره فضلا عن حال اليقظة ، وذكر " العام " ، وهو ظرف زمني أيضاً ، في حال موت الفاعل أو المفعول وغيابه أو الجهل به .
وهاك هذا الشرح للفرق بين حال الموت والغياب وحال اليقظة والحضور في الآيات من البقرة ومن الكهف ، لعل الحكمة تتضح :
الفروق بين أهل الكهف وكلبهم الأحياء في ظرف السنين المذكورة ، والعزير وحماره الميتَيْن في ظرف المائة عام :
ألم تر أن أهل الكهف كانوا حاضرين حضوراً ما زائداً كل الزيادة عن أمر العزير الميت كل الموت ، وكذلك حماره .
في العزير قال : ( فأماته الله مائة عام ثم بعثه ) فطويت تلك الأعوام طياً تاماً من غير تفصيل في كيفية مرورها كأنها لم تكن ؛ أي أننا لا نستطيع أن نصور تفاصيل أمر العزير حال موته أو غيابه في ظرف المائة سنة ، هل تحلل أم بقي كما بقي طعامه وشرابه لم يتسنه .
فالإجمال ظاهر جداً في القصة وفي تحديد المائة عام .
أما في قصة فتية الكهف فالأمر مختلف جداً ، فقد قص الله علينا كيفية مر تلك السنين الطوال عليهم ، كأننا نراقبهم وهم أحياء يتنفسون ، في مشهد من مشاهد رقودهم في كل يوم ، وفيها :
1) حركة الشمس وهي تطل عليهم كل يوم (وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ...)
2) موقعهم من الكهف ( وهم في فجوة منه )
3) هيئتهم المقاربة لحال اليقظة وهم رقود ( وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود )
4) تقلبهم تقلب الأحياء ( ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال )
5) حياة الكلب راقداً ( وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد )
6) مرآهم المرعب ( لو اطلعت عليهم لوليت منهم فراراً ولملئت منهم رعباً )
وهذه الأمور تنقل لنا حياتهم ماثلة كأننا معهم في كل لحظة وفي كل يوم وفي كل شهر وفي كل سنة من السنين التسع والثلاثمائة .

 
وقول النبيء ( النوم أخو الموت ) مثبت للفرق الفارق ، فلم يقل ( النوم هو الموت ) الذي يفهم منه التسوية بين الحالين من كل وجه . ونحن كلامنا في الفروق وليس في الجوامع .. فلا تلزمنا بحيدتك واستطرادك .
أخي الحبيب ومن قال لك أنني أريد التسوية بين حالة الموت وحالة النوم أو الرقود من جميع الأوجه؟؟؟ أنا لم ادعي قول ذلك. ولكنني أوؤكد لك أن هناك تشابه في مضي الوقت وطيّه بسرعة فائقة في حالة الموت كما حالة الرقود. بدليل أن أهل الكهف ظنوا ظن اليقين أنهم لم يلبثوا إلا يوماً أو بعض وكذلك العزير ظن نفس الشيء وهذا هو الذي يهمني من كل تلك المقارنة.فهل تماريني في هذه الجزئية بالذات؟؟؟ .فإن وافقتني فقد بطل ما وصلت اليه من أن السنة تطلق على الشدة وأنها ملازمة لها في كل الوجوه والأحوال. وهذا ما أخالفك عليه فقط . فأنا أتفق معك بالمعنى العام للسنة ولكن من ميزات اللغة العربية استيعاب أكثر من معنى للفظ واحد . وهذا الذي يجب أن تبحث عنه من خلال وضع جميع الألفاظ القرآنية للسنة والعام ومقارنة وجه الشبه بينهما. إذا فعلنا ذلك فلربما نصل الى نتيجة مرضية تنفع الباحثين وتوصلهم الى جدول ماء قراح. ارجو أن تكون قد فهمت عليّ الآن أستاذي الحبيب..أما قولك استاذنا الغالي: (فلا تلزمنا بحيدتك واستطرادك) فأظن أنك تعجلت بها قليلاً . وخاصة أنك غفلت عن الشق الثاني من إجابتي في قوله تعالى:(الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها). فظاهر الآية يشير الى ثمة تشابه حقيقي لا مجازي بين الموت والنوم. وهذا معلوم عند صبية الكتاتيب. ناهيك عن فطاحل أهل التفسير وشيوخهم. بل أزيدك من القصيدة بيتاً بأن الوفاة أحياناً تعني النوم بعينه. (إني متوفيك ورافعك اليّ)والوفاة تعني الموت في الآية السابقة. فهناك ترابط وثيق بين الموت والوفاة والنوم.
 

الأخت حمامة الإسلام بارك الله فيك
فيما سلف بعض إجابة على أسئلتك .
والبقية :
بالاستقراء ذكر القرآن " السنة " ، وهي الظرف الزمني ، في حال نوم الفاعل أو المفعول وحضوره فضلا عن حال اليقظة ، وذكر " العام " ، وهو ظرف زمني أيضاً ، في حال موت الفاعل أو المفعول وغيابه أو الجهل به .
وهاك هذا الشرح للفرق بين حال الموت والغياب وحال اليقظة والحضور في الآيات من البقرة ومن الكهف ، لعل الحكمة تتضح :
الفروق بين أهل الكهف وكلبهم الأحياء في ظرف السنين المذكورة ، والعزير وحماره الميتَيْن في ظرف المائة عام :
ألم تر أن أهل الكهف كانوا حاضرين حضوراً ما زائداً كل الزيادة عن أمر العزير الميت كل الموت ، وكذلك حماره .
في العزير قال : ( فأماته الله مائة عام ثم بعثه ) فطويت تلك الأعوام طياً تاماً من غير تفصيل في كيفية مرورها كأنها لم تكن ؛ أي أننا لا نستطيع أن نصور تفاصيل أمر العزير حال موته أو غيابه في ظرف المائة سنة ، هل تحلل أم بقي كما بقي طعامه وشرابه لم يتسنه .
فالإجمال ظاهر جداً في القصة وفي تحديد المائة عام .
أما في قصة فتية الكهف فالأمر مختلف جداً ، فقد قص الله علينا كيفية مر تلك السنين الطوال عليهم ، كأننا نراقبهم وهم أحياء يتنفسون ، في مشهد من مشاهد رقودهم في كل يوم ، وفيها :
1) حركة الشمس وهي تطل عليهم كل يوم (وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ...)
2) موقعهم من الكهف ( وهم في فجوة منه )
3) هيئتهم المقاربة لحال اليقظة وهم رقود ( وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود )
4) تقلبهم تقلب الأحياء ( ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال )
5) حياة الكلب راقداً ( وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد )
6) مرآهم المرعب ( لو اطلعت عليهم لوليت منهم فراراً ولملئت منهم رعباً )
وهذه الأمور تنقل لنا حياتهم ماثلة كأننا معهم في كل لحظة وفي كل يوم وفي كل شهر وفي كل سنة من السنين التسع والثلاثمائة .
يا أخي والله كلامك جميل وواقعي . لو أنك فقط بينت وجه التشابه الوحيد والذي هو يهمنا من ذلك كله : وهو أن طي الأيام والسنين لم يكن حدثاً مميزاً للعزير وحماره فقط بل كان أيضاً لأصحاب الكهف وكلبهم رغم رقودهم والذي هو أخو للموت أو الوفاة. مالك يا رجل ألم تستوضح بعد هذه الجزئية من النقاش وهي التي نبحث عنها؟؟؟ انظر أخي الحبيب وكلك نظر:
في قصة العزير:
(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ )
في قصة أصحاب الكهف:
وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ
أرأيت أين هو التشابه الذي أبحث عنه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
وماذا يفيدني في البحث الذي نبحثه غير هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
نفهم مما سبق أن طي الأيام والشهور والسنين كانت للعزير وأصحاب الكهف وحيواناتهم البهيمة على حد سواء. أفي ذلك مراء؟؟؟؟
ونتحصّل من ذلك كله على فائدة : أن الشدة والعنت والكد لا يمكن أن تحصل للميت ولا للذي في حالة رقود.
الم يقل الله تعالى (قالوا من بعثنا من مرقدنا) ماذا يعني الرقاد هنا إن لم يكن الموت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
سأجيبك أنا عليها
الكفار يعذبون في قبورهم والذي يكون راقداً والسنوات تطوى بحقه لا يمكن أن يعذب لانتفاء صفة الرقود عنه. فكيف توفق بين الرقود الذي لا عذاب فيه وبين الكفار الذين يُعذبون في قبورهم؟؟؟؟؟.
أجاب أهل العلم عن ذلك وهذه مسألة أخرى فيها فائدة جليلة. وهي أن آخر أربعين سنة قبل البعث يرفع الله تعالى عنهم العذاب فيكونون عند البعث في سلام فانتفت عنهم حالة العذاب.
ولكنك تلاحظ بما لا يدع للشك موضعاً أنهم أخذوا صفة الرقود رغم أنهم أصلاً أموات؟؟؟ ألا يدل ذلك على تداخل صفة الرقود مع صفة الموت تداخلاً وثيقاً لا نكارة فيه ولا استهجان فعد هداك الله عن قولك(فلا تلزمنا بحيدتك واستطرادك). والله تعالى أعلم.
 
ويسألونك عن الروح ؟

ويسألونك عن الروح ؟

يا أخي والله كلامك جميل وواقعي . لو أنك فقط بينت وجه التشابه الوحيد والذي هو يهمنا من ذلك كله : وهو أن طي الأيام والسنين لم يكن حدثاً مميزاً للعزير وحماره فقط بل كان أيضاً لأصحاب الكهف وكلبهم رغم رقودهم والذي هو أخو للموت أو الوفاة. مالك يا رجل ألم تستوضح بعد هذه الجزئية من النقاش وهي التي نبحث عنها؟؟؟ انظر أخي الحبيب وكلك نظر:
في قصة العزير:
(أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هََذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ )
في قصة أصحاب الكهف:
وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ
أرأيت أين هو التشابه الذي أبحث عنه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
وماذا يفيدني في البحث الذي نبحثه غير هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
نفهم مما سبق أن طي الأيام والشهور والسنين كانت للعزير وأصحاب الكهف وحيواناتهم البهيمة على حد سواء. أفي ذلك مراء؟؟؟؟
ونتحصّل من ذلك كله على فائدة : أن الشدة والعنت والكد لا يمكن أن تحصل للميت ولا للذي في حالة رقود.
الم يقل الله تعالى (قالوا من بعثنا من مرقدنا) ماذا يعني الرقاد هنا إن لم يكن الموت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
سأجيبك أنا عليها
الكفار يعذبون في قبورهم والذي يكون راقداً والسنوات تطوى بحقه لا يمكن أن يعذب لانتفاء صفة الرقود عنه. فكيف توفق بين الرقود الذي لا عذاب فيه وبين الكفار الذين يُعذبون في قبورهم؟؟؟؟؟.
أجاب أهل العلم عن ذلك وهذه مسألة أخرى فيها فائدة جليلة. وهي أن آخر أربعين سنة قبل البعث يرفع الله تعالى عنهم العذاب فيكونون عند البعث في سلام فانتفت عنهم حالة العذاب.
ولكنك تلاحظ بما لا يدع للشك موضعاً أنهم أخذوا صفة الرقود رغم أنهم أصلاً أموات؟؟؟ ألا يدل ذلك على تداخل صفة الرقود مع صفة الموت تداخلاً وثيقاً لا نكارة فيه ولا استهجان فعد هداك الله عن قولك(فلا تلزمنا بحيدتك واستطرادك). والله تعالى أعلم.


أستغفر الله من قولي بحيدتكم
أستغفر الله ثم استغفر اللهَ !
أخي أبا أنس حفظه الله
البحث لا يبحث عن التشابه بقدر ما يبحث عن الفروق .. وهذا ما رأيت - معتذراً - أنه حيدة عن الموضوع .
وإذا كنت مصراً على أن نتناول التشابه فلا بأس إذا كان سيفضي إلى معالجة الفروق .
إذا كان قوله تعالى ( لبثنا يوماً أو بعض يوم ) هو دليل اعتراضك على صحة التفرقة بين الشدة في حال النوم وحال الموت = فلا حجة فيه ؛ وذلك لأسباب :
1. أنه صادر من ظنٍّ مخالف للواقع ، فهم قالوا ظناً : ( يوماً أو بعض يوم ) ، وهو يقيناً : ( مائة عام ) أو ( ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً ).. فلماذا نعول على ما يخالف الواقع ؟ وإن الظن لا يغني من الحق شيئاً .. وحجة هذا الظن عندهم أن مقدار نومة الإنسان في العادة الجارية لا تتجاوز هذا القدر ، وهذا منهم قياس مفارق للواقع . وهم معذورون في قولهم مرفوع عنهم التكليف فضلا عن الإحصاء لما لبثوا .
2. أنه قول يصدر عن كل من لم يُحْصِ المدّة بدقّة أيا كان السبب، فكل الناس أحياء وأمواتاً سيقولون يوم القيامة : لبثنا يوماً أو بعض يوم ، قال تعالى ( قال : كم لبثتم في الأرض عدد سنين ؟ قالوا : لبثنا يوماً أو بعض يوم ، فاسأل العادين . قال : إن لبثتم إلا قليلاً ، لو أنكم كنتم تعلمون ).. وإنما سجل الله عليهم الخطأ ( إن لبثتم إلا قليلاً ، لو أنكم كنتم تعلمون ) لأنهم في حالة أهلية كاملة يؤاخذون بها ، فلو كانوا في حالة موت أو نوم لما حاسبهم جل وعلا ، لأنهم في حالة يرفع عنهم فيها القلم ، ولكنهم كانوا أحياء ، ومع ذلك قالوا توهماً ونسياناً أو غفلة : لبثنا يوماً أو بعض يوم .. فما وجه الاعتراض بتشابه ظنّيّ على الفروق المذكورة ؟ .
3. أن الله لم يعتبر هذا القول بدليل تصحيحه في قصة عزير والرد عليه بقوله : ( قال : بل لبثت مائة عام ) ، وفي قصة أهل الكهف ردوا على أنفسهم بقولهم : ( قالوا : ربكم أعلم بما لبثتم ...) وأخبر الله عنهم ( ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازداوا تسعاً ) .
4. أنك أغفلت الفارق التفصيلي الذي جعله الله بين الحالتين : حالة نوم أهل الكهف التي تكتسي بكل مظاهر الحياة ، وحالة موت عزير ودابته ؛ فطيّ السنين ظاهر جداً في قصة عزير ( أماته الله ثم بعثه ) الذي فارقت روحه جسده طيلة مائة عام ثم أعادها الله إليه . أما في قصة أهل الكهف فلا (كما أسلفت في المشاركة رقم 27) ، لقد بقيت الروح ساكنة في أجسادهم التي تتقلب بإذن ربها محافظة على الكيان المركب من جسد وروح كل تلك القرون ! فأين التشابه بين الفناء وهدأته والبقاء وشدّته ؟؟؟ .
والله أعلم .
 
فأين التشابه بين الفناء وهدأته والبقاء وشدّته ؟؟؟ .
.
وهل البقاء حال النوم العميق وآذانهم مضروبٌ عليها، فيه شدة؟؟؟؟ وأي شدة هذه التي تأتيهم وهم رقود آمنين ومن أي نوع ؟؟؟؟؟؟
(وضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا. )لا تقل لي شدة الإنتظار وقد تساووا في ذلك مع العزير فكلاهما قال مدة ظنية ليست حقيقية. وذلك بسبب طي الزمن بحقهم جميعاً .
 
سأكون أول الشاكرين لك إن شاء الله .
أعدك إن شاء الله في هذه الليلة فأنا مشغول طيلة النهار والأمر يحتاج الى بعض الوقت .رغم أني شرعت به والحمد لله. وستجد ما يرضيك وتقر به عينك.
 
السنة العام الحول

السنة العام الحول

بسم الله والصلاة والسلام على رسول اللهصل1 وبعد
أولاً وقبل أن أبدأ ومن أجل أن لا يطلع علينا أحدهم فيسالني: هل اطلعت على هذا الموضوع في كتب التفسير؟؟ وهل قرأت ما قاله الأولون عنه؟؟ فأقول نعم اطلعت عليه منذ البداية . وقد قالوا جميعاً ونقلوا عن بعضهم أن السنة (غالباً) وضع تحت غالباً خطاً أنها غالباً ما تطلق على الشدة . والعام على الرخاء. إلا أن أحداً من الأولين وخاصة أهل التفسير لم يتمعن في هذه القضية اكثر من ذلك . لأنها قضية ليست بتلك الأهمية العالية رغم فوائدها المستبطة.
ثانياً: وقبل أن أجيب على ما سأقوله الآن اطلعت قبل ذلك على مشاركة أخينا وحبيبنا الفاضل فضيلة الدكتور عبد الرحمن الشهري حول نقله عن كتاب يتكلم عن أدب الحوار. وقد سيرت قلمي قبل كل شيء لأكون وقافاً على الحق إن شاء الله.
طبعاً الأخ عصام أستاذ فاضل وقد انبرى هو وحده في الذود عن السنة وأخويها العام والحول. وبذل كل جهد ليوصل فكرة رائعة في هيكلها وجوهرها تثبت أن هذه المسميات لها اختلافات عند أهل اللغة وفي القرآن أيضاً حري بطالب العلم أن يتعرف عليها . وقد كان ورائه ويتبعه بذلك مئات القارئين الذين تابعوا الموضوع باهتمام بالغ. بالإضافة الى ما كان يتبعه من تشجيع وشكر على كل تقديم كان يضيفه مشكوراً.
والعنوان الذي عدله بعض الأخوة في الإشراف وسّع البحث ليخرج من مفاهيم محددة في ألفاظ القرآن الى رأي اللغة وما اوسعه من باب لنخلص بنتيجة مرضية لله أولاً وللحق والأخوة طلبة العلم ثانياً .
يتبع

[FONT=&quot]

[/FONT]
 
سنة حول عام

سنة حول عام

[FONT=&quot]أما الآن فسوف أتفق مع أخي عصام على أن السنة يقصد بها الشدة والجدب في معظم الاحايين . وبذلك فقد وافقته على ما ذهب اليه مبدئياً ودفعة واحدة بدون أقساط. ولكن في ذلك تفصيل وليس على اطلاقه لأن الأولين لم يقولوا ذلك بالكلية ولكنهم أجمعوا على انه مصطلح يقصد به الجدب والشدة غالباً.
ومن اجل أن أبين الموضع بطريقة دقيقة حتى نستفيد من ذلك الجهد كله . فإنني سوف أطلعكم على ما قاله اهل اللغة بالتفصيل والدقة حول مصطلح السنة والعام:
قال صاحب المصباح المنير:عن أحمد بن يحيى قال: السنة من أي يوم عددته إلى مثله و ( العَامُ ) لا يكون إلا شتاء و صيفا. وهذه النقطة أظن أن أهل التفسير قد غفلوا عنها أو لم يتطرقوا اليها والله أعلم.
وفي التهذيب أيضا ( العَامُ ) حول يأتي على شتوة و صيفة و على هذا ( فَالعَامُ ) أخص من السنة فكلّ عام سنة و ليس كلّ سنة عاما و إذا عددت من يوم إلى مثله فهو سنة وقد يكون فيه نصف الصيف و نصف الشتاء و ( العَامُ ) لا يكون إلا صيفا وشتاء متواليين و تقدم في ( أَوَّلَ ) قولهم ( عَامٌ أَوَّلُ ) وعاملته ( مُعَاوَمةً ) من ( العَامِ ) كما يقال مشاهرة من الشهر ومياومة من اليوم و ملايلة من الليلة [/FONT]
[FONT=&quot]قال السّهيليّ في الرَّوْض : : والسَّنَةُ أَطْوَل من العامِ والعامُ يُطْلَق على الشّهورِ العربيَّةِ بخِلافِ السَّنَة[/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]

[FONT=&quot]قال أبو علي الفارسي : السنة على معنيين : أحدهما : يراد بها ـ الحول والعام ـ والآخر يراد بها ـ الجدب ـ وهو خلاف الخصب فمما أريد به الجدب قوله صلى الله عليه وسلّم : "اللهم اجعلها عليهم سنيناً كسنين يوسف" وقول عمر رضي الله عنه : إنا لا نقع في عام السنة ، فلما كانت السنة يعني بها الجدب ، اشتقوا منها كما يشتق من الجدب. ويقال : أسنتوا ، كما يقال أجدبوا. قال الشاعر : [/FONT]
[FONT=&quot]ورجال مكة مسنتون عجاف[/FONT]
[FONT=&quot]أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على عتبة بن أبي وقاص يوم أحد حين كسر رباعيته ، وأدمى وجهه ، فقال : « اللهم لا تحل عليه الحول حتى يموت كافرا ، فما حال عليه الحول (1) حتى مات كافرا إلى النار »[/FONT]
[FONT=&quot]__________[/FONT]
[FONT=&quot](1) الحول : العام أو السنة[/FONT]
[FONT=&quot]قال النيسابوري:{ ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين } أي بسني القحط . فالسنة من الأسماء الغالبة غلبت على القحط كالدابة والنجم ، وقد يراد بها في غير هذا الموضع الحول والعام . قال أبو زيد والفراء : بعض العرب يقول هذه سنين ورأيت سنيناً فيعرب النون ومنه قول الشاعر :[/FONT]
[FONT=&quot]دعاني من نجد فإن سنينه ... لعبن بنا شيباً وشيبننا مرداً .[/FONT]
[FONT=&quot]والسنون من الجموع المصححة الشاذة .[/FONT]
[FONT=&quot]وفي كتاب اللطائف في اللغة:[/FONT]
[FONT=&quot]أسماء السنة كثيرة ومنها: الحقبة الحقب الخريف العجوز العام الحجة.[/FONT]
[FONT=&quot]وفي المحيط في اللغة: الحَوْلُ: سَنَةٌ بأسْرِها، حالَ الحَوْلُ يَحُوْلُ حَوْلاً وحُؤُوْلاً. وأحَالَ الشَّيْءُ: أتى عليه حَوْلٌ،[/FONT]
[FONT=&quot]نتبين من كل ما سبق اختلاف أهل اللغة في معنى السنة وإضافة معاني اليها غير القحط والشدة . وانها أحياناً تتفق مع مصطلح العام وأحياناً أخر تبتعد عنه قليلاً . بالإضافة الى اختلاف المعنى العام الدقيق في مصطلح السنة والعام بما لا يستغني عنه الباحث في هذا الأمر. والذي لولا مخاضنا فيه لما عرفنا حقاً الفرق الدقيق بين هذه المصطلحات المتشابه التي تخفى على كثير من الخلق. والفضل يعود بعد الله تعالى الى الأخ الفاضل الأستاذ عصام الذي أتحفنا بما عنده أولاً واستثارنا بما فيه الكفاية لنخرج بعض الخبء من أهل العلم لتعم الفائدة على الجميع. [/FONT]

[FONT=&quot]بارك الله في الجميع واشكر كل من اهتم وتابع . والحمد لله رب العالمين.
[/FONT]
 
أخي الفاضل تيسير
إنما كان البحث في أول أمره ( من أول مشاركة ) محاولة للكشف عن الفروق بين الكلمات في الاستعمال القرآني .. ولا زال .
والاستعمال القرآني استعمال دقيق لا مكان فيه للأغلبية التي تنقلها في الاستعمال العربي لهذه الألفاظ والمتناقضة أحياناً .
ولا أمنع من تناول استعمال العرب لهما في هذا البحث ، وقد استحسنت تغيير الإخوة للعنوان ، ليتسع البحث والنظر ، ولكن بشرط أن لا يخلط بينهما .
ولا سيما أن القرآن يقصد إلى التفريق بينهما قصداً ظاهراً بالمخالفة بين اللفظين في السياق الواحد ، كشأنه في كل المترادفات ، كما لا يخفى .
مثال ذلك قوله تعالى (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً ) .
وقوله : (قال : تزرعون سبع سنين دأباً ... ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد ... ثم يأتي من بعد ذلك عام ...) .
وأحسب أنه صار معلوماً للباحثين في السياق القرآني أن للقرآن نهجاً فريداً دقيقاً في استعمال الألفاظ المترادفة والمخالفة بينها ، نتدارسه ونستفيد منه ونقدره قدره ، ونحاكم لغة العرب إليه ، لا العكس .
والحقيقة أني أشكرك لأنك حفزتني وأثرتني للنظر والتدبر والتدقيق ، وأني حفزتك وأثرتك كما ذكرتَ : "بما فيه الكفاية لنخرج بعض الخبء من أهل العلم لتعم الفائدة على الجميع".
 
قراءة جديدة للفرق بين السنة والعام

قراءة جديدة للفرق بين السنة والعام

بسم الله الرحمن الرحيم،والحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على محمد وعلى آله أجمعين، وبعد:-
فإن الفرق بين السنة والعام والحول يتمثل في تعريف هذه المسميات وما ترتبط به:-
السنة هي مدة زمنية ترتبط "بفعل/حركة" الشمس، أي دورة الشمس الزمنية الكاملة.
العام هو مدة زمنية ترتبط "بفعل/حركة" القمر، أي دورة القمر الزمنية الكاملة.
الحول هو مدة زمنية ترتبط "بفعل/حركة" الإنسان، أي دورة " حال/فعل " الإنسان الزمنية الكاملة.
هذه هي القاعدة العامة في تعريف هذه المسميات؛ أي أن السنة هي السنة الشمسية،والعام هو العام القمري والحول هو الدورة الزمنية (بالأعوام)التي تبدأ بحال الإنسان وتنتهي بذلك الحال مثل حال من يرضع طفلا. وسأركز على الفرق بين السنة والعام لأن الفرق دقيق ومهم.
سميت السنة الشمسية بالسنة لأن أشهرها (متكررة وثابتة )حسب الفصول المناخية الأربعة المعروفة؛ مثلا, الشهر الثامن من السنة الشمسية (ما يسمى بشهر أغسطس) على سبيل المثال يوافق شدة الصيف في كل سنة، وهكذا كل شهر يتكرر وقوعه بشكل ثابت في كل سنة فيما يوافقه من فصل مناخي؛ وهذا هو التكرار الثابت الذي ذكرت.
وسمي العام عاما لأن شهور العام "تعم" جميع فصول السنة المناخية، فمثلا شهر رمضان تجده في تاريخ ما يوافق فصل الصيف وفي تاريخ آخر يوافق فصل الشتاء، ومرة الربيع ومرة الخريف وهكذا.
وكلا السنة والعام فيهما 12 شهرا
وفرق آخر هو في المدة الزمنية محسوبة بالأيام،كما يعرف الجميع؛ فالمدة الزمنية للسنة هي 365 يوما تقريبا، والمدة الزمنية للعام هي 354 يوما تقريبا؛واليوم هو الوحدة الزمنية التي تشترك فيها "السنة" و "العام" ؛لأن حركة الشمس وحركة القمر يتعاقبان في حركة الليل والنهار وهما ما يكون اليوم المعروف للناس.
يقول الله تبارك وتعالى في سورة الكهف :" ولبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا"، فهذه السنين أخذت دلالتها من (فعل/حركة) الشمس، وهذا المدلول يرتبط بما قبله من آيات في نفس السورة حيث يقول الله عز وجل :"وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال"،ولأن الله جعل (فعل/حركة) الشمس دليلا على مدة بقائهم؛ فناسب أن يذكر السنين بدلا من العام .
وحسب هذه القاعدة العامة، أيضا، فإن ذكر" السنة" في القرآن الكريم يرد عند حساب الزمن (المطلق) لأن السنة يحددها حركة الشمس (الكونية) بكميات مضبوطة ودقيقة لا مجال للخطأ فيها(لأنه ليس لرؤية الناس دور في تحديد بدء الشهر).
وحسب هذه القاعدة فإن ذكر "العام" يرد في العبادات؛لأن العبادات ترتبط برؤية الإنسان لهلال الشهر(وحركة القمر تبدأ حين يكون هلالا)، يقول الله تبارك وتعالى:" يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج"، وهي رؤية قد يحدث لبس لدى الناس في إدراكها والرسول الكريم يقول :"صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته؛ فإن غم عليكم فأكملوا عدة الشهر ثلاثين يوما.
والآن ما هي الحكمة من ذكر الله تعالى للسنة والعام في آية واحدة في قصة نوح وهي قوله تعالى: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا
عدد أيام السنة هي 365 يوما تقريبا، وعدد أيام "العام" هو 354 يوما تقريبا، ومن يريد عمر نوح بحساب دقيق عليه أن يحسب عدد أيام السنة(وهي أيام شمسية) فيكون عدد أيام ألف سنة كما يلي:-
1000×365=365000 يوم
عدد أيام العام 354 يوما تقريبا (وهي أيام قمرية)؛فتكون خمسون عام كما يلي:
50×354=17700 يوما
إذا عمر نوح بالأيام هو
365000- 17700= 347300 يوما
ولو كانت الخمسون (شمسية)، فتكون خمسون سنة كما يلي:
50×365=18250 يوم
ويكون عمر نوح هو
365000-18250 =346750 يوم
والفرق بين الحسابين هو 550 يوم وهو فرق كبير وهنا يظهر فائدة معرفة الدلالات اللغوية والكونية للمفردات القرآنية، والله تعالى أعلم.
أما قصة صاحب القرية فقد ذكر الله مائة عام حتى نعرف أنها مائة عام حسب حركة القمر فنعلم عدد الأيام على وجه الدقة فتكون المدة بالأيام هي
100×345=354000 يوما
وفي سورة يوسف قال : (تزرعون سبع سنين دأباً ... ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد ... ثم يأتي من بعد ذلك عام)، والزراعة ترتبط بالأحوال المناخية الثابتة على مدى السنة(الشمسية)ولذلك ناسب استخدام لفظ سنين . والغوث الذي يأتي الناس ليس له وقت معلوم محدد مثل تحديد شهور (السنة)؛بل قد يأتي في أية شهر من شهور العام؛ ولذلك ناسب أن يقول ثم يأتي من بعد ذلك عام إلى آخر الآية. والله تعالى أعلم.
لماذا يربط العرب بين القحط ولفظ "السنة"؟
إذا أمطر الناس في عام ولم يمطروا في العام التالي؛ فإن العرب لا تسمى هذا العام(الذي لم يمطروا فيه) سنة؛لأنه قد يأتي المطر في العام الثالث المقبل؛ أما إذا تكرر الجدب والقحط لسنوات متتاليات بشكل ثابت (وهنا تظهر دلالة التكرار الثابت )للقحط فإن هذه المدة من القحط تسمى "سنين" لدلالة التكرار الثابت للقحط؛ يقول تعالى : (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين)؛ وكما هو معروف ي اللغة فإن الأفعال التي فيها تكرار وثبات تسمى "سنة" ومن ذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم لأنها أفعال وأقوال متكررة ثابتة. والله تعالى أعلم.وصلى الله على نبيه محمد.​
 
بسم الله الرحمن الرحيم،والحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على محمد وعلى آله أجمعين، وبعد:-




فإن الفرق بين السنة والعام والحول يتمثل في تعريف هذه المسميات وما ترتبط به:-
السنة هي مدة زمنية ترتبط "بفعل/حركة" الشمس، أي دورة الشمس الزمنية الكاملة.
العام هو مدة زمنية ترتبط "بفعل/حركة" القمر، أي دورة القمر الزمنية الكاملة.
الحول هو مدة زمنية ترتبط "بفعل/حركة" الإنسان، أي دورة " حال/فعل " الإنسان الزمنية الكاملة.
هذه هي القاعدة العامة في تعريف هذه المسميات؛ أي أن السنة هي السنة الشمسية،والعام هو العام القمري والحول هو الدورة الزمنية (بالأعوام)التي تبدأ بحال الإنسان وتنتهي بذلك الحال مثل حال من يرضع طفلا. وسأركز على الفرق بين السنة والعام لأن الفرق دقيق ومهم.
.................................................
.................................................​

أخي الفاضل عبد الرحمن النور
ما تفضلت بذكره جديد كل الجِدّة منفك تمام الانفكاك عما تقدم ذكره في هذا البحث ..
وللقارئ الكريم أن يحكم أي الجهتين أقرب إلى الحق وأقوم أدلة .
وأود التنبيه والاستشكال على بعض ما أوردته من تعريفات فارقة بين هذه العبارات الثلاث بما يأتي :
= قال تعالى : ( فلبثت سنين في أهل مدين ) .. ومعلوم من الآية التي في السورة نفسها أن تلك السنين كانت حججاً ( ... على أن تأجرني ثماني حجج فإن أتممت عشراً فمن عندك ) .. والحجج جمع حجة ، ولا تكون الحجة إلا في شهري قمري .. فكيف توجه لنا إطلاق السنين على دورات القمر ؛ بخلاف ما أوردته : أن السنين لا تكون مرتبطة إلا بحركة الشمس .
= وقال تعالى : ( هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ).. فقد رتّب الله حكمة تعلم السنين والحساب بعد حركة الشمس والقمر معاً ، فكيف تخرّج ذلك ، على ما قدمت من أن السنين وحدها مختصة بالشمس وحدها ، لا تعلق لها بالقمر .
= وقال تعالى : ( فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً ) .. استثنى الله تعالى الأعوام من السنين ، فعلي قولك يكون الاستثناء بإخراج الوحدات القمرية (خمسين عاماً) من الوحدات الشمسية (ألف سنة)!! وهذا حساب لا نظير له ، ولا طائل تحته .
= وقلت :
الحول هو مدة زمنية ترتبط "بفعل/حركة" الإنسان، أي دورة " حال/فعل " الإنسان الزمنية الكاملة.
وهو كلام غير مفهوم ، ولا دلالة فيه على التفرقة ، لأن ( السنة / العام / الحول / الحجة ) كلها أجمع : وحدات لقياس الفعل أو قياس الحركة .
= وقلت :
فإن الأفعال التي فيها تكرار وثبات تسمى "سنة" ومن ذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم لأنها أفعال وأقوال متكررة ثابتة
والسَّنة ( بمعنى الوحدة الزمنية ) تختلف لفظاً واشتقاقاً ومعنى عن السُّنَّة ( بمعنى الطريقة ) .
والله الموفق .
 
ب
السنة هي مدة زمنية ترتبط "بفعل/حركة" الشمس، أي دورة الشمس الزمنية الكاملة.
العام هو مدة زمنية ترتبط "بفعل/حركة" القمر، أي دورة القمر الزمنية الكاملة.
الحول هو مدة زمنية ترتبط "بفعل/حركة" الإنسان، أي دورة " حال/فعل " الإنسان الزمنية الكاملة.
أخي الفاضل :
خذها مني كلمة واعتبرها قاعدة :
أي ذكر للسنة أو العام أو الحول في القرآن الكريم لا تكون حساباته ودلالاته إلا للحساب القمري الذي هو أصل الحساب والعد وأصل الإحتكام الفقهي والشرعي في القرآن. فعندما يقول القرآن : شهرين متتابعين فهذا يعني شهرين قمريين وهذا طبعاً لا بد له أن يتبع السنة القمرية لا الشمسية. وبارك الله بك.
 
الأخت حمامة الإسلام بارك الله فيك
فيما سلف بعض إجابة على أسئلتك .
والبقية :
بالاستقراء ذكر القرآن " السنة " ، وهي الظرف الزمني ، في حال نوم الفاعل أو المفعول وحضوره فضلا عن حال اليقظة ، وذكر " العام " ، وهو ظرف زمني أيضاً ، في حال موت الفاعل أو المفعول وغيابه أو الجهل به .
وهاك هذا الشرح للفرق بين حال الموت والغياب وحال اليقظة والحضور في الآيات من البقرة ومن الكهف ، لعل الحكمة تتضح :
الفروق بين أهل الكهف وكلبهم الأحياء في ظرف السنين المذكورة ، والعزير وحماره الميتَيْن في ظرف المائة عام :
ألم تر أن أهل الكهف كانوا حاضرين حضوراً ما زائداً كل الزيادة عن أمر العزير الميت كل الموت ، وكذلك حماره .
في العزير قال : ( فأماته الله مائة عام ثم بعثه ) فطويت تلك الأعوام طياً تاماً من غير تفصيل في كيفية مرورها كأنها لم تكن ؛ أي أننا لا نستطيع أن نصور تفاصيل أمر العزير حال موته أو غيابه في ظرف المائة سنة ، هل تحلل أم بقي كما بقي طعامه وشرابه لم يتسنه .
فالإجمال ظاهر جداً في القصة وفي تحديد المائة عام .
أما في قصة فتية الكهف فالأمر مختلف جداً ، فقد قص الله علينا كيفية مر تلك السنين الطوال عليهم ، كأننا نراقبهم وهم أحياء يتنفسون ، في مشهد من مشاهد رقودهم في كل يوم ، وفيها :
1) حركة الشمس وهي تطل عليهم كل يوم (وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ...)
2) موقعهم من الكهف ( وهم في فجوة منه )
3) هيئتهم المقاربة لحال اليقظة وهم رقود ( وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود )
4) تقلبهم تقلب الأحياء ( ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال )
5) حياة الكلب راقداً ( وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد )
6) مرآهم المرعب ( لو اطلعت عليهم لوليت منهم فراراً ولملئت منهم رعباً )
وهذه الأمور تنقل لنا حياتهم ماثلة كأننا معهم في كل لحظة وفي كل يوم وفي كل شهر وفي كل سنة من السنين التسع والثلاثمائة .

جزاكم الله كل خير ..
فهمت الفرق والمقصود ..
نفع الله بكم
 
عودة
أعلى